استراتيجية اليقين الدينى .pdf
Nom original: استراتيجية اليقين الدينى.pdf
Ce document au format PDF 1.5 a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 28/04/2012 à 16:08, depuis l'adresse IP 41.141.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 740 fois.
Taille du document: 182 Ko (4 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﯿﻘﯿﻦ اﻟﺪﯾﻨﻰ
ﺟﻤﺎل ﻗﻄﺐ
اﻟﺘﺪﯾﻦ اﻵﻣﻦ ﺟﺬور اﻟﻔﻘﮫ ﻗﺒﻞ أﺻﻮﻟﮫ )(١
اﻟﺪﯾﻦ »وﺣﻰ إﻟﮭﻰ« »وﺑﯿﺎن ﻧﺒﻮى ﻟﮭﺬا اﻟﻮﺣﻰ« ،ﻓﻘﺪ أﻧﺰل ﷲ اﻟﻘﺮآن اﻟﺬى ﯾﻌﺮﻓﮫ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻏﯿﺮھﻢ ﺟﺎﻣﻌﺎ
ﻟﻤﻘﻮﻣﺎت اﻟﺪﯾﻦ ﻣﺤﺪدا ﺿﻮاﺑﻂ اﻟﺘﺪﯾﻦ ،وﺿﻤﻦ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻟﮭﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺧﻠﻮدا ﺑﺒﻘﺎﺋﮫ ﻣﻨﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﯿﺮ ﻣﺤﻔﻮظﺎ إ»ِﻧ ﱠﺎ ﻧ َﺤْ ﻦُ
اﻟﺬﻛْﺮَ وَ إ ِﻧ ﱠﺎ ﻟ َﮫ ُ ﻟ َﺤَ ﺎﻓ ِﻈ ُﻮنَ ٩) «.........
.اﻟﺤﺠﺮﺰﱠﻟ) ْ ﻨ َﺎ ﱢ
ﻧَ
ﻣﺤﻔﻮظ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮﯾﻒ ،وﻣﺤﻔﻮظ ﻣﻦ اﻟﻀﯿﺎع ،وﻣﺤﻔﻮظ ﻣﻦ اﻟﻐﻤﻮض ،ﻣﺤﻔﻮظ ﻣﻦ اﻟﻤﺰاﺣﻤﺔ ،ﻣﺤﻔﻮظ ﻣﻦ ﺗﺸﻜﯿﻚ،
اﻟﺬى ﺷﮭﺪ ﻟﮫ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﮫ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻤﺎرس ﻗﺒﻞ اﻟﻮﺣﻰ ﺗﻼوة وﻻ )ﻓﻘﺪ أﻧﺰﻟﮫ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ
وَﻻ ﺗ َﺨُﻄ ﱡ ﮫُ ﺑ ِ ﯿ َﻤِﯿﻨ ِﻚَ
ب َ
وﻣﺎ وَ ﻣَ ﺎ ﻛُﻨْﺖَ ﺗ َﺘْﻠ ُﻮ ﻣِﻦْ ﻗ َ ْﺒﻠ ِ ِﮫ ﻣِﻦْ ِﻛﺘ َﺎ ٍ
.اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت )» (48ﻛﺘﺎﺑﺔ »
وﻗﺪ ﺗﻠﻘﻰ رﺳﻮل ﷲ )ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ( ھﺬا اﻟﻮﺣﻰ وﺑﻠﻐﮫ ﺑﻼﻏﺎ ﻣﺒﯿﻨﺎ ﺟﻠﯿﺎ ﻣﺠﺎﻧﯿﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ ،وﺑﻘﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﯿﻦ ﯾﻌﺎﯾﺸﻮن اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺗﺤﻤﻠﮫ اﯾﺪﯾﮭﻢ وﺗﺤﻔﻈﮫ ﺻﺪورھﻢ وﺗﻌﯿﮫ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ وﺗﻨﺸﻂ ﺟﻮارﺣﮭﻢ ﻹﻧﺠﺎز ﻣﺎ
ﻛﻠﻔﮭﻢ ﺑﮫ ،وﻟﻢ ﯾﺴﻤﻊ أﺣﺪ ﻣﻦ رﺳﻮل ﷲ )ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ( وﻻ ﻣﻦ أﺣﺪ ﺑﻌﺪه ﺧﻼل ھﺬﯾﻦ اﻟﻘﺮﻧﯿﻦ ﻣﺼﻄﻠﺢ
وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻛﺜﯿﺮة ﻧﺸﺄت ﻗﺮب ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻰ »»أﺻﻮل« وﻻ ﻣﺼﻄﻠﺢ »ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮورة
اﻟﮭﺠﺮى ،ﻓﻜﯿﻒ ﻛﺎن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﯾﻔﮭﻤﻮن دﯾﻨﮭﻢ وﯾﻠﺘﺰﻣﻮن أﺣﻜﺎﻣﮫ وﯾﺴﺘﺨﺮﺟﻮن ﻣﻦ ﺷﺠﺮة ھﺬا اﻟﻘﺮآن ﻓﻘﮭﺎ ﺣﻠﻮا
.راﺷﺪا ﻣﺤﺒﺒﺎ ﻟﻠﻘﻠﻮب واﻟﻨﻔﻮس وﯾﺤﻘﻖ اﻟﮭﺪوء اﻟﻨﻔﺴﻰ ،وﯾﻨﺠﺰ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﯾﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﯿﻢ اﻵﺧﺮة
)(2
ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﻧﺴﺘﻨﺒﻂ ﺑﺤﯿﺎد دﻗﯿﻖ »اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﯿﻘﯿﻦ اﻟﺪﯾﻨﻰ« اﻟﺘﻰ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﮭﺎ أھﻞ ھﺬﯾﻦ اﻟﻘﺮﻧﯿﻦ وھﻰ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎﻧﻌﺔ ﻛﺎﻓﯿﺔ وﺷﺎﻓﯿﺔ .ﻓﮭﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺮك ﻗﯿﻤﺔ أﺻﻠﯿﺔ وﻻ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﯿﻢ اﻟﻘﺮآن إﻻ اﺳﺘﻮﻋﺒﺘﮭﺎ ،وھﻰ
ﻣﺎﻧﻌﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻨﻌﺖ زﺣﻒ اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺎﻟﺖ دون ﻣﺰاﺣﻤﺔ اﻷطﺮاف ﻟﻠﻘﻠﺐ وأﻗﻮل ﺷﺎﻓﯿﺔ ﻷﻧﮭﺎ وھﺒﺖ
اﻟﻨﻔﺲ ھﺪوءا واﺳﺘﻘﺮارا ،ﻛﻤﺎ ﻣﻨﺤﺖ اﻟﻌﻘﻞ رﺷﺪا ووﻗﺎرا ،وھﻰ ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ــ ﻻ ﯾﺤﺘﺎج ﻓﻰ ﺗﺪﯾﻨﮫ
ﻟﻐﯿﺮ اﻟﻮﺣﻰ اﻹﻟﮭﻰ اﻟﺨﺎﻟﺺ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﻤﻌﺎﯾﯿﺮ ﻓﻄﺮﯾﺔ ﺻﺤﯿﺤﺔ ﯾﻘﯿﺲ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺷﻌﺎﺋﺮه وأﻋﻤﺎﻟﮫ وﻣﻨﮭﺠﮫ وأﺧﻼﻗﮫ
وﺗﻤﺜﻠﺖ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﯿﻘﯿﻦ اﻟﺪﯾﻨﻰ ﻓﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎت ﺛﻼﺛﺔ:
ﻏﺎﯾﺔ ﻋﻠﯿﺎ ﯾﺠﺐ اﻟﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﯿﻘﮭﺎ وﺗﻔﻌﯿﻞ اﻋﺘﻨﺎﻗﮭﺎ
وﺟﮭﺔ ﻋﺎﻣﺔ )طﺮﯾﻖ وطﺮﯾﻘﺔ( ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﮭﺬه اﻟﻐﺎﯾﺔ
ﻣﻘﺎﺻﺪ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻄﺮﯾﻖ وﺻﺤﺔ اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ
)(3
ُون (٥٦) «...اﻟﺬارﯾﺎت ﻓﮭﻰ ﺗﻮﺣﯿﺪ
أﻣﺎ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻘﺪ ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ »وَ ﻣَ ﺎ ﺧَﻠ َﻘْﺖُ اﻟْﺠِ ﻦﱠ وَ ْاﻹِ ﻧْﺲَ إ ﱠِﻻ ﻟ ِﯿ َ ْﻌﺒُﺪ ِ
:ﷲ ﺗﻮﺣﯿﺪا ﻓﻌﻠﯿﺎ ﯾﻨﺘﺞ آﺛﺎره اﻟﺘﻰ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺨﯿﺮ ،ﻓﺘﻮﺣﯿﺪ ﷲ رﺑﺎ وإﻟﮭﺎ واﺣﺪا ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ ﯾﻘﺘﻀﻰ اﻹﯾﻤﺎن ﺑﺄن
وﺣﺪاﻧﯿﺔ ﷲ ﺗﻔﺮض وﺣﺪة اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺬى ارﺗﻀﺎه ﻟﻌﺒﺎده ﻣﻨﺬ آدم )ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ( وإﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﺒﻌﺚ
.وﺣﺪاﻧﯿﺔ ﷲ ﺗﻔﺮض وﺣﺪة اﻟﻜﻮن اﻟﻤﻤﻠﻮك ﻟﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ واﻟﻤﻄﻠﻮب إﻋﻤﺎره وﺗﻨﻤﯿﺘﮫ
.وﺣﺪاﻧﯿﺔ ﷲ ﺗﻔﺮض وﺣﺪة اﻟﻨﻮع اﻟﻤﻜﻠﻒ )ﺑﻨﻰ آدم( ﻓﺠﻤﯿﻌﮭﻢ إﺧﻮة
وﺣﺪاﻧﯿﺔ ﷲ ﺗﻔﺮض وﺣﺪة اﻟﺨﯿﺮ اﻟﻌﺎم واﻟﻤﻌﺮوف اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﻼ ﺗﻌﺎرض ﻓﻰ اﻟﺨﯿﺮ وﻻ ﺗﻀﺎد ﺑﯿﻦ ﻣﻌﺮوف وآﺧﺮ
وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﮭﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن اﻷواﺋﻞ أن اﻹﯾﻤﺎن ﺑﻮﺣﺪاﻧﯿﺔ ﷲ واﻟﻨﻄﻖ ﺑﮭﺎ ھﻮ إﻋﻼن ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺄن اﻹﻟﮫ اﻟﻮاﺣﺪ
ﯾﻤﻠﻚ ﻛﻮﻧﺎ واﺣﺪا ﻻ ﯾﺠﻮز اﻹﻓﺴﺎد ﻓﯿﮫ ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﮫ ﻗﺪ اﺗﺨﺬ دﯾﻨﺎ واﺣﺪا ﻻ ﻧﻔﺮق ﺑﯿﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ رﺳﻠﮫ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن
ﷲ ﻗﺪ ﻛﺮم اﻟﻨﻮع اﻹﻧﺴﺎﻧﻰ واﺳﺘﺨﻠﻔﮫ ﻓﻰ اﻷرض ﻹﻋﻤﺎرھﺎ واﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﺎﻟﻤﻮﺣﺪون ﯾﻘﺮون ﻣﻊ إﯾﻤﺎﻧﮭﻢ ﺑﺎ ﺑﻮﺣﺪة دﯾﻨﮫ
.واﺗﺤﺎد رﺳﻠﮫ وﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﺣﻖ اﻟﻜﻮن اﻟﻤﺴﻜﻮن ﻓﻰ اﻟﺴﻼم واﻵﻣﻦ
)(4
أﻣﺎ اﻟﻮﺟﮭﺔ )اﻟﻄﺮﯾﻖ واﻟﻄﺮﯾﻘﺔ( وأﻋﻨﻰ ﺑﮭﺎ وﺟﮭﺔ اﻟﻤﺘﺪﯾﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ أى طﺮﯾﻘﮫ اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻐﺎﯾﺔ وأﺳﻠﻮﺑﮫ
ﻓﻰ اﻟﺴﯿﺮ ﻓﻰ ھﺬا اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻓﺎﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺬى ﺣﺪده اﻟﻘﺮآن ھﻮ »ﺗﻜﺮﯾﻢ اﻹﻧﺴﺎن وﺗﺤﺮﯾﺮه ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺒﺎد أو اﻟﺨﻮف أو
اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ »وَﻟ َﻘ َ ْﺪ َﻛﺮﱠﻣْ ﻨ َﺎ ﺑ َﻨ ِﻰ آ َدَمَ وَ ﺣَ ﻤَ ْﻠﻨ َﺎھ ُﻢْ ﻓ ِﻰ ْاﻟﺒ َﺮﱢ وَ ْاﻟﺒَﺤْ ِﺮ (٧٠) «...اﻷﺳﺮاء
ض ﺧَ ﻠ ِﯿﻔ َﺔً « ) (٣٠اﻟﺒﻘﺮة» ،وَ إ ِْذ ﻗ ُْﻠﻨَﺎ ﻟ ِﻠْﻤَ َﻼﺋ ِ َﻜ ِﺔ ا ْﺳ ُﺠﺪُوا ِﻵ َ دَمَ (٣٤) «...اﻟﺒﻘﺮة
وﻛﺬﻟﻚ إ ِ»ﻧ ﱢﻰ ﺟَ ﺎﻋِ ٌﻞ ﻓ ِﻰ ْاﻷَرْ ِ
ض وَ ا ْﺳﺘَﻌْﻤَﺮَ ﻛُﻢْ ﻓ ِﯿﮭ َﺎ «...ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ
أﻣﺎ اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ أو اﻷﺳﻠﻮب ﻓﮭﻮ اﻹﻋﻤﺎر واﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ »ھ ُﻮَ أ َﻧْ ﺸَﺄ َﻛُﻢْ ﻣِﻦَ ْاﻷَرْ ِ
ﺗﻮﺣﯿﺪ ﷲ واﺧﺘﺼﺎﺻﮫ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة دون اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ إﻋﻤﺎر اﻟﻜﻮن وإﺻﻼح ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻟﯿﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ھﺬا اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ
).اﻟﻤﻜﺮم )آدم وأوﻻده
)(5
وﻣﻦ ﺗﻤﺎم اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ أن ﺗﺤﺘﻮى ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ ﯾﻘﺎس ﺑﮭﺎ أوﻻ ﺑﺄول ﺻﺪق اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ وﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻐﺎﯾﺔ وﺳﻼﻣﺔ اﻟﻮﺟﮭﺔ
وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ھﺬه اﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ ﺳﻮى اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻟﻤﺸﮭﻮرة ﻟﺪى ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺪارس اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ اﻟﻮاﻋﯿﺔ وھﻰ )ﺣﻔﻆ اﻟﻨﻔﺲ ــ
).ﺣﻔﻆ اﻟﻨﺴﻞ ــ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﺎل ــ ﺣﻔﻆ اﻟﻌﻤﻞ ــ وﺣﻔﻆ اﻟﺪﯾﻦ
وھﺬه اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻮﺿﻮح أﻧﮫ ﻻ ﺗﻮﺣﯿﺪ
.وﺗﻨﻤﯿﺘﮭﺎ
وﻻ ﺗﺰﻛﯿﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن وﻻ إﻋﻤﺎر ﻟﻠﻜﻮن إﻻ ﺑﺘﺄﻣﯿﻦ ھﺬه اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ
ﻓﺈذا ﺳﺄﻟﻮك ﻋﻦ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﺘﺪﯾﻦ اﻹﺳﻼﻣﻰ....ﻓﻘﻞ :ﺗﻮﺣﯿﺪ ﷲ وﺗﺰﻛﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎن وإﻋﻤﺎر اﻟﻜﻮن وﻣﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ ﻓﺈﻣﺎ أن
ﯾﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻌﮭﺎ وإﻻ ﻻ ﻣﺤﻞ ﻟﮫ ﻓﻰ اﻟﺪﯾﻦ
اﻟﺘﺪﯾﻦ اﻵﻣﻦ ﺟﺬور اﻟﻔﻘﮫ ﻗﺒﻞ أﺻﻮﻟﮫ )(٢
)(1
ﻛﺎن اﻟﺠﺬر اﻷول ﻟﻠﻔﻘﮫ اﻟﺬى أدرﻛﮫ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﻮن ھﻮ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﺘﺪﯾﻦ اﻟﺘﻰ أﺷﺮﻧﺎ إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻰ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ
اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺠﺬر اﻟﺜﺎﻧﻰ ﻟﻠﻔﻘﮫ ﺗﻨﻮع اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ وﺗﻔﺎوت ﻣﺴﺘﻮﯾﺎت ﻛﻞ ﻧﻮع ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺼﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ
واﻟﺠﺰاء واﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﯿﮫ وﻻ ﺗﺘﻌﺪاه إﻟﻰ ﻏﯿﺮه ،ﺣﯿﺚ اﺳﺘﻨﺒﻄﻮا ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﺪﯾﻦ
وﻣﺤﺎوره اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻔﺮاﺋﺾ اﻟﺪﯾﻦ.
)(2
وﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﺪﯾﻦ ھﻮ اﻷﻟﻮھﯿﺔ وﻣﺎ ﯾﻠﺤﻘﮭﺎ ﻣﻦ أﺳﻤﺎء ﷲ اﻟﺤﺴﻨﻰ وإرادﺗﮫ وأﻓﻌﺎﻟﮫ واﺧﺘﺼﺎص ﷲ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻐﯿﺐ وھﺬا
اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺳﻤﺎه أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ )اﻟﻌﻘﯿﺪة( أى ﻣﺎ ﯾﺆﻣﻦ ﺑﮫ اﻟﻤﺴﻠﻢ ،واﻟﻌﻘﯿﺪة ھﻰ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﺪﯾﻦ وھﻰ وﺣﺪھﺎ دون ﻏﯿﺮھﺎ ﺗﺴﺘﻘﻞ
ﺑﻤﺼﻄﻠﺤﻰ )اﻹﯾﻤﺎن واﻟﻜﻔﺮ( ﻓﻼ ﯾﻄﻠﻖ ﻟﻔﻆ اﻟﻜﻔﺮ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﻓﺾ ﻟﻮﺣﺪاﻧﯿﺔ ﷲ واﺧﺘﺼﺎﺻﮫ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻐﯿﺐ واﺧﺘﺘﺎم
اﻟﻨﺒﻮة ﺑﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ.
)(3
وﺣﻮل ھﺬا اﻟﻤﺮﻛﺰ أرﺑﻌﺔ ﻣﺤﺎور رﺋﯿﺴﺔ أوﻟﮭﺎ ﻣﺤﻮر اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ وھﻰ اﻟﺼﻼة واﻟﺰﻛﺎة واﻟﺼﻮم واﻟﺤﺞ وھﻰ
ﺿﺮورات ﻻزﻣﺔ ﻟﻤﻦ رﺿﻰ اﻹﺳﻼم دﯾﻨﺎ ،وﻓﺎﻋﻞ ھﺬه اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻣﺆﻣﻦ طﺎﺋﻊ؛وﺗﺎرك ھﺬه اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻣﺆﻣﻦ ﻋﺎصٍ،
وﻧﻈﺮا ﻷن اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ھﻰ ﻗﺮﺑﺎت ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ،ﻓﺈن ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﯾﻠﺤﻘﮭﺎ ﺑﻤﺮﻛﺰ اﻟﺘﺪﯾﻦ )ﺑﺎﻟﻌﻘﯿﺪة( وأﻛﺜﺮ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ
إﻓﺮادھﺎ واﺧﺘﺼﺎﺻﮭﺎ ﺑﻤﺼﻄﻠﺤﻰ )اﻟﻄﺎﻋﺔ واﻟﻤﻌﺼﯿﺔ( وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺪ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﺎ ورﺳﻮﻟﮫ ﯾﻨﻘﺺ إﯾﻤﺎﻧﮫ ﺑﻤﻘﺪار
ﺗﺮﻛﮫ ﻟﮭﺬه اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ وﯾﺰداد إﯾﻤﺎﻧﮫ ﺑﻘﺪر ﻣﻮاظﺒﺘﮫ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﺗﻤﺴﻜﮫ ،ﺑﮭﺎ ﺛﻢ ﯾﺘﺪرج ﻓﻰ زﯾﺎدة اﻹﯾﻤﺎن ﺑﻘﺪر ﺗﺄﺛﯿﺮ ھﺬه
اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻓﻰ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎور اﻷﺧﺮى ﻟﻠﺘﺪﯾﻦ.
)(4
أﻣﺎ ﺛﺎﻧﻰ ﻣﺤﺎور اﻟﺘﺪﯾﻦ ﻓﮭﻮ ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﮫ أﺧﺬا وﻋﻄﺎءً ،ﺛﻢ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ وﻋﺎﺋﻠﺘﮫ ،وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ
وﻣﺠﺘﻤﻌﮫ ،وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ وأﻣﺘﮫ ،وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻰ ﻛﻠﮫ ،وﺟﻤﯿﻊ ھﺬه اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت ﻗﺪ وﺿﻊ اﻟﺪﯾﻦ ﻟﮭﺎ إطﺎرا
ﻋﺎﻣﺎ ھﻮ )ﻻ ﺿﺮر وﻻ ﺿﺮار( ﺛﻢ وﺟﮫ اﻟﺪﯾﻦ أﺗﺒﺎﻋﮫ إﻟﻰ أرﻗﻰ أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت وأﺣﺴﻨﮭﺎ وﺧﺼﺺ اﻟﻘﺮآن ﻟﮭﺬا
اﻟﻤﺤﻮر ﻣﺼﻄﻠﺤﻰ )اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام( ﻓﺎﻟﻤﺘﺠﺎوز ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻗﺪ ارﺗﻜﺐ اﺛﻤﺎ وﯾﻮﺻﻒ ﻓﻌﻠﮫ ﺑﺎﻟﺤﺮام ،وﻻ ﯾﻨﺰع
ﻋﻨﮫ وﺻﻒ اﻹﯾﻤﺎن وﻻ ﯾﺘﮭﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺼﯿﺔ إﻻ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺮاره ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ اﻹﺛﻢ.
)(5
أﻣﺎ ﺛﺎﻟﺚ ﻣﺤﺎور اﻟﺘﺪﯾﻦ ﻓﮭﻮ ﻣﻨﮭﺞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬى ﯾﻠﺘﺰﻣﮫ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻰ ﺣﯿﺎﺗﮫ ،ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﺬى ﯾﻠﺘﺰﻣﮫ ﻓﻰ أداء
اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﮭﺎ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺮآن وﻟﻤﺎ ﺗﻮاﺗﺮ ﺻﺤﯿﺤﺎ ﻋﻦ رﺳﻮل ﷲ )ص( ،ﻓﻔﻌﻠﮫ ﺻﻮاب ،وإذا ﺧﺎﻟﻒ
ﺻﺤﯿﺢ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﻘﺮآﻧﻰ واﻟﺒﯿﺎن اﻟﻨﺒﻮى ﻟﮫ ﻓﻔﻌﻠﮫ ﺧﻄﺄ ،وھﻜﺬا ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺬى آﻣﻦ ﺑﺎ ورﺳﻮﻟﮫ وﻗﺒﻞ ﺗﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﺸﺮع
ﻟﻜﻨﮫ أﺧﻄﺄ طﺮﯾﻘﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻻ ﯾﻮﺻﻒ ﻓﻌﻠﮫ ﺑﻐﯿﺮ (اﻟﺨﻄﺄ( ﻓﻼ ﯾﺴﻠﺐ ﻋﻨﮫ اﻹﯾﻤﺎن ،وﻻ ﯾﺘﮭﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺼﯿﺔ.
وھﻜﺬا ﻓﺈن ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺤﻮر اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺮﻋﻰ ھﻰ )اﻟﺼﻮاب واﻟﺨﻄﺄ( ،وﯾﺆﻛﺪ أھﻞ اﻟﻔﻘﮫ أن ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺮار
اﻟﻤﺨﻄﺊ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺄ رﻏﻢ إﻋﻼﻣﮫ ﺑﺎﻟﺼﻮاب ﻣﻦ ﻣﺼﺪر ﻣﻮﺛﻮق ﻓﺈن اﻟﺨﻄﺄ ﯾﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺧﻄﯿﺌﺔ أى ﯾﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى
)اﻟﻤﻌﺼﯿﺔ( وﯾﻌﺘﺒﺮ ﻋﺎﺻﯿﺎ ﺑﺴﺒﺐ إﺻﺮاره ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎھﻞ اﻟﺼﻮاب وﻟﯿﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﺌﮫ.
)(6
وراﺑﻊ ﻣﺤﺎور اﻟﺘﺪﯾﻦ وآﺧﺮھﺎ ھﻮ ﻣﺤﻮر اﻷﺧﻼق اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﻣﻦ )ﺻﺪق أو ﻛﺬب )و)ﻟﯿﻦ أو ﻋﻨﻒ( و)رﺣﻤﺔ أو ﻏﻠﻈﺔ(
و)ﺻﺒﺮ أو ﺛﻮرة( و)ﺣﺐ أو ﺑﻐﺾ( وﺳﺎﺋﺮ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻷﺧﻼق ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ،وﻗﺪ أﺧﺘﺺ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣﺤﻮر اﻷﺧﻼق
ﺑﻤﺼﻄﻠﺤﻰ )اﻟﺤﺴﻦ واﻟﻘﺒﺢ )ﻓﻼ ﯾﻮﺻﻒ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺴﯿﺊ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ وﺻﻒ )ﻗﺒﯿﺢ( دون ﺧﻠﻂ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺒﺢ
واﻟﻤﻌﺼﯿﺔ وﻻ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺒﺢ واﻟﻜﻔﺮ.
)(7
وﻗﺪ ﻓﻄﻦ أھﻞ اﻟﺠﯿﻞ اﻷول اﻟﺬﯾﻦ ھﻢ ﺧﯿﺮ اﻟﻘﺮون إﻟﻰ ﺗﻨﻮع ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ وأن ﻓﺮاﺋﺾ اﻟﺪﯾﻦ ﻟﯿﺴﺖ
ﻣﻦ درﺟﺔ واﺣﺪة ﻓﻔﺮاﺋﺾ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻏﯿﺮ ﻓﺮاﺋﺾ اﻟﻌﻤﻞ وﻛﻼھﻤﺎ ﻣﻐﺎﯾﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻔﺮاﺋﺾ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت أو ﻓﺮاﺋﺾ
اﻟﻤﻨﮭﺞ وﻛﻞ ھﺬا ﻣﻐﺎﯾﺮ ﻟﻔﺮاﺋﺾ اﻷﺧﻼق ،ورﻏﻢ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺪﯾﻦ ﻟﻜﻞ أواﻣﺮ ﷲ أﻧﮭﺎ ﻓﺮاﺋﺾ ﻓﺈن اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻦ
درﺟﺔ واﺣﺪة .وﺑﮭﺬا اﻟﺘﻨﻮع ﺿﻤﻨﻮا اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺻﺤﯿﺤﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮآن ،واﻗﺘﺪاء ﺣﺴﻨﺎ ﺑﺮﺳﻮل ﷲ )ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ( ﻓﻠﻢ
ﺗﺴﻤﻊ اﻷذن ﻓﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﮭﻢ أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺠﺪل واﻟﻤﺮاء واﻟﺘﻜﻔﯿﺮ ﺣﺘﻰ أﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ ﻗﻮل )ﻻ ﯾﻜﻔﺮ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ
ﺑﺎرﺗﻜﺎﺑﮫ ذﻧﺒﺎ أو ﻣﻌﺼﯿﺔ( واﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺤﺪﯾﺚ وﻛﯿﻒ ﺗﻌﺎﻣﻠﻮا ﻣﻊ رواة اﻷﺣﺎدﯾﺚ وﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻣﻦ
ﺗﺠﺎوزات ﻓﺘﺮى اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺤﻖ واﻷدب اﻟﺮﻓﯿﻊ وھﻢ ﯾﺮﻓﻀﻮن اﻟﺮواﯾﺎت اﻟﻀﻌﯿﻔﺔ ﻓﯿﺼﻔﻮن اﻟﺮاوى ﺑﻘﻮل :ﻏﺎﻓﻞ ــ ﺳﺎه ــ
ﻻه ــ ﺗﻐﯿﺮ ﻋﻘﻠﮫ ﺑﻞ إن اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ ﺣﯿﻨﻤﺎ رﻓﺾ رواﯾﺔ أﺣﺪ ﻣﻌﺎﺻﺮﯾﮫ ﻗﺎل ﻓﻰ ﺣﻘﮫ.
( ھﻮ رﺟﻞ أرﺟﻮ دﻋﻮﺗﮫ وﻻ أﻗﺒﻞ ﺷﮭﺎدﺗﮫ)
ﻓﺄﯾﻦ ھﺬه اﻟﻨﺰاھﺔ واﻟﺤﯿﺪة ﺑﺠﻮار ﻣﺎ ﻧﻌﺎﺻﺮه اﻵن؟
وھﻜﺬا ﻓﺄﺣﻜﺎم اﻟﺘﺪﯾﻦ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻰ:
اﻟﻨﺴﻖ/اﻟﻤﺤﻮر
ﻣﺮﻛﺰ اﻹﻋﺘﻘﺎد
ﻣﺤﻮر اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ
ﻣﺤﻮراﻟﻤﻌﺎﻣﻼت
ﻣﺤﻮراﻟﻤﻨﮭﺞ
ﻣﺤﻮر اﻷﺧﻼق
اﻟﺘﺪﯾﻦ اﻟﺤﻖ
إﯾﻤﺎن
اﻟﻄﺎﻋﺔ
اﻟﺤﻼل
اﻟﺼﻮاب
اﻟﺤﺴﻦ
اﻟﺘﺪﯾﻦ اﻟﺒﺎطﻞ
ﻛﻔﺮ
اﻟﻤﻌﺼﯿﺔ
اﻟﺤﺮام
اﻟﺨﻄﺄ
اﻟﻘﺒﯿﺢ
ﺣﺘﻰ ﯾﻨﻀﺒﻂ اﻟﻮﺻﻒ وﺗﺘﻤﯿﺰ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت وﺗﺮﺷﺪ اﻟﻔﺘﻮى وﯾﺰداد اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﻤﺎ ﯾﻘﺮأه وﯾﺴﻤﻌﮫ
.
