وقفات مع احدات تونس .pdf
À propos / Télécharger Aperçu
Nom original: وقفات مع احدات تونس.pdf
Auteur: HANDASA
Ce document au format PDF 1.3 a été généré par ABBYY PDF Transformer 2.0 / PDF-XChange 3.60.0102 (Windows XP), et a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 10/06/2011 à 00:59, depuis l'adresse IP 41.201.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 928 fois.
Taille du document: 538 Ko (75 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﻡ٢٠١١ = ﻫـ١٤٣٢
٢
ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺒﻼ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺒﻼ ﻨﻬﺎﻴﺔ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺩﻨﻭﻩ ﻭﺩﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻩ
،ﻓﻼ ﻴﺤﻭﻴﻪ ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻻ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻪ ﻤﻜﺎﻥ ،ﻭﻻ ﻴﺌﻭﺩﻩ ﺤﻔﻅ ﻤﺎ ﺨﻠﻕ ﻭﻟﻡ ﻴﺨﻠﻘﻪ
ﻋﻠﻰ ﻤﺜﺎل ﺴﺒﻕ ،ﺒل ﺃﻨﺸﺄﻩ ﺍﺒﺘﺩﺍﻋﺎ ﻭﻋﺩﻟﻪ ﺍﺼﻁﻨﺎﻋﺎ ﻓﺄﺤﺴﻥ ﻜل ﺸﻲﺀ ﺨﻠﻘﻪ
ﻭﺘﻤﻡ ﻤﺸﻴﺌﺘﻪ ﻭﺃﻭﻀﺢ ﺤﻜﻤﺘﻪ ﻓﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻭﻫﻴﺘﻪ.
ﻭﺃﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺇﻟﻬﺎ ﺘﻘﺩﺴﺕ ﺃﺴﻤﺎﺅﻩ ﻭﻋﻅﻤﺕ ﺁﻻﺅﻩ ﻭﻋﻼ ﻋﻥ ﺼﻔﺎﺕ
ﻜل ﻤﺨﻠﻭﻕ ﻭﺘﻨﺯﻩ ﻋﻥ ﺸﺒﻴﻪ ﻜل ﻤﺼﻨﻭﻉ ﻓﻼ ﺘﺒﻠﻐﻪ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﻻ ﺘﺤﻴﻁ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﻘﻭل
ﻭﻻ ﺍﻹﻓﻬﺎﻡ ﻴﻌﺼﻰ ﻓﻴﺤﻠﻡ ﻭﻴﺩﻋﻰ ﻓﻴﺴﻤﻊ ﻭﻴﻘﺒل ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻴﻌﻔﻭ ﻋﻥ
ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻴﻌﻠﻡ ﻤﺎ ﺘﻔﻌﻠﻭﻥ ،ﻭﺃﺸﻬﺩ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺤﻕ ﻭﻗﻭل ﺼﺩﻕ ﺒﺈﺨﻼﺹ ﻨﻴﺔ
ﻭﺼﺤﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺃﻥ ﻤﺤﻤﺩﺍ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻋﺒﺩﻩ ﻭ ﻨﺒﻴﻪ ﻭﺼﻔﻴﻪ ،ﺍﺒﺘﻌﺜﻪ ﺇﻟﻰ ﺨﻠﻘﻪ
ﺒﺎﻟﺒﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺩﻯ ﻭﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻓﺒﻠﻎ ﺭﺴﺎﻟﺘﻪ ﻭﻨﺼﺢ ﺃﻤﺘﻪ ﺤﺘﻰ ﺁﺘﺎﻩ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ،ﻓﺼﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻬﺩﻯ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺼﺤﺒﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ .
ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ﻭﻤﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺘﺴﺘﺤﻕ
ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤل ﻤﻥ ﻜل ﻋﺎﻗل ،ﻷﻨﻬﺎ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺭﺒﻤﺎ ﺘﺠﺎﻭﺯﺕ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻭﻗﻌﺎﺕ ،
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺼﺩﺍﻫﺎ ﻗﺩ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﻜﺫﺍ ﺃﺜﺭﻫﺎ ﺴﻭﻑ ﻴﻅل ﺤﻜﺎﻴﺔ
ﺘﺭﻭﻯ ﻟﻸﺠﻴﺎل ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ﻓﻲ ١٧ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ٢٠١٠
ﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﺃﻀﺭﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺒﻭﻋﺯﻴﺯﻯ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻜﺎﺤﺘﺠﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﺃﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﻟﻠﻌﺭﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ
ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻀﺭﺏ ،ﺜﻡ ﺃﻭﺼﺩﺕ ﻓﻲ ﻭﺠﻬﻪ ﺃﺒﻭﺍﺏ
ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻥ.
ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺸﻌﻠﺕ ﻟﻬﻴﺏ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﺇﻟﻰ
٣
ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ،ﻟﻴﻨﺯل ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻴﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻟﻴﻌﺒﺭﻭﺍ ﻋﻥ ﺭﻓﻀﻬﻡ
ﻟﻠﺒﻁﺎﻟﺔ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ
ﻫﻴﺎﻜل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﻭﻀﻊ ﺤﺩ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻨﻬﺏ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﻗﺒل
ﻋﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻭﺃﺼﻬﺎﺭﻩ ﺜﻡ ﺍﻨﻀﺎﻓﺕ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﺈﺼﻼﺤﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﻜﺒﺕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ.
ﺤﺎﻭل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺇﻴﻘﺎﻑ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﺎﺕ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤل ﺍﻷﻤﻨﻲ .ﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ
ﺍﺸﺘﺒﺎﻜﺎﺕ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺒﻴﻥ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻭﻉ ﻤﺎ ﻴﻨﺎﻫﺯ
١٠٠ﻗﺘﻴل ﻭﻋﺩﻴﺩ ﺍﻟﺠﺭﺤﻰ .ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻬﺩﺃ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭ ﺍﻟﻀﺭﺏ
ﻭ ﺍﻟﻘﺘل ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻻﺕ.
ﻤﻥ ﺠﻬﺘﻪ ﺤﺎﻭل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻲ ﺯﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﺒﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﻓﺄﻟﻘﻰ
ﺨﻁﺎﺒﻴﻥ ﻤﺯﺝ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻤﺭﻜﺯﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻋﻴﺩ ،ﻗﺒل ﺃﻥ
ﻴﺘﻭﺠﻪ ﺒﺨﻁﺎﺒﻪ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﻠﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﻜﺎﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ
ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺇﻴﻘﺎﻑ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻨﻪ ﻟﻥ
ﻴﺘﺭﺸﺢ ﻟﻼﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ .٢٠١٤ﻜﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﺒﺘﺤﻭﻴﺭﺍﺕ ﻭﺯﺍﺭﻴﺔ
ﻭﻋﺯل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻴﻥ ﺜﻡ ﺤل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻻﺤﻘﺎ .ﻟﻜﻥ ﻜل ﺫﻟﻙ ﺠﺎﺀ ﻤﺘﺄﺨﺭﺍ ﻻﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺤﺴﻡ ﻗﺭﺍﺭﻩ ﺒﺘﻨﺤﻴﺔ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﺒﺭ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺸﻌﺎﺭﻩ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ
ﺨﺒﺯ ﻭﻤﺎﺀ ﻭﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﻻ.
ﻭﻓﻲ ﻤﺴﺎﺀ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ١٤ﻴﻨﺎﻴﺭ ﺴﻨﺔ ٢٠١١ﻡ ،ﻭﺒﻌﺩ ﺴﺎﻋﺎﺕ ﻤﻥ
ﺤل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﻀﻭﻥ ﺃﺸﻬﺭ ،ﻫﺭﺏ ﺒﻥ
ﻋﻠﻲ ﻤﻐﺎﺩﺭﺍ ﺘﻭﻨﺱ ﺒﺎﺘﺠﺎﻩ ﻤﺎﻟﻁﺎ ﺜﻡ ﺒﺎﺭﻴﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻀﺕ ﺍﺴﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻟﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﻪ
ﺍﻟﻤﻁﺎﻑ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺠﺩﺓ ﺒﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ .ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼل
٥٦ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ،ﺃﻋﻠﻥ ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ﻋﻥ ﺘﻭﻟﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻐﻨﻭﺸﻲ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ
ﻤﻨﺼﺏ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﺅﻗﺘﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻤﻜﺙ ﻓﻴﻪ ﻁﻭﻴﻼ ﻟﻴﻌﻠﻥ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﺸﻐﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ ﻟﻴﺘﻭﻟﻰ ﺒﺫﻟﻙ ﻓﺅﺍﺩ ﺍﻟﻤﺒﺯﻉ ﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ
٤
ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼل .٥٧ﻭﺃﻋﻠﻨﺕ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﺴﺘﻠﻡ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺯﻤﺎﻡ
ﺍﻷﻤﻭﺭ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻓﻘﺩ ﺘﻨﺎﺩﻯ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﻨﺘﺭﻨﺕ ﻜﺎﻟـ ﻓﻴﺴﺒﻭﻙ ﻭﺍﻟـ ﺘﻭﻴﺘﺭ ﻭﺍﻟـ ﻴﻭﺘﻴﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻥ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﻼﺜﺎﺀ ٢٥
ﻴﻨﺎﻴﺭ ٢٠١١ﻡ )ﻭﻫﻭ ﻴﻭﺍﻓﻕ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺒـ"ﻋﻴﺩ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ"( ﺒﺄﻨﻪ ﻴﻭﻡ
ﻏﻀﺏ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻤﺘﺄﺜﺭﻴﻥ ﺒﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻓﻠﺒﻰ ﺁﻻﻑ
ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﻴﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﺨﺭﺠﺕ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺭﺠﺎﺀ ﻤﺼﺭ.
ﻟﺠﺄﺕ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ ﻟﻔﺽ ﺍﻋﺘﺼﺎﻡ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ
ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺒﻭﺴﻁ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﻋﻨﺩ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻠﻴل ،ﻭﻗﺩ ﺸﻬﺩﺕ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﺎﺕ ﺜﻼﺜﺔ
ﻗﺘﻠﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺩﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ.
ﻭﻗﺩ ﺸﻤﻠﺕ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﻤﺩﻥ :ﺩﻤﻴﺎﻁ ﻭﺃﺴﻴﻭﻁ
ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻭﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻭﻴﺱ ﻭﺍﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﻭﻁﻨﻁﺎ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ٢٦ :ﻴﻨﺎﻴﺭ ٢٠١١ﻗﺎﻤﺕ ﺁﻻﻑ ﻤﻥ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻥ ﺒﺈﻟﻘﺎﺀ
ﺍﻟﻘﻨﺎﺒل ﺍﻟﻤﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺩﻤﻭﻉ ﺒﻜﺜﺎﻓﺔ ﺒﻌﻴﺩ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻋﺸﺭﺓ ﺁﻻﻑ
ﻤﺘﻅﺎﻫﺭ ﺒﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻓﺭﻗﺘﻬﻡ ﻭﻁﺎﺭﺩﺘﻬﻡ ﻋﺒﺭ
ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﺎﺕ ﺒﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ ،ﻭﻭﺼل ﻋﺩﺩ
ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ ﺇﻟﻰ ٧ﻗﺘﻠﻰ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ٢٧ :ﻴﻨﺎﻴﺭ ٢٠١١ﺒﺩﺃﺕ ﻓﻲ ﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺩﺓ
ﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺘﻲ ﺍﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﻭﻁﻨﻁﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﺘﻌﺯﻴﺯﺍﺕ ﺃﻤﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ
ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺘﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺃﻤﺎﻡ "ﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ" ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻁﻨﻁﺎ
ﺒﻠﻎ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﻭﺍﻟﻲ ٥،٠٠٠ﺸﺨﺹ .ﻭﻗﺩ ﺍﻗﺘﺤﻡ ﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻭﻥ ﻓﻲ
ﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﻭﺍﺒﺎﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،ﻭﺃﻀﺭﻤﻭﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ
ﻋﺠﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﺒﻠﺩ
ﻜﻤﺎ ﺘﺎﺒﻌﺕ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﺎﺕ
٥
ﺍﻟﻅﻬﻭﺭ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻤﺩﻥ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻭﺒﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ
ﺒﻘﻁﻊ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻻﻨﺘﺭﻨﺕ ﻋﻥ ﻤﺼﺭ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ٢٨ :ﻴﻨﺎﻴﺭ ٢٠١١ﻭﻫﻭ ﻴﻭﻡ ) :ﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻐﻀﺏ( ﺃﺼﺩﺭﺕ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﺘﺼﺎﻻﺕ ﺃﻤﺭﺍ ﺒﻭﻗﻑ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻹﻨﺘﺭﻨﺕ ﻭﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻘﺼﻴﺭﺓ )(sms
ﻭﺍﻻﺘﺼﺎل ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻬﻭﺍﺘﻑ ﺍﻟﻤﺤﻤﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﺤﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،
ﺒﺩﺃﺕ ﺒﻌﺩ ﺃﺩﺍﺀ ﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺘﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻥ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،ﻓﺨﺭﺝ ﻤﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ
ﻭﻗﺩ ﺃﻁﻠﻕ ﺍﻷﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻘﻨﺎﺒل ﺍﻟﻤﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺩﻤﻭﻉ ﻭﺍﻋﺘﺭﺽ ﺭﺠﺎل ﺍﻷﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻤﻨﻌﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻁﻠﻘﺕ
ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺭﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﻁﺎﻁﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻗﺭﺏ ﺍﻷﺯﻫﺭ ،ﻭﻻﺤﻕ
ﺭﺠﺎل ﺃﻤﻥ ﺒﻤﻼﺒﺱ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻭﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﺎﻋﺘﻘﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺠﻤﻭﻉ
ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻭﺍﺼﻠﺕ ﺘﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ﻭﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻲ،
ﻭﻫﻡ ﻴﻬﺘﻔﻭﻥ ﺒﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ .ﻜﻤﺎ ﺍﻤﺘﺩﺕ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﻁﻕ
ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻜﻤﺩﻴﻨﺔ ﻨﺼﺭ ﺸﺭﻗﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
ﻤﻊ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻭﻥ ﻗﺩ ﻨﺠﺤﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻴﻨﺘﻲ
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻭﻴﺱ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻡ ﺇﺤﺭﺍﻕ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ
ﻭﺍﻀﻁﺭﺕ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻥ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﺴﺤﺎﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻔﺸل ﻓﻲ
ﻗﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ ﻓﻘﺩ ﺴﻴﻁﹶ ﺭ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﻠﺤﺔ ﻗﺴﻡ
ﺸﺭﻁﺔ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻥ ،ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻭﺍ ﺍﻟﻘﻨﺎﺒل ﺍﻟﻤﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺩﻤﻭﻉ ﻀﺩ ﺭﺠﺎل ﺍﻷﻤﻥ ﺒﻴﻨﻤﺎ
ﺸﺎﻋﺕ ﺃﻨﺒﺎﺀ ﻋﻥ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﻁﺭﺩ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻥ ﻤﻨﻬﺎ.
ﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ
ﻭﺘﻡ ﺤﺭﻕ ﻤﻘﺭ ﻟﻠﺤﺯﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﺩﻤﺭﺕ ﻤﻘﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻤﺩﻥ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻜﻭﻡ ﺃﻤﺒﻭ
ﻭﺩﻤﻴﺎﻁ ،ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻭﻥ ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺈﺘﻼﻑ ﺠﻤﻴﻊ ﺼﻭﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺤﺴﻨﻲ
ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻤﺴﻘﻁ ﺭﺃﺴﻪ ﺸﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻭﻡ ﺒﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﻓﻴﺔ.
٦
ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻅﻬﺭ ﺒﺩﺃﺕ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺒﺎﻟﻅﻬﻭﺭ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻑ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺭﻭﻴﺘﺭﺯ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻴﻌﻠﻥ ﻋﻥ
ﺤﻅﺭ ﺍﻟﺘﺠﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻭﻴﺱ ،ﻟﻜﻥ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ
ﺘﺤﺩﺕ ﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﺤﻅﺭ ﺍﻟﺘﺠﻭﺍل .ﻭﻗﺩ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺍﻟﺴﻲ ﺇﻥ ﺇﻥ ﺘﺒﺎﻋﺎﹰ ﻋﻥ
ﺨﻁﺎﺏ ﺴﻴﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺤﺴﻨﻲ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ،ﻟﻜﻥ ﺜﺒﺕ
ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻋﺩﻡ ﺃﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ.
ﻭﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻨﺯﻟﺕ ﻤﺩﺭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻟﻤﺴﺎﻨﺩﺓ
ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﻀﻐﻭﻁﺎﺕ ﻭﺤﺩﻫﺎ .ﺒﺩﺃﺕ ﺤﺎﻻﺕ
ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻬﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﺏ ﺘﻘﻭل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺇﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ
ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻋﻤﻼﺀ ﺠﻨﺩﺘﻬﻡ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻟﻠﺘﺨﺭﻴﺏ.
ﻭﻓﻲ ﻴﻭﻡ ٢٩ﻴﻨﺎﻴﺭ ٢٠١١ﺃﺫﺍﻉ ﺍﻟﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻋﻥ ﺨﻁﺎﺏ ﻟﻠﺭﺌﻴﺱ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺤﺴﻨﻲ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﻋﺩ ﻓﻴﻪ ﺒﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻗﺎﻡ ﺒﺤل
ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻤﻊ ﻭﻋﺩ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻓﻀل ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﻓﺭﺹ ﺃﻜﺒﺭ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ
ﻟﻠﻨﻤﻭ ﻭﺍﻟﺭﺨﺎﺀ ﻭﺘﺭﻙ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﻟﻠﺤﺭﻴﺎﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﺭﺩﺓ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﻫﻲ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻲ ﺒل ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺭ ﻟﻥ
ﺘﺭﻀﻲ ﺒﺄﻗل ﻤﻥ ﺭﺤﻴل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﻋﺼﺎﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺃﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺄﻋﻤﺎل ﺍﻟﻨﻬﺏ
ﻭﺍﻟﺴﻠﺏ ﻤﻊ ﺘﺠﺎﻫل ﺘﺎﻡ ﻟﻠﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﺒل ﻭﺼﻠﺕ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻟﺩﺭﺠﺔ
ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﺸﺭﻁﺔ ﻤﻊ ﺃﻁﻼﻕ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺯﻴﻥ ﺒﺩﺍﺨل ﺃﻗﺴﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻤﻊ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺩﻋﻭﺍﺕ ﻋﺒﺭ ﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺠﻭﺍل ﻟﻠﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻟﻠﻌﻭﺩﺓ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ
ﺒﻴﻭﺘﻬﻡ.
ﻭﺴﺎﺩﺕ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﺘﺭ ﺍﻷﻤﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﻋﺩﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺠﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ
ﻓﻲ ﻟﻴﻤﺎﻥ ﻁﺭﺓ ﻭﺃﺒﻭ ﺯﻋﺒل ﻭﺍﻟﻘﻁﺎ .ﻭﺘﺤﺩﺙ ﻤﺭﺍﺴﻠﻭ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﻋﻥ ﺇﻁﻼﻕ ﻨﺎﺭ
ﻭﺴﻘﻭﻁ ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺠﺭﺤﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﺠﻭﻥ .ﻭﺫﻜﺭﺕ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﻤﻨﻴﺔ ﻟﺭﻭﻴﺘﺭﺯ ﺃﻥ
٧
ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺯﻻﺀ ﺴﺠﻥ ﺃﺒﻭ ﺯﻋﺒل ﻗﺘﻠﻭﺍ ﺒﺭﺼﺎﺹ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺃﻥ ١٢٣
ﺁﺨﺭﻴﻥ ﺃﺼﻴﺒﻭﺍ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤﺤﺎﻭﻟﺘﻬﻡ ﺍﻟﻬﺭﻭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺠﻥ .ﻭﻗﺩ ﻗﺎﻟﺕ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﻤﻨﻴﺔ
ﺇﻥ ﻨﺤﻭ ﺃﻟﻑ ﺸﺨﺹ ﻓﺭﻭﺍ ﻤﻥ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺸﺭﻁﺔ ﻤﺼﺭﻴﺔ
ﺍﻗﺘﺤﻤﻬﺎ ﻤﺤﺘﺠﻭﻥ ﻭﻨﻬﺒﻭﻫﺎ ﻭﺃﺤﺭﻗﻭﺍ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ .ﻭﺫﻜﺭ ﻤﺭﺍﺴل ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺃﻥ ﻗﻭﺍﺕ
ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻗﺘﺤﻤﺕ ﺴﺠﻥ ﺍﻟﻘﻁﺎ ﺒﺩﻟﺘﺎ ﻤﺼﺭ ﻭﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ .ﻜﻤﺎ ﺘﺤﺩﺙ
ﻋﻥ ﺘﻤﺭﺩ ﺒﺴﺠﻥ ﺃﺒﻭ ﺯﻋﺒل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻀﻡ ﺴﺠﻨﺎﺀ ﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ،ﻭﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺇﻁﻼﻕ ﻨﺎﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻥ.
ﻭﻟﻘﺩ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﻭﻥ "ﻟﻤﺴﻴﺭﺓ ﻤﻠﻴﻭﻨﻴﺔ" ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﻼﺜﺎﺀ ١ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٢٠١١ﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ
ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺤﺴﻨﻲ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﺒﺎﻟﺘﻨﺤﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻜﺭﺕ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺇﻥ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺃﻭﻗﻔﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻘﻁﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﻭﻓﻲ ﻴﻭﻡ ١ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ) ٢٠١١ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﻴﻭﻨﻴﺔ( ﺨﺭﺝ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﺩﻥ ﻤﺼﺭ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﺩﻋﻭﺓ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﻻﻨﻁﻼﻕ "ﺘﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻠﻴﻭﻨﻴﺔ" ﻻﺠﺒﺎﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺤﺴﻨﻲ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺭﺤﻴل ﻓﻘﺩ ﻏﺽ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺒﺎﻟﻤﺤﺘﺠﻴﻥ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻋﻠﻥ ﻤﻨﻅﻤﻭ ﺍﻟﺘﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻥ
ﻋﺩﺩﻫﻡ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﻠﻴﻭﻥ ﻤﺘﻅﺎﻫﺭ .ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺘﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺜﺎﺀ ﺍﻻﻜﺒﺭ ﻤﻨﺫ ﺍﻨﻁﻼﻕ
ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺒﻭﻉ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻗﺩﺭ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺒﺎﻜﺜﺭ
ﻤﻥ ٢٠٠،٠٠٠ﻤﻥ ﻭﻜﺎﻟﺔ ﺭﻭﻴﺘﺭﺯ ﻭ\ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ .ﻗﺎﻟﺕ ﻭﻜﺎﻟﺔ
ﺃﺴﻭﺸﻴﺘﺩ ﺒﺭﺱ ﺇﻥ ﺘﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺘﺒﺩﻭ ﺍﻓﻀل ﺘﻨﻅﻴﻤﺎ ﻤﻥ ﺴﺎﺒﻘﺎﺘﻬﺎ ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭﻡ
ﻤﺘﻁﻭﻋﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘﻔﺘﻴﺵ ﻋﻥ ﻤﻨﺩﺴﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻗﺩ ﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﺴﺘﺜﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻌﻨﻑ .ﺘﻡ ﺘﻔﺩﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻭ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﺸﺨﺹ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﺴﺎﺌﺭ ﺃﻨﺤﺎﺀ ﻤﺼﺭ ،ﻤﻁﺎﻟﺒﻴﻥ ﺒﺘﻨﺤﻲ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺤﺴﻨﻲ ﻤﺒﺎﺭﻙ
ﻭﻨﻅﺎﻤﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ .ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻗﺩ ﺍﻏﻠﻘﺕ ﻜل ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﺔ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﺍﻭﻗﻔﺕ ﻜل ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﻙ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ
ﻭﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ .ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺨﺭﺠﺕ
٨
ﺘﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﻤﺅﻴﺩﺓ ﻟﻠﺭﺌﻴﺱ ﻤﺒﺎﺭﻙ -ﻗﺩﺭﺕ ﺒﺎﻵﻻﻑ -ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﺨﺭﻯ ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺤﻲ ﺍﻟﻤﻬﻨﺩﺴﻴﻥ ﻭﺃﻤﺎﻡ ﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻨﺘﻬﻲ ﺨﻁﺎﺏ
ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻤﺒﺎﺭﻙ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﻠﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﺩﻡ ﺘﺭﺸﺤﻪ ﻟﻭﻻﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺤﺘﻰ ﻗﺎﻡ ﻜل
ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﻤﻴﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﺍﻟﺸﻬﺩﺍﺀ ﺒﺎﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻭﻥ ﺒﻜل ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﺒﺭﻓﺽ ﺨﻁﺎﺒﻪ ﻭ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﺒﺴﻘﻭﻁﻪ.
ﻭﻓﻰ ﺤﻭﺍﺭ ﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻋﻤﺭ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻟﻠﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺃﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﻟﺘﺭﺸﺢ ﻟﻼﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻭﻻ ﺍﺒﻨﻪ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺠﻤﺎل ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ
ﻴﺩﻋﻰ ﺍﻟﺒﻌﺽ .
ﻭﻓﻲ ﻴﻭﻡ ٦ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٢٠١١ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ
ﻤﺠﺩﻱ ﺭﺍﻀﻲ ﺍﻷﺤﺩ ﺃﻥ ﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺩﺕ ﺒﻴﻥ ﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻭﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻰ
ﺘﺸﻜﻴل ﻟﺠﻨﺔ ﻹﻋﺩﺍﺩ ﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﻀﻭﻥ ﺸﻬﻭﺭ ،ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﻨﻬﺎﺀ
ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﻭﺘﺸﻜﻴل ﻟﺠﻨﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ
ﻭﺍﻻﺘﺼﺎﻻﺕ ﻭﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ،ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﻤﺜﻠﻭﻥ ﻋﻥ ﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻹﺨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺒﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻭﻓﺩ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻲ ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱ
ﻭﻤﻤﺜﻠﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﺩﻋﻲ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﻴﻥ ﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻹﻴﺠﺎﺩ ﺤل ﻟﻸﺯﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺼﻑ ﺒﺎﻟﺒﻼﺩ ،ﻜﻤﺎ ﺭﻓﺽ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺒﻘﻴﺎﻡ ﻤﺒﺎﺭﻙ
ﺒﺘﻔﻭﻴﺽ ﺴﻠﻁﺎﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ.
ﻭﻓﻰ ﻤﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻤﻴﺱ ١٠ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ﺨﺭﺝ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ "ﻤﺒﺎﺭﻙ" ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ
"ﺍﻟﻐﺎﻀﺒﻴﻥ" ﻟﻴﻌﻠﻥ ﺃﻨﻪ ﻁﻠﺏ ﺘﻌﺩﻴل ٥ﻤﻭﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺃﻟﻐﻰ ﻤﺎﺩﺓ ﺘﺘﻴﺢ ﺭﻓﻊ
ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﻜﻤﺎ ﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻨﻘل ﺼﻼﺤﻴﺎﺘﻪ ﻟﻨﺎﺌﺒﻪ ﻋﻤﺭ
ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ١١ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ﻜﺎﻥ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ "ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺤﺴﻡ" ،ﻓﻘﺩ ﺨﺭﺝ ﻤﻼﻴﻴﻥ
٩
ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻭﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﻭﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﺍﻟﺩﻟﺘﺎ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﺓ
ﻟﻺﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻟـ"ﻤﺒﺎﺭﻙ" ،ﻜﻤﺎ ﺘﺤﺭﻙ ﺍﻵﻻﻑ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﻴﻥ ﺇﻟﻰ "ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺤﺴﺎﺴﺔ" ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻗﺼﺭﻱ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﺔ ﺒﻤﺼﺭ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﺘﻴﻥ ﺒﺎﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﻭﻤﺒﻨﻰ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁل ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺭ
ﺍﻟﻨﻴل ،ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺤﺴﻨﻲ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻴﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﻤﻨﺼﺒﻪ ﻭﻴﺘﺭﻙ ﻟﻠﺠﻴﺵ
ﺸﺅﻭﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ .
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ١١ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ٢٠١١ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻋﻤﺭ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﻗﺼﻴﺭ ﻋﻥ ﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻋﻥ ﻤﻨﺼﺒﻪ ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻨﺼﻪ.
"ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ .ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﺼﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻗﺭﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻨﻰ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﺘﺨﻠﻴﻪ ﻋﻥ ﻤﻨﺼﺏ ﺭﺌﻴﺱ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻭﻜﻠﻑ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺒﺈﺩﺍﺭﺓ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ .ﻭﺍﷲ
ﺍﻟﻤﻭﻓﻕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ".
ﺘﻨﺤﻰ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺴﻠﻤﻪ ﻟﻠﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ،ﻓﺘﺩﻓﻕ
ﺍﻟﻤﻼﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺍﺤﺘﻔﺎﻻ ﺒﺭﺤﻴﻠﻪ ،ﺨﺎﺼ ﹰﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ
ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ،ﻜﻤﺎ ﻫﺘﻔﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺒﺎﻟﺯﻏﺎﺭﻴﺩ .ﻭﺃﺼﻴﺏ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺎﻹﻏﻤﺎﺀ ﻤﻥ
ﻓﺭﻁ ﻓﺭﺤﺘﻬﻡ .ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺩﻗﺎﺌﻕ ﺤﺘﻰ ﻋﻤﺕ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻻﺕ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺭﺠﺎﺀ ﻤﺩﻥ
ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﺒﺘﻬﺎﺠﺎﹰ ﺒﺎﻨﺘﺼﺎﺭ ﺜﻭﺭﺓ ٢٥ﻴﻨﺎﻴﺭ ﻭﺘﻨﺤﻲ
ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ.
ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﻋﺩﺓ ﺠﻬﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﻨﺤﻲ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﺨﻁﻭﺓ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻹﺼﻼﺡ
ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺎﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻵﺭﺍﺀ ،ﻭﺘﺼﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﺭﺍﻤﺔ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻴﺄﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ .
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﺒﺩﺃ ﺼﻔﺤﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻴﺘﻁﻠﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻏﺩ
ﺃﻓﻀل ،ﻭﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻘﺒل ﻤﺸﺭﻕ ﺒﺎﺴﻡ .
١٠
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻤﻬﻤﺔ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻤﻊ ﺘﻭﺍﻟﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ
: ﻭﻫﻲ
.ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺃﻋﻁﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻓﻭﻕ ﻤﺎ ﻨﺭﺠﻭ ﻭﺍﺼﺭﻑ ﻋﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻭﺀ ﻓﻭﻕ ﻤﺎ ﻨﺤﺫﺭ
ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻨﻙ ﺘﻌﻠﻡ ﻋﻴﻭﺒﻨﺎ.ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻋﻠﻕ ﻗﻠﻭﺒﻨﺎ ﺒﺭﺠﺎﺌﻙ ﻭﺍﻗﻁﻊ ﺭﺠﺎﺀﻨﺎ ﻋﻤﻥ ﺴﻭﺍﻙ
ﺍ ﻴﺎ ﺭﺒﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥﺎ ﻭﻜﻔﻰ ﺒﻙ ﻨﺼﻴﺭﻓﺎﺴﺘﺭﻫﺎ ﻭﺘﻌﻠﻡ ﺤﺎﺠﺎﺘﻨﺎ ﻓﺎﻗﻀﻬﺎ ﻜﻔﻰ ﺒﻙ ﻭﻟﻴ
ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻭﻓﻘﻨﺎ ﻟﺴﻠﻭﻙ ﺴﺒﻴل ﻋﺒﺎﺩﻙ ﺍﻷﺨﻴﺎﺭ ﻭﺍﻏﻔﺭ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻨﺎ ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ
ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﻤﻨﻬﻡ ﻭﺍﻟﻤﻴﺘﻴﻥ ﺒﺭﺤﻤﺘﻙ ﻴﺎ ﺃﺭﺤﻡ ﺍﻟﺭﺍﺤﻤﻴﻥ ﻭﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻤﺩ
.ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺼﺤﺒﻪ ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ
hamesabadr@yahoo.com
١١
ﻓﻲ ﻅل ﺍﻷ ﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺭﺕ ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ﺜﻡ ﺃﻋﻘﺒﺘﻬﺎ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻓـﻲ ﻤـﺼﺭ ﻤـﻥ
ﺨﺭﻭﺝ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﻅـﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﺭﺍﻜﻤﺕ ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻫل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺴﻨﻴﻥ ﻁﻭﻴﻠﺔ ،ﻓﻲ ﻅل ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﺒـﺭﺯ ﻓﻘـﻪ ﺠﺩﻴـﺩ
ﻴﺴﻤﻰ ) ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ( ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻓﻴﻪ ﻗﺩ ﺘﺒﺎﻴﻨﺕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﻤﺎﻨﻊ ﻭﻤﺠﻴﺯ،
ﻭﻟﻜل ﻓﺭﻴﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﻴﻘﻴﻥ ﺃﺩﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻤﻨﻊ ﺒﺄﻱ ﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻷﺤـﻭﺍل ﺃﻥ ﻫـﺫﻩ
ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺨﻼﻓﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻼﺠﺘﻬﺎﺩ ،ﻭﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺎﺌل ﻗﻁﻌﻴـﺔ ﺍﻟﺜﺒـﻭﺕ
ﻗﻁﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ،ﻟﺫﺍ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺤﻴﺎﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺴﻌﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺨـﻼﻑ
ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻴﻔﺴﺩ ﻟﻠﻭﺩ ﻗﻀﻴﺔ ،ﻓﺎﻻﺨﺘﻼﻑ ﺴﻨﺔ ﺭﺒﺎﻨﻴﺔ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺒﺸﺭﻴﺔ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﻥ
ﻥ )ِ (١١٨ﺇﻟﱠﺎ ﻤـ
ﺨ ﹶﺘ ﻠﻔﻴ
ﻥ ﻤ ﹾ
ﺤ ﺩ ﹰﺓ ﻭﻟﹶﺎ ﻴﺯﺍﻟﹸﻭ
ﺱ ُﺃ ﻤ ﹰﺔ ﻭﺍ
ﻙ ﹶﻟﺠﻌَ ل ﺍﻟﻨﱠﺎ
" ﻭ ﹶﻟ ﻭ ﺸﹶﺎﺀ ﺭﺒ
ﺱ
ﺠﻨﱠـ ﺔ ﻭﺍﻟﻨﱠـﺎ ﹺ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﹺ
ﺠ ﻬﻨﱠ ﻡ ﻤـ
ﻙ ﹶﻟ َﺄ ﻤ ﹶﻠ َﺄﻥ
ﺕ ﹶﻜ ﻠ ﻤﺔﹸ ﺭﺒ
ﺨ ﹶﻠ ﹶﻘﻬ ﻡ ﻭ ﹶﺘﻤ ﹾ
ﻙ ﹶ
ﻙ ﻭ ِﻟ ﹶﺫ ِﻟ
ﺤ ﻡ ﺭﺒ
ﺭ
ﺠﻤﻌﻴﻥ (١١٩)
َﺃ
ﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﻤﻔﻠﺢ :ﻻ ﺇﻨﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺍﺠﺘﻬﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺴﻭﻍ ﻤﻨﻪ ﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻔـﺭﻭﻉ.
ﺹ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪَ ،ﺃﻨﱠﻪ
ﻋ ﻤﺭﹺﻭ ﺒﻥﹺ ﺍ ﹾﻟﻌﺎ ﹺ
ﻥ
ﻋ
ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻬﺩ ﻓﻲ ﻜﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻥ ﻤﺄﺠﻭﺭ ’
ﺠ ﹶﺘﻬﺩ ، ﺜﹸﻡَ ﺃﺼﺎﺏ
ﺤ ﹶﻜ ﻡ ﺍ ﹾﻟﺤﺎ ﻜ ﻡ ﻓﹶﺎ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﹸﻭلُِ:ﺇﺫﹶﺍ
ﺴ ﻤ ﻊ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﺨﻁﹶـ َﺄ ،ﹶﻓﻠﹶـﻪَ ﺃﺠـ ﺭ
ﺠ ﹶﺘﻬـ ﺩ ،ﺜﹸـﻡَ ﺃ ﹾ
ﺤﻜﹶـ ﻡ ﻓﹶﺎ
ﻥ ،ﻭِﺇﺫﹶﺍ
،ﹶﻓ ﹶﻠﻪَ ﺃﺠﺭﺍ ﹺ
ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﺅﻜﺩ ﻟﻠـﺼﺤﺎﺒﺔ ﺭﻀـﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠـﻴﻬﻡ
ﻭﻴﺭﺒﻴﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺴﺎﻉ ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ ﻟﻠﺨﻼﻑ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺘﺘﺴﻊ ﻟﻠﺠﻤﻴـﻊ ﻟﻠﻤﻴـﺴﺭ
ﻭﻟﻤﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﺎﻟﺤﻴﻁﺔ ،ﻟﻤﻥ ﻴﺘﺒﻊ ﺘﺸﺩﺩﺍﺕ ﺍﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﻭﻟﻤﻥ ﻴﺘﺒﻊ ﺭﺨـﺹ ﺍﺒـﻥ
ﻋﺒﺎﺱ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ .
١٢
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ
ﷲ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻟﻤﺎ ﻜﹶﺎﻥ ﻴ ﻭﻡ ﺒ ﺩ ﹴﺭ ،ﻗﹶﺎ َل :ﻗﹶﺎ َل ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍ ِ
ﻥ
ﻓ ﻌ
ﷲ،
ﺴﺭﻯ ؟ ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﻘﹶﺎ َل َﺃﺒﻭ ﺒ ﹾﻜ ﹴﺭ :ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﻥ ﻓﻲ ﻫﺅُ ﹶﻻ ﺀ ﺍ َﻷ
ﻭﺴﻠﻡ :ﻤﺎ ﺘﹶﻘﹸﻭﻟﹸﻭ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﹺﻬ ﻡ ،ﻗﹶﺎ َل :ﻭﻗﹶﺎ َل
ﺏ
ﻥ ﻴﺘﹸﻭ
ﻥ ﹺﺒ ﹺﻬ ﻡ ،ﹶﻟﻌلﱠ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ َﺃ
ﺴﺘﹶﺎ ﹺ
ﻙ ،ﺍﺴﺘﹶﺒﻘﻬﹺﻡ ﻭﺍ
ﻙ ﻭَﺃ ﻫﻠﹸ
ﻗﹶﻭ ﻤ
ﻋﻨﹶﺎ ﹶﻗﻬ ﻡ ،ﻗﹶـﺎ َل :
ﻙ ،ﻗﹶﺭﺒﻬﻡ ، ﻓﹶﺎﻀﺭﹺﺏَ ﺃ
ﻙ ﻭ ﹶﻜﺫﱠﺒﻭ
ﷲ َ ،ﺃﺨﹾ ﺭﺠﻭ
ﻋ ﻤ ﺭ :ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﷲ ،ﺍﻨﹾﻅﹸﺭ ﻭﺍ ﺩﻴﺎ ﹶﻜﺜﻴ ﺭ ﺍﻟﹾﺤﻁﹶﺏﹺ ،ﻓﹶﺄَﺩﺨﻠﹾﻬﻡ
ﺤ ﹶﺔ :ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﷲ ﺒﻥ ﺭﻭﺍ
ﻋ ﺒﺩ ﺍ ِ
ﻭﻗﹶﺎ َل
ﺨ َل
ﻙ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﺩ ﹶ
ﺤ ﻤ
ﺕ ﺭ
ﻁ ﻌ ﹶ
ﺱ :ﹶﻗ ﹶ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﹺﻬ ﻡ ﻨﹶﺎﺭﺍ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﺍ ﹾﻟ ﻌﺒﺎ
ﻓﻴ ﻪ ،ﺜﹸﻡ ﺃَﻀﺭﹺﻡ
ﺱ:
ﺸ ﻴﺌًﺎ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﻘﹶـﺎ َل ﻨﹶـﺎ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﹺﻬ ﻡ ﹶ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭ ﹶﻟ ﻡ ﻴﺭﺩ
ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
ﺱ :ﻴْ ﺄﺨﹸ ﹸﺫ ﹺﺒﻘﹶـ ﻭ ِل
ﺱ :ﻴْ ﺄﺨﹸ ﹸﺫ ﹺﺒ ﹶﻘ ﻭ ِل ﻋ ﻤ ﺭ ،ﻭﻗﹶﺎ َل ﻨﹶﺎ
ﻴْ ﺄﺨﹸ ﹸﺫ ﹺﺒ ﹶﻘ ﻭ ِل َﺃﺒﹺﻰ ﺒ ﹾﻜ ﹴﺭ ،ﻭﻗﹶﺎ َل ﻨﹶﺎ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ،
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﹺﻬﻡ ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
ﺨﺭﺝ
ﺤ ﹶﺔ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓ ﹶ
ﷲ ﺒﻥﹺ ﺭﻭﺍ
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍ ِ
ﻥ ،ﻭِﺇﻥ ﺍﻟﻠﱠـ ﻪ
ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﺒ ﹺ
ﻥ َﺃ ﹾﻟﻴﻥ ﻤ
ﺤﺘﱠﻰ ﺘﹶﻜﹸﻭ
ﺏ ﹺﺭﺠﺎ ٍل ﻓﻴ ﻪ ،
ﻥ ﻗﹸﻠﹸﻭ
ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ِ :ﺇﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻟﻴﻠﻴ
ﺤﺠﺎﺭ ﺓ ،ﻭِﺇﻥ ﻤ ﹶﺜ ﹶﻠﻙ ﻴﺎ َﺃﺒﺎ ﺒﻜﹾـ ﹴﺭ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ
ﺸﺩ ﻤ
ﻥ َﺃ ﹶ
ﺤﺘﱠﻰ ﺘﹶﻜﹸﻭ
ﺏ ﹺﺭﺠﺎ ٍل ﻓﻴ ﻪ ،
ﹶﻟﻴﺸﹸﺩ ﻗﹸﻠﹸﻭ
ﻋﺼﺎﻨﻲ ﹶﻓﺈِﻨﱠﻙ
ﻥ
ﻥ ﹶﺘ ﹺﺒ ﻌﻨﻲ ﹶﻓﺈِﻨﱠﻪ ﻤﻨﱢﻲ ﻭ ﻤ
ﻼﻡ ، ﻗﹶﺎ َل " :ﹶﻓﻤ
ﺴﹶ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ﺍﻟ
ﹶﻜﻤ ﹶﺜلِ ِﺇ ﺒﺭﺍﻫﻴ ﻡ ،
ﻥ
ﻏﻔﹸﻭ ﺭ ﺭﺤﻴ ﻡ ) ، (٣٦ﻭﻤ ﹶﺜ ﹶﻠﻙ ﻴﺎ َﺃﺒﺎ ﺒ ﹾﻜ ﹴﺭ ﹶﻜﻤ ﹶﺜلِ ﻋﻴﺴﻰ ،ﻗﹶﺎ َل ِ " :ﺇ
ﹶ
ﺤﻜـﻴ ﻡ ) (١١٨
ﺕ ﺍ ﹾﻟ ﻌﺯﹺﻴﺯ ﺍ ﹾﻟ
ﻥ ﺘﹶﻐﹾﻔﺭ ﹶﻟﻬ ﻡ ﹶﻓﺈِﻨﱠﻙَ ﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﻙ ﻭِﺇ
ﻋﺒﺎﺩ
ﺘﹸﻌ ﱢﺫ ﺒﻬﻡ ﹶﻓﺈِﻨﱠﻬ ﻡ
ﻥ
ﺽ ﻤـ
ﻋﻠﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ﺭ ﹺ
ﺡ ،ﻗﹶﺎ َل " :ﺭﺏ ﻟﹶﺎ ﹶﺘ ﹶﺫ ﺭ
ﻋ ﻤ ﺭ ﹶﻜﻤ ﹶﺜلِ ﻨﹸﻭ ﹴ
، ﻭِﺇﻥ ﻤ ﹶﺜ ﹶﻠﻙ ﻴﺎ
ﻙ ﻭ ﹶﻟﺎ ﻴ ﻠﺩﻭﺍ ِﺇﻟﱠﺎ ﻓﹶﺎﺠﹺﺭﺍ ﻜﹶﻔﱠـﺎﺭﺍ
ﻋﺒﺎ ﺩ
ﻀﻠﱡﻭﺍ
ﻥ ﹶﺘ ﹶﺫ ﺭﻫ ﻡ ﻴ
ﻙ ِﺇ
ﻥ ﺩﻴﺎﺭﺍ )ِ (٢٦ﺇﻨﱠ
ﺍ ﹾﻟﻜﹶﺎ ﻓﺭﹺﻴ
ﻋ ﻤ ﺭ ﹶﻜﻤ ﹶﺜلِ ﻤﻭﺴﻰ ،ﻗﹶـﺎ َل ﺭﺏ " : ﻭﺍﺸﹾـﺩﺩ
) (٢٧ﺴﻭﺭﺓ ﻨﻭﺡ ،ﻭِﺇﻥ ﻤ ﹶﺜ ﹶﻠﻙ ﻴﺎ
َ ، ﺃﻨﹾـﺘﹸ ﻡ
ﺏ ﺍﻟﹾـ َﺄﻟِﻴ ﻡ ) (٨٨
ﺤﺘﱠﻰ ﻴ ﺭﻭﺍ ﺍ ﹾﻟ ﻌﺫﹶﺍ
ﻋﻠﹶﻰ ﻗﹸﻠﹸﻭ ﹺﺒ ﹺﻬ ﻡ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﻴﺅْﻤﻨﹸﻭﺍ
ﺕ
ﷲ :ﹶﻓﻘﹸﻠﹾ ﹸ
ﻋ ﺒﺩ ﺍ ِ
ﻕ ،ﻗﹶﺎ َل
ﻋﻨﹸ
ﻀ ﺭ ﺒ ﺔ
ﻼ ﻴ ﹾﻨ ﹶﻔ ﻠ ﹶﺘﻥ ﻤﻨﹾﻬﻡَ ﺃﺤ ﺩ ِﺇﻻﱠ ﹺﺒ ﻔﺩﺍ ﺀ َ ،ﺃ ﻭ
ﻋﺎ ﹶﻟ ﹲﺔ ،ﹶﻓ ﹶ
ﻼ ﻡ ،ﻗﹶﺎ َل :
ﺴﹶ
ﺴ ﻤ ﻌﺘﹸﻪ ﻴ ﹾﺫﻜﹸﺭ ﺍ ِﻹ
ﺴﻬ ﻴ َل ﺒﻥ ﺒ ﻴﻀﺎ ﺀ ،ﹶﻓﺈِﻨﱢﻲ ﹶﻗ ﺩ
ﷲ ِ ،ﺇﻻﱠ
:ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﺴﻤﺎ ﺀ
ﻥ ﺍﻟـ
ﺤﺠﺎ ﺭ ﹲﺓ ﻤـ
ﻋ ﹶﻠﻲ
ﻑ َﺃﻥ ﹶﺘ ﹶﻘﻊ
ﺨﻭ ﹶ
ﺕ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﻤﺎ ﺭَﺃ ﻴ ﹸﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﻴ ﻭ ﹴﻡ َﺃ ﹾ
ﹶﻓﺴ ﹶﻜ ﹶ
ﺴﻬ ﻴ َل ﺒﻥ ﺒ ﻴﻀﺎ ﺀ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓ َﺄ ﹾﻨﺯَ ل ﺍﻟﻠﱠـ ﻪ ،
ﺤﺘﱠﻰ ﻗﹶﺎ َل ِ :ﺇﻻﱠ
ﻤﻨﱢﻲ ،ﻓﻲ ﹶﺫﻟِﻙ ﺍﻟﹾﻴﻭﻡﹺ ،
ﺽ ﺘﹸﺭﹺﻴـﺩﻭﻥ
ﻥ ﻓﻲ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ﺭ ﹺ
ﺨ
ﺤﺘﱠﻰ ﻴ ﹾﺜ
ﺴﺭﻯ
ﻥ ﹶﻟﻪَ ﺃ
ﻥ ﻴﻜﹸﻭ
ﺠلﱠ " :ﻤﺎ ﻜﹶﺎﻥِ ﻟ ﹶﻨ ﹺﺒﻲَ ﺃ
ﻋﺯ ﻭ
ﻥ ﺍﻟﻠﱠـ ﻪ
ﺏ ﻤ
ﺤﻜﻴ ﻡ ) (٦٧ﹶﻟ ﻭﻟﹶﺎ ﻜﺘﹶﺎ
ﻋﺯﹺﻴ ﺯ
ﺽ ﺍﻟ ﺩ ﹾﻨﻴﺎ ﻭﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴﺭﹺﻴ ﺩ ﺍﻟﹾﺂﺨﺭﺓﹶ ﻭﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﻋ ﺭ
١٣
ﻋﻅـﻴ ﻡ ) (٦٨
ﻕ ﻟﹶﻤﺴﻜﹸﻡ ﻓﻴﻤـﺎ َﺃﺨﹶـ ﹾﺫ ﹸﺘ ﻡ ﻋـﺫﹶﺍﺏ
ﺴ ﺒ ﹶ
ﻥ
ﺠ ﻊ ﻤـ
ﻰ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﹶﻟﻨﹶﺎ ﹶﻟﻤﺎ ﺭ
ﻋ ﻤ ﺭ ﻗﹶﺎ َل:ﻗﹶﺎ َل ﺍﻟ ﱠﻨ ﹺﺒ
ﻥ
ﻥ ﺍ ﺒ ﹺ
ﻋﹺ
ﻥ ﻨﹶﺎ ﻓ ﹴﻊ
ﻋ
ﻭ
ﻀ ﻬ ﻡ ﺍﻟﹾﻌﺼﺭ ﻓـﻲ
ﺼﻠﱢ ﻴﻥَ ﺃﺤ ﺩ ﺍﻟﹾﻌﺼﺭِ ﺇﻻﱠ ﻓﻲ ﺒﻨﻰ ﻗﹸ ﺭ ﻴﻅﹶ ﹶﺔ ﹶﻓ َﺄ ﺩﺭﻙ ﺒ ﻌ
ﺏ ﹶﻻ ﻴ
ﺤﺯﺍ ﹺ
ﺍ َﻷ
ﺼﻠﱢﻰ ﹶﻟ ﻡ ﻴﺭﺩ ﻤﻨﱠﺎ
ﻀ ﻬ ﻡ ﺒ ْل ﻨﹸ
ﺤﺘﱠﻰ ﹶﻨ ْﺄ ﺘ ﻴﻬﺎ ،ﻭﻗﹶﺎ َل ﺒ ﻌ
ﺼﻠﱢﻰ
ﻀﻬﻡ ﹶﻻ ﻨﹸ
ﻕ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﺒﻌ
ﻁﺭﹺﻴ
ﺍﻟ ﱠ
ﺤﺩﺍ ﻤـﻨﹾﻬﻡ .
ﻑ ﻭﺍ
ﹶﺫﻟِﻙ .ﻓﹶ ﹸﺫﻜﺭ ﻟِﻠﻨﱠ ﹺﺒﻰ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﹶﻓ ﹶﻠ ﻡ ﻴ ﻌﻨﱢ ﹾ
ﻓﺎﻟﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺇﺤﺴﺎﻥ ﺍﻟﻅﻥ ﺒﺎﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻭﻋﺩﻡ ﻨﻔﻲ ﺍﻵﺨـﺭ ﻷﻨـﻪ ﺭﺃﻴـﻪ
ﻤﺨﺎﻟﻑ ،ﻗﺎل ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻻ ﺘﻅﻨﻥ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﺨﺭﺠـﺕ ﻤـﻥ
ﻼ .
ﺃﺨﻴﻙ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺸﺭﹰﺍ ﻭﺃﻨﺕ ﺘﺠﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻤﺤﻤـ ﹰ
ﻭﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺘﺒﺎﻴﻨﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻴﻴﻥ :
ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ؛ ﻭﺍﺴﺘﺩﻟﻭﺍ ﻟﺫﻟﻙ ﺒﺎﻷﺩﻟﺔ
ﺍﻵﺘﻴﺔ:
-١ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ،ﺒل ﺘﺸﻤل ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ.
-٢ﺃﻨﻬﺎ ﺒﺩﻋﺔ ﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺔ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻓﻌﻠﻬﺎ ،ﻫﻡ ﺍﻟﻐﺭﺏ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺃﻱ ﻓﻌل ﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻌﻠﻭﻫﺎ ،ﻻ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ،ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻭﻥ ،ﻭﻻ
ﺃﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ،ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ ،ﻓﻬﻲ ﺒﺩﻋﺔ ﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺔ.
-٣ﺃﻨﻬﺎ ﺒﺎﺏ ﻟﻠﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺘﻜﻔﻴﺭﻫﻡ ،ﻓﺘﺢ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻭﺽ ﻓﻲ
ﺃﻋﺭﺍﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻡ.
ﻭﺩﻟﻠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺼﻭﺹ ﺜﺎﺒﺘﺔ
ﻥ ﺁ ﻤﻨﹸﻭﺍ َﺃﻁﻴﻌﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭَﺃﻁﻴﻌـﻭﺍ
ﻭﻤﻘﺭﺭﺓ ﻭﻤﻨﻬﺎ ،ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ":ﻴﺎ َﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﱠﺫﻴ
١٤
ﻥ
ﻲﺀ ﻓﹶﺭﺩﻭﻩِ ﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﺍﻟﺭﺴﻭ ِل ِﺇ
ﺸ
ﻋﺘﹸ ﻡ ﻓﻲ ﹶ
ﻥ ﹶﺘﻨﹶﺎﺯ
ﺍﻟﺭﺴﻭ َل ﻭﺃُﻭﻟِﻲ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ﻤ ﹺﺭ ﻤﻨﹾﻜﹸﻡ ﹶﻓﺈِ
ﺴﻥ ﹶﺘ ْﺄﻭﹺﻴﻠﹰﺎ ) (٥٩
ﺤ
ﺨ ﻴ ﺭ ﻭَﺃ
ﺨ ﹺﺭ ﹶﺫﻟِﻙ ﹶ
ﻥ ﺒﹺﺎﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﺍ ﹾﻟ ﻴ ﻭ ﹺﻡ ﺍﻟﹾﺂ
ﻜﹸ ﹾﻨﺘﹸ ﻡ ﹸﺘﺅْﻤﻨﹸﻭ
ﻋﻠﹶﻰ
ﺨ ﹾﻠﻨﹶﺎ
ﻥ ﺠﻨﹶﺎﺩ ﹶﺓ ﺒﻥﹺ َﺃﺒﹺﻰ ُﺃ ﻤ ﻴ ﹶﺔ ﻗﹶﺎ َل ﺩ ﹶ
ﻋ
ﻭﻗﻭل ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،
ﺙ ﻴ ﹾﻨ ﹶﻔﻊ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹺﺒ ﻪ
ﺤﺩﻴ
ﺼ ﹶﻠﺤﻙ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹺﺒ
ﺽ ﹶﻓ ﹸﻘ ﹾﻠﻨﹶﺎ ﺤ ﺩ ﹾﺜﻨﹶﺎ َﺃ
ﺕ ﻭﻫ ﻭ ﻤﺭﹺﻴ
ﻋﺒﺎ ﺩ ﹶﺓ ﺒﻥﹺ ﺍﻟﺼﺎﻤ
ﻥ ﺭﺴﻭ ِل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل :ﺩﻋﺎﻨﹶﺎ ﺭﺴﻭ ُل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
ﺴ ﻤ ﻌ ﹶﺘﻪ ﻤ
ﻋ ﺔ ﻓﻲ
ﺴ ﻤﻊﹺ ﻭﺍﻟﻁﱠﺎ
ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟ
ﻥ ﺒﺎ ﻴ ﻌﻨﹶﺎ
ﻋ ﹶﻠ ﻴﻨﹶﺎ َﺃ
ﺨ ﹶﺫ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﹶﻓﺒﺎﻴ ﻌﻨﹶﺎ ﻩ ﹶﻓﻜﹶﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ َﺃ ﹶ
ﻉ ﺍ َﻷ ﻤ ﺭ َﺃ ﻫ ﹶﻠﻪ ﻗﹶﺎ َل
ﻥ ﹶﻻ ﻨﹸﻨﹶﺎ ﹺﺯ
ﺴ ﹺﺭﻨﹶﺎ ﻭَﺃ ﹶﺜﺭﺓ ﻋ ﹶﻠ ﻴﻨﹶﺎ ﻭَﺃ
ﺴ ﹺﺭﻨﹶﺎ ﻭﻴ
ﻁﻨﹶﺎ ﻭ ﻤ ﹾﻜ ﺭ ﻫﻨﹶﺎ ﻭﻋ
ﺸ
ﻤ ﹾﻨ ﹶ
ﻥ
ﻥ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﻓﻴ ﻪ ﺒ ﺭﻫﺎ
ﻋ ﹾﻨ ﺩﻜﹸ ﻡ ﻤ
ﻥ ﹶﺘﺭﻭﺍ ﻜﹸ ﹾﻔﺭﺍ ﺒﻭﺍﺤﺎ
ِﺇﻻﱠ َﺃ
ﺨﻴﺎﺭ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻗﹶﺎ َل :
ﻥ ﺭﺴﻭ ِل ﺍ ِ
ﻋ
ﻙ ،
ﻑ ﺒﻥﹺ ﻤﺎ ِﻟ
ﻋ ﻭ
ﻥ
ﻋ
ﻭ
ﺸﺭﺍﺭ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﹺﻬ ﻡ ،ﻭ
ﻥ
ﺼﻠﱡﻭ
ﻥ ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻡ ﻭﺘﹸ
ﺼﻠﱡﻭ
ﺤﺒﻭ ﹶﻨ ﹸﻜ ﻡ ،ﻭﻴ
ﻥ ﺘﹸﺤﺒﻭ ﹶﻨﻬﻡ ﻭﻴ
َﺃﺌِ ﻤﺘﻜﹸ ﻡ ﺍﻟﱠﺫﻴ
ﻥ ﹸﺘﺒﻐﻀﻭ ﹶﻨﻬ ﻡ ﻭ ﻴ ﺒﻐﻀﻭ ﹶﻨ ﹸﻜ ﻡ ،ﻭ ﹶﺘ ﹾﻠﻌﻨﹸﻭ ﹶﻨﻬ ﻡ ﻭ ﻴ ﹾﻠ ﻌﻨﹸﻭ ﹶﻨﻜﹸ ﻡ ،ﻗﻴ َل :ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل
َﺃﺌِ ﻤﺘﻜﹸ ﻡ ﺍﻟﱠﺫﻴ
ﻼ ﹶﺓ ،ﻭِﺇﺫﹶﺍ ﺭَﺃ ﻴﺘﹸ ﻡ
ﻑ ،ﹶﻓﻘﹶﺎ َل :ﹶﻻ ،ﻤﺎ َﺃﻗﹶﺎﻤﻭﺍ ﻓﻴﻜﹸﻡ ﺍﻟﺼ ﹶ
ﻼ ﻨﹸﻨﹶﺎ ﹺﺒﺫﹸ ﻫ ﻡ ﺒﹺﺎﻟﺴ ﻴ
ﷲ َ ،ﺃ ﹶﻓ ﹶ
ﺍ ِ
ﻥ ﻁﹶﺎﻋﺔ .
ﻋ ﻤ ﹶﻠﻪ ، ﻭ ﹶﻻ ﺘﹶﻨﹾ ﹺﺯﻋﻭﺍ ﻴﺩﺍ ﻤ
ﺸ ﻴﺌًﺎ ﹶﺘ ﹾﻜﺭﻫﻭ ﹶﻨﻪ ﻓﹶﺎ ﹾﻜﺭﻫﻭﺍ
ﻥ ﻭ ﹶﻻﺘﻜﹸﻡ ﹶ
ﻤ
ﻥ َﺃﺒﹺﻴ ﻪ ﻗﹶﺎ َل:ﺒﺎ ﻴ ﻌﻨﹶﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ
ﻋ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻭﻟِﻴ ﺩ ﺒﻥﹺ ﻋﺒﺎ ﺩ ﹶﺓ ،
ﻋ
ﻭ
ﻋ ﹶﻠ ﻴﻨﹶـﺎ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ ﹶﺜﺭﺓ
ﻁ ﻭﺍ ﹾﻟ ﻤ ﹾﻜ ﺭ ﻩ ﻭ
ﺸ
ﺴ ﹺﺭ ﻭﺍ ﹾﻟ ﻤ ﹾﻨ ﹶ
ﻋ ﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﹾﻌﺴﺭﹺ ﻭﺍ ﹾﻟﻴ
ﺴ ﻤﻊﹺ ﻭﺍﻟﻁﱠﺎ
ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟ
ﺤﻕﱢ َﺃ ﻴ ﹶﻨﻤﺎ ﻜﹸﻨﱠﺎ ﹶﻻ ﹶﻨﺨﹶـﺎﻑﹸ ﻓـﻲ
ﻥ ﹶﻨﻘﹸﻭ َل ﺒﹺﺎ ﹾﻟ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ
ﻉ ﺍ َﻷ ﻤ ﺭ َﺃ ﻫ ﹶﻠﻪ ﻭ
ﻥ ﹶﻻ ﻨﹸﻨﹶﺎ ﹺﺯ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ
ﻭ
ﻻﺌِﻡﹴ .
ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﹶﻟ ﻭﻤ ﹶﺔ ﹶ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﷲ ،ﻗﹶﺎ َل:ﻗﹶﺎ َل ﹶﻟﻨﹶﺎ ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍ ِ
ﺴ ﻤ ﻌﺕﹸ
ﺏ ،
ﻥ ﺯ ﻴ ﺩ ﺒﻥﹺ ﻭ ﻫ ﹴ
ﻋ
ﻭ
ﻥ ﺒ ﻌﺩﻱ َﺃ ﹶﺜﺭﺓﹰ ﻭﺃُﻤﻭﺭﺍ ﺘﹸ ﹾﻨ ﻜ ﺭﻭ ﹶﻨﻬﺎ ،ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ :ﹶﻓﻤﺎ ﹶﺘ ْﺄﻤﺭﻨﹶﺎ ﻴﺎ
ﺴ ﹶﺘ ﺭ ﻭ
ﻭﺴﻠﻡ ِ :ﺇﻨﱠﻜﹸﻡ
ﺴﻠﹸﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺤﻘﱠﻜﹸﻡ.
ﺤﻘﱠﻬ ﻡ ،ﻭ
ﷲ ؟ ﻗﹶﺎ َل َ :ﺃﺩﻭﺍ ِﺇ ﹶﻟ ﻴ ﹺﻬ ﻡ
ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﻥ ﺒ ﻌﺩﻯ َﺃ ﹶﺜﺭﺓﹰ ،ﻭ ﻓ ﹶﺘﻨﹰﺎ ،ﻭﺃُﻤﻭﺭﺍ ﹸﺘﻨﹾﻜﺭﻭ ﹶﻨﻬﺎ ،ﹸﻗ ﹾﻠﻨﹶﺎ :
ﺴ ﹶﺘ ﺭ ﻭ
-ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ِ " :ﺇﻨﱠﻜﹸﻡ
١٥
ﺤﻕﱠ ﺍﻟﺫﻱ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ
ﻥ َﺃ ﺩﺭﻙ ﹶﺫﻟِﻙ ﻤﻨﱠﺎ ؟ ﻗﹶﺎ َل :ﹸﺘﺅَﺩﻭ
ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ،ﹶﻓﻤﺎ ﹶﺘ ْﺄﻤﺭﻨﹶﺎ ِﻟ ﻤ
ﺴ َﺄﻟﹸﻭﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﹶﻜﹸﻡ ."
ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻡ ، ﻭ ﹶﺘ
ﻥ
ﻋ
ﺒل ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻨﺼﻭﺹ ﺘﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﻥ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻤﺎ ﺭﻭﻱ
ﺱ
ﻥ ﻴﻘﹸﻭلُ :ﻜﹶﺎﻥ ﺍﻟﻨﱠﺎ
ﺴ ﻤ ﻌﺕﹸ ﺤ ﹶﺫ ﻴ ﹶﻔ ﹶﺔ ﺒﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻴﻤﺎ ﹺ
ﺱ ﺍﻟﹾﺨﹶﻭﻻﹶﻨﻲ ، ﻗﹶﺎ َل :
َﺃﺒﹺﻲ ِﺇ ﺩﺭﹺﻴ
ﻥ ﺍﻟﺸﱠﺭ،
ﻋﹺ
ﺴَﺄﻟﹸﻪ
ﻥ ﺍﻟﹾﺨﹶﻴﺭﹺ ،ﻭﻜﹸ ﹾﻨﺕﹸ َﺃ
ﻋﹺ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
ﻥ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﺴ َﺄﻟﹸﻭ
ﻴ
ﺸﺭ ، ﹶﻓﺠﺎﺀﻨﹶﺎ
ﷲ ِ ،ﺇﻨﱠﺎ ﻜﹸﻨﱠﺎ ﻓﻲ ﺠﺎ ﻫ ﻠﻴ ﺔ ﻭ ﹶ
ﻥ ﻴﺩ ﹺﺭ ﹶﻜﻨﻲ ،ﹶﻓﻘﹸ ﹾﻠﺕﹸ :ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﻤﺨﹶﺎ ﹶﻓ ﹶﺔ َﺃ
ﺸ ﺭ ؟ ﻗﹶﺎ َل :ﻨﹶﻌﻡ ، ﹶﻓﻘﹸ ﹾﻠﺕﹸ :ﻫ ْل ﺒ ﻌ ﺩ ﹶﺫﻟِﻙ
ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹺﺒ ﻬﺫﹶﺍ ﺍﻟﹾﺨﹶﻴﺭﹺ ،ﹶﻓ ﻬ ْل ﺒ ﻌ ﺩ ﻫﺫﹶﺍ ﺍﻟﹾﺨﹶﻴﺭﹺ ﹶ
ﺨﻨﹸﻪ ؟ ﻗﹶﺎ َل : :ﹶﻗ ﻭ ﻡ
ﻥ .ﻗﹸ ﹾﻠﺕﹸ :ﻭﻤﺎ ﺩ ﹶ
ﺨ
ﺨ ﻴﺭﹴ ،ﻗﹶﺎ َل :ﻨﹶﻌﻡ ، ﻭﻓﻴ ﻪ ﺩ ﹶ
ﻥ ﹶ
ﺍﻟﺸﱠﺭ ﻤ
ﻥ ﹺﺒ ﹶﻐ ﻴ ﹺﺭ ﻫ ﺩ ﻴِﻲ ،ﹶﺘ ﻌﺭﹺﻑﹸ ﻤﻨﹾﻬﻡ ﻭﺘﹸ ﹾﻨ ﻜﺭ . ﹶﻓﻘﹸ ﹾﻠﺕﹸ :ﻫ ْل
ﺴ ﱠﻨﺘﻲ ،ﻭ ﻴ ﻬﺩﻭ
ﻥ ﹺﺒ ﹶﻐ ﻴ ﹺﺭ
ﺴ ﹶﺘﻨﱡﻭ
ﻴ
ﻥ َﺃﺠﺎﺒﻬ ﻡ
ﺠ ﻬﻨﱠ ﻡ ،ﻤ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ ﺒﻭﺍﺏﹺ
ﺸﺭ ؟ ﻗﹶﺎ َل :ﻨﹶﻌﻡ ، ﺩﻋﺎ ﹲﺓ
ﻥ ﹶ
ﺒ ﻌ ﺩ ﹶﺫﻟِﻙ ﺍﻟﹾﺨﹶﻴﺭﹺ ﻤ
ﻥ
ﷲ ،ﺼﻔﹾﻬﻡ ﹶﻟﻨﹶﺎ .ﻗﹶﺎ َل :ﻨﹶﻌﻡ ، ﹶﻗ ﻭ ﻡ ﻤ
ﺕ :ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ِﺇ ﹶﻟ ﻴﻬﺎ ﹶﻗ ﹶﺫﻓﹸﻭﻩ ﻓﻴﻬﺎ .ﹶﻓﻘﹸﻠﹾ ﹸ
ﻥ َﺃ ﺩﺭ ﹶﻜﻨﻲ ﹶﺫﻟِﻙ
ﷲ ،ﹶﻓﻤﺎ ﹶﺘﺭﻯ ِﺇ
ﺴ ﹶﻨ ﺘﻨﹶﺎ .ﻗﹸ ﹾﻠﺕﹸ :ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﻥ ﹺﺒ َﺄ ﹾﻟ
ﺠ ﹾﻠ ﺩ ﺘﻨﹶﺎ ،ﻭ ﻴ ﹶﺘ ﹶﻜﻠﱠﻤﻭ
ﹺ
ﻋ ﹲﺔ ﻭ ﹶﻻ
ﺠﻤﺎ
ﻥ ﹶﻟﻬ ﻡ
ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﹶﺘﻜﹸ
ﻥ ﻭِﺇﻤﺎ ﻤﻬﻡ . ﹶﻓﻘﹸ ﹾﻠﺕﹸ :ﹶﻓﺈِ
ﺴ ﻠﻤﻴ
ﻋ ﹶﺔ ﺍ ﹾﻟﻤ
ﺠﻤﺎ
؟ ﻗﹶﺎ َل :ﹶﺘ ﹾﻠﺯﻡ
ﺤﺘﱠﻰ
ﺠﺭ ﺓ ،
ﺸ
ﺼلِ ﹶ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ
ﻥ ﹶﺘﻌﺽ
ﻕ ﹸﻜﱠﻠﻬﺎ ،ﻭ ﹶﻟ ﻭ َﺃ
ﻙ ﺍ ﹾﻟ ﻔ ﺭ ﹶ
ﻋ ﹶﺘﺯﹺ ْل ﺘ ﹾﻠ
ِﺇﻤﺎ ﻡ ؟ ﻗﹶﺎ َل :ﻓﹶﺎ
ﻋﻠﹶﻰ ﹶﺫﻟِﻙ .
ﺕ
ﻴﺩ ﹺﺭ ﹶﻜﻙ ﺍﻟﹾﻤﻭﺕﹸ ،ﻭَﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﻤﻥ ﺭﺃﻯ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ
ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﺭﻋﻴﺔ ،ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﺭﺃﻯ ﻫﺅﻻﺀ
ﺍﻟﻤﺠﻭﺯﻭﻥ ﻟﻠﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ،ﺃﻨﻬﺎ ﺠﺎﺌﺯﺓ ،ﻭﺴﻨﺔ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ،ﺴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭﺍﺴﺘﺩﻟﻭﺍ ﻟﺫﻟﻙ ﺒﺄﺩﻟﺔ ﻤﻨﻬﺎ :ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺃﺒﻭ ﻨﻌﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻴﺔ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ
ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﻓﻴﻪ :ﻓﻘﻠﺕ :ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﺇﻥ
ﻤﺘﻨﺎ ﻭﺇﻥ ﺤﻴﻴﻨﺎ؟ ﻗﺎل :ﺒﻠﻰ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻨﻔﺴﻲ ﺒﻴﺩﻩ ﺇﻨﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﺇﻥ ﻤﺘﻡ ﻭﺇﻥ
ﺤﻴﻴﺘﻡ ،ﻗﺎل ﻓﻘﻠﺕ ﻓﻔﻴﻡ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ؟ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺒﻌﺜﻙ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻟﺘﺨﺭﺠﻥ ،ﻓﺄﺨﺭﺠﻨﺎﻩ ﻓﻲ
ﺼﻔﻴﻥ :ﺤﻤﺯﺓ ﻓﻲ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ،ﻭﺃﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻟﻪ ﻜﺩﻴﺩ ﻜﻜﺩﻴﺩ ﺍﻟﻁﺤﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﺩﺨﻠﻨﺎ
١٦
ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ،ﻗﺎل ﻓﻨﻅﺭﺕ ﺇﻟﻲ ﻗﺭﻴﺵ ﻭﺇﻟﻰ ﺤﻤﺯﺓ ﻓﺄﺼﺎﺒﺘﻬﻡ ﻜﺂﺒﺔ ﻟﻡ ﻴﺼﺒﻬﻡ ﻤﺜﻠﻬﺎ،
ﻓﺴﻤﺎﻨﻲ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻭﻤﺌﺫ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ .ﻭﻓﺭﻕ ﺍﷲ ﺒﻲ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﺒﺎﻁل .
ﻭﺫﻜﺭﻩ ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ ـ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ـ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻗﺎﺌﻼﹰ :ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺒﻥ
ﺃﺒﻲ ﺸﻴﺒﺔ ﻨﺤﻭﻩ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ،ﻭﻓﻲ ﺁﺨﺭﻩ "ﻓﻘﻠﺕ ﻴﺎ ﺭﺴﻭل
ﺍﷲ ﻓﻔﻴﻡ ﺍﻻﺨﺘﻔﺎﺀ؟" ،ﻓﺨﺭﺠﻨﺎ ﻓﻲ ﺼﻔﻴﻥ :ﺃﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ،ﻭﺤﻤﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭ،
ﻓﻨﻅﺭﺕ ﻗﺭﻴﺵ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻓﺄﺼﺎﺒﺘﻬﻡ ﻜﺂﺒﺔ ﻟﻡ ﻴﺼﺒﻬﻡ ﻤﺜﻠﻬﺎ" ،ﻭﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺒﺯﺍﺭ ﻤﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺃﺴﻠﻡ ﻤﻭﻟﻰ ﻋﻤﺭ ﻋﻥ ﻋﻤﺭ ﻤﻁﻭﻻ .
ﻓﺎﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺨﺭﺝ ﺒﺎﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﻅﺎﻫﺭﺓ ،ﻹﻅﻬﺎﺭ ﻗﻭﺓ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭﻜﺜﺭﺓ ﻋﺩﺩﻫﻡ ﺒﻌﺩ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ
ﺭﺃﻴﻬﻡ ،ﺃﻭ ﻋﻥ ﻤﻌﺘﻘﺩﻫﻡ ،ﻓﻘﺩ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﻨﺴﺏ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺇﺫ
ﺫﺍﻙ ،ﻭﻟﻘﺩ ﺤﻘﻘﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺓ ﻫﺩﻓﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺇﻋﻼﻥ ﻫﻭﻴﺘﻬﻡ ،ﻭﺘﻌﺭﻴﻑ ﻗﺭﻴﺵ
ﺒﻬﻡ ﻭﺒﻘﻭﺘﻬﻡ ،ﻭﻟﻔﺕ ﺍﻷﻨﻅﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻡ ،ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺴﻭﻑ ﻴﻘل ﻨﻭﻋﺎ ﻤﺎ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺨﺭﺠﻬﺎ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﻭﺠﻭﺒﺎ ﺃﻭ
ﺤﺭﻤﺔ ﺃﻭ ﻜﺭﺍﻫﺔ ﻤﺎ ﻴﻁﺭﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺍﺠﺒﺔ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻥ َﺃﺒﹺﻰ
ﻋ
ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺴﻭﺍﻫﺎ ﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ،ﺃﻭ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺃﻭ ﻟﺩﻓﻊ ﻅﻠﻡ .
ﻥ ﺭﺃَﻯ ﻤ ﹾﻨ ﹶﻜﺭﺍ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﹸﻭلُ :ﻤ
ﺴ ﻤ ﻌﺕﹸ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﺴﻌﻴ ﺩ ،ﻗﹶﺎ َل :
ﻥ ﹶﻟ ﻡ
ﻁ ﻊ ﹶﻓ ﹺﺒ ﻠﺴﺎ ﻨ ﻪ ،ﹶﻓﺈِ
ﺴ ﹶﺘ
ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﻴ
ﻥ ﻴ ﹶﻐﻴ ﺭ ﻩ ﹺﺒ ﻴ ﺩ ﻩ ،ﹶﻓ ﹾﻠﻴ ﹶﻐﻴ ﺭﻩ ﹺﺒ ﻴ ﺩ ﻩ ،ﹶﻓﺈِ
ﺴ ﹶﺘﻁﹶﺎﻉَ ﺃ
ﻓﹶﺎ
ﻥ .
ﻀﻌﻑﹸ ﺍﻹِﻴﻤﺎ ﹺ
ﻙ َﺃ
ﻁ ﻊ ﹺﺒ ﻠﺴﺎ ﻨ ﻪ ﹶﻓﺒﹺ ﹶﻘ ﹾﻠﺒﹺﻪ ، ﻭ ﹶﺫ ِﻟ
ﺴ ﹶﺘ
ﻴ
ﻭﻜﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﻠﺤﺔ
ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﻤﻔﺴﺩﺓ ،ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻔﺴﺩﺓ ،ﺃﻭ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻤﺼﻠﺤﺔ،
ﻜﺎﻨﺕ ﺤﺭﺍﻤﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺇﻋﻤﺎﻻﹰ ﻟﻠﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭل" :ﺇﺫﺍ ﺘﻌﺎﺭﻀﺕ ﻤﻔﺴﺩﺘﺎﻥ
١٧
ﺭﻭﻋﻲ ﺃﻋﻅﻤﻬﻤﺎ ﻀﺭﺭﺍ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺏ ﺃﺨﻔﻬﻤﺎ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻷﺨﺭﻯ :ﺩﺭﺀ ﺍﻟﻤﻔﺎﺴﺩ
ﺃﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺠﻠﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ.
ﻓﺎﻟﻭﺴﺎﺌل ﻟﻬﺎ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ،ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺼﺩﻩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ،ﺇﻻ
ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﺭﻓﺽ ﺍﻟﻅﻠﻡ ،ﻭﺸﺤﺫ ﻫﻤﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻡ ﻭﺃﻗﻼﻤﻬﻡ ﻭﺃﻴﺩﻴﻬﻡ
ﺒﻤﺎ ﻴﻤﻠﻜﻭﻥ ﻓﻌﻠﻪ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺘﻭﺤﻴﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻭﺘﻘﻭﻴﺔ ﻟﺭﺃﻱ ﺍﻷﻤﺔ.
ﻓﺎﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﺨﺭﻭﺠﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺒل ﻫﻲ ﺍﻋﺘﺭﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭ ﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻨﻭﻋﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﻡ ،ﻭﻤﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻭﻴﺯﻴل ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺸﻜﻭﻯ
ﺍﻷﻨﺼﺎﺭ ﻭﺤﻘﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺃﺯﺍل ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،
ﻋﻁﹶﻰ ﺭﺴﻭ ُل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﻯ ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻟﻤﺎ َﺃ
ﺴﻌﻴ ﺩ ﺍ ﹾﻟﺨﹸ ﺩ ﹺﺭ
ﻥ َﺃﺒﹺﻰ
ﻋ
ﺤﻤﻭ ﺩ ﺒﻥﹺ ﹶﻟﺒﹺﻴ ﺩ ،
ﻥ ﻤ
ﻓ ﻌ
ﺏ ﻭ ﹶﻟ ﻡ
ﺵ ﻭ ﹶﻗﺒﺎ ِﺌ ِل ﺍ ﹾﻟ ﻌ ﺭ ﹺ
ﻙ ﺍ ﹾﻟ ﻌﻁﹶﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﹸ ﺭ ﻴ ﹴ
ﻥ ﺘ ﹾﻠ
ﻋﻁﹶﻰ ﻤ
ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﺎ َﺃ
ﺤﺘﱠﻰ
ﻥ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ ﻓﻲ ﺃَﻨﹾﻔﹸﺴﻬﹺﻡ
ﻰ ﻤ
ﺤ
ﺠ ﺩ ﻫﺫﹶﺍ ﺍ ﹾﻟ
ﺸﻰﺀ ﻭ
ﻥ ﻓﻲ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ ﻤ ﹾﻨﻬﺎ ﹶ
ﻴﻜﹸ
ﺤﺘﱠﻰ ﻗﹶﺎ َل ﻗﹶﺎ ِﺌﹸﻠ ﻬ ﻡ ﹶﻟﻘﻰ ﺭﺴﻭ ُل ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﹶ ﻭ ﻤ ﻪ
ﺕ ﻓﻴ ﹺﻬﻡ ﺍﻟﹾﻘﹶﺎﻟﹶ ﹸﺔ
ﹶﻜﺜﹸﺭ ﹾ
ﻙ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ
ﺠﺩﻭﺍ
ﻰ ﹶﻗ ﺩ ﻭ
ﺤ
ﺴ ﻌﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺎ ﺩ ﹶﺓ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ِﺇﻥ ﻫﺫﹶﺍ ﺍ ﹾﻟ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ
ﺨ َل
ﹶﻓﺩ ﹶ
ﺕ
ﻁ ﻴ ﹶ
ﻋﹶ
ﻙ ﻭَﺃ
ﺕ ﻓﻲ ﻗﹶﻭ ﻤ
ﺕ ﹶﻗﺴ ﻤ ﹶ
ﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﹶﺍ ﺍﻟﹾﻔﹶﻰﺀ ﺍﻟﺫﻱ َﺃﺼ ﺒ ﹶ
ﻓﻲ ﺃَﻨﹾﻔﹸﺴﻬﹺﻡِ ﻟﻤﺎ ﺼ ﹶﻨ ﻌ ﹶ
ﺸﻰﺀ ﻗﹶﺎ َل
ﻥ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ ﹶ
ﻰ ﻤ
ﺤ
ﺏ ﻭ ﹶﻟ ﻡ ﻴﻙ ﻓﻲ ﻫﺫﹶﺍ ﺍ ﹾﻟ
ﻋﻅﹶﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﹶﻗﺒﺎ ِﺌ ِل ﺍ ﹾﻟ ﻌ ﺭ ﹺ
ﻋﻁﹶﺎﻴﺎ
ﻥ ﹶﻗ ﻭﻤﻰ ﻭﻤﺎ َﺃﻨﹶﺎ
ﺴ ﻌﺩ .ﻗﹶﺎ َل ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻤﺎ َﺃﻨﹶﺎ ِﺇﻻﱠ ﺍ ﻤ ﺭ ٌﺅ ﻤ
ﻥ ﹶﺫﻟِﻙ ﻴﺎ
ﺕ ﻤ
ﹶﻓ َﺄ ﻴﻥَ ﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﺴ ﻌ ﺩ ﹶﻓﺠﻤﻊ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﺭ ﻓﻲ
ﺨﺭﺝ
ﺤﻅﻴﺭ ﺓ .ﻗﹶﺎ َل ﹶﻓ ﹶ
ﻙ ﻓﻲ ﻫ ﺫ ﻩ ﺍ ﹾﻟ
ﻗﹶﺎ َل :ﻓﹶﺎﺠﻤﻊ ﻟِﻰ ﻗﹶﻭ ﻤ
ﻥ
ﺨﻠﹸﻭﺍ ﻭﺠﺎ ﺀ ﺁﺨﹶﺭﻭ
ﻥ ﹶﻓ ﹶﺘﺭ ﹶﻜﻬ ﻡ ﹶﻓﺩ ﹶ
ﺠﺭﹺﻴ
ﻥ ﺍ ﹾﻟﻤﻬﺎ ﹺ
ﺤﻅﻴﺭ ﺓ ﻗﹶﺎ َل ﹶﻓﺠﺎﺀ ﹺﺭﺠﺎ ٌل ﻤ
ﻙ ﺍ ﹾﻟ
ﺘ ﹾﻠ
ﻥ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ ﻗﹶﺎ َل :
ﻰ ﻤ
ﺤ
ﺠ ﹶﺘ ﻤ ﻊ ﹶﻟﻙ ﻫﺫﹶﺍ ﺍ ﹾﻟ
ﺴ ﻌ ﺩ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﹶﻗﺩ ﺍ
ﺠﺘﹶ ﻤﻌﻭﺍ َﺃﺘﹶﺎﻩ
ﻓﹶﺭ ﺩ ﻫﻡ ﹶﻓ ﹶﻠﻤﺎ ﺍ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ﺒﹺﺎﻟﱠﺫﻯ ﻫ ﻭ ﹶﻟﻪ
ﺤ ﻤ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭَﺃ ﹾﺜﻨﹶﻰ
ﹶﻓ َﺄﺘﹶﺎﻫ ﻡ ﺭﺴﻭ ُل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﹶﻓ
ﺠ ﺩﺘﹸﻤﻭﻫﺎ ﻓﻲ
ﺠ ﺩ ﹲﺓ ﻭ
ﺸ ﺭ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ ﻤﺎ ﻗﹶﺎﹶﻟ ﹲﺔ ﺒ ﹶﻠ ﹶﻐ ﹾﺘﻨﻰ ﻋﻨﹾﻜﹸﻡ ﻭ ﹺ
َﺃ ﻫ ٌل ﺜﹸﻡ ﻗﹶﺎ َل :ﻴﺎ ﻤ ﻌ ﹶ
ﻥ
ﻑ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺒ ﻴ
ﻋﺩﺍ ﺀ ﹶﻓ َﺄﻟﱠ ﹶ
ﻏﻨﹶﺎﻜﹸﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭَﺃ
ﻀﻼﱠ ﹰﻻ ﹶﻓ ﻬﺩﺍﻜﹸﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﻋﺎ ﹶﻟ ﹰﺔ ﹶﻓ َﺄ ﹾ
ﺃَﻨﹾﻔﹸﺴﻜﹸﻡَ ﺃ ﹶﻟ ﻡ ﺁﺘﻜﹸﻡ
ﺸ ﺭ
ﻀلُ .ﻗﹶﺎ َل َ :ﺃ ﹶﻻ ﺘﹸﺠﹺﻴﺒﻭﻨﹶﻨﻰ ﻴﺎ ﻤ ﻌ ﹶ
ﻗﹸﻠﹸﻭ ﹺﺒﻜﹸ ﻡ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﺒ ِل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺴﻭﻟﹸﻪَ ﺃﻤﻥ ﻭَﺃ ﹾﻓ
١٨
ﻥ ﻭﺍﻟﹾﻔﹶﻀلُ.
ﻙ ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ِﻟﻠﱠ ﻪ ﻭِﻟ ﺭﺴﻭِﻟ ﻪ ﺍ ﹾﻟ ﻤ
ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ .ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ :ﻭ ﹺﺒﻤﺎﺫﹶﺍ ﻨﹸﺠﹺﻴﺒ
ﺸ ْﺌﺘﹸ ﻡ ﹶﻟﻘﹸ ﹾﻠﺘﹸ ﻡ ﹶﻓ ﹶﻠﺼﺩ ﹾﻗﺘﹸ ﻡ ﻭﺼﺩﻗﹾﺘﹸﻡَ ﺃ ﹶﺘ ﻴ ﹶﺘﻨﹶﺎ ﻤ ﹶﻜﺫﱠﺒﺎ ﹶﻓﺼﺩ ﹾﻗﻨﹶﺎﻙ
ﻗﹶﺎ َل َ :ﺃﻤﺎ ﻭﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻟ ﻭ
ﺴﻜﹸﻡ ﻴﺎ
ﺠ ﺩﺘﹸ ﻡ ﻓﻲ َﺃ ﹾﻨﻔﹸ
ﻼ ﻓﹶﺂﺴ ﻴﻨﹶﺎﻙَ ﺃ ﻭ
ﻁﺭﹺﻴﺩﺍ ﻓﹶﺂﻭ ﻴﻨﹶﺎﻙ ﻭﻋﺎ ِﺌ ﹰ
ﺨﺫﹸﻭ ﹰﻻ ﹶﻓ ﹶﻨﺼ ﺭﻨﹶﺎﻙ ﻭ ﹶ
ﻭ ﻤ ﹾ
ﺴ ﻠﻤﻭﺍ ﻭﻭﻜﹶ ﹾﻠﺘﹸﻜﹸﻡِ ﺇﻟﹶﻰ
ﻥ ﺍﻟ ﺩ ﹾﻨﻴﺎ ﹶﺘ َﺄﻟﱠ ﹾﻔﺕﹸ ﹺﺒﻬﺎ ﹶﻗ ﻭﻤﺎ ِﻟﻴ
ﻋ ﺔ ﻤ
ﺸ ﺭ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ ﻓﻲ ﻟﹸﻌﺎ
ﻤ ﻌ ﹶ
ﺱ ﺒﹺﺎﻟﺸﱠﺎ ﺓ ﻭﺍ ﹾﻟ ﺒﻌﻴ ﹺﺭ
ﺏ ﺍﻟﻨﱠﺎ
ﻥ ﻴ ﹾﺫ ﻫ
ﺸ ﺭ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ َﺃ
ﻼ ﺘﹶﺭﻀﻭﻥ ﻴﺎ ﻤ ﻌ ﹶ
ﻼ ﻤﻜﹸ ﻡ َﺃ ﹶﻓ ﹶ
ﺴﹶ
ِﺇ
ﺠﺭ ﹸﺓ ﹶﻟﻜﹸ ﹾﻨﺕﹸ
ﻥ ﹺﺒ ﺭﺴﻭ ِل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻓﻲ ﹺﺭﺤﺎ ِﻟﻜﹸ ﻡ ﹶﻓﻭﺍﻟﱠﺫﻯ ﹶﻨ ﹾﻔﺱ ﻤﺤﻤ ﺩ ﹺﺒ ﻴ ﺩ ﻩ ﹶﻟ ﻭ ﹶﻻ ﺍ ﹾﻟ ﹺﻬ
ﺠﻌﻭ
ﻭ ﹶﺘ ﺭ ﹺ
ﺏ
ﺸ ﻌ
ﺸ ﻌﺒﺎ ﹶﻟﺴ ﹶﻠ ﹾﻜﺕﹸ
ﺸ ﻌﺒﺎ ﻭﺴ ﹶﻠ ﹶﻜﺕ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﺭ
ﺱ
ﻙ ﺍﻟﻨﱠﺎ
ﺴ ﹶﻠ
ﻥ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ ﻭ ﹶﻟ ﻭ
ﺍ ﻤ ﺭﺀﺍ ﻤ
ﺤ ﹺﻡ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﺭ ﻭَﺃ ﺒﻨﹶﺎﺀ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ ﻭَﺃ ﺒﻨﹶﺎﺀَ ﺃ ﺒﻨﹶﺎﺀ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ .ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﺒﻜﹶﻰ
ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ ﺍﻟﱠﻠ ﻬ ﻡ ﺍ ﺭ
ﺤﻅﺎ .ﺜﹸﻡ
ﺴﻤﺎ ﻭ
ﺨﻀﻠﹸﻭﺍ ِﻟﺤﺎﻫ ﻡ ﻭﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ :ﺭﻀﻴﻨﹶﺎ ﹺﺒ ﺭﺴﻭ ِل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻗ
ﺤﺘﱠﻰ َﺃ ﹾ
ﺍ ﹾﻟ ﹶﻘ ﻭ ﻡ
ﻑ ﺭﺴﻭ ُل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭ ﹶﺘ ﹶﻔﺭﻗﹸﻭﺍ.
ﺼ ﺭ ﹶ
ﺍ ﹾﻨ
ﻭﻟﻘﺩ ﺍﺘﻔﻕ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻁﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻤﻁﻠﻘﺔ ﻭﻁﺎﻋﺔ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ
ﻁﺎﻋﺔ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ،ﻭﻟﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻜﺭﺭ ﺍﻵﻴﺔ ﻟﻔﻅ »ﻭﺃﻁﻴﻌﻭﺍ« ﻋﻨﺩ
ﺫﻜﺭ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻷﻤﺭ.
ﻋ ﻠﻲ
ﻥ
ﻋ
ﻓﻼ ﺴﻤﻊ ﻭﻻ ﻁﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻁﺄ :ﻭﻫﺫﺍ ﺃﺼل ﻤﻘﺭﺭ ﺸﺭﻋ ﹰﺎ ،
ﻼ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﹺﻬ ﻡ ﺭﺠ ﹰ
ﺴ ﹶﺘ ﻌ ﻤ َل
ﺴ ﹺﺭﻴ ﹰﺔ ،ﻭﺍ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
ﺙ ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
،ﻗﹶﺎ َل :ﺒ ﻌ ﹶ
ﻲﺀ ، ﻗﹶﺎ َل :
ﺸ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﹺﻬ ﻡ ﻓﻲ ﹶ
ﺠ ﺩ
ﻥ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓ ﹶﻠﻤﺎ ﺨﹶ ﺭﺠﻭﺍ -ﻗﹶﺎ َل : -ﻭ
ﻤ
ﻥ ﺘﹸﻁﻴﻌﻭﻨﻲ ؟ ﻗﹶﺎ َل
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ َﺃ
ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﹶﻟﻬ ﻡ َ :ﺃ ﹶﻟ ﻴﺱ ﹶﻗ ﺩ َﺃ ﻤ ﺭﻜﹸ ﻡ ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
ﻀﺭﻤﻬﺎ ﻓﻴ ﻪ ،ﺜﹸﻡ
ﻁﺒﺎ ،ﺜﹸﻡ ﺩﻋﺎ ﹺﺒﻨﹶﺎ ﹴﺭ ﹶﻓ َﺄ
ﺤﹶ
:ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ :ﺒﻠﹶﻰ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﻘﹶﺎ َل :ﺍﺠ ﻤﻌﻭﺍ
ﻥ ﻴ ﺩﺨﹸﻠﹸﻭﻫﺎ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﹶﻟﻬ ﻡ
ﻋ ﺯ ﻤﺕﹸ ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻡ ﹶﻟ ﹶﺘ ﺩﺨﹸﻠﹸﻨﱠﻬﺎ ،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﻬﻡ ﺍﻟﹾﻘﹶﻭﻡَ ﺃ
ﻗﹶﺎ َل :
ﻼ
ﻥ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺﺭ ،ﹶﻓ ﹶ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤ
ﺏ ﻤﻨﹾﻬﻡِ : ﺇﻨﱠﻤﺎ ﹶﻓ ﺭ ﺭ ﹸﺘ ﻡ ِﺇﻟﹶﻰ ﺭﺴﻭ ِل ﺍ ِ
ﺸﹶﺎ
ﻥ ﹶﺘ ﺩﺨﹸﻠﹸﻭﻫﺎ
ﻥ َﺃ ﻤ ﺭﻜﹸ ﻡ َﺃ
ﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﹶﻓﺈِ
ﺤﺘﱠﻰ ﹶﺘﹶﻠ ﹶﻘﻭﺍ ﺍﻟ ﱠﻨﺒﹺ
ﹶﺘ ﻌﺠﻠﹸﻭﺍ
ﺨ ﺒﺭﻭ ﻩ ،ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﹶﻟﻬ ﻡ
ﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻓﹶ َﺄ ﹾ
ﺠﻌﻭﺍ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟ ﱠﻨﺒﹺ
ﻓﹶﺎ ﺩﺨﹸﻠﹸﻭﺍ ،ﻗﹶﺎ َل :ﻓﹶ ﺭ
ﻋ ﹸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﹾﻤﻌﺭﻭﻑ.
ﺠ ﹸﺘ ﻡ ﻤ ﹾﻨﻬﺎ َﺃﺒﺩﺍ ِ ،ﺇﻨﱠﻤﺎ ﺍﻟﻁﱠﺎ
ﺨ ﹾﻠﺘﹸﻤﻭﻫﺎ ﻤﺎ ﺨﹶ ﺭ
:ﹶﻟ ﻭ ﺩ ﹶ
١٩
ﺠلﱠ .
ﻋﺯ ﻭ
ﺼ ﻴ ﺔ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ،
ﻕ ﻓﻲ ﻤ ﻌ
ﺨﻠﹸﻭ
-ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ :ﹶﻻ ﻁﹶﺎﻋ ﹶﺔ ِﻟ ﻤ ﹾ
ﻭﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻤﻭﻗﻔ ﹰﺎ ﺴﻠﺒﻴﺎﹰ ،ﺒل ﻴﺠﺏ ﺇﻨﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﻋﺩﻡ
ﺇﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻜﻭﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻴﺘﺎﺒﻊ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻭﻻ ﻴﻘﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ،ﻭﺃﻴﻀﺎﹰ ﻻ
ﻴﺘﺎﺒﻊ ﻭﻻ ﻴﻘﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺄ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺃﺼل ﻓﻲ ﺩﻴﻨﻨﺎ ﺃﻻ ﻴﻘﺭ ﺃﺤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺒل
ﻴﻌﺩل ﺃﻭ ﻴﻁﻠﺏ ﻤﻨﻪ ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ،ﺤﺘﻰ ﺇﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻥ ﻴﺘﺎﺒﻊ ﻓﻲ ﻜل ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﻻ
ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﻴﺘﺎﺒﻊ.
ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ :ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻻ ﻴﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻁﺎﻋﺔ :ﻓﻘﺩ ﺨﺹ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺒﺎﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ،ﻭﺠﻌل ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﺠﺒـﺔ ﻭﻤﻘﺩﻤـﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻥ ﹶﺘﻤﻴﻡﹴ ﺍﻟﺩﺍ ﹺﺭﻱ
ﻋ
ﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺭﻋﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺒﻴﺩﻩ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،
ﻥ
ﺤﺔﹸ ِ ،ﺇﻥ ﺍﻟـﺩﻴ
ﻥ ﺍﻟﻨﱠـﺼﻴ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﹶﺎ َلِ:ﺇﻥ ﺍﻟـﺩﻴ
َ ،ﺃﻥ ﺭﺴﻭل ﺍ ِ
ﷲ،
ﷲ ؟ ﻗﹶـﺎ َل ِ ِ :
ﻥ ﻴـﺎ ﺭﺴـﻭ َل ﺍ ِ
ﻥ ﺍﻟﻨﱠﺼﻴﺤ ﹸﺔ ،ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ِ :ﻟ ﻤ
ﺍﻟﻨﱠﺼﻴﺤ ﹸﺔ ِ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺩﻴ
ﻬ ﻡ .
ﻥ ﻭﻋـﺎﻤ ﺘ ﹺ
ﻭ ِﻟ ﻜﺘﹶﺎ ﹺﺒ ﻪ ،ﻭ ِﻟ ﹶﻨ ﹺﺒﻴ ﻪ ،ﻭ َﻷ ِﺌﻤ ﺔ ﺍ ﹾﻟﻤـ ْﺅ ﻤﻨﻴ
ﻓﺎﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺄﺌﻤﺔ ﺍ ﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻠﺯﻡ ﻁﺎﻋﺘﻬﻡ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﻤﻥ ﻴﻨـﻭﺏ ﻋـﻨﻬﻡ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺭﺒﺎﻨﻴﻭﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﺤل ﻭﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺸﻬﺩﺕ ﻟﻬﻡ ﺍﻷﻤﺔ ،ﻗـﺎل
ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ " ﻫﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺩﻴﻨﻬﻡ " ﻭﻗﺎل ﺃﺒﻭ
ﻫﺭﻴﺭﺓ " ﻫﻡ ﺍﻷﻤﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻭﻻﺓ " .ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ " ﻭﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﺎﻤﺔ
ﻓﻲ ﻜل ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ" .
ﻭﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﻌﻨﻴﻭﻥ ﺒﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﺃﻤﺭﺍﹰ ﻭﻨﻬﻴﺎﹰ ،ﻭﻟﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺼﻭل ﺩﻴﻨﻨﺎ :
ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ،ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺘﻪ ،ﻓﻼ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﻟﻭ ﺒﻠﻎ ﺤﺩ ﺍﻹﻏﻼﻅ ﻓﻴﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ،ﺒل ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻤﻥ
ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭﺇﻥ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺍﻷﺫﻯ ﻟﻠﻨﺎﺼﺢ ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻠﻤﺎﺌﻨﺎ ﺸﺎﻫﺩ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ.
٢٠
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﺒﺎﻟﺴﺭ ﻟﻤﻥ ﻴﺠﺩﻯ ﻨﺼﺢ ﺍﻟﺴﺭ ﻤﻌﻪ ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻟﺠﻬﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺒل
ﻤﻁﻠﻭﺏ ﻟﻴﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺔ ﻓﻴﻨﻜﺭﻭﻩ ،ﻭﻟﺫﺍ ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ " :ﺃﻓﻀل
ﺍﻟﺸﻬﺩﺍﺀ ﺤﻤﺯﺓ ﻭﺭﺠل ﻗﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺇﻤﺎﻡ ﺠﺎﺌﺭ ﻓﺄﻤﺭﻩ ﻭﻨﻬﺎﻩ ﻓﻘﺘﻠﻪ" .
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺼﺎﺌﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﺎﻟﺠﻬﺭ ﻭﺍﻹﺴﺭﺍﺭ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻅﺭﻑ
ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ.
ﻭﻟﻘﺩ ﺘﻨﻭﻋﺕ ﻭﺍﺘﺴﻌﺕ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺴﺒل ﺍﻟﻨﺼﺢ ﺃﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ
ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻋﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻠﻔ ﹰﺎ ﻭﻫﻭ ﺘﺒﻌ ﹰﺎ ﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ،ﻓﻠﻴﺱ ﻜل
ﺤﺎﻜﻡ ﺃﻭ ﻨﻅﺎﻡ ﻴﻔﺘﺢ ﺃﺒﻭﺍﺒﻪ ﻟﻠﺴﻤﻊ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﺒل ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﻭﻀﻌﺕ ﻟﻪ ،ﺃﻭ ﻋﺒﺭ
ﺃﻋﻭﺍﻨﻪ ،ﺃﻭ ﻭﺯﺭﺍﺌﻪ ﺃﻱ ﺤﻜﻭﻤﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺱ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ ﺒﺈﻗﺭﺍﺭﻩ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺩ
ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ،ﻭﺘﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﺒل ،ﻓﻜل ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﻤﻭﺡ ﺒﻪ ﻗﺎﻨﻭﻨ ﹰﺎ.
ﻭﺇﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﻻ ﺘﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻁﺎﻋﺔ :ﻓﺎﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻅﻡ ﺒﻴﻥ
ﻤﻀﻴﻕ ﻭﻤﺘﻭﺴﻁ ﻭﻤﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﻭﺇﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺁﺭﺍﺀﻫﻡ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻜل
ﺭﺃﻱ ﻴﻌﻠﻥ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻻ ﻜل ﻤﺴﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﻅﺎﻫﺭﺓ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻬﺎ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ
ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺤﺩ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﺘﻭﺴﻊ ،ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﺘﻀﻴﻕ،
ﻭﻟﻜل ﺒﻠﺩ ﻅﺭﻭﻓﻪ ﻭﻤﻭﺭﻭﺜﺎﺘﻪ ﻭﺃﻋﺭﺍﻓﻪ ،ﻭﻻ ﻴﺼﺢ ﻭﺼﻑ ﻤﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﻓﻲ
ﺼﺤﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﺃﻭ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﺒﻤﺴﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺼﺎﻡ ﺃﻭ ﻤﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻨﻪ
ﻴﻌﺎﺭﺽ ﻗﻭل ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺃﻭ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ،ﻓﻬﻭ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻠﺸﺭﻉ ﻷﻨﻪ ﻋﺼﻰ ﻭﻟﻲ
ﺍﻷﻤﺭ .ﻓﺎﻥ ﻤﺎ ﺴﻤﺢ ﺒﻪ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ ﻓﻬﻭ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻭﻫﺫﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ.
ﻓﺎﻷﺼل ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺒﻜل ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺤﺘﻰ ﺒﺎﻻﻋﺘﺼﺎﻤﺎﺕ ﻭﺒﺎﻟﻤﺴﻴﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ،ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻨﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻘﻴﻴﺩﻫﺎ ﺘﺒﻌ ﹰﺎ ﻟﻠﻅﺭﻭﻑ
ﻭﺍﻷﺤﻭﺍل.
٢١
ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﻭﻤﻘﺎﺼﺩ ﺸﺭﻴﻌﺘﻨﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺤﻀﺎﺭﻴﺔ
ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻫﺩﻓﻬﺎ ﺴﺎﻤﻴﺎﹰ ،ﻓﺎﻷﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺠﻭﺍﺯ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻫﺩﻓﻬﺎ ﻨﺒـﻴﻼﹰ ﻴﺤﻘـﻕ
ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﻭﺍﺠﺒﺔ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﻴﻨـﺕ ﻁﺭﻴﻘـ ﹰﺎ ﻟﻺﺼـﻼﺡ ﺃﻭ
ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﺭﺃﻱ ،ﺃﻭ ﻫﻲ ﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻨﺼﺭﺓ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻤﺜل ﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻋﻥ ﻓﺭﺤﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻓﺘﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﺤﺔ ،ﻭﻤـﻥ
ﺫﻟﻙ ﻨﺼﺭﺓ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .
ﻓ ﻁﺎﻋﺔ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻪ ﻭﺍﺠـﺏ ﻋﻠـﻰ ﻜـل ﻤـﺴﻠﻡ
ﻭﻤﺴﻠﻤﺔ ،ﻭﺍﻷﺼل ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ،ﺒﻴـﺩ ﺃﻥ ﺇﺒـﺩﺍﺀ ﺍﻟـﺭﺃﻱ ﺒﻜـل
ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺇﻥ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﻨﺎﺼﺢ
ﻻ ﻴﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ،ﻓﺎﻟﻁﺎﻋﺔ ﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻅﻠـﻡ ،ﻭﻻ ﺘﻌـﺎﺭﺽ ﺒـﻴﻥ
ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﻟﻭ ﺒﻠﻎ ﺤﺩ ﺍﻹﻏﻼﻅ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﻗـﺩ ﺘﻜـﻭﻥ
ﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﺇﻥ ﺒﻠﻎ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻤﺩﺍﻩ ،ﻭﻻ ﻴﺼﺢ ﻭﺼﻑ ﻤﻥ ﻋﺒﺭ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﺃﻭ
ﺍﻋﺘﺼﺎﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ.
ﻭﺇﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺒﻜل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ،ﻓﻘﺩ ﻴﺨﻠﻁ ﺍﻟﺒﻌﺽ
ﺒﻴﻥ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻓﻬﺫﺍ ﺨﻠﻁ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻉ ﻭﺘﺤﻤﻴل ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺤﺘﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﻴﻘﺭﻩ ،ﻓﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻨﺼﺢ
ﻭﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ﻤﻀﺎﺩﺓ ﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ،
ﻓﺎﻷﺼل ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﻨﺼﺢ ،ﻭﺍﻷﺼل ﻫﻨﺎ ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ،ﻭﻟﺫﺍ ﻋﻨﻲ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ
ﺒﺎﻷﺼل ﺍﻷﻭل ﻓﻭﺴﻌﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺘﻭﺴﻌﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺠﺩﺍﹰ ،ﻭﻀﻴﻘﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺘﻀﻴﻴﻘﹰﺎ ﻜﺒﻴﺭﹰﺍ
ﺠﺩﺍﹰ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻓﻬﻤﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺼﺭﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺴﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻕ ،ﻓﻠﻡ
ﻴﺠﻴﺯﻭﺍ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺇﻻ ﺒﺘﺤﻘﻕ ﺸﺭﻁﻴﻥ ﻤﺘﻼﺯﻤﻴﻥ:
ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﻁﻴل ﺸﺭﻉ ﺍﷲ ،ﻭﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺍﻟﺒﻭﺍﺡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻭﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ.
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻭﻤﺤﻭ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺒﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺅﺩ
ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺸﺭ ﻭﻓﺘﻨﻪ ﺃﻋﻅﻡ.
٢٢
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺩﻨﻲ ﺒﻁﺒﻌﻪ ،ﻴﻨﺯﻉ ﺒﻔﻁﺭﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻀﻤﻥ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻴﺘﻔﺎﻋل ﻤﻌﻬﺎ
ﻭﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻤﺎ ﺤﻭﻟﻪ ﻭﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ ﻓﻴﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻟﻭﺍﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺕ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻭﻟﻴﺱ ﺫﻟﻙ ﺨﺎﺼ ﹰﺎ ﺒﺒﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻓﻘﻁ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﺒﻔﻁﺭﺘﻪ ﻭﻏﺭﻴﺯﺘﻪ ﻭﻤﻨﺫ ﻭﻻﺩﺘﻪ
ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﻭﻴﻠﺘﺼﻕ ﻤﻊ ﻭﺍﻟﺩﺘﻪ ،ﺜﻡ ﻴﺘﺒﻊ ﺃﻤﻪ ﻭﺃﺒﺎﻩ ،ﺜﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﻁﻥ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻪ.
ﺤﺏ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺃﻤﺭ ﻓﻁﺭﻱ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﻭﺃﻜﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻴﻘﻭل ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠلّ:
ﻥ ﺩﻴﺎ ﹺﺭﻜﹸ ﻡ ﻤﺎ ﹶﻓﻌﻠﹸﻭﻩِ ﺇﻻﱠ ﹶﻗﻠﻴ ٌل
ﺴﻜﹸ ﻡ َﺃ ﻭ ﺍﺨﹾ ﺭﺠﻭﺍ ﻤ
ﻥ ﺍ ﹾﻗﺘﹸﻠﹸﻭﺍ ﺃَﻨﻔﹸ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﹺﻬ ﻡ َﺃ
ﻭ ﹶﻟ ﻭ َﺃﻨﱠﺎ ﹶﻜ ﹶﺘ ﺒﻨﹶﺎ
ﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﺒﺈﺯﺍ ﺀ ﺍﻟﻘﺘل ،ﻭﻫﻭ
ﻤﻨﹾﻬﻡ ﻓﺠﻌل ﺴﺒﺤﺎﻨﹶﻪ ﺍﻹﺨﺭﺍ
ﺒﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﺃﻥ ﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﻋﺩﻴ ُل ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﻴﻘﻭل ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ :ﻭﻤﺎ ﹶﻟﻨﹶﺎ َﺃﻻﱠ ﹸﻨﻘﹶﺎ ﺘ َل
ﺭﻨﹶﺎ ﻭَﺃ ﺒﻨﹶﺎ ِﺌﻨﹶﺎ
ﻥ ﺩﻴﺎ ﹺ
ﺠﻨﹶﺎ ﻤ
ﺴﺒﹺﻴ ِل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ﹶﻗ ﺩ ُﺃﺨﹾ ﹺﺭ
ﻓﻲ
ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨﺯل ﺍﻟﻭﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﻏﺎﺭ ﺤﺭﺍﺀ ﻭﺍﻨﻁﻠﻘﺕ
ﻋﺒﺩ ﺍ ﹾﻟ ﻌﺯﻯ ،ﻭﻫ ﻭ
ﺕ ﹺﺒ ﻪ ﻭﺭ ﹶﻗ ﹶﺔ ﺒﻥ ﹶﻨ ﻭ ﹶﻓلِ ﺒﻥﹺ ﺃﺴﺩ ﺒﻥﹺ
ﺤﺘﹶﻰ ﺃ ﹶﺘ ﹾ
ﺨﹶﺩﻴﺠ ﹸﺔ ﺒﺭﺴﻭل ﺍﷲ
ﻥ ﻴ ﹾﻜﺘﹸﺏ
ﻥ ﺍﻤﺭﺃ ﹶﺘ ﹶﻨﺼﺭ ﻓﻲ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ﻫ ﻠﻴ ﺔ ،ﻭﻜﹶﺎ
ﺨﺩﻴﺠ ﹶﺔ ،ﺃﺨﻲ ﺃﺒﻴﻬﺎ .ﻭﻜﹶﺎ
ﻋﻡ ﹶ
ﻥ
ﺍ ﺒ
ﺸ ﻴﺨﹰﺎ
ﻥ ﹶ
ﺏ .ﻭﻜﹶﺎ
ﻥ ﻴ ﹾﻜﺘﹸ
ﻥ ﺍ ِﻹ ﹾﻨﺠﹺﻴ ِل ﺒﹺﺎ ﹾﻟ ﻌ ﺭ ﹺﺒﻴ ﺔ ﻤﺎ ﺸﹶﺎﺀ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ َﺃ
ﺏ ﻤ
ﺏ ﺍ ﹾﻟ ﻌ ﺭ ﹺﺒﻲ ﻭﻴ ﹾﻜﺘﹸ
ﺍ ﹾﻟ ﻜﺘﹶﺎ
ﻥ ﺃﺨﻴﻙ .ﻗﹶﺎ َل ﻭ ﺭ ﹶﻗﺔﹸ
ﻥ ﺍ ﺒ ﹺ
ﻋﻡ ﺍﺴﻤﻊ ﻤ ﹺ
ﺕ ﹶﻟﻪ ﺨﹶﺩﻴﺠ ﹸﺔ :ﺃﻱ
ﻲ .ﹶﻓﻘﹶﺎﹶﻟ ﹾ
ﻋ ﻤ
ﹶﻜﺒﹺﻴﺭﺍ ﹶﻗ ﺩ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
ﺨ ﺒﺭ ﻩ ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
ﻥ ﺃﺨﻲ ﻤﺎﺫﹶﺍ ﹶﺘﺭﻯ ؟ ﻓﹶﺎ ﹾ
ﺒﻥ ﹶﻨ ﻭ ﹶﻓلٍ :ﻴﺎ ﺍ ﺒ
ﻋ ﹶﻠﻰ ﻤﻭﺴﻰ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
ﺱ ﺍﱠﻟﺫﻱ ﺍﹸ ﹾﻨ ﹺﺯ َل
ﺨﺒﺭ ﻤﺎ ﺭﺃ ﻩ .ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﹶﻟﻪ ﻭ ﺭ ﹶﻗﺔﹸ :ﻫﺫﹶﺍ ﺍﻟﻨﱠﺎﻤﻭ
ﹶ
ﻙ .ﻗﹶﺎ َل
ﻙ ﻗﹶﻭ ﻤ
ﺠ
ﻥ ﻴﺨﹾ ﹺﺭ
ﺤﻴﺎ ﺤﻴ
ﺠ ﹶﺫﻋﺎ ،ﻴﺎ ﹶﻟ ﻴ ﹶﺘﻨﻲ ﺃﻜﻭﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻴﺎ ﹶﻟ ﻴ ﹶﺘﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ
ﻲ ﻫ ﻡ ؟ ﻗﹶﺎ َل ﻭ ﺭ ﹶﻗﺔﹸ :ﹶﻨﻌ ﻡ ،ﹶﻟ ﻡ ﻴﺄﺕ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :ﺃﻭ ﻤﺨﹾ ﹺﺭﺠﹺ
ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
ﺼﺭﺍ
ﻙ ﺃﻨﺼﺭﻙ ﹶﻨ
ﻥ ﻴﺩ ﹺﺭ ﹾﻜﻨﻲ ﻴ ﻭﻤ
ﻱ ،ﻭِﺇ
ﺕ ﹺﺒ ﻪ ِﺇﻻﱠ ﻋﻭ ﺩ
ﺠ ْﺌ ﹶ
ﺭﺠٌ ل ﹶﻗﻁﱡ ﹺﺒﻤﺎ ﹺ
ﺅ ﺯﺭﺍ .
ﻤ َ
٢٣
ﻗﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺘﻌﻠﻴﻘ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻗﺎل ﺍﻟﺴﻬﻴﻠﻲ :ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺤﺏ ﺍﻟﻭﻁﻥ
ﻭﺸﺩﺓ ﻤﻔﺎﺭﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻓﺈﻨﻪ ﻗﺎل ﻟﻪ ﻟﺘﻜﺫﺒﻨﻪ ﻓﻠﻡ ﻴﻘل ﺸﻴﺌﺎ ﺜﻡ ﻗﺎل ﻭﻟﺘﺅﺫﻴﻨﻪ
ﻓﻠﻡ ﻴﻘل ﻟﻪ ﺸﻴﺌﺎ ﺜﻡ ﻗﺎل ﻭﻟﺘﺨﺭﺠﻨﻪ ﻓﻘﺎل ﺃﻭ ﻤﺨﺭﺠﻲ ﻫﻡ ﻗﺎل ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﺤﺭﻡ
ﺍﷲ ﻭﺠﻭﺍﺭ ﺒﻴﺘﻪ ﻭﺒﻠﺩﺓ ﺃﺒﻴﻪ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﻓﻠﺫﻟﻙ ﺘﺤﺭﻜﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻨﺩ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ
ﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺘﺤﺭﻙ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﻗﺎل ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺩﺍل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺘﺤﺭﻗﻬﺎ
ﺇﺩﺨﺎل ﺍﻟﻭﺍﻭ ﺒﻌﺩ ﺃﻟﻑ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻤﻊ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻹﺨﺭﺍﺝ ﺒﺎﻟﺴﺅﺍل ﻋﻨﻪ ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻥ
ﺍﻟﻭﺍﻭ ﺘﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﻭﺘﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺏ ﺒﺄﻥ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺔ ﺍﻹﻨﻜﺎﺭ
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﻠﻑ ﻟﻜﻼﻤﻪ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻡ ﻤﻨﻪ ﺍﻨﺘﻬﻰ .
ﻥ
ﻙ ﻤ
ﻁ ﻴ ﺒ
ﺱ ﻗﹶﺎ َل:ﻗﹶﺎ َل ﺭﺴﻭ ُل ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ِﻟ ﻤﻜﱠ ﹶﺔ ﻤﺎ َﺃ ﹾ
ﻋﺒﺎ ﹴ
ﻥ
ﻥ ﺍ ﺒ ﹺ
ﻋﹺ
ﻭ
ﻏ ﻴﺭﻙ .
ﺴ ﹶﻜ ﹾﻨﺕﹸ ﹶ
ﻙ ﻤﺎ
ﻙ ِﺇ ﹶﻟﻰ ﻭ ﹶﻟ ﻭ ﹶﻻ َﺃﻥ ﹶﻗ ﻭﻤﻰ َﺃﺨﹾ ﺭﺠﻭﻨﻰ ﻤ ﹾﻨ
ﺤﺒ
ﺒ ﹶﻠ ﺩ ﻭَﺃ
ﺸﺔﹸ
ﻥ ﻤﻜﹼ ﹶﺔ ،ﹶﻓﺴَ ﺄﻟﹾﺘﻪ ﻋﺎ ِﺌ ﹶ
ﻱ ﻭﻴﻘﹶﺎلُ ﻓﻴ ﻪ ﺍ ﹾﻟ ﻬ ﺩ ِﻟﻲَ ﺃﻨﹼﻪ ﹶﻗﺩﻡ ﻤ
ﺼ ﻴ ٍل ﺍ ﹾﻟ ﻐﻔﹶﺎ ﹺﺭ
ﺙ ﺃُ
ﺤﺩﻴ
ﻭﻓﻲ
ﺤﺠﻥ
ﻁﺤﻬﺎ ،ﻭَﺃ
ﺕ َﺃﺒﺎ
ﻥ ﺍ ﺒﻴﻀ ﹾ
ﺼ ﻴلُ ؟ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﹶﺘﺭﻜﹾﺘﻬﺎ ﺤﻴ
ﻑ ﹶﺘﺭﻜﹾﺕ ﻤﻜﹼ ﹶﺔ ﻴﺎ ﺃُ
ﹶﻜ ﻴ ﹶ
ﻋ ﻴﻨﹶﺎ ﺭﺴﻭ ِل ﺍﻟﹼﻠ ﻪ -
ﺴ ﹶﻠﻤﻬﺎ ،ﻓﹶﺎﻏﹾﺭﻭﺭﻗﹶﺕﹾ
ﺸﺭ
ﺨ ﺭﻫﺎ ،ﻭَﺃ ﻤ ﹶ
ﻕ ﺇ ﹾﺫ
ﻏﺩ ﹶ
ﹸﺜﻤﺎ ﻤﻬﺎ ،ﻭَﺃ ﹾ
ﺼ ﻴلُ " ،ﻭﻴ ﺭﻭﻯ َﺃﻨﹼﻪ ﻗﹶﺎ َل ﹶﻟﻪ"
ﺸﻭ ﹾﻓﻨﹶﺎ ﻴﺎ ﺃُ
ﺴﻠﹼ ﻡ -ﻭﻗﹶﺎ َل " ﻟﹶﺎ ﺘﹸ ﹶ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ﻭ
ﺼﻠﹼﻰ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ
ﺏ ﹶﺘ ﹶﻘ ﺭ " .
ﻉ ﺍ ﹾﻟ ﹸﻘﻠﹸﻭ
ﺩ
ﻕ ﺒﺎﻟﺤﻨﻴﻥ ﺇﻟﻰ
ﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻜﺎﺭﻩ ،ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﺤ ﱡ
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ " :ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭ ﻴﺤ
ﺃﻭﻁﺎﻨﻪ.ﻭﻗﺎل ﺁﺨﺭ :ﻤﻴﻠﻙ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻟﺩﻙ ﻤﻥ ﻜﺭﻡ ﻤﺤﺘﺩﻙ.ﻭﻗﺎل ﺁﺨﺭ :ﻋﺴﺭﻙ ﻓﻲ
ﺩﺍﺭﻙ ﺃﻋﺯ ﻟﻙ ﻤﻥ ﻴﺴﺭﻙ ﻓﻲ ﻏﺭﺒﺘﻙ ،ﻭﺃﻨﺸﺩ:
ﻭﻗﺎل ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﺴﻤﻌﺕ ﺃﻋﺭﺍﺒﻴﺎ ﻴﻘﻭل ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﺭﺠل ﻓﺎﻨﻅﺭ ﻜﻴﻑ
ﺘﺤﻨﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻁﺎﻨﻪ ﻭﺸﻭﻗﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺨﻭﺍﻨﻪ ﻭﺒﻜﺎﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻤﻀﻰ ﻤﻥ ﺯﻤﺎﻨﻪ.
ﻥ ﻭﺍﻟﺠﻠﻭﺱ ﻤﻊ
ﻭﻗﻴل ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ :ﻤﺎ ﺍﻟﻐﺒﻁﺔ؟ ﻗﺎل :ﺍﻟﻜﻔﺎﻴﺔﹸ ﻭﻟﺯﻭﻡ ﺍﻷﻭﻁﺎ ﹺ
٢٤
ﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨ ﹼﻘ ُل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ.
ﺡ ﻋﻥ ﺍﻷﻭﻁﺎ ﹺ
ﺍﻹﺨﻭﺍﻥ ،ﻗﻴل :ﻓﻤﺎ ﺍﻟ ﹼﺫﻟﱠﺔ؟ ﻗﺎل :ﺍﻟﻨﺯﻭ
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ:
ﻭﻋﻥ ﻋﻠﻲ ﻜﺭﻡ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻭﺠﻬﻪ :ﻋﻤﺭﺕ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﺤﺏ ﺍﻷﻭﻁﺎﻥ .ﻭﻋﻥ ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒـﻥ
ﺃﺩﻫﻡ ﺭﻀﻪ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل :ﻤﺎ ﻋﺎﻟﺠﺕ ﺸﻴﺌ ﹰﺎ ﺃﺸﺩ ﻤﻥ ﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻟﻠـﻭﻁﻥ .ﻭﻗـﺎل
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺒﻥ ﻗﺭﻴﺏ ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ :ﺴﻤﻌﺕ ﺃﻋﺭﺍﺒﻴﺎﹰ ﻴﻘـﻭل :ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﻌـﺭﻑ
ﺍﻟﺭﺠل ﻓﺎﻨﻅﺭ ﻜﻴﻑ ﺘﺤﺒﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻁﺎﻨﻪ ﻭﺘﺸﻭﻗﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺨﻭﺍﻨﻪ ﻭﺒﻜﺎﺅﻩ ﻋﻠـﻰ ﻤـﺎ
ﻤﻀﻰ ﻤﻥ ﺯﻤﺎﻨﻪ .
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ:
ﻓﺤﺏ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺠـﺏ ﺸـﺭﻋﻲ ،ﻭﺍﻟﺘﺨﺭﻴـﺏ ﻓﻴـﻪ
ﺴﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﹾﺄَﺭﺽﹺ ﺒ ﻌ ﺩ
ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻤﺭ ﻗﺩ ﺤﺭﻤﻪ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ " :ﻭﻟﹶﺎ ﺘﹸ ﹾﻔ
ﻥ )(٥٦
ﺴﻨﻴ
ﻥ ﺍ ﹾﻟﻤﺤـ
ﺏ ﻤـ
ﺕ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻗﺭﹺﻴ
ﺤ ﻤ ﹶ
ﻁ ﻤﻌﺎ ِﺇﻥ ﺭ
ﺨ ﻭﻓﹰﺎ ﻭ ﹶ
ﺤﻬﺎ ﻭﺍ ﺩﻋﻭﻩ ﹶ
ﺼﻠﹶﺎ
ِﺇ
ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﺘﻬﺎﻡ ﻜل ﻤﻥ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﺼﻼﺡ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺒﺎﻟﺨﻴﺎﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺂﻤﺭ
ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻨﻪ ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻩ .
ﺇﻥ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻨﺤﻭ ﺃﻤﺘﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺒﺭﻭﻫـﺎ ﻭﻴﺨـﺩﻤﻭﻫﺎ ﻭﻴﻁﻴﻌﻭﻫـﺎ ،ﻭﺃﻥ
ﻴﺴﺘﺠﻴﺒﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺩﻋﻭﻫﻡ ﻟﻴﺭﻓﻌـﻭﺍ ﺸـﺄﻨﻬﺎ ﻭﻴـﺼﻨﻌﻭﺍ ﻤﺠـﺩﻫﺎ ﻭﺭﻗﻴﻬـﺎ
ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻫﺎ ﺒﻜل ﺼﺩﻕ ﻭﺇﺨﻼﺹ ﻭﺘﻔﺎﻥ.
ﻗﺎل ﺤﺎﻓﻅ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ :
٢٥
ﺍﻷﻤﻥ ﻤﻥ ﻨﻌﻡ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻤﺘﻨﻪ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ
ﺸﺘﹶﺎ ﺀ
ﺤﹶﻠ ﹶﺔ ﺍﻟ ﱢ
ﺵ ) (١ﺇِﻴﻠﹶﺎ ﻓ ﹺﻬ ﻡ ﺭﹺ
ﻑ ﻗﹸ ﺭ ﻴ ﹴ
ﻭﺃﻤﺘﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﻴﺵ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ " :ﻟﺈِﻴﻠﹶﺎ
ﻥ
ﻉ ﻭﺁ ﻤ ﹶﻨﻬ ﻡ ﻤ
ﻥ ﺠﻭ ﹴ
ﻑ ) (٢ﻓﹶﻠﹾﻴﻌﺒﺩﻭﺍ ﺭﺏ ﻫﺫﹶﺍ ﺍﻟﹾﺒﻴﺕ (٣) ﺍﱠﻟﺫﻱ ﺃَﻁﹾﻌﻤﻬﻡ ﻤ
ﻭﺍﻟﺼ ﻴ
ﻭﻑ (٤)
ﺨ
ﹶ
ﻥ ﹶﺘ ﹶﻘﺭ ﺒﻬﻤﺎ ﺍﻟ ﻌ ﻴﻥ،
ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﹶﻰ ﺃﻫلِ ﻤﻜ ﹶﺔ ﺒﻬﺎﺘﹶﻴﻥﹺ ﺍﻟﻨﱢ ﻌ ﻤ ﹶﺘ ﻴﻥﹺ ،ﺍﻟﱠﻠ ﹶﺘ ﻴ ﹺ
ﻥ ﺍ ُ
ﻓﺎﻤﺘ
ﻥ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻫلِ ﺴﺒ ٍﺄ ﺒﺎﻟﺭﺯﻕ
ﺍﻹﻁﻌﺎﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺠﻭﻉ ﻭﺍﻷﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺨﻭﻑ ،ﻜﹶﻤﺎ ﺍﻤﺘ
ﺴ ﹶﻜ ﻨ ﹺﻬ ﻡ ﺁﻴ ﹲﺔ
ﺴ ﺒ ٍﺄ ﻓﻲ ﻤ
ﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻴﺎ ﹺﻡ ﻭﺍﻟﻠﱠﻴﺎﻟﻲ ،ﻓﻘﺎلَ ":ﹶﻟ ﹶﻘ ﺩ ﻜﹶﺎﻥِ ﻟ
ﺍﻟﺤﻼلِ ،ﻭﺍﻷﻤ ﹺ
ﺏ
ﻁ ﻴﺒﺔﹲ ،ﻭ ﺭ
ﺸ ﹸﻜﺭﻭﺍ ﹶﻟﻪ ،ﺒ ﹾﻠ ﺩ ﹲﺓ ﹶ
ﻕ ﺭﺒﻜﹸﻡ ﻭﺍ ﹾ
ﻥ ﹺﺭ ﺯ
ﺸﻤﺎلٍ ،ﻜﹸﻠﹸﻭﺍ ﻤ
ﻥﻭ
ﻥ ﻴﻤﻴ ﹴ
ﻋ
ﻥ
ﺠﻨﱠﺘﹶﺎ ﹺ
ﻥ ﺍﻟ ﹸﻘﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ
ﺠ ﻌ ﹾﻠﻨﹶﺎ ﺒ ﻴ ﹶﻨﻬ ﻡ ﻭ ﺒ ﻴ
ﻥ " :ﻭ
ﻏﻔﹸﻭ ﺭ ) ، (١٥ﻭﻗﺎ َل ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺎ ﹺ
ﹶ
ﻥ
ﻲ ﻭﺃﻴﺎﻤ ﹰﺎ ﺁ ﻤﻨﻴ
ﺴ ﻴﺭ ﺴﻴﺭﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﹶﻟﻴﺎ ِﻟ
ﻯ ﻅﹶﺎ ﻫ ﺭ ﹰﺓ ﻭ ﹶﻗﺩﺭﻨﹶﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟ
ﺒﺎ ﺭ ﹾﻜﻨﹶﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﹸ ﺭ
) (١٨
ﻥ ﺍ َﻷ ﹾﻨﺼﺎ ﹺﺭﻱ،
ﺼﹴ
ﺤ
ﷲ ﺒﻥﹺ ﻤ
ﻥ ﺴﹶﻠﻤ ﹶﺔ ﺒﻥﹺ ﻋ ﺒ ﻴ ﺩ ﺍ ِ
ﻋ
ﻓﻼ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺒﺩﻭﻥ ﺃﻤﻥ ،
ﺼﺒﺢ ﻤ ﹾﻨﻜﹸ ﻡ ﻤﻌﺎﻓﹰﻰ
ﻥ َﺃ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :ﻤ
ﻥ َﺃﺒﹺﻴ ﻪ ،ﻗﹶﺎ َل :ﻗﹶﺎ َل ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
ﻋ
ﺕ ﹶﻟﻪ ﺍﻟ ﺩ ﹾﻨﻴﺎ.
ﻋ ﹾﻨ ﺩﻩ ﻗﹸﻭﺕﹸ ﻴ ﻭ ﻤ ﻪ ،ﹶﻓ ﹶﻜ َﺄﻨﱠﻤﺎ ﺤﻴ ﺯ ﹾ
ﺴ ﺭ ﹺﺒ ﻪ ،
ﺴ ﺩ ﻩ ،ﺁ ﻤﻨﹰﺎ ﻓﻲ
ﺠ
ﻓﻲ
ﻓﺒﺎﻷﻤﻥ ﻭﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺘﺘﻭﺤﺩ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ،ﻭﺘﺯﺩﻫﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﺘﻐﺩﻕ ﺍﻷﺭﺯﺍﻕ ،
ﻭﻴﺘﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺘﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻤﻥ ﻤﻨﺎﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﻴﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﺤﺒل ﺍﻟﻭﺜﻴﻕ
ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻤﺔ ﻭﻋﻠﻤﺎﺌﻬﺎ ،ﻭﺘﺘﻭﺜﻕ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺘﺘﻭﺤﺩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،
ﻭﻴﺄﻨﺱ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻭﻴﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ،ﻭﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ ﺒﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ ،ﻭﺘﻘﺎﻡ
ﺤﺩﻭﺩ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ .ﻭﺒﺎﺨﺘﻼل ﺍﻷﻤﻥ ﺘﻌﺎﻕ ﺴﺒل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ،
ﻭﻴﻨﻀﺏ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻭﻴﻨﻘﻁﻊ ﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﻤﻼﺯﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ،
٢٦
ﻭﻻ ﺘﻭﺼل ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ،ﻭﻴﺌﻥ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻓﻼ ﺩﻭﺍﺀ ،ﻭﻻ ﻁﺒﻴﺏ ،ﻓﺘﺨﺘل ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﺵ ،
ﻭﺘﻬﺠﺭ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ،ﻭﺘﻔﺎﺭﻕ ﺍﻷﻭﻁﺎﻥ ،ﻭﺘﺘﻔﺭﻕ ﺍﻷُﺴﺭ ،ﻭﺘﻨﻘﺽ ﻋﻬﻭﺩ ﻭﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ،
ﻭﺘﺒﻭﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ،ﻭﻴﺘﻌﺴﺭ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺭﺯﻕ ،ﻭﺘﺘﺒﺩل ﻁﺒﺎﻉ ﺍﻟﺨﻠﻕ ،ﻓﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﻜﺫﺏ ،
ﺢ ،ﻭﻴﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﺼﺩﻴﻕ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺨﻭﻑ ،ﻭﺘﻜﺫﻴﺏ ﺨﺒﺭ ﺍﻷﻤﻥ ،
ﻭﻴﻠﻘﻰ ﺍﻟﺸ
ﻭﺒﺎﺨﺘﻼل ﺍﻷﻤﻥ ﺘﻘﺘل ﻨﻔﻭﺱ ﺒﺭﻴﺌﺔ ،ﻭﺘﺭﻤل ﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﻴﻴﺘﻡ ﺃﻁﻔﺎل .ﻭﺇﺫﺍ ﺴﻠﺒﺕ
ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻷﻤﻥ ﻓﺸﺎ ﺍﻟﺠﻬل ،ﻭﺸﺎﻉ ﺍﻟﻅﻠﻡ ،ﻭﺴﻠﺒﺕ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻔﻘﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻤﻥ ﺘﻌﺩ ﺼﺤﺭﺍﺀ ﻗﺎﺤﻠﺔ ﺤﺭﻯ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺫﺍﺕ ﺠﻨﺎﺕ
ﻭﺍﺭﻓﺔ ﺍﻟﻅﻼل ﺘﺠﺭﻱ ﻤﻥ ﺘﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻌﻡ ﺒﺎﻷﻤﻥ ﺘﻬﺩﺃ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻭﺘﻁﻤﺌﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺎﺤﻠﺔ ﺠﺭﺩﺍﺀ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺫﺍﺀ ﻤﺎ
ﻴﺴﺩ ﺍﻟﺭﻤﻕ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤﺎ ﻴﺭﻭﻱ ﺍﻟﻅﻤﺄ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻔﻘﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻤﻥ ﻜﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﻓﻘﺩﺕ ﻨﺠﻭﻤﻬﺎ ﻭﻜﺎﻷﺭﺽ ﺇﺫﺍ ﺯﺍﻟﺕ
ﺠﺒﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺭﺍﺴﻴﺎﺕ ﻭﻜﺎﻟﺴﻬﻭل ﺇﺫﺍ ﻓﻘﺩﺕ ﺃﻨﻬﺎﺭﻫﺎ ﻭﻏﺎﺭﺕ ﻋﻴﻭﻨﻬﺎ ﻭﺫﻭﻯ ﻨﺒﺎﺘﻬﺎ
ﻭﻴﺒﺴﺕ ﺃﺸﺠﺎﺭﻫﺎ.
ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻷﻤﻥ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺃﻤﺭﻴﻥ ﻤﻬﻤﻴﻥ :ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ :ﺍﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺞ
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺒﺤﺴﻥ
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﻭﺜﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ "
ﻥ )(١٣
ﺤ ﺯﻨﹸﻭ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﹺﻬ ﻡ ﻭﻟﹶﺎ ﻫ ﻡ ﻴ
ﻑ
ﺨ ﻭ ﹲ
ﺴ ﹶﺘﻘﹶﺎﻤﻭﺍ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﹶ
ﻥ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﺭ ﺒﻨﹶﺎ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺜﹸﻡ ﺍ
ِﺇﻥ ﺍﻟﱠﺫﻴ
ﺽ
ﺨﻠ ﹶﻔﻨﱠﻬ ﻡ ﻓﻲ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ﺭ ﹺ
ﺴ ﹶﺘ ﹾ
ﺕ ﹶﻟﻴ
ﻋ ﻤﻠﹸﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎ ِﻟﺤﺎ
ﻥ ﺁ ﻤﻨﹸﻭﺍ ﻤﻨﹾﻜﹸﻡ ﻭ
ﻋ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺍﻟﱠﺫﻴ
ﻭﻗﺎل " :ﻭ
ﻥ ﻗﹶﺒﻠﻬﹺﻡ ﻭ ﹶﻟﻴﻤﻜﱢ ﹶﻨﻥ ﹶﻟﻬ ﻡ ﺩﻴ ﹶﻨﻬ ﻡ ﺍﱠﻟﺫﻱ ﺍ ﺭﺘﹶﻀﻰ ﹶﻟﻬ ﻡ ﻭ ﹶﻟ ﻴﺒﺩ ﹶﻟ ﱠﻨ ﻬ ﻡ
ﻥ ﻤ
ﻑ ﺍﻟﱠﺫﻴ
ﺨﹶﻠ ﹶ
ﺴ ﹶﺘ ﹾ
ﹶﻜﻤﺎ ﺍ
ﻥ ﹶﻜ ﹶﻔﺭ ﺒ ﻌ ﺩ ﹶﺫﻟِﻙ ﹶﻓﺄُﻭ ﹶﻟﺌِﻙ
ﺸ ﻴﺌًﺎ ﻭ ﻤ
ﻥ ﺒﹺﻲ ﹶ
ﺸ ﹺﺭﻜﹸﻭ
ﺨ ﻭ ﻓ ﹺﻬ ﻡ َﺃ ﻤﻨﹰﺎ ﻴ ﻌﺒﺩﻭ ﹶﻨ ﻨﻲ ﻟﹶﺎ ﻴ ﹾ
ﻥ ﺒ ﻌ ﺩ ﹶ
ﻤ
ﺴﻘﹸﻭﻥ (٥٥)
ﻫ ﻡ ﺍ ﹾﻟﻔﹶﺎ
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ :
***
٢٧
***
ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ :ﺍﻟﻌﺩل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﻜل ﺼﻨﻭﻑ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﺼﻭﺭﻩ ،ﻗﺎل
ﻥ
ﻙ ﹶﻟ ﻬ ﻡ ﺍﻟﹾﺄَﻤﻥ ﻭﻫ ﻡ ﻤﻬﺘﹶﺩﻭ
ﻥ ﺁ ﻤﻨﹸﻭﺍ ﻭ ﹶﻟ ﻡ ﻴ ﹾﻠ ﹺﺒﺴﻭﺍ ﺇِﻴﻤﺎ ﹶﻨﻬ ﻡ ﹺﺒﻅﹸ ﹾﻠ ﹴﻡ ﺃُﻭﻟﹶ ِﺌ
ﺘﻌﺎﻟﻰ " :ﺍﻟﱠﺫﻴ
) (٨٢
ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ " :ﺇﻨﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺸﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﺏ ﻟﻸﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻅﻠﻡ ،ﻭﻟـﻭ
ﻜﺎﻥ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺃﺤﺩ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﺴﻤﻰ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻟﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴـﺩ ﻋﺒﺜـﺎﹰ"
ﻓﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻴﺭﻓﻊ ﺸﺄﻥ ﺃﻤﺔ ﻭﻻ ﻴﻌﻁﻴﻬﺎ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻷﻤﺎﻥ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺨﺫ ﺤﻕ
ﺴﻌﻴ ﺩ ﺍﻟﹾﺨﹸﺩﺭﹺﻯ ﻗﹶﺎ َل:ﺠﺎ ﺀ ﺃﻋﺭﺍﺒﻲ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻥ َﺃﺒﹺﻰ
ﻋ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ ﻤﻤﻥ ﺍﺴﺘﻀﻌﻔﻪ ،
ﺝ
ﺤﺭ
ﺤﺘﱠﻰ ﻗﹶﺎ َل ﹶﻟﻪ ﺃُ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ
ﺸ ﹶﺘﺩ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ﻓﹶﺎ ﹾ
ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴ ﹶﺘﻘﹶﺎﻀﺎﻩ ﺩ ﻴﻨﹰﺎ ﻜﹶﺎﻥ
ﻁﻠﹸﺏ
ﻥ ﺘﹸ ﹶﻜﻠﱢ ﻡ ﻗﹶﺎ َل ِﺇﻨﱢﻰ َﺃ ﹾ
ﻙ ﺘﹶﺩﺭﹺﻯ ﻤ
ﺤ
ﺼﺤﺎ ﺒ ﻪ ﻭﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻭ ﻴ
ﻀ ﻴ ﹶﺘﻨﻰ ﻓﹶﺎ ﹾﻨ ﹶﺘﻬﺭﻩَ ﺃ
ﻙ ِﺇﻻﱠ ﻗﹶ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ
ﺤﻕﱢ ﻜﹸ ﹾﻨﺘﹸ ﻡ ﺜﹸﻡَ ﺃ ﺭﺴَ ل ِﺇﻟﹶﻰ
ﺏ ﺍ ﹾﻟ
ﺤ ﹺ
ﻰ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻫﻼﱠ ﻤ ﻊ ﺼﺎ
ﺤﻘﱢﻰ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﺍﻟ ﱠﻨ ﹺﺒ
ﺤﺘﱠﻰ ﻴ ْﺄ ﺘ ﻴﻨﹶﺎ ﹶﺘ ﻤ ﺭ ﹶﻓ ﹶﻨ ﹾﻘﻀﻴﻙ
ﻙ ﹶﺘ ﻤ ﺭ ﹶﻓ َﺄ ﹾﻗﺭﹺﻀﻴﻨﹶﺎ
ﻋ ﹾﻨ ﺩ
ﻥ ﻜﹶﺎﻥ
ﺕ ﹶﻗ ﻴﺱﹴ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﹶﻟﻬﺎ ِﺇ
ﺨ ﻭ ﹶﻟ ﹶﺔ ﹺﺒ ﹾﻨ
ﹶ
ﻁ ﻌ ﻤ ﻪ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل
ﺕ ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻗﹶﺎ َل ﹶﻓ َﺄ ﹾﻗﺭﻀ ﹾﺘﻪ ﹶﻓ ﹶﻘﻀﻰ ﺍﻷﻋﺭﺍﺒﻲ ﻭَﺃ ﹾ
ﺕ ﻨﹶﻌﻡ ﹺﺒ َﺄﺒﹺﻰ َﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﹶﻓﻘﹶﺎﹶﻟ ﹾ
ﺕ ُﺃ ﻤ ﹲﺔ ﹶﻻ ﻴ ْﺄﺨﹸﺫﹸ
ﺴ ﹾ
ﺱ ِﺇﻨﱠﻪ ﹶﻻ ﻗﹸﺩ
ﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺ
ﻙ
ﺕ َﺃ ﻭﻓﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻟﻙ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﺃُﻭﻟﹶ ِﺌ
َﺃ ﻭ ﹶﻓ ﻴ ﹶ
ﻊ .
ﻏ ﻴﺭ ﻤﺘﹶ ﻌ ﹶﺘ ﹴ
ﺤﻘﱠﻪ ﹶ
ﻑ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻀﻌﻴ ﹸ
ﻋ ﹾﻨ ﺩﻩ
ﺕ
ﻥ ﻜﹶﺎ َﹶﻨ ﹾ
ﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻗﹶﺎ َل :ﻤ
ﻥ ﺍﻟ ﱠﻨﺒﹺ
ﻋﹺ
ﻥ َﺃﺒﹺﻲ ﻫ ﺭﻴﺭﺓﹶ ،
ﻋ
ﻥ ﹶﻻ
ﻥ ﻴ ْﺅﺨﹶ ﹶﺫ ﺤﻴ
ﻀ ﻪ َﺃ ﻭ ﻤﺎ ِﻟ ﻪ ﹶﻓ ﹾﻠﻴ ﹶﺘﺤﻠﱠ ﹾﻠﻪ ﺍﻟﹾﻴﻭﻡ ، ﹶﻗ ﺒ َل َﺃ
ﻋ ﺭ
ﻥ
ﻥ َﺃﺨﻴﻪ ﻤ
ﻅ ﹶﻠ ﻤ ﹲﺔ ﻤ
ﻤ ﹾ
ﻥ
ﻅ ﹶﻠ ﻤ ﺘ ﻪ ،ﻭِﺇ
ﺢ ُﺃﺨ ﹶﺫ ﻤ ﹾﻨﻪ ﹺﺒ ﹶﻘ ﺩ ﹺﺭ ﻤ ﹾ
ﻋ ﻤ ٌل ﺼﺎِﻟ
ﻥ ﻜﹶﺎﻥ ﹶﻟﻪ
ﻥ ﺩﻴﻨﹶﺎ ﺭ ﻭ ﹶﻻ ﺩ ﺭ ﻫ ﻡ ،ﻭِﺇ
ﻴﻜﹸﻭ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ .
ﺕ
ﺤ ﹺﺒ ﻪ ﹶﻓﺠﻌ ﹶﻠ ﹾ
ﺕ ﺼﺎ
ﺴﻴﺌَﺎ
ﻥ
ﻥ ﹶﻟﻪُ ﺃﺨ ﹶﺫ ﻤ
ﹶﻟ ﻡ ﻴﻜﹸ
ﻓﻤﻊ ﺘﻭﺍﻟﻲ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ﻭﻤﺼﺭ ﺃﺤﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻤﺩﻯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻷﻤﻥ
ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻭﺫﻟﻙ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺴﻠﺒﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﻭﻗﺕ ،ﻭﺼﺎﺭ ﻜل
ﻤﻨﻬﻡ ﻴﺤﺭﺱ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻴﺭ ﺍﻷﻤﻭﺭ .
٢٨
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻫﻡ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺩ ﻭﺃﻤل ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻭﻋﻠﻲ ﺃﻜﺘﺎﻓﻬﻡ ﺘﻘﺎﻡ ﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ،ﻭﺘﺭﻓـﻊ
ﺃﻤﺠﺎﺩ ،ﻭﻟﻘﺩ ﺍﻫﺘﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﺠﺎﺩﺍ ﻭﻭﺠـﻪ ﺤﻤﻴـﺘﻬﻡ ﺘﻭﺠﻴﻬـﺎ
ﺴﺩﻴﺩﺍ ،ﻓﻠﻘﺩ ﻗﺭﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺘﻭﺓ ﻭﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺅﻜﺩ ﻋﻠـﻰ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻁﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘـﺯﺍﻡ ﻻ ﻤﺭﺤﻠـﺔ ﻤﻌﺎﺼـﻲ
ﻭﺍﻨﻔﻼﺕ ،ﻗﺎل ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻴﻀﺭﺏ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺜل ﻭﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﺒﻘﺼﺔ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﻬـﻑ " :
ﺤﻕﱢ ِﺇﻨﱠﻬ ﻡ ﻓ ﹾﺘ ﻴ ﹲﺔ ﺁ ﻤﻨﹸﻭﺍ ﹺﺒ ﺭﺒ ﹺﻬ ﻡ ﻭﺯﹺ ﺩﻨﹶـﺎ ﻫﻡ ﻫـﺩﻯ )(١٣
ﻙ ﹶﻨﺒَ ﺄﻫ ﻡ ﺒﹺﺎ ﹾﻟ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ
ﺤﻥ ﹶﻨﻘﹸﺹ
ﹶﻨ
ﻥ
ﻥ ﻨﹶ ﺩﻋ ﻭ ﻤ
ﺽ ﹶﻟ
ﺕ ﻭﺍ ﹾﻟ َﺄ ﺭ ﹺ
ﻋﻠﹶﻰ ﻗﹸﻠﹸﻭ ﹺﺒ ﹺﻬ ﻡ ِﺇ ﹾﺫ ﻗﹶﺎﻤﻭﺍ ﹶﻓﻘﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﺭ ﺒﻨﹶﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍ
ﻁﻨﹶﺎ
ﻭ ﺭ ﺒ ﹾ
ﻁﻁﹰﺎ ) (١٤
ﺸﹶ
ﺩﻭ ﻨ ﻪ ِﺇ ﹶﻟﻬﺎ ﹶﻟ ﹶﻘ ﺩ ﹸﻗ ﹾﻠﻨﹶﺎ ِﺇﺫﹰﺍ ﹶ
ﻭﺫﻜﺭ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻅﻠﻬﻡ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻅﻠﻪ ﻴﻭﻡ
ﻋﺒﺎ ﺩ ﺓ ﺭﺒ ﻪ " .
ﺸ َﺄ ﻓﻲ
ﺏ ﹶﻨ ﹶ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ " :ﻭﺸﹶﺎ
ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺁﻤﻥ ﺒﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺒﻌﺩ ﺯﻭﺠﻪ ﺨﺩﻴﺠﺔ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﻭﻜﺎﻥ
ﺼﺒﻴﺎ ﺼﻐﻴﺭﺍ ﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﻓﺭﺍﺵ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻲ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻭﻫﻭ
ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻨﻪ ﻤﻘﺘﻭل ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ ،ﺜﻡ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨـﺔ
ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ﻭﺃﻨﻔﻕ ﻤﺎﻟﻪ ﻜﻠﻪ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭﻋﻤﺭ ﺒـﻥ ﺍﻟﺨﻁـﺎﺏ
ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺭﻴﺵ ﺘﻭﻓﺩﻩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﺒﺎﺤﺙ ﻤﻌﻬﺎ ﺃﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻭﻜﺎﻥ ﺇﺴﻼﻤﻪ ﻓﺘﺤﺎ ﻭﻨﺼﺭﺍ ،ﻭﻫﺎﻫﻭ ﺴﻌﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻭﻗﺎﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺭﻤﻲ
ﺃﻭل ﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﺴﻠﻡ ﻭﻋﻤﺭﻩ ﺴﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ ﻋﺎﻤﺎ ﻭﻜﺎﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼـﻠﻲ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻴﻘﻭل ﻟﻪ :ﻓﺩﺍﻙ ﺃﺒﻲ ﻭﺃﻤﻲ ﺃﺭﻡ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﺤﺫﻭﺭ ،ﺜﻡ ﺍﻟﺯﺒﻴـﺭ
ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻡ ﺍﺒﻥ ﻋﻤﺔ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﻠﻡ ﻭﻋﻤﺭﻩ ﺴﺘﺔ ﻋﺸﺭ ﻋﺎﻤـﺎ
ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎل ﻓﻴﻪ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻲ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴـﻠﻡ :ﺇﻥ ﻟﻜـل ﻨﺒـﻲ ﺤﻭﺍﺭﻴـﺎ
ﻭﺤﻭﺍﺭﻴﻲ ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ،ﻭﺭﻓﻴﻕ ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﻁﻠﺤﺔ ﺒﻥ ﻋﺒﻴﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺍﻟـﺴﺎﺒﻌﺔ
ﻋﺸﺭﺓ ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺸﺩ ﺍﻟﻤﺩﺍﻓﻌﻴﻥ ﻋﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺴﻤﺎﻩ ﺭﺴـﻭل
٢٩
ﺍﷲ ﺒﻁﻠﺤﺔ ﺍﻟﻔﻴﺎﺽ ﺃﻭ ﻁﻠﺤﺔ ﺍﻟﺨﻴﺭ ،ﺜﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ،
ﻭﺃﺒﻭ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ،ﻭﻤﻥ ﻴﻨﺴﻲ ﺃﺴﺎﻤﺔ ﺒـﻥ ﺯﻴـﺩ
ﺍﻟﺫﻱ ﺨﺭﺝ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻪ ﺼﻠﻲ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﺭﺽ ﺍﻟﻤـﻭﺕ ﺒﻌـﺩ ﺃﻥ
ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﺽ ﻋﻠﻲ ﻗﻴﺎﺩﺘﻪ ﻟﻠﺠﻴﺵ ﻭﻫﻭ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ.
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ :
ﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ
ﻋﹺ
ﻓﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻨﻌﻤﺔ ﻤﻥ ﻨﻌﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺃﺤﻤﺩ
ﻥ
ﺒﻥﹺ ﻋﺒﺎﺱﹴ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﹶﺎ َل :ﻗﹶﺎ َل ﺍﻟﻨﱠﺒﹺﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ » :ﻨ ﻌ ﻤﺘﹶﺎ ﹺ
ﺼﺤ ﹸﺔ ﻭﺍﻟﹾﻔﹶـﺭﺍﻍﹸ .
ﺱ ،ﺍﻟ
ﻥ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺ
ﻥ ﻓﻴ ﹺﻬﻤﺎ ﹶﻜﺜﻴ ﺭ ﻤ
ﻤ ﹾﻐﺒﻭ
ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﺘﻌﺎﻫﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ،
ﻑ ﺭﺴﻭ ِل ﺍﷲ ،ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ،ﻴ ﻭﻤـﺎ
ﺨ ﹾﻠ ﹶ
ﺱ ،ﻗﹶﺎ َل:ﻜﹸ ﹾﻨﺕﹸ ﹶ
ﻋﺒﺎ ﹴ
ﻥ
ﻥ ﺍ ﺒ ﹺ
ﻋﹺ
ﻙ ،ﺍﺤﻔﹶﻅ ﺍﻟﻠﱠـ ﻪ ﹶﺘﺠﹺـﺩﻩ
ﻅ
ﺤ ﹶﻔ ﹾ
ﺕ :ﺍﺤﻔﹶﻅ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴ
ﻸ ﻡ ،ﺇﻨﻲ ﺃﻋﻠﻤﻙ ﹶﻜ ﻠﻤﺎ
ﹶﻓﻘﹶﺎ َل :ﻴﺎ ﻏﹸ َ
ﻥ ﺒﹺﺎﷲ ،ﻭﺍﻋﻠﹶﻡَ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺔ
ﺴ ﹶﺘﻌ
ﺴ َﺄلِ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﹶﻌﻨﹾﺕﹶ ﻓﹶﺎ
ﺕ ،ﻓﹶﺎ
ﺴ َﺄﻟﹾ ﹶ
ﻙ ،ﺇﺫﺍ
ﺘﹸﺠﺎ ﻫ
ﻙ ﺇﻻ ﺒﺸﻲﺀ ﻗﹶﺩ ْ ﹶﻜ ﹶﺘﺒﻪ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻟﹶـﻙ،
ﻙ ﺒﺸﻲﺀ ،ﹶﻟ ﻡ ﻴ ﹾﻨ ﹶﻔﻌﻭ
ﻥ ﻴ ﹾﻨﻔﹶﻌﻭ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ
ﹶﻟﻭﹺ ﺍﺠﺘﹶﻤﻌﺕﹾ
ﻙ ﺇﻻ ﺒﺸﻲﺀ ﹶﻗ ﺩ ﹶﻜ ﹶﺘﺒـﻪ ﺍﻟﻠﱠـ ﻪ
ﻙ ﺒﺸﻲﺀ ،ﹶﻟ ﻡ ﻴﻀﺭﻭ
ﻥ ﻴﻀﺭﻭ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ
ﺠﺘﹶ ﻤﻌﻭﺍ
ﻭ ﹶﻟ ﹺﻭ ﺍ
ﻑ .
ﺤ ﹸ
ﺼ
ﺕ ﺍﻟ
ﺠﻔﱠ
ﻸ ﻡ ،ﻭ
ﺕ ﺍﻻ ﹾﻗ َ
ﻙ ،ﺭ ﻓ ﻌ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍﷲ ﹺﺒﻤﻨﻰ ،ﹶﻓ ﹶﻠ ﻘ ﻴﻪ ﻋ ﹾﺜﻤﺎﻥ ،ﹶﻓﻘﹶﺎ ﻡ ﻤ ﻌﻪ
ﻥ ﻋﻠﹾﻘﹶﻤ ﹶﺔ ،ﻗﹶﺎلَ :ﻜﹸ ﹾﻨﺕﹸ َﺃ ﻤﺸﻲ ﻤ ﻊ
ﻋ
ﻭ
ﺠﻙ ﺠﺎﺭﹺﻴ ﹲﺔ ﺸﹶﺎﺒﺔﹰ ،ﻟﹶﻌﻠﱠﻬﺎ
ﺤﺩﺜﹸ ﻪ .ﻓﹶﻘﹶﺎلَ ﻟﹶ ﻪ ﻋﺜﹾﻤﺎﻥ :ﻴﺎ ﺃَﺒﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤٰﻥ ﺃَﻻ ﻨﹸﺯﻭ
ﻴ
ﺕ ﺫﹶﺍﻙ ،ﹶﻟ ﹶﻘ ﺩ ﻗﹶﺎ َل
ﻥ ﻗﹸ ﹾﻠ ﹶ
ﻙ .ﻗﹶﺎ َل ﻓﹶﻘﹶﺎ َل ﻋﺒﺩ ﺍﷲ :ﹶﻟﺌِ
ﻥ ﺯﻤﺎ ﻨ
ﻀﻰٰ ﻤ
ﺘﹸﺫﹶﻜﱢ ﺭﻙ ﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﻤ
ﻉ ﻤ ﹾﻨﻜﹸﻡ ﺍﻟﺒﺎ ﺀ ﹶﺓ ﹶﻓ ﹾﻠ ﻴ ﹶﺘ ﺯﻭﺝ ،ﹶﻓ ِﺈﻨﱠﻪ
ﺴ ﹶﺘﻁﹶﺎ
ﻥﺍ
ﺏ ﻤ ﹺ
ﺸ ﺭ ﺍﻟﺸﱠﺒﺎ ﹺ
ﻟﹶﻨﹶﺎ ﺭﺴﻭلُ ﺍﷲ » :ﻴﺎ ﻤ ﻌ ﹶ
٣٠
ﺴ ﹶﺘﻁﻴ ﻊ ﹶﻓ ﻌ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ﺒﹺﺎﻟﺼ ﻭﻡﹺ ،ﹶﻓ ِﺈﻨﱠﻪ ﹶﻟﻪ
ﻥ ﹶﻟ ﻡ ﻴ
ﺼﻥِ ﻟ ﹾﻠﻔﹶﺭﺝﹺ ،ﻭ ﻤ
ﺤ
ﺼﺭﹺ ،ﻭَﺃ
ﻏﺽِ ﻟ ﹾﻠ ﺒ
َﺃ ﹶ
ﺀ
ﻭﺠﺎ
ﺒل ﻜﺎﻥ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﺩﺭﻫﻡ ﻭﻴﻨﺯل ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻴﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﻓﻲ ﻏﺯﻭﺓ
ﺃُﺤﺩ ،ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﺤﻤﺱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭﻫﻡ ﻋﻠﻰ
ﻤﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﻭﺥ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ ﺭﻀﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻡ ،ﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﺸﻬﺎﺏ
ﺍﻟﺯﻫﺭﻱ ﻴﻘﻭل :ﻻ ﺘﺤﺘﻘﺭﻭﺍ ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ ﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ﺃﺴﻨﺎﻨﻜﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻜﺎﻥ
ﺇﺫﺍ ﻨﺯل ﺒﻪ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﻌﻀل ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ،ﻭﺍﺴﺘﺸﺎﺭﻫﻡ ﻴﺒﺘﻐﻲ ﺤﺩﺓ ﻋﻘﻭﻟﻬﻡ .
ﻭﺸﺘﺎﻥ ﺸﺘﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺸﺒﺎﺏ ﺘﺭﺒﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺜل ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻭﺒﻴﻥ ﺸﺒﺎﺏ
ﺘﺭﺒﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻠﻬﻭ .
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ :
ﻭﺸﺒﺎﺏ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻜﺔ ،ﻫﻡ ﺸـﺒﺎﺏ ﻭﻋـﻰ ﺤﺎﻀـﺭﻩ
ﻭﺍﺴﺘﺸﺭﻑ ﺁﻤﺎل ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ،ﻓﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤل ﺒﻭﻋﻲ ﻭﻓﻬﻡ ﻭﺤـﺏ
ﻟﻭﻁﻨﻪ ﻭﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻨﻪ ﻭﺴﻼﻤﺘﻪ .
ﻭﻟﻘﺩ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﻜﻴﻑ ﺤﺭﻙ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻷﻤل ﻓﻲ ﻗﻠﻭﺒﻨﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺭﺃﻴﻨـﺎ ﻜﻴـﻑ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻫﻡ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻭﺍ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ
ﺼﻭﺭﺓ ﺘﻨﺩﺭ ﺃﻥ ﺘﺭﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ،ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﻐﻴﺭﻭﻥ ﻨﻅﺭﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻴﻨﻅﺭﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻨﻅﺭﺓ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻠﺅﻫﺎ ﺍﻟﻔﺨﺭ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ .
٣١
ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﺩ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﻁﺭﻴﻕ ﺃﻓﻀل ،ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﻠﺼﻬﺎ
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺭﺒﺔ ،ﻭﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻟﻬﻤﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺩل ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠـﻰ
ﻤﻥ ﻴﺘﻭﻟﻰ ﺃﻤﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻭﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺭﻫﻡ ﺇﻻ ﻜﻔﺅﺍﹰ ،ﻴﺴﻌﻰ
ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺸﻌﺎﺌﺭﻩ ،ﻭﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺠﻨﻴﺏ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻔﺘﻥ ،ﻭﻴﺤﻴﻁﻬـﺎ
ﺒﺎﻟﻨﺼﺢ ،ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺼﻠﺢ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﺼﻠﺢ ﺍﻟﺠﺴﺩ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺘﻘﺘﺩﻱ ﺒﻪ
ﻜﻤﺎ ﺘﻘﺘﺩﻱ ﺒﺎﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﻴﻥ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭِﺇﻟﹶﻰ ﻋﺎ ﺩ َﺃﺨﹶﺎﻫ ﻡ ﻫﻭﺩﺍ ﻗﹶـﺎ َل ﻴـﺎ
ﻥ ) (٥٠ﻴﺎ ﻗﹶـ ﻭﻡﹺ ﻟﹶـﺎ
ﻥ َﺃ ﹾﻨﺘﹸ ﻡ ِﺇﻟﱠﺎ ﻤ ﹾﻔ ﹶﺘﺭﻭ
ﻏﻴﺭﻩِ ﺇ
ﻥ ِﺇ ﹶﻟ ﻪ ﹶ
ﹶﻗ ﻭﻡﹺ ﺍﻋﺒﺩﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻤﺎ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﻤ
ﻥ ) (٥١
ﻁﺭﻨﻲ َﺃ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﹶﺘ ﻌﻘﻠﹸـﻭ
ﻋﻠﹶﻰ ﺍﱠﻟﺫﻱ ﹶﻓ ﹶ
ﻱ ِﺇﻟﱠﺎ
ﻥ َﺃﺠ ﹺﺭ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ َﺃﺠﺭﺍ ِﺇ
ﺴ َﺄﻟﹸﻜﹸ ﻡ
َﺃ
ﻥ
ﺨ ﺭ ﻭ ﻤ
ﻥ ﻜﹶﺎﻥ ﻴ ﺭﺠﻭ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﺍ ﹾﻟ ﻴ ﻭ ﻡ ﺍﻟﹾﺂ
ﺴ ﹶﻨ ﹲﺔ ِﻟ ﻤ
ﺤ
ﺴ ﻭﺓﹲ
ﻭﻗﺎل " :ﹶﻟ ﹶﻘ ﺩ ﻜﹶﺎﻥ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﻓﻴ ﹺﻬ ﻡ ﺃُ
ﻲ ﺍ ﹾﻟﺤﻤﻴ ﺩ ) (٦
ﻴ ﹶﺘ ﻭلﱠ ﹶﻓﺈِﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻫ ﻭ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻐﻨ
ﻥ ﻜﹶﺎﻥ ﻴ ﺭﺠﻭ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﺍ ﹾﻟ ﻴ ﻭ ﻡ
ﺴ ﹶﻨ ﹲﺔ ِﻟ ﻤ
ﺤ
ﺴ ﻭﺓﹲ
ﻭﻗﺎل " :ﹶﻟ ﹶﻘ ﺩ ﻜﹶﺎﻥ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﻓﻲ ﺭﺴﻭ ِل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺃُ
ﺭ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻜﺜﻴﺭﺍ ) (٢١
ﺨ ﺭ ﻭ ﹶﺫ ﹶﻜ
ﺍﻟﹾﺂ
ﻥ
ﻥ َﺃﺒﹺﻴ ﻪ ،ﻋـ
ﻋ
ﻥ ﺒ ﺭﻴﺩﺓﹶ ،
ﻥ ﺍ ﺒ ﹺ
ﻋﹺ
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل ،
ﺤ ﺩ
ﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺﺭ ،ﻭﻭﺍ
ﻼ ﹶﺜ ﹲﺔ ،ﺍ ﹾﺜﻨﹶﺎ ﹺ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻗﹶﺎ َل:ﺍ ﹾﻟﻘﹸﻀﺎ ﹸﺓ ﹶﺜ ﹶ
ﺭﺴﻭ ِل ﺍ ِ
ﺱ
ﺠﻨﱠ ﺔ ،ﻭ ﺭﺠٌ ل ﹶﻗﻀﻰ ﻟِﻠﻨﱠﺎ ﹺ
ﺤﻕﱠ ﹶﻓ ﹶﻘﻀﻰ ﹺﺒ ﻪ ،ﹶﻓ ﻬ ﻭ ﻓﻲ ﺍ ﹾﻟ
ﻋ ﻠ ﻡ ﺍ ﹾﻟ
ﺠﻨﱠ ﺔ :ﺭﺠٌ ل
ﻓﻲ ﺍ ﹾﻟ
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺﺭ .
ﺠ ﻬ ٍل ،ﹶﻓ ﻬ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺﺭ ،ﻭ ﺭﺠٌ ل ﺠﺎ ﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﹾﺤﻜﹾﻡﹺ ،ﹶﻓ ﻬ
ﻋﻠﹶﻰ
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩﻭﺓ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ ،ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ
ﻥ
ﺨ ﻴ ﹺﺭﻜﹸ ﻡ ﹶﻓﺈِ
ﺱ ﹶﻓﺈِﻨﹼﻲ ﹶﻗ ﺩ ﻭﻟﹼﻴﺕ ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻡ ﻭ ﹶﻟﺴﺕ ﹺﺒ ﹶ
ﺨﻁﺒﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ َ " :ﺃﻤﺎ ﺒ ﻌﺩَ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﹼﺎ
ﺨﻴﺎﻨﹶـ ﹲﺔ
ﻕ َﺃﻤﺎﻨﹶـ ﹲﺔ ﻭﺍ ﹾﻟﻜﹶـ ﺫﺏ
ﺼ ﺩ ﹸ
ﻥ َﺃﺴﺄْﺕ ﹶﻓ ﹶﻘﻭﻤﻭﻨﻲ ،ﺍﻟ
ﺃَﺤﺴﻨﹾﺕ ﻓﹶ َﺄﻋﻴﻨﹸﻭﻨﻲ ،ﻭِﺇ
٣٢
ﺤﻘﹼﻪ ﺇﻥ ﺸﹶﺎﺀ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﻭﺍ ﹾﻟ ﹶﻘ ﹺﻭﻱ ﻓـﻴﻜﹸﻡ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ
ﺢ
ﺤﺘﹼﻰ ﺃُﺭﹺﻴ
ﻋ ﹾﻨﺩﻱ
ﻱ
ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻑﹸ ﻓﻴﻜﹸﻡ ﹶﻗ ﹺﻭ
ﺠﻬﺎ ﺩ ﻓﻲ ﺴـﺒﹺﻴ ِل
ﺤﻕﹼ ﻤ ﹾﻨﻪ ﺇﻥ ﺸﹶﺎﺀ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﻟﹶﺎ ﻴ ﺩﻉ ﹶﻗ ﻭ ﻡ ﺍ ﹾﻟ ﹺ
ﺤﺘﹼﻰ ﺁﺨﹸ ﹶﺫ ﺍ ﹾﻟ
ﻋ ﹾﻨﺩﻱ
ﻑ
ﻀﻌﻴ ﹲ
ﻋﻤﻬ ﻡ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﺒﹺﺎ ﹾﻟ ﺒﻠﹶﺎ ﺀ
ﺸ ﹸﺔ ﻓﻲ ﹶﻗ ﻭﻡﹴ ﹶﻗﻁﹼ ﺇﻟﹼﺎ
ﺤ ﹶ
ﻀ ﺭ ﺒﻬ ﻡ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﺒﹺﺎﻟ ﹼﺫ ّل ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺸﻴﻊ ﺍ ﹾﻟﻔﹶﺎ
ﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﺇﻟﹼﺎ
ﺼﻴﺕ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺴﻭ ﹶﻟﻪ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﻁﹶﺎﻋ ﹶﺔ ﻟِﻲ ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻡ
ﻋ
ﻁﻌﺕ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺴﻭ ﹶﻟﻪ ﹶﻓﺈِﺫﹶﺍ
َﺃﻁﻴﻌﻭﻨﻲ ﻤﺎ َﺃ ﹶ
ﺼﻠﹶﺎ ﺘﻜﹸ ﻡ ﻴﺭﺤﻤﻜﹸﻡ ﺍﻟﹼﻠ ﻪ " .
.ﻗﹸﻭﻤﻭﺍ ﺇﻟﹶﻰ
ﻋﻥ ﻤﺨﻠﺩ ﺒﻥ ﻗﻴﺱ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ ،ﻋﻥ ﺃﺒﻴﻪ ،ﻗﺎل :ﻟﻤﺎ ﻗﺩﻡ ﺴﻴﻑ ﻜﺴﺭﻯ ﻭ ﻤﻨﻁﻘﺘﻪ
ﻲ :ﺇﻨﻙ
ﻭﺯﺒﺭﺠﺩﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺭ ،ﻓﻘﺎل :ﺇﻥ ﺃﻗﻭﺍﻤﺎﹰ ﺃﺩﻭﺍ ﻫﺫﺍ ﻟﺫﻭﻭﺍ ﺃﻤﺎﻨﺔ .ﻓﻘﺎل ﻋﻠ
ﻋﻔﻔﺕ ﻓﻌﻔﹼﺕ ﺍﻟﺭﻋﻴﺔ.ﺍﺒﻥ ﻋﺴﺎﻜﺭ :
ﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺴﺒﻊ ﻋﺸﺭﺓ ﺠﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭ ﺒﺎﻟﻬﺭﻤﺯﺍﻥ ﻤﻠﻙ ﺍﻷﻫﻭﺍﺯ ﺃﺴﻴﺭﺍ ﻭﻤﻌﻪ
ﻭﻓﺩ ﻓﻴﻬﻡ ﺃﻨﺱ ﺒﻥ ﻤﺎﻟﻙ ﻭﺍﻷﺤﻨﻑ ﺒﻥ ﻗﻴﺱ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺼﻠﻭﺍ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻟﺒﺴﻭﻩ
ﻜﺴﻭﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﺒﺎﺝ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﻭﻭﻀﻌﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻪ ﺘﺎﺠﻪ ﻭﻫﻭ ﻤﻜﻠل ﺒﺎﻟﻴﺎﻗﻭﺕ
ﻟﻴﺭﺍﻩ ﻋﻤﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻪ ﻓﻁﻠﺒﻭﺍ ﻋﻤﺭ ﻓﻠﻡ
ﻴﺠﺩﻭﻩ ﻓﺴﺄﻟﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﻴل ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﻓﺄﺘﻭﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻭ ﻨﺎﺌﻡ ﻓﺠﻠﺴﻭﺍ ﺩﻭﻨﻪ ﻓﻘﺎل
ﺍﻟﻬﺭﻤﺯﺍﻥ ﺃﻴﻥ ﻫﻭ ﻋﻤﺭ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻫﻭ ﺫﺍ ﻗﺎل ﻓﺄﻴﻥ ﺤﺭﺴﻪ ﻭﺤﺠﺎﺒﻪ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ
ﺤﺎﺭﺱ ﻭﻻ ﺤﺎﺠﺏ ﻓﻨﻅﺭ ﺍﻟﻬﺭﻤﺯﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭ ﻭﻗﺎل ﻋﺩﻟﺕ ﻓﺄﻤﻨﺕ ﻓﻨﻤﺕ.
ﻭﻜﺘﺏ ﻋﺎﻤل ﺤﻤﺹ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﻤﺹ
ﻗﺩ ﺘﻬﺩﻤﺕ ﻭﺍﺤﺘﺎﺠﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻓﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻤﺭ :ﺤﺼﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻌﺩل ﻭﻨﻕ ﻁﺭﻗﻬﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﺭ ،ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻗﺎل ﺤﺎﻓﻅ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ :
٣٣
ﻜﺘﺏ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻤل ﻤﻥ ﻋﻤﺎﻟـﻪ :ﻗـﺩ ﻜﺜـﺭ ﺸـﺎﻜﻭﻙ ،ﻭﻗـل
ﻋ ﺩ ﻟﹾﺕﹶ ،ﻭﺇﻤﺎ ﺍﻋﺘﺯﻟﺕ ،ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﺸﺎﻜﺭﻭﻙ ،ﻓﺈﻤﺎ
ﻭﻗﺩ ﺜﺒﺕ ﻓﻲ ﻤﺴﻨﺩ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺤﻤﺩ :ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻜﺭﺃﺱ ﺍﻟﺜﻭﻡ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻗﻴل ﻟﻪ :ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭﺍﺕ ﻜﺜﺭﺕ ﻭﻨﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﻨﻌﻁﻴﻪ ﺍﻟﺼﺩﻗﺔ ﻓﻼ ﻨﺠﺩ ،ﻓﻘﺎل :
ﺍﺸﺘﺭﻭﺍ ﺃﺭﻗﺎﺀ ﻭﺃﻋﺘﻘﻭﻫﻡ ﻭﺍﺠﻌﻠﻭﺍ ﻭﻻﺀﻫﻡ ﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﺎل.
ﻭﻗﺩ ﺜﺒﺕ ﻓﻲ ﺤﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺃﻥ :ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﻉ ٍ ﻴﺭﻋﻰ ﺍﻟﻐﻨﻡ
ﻓﻭﺠﺩ ﻋﻨﺩﻩ ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﻜﻠﺒ ﹰﺎ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ﻤﺎ ﺘﻔﻌل ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﻼﺏ ؟
ﻭﻭﺍﺤﺩ ﻴﻜﻔﻲ !! ﻓﻘﺎل :ﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ،ﺃﻻ ﺘﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺫﺌﺎﺏ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻜﻼﺏ :
ﻓﻘﺎل :ﻭﻤﺘﻰ ﺍﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺫﺌﺏ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺓ ،ﻓﻘﺎل ﺍﻟﺭﺍﻋﻲ " :ﺇﺫﺍ ﺼﻠﺢ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﻓﻤﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﺒﺄﺱ" ﺇﺫﻥ ﺇﺫﺍ ﻋﺩل ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺍﺘﻘﻰ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻴﺤﻭل ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ.
ﺭﻭﻯ ﺃﻭﻟﻭﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻬﺎﺌﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺘﺭﻋﻰ ﻓﻲ
ﻤﺭﻋﻰ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻻﻴﻌﺩﻱ ﺍﻟﺫﺌﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻨﻡ ﻭﻻ ﺍﻷﺴﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺭ ،ﻓﻔﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺩﻯ
ﺫﺌﺏ ﻋﻠﻰ ﻏﻨﻡ ،ﻓﻘﺎل ﺍﻟﺭﺍﻋﻲ " :ﺇﻨﺎ ﷲ ،ﻤﺎ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺇﻻ ﻫﻠﻙ"،
ﻓﻨﻅﺭﻭﺍ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻭ ﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ .
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ :
***
***
ﻜﺎﻥ ﻋﻤﺭ ﺇﺫﺍ ﺩﺨل ﺒﻴﺘﻪ ﻴﺨﺩﻡ ﺃﻫﻠﻪ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
٣٤
ﻴﻔﻌل ،ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﺩﺨﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻓﺎﻁﻤﺔ ،ﻓﺠﺎﺀ ﻋﻤﺭ ﻓﺄﻗﺒل
ﺤﺘﻰ ﺩﺨل ﺍﻟﺩﺍﺭ ،ﻓﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﺒﺌﺭ ﻓﻲ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺭ ،ﻓﺎﻨﺘﺯﻉ ﻤﻨﻬﺎ ﺩﻻﺀ ﺼﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻁﻴﻥ ،ﻜﺎﻥ ﺒﺤﻀﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﺕ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻜﺜﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﻁﻤﺔ ﻓﻘﺎﻟﺕ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ
ﺍﺴﺘﺘﺭﻱ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﻴﺎﻥ ﻓﺈﻨﻲ ﺃﺭﺍﻩ ﻴﺩﻴﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻙ ﻓﻘﺎﻟﺕ :ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﺒﻁﻴﺎﻥ ﻫﻭ
ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ .
ﻜﺘﺏ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ
ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺼﻔﺔ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ،ﻓﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺭﺤﻤﻪ
ﺍﷲ :ﺍﻋﻠﻡ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﺃﻥ ﺍﷲ ﺠﻌل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻗﻭﺍﻡ ﻜل ﻤﺎﺌل ،ﻭﻗﺼﺩ
ﻜل ﺠﺎﺌﺭ ،ﻭﺼﻼﺡ ﻜل ﻓﺎﺴﺩ ،ﻭﻗﻭﺓ ﻜل ﻀﻌﻴﻑ ،ﻭﻨﺼﻔﺔ ﻜل ﻤﻅﻠﻭﻡ ،ﻭﻤﻔﺯﻉ ﻜل
ﻤﻠﻬﻭﻑ ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩل ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻜﺎﻟﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺸﻔﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﺇﺒﻠﻪ ،ﺍﻟﺭﻓﻴﻕ
ﺒﻬﺎ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﺎﺩ ﻟﻬﺎ ﺃﻁﻴﺏ ﺍﻟﻤﺭﺍﻋﻲ ،ﻭﻴﺫﻭﺩﻫﺎ ﻋﻥ ﻤﺭﺍﺘﻊ ﺍﻟﻬﻠﻜﺔ ،ﻭﻴﺤﻤﻴﻬﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ،ﻭﻴﻜﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﺤﺭ ﻭﺍﻟﻘﺭ .ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩل ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻜﺎﻷﺏ
ﺍﻟﺤﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺩﻩ ،ﻴﺴﻌﻰ ﻟﻬﻡ ﺼﻐﺎﺭﺍﹰ ،ﻭﻴﻌﻠﻤﻬﻡ ﻜﺒﺎﺭﺍﹰ؛ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ،
ﻭﻴﺩﺨﺭ ﻟﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﻤﻤﺎﺘﻪ .ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩل ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻜﺎﻷﻡ ﺍﻟﺸﻔﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒﺭﺓ
ﺍﻟﺭﻓﻴﻘﺔ ﺒﻭﻟﺩﻫﺎ ،ﺤﻤﻠﺘﻪ ﻜﺭﻫﺎ ،ﻭﻭﻀﻌﺘﻪ ﻜﺭﻫﺎ ،ﻭﺭﺒﺘﻪ ﻁﻔﻼﹰ ﺘﺴﻬﺭ ﺒﺴﻬﺭﻩ،
ﻭﺘﺴﻜﻥ ﺒﺴﻜﻭﻨﻪ ،ﺘﺭﻀﻌﻪ ﺘﺎﺭﺓ ﻭﺘﻔﻁﻤﻪ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻭﺘﻔﺭﺡ ﺒﻌﺎﻓﻴﺘﻪ ،ﻭﺘﻐﺘﻡ
ﺒﺸﻜﺎﻴﺘﻪ .ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩل ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺼﻲ ﺍﻟﻴﺘﺎﻤﻰ ،ﻭﺨﺎﺯﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻴﻥ،
ﻴﺭﺒﻲ ﺼﻐﻴﺭﻫﻡ ،ﻭﻴﻤﻭﻥ ﻜﺒﻴﺭﻫﻡ .ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩل ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻜﺎﻟﻘﻠﺏ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﺠﻭﺍﺭﺡ ،ﺘﺼﻠﺢ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭﺡ ﺒﺼﻼﺤﻪ ،ﻭﺘﻔﺴﺩ ﺒﻔﺴﺎﺩﻩ ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩل ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﻭﺒﻴﻥ ﻋﺒﺎﺩﻩ ،ﻴﺴﻤﻊ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﻭﻴﺴﻤﻌﻬﻡ ،ﻭﻴﻨﻅﺭ
ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻭﻴﺭﻴﻬﻡ ،ﻭﻴﻨﻘﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻭﻴﻘﻭﺩﻫﻡ .ﻓﻼ ﺘﻜﻥ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻴﻤﺎ
ﻤﻠﻜﻙ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻜﻌﺒﺩ ﺍﺌﺘﻤﻨﻪ ﺴﻴﺩﻩ ،ﻭﺍﺴﺘﺤﻔﻅﻪ ﻤﺎﻟﻪ ﻭﻋﻴﺎﻟﻪ ،ﻓﺒﺩﺩ ﺍﻟﻤﺎل
ﻭﺸﺭﺩ ﺍﻟﻌﻴﺎل ،ﻓﺄﻓﻘﺭ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻓﺭﻕ ﻤﺎﻟﻪ.
ﻭﺍﻋﻠﻡ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﻨﺯل ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻟﻴﺯﺠﺭ ﺒﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺒﺎﺌﺙ
٣٥
ﻭﺍﻟﻔﻭﺍﺤﺵ ،ﻓﻜﻴﻑ ﺇﺫﺍ ﺃﺘﺎﻫﺎ ﻤﻥ ﻴﻠﻴﻬﺎ! ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﻨﺯل ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺤﻴﺎﺓ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ،
ﻓﻜﻴﻑ ﺇﺫﺍ ﻗﺘﻠﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﻘﺘﺹ ﻟﻬﻡ! ﻭﺍﺫﻜﺭ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ،
ﻭﻗﻠﺔ ﺃﺸﻴﺎﻋﻙ ﻋﻨﺩﻩ ،ﻭﺃﻨﺼﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺘﺯﻭﺩ ﻟﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺯﻉ ﺍﻷﻜﺒﺭ.
ﻭﺍﻋﻠﻡ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻥ ﻟﻙ ﻤﻨﺯ ﹰﻻ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺯﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨﺕ ﻓﻴﻪ ،ﻴﻁﻭل ﻓﻴﻪ
ﺜﻭﺍﺅﻙ ،ﻭﻴﻔﺎﺭﻗﻙ ﺃﺤﺒﺎﺅﻙ ،ﻴﺴﻠﻤﻭﻨﻙ ﻓﻲ ﻗﻌﺭﻩ ﻓﺭﻴﺩﺍﹰ ﻭﺤﻴﺩﺍﹰ .ﻓﺘﺯﻭﺩ ﻟﻪ ﻤﺎ
ﻴﺼﺤﺒﻙ ﻴﻭﻡ ﻴﻔﺭ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻤﻥ ﺃﺨﻴﻪ .ﻭﺃﻤﻪ ﻭﺃﺒﻴﻪ ﻭﺼﺎﺤﺒﺘﻪ ﻭﺒﻨﻴﻪ ﻭﺍﺫﻜﺭ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ " ﺇﺫﺍ ﺒﻌﺜﺭ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻭﺭ .ﻭﺤﺼل ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺩﻭﺭ " ،ﻓﺎﻷﺴﺭﺍﺭ
ﻅﺎﻫﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻴﻐﺎﺩﺭ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﻻ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺇﻻ ﺃﺤﺼﺎﻫﺎ .ﻓﺎﻵﻥ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺃﻨﺕ ﻤﻬل ﻗﺒل ﺤﻠﻭل ﺍﻷﺠل ،ﻭﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺍﻷﻤل .ﻻ ﺘﺤﻜﻡ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻥ ،ﻭﻻ ﺘﺴﻠﻙ ﺒﻬﻡ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﻴﻥ ،ﻭﻻ
ﺘﺴﻠﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺒﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻥ؛ ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﺭﻗﺒﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺅﻤﻥ ﺇﻻ ﻭﻻ ﺫﻤﺔ،
ﻓﺘﺒﻭﺀ ﺒﺄﻭﺯﺍﺭﻙ ﻤﻊ ﺃﻭﺯﺍﺭﻙ ،ﻭﺘﺤﻤل ﺃﺜﻘﺎﻟﻙ ﻤﻊ ﺃﺜﻘﺎﻟﻙ .ﻭﻻ ﻴﻐﺭﻨﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﺘﻨﻌﻤﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺒﺅﺴﻙ ،ﻭﻴﺄﻜﻠﻭﻥ ﺍﻟﻁﻴﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺩﻨﻴﺎﻫﻡ ﺒﺈﺫﻫﺎﺏ ﻁﻴﺒﺎﺘﻙ ﻓﻲ
ﺁﺨﺭﺘﻙ .ﻭ ﻻ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺩﺭﺘﻙ ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺩﺭﺘﻙ ﻏﺩﺍﹰ ﻭﺃﻨﺕ ﻤﺄﺴﻭﺭ
ﻓﻲ ﺤﺒﺎﺌل ﺍﻟﻤﻭﺕ ،ﻭﻤﻭﻗﻭﻑ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺭﺴﻠﻴﻥ ،ﻭﻗﺩ ﻋﻨﺕ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ ﻟﻠﺤﻲ ﺍﻟﻘﻴﻭﻡ .ﺇﻨﻲ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻡ
ﺃﺒﻠﻎ ﺒﻌﻅﺘﻲ ﻤﺎ ﺒﻠﻐﻪ ﺃﻭﻟﻭ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻲ ،ﻓﻠﻡ ﺁﻟﻙ ﺸﻔﻘﺔ ﻭﻨﺼﺤﺎﹰ ،ﻓﺄﻨﺯل ﻜﺘﺎﺒﻲ
ﺇﻟﻴﻙ ﻜﻤﺩﺍﻭﻱ ﺤﺒﻴﺒﻪ ﻴﺴﻘﻴﻪ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﻴﻬﺔ ﻟﻤﺎ ﻴﺭﺠﻭ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ .ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻙ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺭﺤﻤﺔ ﺍﷲ ﻭﺒﺭﻜﺎﺘﻪ .
ﻼ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻜ ﺔ ﻓﻴﻘﺎﺘ َل ﻋﺩ ﻭﻩ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻭﺠﺩ ﺍﺒﻨﹶﻪ
ﻴﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺭﺠ ﹰ
ﺝ ﻭﺃ ﻗ ﻡ ﻤﻊ ﻨﺴﺎ ِﺌﻙ ،ﻓﺄﺒﻲ ﺍﻟﺭﺠلُ
ﻥ ﻓﻘﺎل ﻟ ﻪ :ﺁ ﺜﺭﻨﻲ ﺒﺎﻟﺨﺭﻭ ﹺ
ﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﺘﻠﻴ
ﻓﻲ ﺼﻔﻭ
ﻙ ﺒﻪ.!!
ﻭﻗﺎ َل :ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺁﺜﺭ ﹸﺘ
٣٦
ﻥ
ﻴﺎ ﺍﻟﱠﺫﻬ " ﻴﺎ َﺃﻴ: ﻨﻬﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻻﺓ ﺒﻁﺎﻨﺔ ﺍﻟﺴﻭﺀ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﺕ
ﺩ ﺒ ﺩ ﻡ ﹶﻗ ﻨﺘﱡ ﻋ
ﺎﻭ ﹾﺍ ﻤﻭﺩ ﺎﻻﹰﺨﺒ
ﹶﺄْﻟﹸﻭﻨﹶﻜﹸﻡ ﹶﻻ ﻴﻜﹸﻡﻭﻨﻥ ﺩﺫﹸﻭ ﹾﺍ ﺒﹺﻁﹶﺎ ﹶﻨﺔﹰ ﻤﻤﻨﹸﻭ ﹾﺍ ﹶﻻ ﹶﺘ ﱠﺘﺨ ﺁ
ﻡ ﺕ ﺇِﻥ ﻜﹸﻨﺘﹸ
ﺎ ﺍﻵﻴﻴﻨﱠﺎ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﺒ ﺩ ﹶﻗﺭﻡ َﺃ ﹾﻜﺒ ﻫ ﺭ ﻭﺼﺩ
ﻲﺨﻔ
ﺎ ﺘﹸ ﹾﻭﻤ ﻡ ﻫ ﹺﻬ ﺍﻥ َﺃ ﹾﻓﻭ
ﻤ ﺎﺀﺒ ﹾﻐﻀ ﺍ ﹾﻟ
(١١٨) ﻥ
ﻠﹸﻭﻌﻘ ﹶﺘ
. ﻭﺍﻟﺒﻁﺎﻨﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻁﻠﻌﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺭﻩ
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺒﻁﺎﻨﺔ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻪ، ﻭﻫﻭ ﻨﻬﻲ ﻋﺎﻡ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺤﺴﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻫﻡ، ﻜﺎﻟﺯﻭﺠﺔ ﻭﺍﻷﺼﺩﻗﺎﺀ
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭ، ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﻌﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻁﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
، ﻓﺎﻟﻤﺭﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﻌﻭﺩ، ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺒﺒﺎﹰ ﻓﻲ ﻫﻼﻜﻪ ﻭﻫﻼﻙ ﺃﺒﻨﺎﺀﻩ
: ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ
***
: ﻭﻗﺎل ﺁﺨﺭ
٣٧
ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻡ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺍﺒﻥ ﺼﻐﻴﺭ ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺒﻥ ﻗﺩ ﺘﻌﻭﺩ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﻴﻭﻡ
ﺃﺤﻀﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺔ ﺒﻴﻀﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺠﻭﺍﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻤﺭﺒﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟـﺕ ﻟـﻪ:
ﺃﺤﺴﻨﺕ ﻴﺎ ﻭﻟﺩﻱ ﻜﻴﻑ ﺍﺴﺘﻁﻌﺕ ﺃﻥ ﺘﺴﺭﻕ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺴﻬﻭﻟﺔ ﻓﻜـﺄﻥ ﺍﻷﻡ ﺘـﺸﺠﻌﻪ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﻌل ﻓﻔﺭﺡ ﺫﺍﻙ ﺍﻻﺒﻥ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺠﺎﺀ ﺒﺩﺠﺎﺠﺔ ﻓﻔﺭﺤﺕ ﺘﻠـﻙ
ﺍﻷﻡ ﻭﺸﺠﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻤﺎ ﻤﻜﺙ ﺃﻴﺎﻤ ﹰﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﺠﺭﺃ ﺃﻥ ﻴﺴﺭﻕ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺃﻭ
ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻡ ﻴﻤﻬﻠﻪ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﺘﻤﻜﻨـﻭﺍ ﻤﻨـﻪ
ﻭﺍﻤﺴﻜﻭﺍ ﺒﻪ ﻭﺤﻜﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﻋﻠﻴﺔ ﺒﺎﻹﻋﺩﺍﻡ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺨﺫﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺨﺸﺒﺔ ﺍﻟﻤـﺸﻨﻘﺔ
ﻭﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺸﻨﻕ ﻗﺎل ﺍﻁﻠﺏ ﻤﻨﻜﻡ ﻁﻠﺒ ﹰﺎ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻟﻪ :ﺍﻁﻠﺏ ﻗﺎل ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﺤـﻀﺭﻭﺍ
ﺃﻤﻲ ،ﻭﻟﻤﺎ ﺠﺎﺅﺍ ﺒﺄﻤﻪ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ :ﺃﻤﺎﻩ ﺃﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﺃﻗﺒل ﻟﺴﺎﻨﻙ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺍﺭﺤل ﻋـﻥ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻓﻤﺩﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻡ ﻟﺴﺎﻨﻬﺎ ،ﻓﻘﺎﻡ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻗﻁﻊ ﻟﺴﺎﻨﻬﺎ ،ﻭﻗـﺎل ﻟـﻭ
ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻤﻲ ﺘﻤﻨﻌﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻤﺎ ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺨﺸﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﻨﻘﺔ.
ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻭﻻﺓ ،
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺠﻤﻌﻭﺍ ﺤﻭﻟﻬﻡ ﺒﻁﺎﻨﺔ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺍﻟﺤﻕ ،ﻓﺎﻟﺴﻌﻴﺩ ﻤﻥ ﺭﺯﻕ
ﻤﻊ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﺒﻁﺎﻨﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺫﻜﺭﻩ ﺇﺫﺍ ﻨﺴﻲ ﻭﺘﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺘﻨﻬﺎﻩ
ﻥ ﺍﻟ ﱠﻨ ﹺﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﹶﺎ َل :ﻤﺎ
ﻋﹺ
ﻯ
ﺴﻌﻴ ﺩ ﺍ ﹾﻟﺨﹸ ﺩ ﹺﺭ
ﻥ َﺃﺒﹺﻰ
ﻋ
ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺭ ،
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ،ﻭ ﹺﺒﻁﹶﺎ ﹶﻨ ﹲﺔ
ﺤﻀ ﻪ
ﺨ ﻴ ﹺﺭ ﻭ ﹶﺘ
ﺨﻠﻴ ﹶﻔ ﹲﺔ ِﺇﻻﱠ ﹶﻟﻪ ﺒﹺﻁﹶﺎ ﹶﻨﺘﹶﺎﻥﹺ ﺒﹺﻁﹶﺎ ﹶﻨ ﹲﺔ ﹶﺘ ْﺄ ﻤ ﺭ ﻩ ﺒﹺﺎ ﹾﻟ ﹶ
ﻑ ﹶ
ﺨﻠ ﹶ
ﺴ ﹸﺘ ﹾ
ﺍ
ﺼ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ .
ﻋ
ﻥ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ،ﻭﺍ ﹾﻟ ﻤ ﻌﺼﻭﻡ ﻤ
ﺤﻀ ﻪ
ﹶﺘ ْﺄ ﻤ ﺭ ﻩ ﺒﹺﺎﻟﺸﱠﺭ ﻭ ﹶﺘ
ﻭﻋﻥ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺕ :ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ -ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
» -ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺒﺎﻷﻤﻴﺭ ﺨﻴﺭﺍ ﺠﻌل ﻟﻪ ﻭﺯﻴﺭ ﺼﺩﻕ ،ﺇﻥ ﻨﺴﻲ ﺫﻜﺭﻩ ،ﻭﺇﻥ
ﺫﻜﺭ ﺃﻋﺎﻨﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺒﻪ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺠﻌل ﻟﻪ ﻭﺯﻴﺭ ﺴﻭﺀ ،ﺇﻥ ﻨﺴﻲ ﻟﻡ
ﻴﺫﻜﺭﻩ ،ﻭﺇﻥ ﺫﻜﺭ ﻟﻡ ﻴﻌﻨﻪ .
ﺃﺤﺩ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻅﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻅﻠﻤﻬﻡ ﻫﻭ ﺒﻁﺎﻨﺔ ﺍﻟﺴﻭﺀ ﻭﺇﻋﺎﻨﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﻋﻴﺔ
٣٨
ﻑ ﻗﻭﻤ ﻪ ﻓﺄﻁﺎﻋﻭﻩ ﺇﻨﻬﻡ
ﺨ ﹼ
ﺍﻟﻅﺎﻟﻡ ﻋﻠﻰ ﻅﻠﻤﻪ .ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﻗﻭﻡ ﻓﺭﻋﻭﻥ " :ﻓﺎﺴ ﹶﺘ ﹶ
ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﻭﻤﺎ ﻓﺎﺴﻘﻴﻥ " ) (٢٦
ﻗﻴل ﺇﻥ ﻓﺭﻋﻭﻥ ﻗﺎل ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﻨﺎ ﺭﺒﻜﻡ ،ﻴﻘﺼﺩ ﺴﻴﺩﻜﻡ ﻭﻤﻭﻻﻜﻡ ،ﻭﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﻌﻡ
ﻋﻠﻴﻜﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻘﺎل :ﺭﺏ ﺍﻟﻤﻨﺯل ؛ ﺃﻱ ﺼﺎﺤﺒﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﻡ ﺴﺠﺩﻭﺍ ﻟﻪ ﻓﻘﺎل :ﺃﻨﺎ
ﺭﺒﻜﻡ ﺍﻷﻋﻠﻰ .
ﻭﻗﺎل ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻤﻥ ﻭﻟﻲ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺸﻴﺌًﺎ
ﻼ ﻟﻤﻭﺩﺓ ﺃﻭ ﻗﺭﺍﺒﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺨﺎﻥ ﺍﷲ ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ .
ﻓﻭﻟﻰ ﺭﺠ ﹰ
ﻭﻜﺘﺏ ﺃﺤﺩﻫﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻤﺭﺍﺀ " :ﻭﺸﺎﻭﺭ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺨﺎﻓﻭﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ،
ﻭﺍﺤﺫﺭ ﺒﻁﺎﻨﺔ ﺍﻟﺴﻭﺀ .ﻓﺈﻨﻬﻡ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﺩﺭﺍﻫﻤﻙ ﻭﻴﻘﺭﺒﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﺤﻤﻙ
ﻭﺩﻤﻙ .
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ :
ﻓﺎﻟﺒﻁﺎﻨﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺒﺄﺨﻁﺎﺌﻪ ،ﻭﻻ ﺘﺠﺎﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻕ ،
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﹸﻭلُِ :ﺇﺫﹶﺍ
ﺴ ﻤ ﻌﺕﹸ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﻋ ﻤﺭﹴﻭ ؛
ﷲ ﺒﻥﹺ
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍ ِ
ﻥ
ﻋ
ﻉ ﻤﻨﹾﻬﻡ.
ﺕ ﻅﹶﺎ ِﻟﻡ ،ﹶﻓ ﹶﻘ ﺩ ﺘﹸﻭ ﺩ
ﻙ َﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﻥ ﹶﺘﻘﹸﻭ َل ﹶﻟﻪِ : ﺇﻨﱠ
ﺭَﺃ ﻴﺘﹸ ﻡ ﺃُﻤﺘﻲ ﹶﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﻅﱠﺎ ِﻟ ﻡ َ ،ﺃ
ﷲ ﻭﺍ ﹾﻟﻭﺍ ﻗ ﹺﻊ ﻓﻴﻬﺎ
ﺤﺩﻭ ﺩ ﺍ ِ
ﻋ ﹶﻠﻰ
ﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻗﹶﺎ َل :ﻤ ﹶﺜلُ ﺍ ﹾﻟﻘﹶﺎ ِﺌ ﹺﻡ
ﻥ ﺍﻟ ﱠﻨﺒﹺ
ﻋﹺ
ﺴ ﹶﻔ ﹶﻠﻬﺎ
ﻼﻫﺎ ،ﻭ ﺒ ﻌﻀﻬ ﻡ َﺃ
ﻋﹶ
ﺴﻔﻴ ﹶﻨ ﺔ ،ﹶﻓ َﺄﺼﺎﺏ ﺒﻌﻀﻬﻡَ ﺃ
ﻋﻠﹶﻰ
،ﹶﻜﻤ ﹶﺜلِ ﹶﻗ ﻭﻡﹴ ﺍﺴ ﹶﺘﻬﻤﻭﺍ
ﻥ ﹶﻓ ﻭ ﹶﻗﻬ ﻡ ،ﹶﻓﻘﹶﺎﻟﹸﻭﺍ :
ﻋﻠﹶﻰ ﻤ
ﻥ ﺍ ﹾﻟﻤﺎ ﺀ ﻤﺭﻭﺍ
ﺴ ﹶﻔﻠﻬﺎ ِﺇﺫﹶﺍ ﺍﺴﺘﹶﻘﹶﻭﺍ ﻤ
ﻥ ﻓﻲ َﺃ
،ﹶﻓﻜﹶﺎﻥ ﺍﻟﱠﺫﻴ
ﻥ ﻴﺘﹾﺭﻜﹸﻭﻫﻡ ﻭﻤﺎ ﺃَﺭﺍﺩﻭﺍ
ﻥ ﹶﻓ ﻭ ﹶﻗﻨﹶﺎ ،ﹶﻓﺈِ
ﺨ ﺭﻗﹰﺎ ،ﻭ ﹶﻟ ﻡ ﻨﹸ ْﺅ ﺫ ﻤ
ﺨﺭ ﹾﻗﻨﹶﺎ ﻓﻲ ﹶﻨﺼﻴﺒﹺﻨﹶﺎ ﹶ
ﹶﻟﻭَ ﺃﻨﱠﺎ ﹶ
ﺠﻤﻴﻌﺎ.
ﺠﻭﺍ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃﻴﺩﻴﻬﹺ ﻡ ﹶﻨﺠﻭﺍ ﻭ ﹶﻨ
ﺨﺫﹸﻭﺍ
ﻥ َﺃ ﹶ
ﺠﻤﻴﻌﺎ ،ﻭِﺇ
ﻫ ﹶﻠﻜﹸﻭﺍ
ﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ :ﻟﻤﺎ ﺤﺞ ﺍﻟﻤﻬﺩﻱ ﻗﺎل :ﻻ ﺒﺩ ﻟﻲ ﻤﻥ ﺴﻔﻴﺎﻥ ،ﻓﻭﻀﻌﻭﺍ
٣٩
ﻟﻲ ﺍﻟﺭﺼﺩ ﺤﻭل ﺍﻟﺒﻴﺕ ،ﻓﺄﺨﺫﻭﻨﻲ ﺒﺎﻟﻠﻴل .ﻓﻠﻤﺎ ﻤﺜﻠﺕ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ﻗﺎل ﻟﻲ :ﻷﻱ
ﺸﻲﺀ ﻻ ﺘﺄﺘﻴﻨﺎ ﻓﻨﺴﺘﺸﻴﺭﻙ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻨﺎ؟ ﻓﻤﺎ ﺃﻤﺭﺘﻨﺎ ﻤﻥ ﺸﻲﺀ ﺼﺭﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻤﺎ
ﻨﻬﻴﺘﻨﺎ ﻋﻥ ﺸﻲﺀ ﺍﻨﺘﻬﻴﻨﺎ ﻋﻨﻪ.ﻓﻘﻠﺕ ﻟﻪ :ﻜﻡ ﺃﻨﻔﻘﺕ ﻓﻲ ﺴﻔﺭﻙ ﻫﺫﺍ؟.ﻗﺎل :ﻻ
ﺃﺩﺭﻱ ،ﻟﻲ ﺃﻤﻨﺎﺀ ﻭﻭﻜﻼﺀ.ﻗﻠﺕ :ﻓﻤﺎ ﻋﺫﺭﻙ ﻏﺩﺍ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻔﺕ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﻓﺴﺄﻟﻙ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ؟ ﻟﻜﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺤﺞ ﻗﺎل ﻟﻐﻼﻤﻪ ﻜﻡ
ﺃﻨﻔﻘﺕ ﻓﻲ ﺴﻔﺭﻨﺎ ﻫﺫﺍ؟.ﻗﺎل :ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭ ﺩﻴﻨﺎﺭﺍ.ﻓﻘﺎل :ﻭﻴﺤﻙ
ﺃﺠﺤﻔﻨﺎ ﺒﻴﺕ ﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ.ﻭﻗﺩ ﻋﻠﻤﺕ ﻤﺎ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺒﻪ ﻤﻨﺼﻭﺭ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﺒﻥ
ﺏ
ﻋﻠﻘﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺃﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﺎل ":ﺭ
ﻤﺘﺨﻭﺽ ﻓﻲ ﻤﺎل ﺍﷲ ﻭﻤﺎل ﺭﺴﻭﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺸﺎﺀﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻏﺩﺍ" ،ﻓﻴﻘﻭل ﺃﺒﻭ
ﻋﺒﻴﺩ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ :ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻴﺴﺘﻘﺒل ﺒﻤﺜل ﻫﺫﺍ؟.ﻓﻴﺠﻴﺒﻪ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻭﻋﺯﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ :ﺍﺴﻜﺕ ،ﺇﻨﻤﺎ ﺃﻫﻠﻙ ﻓﺭﻋﻭﻥ ﻫﺎﻤﺎﻥ .
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ :
ﻜﺎﻥ ﻤﺎﻟﻙ ﺒﻥ ﺩﻴﻨﺎﺭ ﻴﻘﻭل " :ﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﺍﺜﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺸﺭﺓ ﺇﻻ ﻭﻓﻲ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻭﺼﻑﹲ
ﻤﻥ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻭﺇﻥ ﺃﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﺄﺠﻨﺎﺱ ﺍﻟﻁﻴﺭ ،ﻭﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﻨﻭﻋﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻴﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻴﺭﺍﻥ ﺇﻻ ﻭﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ .ﻗﺎل :ﻓﺭﺃﻯ ﻴﻭﻤﺎ ﻏﺭﺍﺒﺎ ﻤﻊ ﺤﻤﺎﻤﺔ ﻓﻌﺠﺏ
ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻘﺎل :ﺍﺘﻔﻘﺎ ﻭﻟﻴﺴﺎ ﻤﻥ ﺸﻜل ﻭﺍﺤﺩ ،ﺜﻡ ﻁﺎﺭﺍ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻤﺎ ﺃﻋﺭﺠﺎﻥ ،
ﻓﻘﺎل :ﻤﻥ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺍﺘﻔﻘﺎ " .
ﻥ ) (٦٧
ﻋﺩ ﻭ ِﺇﻟﱠﺎ ﺍ ﹾﻟﻤﺘﱠﻘﻴ
ﺽ
ﺨﻠﱠﺎﺀ ﻴ ﻭ ﻤ ِﺌ ﺫ ﺒ ﻌﻀﻬ ﻡ ِﻟ ﺒ ﻌ ﹴ
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ " :ﺍ ﹾﻟ َﺄ
ﻋﻥ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ :ﺨﻠﻴﻼﻥ ﻤﺅﻤﻨﺎﻥ
ﻭﺨﻠﻴﻼﻥ ﻜﺎﻓﺭﺍﻥ ،ﻓﻤﺎﺕ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻘﺎل :ﻴﺎ ﺭﺏ ﺇﻥ ﻓﻼﻨﹰﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺄﻤﺭﻨﻲ
ﺒﻁﺎﻋﺘﻙ ﻭﻁﺎﻋﺔ ﺭﺴﻭﻟﻙ ،ﻭﻴﺄﻤﺭﻨﻲ ﺒﺎﻟﺨﻴﺭ ﻭﻴﻨﻬﺎﻨﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺭ ،ﻭﻴﺨﺒﺭﻨﻲ ﺃﻨﻲ
ﻤﻼﻗﻴﻙ ،ﻴﺎ ﺭﺏ ﻓﻼ ﺘﻀﻠﻪ ﺒﻌﺩﻱ ﻭﺍﻫﺩﻩ ﻜﻤﺎ ﻫﺩﻴﺘﻨﻲ ﻭﺃﻜﺭﻤﻪ ﻜﻤﺎ ﺃﻜﺭﻤﺘﻨﻲ ،ﻓﺈﺫﺍ
٤٠
ﻤﺎﺕ ﺨﻠﻴﻠﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺠﻤﻊ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻴﻘﻭل :ﻟﻴﺜﻥ ﺃﺤﺩﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺒﻪ ،ﻓﻴﻘﻭل:
ﻨﻌﻡ ﺍﻷﺥ ،ﻭﻨﻌﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴل ،ﻭﻨﻌﻡ ﺍﻟﺼﺎﺤﺏ ،ﻗﺎل :ﻭﻴﻤﻭﺕ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ،ﻓﻴﻘﻭل :ﻴﺎ
ﺭﺏ ﺇﻥ ﻓﻼﻨﹰﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﻬﺎﻨﻲ ﻋﻥ ﻁﺎﻋﺘﻙ ﻭﻁﺎﻋﺔ ﺭﺴﻭﻟﻙ ،ﻭﻴﺄﻤﺭﻨﻲ ﺒﺎﻟﺸﺭ
ﻭﻴﻨﻬﺎﻨﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ ،ﻭﻴﺨﺒﺭﻨﻲ ﺃﻨﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﻼﻗﻴﻙ ،ﻓﻴﻘﻭل ﺒﺌﺱ ﺍﻷﺥ ،ﻭﺒﺌﺱ
ﺍﻟﺨﻠﻴل ،ﻭﺒﺌﺱ ﺍﻟﺼﺎﺤﺏ .
ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ :ﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﺄﻨﺱ ﺇﻟﻰ ﺸﻜﻠﻪ ؛ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻜل ﻁﻴﺭ ﻴﻁﻴﺭ
ﻤﻊ ﺠﻨﺴﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺼﻁﺤﺏ ﺍﺜﻨﺎﻥ ﺒﺭﻫﺔ ﻤﻥ ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻟﻡ ﻴﺘﺸﺎﻜﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻼ ﺒﺩ
ﺃﻥ ﻴﺘﻔﺭﻗﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻌﻨﻰ ﺨﻔﻲ ﻓﻁﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺤﺘﻰ ﻗﺎل ﻗﺎﺌﻠﻬﻡ :
ﻭﺫﺍﺕ ﻤﺭﺓ ﻭﻫﻭ ﻋﺎﺌﺩ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﺒﺎﻤﺭﺃﺓ ﺤﺎﻤل ﺭﺃﺕ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺭﻀﻲ
ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻤﺎﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺭﻫﺒﺘﻪ ﻭﺨﺸﻴﺘﻪ ﺃﺠﻬﻀﺕ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻁﻨﻬﺎ ﻓﺒﻠﻎ ﻋﻤﺭ ﻓﺼﻌﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺭ ﻭﻗﺎل ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻨﺎ ﺴﺎﺌﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﺠﻬﻀﺕ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻨﺩﻤﺎ
ﺭﺃﺘﻨﻲ ﻫل ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺓ؟ ﻗﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺘﺨﺎﻑ ﻓﻴﺴﻘﻁ
ﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻁﻨﻬﺎ ﻻ ﺫﻨﺏ ﻟﻪ ..ﻟﻜﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﻴﻘﻭل ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩ
ﻨﺼﺤﻭﻙ ﻓﻘﺩ ﻏﺸﻭﻙ ﻭﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﻟﻥ ﻴﻨﻔﻌﻭﻙ ﻋﻠﻴﻙ ﻏﺭﺓ ﻓﺩﻓﻌﻬﺎ ﻋﻤﺭ ﺭﻀﻲ
ﺍﷲ ﻋﻨﻪ.
ﻋﻥ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﻗﺎل ﺠﺎﺀ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﺒﻥ ﺤﺼﻥ ﻭﺍﻷﻗﺭﻉ ﺒﻥ ﺤﺎﺒﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﻓﻘﺎﻻ :
ﻴﺎ ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﻋﻨﺩﻨﺎ ﺃﺭﻀﺎ ﺴﺒﺨﺔ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻬﺎ
ﻜﻼﺀ ﻭﻻ ﻤﻨﻔﻌﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻴﺕ ﺃﻥ ﺘﻘﻁﻌﻨﺎﻫﺎ ؟ ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻨﺤﺭﺜﻬﺎ ﻭﻨﺯﺭﻋﻬﺎ ﻓﺎﻗﻁﻌﻬﺎ
ﺇﻴﺎﻫﻤﺎ ،ﻭﻜﺘﺏ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺘﺎﺒﺎ ،ﻭﺍﺸﻬﺩ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﺭ ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﻡ ،ﻓﺎﻨﻁﻠﻘﺎ
ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭ ﻟﻴﺸﻬﺩﺍﻩ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺴﻤﻊ ﻋﻤﺭ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﻴﺩﻴﻬﻤﺎ ،ﺜﻡ ﺘﻔل
ﻓﻴﻪ ﻭﻤﺤﺎﻩ ﻓﺘﺫﻤﺭﺍ ،ﻭﻗﺎﻻ :ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺴﻴﺌﺔ ،ﻗﺎل ﻋﻤﺭ :ﺇﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
٤١
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺄﻟﻔﻜﻤﺎ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﻭﻤﺌﺫ ﺫﻟﻴل ،ﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻗﺩ ﺃﻋﺯ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،
ﻓﺎﺫﻫﺒﺎ ﻓﺄﺠﻬﺩﺍ ﺠﻬﺩﻜﻤﺎ ﻻ ﺃﺭﻋﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﻋﻴﺘﻤﺎ ،ﻓﺄﻗﺒﻼ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ
ﻭﻫﻤﺎ ﻴﺘﺫﻤﺭﺍﻥ ،ﻓﻘﺎﻻ :ﻭﺍﷲ ﻤﺎ ﻨﺩﺭﻱ ﺃﻨﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻡ ﻋﻤﺭ ؟ ﻓﻘﺎل :ﺒل ﻫﻭ ،
ﻭﻟﻭ ﺸﺎﺀ ﻜﺎﻥ ،ﻓﺠﺎﺀ ﻋﻤﺭ ﻤﻐﻀﺒﺎ ﺤﺘﻰ ﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ،ﻓﻘﺎل :ﺃﺨﺒﺭﻨﻲ
ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻁﻌﺘﻬﺎ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠﻠﻴﻥ ،ﺃﺭﺽ ﻫﻲ ﻟﻙ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻡ ﻫﻲ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﺎﻤﺔ ؟ ﻗﺎل :ﺒل ﻫﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻗﺎل :ﻓﻤﺎ ﺤﻤﻠﻙ
ﺃﻥ ﺘﺨﺹ ﻫﺫﻴﻥ ﺒﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ؟ ﻗﺎل :ﺍﺴﺘﺸﺭﺕ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﺤﻭﻟﻲ ،ﻓﺄﺸﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻗﺎل :ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺴﺘﺸﺭﺕ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺤﻭﻟﻙ ؟ ﺃﻭ ﻜل
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻭﺴﻌﺕ ﻤﺸﻭﺭﺓ ﻭﺭﻀﺎ ؟ ﻓﻘﺎل ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ :ﻗﺩ ﻜﻨﺕ ﻗﻠﺕ ﻟﻙ ﺇﻨﻙ ﺃﻗﻭﻯ
ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻤﻨﻲ ،ﻭﻟﻜﻨﻙ ﻏﻠﺒﺘﻨﻲ .
ﺒﻌﺩ ﺘﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺘﺤﻭﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻁﻭﻴﻪ ﻜﺴﺭﻭﻴﻪ
ﺃﻭ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﺤﺩ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻟﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺒل ﺘﺭﻴﺩﻭﻫﺎ
ﻗﻴﺼﺭﻴﻪ ﻜﻠﻤﺎ ﻤﺎﺕ ﻗﻴﺼﺭ ﺠﺎﺀ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺤﻴﺭﻩ ﻤﻥ
ﺃﻤﺭﻩ ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﻡ ﺒﻴﻌﻪ ﻟﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ) ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺫﻜﻴﺔ
( ﻭﺤﺘﻰ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ﺫﺍﺘﻪ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺒﺎﻴﻊ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺫﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺅﻴﺩﻩ
ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ﺒﻘﻴﺎﺩﻩ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻋﺒﻴﺩ ﻭﻫﻨﺎ ﺤﺩﺜﺘﺎ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻭﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫ ﺒﻴﻥ
ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ﻭﺍﻟﺯﺍﻫﺩ ﺍﻟﻌﺎﺒﺩ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻋﺒﻴﺩ ﻭﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻟﻘﺎﺀﺍﺘﻬﻤﺎ ﺩﺍﺭ
ﺤﻭﺍﺭ ﻴﻁﻠﺏ ﻓﻴﻪ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ﻤﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺃﻥ ﻴﺴﺎﻋﺩﻩ ﻫﻭ ﻭﺭﺠﺎﻟﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ﻓﻲ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻴﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻋﺒﻴﺩ ﺍﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﻌﺩل ﻴﺘﺒﻌﻙ ﺃﻫﻠﻪ
ﻓﻴﻘﻭل ﻟﻪ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﻫﺫﺍ ﺨﺎﺘﻤﻲ ﺍﻓﻌل ﻤﺎ ﺘﺸﺎﺀ ﺍﺼﺩﺭ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﺎ ﺘﺸﺎﺀ ﻓﻴﻘﻭل ﻟﻪ
:ﻻ ﺍﺴﺘﻁﻴﻊ ﻭﻫﻭﺍﺀ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻴﺤﻜﻤﻭﻥ ﺒﺩﻻ ﻤﻨﻙ ) ﻴﻘﺼﺩ ﺠﻨﺩ ﺨﺭﺍﺴﺎﻥ ﻤﻥ
ﺍﻟﺸﻌﻭﺒﻴﻴﻥ ( ﻭﻁﻠﺏ ﻤﻨﻪ ﻋﻤﺭﻭ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﻴﺩ ﺇﻻ ﻴﻁﻠﺒﻪ ﻤﺭﻩ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭ ﻜﺫﻟﻙ
ﺤﺘﻰ ﺘﻭﻓﻰ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻋﺒﻴﺩ ﻭﺒﻌﺩ ﺴﻨﻪ ﻭﺍﺤﺩﻩ ﻤﻥ ﻭﻓﺎﺘﻪ ﻗﺎﻤﺕ ﺜﻭﺭﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ
ﺒﻘﻴﺎﺩﻩ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺴﻥ.
٤٢
ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﻭﻤﻨﻬﺎ :
ﻥ ﻭﺇِﻴﺘﹶﺎ ﺀ
ﺤﺴﺎ ﹺ
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ " :ﺇﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴ ْﺄ ﻤ ﺭ ﺒﹺﺎ ﹾﻟ ﻌ ﺩ ِل ﻭﺍ ﹾﻟ ِﺈ
ﻲ ﻴﻌﻅﹸﻜﹸﻡ ﻟﹶﻌﻠﱠﻜﹸﻡ ﹶﺘ ﹶﺫﻜﱠﺭﻭﻥ(٩٠)
ﺤﺸﹶﺎﺀ ﻭﺍ ﹾﻟﻤ ﹾﻨ ﹶﻜ ﹺﺭ ﻭﺍ ﹾﻟ ﺒ ﹾﻐ ﹺ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻔ
ﻋﹺ
ﺫﻱ ﺍﻟﹾﻘﹸﺭﺒﻰ ﻭ ﻴ ﹾﻨﻬﻰ
ﻰ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
ﻋﺭﺍﺒﹺﻰِ ﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟ ﱠﻨ ﹺﺒ
ﻯ ﻗﹶﺎ َل:ﺠﺎ ﺀ َﺃ
ﺴﻌﻴ ﺩ ﺍ ﹾﻟﺨﹸ ﺩ ﹺﺭ
ﻥ َﺃﺒﹺﻰ
ﻋ
ﻭ
ﻀ ﻴ ﹶﺘﻨﻰ
ﻙ ِﺇﻻﱠ ﻗﹶ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ
ﺤﺭﺝ
ﺤﺘﱠﻰ ﻗﹶﺎ َل ﹶﻟﻪ ﺃُ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ
ﺸ ﹶﺘﺩ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ﻓﹶﺎ ﹾ
ﻴ ﹶﺘﻘﹶﺎﻀﺎ ﻩ ﺩ ﻴﻨﹰﺎ ﻜﹶﺎﻥ
ﻰ
ﺤﻘﱢﻰ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﺍﻟ ﱠﻨ ﹺﺒ
ﻁﻠﹸﺏ
ﻥ ﺘﹸﻜﹶﻠﱢﻡ ﻗﹶﺎ َل ِﺇﻨﱢﻰ َﺃ ﹾ
ﻙ ﺘﹶﺩﺭﹺﻯ ﻤ
ﺤ
ﺼﺤﺎ ﺒ ﻪ ﻭﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻭ ﻴ
ﻓﹶﺎ ﹾﻨ ﹶﺘﻬﺭﻩَ ﺃ
ﺕ ﹶﻗ ﻴﺱﹴ
ﺨ ﻭ ﹶﻟ ﹶﺔ ﹺﺒ ﹾﻨ
ﺤﻕﱢ ﻜﹸ ﹾﻨﺘﹸ ﻡ ﺜﹸﻡَ ﺃ ﺭﺴَ ل ِﺇﻟﹶﻰ ﹶ
ﺏ ﺍ ﹾﻟ
ﺤ ﹺ
ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻫﻼﱠ ﻤ ﻊ ﺼﺎ
ﺕ ﻨﹶﻌﻡ ﹺﺒ َﺄﺒﹺﻰ
ﺤﺘﱠﻰ ﻴ ْﺄ ﺘ ﻴﻨﹶﺎ ﹶﺘ ﻤ ﺭ ﹶﻓ ﹶﻨ ﹾﻘﻀﻴﻙ ﹶﻓﻘﹶﺎ ﹶﻟ ﹾ
ﻙ ﹶﺘ ﻤ ﺭ ﹶﻓ َﺄ ﹾﻗﺭﹺﻀﻴﻨﹶﺎ
ﻋ ﹾﻨ ﺩ
ﻥ ﻜﹶﺎﻥ
ﹶﻓ ﹶﻘﺎ َل ﹶﻟﻬﺎ ِﺇ
ﺕ َﺃ ﻭﻓﹶﻰ
ﻁ ﻌ ﻤﻪ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل َﺃ ﻭ ﹶﻓ ﻴ ﹶ
ﻋﺭﺍ ﹺﺒﻰ ﻭَﺃ ﹾ
ﺕ ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﻗﹶﺎ َل ﹶﻓ َﺄ ﹾﻗﺭﻀ ﹾﺘﻪ ﹶﻓ ﹶﻘﻀﻰ ﺍ َﻷ
َﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﺤﻘﱠﻪ
ﻑ ﻓﻴﻬﺎ
ﻀﻌﻴ ﹸ
ﺕ ُﺃ ﻤ ﹲﺔ ﹶﻻ ﻴْ ﺄﺨﹸ ﹸﺫ ﺍﻟ
ﺴ ﹾ
ﺱ ِﺇﻨﱠﻪ ﹶﻻ ﻗﹸﺩ
ﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺ
ﻙ
ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻟﻙ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﺃُﻭ ﹶﻟ ِﺌ
ﻊ .
ﻏ ﻴﺭ ﻤﺘﹶ ﻌ ﹶﺘ ﹴ
ﹶ
ﻅﻠﱡ ﻬ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻓﻲ
ﺴ ﺒ ﻌ ﹲﺔ ﻴ
ﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﹶﺎ َل :
ﻥ ﺍﻟ ﱠﻨﺒﹺ
ﻋﹺ
ﻥ َﺃﺒﹺﻲ ﻫ ﺭﻴﺭﺓﹶ
ﻋ
ﻭ
ﻋﺒﺎ ﺩ ﺓ ﺭﺒ ﻪ ،ﻭ ﺭﺠٌ ل ﹶﻗ ﹾﻠ ﺒ ﻪ
ﺸ َﺄ ﻓﻲ
ﺏ ﹶﻨ ﹶ
ﻅﻠﱡﻪ ﺍ ِﻹﻤﺎﻡ ﺍ ﹾﻟﻌﺎ ﺩلُ ،ﻭﺸﹶﺎ
ﻅلﱠ ِﺇﻻﱠ
ﻅﻠﱢ ﻪ ﻴ ﻭ ﻡ ﹶﻻ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ،ﻭ ﺭﺠٌ ل
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ﻭ ﹶﺘ ﹶﻔﺭﻗﹶﺎ
ﺠ ﹶﺘ ﻤﻌﺎ
ﷲﺍ
ﻥ ﹶﺘﺤﺎﺒﺎ ﻓﻲ ﺍ ِ
ﻼﹺ
ﺠ ﺩ ،ﻭ ﺭﺠ ﹶ
ﻕ ﻓﻲ ﺍ ﹾﻟ ﻤﺴﺎ ﹺ
ﻤ ﻌﻠﱠ ﹲ
ﺨﻔﹶﻰ
ﻕ َﺃ ﹾ
ﺠﻤﺎ ٍل ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ِﺇﻨﱢﻰ َﺃﺨﹶﺎﻑﹸ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ .ﻭ ﺭﺠٌ ل ﹶﺘﺼﺩ ﹶ
ﺏ ﻭ
ﺼ ﹴ
ﻁ ﹶﻠﺒ ﹾﺘﻪ ﺍ ﻤﺭَﺃ ﹲﺓ ﺫﹶﺍﺕﹸ ﻤ ﹾﻨ
ﹶ
ﻋ ﻴﻨﹶﺎ ﻩ.
ﺕ
ﺸﻤﺎﻟﹸﻪ ﻤﺎ ﺘﹸ ﹾﻨ ﻔﻕﹸ ﻴﻤﻴﻨﹸﻪ ، ﻭ ﺭﺠٌ ل ﹶﺫ ﹶﻜﺭ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺨﹶﺎ ِﻟﻴﺎ ﹶﻓﻔﹶﺎﻀ ﹾ
ﺤﺘﱠﻰ ﹶﻻ ﹶﺘ ﻌ ﹶﻠﻡ
ﻓﻌﺩل ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﺩﻟﻴل ﺼﻼﺤﻪ ﻭﻅﻠﻤﻪ ﺩﻟﻴل ﻓﺴﺎﺩﻩ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺤﺫﺭﻨﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻨﻪ
ﺤﺴﺒﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺤﺫﺭ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻭﻻﺓ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ " :ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘ
ﺨﺹ ﻓﻴ ﻪ ﺍ ﹾﻟ َﺄﺒﺼﺎ ﺭ )(٤٢
ﺸﹶ
ﻥ ِﺇﻨﱠﻤﺎ ﻴ َﺅﺨﱢ ﺭ ﻫ ﻡ ِﻟ ﻴ ﻭ ﹴﻡ ﹶﺘ ﹾ
ﻋﻤﺎ ﻴ ﻌ ﻤلُ ﺍﻟﻅﱠﺎ ِﻟﻤﻭ
ﻏﹶﺎ ﻓﻠﹰﺎ
ﺴ ﹺﻬ ﻡ ﻟﹶﺎ ﻴ ﺭﺘﹶﺩِ ﺇ ﹶﻟ ﻴ ﹺﻬ ﻡ ﻁﹶﺭﻓﹸﻬﻡ ﻭَﺃ ﹾﻓ ِﺌ ﺩﺘﹸﻬ ﻡ ﻫﻭﺍ ﺀ ) (٤٣ﻭَﺃ ﹾﻨ ﺫ ﹺﺭ
ﻥ ﻤ ﹾﻘ ﻨﻌﻲ ﺭﺀﻭ
ﻁﻌﻴ
ﻤ ﻬ
٤٣
ﺏ
ﺠ
ﻅﹶﻠﻤﻭﺍ ﺭ ﺒﻨﹶﺎ َﺃﺨﱢ ﺭﻨﹶﺎ ِﺇﻟﹶﻰ َﺃﺠلٍ ﹶﻗﺭﹺﻴﺏﹴ ﻨﹸ ﹺ
ﻥ ﹶ
ﺏ ﹶﻓ ﻴﻘﹸﻭلُ ﺍﻟﱠﺫﻴ
ﺱ ﻴ ﻭ ﻡ ﻴ ْﺄﺘﻴ ﹺﻬﻡ ﺍ ﹾﻟ ﻌﺫﹶﺍ
ﺍﻟﻨﱠﺎ
ﻥ ﺯﻭﺍ ٍل )(٤٤
ﻥ ﹶﻗ ﺒلُ ﻤﺎ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﻤ
ﺴلَ َﺃﻭ ﹶﻟ ﻡ ﹶﺘﻜﹸﻭﻨﹸﻭﺍ ﺃَﻗﹾﺴﻤﺘﹸﻡ ﻤ
ﻙ ﻭ ﹶﻨﺘﱠ ﹺﺒ ﹺﻊ ﺍﻟﺭ
ﻋ ﻭ ﹶﺘ
ﺩ
ﻀ ﺭ ﺒﻨﹶﺎ
ﻑ ﹶﻓﻌ ﹾﻠﻨﹶﺎ ﹺﺒ ﹺﻬ ﻡ ﻭ
ﻥ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﹶﻜ ﻴ ﹶ
ﻅﹶﻠﻤﻭﺍ ﺃَﻨﹾﻔﹸﺴﻬﻡ ﻭ ﹶﺘ ﺒﻴ
ﻥ ﹶ
ﻥ ﺍﻟﱠﺫﻴ
ﺴ ﹶﻜ ﹾﻨﺘﹸ ﻡ ﻓﻲ ﻤﺴﺎ ﻜ ﹺ
ﻭ
ﻥ ﻜﹶﺎﻥ ﻤﻜﹾ ﺭﻫﻡ ﻟِ ﹶﺘﺯﻭ َل
ﻋ ﹾﻨ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻤﻜﹾ ﺭﻫﻡ ﻭِﺇ
ﻟﹶﻜﹸﻡ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ﻤﺜﹶﺎ َل ) (٤٥ﻭ ﹶﻗ ﺩ ﻤ ﹶﻜﺭﻭﺍ ﻤ ﹾﻜ ﺭﻫ ﻡ ﻭ
ﻋﺯﹺﻴ ﺯ ﺫﹸﻭ ﺍ ﹾﻨﺘﻘﹶﺎ ﹴﻡ
ﺴ ﹶﻠ ﻪ ِﺇﻥ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ
ﻋ ﺩ ﻩ ﺭ
ﻑ ﻭ
ﺨ ﻠ ﹶ
ﺤﺴﺒﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻤ ﹾ
ﺠﺒﺎ ُل ) (٤٦ﹶﻓﻠﹶﺎ ﹶﺘ
ﻤ ﹾﻨﻪ ﺍ ﹾﻟ ﹺ
ﺤ ﺩ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻘﻬﺎ ﹺﺭ
ﻏ ﻴﺭ ﺍﻟﹾﺄَﺭﺽﹺ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕﹸ ﻭ ﺒ ﺭﺯﻭﺍ ِﻟﻠﱠ ﻪ ﺍ ﹾﻟﻭﺍ
ﺽ ﹶ
) (٤٧ﻴ ﻭ ﻡ ﺘﹸ ﺒﺩلُ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ﺭ
ﻥ
ﻁﺭﺍ ﹴ
ﻥ ﹶﻗ
ﺴﺭﺍﺒﹺﻴﻠﹸﻬ ﻡ ﻤ
ﺼﻔﹶﺎ ﺩ ) (٤٩
ﻥ ﻓﻲ ﺍ ﹾﻟﺄَ
ﻥ ﻴ ﻭ ﻤ ِﺌ ﺫ ﻤﻘﹶ ﺭﻨﻴ
ﺠ ﹺﺭﻤﻴ
) (٤٨ﻭ ﹶﺘﺭﻯ ﺍ ﹾﻟﻤ
ﺴﺭﹺﻴﻊ
ﺕ ِﺇﻥ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ
ﻱ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﻜﹸلﱠ ﹶﻨ ﹾﻔﺱﹴ ﻤﺎ ﹶﻜﺴﺒ ﹾ
ﺠ ﹺﺯ
ﻭ ﹶﺘ ﹾﻐﺸﹶﻰ ﻭﺠﻭ ﻫ ﻬ ﻡ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﺭ )ِ (٥٠ﻟ ﻴ
ﺤ ﺩ ﻭ ِﻟ ﻴﺫﱠﻜﱠ ﺭ
ﺱ ﻭ ِﻟﻴ ﹾﻨ ﹶﺫﺭﻭﺍ ﹺﺒ ﻪ ﻭ ِﻟ ﻴ ﻌ ﹶﻠﻤﻭﺍ َﺃﻨﱠﻤﺎ ﻫ ﻭ ِﺇ ﹶﻟ ﻪ ﻭﺍ
ﻍ ﻟِﻠﻨﱠﺎ ﹺ
ﺏ ) (٥١ﻫﺫﹶﺍ ﺒﻠﹶﺎ ﹲ
ﺤﺴﺎ ﹺ
ﺍ ﹾﻟ
ﺏ ) (٥٢
ﺃُﻭﻟﹸﻭ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ﹾﻟﺒﺎ ﹺ
ﻅ ﹾﻠ ﻡ ،
ﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﹶﺎ َل :ﺍ ﱠﺘﻘﹸﻭﺍ ﺍﻟ ﱡ
ﷲ َ ،ﺃﻥ ﺍﻟ ﱠﻨﺒﹺ
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍ ِ
ﻥ ﺠﺎ ﹺﺒ ﹺﺭ ﺒﻥﹺ
ﻋ
ﻭ
ﻥ ﻜﹶﺎﻥ ﹶﻗ ﺒ ﹶﻠﻜﹸ ﻡ
ﺸﺢَ ﺃ ﻫ ﹶﻠﻙ ﻤ
ﺸﺢ ، ﹶﻓﺈِﻥ ﺍﻟ ﱡ
ﹶﻓﺈِﻥ ﺍﻟﻅﱡ ﹾﻠ ﻡ ﻅﹸﻠﹸﻤﺎﺕﹲ ﻴ ﻭ ﻡ ﺍ ﹾﻟ ﻘﻴﺎ ﻤ ﺔ ،ﻭﺍ ﱠﺘﻘﹸﻭﺍ ﺍﻟ ﱡ
ﺭ ﻤﻬ ﻡ .
ﺤﻠﱡﻭﺍ ﻤﺤﺎ ﹺ
ﺴ ﹶﺘ
ﺴ ﹶﻔﻜﹸﻭﺍ ﺩﻤﺎ ﺀﻫ ﻡ ،ﻭﺍ
ﻥ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ
ﺤ ﻤ ﹶﻠﻬ ﻡ
،
ﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،
ﻥ ﺍﻟ ﱠﻨﺒﹺ
ﻋﹺ
ﻥ َﺃﺒﹺﻲ ﹶﺫﺭ؛
ﻋ
ﺨ ﻭ ﹶﻻﻨﻲ ،
ﺱ ﺍ ﹾﻟ ﹶ
ﻥ َﺃﺒﹺﻲ ِﺇ ﺩﺭﹺﻴ
ﻋ
ﻭ
ﻅ ﹾﻠ ﻡ
ﺤﺭ ﻤﺕﹸ ﺍﻟ ﱡ
ﻋﺒﺎﺩﻱ ِ ،ﺇﻨﱢﻲ
ﷲ ﹶﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﹶﺘﻌﺎﻟﹶﻰ َ ،ﺃﻨﱠﻪ ﻗﹶﺎ َل :ﻴﺎ
ﻥ ﺍ ِ
ﻋﹺ
ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﻯ
ﻋﺒﺎ ﺩﻱ ،ﻜﹸﻠﱡﻜﹸ ﻡ ﻀﺎ ﱞل ِﺇﻻﱠ
ﻼ ﹶﺘﻅﹶﺎ ﹶﻟﻤﻭﺍ ﻴﺎ
ﺠ ﻌ ﹾﻠﺘﹸﻪ ﺒ ﻴﻨﹶﻜﹸ ﻡ ﻤﺤ ﺭﻤﺎ ،ﹶﻓ ﹶ
ﻋﻠﹶﻰ ﹶﻨ ﹾﻔﺴﻲ ،ﻭ
ﻥ ﺃَﻁﹾﻌﻤﺘﹸﻪ،
ﻋﺒﺎﺩﻱ ،ﻜﹸﻠﱡﻜﹸ ﻡ ﺠﺎ ِﺌ ﻊ ِﺇﻻﱠ ﻤ
ﺴ ﹶﺘ ﻬﺩﻭﻨﻲ ﺃَﻫﺩﻜﹸﻡ ، ﻴﺎ
ﻥ ﻫ ﺩ ﻴﺘﹸﻪ ، ﻓﹶﺎ
ﻤ
ﺴ ﹶﺘ ﹾﻜﺴﻭﻨﻲ
ﻥ ﹶﻜﺴ ﻭﺘﹸﻪ ، ﻓﹶﺎ
ﻋﺒﺎﺩﻱ ،ﻜﹸﻠﱡﻜﹸ ﻡ ﻋﺎ ﹴﺭ ِﺇﻻﱠ ﻤ
ﻁﻌﻤﻭﻨﻲ ﺃُﻁﹾﻌﻤﻜﹸﻡ ، ﻴﺎ
ﺴ ﹶﺘ ﹾ
ﻓﹶﺎ
ﺠﻤﻴﻌﺎ ،
ﺏ
ﻏﻔﺭ ﺍﻟ ﱡﺫﻨﹸﻭ
ﻥ ﺒﹺﺎﻟﻠﱠ ﻴ ِل ﻭﺍﻟﻨﱠﻬﺎ ﹺﺭ ،ﻭَﺃﻨﹶﺎ َﺃ ﹾ
ﻁﺌُﻭ
ﺨ
ﻋﺒﺎﺩﻱ ِ ،ﺇﻨﱠﻜﹸﻡ ﺘﹸ ﹾ
ﺃَﻜﹾﺴﻜﹸﻡ ، ﻴﺎ
ﻥ
ﻀﺭﻱ ﹶﻓ ﹶﺘﻀﺭﻭﻨﻲ ،ﻭ ﹶﻟ
ﻥ ﹶﺘ ﺒﻠﹸﻐﹸﻭﺍ
ﻋﺒﺎﺩﻱ ِ ،ﺇﻨﱠﻜﹸﻡ ﹶﻟ
ﺴ ﹶﺘ ﹾﻐﻔﺭﻭﻨﻲ ﺃَﻏﹾﻔﺭ ﻟﹶﻜﹸﻡ ، ﻴﺎ
ﻓﹶﺎ
ﺠﻨﱠﻜﹸ ﻡ ،
ﺴﻜﹸ ﻡ ﻭ ﹺ
ﺨ ﺭﻜﹸ ﻡ ،ﻭِﺇ ﹾﻨ
ﻋﺒﺎﺩﻱ ،ﹶﻟ ﻭ َﺃﻥَ ﺃﻭ ﹶﻟﻜﹸ ﻡ ﻭﺁ
ﹶﺘ ﺒﻠﹸﻐﹸﻭﺍ ﹶﻨ ﹾﻔﻌﻲ ﹶﻓ ﹶﺘ ﹾﻨ ﹶﻔﻌﻭﻨﻲ ،ﻴﺎ
ﻋﺒﺎﺩﻱ
ﺸ ﻴﺌًﺎ ،ﻴﺎ
ﺤ ﺩ ﻤﻨﹾﻜﹸﻡ ، ﻤﺎ ﺯﺍ ﺩ ﹶﺫﻟِﻙ ﻓﻲ ﻤ ﹾﻠﻜﻲ ﹶ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ ﹾﺘﻘﹶﻰ ﹶﻗ ﹾﻠﺏﹺ ﺭﺠٍ ل ﻭﺍ
ﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ
ﺤ ﺩ ،
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ ﹾﻓﺠ ﹺﺭ ﹶﻗ ﹾﻠﺏﹺ ﺭﺠٍ ل ﻭﺍ
ﺠﻨﱠﻜﹸ ﻡ ،ﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ
ﺴﻜﹸ ﻡ ﻭ ﹺ
ﺨ ﺭﻜﹸ ﻡ ،ﻭِﺇ ﹾﻨ
،ﹶﻟ ﻭ َﺃﻥَ ﺃﻭ ﹶﻟﻜﹸ ﻡ ﻭﺁ
٤٤
ﺴﻜﹸ ﻡ
ﺨ ﺭﻜﹸ ﻡ ،ﻭِﺇ ﹾﻨ
ﻋﺒﺎﺩﻱ ،ﹶﻟ ﻭ َﺃﻥَ ﺃﻭ ﹶﻟﻜﹸ ﻡ ﻭﺁ
ﺸ ﻴﺌًﺎ ،ﻴﺎ
ﻥ ﻤ ﹾﻠﻜﻲ ﹶ
ﻤﺎ ﹶﻨ ﹶﻘﺹ ﹶﺫﻟِﻙ ﻤ
ﺴَﺄ ﹶﻟ ﹶﺘﻪ ، ﻤﺎ
ﻥ ﻤ
ﻁ ﻴﺕﹸ ﻜﹸلﱠ ِﺇ ﹾﻨﺴﺎ ﹴ
ﻋﹶ
ﺤ ﺩ ﹶﻓﺴَ ﺄﻟﹸﻭﻨﻲ ،ﹶﻓ َﺄ
ﺼﻌﻴ ﺩ ﻭﺍ
ﺠﻨﱠﻜﹸ ﻡ ،ﻗﹶﺎﻤﻭﺍ ﻓﻲ
ﻭ ﹺ
ﻋﺒﺎﺩﻱ ،
ﺨ َل ﺍﻟﹾﺒﺤﺭ ، ﻴﺎ
ﻋ ﹾﻨﺩﻱ ِ ،ﺇﻻﱠ ﹶﻜﻤﺎ ﻴ ﹾﻨﻘﹸﺹ ﺍﻟﹾﻤﺨﹾﻴﻁﹸ ِﺇﺫﹶﺍ ﺃُ ﺩ
ﹶﻨ ﹶﻘﺹ ﹶﺫﻟِﻙ ﻤﻤﺎ
ﷲ
ﺤ ﻤ ﺩ ﺍ َ
ﺨ ﻴﺭﺍ ،ﹶﻓ ﹾﻠ ﻴ
ﺠ ﺩ ﹶ
ﻥ ﻭ
ﺤﺼﻴﻬﺎ ﻟﹶﻜﹸﻡ ، ﺜﹸﻡ ﺃُ ﻭﻓﱢﻴﻜﹸ ﻡ ِﺇﻴﺎﻫﺎ ،ﹶﻓﻤ
ﻲ ﺃَﻋﻤﺎﻟﹸﻜﹸﻡ ﺃُ
ِﺇﻨﱠﻤﺎ ﻫ
ﻥ ِﺇﻻﱠ ﹶﻨ ﹾﻔﺴﻪ .
ﻼ ﻴﻠﹸﻭ ﻤ
ﻏ ﻴﺭ ﹶﺫﻟِﻙ ، ﹶﻓ ﹶ
ﺠ ﺩ ﹶ
ﻥ ﻭ
،ﻭ ﻤ
ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺃﻤﺎﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل " :ﺼﻨﻔﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺘﻲ ﻟﻥ
ﺘﻨﺎﻟﻬﻤﺎ ﺸﻔﺎﻋﺘﻲ ،ﺇﻤﺎﻡ ﻅﻠﻭﻡ ﻏﺸﻭﻡ ،ﻭﻜل ﻏﺎل ﻤﺎﺭﻕ "
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ :
ﻕ
ﺨﹶﻠ ﹶ
ﻋ ﹾﻨﻪَ ﺃﻨﱠﻪ ﻗﹶﺎ َل :ﺇﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﺘﻌﺎﻟﹶﻰ ﹶﻟﻤﺎ ﹶ
ﻲ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﻀ
ﺴﻠﹶﺎ ﹴﻡ ﺭ
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺒﻥﹺ
ﻥ
ﻋ
ﻭ
ﻥ
ﺴ ﻬ ﻡ ﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻴﺎ ﺭﺏ ﻤ ﻊ ﻤ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ ﹾﻗﺩﺍ ﻤ ﹺﻬ ﻡ ﺭ ﹶﻓﻌﻭﺍ ﺭﺀﻭ
ﺴ ﹶﺘ ﻭﻭﺍ
ﺍﻟﹾﺨﹶﻠﹾﻕﹶ ﻭﺍ
ﺤﻘﱡﻪ.
ﺤﺘﱠﻰ ﻴﺅَﺩﻯ ﺇ ﹶﻟ ﻴ ﻪ
ﻅﻠﹸﻭ ﹺﻡ
ﺕ ؟ ﹶﻗﺎ َل ﻤ ﻊ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ﹾ
َﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﻁ ﻴﺎ
ﺼﺭﺍ ﹶ
ﻥ ﻭﺭﺍ ﺀ ﺍﻟﹾﺠﹺﺴﺭﹺ ﻴ ﻌﻨﻲ ﺍﻟ
ﺏ ﻓﻲ ﺍﻟ ﱠﺘﻭﺭﺍﺓ : ﻴﻨﹶﺎﺩﻱ ﻤﻨﹶﺎ ﺩ ﻤ
ﻭﻗﻴ َل ﻤ ﹾﻜﺘﹸﻭ
ﺸ ﻘﻴﺎ ﺀ ،ﺇﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴﺤﻠﻑﹸ ﹺﺒ ﻌﺯ ﺘ ﻪ
ﻥ ﺍ ﹾﻟَﺄ ﹾ
ﺸ ﺭ ﺍ ﹾﻟﻤ ﹾﺘ ﺭﻓﻴ
ﻁﻐﹶﺎﺓ ، ﻭﻴﺎ ﻤ ﻌ ﹶ
ﺠﺒﺎ ﹺﺒ ﺭ ﺓ ﺍﻟ ﱡ
ﺸ ﺭ ﺍ ﹾﻟ
ﻤ ﻌ ﹶ
ﻥ ﻟﹶﺎ ﻴﺠﺎ ﹺﻭ ﺯ ﻫﺫﹶﺍ ﺍﻟﹾﺠﹺﺴﺭ ﺍﻟﹾﻴﻭﻡ ﻅﹸ ﹾﻠ ﻡ ﻅﹶﺎﻟِﻡﹴ .
َﺃ
ﺸﻴ ﺩﻩ
ﺼﺭﺍ ﻭ ﹶ
ﺠﺒﺎ ﹺﺒ ﺭ ﺓ ﹶﻗ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ
ﺠﺒﺎ ﺭ ﻤ
ﻋ ﹾﻨﻪ : ﺒﻨﹶﻰ
ﻲ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﻀ
ﺏ ﺒﻥﹺ ﻤ ﹶﻨﺒ ﻪ ﺭ
ﻥ ﻭ ﻫ ﹺ
ﻋ
ﻭ
ﺠﺒﺎﺭ ﻴ ﻭﻤﺎ
ﺸ ﻴﺌًﺎ ﹶﺘ ْﺄﻭﹺﻱ ﺇ ﹶﻟ ﻴ ﻪ ،ﹶﻓﺭﻜﺏ ﺍ ﹾﻟ
ﺕ ﺇﻟﹶﻰ ﺠﺎ ﻨ ﹺﺒ ﻪ ﹶ
ﻋﺠﻭ ﺯ ﹶﻓﻘﻴ ﺭ ﹲﺓ ﹶﻓﺒ ﹶﻨ ﹾ
ﺕ
ﹶﻓﺠﺎﺀ ﹾ
ﻥ ﻫﺫﹶﺍ ؟ ﹶﻓﻘﻴ َل :ﻟِﺎ ﻤ ﺭَﺃ ﺓ ﹶﻓﻘﻴ ﺭ ﺓ ﹶﺘ ْﺄﻭﹺﻱ
ﺤ ﻭ َل ﺍﻟﹾﻘﹶﺼﺭﹺ ﹶﻓﺭﺃَﻯ ﹺﺒﻨﹶﺎ ﺀﻫﺎ ،ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ِﻟ ﻤ
ﻑ
ﻭﻁﹶﺎ ﹶ
ﻥ ﻫ ﺩ ﻤﻪ ؟
ﺕ :ﻤ
ﺕ ﺍ ﹾﻟ ﻌﺠﻭ ﺯ ﹶﻓﺭَﺃ ﹾﺘﻪ ﻤ ﻬﺩﻭﻤﺎ ،ﹶﻓﻘﹶﺎ ﹶﻟ ﹾ
ﺇ ﹶﻟ ﻴ ﻪ ﹶﻓَﺄﻤﺭ ﹺﺒ ﻬ ﺩ ﻤ ﻪ ﹶﻓﻬﺩﻡ ﹶﻓﺠﺎﺀ ﹾ
ﺕ ﻴﺎ ﺭﺏ
ﺴﻬﺎ ﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎ ﺀ ﻭﻗﹶﺎﹶﻟ ﹾ
ﺕ ﺍ ﹾﻟ ﻌﺠﻭ ﺯ ﺭ ْﺃ
ﹶﻓﻘﻴ َل ﹶﻟﻬﺎ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ﻠﻙ ﺭﺁﻩ ﹶﻓﻬﺩﻤﻪ ، ﹶﻓﺭ ﹶﻓﻌ ﹾ
ﺏ
ﻥ ﻴ ﹾﻘﻠ
ﺠ ﺒﺭﹺﻴ َل َﺃ
ﺠلﱠ ﹺ
ﻋﺯ ﻭ
ﺕ َﺃ ﻴﻥ ﻜﹸﻨﹾﺕ ؟ ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓ َﺄﻤﺭ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﻀ ﺭ ﹰﺓ ﹶﻓ َﺄ ﹾﻨ ﹶ
ﻥ ﺤﺎ
َﺃﻨﹶﺎ ﹶﻟ ﻡ َﺃﻜﹸ
٤٥
ﻥ ﻓﻴ ﻪ ﹶﻓ ﹶﻘ ﹶﻠﺒﻪ.
ﻋﻠﹶﻰ ﻤ
ﺍﻟﹾﻘﹶﺼﺭ
ﺏ
ﺤ ﻤﻪ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﹶﺘﻌﺎﻟﹶﻰ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل :ﺇﻨﱢﻲ ﺃَﺨﻴﻁﹸ ﺜﻴﺎ
ﻥ ﺍﻟﺜﱠ ﻭ ﹺﺭﻱ ﺭ
ﺴ ﹾﻔﻴﺎ
ﻁ ﺇﻟﹶﻰ
ﺨﻴﺎ ﹲ
ﻭﺠﺎ ﺀ ﹶ
ﻅ ﹶﻠ ﻤ ﺔ
ﻥ ﺍﻟ ﱠ
ﺕ ﻤ
ﻥ :ﺒ ْل َﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﺴ ﹾﻔﻴﺎ
ﻥ َﺃﻋﻭﺍﻥﹺ ﺍﻟﻅﱠ ﹶﻠ ﻤ ﺔ ؟ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﹶﻟﻪ
ﻥ َﺃ ﹶﻓ ﹶﺘﺭﺍﻨﻲ ﻤ
ﺴ ﹾﻠﻁﹶﺎ ﹺ
ﺍﻟ
ﺨﻴﻭﻁﹶ .
ﻥ ﻴﺒﹺﻴﻊ ﻤﻨﹾﻙ ﺍ ﹾﻟ ِﺈ ﺒ ﺭ ﹶﺓ ﻭﺍﻟﹾ ﹸ
ﻅ ﹶﻠ ﻤ ﺔ ﻤ
ﻋﻭﺍﻥ ﺍﻟ ﱠ
ﻥ ﺃَ
ﺃَﻨﹾﻔﹸﺴﻬﹺﻡ ، ﻭ ﹶﻟ ﻜ
ﻥ ﺭﺁﻨﻲ ﹶﻓﻠﹶﺎ
ﻑ ﻭﻫ ﻭ ﻴﻨﹶﺎﺩﻱ ﻤ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻜ ﺘ
ﻉ ﺍ ﹾﻟ ﻴ ﺩ ﻤ
ﻀﻬﻡ : ﺭَﺃﻴﺕ ﺭﺠﻠﹰﺎ ﻤ ﹾﻘﻁﹸﻭ
ﻭﻗﹶﺎ َل ﺒﻌ
ﻅ ﻠ ﻤﻥَ ﺃﺤﺩﺍ ،ﹶﻓ ﹶﺘ ﹶﻘﺩﻤﺕ ﺇ ﹶﻟ ﻴ ﻪ ﻭﻗﹸﻠﹾﺕ ﹶﻟﻪ : ﻴﺎ َﺃﺨﻲ ﻤﺎ ﻗﺼﺘﹸﻙ ؟ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﻴﺎ َﺃﺨﻲ ﻗﺼﺘﻲ
ﻴ ﹾ
ﺼﻴﺎﺩﺍ ﹶﻗ ﺩ ﺍﺼﻁﹶﺎﺩ
ﻅﹶﻠ ﻤ ﺔ ،ﹶﻓﺭَﺃﻴﺕ ﻴ ﻭﻤﺎ
ﻋﻭﺍﻥﹺ ﺍﻟ ﱠ
ﻥ ﺃَ
ﻙ َﺃﻨﱢﻲ ﻜﹸﻨﹾﺕ ﻤ
ﻋﺠﹺﻴ ﺒ ﹲﺔ ،ﻭ ﹶﺫ ِﻟ
ﺴ ﻤ ﹶﻜ ﹶﺔ ،ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﻟﹶﺎ
ﻋﻁﻨﻲ ﻫ ﺫ ﻩ ﺍﻟ
ﻋﺠﺒ ﹾﺘﻨﻲ ،ﹶﻓﺠﹺﺌْﺕ ﺇ ﹶﻟ ﻴ ﻪ ﹶﻓﻘﹸﻠﹾﺕ َ :ﺃ
ﺴ ﻤ ﹶﻜ ﹰﺔ ﹶﻜﺒﹺﻴ ﺭ ﹰﺓ ﹶﻓ َﺄ
ﻀﻴﺕ ﹺﺒﻬﺎ
ﺨﺫﹾﺘﻬﺎ ﻤ ﹾﻨﻪ ﹶﻗ ﻬﺭﺍ ﻭ ﻤ
ﻀ ﺭﺒﺘﻪ ﻭَﺃ ﹶ
ُﺃﻋﻁﻴﻜﹶﻬﺎ َﺃﻨﹶﺎ ﺁﺨﹸﺫﹸ ﹺﺒ ﹶﺜﻤﻨﻬﺎ ﻗﹸﻭﺘﹰﺎ ِﻟ ﻌﻴﺎﻟِﻲ ،ﹶﻓ
ﻋﻀ ﹰﺔ ﹶﻗﻭﹺﻴﺔﹰ ﹶﻓ ﹶﻠﻤﺎ
ﻋﻠﹶﻰ ﺇ ﺒﻬﺎﻤﻲ
ﺕ
ﻋﻀ ﹾ
ﺵ ﹺﺒﻬﺎ ﺤﺎ ﻤ ﹶﻠﻬﺎ ﺇﺫﹾ
،ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﺒ ﻴ ﹶﻨﻤﺎ َﺃﻨﹶﺎ ﻤﺎ ﹴ
ﺸﺩﻴﺩﺍ
ﻋﹶﻠﻲ ﺇ ﺒﻬﺎﻤﻲ ﻭﺁ ﹶﻟ ﻤ ﹾﺘﻨﻲ َﺃ ﹶﻟﻤﺎ ﹶ
ﺕ
ﻀ ﺭ ﺒ ﹾ
ﻥ ﻴﺩﻱ
ﺠﺌْﺕ ﹺﺒﻬﺎ ﺇﻟﹶﻰ ﺒ ﻴﺘﻲ ﻭَﺃ ﹾﻟ ﹶﻘﻴﺘﻬﺎ ﻤ
ﹺ
ﺸ ﹶﻜﻭﺕ
ﺏ ﻭ ﹶ
ﺕ ﻴﺩﻱ ﹶﻓﹶﻠﻤﺎ ﺃَﺼﺒﺤﺕ َﺃ ﹶﺘﻴﺕ ﺍﻟﻁﱠﺒﹺﻴ
ﺠ ﹺﻊ ﻭ ﻭ ﹺﺭ ﻤ ﹾ
ﺸﺩ ﺓ ﺍ ﹾﻟ ﻭ
ﻥ
ﺤﺘﱠﻰ ﹶﻟ ﻡ َﺃ ﹶﻨ ﻡ ﻤ
ﻁﻌﺕ ﺇ ﺒﻬﺎﻤﻲ ﺜﹸﻡ
ﺕ ﻴﺩﻙ ﹸﻜﱡﻠﻬﺎ ﹶﻓ ﹶﻘ ﹶ
ﺇ ﹶﻟ ﻴ ﻪ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ﹶﻟ ﻡ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل :ﻫ ﺫ ﻩ ﺒ ﺩﻭَ ﺃ ﹶﻜﹶﻠﺔ ﺍﻗﹾﻁﹶﻌﻬﺎ ﻭِﺇﻟﱠﺎ ﹶﺘﻠ ﹶﻔ ﹾ
ﻁ ﻊ ﹶﻜﻔﱠﻙ
ﺸﺩ ﺓ ﺍ ﹾﻟَﺄ ﹶﻟ ﹺﻡ ،ﹶﻓﻘﻴ َل ﻟِﻲ ﺍﻗﹾ ﹶ
ﻥ
ﻕ ﺍﻟ ﱠﻨ ﻭ ﻡ ﻭﻟﹶﺎ ﺍﻟﹾ ﹶﻘﺭﺍ ﺭ ﻤ
ﺕ ﻴﺩﻱ ﹶﻓ ﹶﻠ ﻡ ُﺃﻁ ﹾ
ﻀ ﺭ ﺒ ﹾ
ﻕ ﺍﻟ ﱠﻨ ﻭ ﻡ ﻭﻟﹶﺎ
ﺸﺩﻴﺩﺍ ﻭ ﹶﻟ ﻡ ُﺃﻁ ﹾ
ﻋ ﺩ ﻭﺁﹶﻟ ﻤﻨﻲ َﺃﹶﻟﻤﺎ ﹶ
ﺸ ﺭ ﺍ ﹾﻟَﺄ ﹶﻟ ﻡ ﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﺴﺎ
ﻁﻌﺘﻬﺎ ﻭﺍ ﹾﻨ ﹶﺘ ﹶ
ﹶﻓ ﹶﻘ ﹶ
ﺸﺭ
ﻥ ﺍﻟﹾﻤﺭﻓﹶﻕ ﻓﹶﺎ ﹾﻨ ﹶﺘ ﹶ
ﺸﺩ ﺓ ﺍ ﹾﻟَﺄ ﹶﻟ ﹺﻡ ،ﹶﻓﻘﻴ َل ﻟِﻲ :ﺍﻗﹾﻁﹶﻌﻬﺎ ﻤ
ﻥ
ﺙ ﻤ
ﺴﺘﹶﻐﻴ ﹸ
ﺠ ﻌﻠﹾﺕ َﺃ
ﺍ ﹾﻟ ﹶﻘﺭﺍ ﺭ ﻭ
ﻥ
ﻁ ﻊ ﻴﺩﻙ ﻤ
ﻥ \ﺍ ﹾﻟ َﺄ ﹶﻟ ﹺﻡ ﹶﻓﻘﻴ َل ﻟِﻲ :ﺍﻗﹾ ﹶ
ﺸﺩ ﻤ
ﻋﻀﺩﻱ َﺃ ﹶ
ﻋﹶﻠﻲ
ﺕ
ﻀ ﺭ ﺒ ﹾ
ﺍ ﹾﻟَﺄ ﹶﻟ ﻡ ﺇﻟﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ ﻌﻀ ﺩ ﻭ
ﺴ ﺒﺏ
ﺱ :ﻤﺎ
ﻁﻌﺘﻬﺎ ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﻟِﻲ ﺒ ﻌﺽ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺ
ﺴﺩﻙ ﻜﹸﻠﱢ ﻪ ﹶﻓ ﹶﻘ ﹶ
ﺠ
ﺴﺭﻯ ﺇﻟﹶﻰ
ﹶﻜﺘﻔﻙ ﻭِﺇﻟﱠﺎ
ﻥ َﺃ ﻭ ِل ﻤﺎ َﺃﺼﺎﺒﻙ
ﺠﻌﺕ ﻤ
ﺴ ﻤ ﹶﻜ ﺔ ،ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﻟِﻲ :ﹶﻟ ﻭ ﻜﹸﻨﹾﺕ ﺭ
َﺃ ﹶﻟﻤﻙ ﹶﻓ ﹶﺫ ﹶﻜﺭﺕ ﹶﻟﻪ ﻗﺼ ﹶﺔ ﺍﻟ
ﻁﻌﺕ ﻴﺩﻙ ،ﻓﹶﺎﺫﹾﻫﺏ
ﺤ ﹶﻠﻠﹾﺕ ﻤ ﹾﻨﻪ ﻭﺍﺴﺘﹶﺭﻀﻴﺘﻪ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﻗ ﹶ
ﺴ ﹶﺘ
ﺴ ﻤ ﹶﻜ ﺔ ﻓﹶﺎ
ﺏ ﺍﻟ
ﺤ ﹺ
ﺍ ﹾﻟَﺄ ﹶﻟ ﻡ ﺇﻟﹶﻰ ﺼﺎ
ﻁﻠﹸ ﺒ ﻪ ﻓﻲ
ﺼ َل ﺍ ﹾﻟَﺄ ﹶﻟ ﻡ ﺇﻟﹶﻰ ﺒ ﺩﻨﻙ .ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓ ﹶﻠ ﻡ َﺃﺯْ ل َﺃ ﹾ
ﻥ ﻴ
ﻥ ﺇ ﹶﻟ ﻴ ﻪ ﻭﺍﻁﹾﻠﹸﺏ ﹺﺭﻀﺎﻩ ﹶﻗ ﺒ َل َﺃ
ﺍﻟﹾﺂ
ﺴَﺄ ﹾﻟﺘﹸﻙ
ﺴﻴﺩﻱ
ﺠ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ﺃُ ﹶﻗﺒﻠﹸ ﻬﻤﺎ ﻭَﺃ ﺒﻜﻲ ﻭﻗﹸﻠﹾﺕ :ﻴﺎ
ﻋﻠﹶﻰ ﹺﺭ
ﺠﺩﺘﻪ ﹶﻓﻭ ﹶﻗﻌﺕ
ﺤﺘﱠﻰ ﻭ
ﺍ ﹾﻟ ﺒ ﹶﻠ ﺩ
ﺨﺫﹾﺕ ﻤﻨﹾﻙ
ﺕ ؟ ﹶﻓﻘﹸﻠﹾﺕ َﺃﻨﹶﺎ ﺍﱠﻟﺫﻱ َﺃ ﹶ
ﻥ َﺃ ﹾﻨ ﹶ
ﻋﻨﱢﻲ ،ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﻟِﻲ :ﻭ ﻤ
ﻋ ﹶﻔﻭﺕ
ﹺﺒﺎﹶﻟﱠﻠ ﻪ ﺇﻟﱠﺎ ﻤﺎ
ﻥ ﺭﺁﻫﺎ ﺜﹸﻡ ﻗﹶﺎ َل :ﻴﺎ
ﺠﺭﻯ ﻭَﺃ ﺭﻴﺘﻪ ﻴﺩﻱ ﹶﻓﺒﻜﹶﻰ ﺤﻴ
ﺼﺒﺎ ،ﻭ ﹶﺫ ﹶﻜﺭﺕ ﹶﻟﻪ ﻤﺎ
ﻏ
ﺴ ﻤ ﹶﻜ ﹶﺔ ﹶ
ﺍﻟ
٤٦
ﻥ ﻫﺫﹶﺍ ﺍ ﹾﻟ ﺒﻠﹶﺎ ﺀ ،ﹶﻓﻘﹸﻠﹾﺕ ﹶﻟ ﻪ :ﹺﺒﺎﹶﻟﻠﱠ ﻪ ﻴﺎ
ﻙ ﻤ ﹾﻨﻬﺎ ِﻟﻤﺎ ﹶﻗ ﺩ ﺭَﺃﻴﺕ ﺒﹺﻙ ﻤ
َﺃﺨﻲ ﹶﻗ ﺩ ﺤﺎﹶﻟ ﹾﻠﺘﹸ
ﺨﺫﹾﺘﻬﺎ ﻤﻨﹾﻙ ؟ ﻗﹶﺎ َل :ﻨﹶﻌﻡ. ﻗﹸﻠﹾﺕ :ﺍﻟﱠﻠ ﻬ ﻡ ﻫﺫﹶﺍ
ﻋﹶﻠﻲ ﹶﻟﻤﺎ َﺃ ﹶ
ﻋﻭﺕ
ﺴﻴﺩﻱ ﻫ ْل ﻜﹸﻨﹾﺕ ﺩ
ﻅ ﹾﻠﻤﺎ ﹶﻓ َﺄﺭﹺﻨﻲ ﻓﻴ ﻪ ﻗﹸﺩ ﺭﺘﹶﻙ ،
ﺨ ﹶﺫ ﻤﻨﱢﻲ ﻤﺎ ﺭ ﺯ ﹾﻗ ﹶﺘﻨﻲ ﹸ
ﻀ ﻌﻔﻲ ﻭَﺃ ﹶ
ﻋﻠﹶﻰ
ﻋ ﹶﻠﻲ ﹺﺒﻘﹸﻭ ﺘ ﻪ
ﹶﺘ ﹶﻘﻭﻯ
ﻋﻤﺎ
ﺠلﱠ
ﻋﺯ ﻭ
ﺏ ﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﺴﻴﺩﻱ ﹶﻗ ﺩ َﺃﺭﺍﻙ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻗﹸﺩ ﺭﺘﹶﻪ ﻓﻲ ﻭَﺃﻨﹶﺎ ﺘﹶﺎﺌِ
ﹶﻓﻘﹸﻠﹾﺕ ﹶﻟﻪ : ﻴﺎ
ﻥ
ﻥ ﻤ
ﺏ ﻭﻟﹶﺎ ﺃَﻜﹸﻭ
ﻋﻠﹶﻰ ﺒﺎ ﹴ
ﻋﺩﺕ َﺃﻗﻑﹸ ﹶﻟﻬ ﻡ
ﻅﹶﻠ ﻤ ﺔ ﻭﻟﹶﺎ
ﺨ ﺩ ﻤ ﺔ ﺍﻟ ﱠ
ﻥ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ﻤ
ﻜﹸﻨﹾﺕ
ﺤﻴﺎ ﺇﻥ ﺸﹶﺎﺀ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﹶﺘﻌﺎﻟﹶﻰ .
ﻋﻭﺍ ﻨﻬﹺ ﻡ ﻤﺎ ﺩﻤﺕ
َﺃ
ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺘﺎﻫﻴﺔ:
ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﻓﻲ : ( ) :ﻋﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻗﺎل
ﺤﺩﺜﻨﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺠﻌﻔﺭ ﺒﻥ ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻥ ﺒﺭﻤﻙ ﻗﺎل ﻗﺎل ﺃﺒﻰ ﻷﺒﻴﻪ ﻴﺤﻴﻰ
ﺒﻥ ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻥ ﺒﺭﻤﻙ ﻭﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﻭﺍﻟﺤﺒﺱ ﻴﺎ ﺃﺒﺕ ﺒﻌﺩ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺍﻟﻨﻬﻰ ﻭﺍﻷﻤﻭﺍل
ﺍﻟﻌﻅﻴﻤﺔ ﺃﺼﺎﺭﻨﺎ ﺍﻟﺩﻫﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﻭﻟﺒﺱ ﺍﻟﺼﻭﻑ ﻭﺍﻟﺤﺒﺱ ﻗﺎل ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺃﺒﻭﻩ:
ﻋ ﹾﻨﻬﺎ ،ﺜﻡ
ﺠلﱠ
ﻋﺯ ﻭ
ﻋ ﹾﻨﻬﺎ ﻭ ﹶﻟ ﻡ ﻴﻐﹾﻔﹸلْ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﻏ ﹶﻔ ﹾﻠﻨﹶﺎ
ﺕ ﹺﺒ ﹶﻠ ﻴ ٍل ﹶ
ﺴ ﺭ ﹾ
ﻅﻠﹸﻭ ﹴﻡ
ﻋ ﻭﺓﹸ ﻤ ﹾ
ﻴﺎ ﺒ ﹶﻨﻲ ﺩ
ﺍﻨﺸﺄ ﻴﻘﻭل :
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
ﻥ َﺃﺒﹺﻲ ﻫ ﺭﻴﺭﺓﹶ ،ﻗﹶﺎ َل :ﻗﹶﺎ َل ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
ﻋ
ﷲ ﻴ ﻭ ﻡ ﺍ ﹾﻟ ﻘﻴﺎ ﻤ ﺔ ،ﻭ ﹶﻻ ﻴ ﹾﻨﻅﹸ ﺭ ِﺇ ﹶﻟ ﻴ ﹺﻬ ﻡ ،ﻭ ﹶﻻ ﻴ ﺯﻜﱢﻴ ﹺﻬ ﻡ ،
ﻼ ﹶﺜ ﹲﺔ ﹶﻻ ﻴ ﹶﻜﻠﱢ ﻤ ﻬ ﻡ ﺍ ُ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :ﹶﺜ ﹶ
ل ﻤﺴﺘﹶﻜﹾﺒﹺﺭ .
ﺏ ،ﻭﻋﺎ ِﺌ ٌ
ﻙ ﹶﻜﺫﱠﺍ
ﻥ ،ﻭ ﻤ ﻠ
ﺦ ﺯﺍ ﹴ
ﺸ ﻴ ﹲ
ﺏ َﺃﻟِﻴ ﻡ :ﹶ
ﻋﺫﹶﺍ
ﻭ ﹶﻟﻬ ﻡ
ﷲ
ﺴ ﻤ ﻌﺕﹸ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﻋ ﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻤﺭﺓﹶ ِﻟﻤﻌﺎ ﹺﻭ ﻴ ﹶﺔ ِ :ﺇﻨﱢﻲ
ﻥ ،ﻗﹶﺎ َل :ﻗﹶﺎ َل
ﺴﹺ
ﺤ
ﻥ َﺃﺒﹺﻲ ﺍ ﹾﻟ
ﻋ
ﺨﻠﱠ ﺔ
ﺠ ﺔ ،ﻭﺍ ﹾﻟ ﹶ
ﻥ ﹶﺫﻭﹺﻱ ﺍ ﹾﻟﺤﺎ
ﻥ ِﺇﻤﺎ ﹴﻡ ﻴ ﹾﻐ ﻠﻕﹸ ﺒﺎ ﺒﻪ ﺩﻭ
ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﹸﻭلُ :ﻤﺎ ﻤ
٤٧
ﺴ ﹶﻜ ﹶﻨﺘﻪ.
ﺠ ﺘ ﻪ ،ﻭﻤ
ﺨﻠﱠﺘﻪ ، ﻭﺤﺎ
ﻥ ﹶ
ﷲ َﺃ ﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎ ﺀ ﺩﻭ
ﻕﺍ ُ
ﻏ ﹶﻠ ﹶ
ﺴ ﹶﻜ ﹶﻨ ﺔ ِ ،ﺇﻻﱠ َﺃ ﹾ
،ﻭﺍ ﹾﻟ ﻤ
ﺱ
ﺞ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺ
ﺤﻭﺍ ِﺌ ﹺ
ﻋﻠﹶﻰ
ﻼ
ﹶﻓﺠﻌَ ل ﻤﻌﺎ ﹺﻭ ﻴﺔﹸ ﺭﺠ ﹰ
ﺴ ﻤ ﻌﺕﹸ َﺃﺒﺎ ُﺃﻤﺎ ﻤ ﹶﺔ
ﺏ ،ﻗﹶﺎ َل :
ﻥ َﺃﺒﹺﻲ ﻏﹶﺎﻟِ ﹴ
ﻋ
ﺼﻼﹶﺘﹸﻬ ﻡ ﺁﺫﹶﺍ ﹶﻨﻬﻡ
ﻼ ﹶﺜ ﹲﺔ ﹶﻻ ﹸﺘﺠﺎﻭﹺ ﺯ
ﻴﻘﹸﻭلُ :ﻗﹶﺎ َل ﺭﺴﻭ ُل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ،ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :ﹶﺜ ﹶ
ﻁ ﻭِﺇﻤﺎﻡ ﹶﻗ ﻭﻡﹴ ﻭﻫ ﻡ ﹶﻟﻪ
ﺨﹲ
ﻋ ﹶﻠ ﻴﻬﺎ ﺴﺎ
ﺕ ﻭ ﺯ ﻭﺠﻬﺎ
ﺠ ﻊ ﻭﺍ ﻤ ﺭَﺃ ﹲﺓ ﺒﺎ ﹶﺘ ﹾ
ﺤﺘﱠﻰ ﻴ ﺭ ﹺ
ﺍﻟﹾﻌﺒﺩ ﺍﻵﺒﹺﻕﹸ
ﻥ .
ﻜﹶﺎ ﹺﺭﻫﻭ
ﺕ
ﻀ ﻪ ﺍﱠﻟﺫﻱ ﻤﺎ ﹶ
ﷲ ﺒﻥ ﹺﺯﻴﺎ ﺩ ﻋﺎ ﺩ ﻤ ﻌ ﻘ َل ﺒﻥ ﻴﺴﺎ ﹴﺭ ﻓﻲ ﻤ ﺭ
ﻋ ﺒﻴ ﺩ ﺍ ِ
ﻥ َ ،ﺃﻥ
ﺴﹺ
ﺤ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ
ﻋﹺ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻥ ﺭﺴﻭ ِل ﺍ ِ
ﺴ ﻤ ﻌﺘﹸﻪ ﻤ
ﺤﺩﻴﺜﹰﺎ
ﻙ
ﻓﻴ ﻪ ،ﹶﻓ ﹶﻘﺎ َل ﹶﻟﻪ ﻤ ﻌ ﻘ ٌل ِ :ﺇﻨﱢﻲ ﻤﺤ ﺩ ﹸﺜ
ﷲ
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍﺴﺘﹶﺭﻋﺎﻩ ﺍ ُ
ﻥ
ﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﹸﻭلُ:ﻤﺎ ﻤ
ﺴ ﻤ ﻌﺕﹸ ﺍﻟ ﱠﻨﺒﹺ
ﻭﺴﻠﻡ ،
ﺠﻨﱠ ﺔ
ﺤ ﹶﺔ ﺍ ﹾﻟ
ﺠ ﺩ ﺭﺍ ِﺌ
ﺤ ﺔ ِ ،ﺇﻻﱠ ﹶﻟ ﻡ ﻴ ﹺ
ﻁﻬﺎ ﹺﺒ ﹶﻨﺼﻴ
ﻋﻴ ﹰﺔ ،ﹶﻓ ﹶﻠ ﻡ ﻴﺤ ﹾ
ﺭ
ﺸﻕﱠ
ﺸ ﻴﺌًﺎ ﹶﻓ ﹶ
ﻥ ﺍ ﻤ ﹺﺭ ﺍﹸﻤﺘﻲ ﹶ
ﻲ ﻤ
ﻥ ﻭ ِﻟ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ :ﺍﻟﱠﻠ ﻬ ﻡ ﻤ
ﻗﺎل ﺭﺴﻭ ِل ﺍ ِ
ﻕ ﹺﺒ ﻪ
ﻕ ﹺﺒ ﹺﻬ ﻡ ،ﻓﹶﺎ ﺭ ﹸﻓ ﹾ
ﺸ ﻴﺌًﺎ ﹶﻓﺭ ﹶﻓ ﹶ
ﻥ ﺍ ﻤ ﹺﺭ ﺍﹸﻤﺘﻲ ﹶ
ﻲ ﻤ
ﻥ ﻭِﻟ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ .ﻭ ﻤ
ﻕ
ﺸ ﹸﻘ ﹾ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﹺﻬ ﻡ ،ﻓﹶﺎ ﹾ
ﺴﻠﱠ ﻡِ " :ﺇﻥِ ﻟﻠﱠ ﻪ َﺃ ﹾﻗﻭﺍﻤﺎ
ﻋ ﹶﻠ ﻴ ﻪ ﻭ
ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﷲ
ﻥ ﻋ ﻤﺭ ،ﻗﹶﺎ َل :ﻗﹶﺎ َل ﺭﺴﻭ ُل ﺍ ِ
ﻥ ﺍ ﺒ ﹺ
ﻋﹺ
ﻋﻬﺎ
ﺍﺨﹾﺘﹶﺼﻬﻡ ﺒﹺﺎﻟﻨﱢ ﻌ ﹺﻡ ِﻟ ﻤﻨﹶﺎ ﻓ ﹺﻊ ﺍ ﹾﻟ ﻌﺒﺎﺩ ،ﻭﻴ ﻘﺭﻫﺎ ﻓﻴ ﹺﻬ ﻡ ﻤﺎ ﺒ ﹶﺫﻟﹸﻭﻫﺎ ،ﹶﻓﺈِﺫﹶﺍ ﻤ ﹶﻨﻌﻭﻫﺎ ﹶﻨ ﺯ
ﺤﻭ ﹶﻟﻬﺎ ِﺇﻟﹶﻰ ﻏﹶﻴﺭﹺﻫﻡ
ﻋﻨﹾﻬﻡ ﻭ
ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺘﺎﻫﻴﺔ:
ﻋﻥ ﻤﻌﻤﺭ ﻋﻥ ﻋﺎﺼﻡ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻨﺠﻭﺩ ﺃﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺒﻌﺙ ﻋﻤﺎﻟﻪ
ﺸﺭﻁ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﻻ ﺘﺭﻜﺒﻭﺍ ﺒﺭﺫﻭﻨﺎ ﻭﻻ ﺘﺄﻜﻠﻭﺍ ﻨﻘﻴﺎ ﻭﻻ ﺘﻠﺒﺴﻭﺍ ﺭﻗﻴﻘـﺎ ﻭﻻ ﺘﻐﻠﻘـﻭﺍ
ﺃﺒﻭﺍﺒﻜﻡ ﺩﻭﻥ ﺤﻭﺍﺌﺞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻠﺘﻡ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﺤﻠﺕ ﺒﻜﻡ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻗـﺎل
٤٨
ﺜﻡ ﺸﻴﻌﻬﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺭﺠﻊ ﻗﺎل ﺇﻨﻲ ﻟﻡ ﺃﺴﻠﻁﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺩﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ
ﺃﻋﺭﺍﻀﻬﻡ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺒﻌﺜﺘﻜﻡ ﻟﺘﻘﻴﻤﻭﺍ ﺒﻬﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺘﻘﺴﻤﻭﺍ ﻓﻴﺌﻬﻡ
ﻭﺘﺤﻜﻤﻭﺍ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟﻌﺩل ﻓﺈﻥ ﺃﺸﻜل ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺸﻲﺀ ﻓﺎﺭﻓﻌﻭﻩ ﺇﻟﻲ ﺃﻻ ﻓـﻼ ﺘـﻀﺭﺒﻭﺍ
ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﺘﺫﻟﻭﻫﺎ ﻭﻻ ﺘﺠﻤﺭﻭﻫﺎ ﻓﺘﻔﺘﻨﻭﻫﺎ ﻭﻻ ﺘﻌﺘﻠﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﺤﺭﻤﻭﻫـﺎ .
ﻓﺎﻟﻅﻠﻡ ﻻ ﻴﺩﻭﻡ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺴﺎﻋﺔ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﻭﻟﻌل ﺘﻔﺸﻲ
ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﺩﺍﻟﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﺴﺒﺒﺎﹰ ﺭﺌﻴﺴﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ،
ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺃﻤﺭﻨﺎ ﻭﺤﺜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺤﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺩﻑ
ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﺨﻠﻕ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﹰ ﺇﺴﻼﻤﻴﺎ ﻭﺇﻨﺴﺎﻨﻴﹰﺎ ﻤﺘﺭﺍﺤﻤﺎﹰ ﻭﻤﺘﻜﺎﻓﻼﹰ ﺘﺴﻭﺩ ﻓﻴﻪ ﻤﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻟﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺘﺨﺘﻔﻲ ﻓﻴﻪ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﺭ ﻭﺍﻟﺘﺠﺒﺭ .
ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻴﻴﻥ ﻗﺎل :ﻜﻨﺕ ﺠﺎﻟﺴ ﹰﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ﺒﺈﺭﻤﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻤﻴﺭﻫـﺎ
ﻷﺨﻴﻪ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ،ﻭﻗﺩ ﺠﻠﺱ ﻟﻠﻤﻅﺎﻟﻡ ،ﻓﺩﺨل ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺠل ،ﻓﻘﺎل :ﺇﻥ ﻟﻲ ﻤﻅﻠﻤﺔﹰ،
ﻭﺇﻨﻲ ﺃﺴﺄﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﺴﻤﻊ ﻤﻨﻲ ﻤﺜﻼﹰ ﺃﻀﺭﺒﻪ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺃﺫﻜﺭ ﻤﻅﻠﻤﺘﻲ ،ﻗﺎل :ﻗل ،ﻗﺎل:
ﺇﻨﻲ ﻭﺠﻠﺕ ﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ؛ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻘﹶﺎﺕ ،ﻓﺎﻟﺼﺒﻲ ﺇﺫﺍ ﺨﺭﺝ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﺇﻻ ﺃﻤﻪ ،ﻭﻻ ﻴﻁﻠﺏ ﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺯﻉ ﻤﻥ ﺸﻲﺀ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﺜـﻡ
ﻴﺭﺘﻔﻊ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻁﺒﻘﺔﹰ ،ﻓﻴﻌﺭﻑ ﺃﻥ ﺃﺒﺎﻩ ﺃﻋﺯ ﻤﻥ ﺃﻤﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻓﺯﻋﻪ ﺸﻲﺀ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ
ﺃﺒﻴﻪ ،ﺜﻡ ﻴﺒﻠﻎ ،ﻭﻴﺴﺘﺤﻜﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻓﺯﻋﻪ ﺸﻲﺀ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻁﺎﻨﻪ ،ﻓﺈﻥ ﻅﻠﻤﻪ ﻅـﺎﻟﻡ
ﺍﻨﺘﺼﺭ ﺒﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻅﻠﻤﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺭﺒﻪ ،ﻭﺍﺴﺘﻨﺼﺭﻩ ،ﻭﻗﺩ ﻜﻨﺕ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﻗﺩ ﻅﻠﻤﻨﻲ ﺍﺒﻥ ﻨﻬﻴﻙ ﻓﻲ ﻀﻴﻌ ﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻭﻻﻴﺘﻪ ،ﻓﺈﻥ ﻨﺼﺭﺘﻨﻲ ﻋﻠﻴـﻪ،
ﻭﺃﺨﺫﺕ ﺒﻤﻅﻠﻤﺘﻲ ﻭﺇﻻ ﺍﺴﺘﻨﺼﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻭﻟﺠﺄﺕ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺎﻨﻅﺭ ﻟﻨﻔﺴﻙ
ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻷﻤﻴﺭ ،ﺃﻭ ﺩﻉ! ﻓﺘﻀﺎﺀل ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ،ﻭﻗﺎل :ﺃﻋﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ؟ ﻓﺄﻋﺎﺩﻩ ،ﻓﻘﺎل:
ﺃﻤﺎ ﺃﻭل ﺸﻲﺀ ﻓﻘﺩ ﻋﺯﻟﺕ ﺍﺒﻥ ﻨﻬﻴﻙ ﻋﻥ ﻨﺎﺤﻴﺘﻪ ،ﻭﺃﻤﺭ ﺒـﺭﺩ ﻀـﻴﻌﺘﻪ .
٤٩
ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻤﺎﻨﺔ ﺍﺨﺘﺹ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺴﻭﻑ ﺴﺄﻟﻬﻡ
ﺕ ِﺇﻟﹶﻰ َﺃ ﻫﻠﻬﺎ
ﻥ ﹸﺘﺅَﺩﻭﺍ ﺍﻟﹾَﺄﻤﺎﻨﹶﺎ
ﻋﻨﻬﺎ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ِ " :ﺇﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻴﺄْﻤﺭﻜﹸﻡَ ﺃ
ﺤﻜﹸﻤﻭﺍ ﺒﹺﺎ ﹾﻟ ﻌ ﺩ ِل ِﺇﻥ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﻨ ﻌﻤﺎ ﻴ ﻌﻅﹸﻜﹸﻡ ﹺﺒ ﻪ ِﺇﻥ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﻜﹶﺎﻥ
ﻥ ﹶﺘ
ﺱ َﺃ
ﻥ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺ
ﻭِﺇﺫﹶﺍ ﺤﻜﹶ ﻤﺘﹸﻡ ﺒ ﻴ
ﺴﻤﻴﻌﺎ ﺒﺼﻴﺭﺍ ) (٥٨
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺭﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ َﺃﻥ ﺭﺴﻭ َل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ
ﻥ
ﻋ
ﻥ ﻨﹶﺎ ﻓ ﹴﻊ
ﻋ
ﻉ ﻭ ﻫ ﻭ
ﺱ ﺭﺍ ﹴ
ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻨﱠﺎ ﹺ
ﻋﻴ ﺘ ﻪ ،ﻓﹶﺎ َﻷﻤﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ
ﻥ ﺭ
ﻋ
ﻉ ﻓﹶﻤﺴﺌُﻭ ٌل
ﻗﹶﺎ َل :ﻜﹸﻠﱡﻜﹸ ﻡ ﺭﺍ ﹴ
ﻋﻠﹶﻰ َﺃ ﻫلِ ﺒ ﻴ ﺘ ﻪ ﻭ ﻫ ﻭ ﻤﺴﺌُﻭ ٌل ﻋﻨﹾﻬﻡ ، ﻭﺍ ﹾﻟ ﻤ ﺭَﺃﺓﹸ
ﻉ
ﺠ ُل ﺭﺍ ﹴ
ﺴﺌُﻭ ٌل ﻋﻨﹾﻬﻡ ، ﻭﺍﻟ ﺭ
ﻤ
ﺴﻴ ﺩ ﻩ
ﻋﻠﹶﻰ ﻤﺎ ِل
ﻉ
ﺴﺌُﻭ ﹶﻟ ﹲﺔ ﻋﻨﹾﻬﻡ ، ﻭﺍ ﹾﻟ ﻌ ﺒﺩ ﺭﺍ ﹴ
ﻰ ﻤ
ﺕ ﺒ ﻌ ﻠﻬﺎ ﻭ ﻭﹶﻟ ﺩ ﻩ ﻭ ﻫ
ﻋﻠﹶﻰ ﺒ ﻴ
ﻋ ﻴ ﹲﺔ
ﺭﺍ
ﻋﻴ ﺘ ﻪ .
ﻥ ﺭ
ﻋ
ﻋ ﹾﻨﻪَ ، ﺃ ﹶﻻ ﻓﹶﻜﹸﻠﱡﻜﹸﻡ ﺭﺍﻉﹴ ﻭﻜﹸﻠﱡﻜﹸﻡ ﻤﺴﺌُﻭ ٌل
ﻭ ﻫ ﻭ ﻤﺴﺌُﻭ ٌل
ﻕ
ﺤﻘﹸﻭ ﹶ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ
ﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﹶﺎ َل :ﻟﹶﺘﹸﺅ ﺩ
ﻥ َﺃﺒﹺﻲ ﻫ ﺭﻴﺭﺓﹶ ؛ ﺃﻥ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﻋ
ﻥ ﺍﻟﺸﱠﺎ ﺓ ﺍﻟﹾﻘﹶﺭﻨﹶﺎﺀ .
ﺠ ﹾﻠﺤﺎ ﺀ ﻤ
ﺤﺘﱠﻰ ﻴ ﹶﻘﺎﺩ ﻟِﻠﺸﱠﺎ ﺓ ﺍ ﹾﻟ
ِﺇﻟﹶﻰ ﺃ ﻫ ﻠﻬﺎ ﻴ ﻭ ﻡ ﺍ ﹾﻟ ﻘﻴﺎ ﻤﺔ ،
ﻭﻤﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﻷﺩﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻫﺔ ،ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺘﺤﻤل ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺼﺏ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﻼﺌﻕ ،ﻭﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌﻠﻙ
ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺫﻱ ﺤﻕ ﺤﻘﻪ ،ﻗﺎل ﻴﻭﺴﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻤﻠﻙ ﻤﺼﺭ ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ
ﻋﻠﻴ ﻡ " ، .
ﻅ
ﺤﻔﻴ ﹲ
ﺽ ِﺇﻨﱢﻲ
ﻥ ﺍ َﻷ ﺭ ﹺ
ﺨﺯﺁ ِﺌ ﹺ
ﻋﻠﹶﻰ ﹶ
ﺠ ﻌ ﹾﻠﻨﻲ
ﻤﻨﻘﺫﹰﺍ " :ﺍ
ﻓﻜﺎﻨﺕ ﻤﺅﻫﻼﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﺤﻔﻅﻪ ﻭﺃﻤﺎﻨﺘﻪ ﻭﻗﻭﺘﻪ ،ﻭﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ
ﻷﻤﻴﻥ "
ﺕ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻘ ﹺﻭﻱ ﺍ َ
ﺠ ﺭ ﹶ
ﺴ ﹶﺘ ْﺄ
ﻥﺍ
ﺨ ﻴ ﺭ ﻤ ﹺ
ﺠ ﺭﻩِ ﺇﻥ ﹶ
ﺴ ﹶﺘ ْﺄ ﹺ
ﺕﺍ
ﻷﺒﻴﻬﺎ " :ﻴﺎ َﺃ ﺒ
ﷲ َ ،ﺃ ﹶﻻ
ﻥ َﺃﺒﹺﻲ ﹶﺫﺭ ، ﻗﹶﺎ َل:ﻗﹸ ﹾﻠﺕﹸ :ﻴﺎ ﺭﺴﻭ َل ﺍ ِ
ﻋ
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻻ ﺘﺅﺨﺫ ﺇﻻ ﺒﺤﻘﻬﺎ ،
ﻑ
ﻀﻌﻴ ﹲ
ﻙ
ﻋﻠﹶﻰ ﻤ ﹾﻨ ﻜﺒﹺﻲ ،ﺜﹸﻡ ﻗﹶﺎ َل :ﻴﺎ َﺃﺒﺎ ﹶﺫﺭِ ، ﺇﻨﱠ
ﺴ ﹶﺘ ﻌﻤﻠﹸﻨﻲ ؟ ﻗﹶﺎ َل :ﹶﻓﻀﺭﺏ ﹺﺒ ﻴ ﺩ ﻩ
ﹶﺘ
٥٠
