البرنامج المقترح للدراسة .pdf
À propos / Télécharger Aperçu
Nom original: البرنامج المقترح للدراسة.pdf
Titre: البرنامج
Auteur: المرشح الحر تومي شفيق
Ce document au format PDF 1.5 a été généré par Conv2pdf.com, et a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 01/12/2012 à 13:32, depuis l'adresse IP 41.108.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 1294 fois.
Taille du document: 1.9 Mo (72 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
برنامج المرشح الحر لالنتخابات الرئاسية 4102تحت شعار التغيير السلمي
البرنامج
االنتخابات الرئاسية 4102
المرشح الحر تومي شفيق
4102
1
| برنامج المرشح الحر لالنتخابات الرئاسية 4102تحت شعار التغيير السلمي
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
2
التجمع من أجل الوئام الوطني
البرنامج محل دراسة من طرف المناضلين و المواطنين
للمرشح الحر ت ـ ــومي شفيق .4102
الجانب االقتصادي
تسيير األموال:
محاربة االكتناز:
هو جمع المال وتكديسه واالحتفاظ بالمتراكم منه نقداً سائالً مدة زمنية غالباً ما تكون طويلة ،والكنز في اللغة هو المال
المدفون .و بذلك يظل المال المكتنز مجمداً بعيداً عن التداول ،ومن دون فائدة مباشرة أو نفع اقتصادي .واالكتناز غير
االدخار ,وتختلف طبيعته عن طبيعة االدخار اختالفاً كبيراً ،فاالدخار هو عملية اقتصادية إيجابية ومفيدة ألنه المصدر
األولي لالستثمار الذي يتولد منه الدخل الجديد ،واالكتناز ظاهرة عقيمة اقتصادياً وسلبية اجتماعياً .واالدخار هو األصل
في مبدأ التدفق االقتصادي ألن المال المدخر ال يخرج من حلقة التداول بل يصب في أقنية االستثمار مما يؤدي إلى
نماء في الدخل العام ،فاالكتناز هو تجميد للمدخرات بأسلوب ال يعدو كونه تراكمات في المخزون ،األمر الذي يُبقي
المال بعيداً عن حركة النمو .أما النظريات النقدية فإنها ُّ
تعد االكتناز ذلك الجزء المتبقي من مجمل االدخار بعد عملية
تحويل االدخار إلى استثمارات.
فليعلم كل الجزائريين أن االكتناز يؤدي إلى رفع التضخم و يحدث فارق بين األموال الصادر من البنوك و األموال التي
تعود إلى البنوك بعد كل نشاط اقتصادي مما يضعف االقتصاد و يخلق عدم توازن اجتماعي و ظهور طبقات اجتماعية مع
مرور الزمن .
من هنا سنقوم بكل اإلجراءات الالزمة من أجل تشجيع اإلفراد و الجماعات على ترك هذه العادة التي تمس بطريقة
مباشرة االقتصاد و التوازن االجتماعي و إنشاء بنوك خاصة لمن يريد االدخار بدون فوائد و استعمال أمواله في أي وقت
يريده أو استعمالها في مشاريع استثمارية عن طريق البنك بضمانات من الدولة .تشجيع االدخار في البنوك بالفوائد أو
دون فوائد.
تشجيع االدخار :
ظاهرة اقتصادية أساسية في حياة األفراد والمجتمعات ,وهو فائض الدخل عن االستهالك ,أي إِنه الفرق بين الدخل وما
ينفق على سلع االستهالك والخدمات االستهالكية .لذلك يطلق بعضهم أيضاً على االدخار لفظ «الفائض» .و يكمن
االدخار في اقتطاع يستهدف تكوين احتياطي ,علماً أن هذا االحتياطي يمكنه أن يفيد بالتناوب لالستثمار أو الستهالك و
االدخار هو أساسي للتنمية الداخلية ألنه يمنع من طباعة نقود جديد للتداول في السوق دون مقابل إنتاج اقتصادي,
فتشجيع األفراد و الجماعات على االدخار أمر هام في تسيير العجلة االقتصادية .
األموال االقتصادية:
المال هو ،كل ما يقتنى من األشياء « .والمال في األصل ما يملك من الذهب والفضة ،وهو كل ما يقتنى من األعيان،
وهو كل ما نملك من ثروة حيوانية من بقر و اإلبل .والمال هو كل شيء فيه منفعة لإلنسان يمكن حيازته» .والمال في في
االقتصاد هو كل شيء يشبع حاجة لدى اإلنسان سواء أكان سلعة أم خدمة ،ولكي يكون المال اقتصادياً االقتصادية أن
يشبع حاجة لدى اإلنسان بل يستلزم بذل جهد من أجل الحصول عليه وحيازته.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
3
فالخيرات المتوافرة في الطبيعة من دون عمل اإلنسان ليست أمواالً اقتصادية ألنها رزق ال تطلب عمل اإلنسان ،وال
تخضع للتملك والمبادلة نقداً أو عيناً .لهذا فإن تعبير المال اقتصاديا :ما يقتنى من جميع األشياء ،و كل ما فيه منفعة
لإلنسان ويمكن حيازته هو مال اقتصادي بالضرورة ألنه خاضع للتملك والحيازة وال يكفي فيه إشباع الحاجة لدى
اإلنسان .من هنا يكون تمييز المال من المال االقتصادي ضرورياً في االقتصادية .فإشباع الحاجة أو وجود المنفعة شرط
ضروري ليكون المال اقتصادياً وهو شرط الزم ،ولكنه ليس كافياً ،وتكون األموال إما عامة تعود ملكيتها للمجتمع ممثالً
بالدولة وإما خاصة تعود إلى األفراد أو مجموعات
تصنيف األموال االقتصادية:
معيار االستخدام :تحديد أموال االستثمار و تحديد أموال االستهالك
معيار الديمومة:
األموال الموجهة لالستهالك (استيراد المواد الغذائية) أموال غير دائمة أموال الموجهة (استيراد األجهزة) هي أموال دائمة
حسب األشياء المستوردة ( سيارات -أجهزة تصنيع -أجهزة طبية...الخ) هنا يجب على الدولة استعمال األموال بطريقة
عقالنية التقليل من استيراد المواد الغذائية و محاولة التصنيع في الجزائر و حتى من جانب التجهيز التقليل من استيراد
الكماليات و التوجه نحو التصنيع الداخلي و استيراد الخبرات الدولية عوض المواد االستهالكية و هذا يمثل المال الدائم
الذي يسترجع بعد عملية اقتصادية – إنتاج/بيع/ربح/استرجاع-
األسواق المالية:
السوق هي المكان أو أسلوب االتصال ،أو اإلجراءات المتداخلة ،مما يجمع بين البائع والشاري ،إلنجاز تبادل تجاري
معين ينطوي على تقابل في المصالح بينهما ،ولكل سوق من األسواق أعراف وتقاليد تنظم العمل فيها .وتتمتع األسواق،
التي هي أكثر تطوراً وأهمية ،بأنظمة خاصة بها وبقواعد وآلية عمل معينة تضبط أداءها وتحفظ الحقوق الخاصة والعامة
المتعلقة بنشاطها.
ليست سوقاً واحدة متجانسة ،بل هي أسواق متمايزة كل واحدة منها متخصصة بنوع معين من أنواع المبادالت المالية،
ولكل منها مؤسساتها الخاصة وإن كانت في بعض األحيان متداخلة .وتع ّد المصارف التجارية ،وشركات التأمين،
والبيوتات المالية ،وشركات االستثمار والتوظيف ،وجمهرة المتعاملين باإلسناد التجارية ومؤسسات البورصة وهيئات
الوساطة من أهم مؤسسات «األسواق المالية.
وعليه يجب أنقوم بتفعيل حقيقي لألسواق المالية في الجزائر لتحفيز الجماعات و األفراد و حتى البنوك من االستثمار
في األسواق المالية و االبتعاد عن االكتناز لألموال دون أي فائدة للدولة و للمجتمع.
االستهالك:
هو استخدام سلع أو إتالفها أو التمتع بخدمات ،وذلك من أجل إشباع حاجات أو رغبات معينة .ويمكن النظر إلى
االستهالك على أنه الهدف أو الغاية األساسية لكل النشاطات االقتصادية .ولالستهالك عالقة عضوية باإلنتاج،
فاالستهالك يواجه دائماً إما بالسلع التي تنتج في ذلك الوقت وإما بالسلع التي أنتجت من قبل .ولالستهالك دور أساسي
في تركيب البنيان االقتصادي وفي تحريك العجلة االقتصادية ،إذ إن االستثمارات وفرص العمل هما أمران متعلقان بحجم
الطلب الكلي على السلع والخدمات.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
4
واالستهالك هو:
- 0األكل
- 4األلبسة
- 3الطرقات
- 2المستشفيات
- 5األدوية
- 6االنارة الخاصة و العامة
- 7الغاز
- 8البنزين
...- 9ألخ
كل ما يستعمل يوميا يدخل في خانة االستهالك و عليه فترشيد االستهالك هو ترشيد في استعمال المال العام سنقوم
بالدراسات الالزمة مع أهل االختصاص لترشيد استهالك الدولة و الخواص و حتى األفراد للحفاظ على المال العام
والهدف األساس من ترشيد استعمال المال العام هو تحويله الستثمار إلنشاء مناصب شغل.
االستثمار:
تعتبر الشركات متعددة الجنسيات إحدى األشكال العديدة التي يتخذها االستثمار األجنبي المباشر لالنطالق نحو
أسواق جديدة .وعادة ما تكون هناك العديد من الدوافع واألسباب التي تشجع هذه الشركات على االنطالق إلى مواقع أو
مناطق خارج أوطانها األصلية .إال أن الفائدة هنا ال تكون أحادية الجانب (لصالح تلك الشركات فقط) ،حيث تجني
الدولة المضيفة فوائد تفوق ما تسعى إليها تلك الشركات ،وهو ما يدفع تلك الدول الستقطاب هذا النمط من االستثمار
األجنبي المباشر .وتتنوع الفوائد التي تعود على الدولة المضيفة لتشمل؛ تدفق رؤوس األموال إليها ،وخلق فرص عمل
ووظائف جديدة وبالتالي اإلسهام في حل مشكلة البطالة ،نقل واستخدام التقنية الحديثة ،رفع مستوى مهارة األيدي
الع املة ،اإلطالع على أساليب العمل الحديثة ،االستفادة من خبرات ومعلومات وتجارب هذه الشركات ،استقدام
المعدات واآلليات الحديثة ،تنويع موارد النقد األجنبي.
نعمل ألجل استقطاب الشركات المتعددة الجنسيات لتقوية االستثمار المباشر للوصول شيء ما إلى مستوى الدول
المتقدمة و تشجيع خاص لالستثمار الداخلي بمساعدة الشركات الوطنية الخاصة و العمومية للوصول إلى مراتب
الشركات العالمية من حيث التوظيف ,التكنولوجية و االنتشار حول العالم.
النماذج واألشكال الرئيسية للمشاريع العامة:
نموذج المصلحة العامة :
وهي المشاريع العامة التي تدار أو تلحق باإلدارات أو المصالح الحكومية بغرض إدارة أنشطة معينة مثل البريد ،والسكك
الحديد...،إلخ ,حيث ال تتمتع تلك المنظمات باستقالل مالي وإداري عن الحكومة ،بل تعتبر تنظيما تابعا لها تخضع
لنفس القواعد المطبقة على باقي األجهزة الحكومية فيما يتعلق بأسلوب إعداد الميزانية ودمجها بالموازنة العامة للدولة،
ونظم الحسابات والمراجعات المالية ,كما تطبق على نموذج المصلحة العامة نفس قواعد ونظم العاملين المطبقة في باقي
األجهزة الحكومية فيما يتعلق باختيار وتعيين ومحاسبة ومكافأة العاملين.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
5
المؤسسات العامة :
إن أهم ما يميز نموذج المؤسسة العامة عن نموذج المصلحة الحكومية هو تمتعه بالشخصية القانونية المستقلة عن
باقي األجهزة والمصالح الحكومية ،وهو بذلك يستطيع التقاضي باسمه وإبرام العقود ،واقتناء الممتلكات ،وعقد القروض،
والحصول على اإلعانات .
وعادة ما يكون نموذج المؤسسات العامة مملوكا ملكية كاملة للدولة ،وهو بذلك ليس له أسهم أو مساهمون (أحيانا
ال تكون المؤسسة العامة مملوكة بكاملها للدولة) ،كما أن نشأة المؤسسة العامة عادة ما يكون وفقا لقانون خاص يحدد
أهدافها واختصاصاتها ،وكيفية وشكل اإلدارة العليا لها والعالقات التي تربطها بالمصالح والوزارات الحكومية (أحيانا ال
تكون نشأة كل مؤسسة عامة وفقا لقانون خاص ،بل يتم وفقا لقانون واحد ينظم أوضاع المؤسسات العامة) .
وعلى الرغم من خضوع نموذج المؤسسة العامة لرقابة الدولة المباشرة لضمان تحقيق األهداف العامة وحماية الصالح
العام ،فإن لها استقالال ملموسا عن السلطة المركزية يتمثل في تمتعها بذمة مالية خاصة بها ،وموازنة مستقلة ،ونظم
للمحاسبة والمراجعة ،ونظم وسياسات توظف مستقلة .كما يتولى مسئولية إدارة المؤسسات العامة مجالس إدارة يتم
تعيين أو تنحية أعضائها من قبل السلطة المركزية المختصة .
ويالحظ أن إنشاء نموذج المؤسسات العامة عادة ما يكون بغرض خدمة أغراض اقتصادية أو تجارية (نموذج
المؤسسة العامة االقتصادية ) .كما قد يتم إنشاؤه ألداء بعض األنشطة غير التجارية والتنموية مثل تنمية المناطق
المتخلفة( ،المؤسسات العامة الخدمية ) .
ويتميز نموذج المؤسسة العامة عن نموذج المصلحة العامة بأنه يتمتع بقدر أكبر من المرونة فيما يتعلق بالشؤون
المالية واإلدارية وكذلك في اتخاذ القرارات واالستقاللية في إدارة العمل اليومي ،كما أنه يتمتع بمقدرة أكبر على مواجهة
الضغوط السياسية واالجتماعية والدفاع عن اعتبارات الكفاءة والفعالية .حيث إن وجود مجالس لإلدارة بنموذج
المؤسسات العامة يحد كثيرا من أثر التدخالت السياسية حيث تعمل بمثابة حاجز أو فاصل بين السلطة المركزية وإدارة
المشروع العام ،وذلك خالفا لنموذج المصلحة العامة الذي يعتبر إحدى االعتبارات التابعة مباشرة للسلطة المركزية و في
الجزائر يوجد العديد من المؤسسات العامة التي يجب إعادة النظر فيها من جانب العنصر البشري الذي يديرها و من
جانب هيكلتها و تسيير األموال التي ضخت في صناديقها من طرف الدولة.
الشركات العامة :
وهي المشاريع العامة التي تكون ضرورية إلدارة المشروعات التي تقوم باإلنتاج المباشر للسلع والخدمات ،أو
االستثمار المباشر في عمليات تجارية أو مالية مماثلة لتلك التي تقوم بها المشاريع الخاصة ،والتي يتم إنشاؤها حسب
النصوص القانونية لقانون الشركات المساهمة العادي الذي تخضع له باقي الشركات المساهمة الخاصة .
ويمكن التمييز بين نوعين من الشركات العامة .
إحداهما الشركة العامة المملوكة ملكية كاملة للدولة .واألخرى الشركات المختلطة المملوكة ملكية جزئية للدولة بحصة
ال تقل عن %50من رأس مال المملوك ،حيث أن ملكية الدولة لألغلبية من رأسمال الشركات المختلطة تضمن للدولة
حق تعيين األغلبية من أعضاء مجالس إدارتها ،ومن ثم التحكم في قرارات مجالس اإلدارة ،وفرض إرادتها على الشركة.
ويتميز نمط الشركة العامة بوجود هيكل رأس مال مقسم إلى أسهم يملكها مساهمين سواء من القطاع العام أو
الخاص ،وبأن له موازنة مستقلة عن الموازنة العامة للدولة ،وبنظم عاملين مختلفة عن نظام الخدمة المدنية ،وكذا بإدارته
من خالل مجالس إدارة تتولى الحكومة تعيينها في حالة الشركات العامة المملوكة بالكامل للدولة ،أو من خالل قيام
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
6
الحكومة باالشتراك مع مساهمي القطاع الخاص باختيار ممثليها في حالة الشركات المختلطة ،ومن ثم تمتعه بقدر أكبر
من االستقاللية في إدارة العمل اليومي ،والتحرر بدرجة أكبر من البيروقراطية الحكومية .
ويرجع تفضيلنا لنموذج الشركة العامة لما يوفره ذلك الشكل من إمكانية إنشاء مشاريع مشتركة باالشتراك مع رأس
المال الخاص المحلي أو األجنبي .كما أن البالد بحاجة ماسة القتصاد مختلط ،و ألننا نؤمن بالدور المهم الذي يلعبه
القطاع الخاص في عملية التنمية ،قد نفضل نموذج الشركة العامة أو المختلطة عن نموذج المؤسسة أو الهيئة العامة نظرا
لسهولة بيع الشركات المختلطة أو العامة في المستقبل للقطاع الخاص إذا ما قررت الدولة ذلك .
أنه على الرغم من أن الشركة العامة من المفترض أن ينشأ لخدمة أغراض إنتاجية أو تجارية مماثلة لتلك التي تقوم به بعض
المشاريع الخاصة ،فإن نموذج الشركات العامة قد يطالب أحيانا بتحقيق بعض األهداف االجتماعية والسياسية .
يمكن لمواطن التمييز بين نوعين من المشروعات العامة ،النوع األول المشروعات العامة التقليدية ،وهو ما يطلق على
نموذج المصلحة العامة ونموذج الهيئة العامة أو المؤسسة العامة الخدمية .والنوع الثاني المشروعات العامة غير
التقليدية ،وهو ما يطلق على نموذج الشركة العامة أو المشتركة أو نموذج المؤسسة العامة االقتصادية .فالمشروعات
العامة التقليدية ،هي المشروعات العامة التي من المفترض أن تهدف إلى توفير وتقديم الخدمات األساسية وخدمة
السياسة العامة للدولة أكثر من أن تستهدف تحقيق الربح ،وهي بذلك أقرب إلى مفاهيم وأساليب اإلدارة العامة عن
مفاهيم وأساليب إدارة األعمال .أما المشروعات العامة غير التقليدية ،فهي المشروعات العامة التي من المفترض أن تقوم
باإل نتاج المباشر للسلع والخدمات أو االستثمار المباشر في المشروعات التجارية والمالية والتي تستهدف تحقيق فائض
في إيراداتها بما يمكنها من تغطية تكاليف اإلنتاج واستخدام الفائض أو جزء منه لتدعيم مركزها المالي ،والتوسع في
أنشطتها ،أو ترحيله لدول أخرى حتى يمكن استخدامه في مشاريع وأنشطة اقتصادية أخرى ،وهي بذلك تكون أقرب إلى
مفاهيم وأساليب إدارة األعمال عن مفاهيم وأساليب اإلدارة العامة.
مناخ االستثمار:
- 0االستقرار األمني
- 4اليد العاملة المؤهلة
- 3توفر السيولة
- 2محاربة التهرب الضريبي
- 5محاربة غسل األموال
- 6مكافحة الرشوة و الفساد
- 7سوق تبادل األموال
- 8القوانين المحفزة
الخيارات االقتصادية للجزائر في ضل العولمة:
ترك المجال شاغرا أمام صندوق النقد الدولي ومجموعة العشر الكبار للتحكم في العالم وخلق مرحلة إمبريالية جديدة.
وإن إقامة نظام عالمي جديد هي صنيعة السبعة الكبار وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية.
غير أن هذا النظام يعمل ضمن نسق غير مباشر للحكم لسنا هنا بحاجة إلى إعادة تقرير هذه المسلمة التي أصبحت
بديهية لدى العام والخاص ،ولكن بديهي أن نقيم بينها ،كعالقة جديدة تربط هذه البنيات االجتماعية ،وبين الفئات
االجتماعية في إطار بلد سائر في طريق النمو ،مقاربة واضحة من أجل استكشاف االنعكاسات اإليجابية والسلبية التي
أدت إلى بروز ظواهر اجتماعية طفت على السطح من دون أية مقاومة ،وطبيعي جدا أن يهب عدد ليس بالهين من
المتتبعين للشؤون العامة لهذه البلد إلى دق ناقوس الخطر.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
7
وال أحدا يشك في أن واقع البلد أصبح متخلف و ازداد سوءا بظهور ظواهر اجتماعية تتقدمها ظاهرة الهجرة عموما
والسرية خصوصا .انتشار الفقر و البطالة ,االنحالل الخلقي ,الرشوة ,االعتداءات إلى غير ذلك من اآلفات االجتماعية
المرتبطة أساسا بالعولمة و حرية الشخصية و حرية المبادرة و غير ذلك من المفاهيم التجديدية .هل لنا خيار أخر؟
لم يعد لهذا البلد إال خيار االنخراط في هذا التطور ،مادامت ال تملك المقومات الحقيقية لولوج أي خيار آخر قادر على
اإلجابة على اإلشكاالت التي تعانيها التنمية فيها .وأكيد جدا أن الذي سيتأخر في محاولته الفاشلة إليجاد منفذ ألزماته
سيخلق أزمات أخرى جديدة.
إال أن ترتيب هذه البنيات االجتماعية ضمن هذا التنسيق الجديد في إطار نظام عالمي جديد ،كلف وسيكلف القوة
العظمى والقوى الثانوية الكثير من الحروب إلعادة ترتيب دول العالم وفق متطلبات السوق الجديدة ،مما سينعكس على
مستوى العالقات الدولية بإفراز تكتالت اقتصادية وبالتالي سياسية تسعى إلى المساهمة في هذا الترتيب ،هذه التكتالت
االقتصادية التي تتطور ضمن قوانين المنافسة التجارية الحرة والمضاربات المالية القوية ،أفرزت بشكل أو بآخر ،بتوجيه
من المؤسسات المالية الكبرى تحالفات متنوعة من أجل البقاء على المصالح للكثير من المقاولين في نفس الوقت الذي
أطاحت فيه بالعديد من المؤسسات االقتصادية في عالمي المال واألعمال.
في ظل هذه الشروط الدولية ،نمت الكثير من العالقات بين الدول المتقاربة خاصة بين ضفتي البحر األبيض المتوسط،
وهكذا برزت إلى الوجود تكتالت أورومتوسطية ،احتوت العديد من البلدان المطلة على البحر جنوبا أو شماال أو شرقا
بما في ذلك إسرائيل التي لم يكن لها وجود دولي من ذي قبل إال في منتصف القرن الماضي .هذه التكتالت الدولية لم
تأت إال استجابة للعديد من المطالب في إطار المصالح المشتركة ،مؤطرة ضمن الحوار الحضاري بين شعوب تلك
البلدان في محاولة إلقناع العديد من الفرقاء االجتماعيين واالقتصاديين لالنخراط في العديد من الورشات االقتصادية
والسياسية والثقافية لإلجابة عن العديد من الظواهر االجتماعية التي استفحلت تباعا ،كنتائج لهذه التطورات الرأسمالية
(الهجرة السرية ،الجريمة المنظمة ،المخدرات ،اإلرهاب الدولي ,الحروب الداخلية).
محاربة هذه اآلفات يستدعي:
- 0محاربة الفقر
- 4مواصلة التنمية بتحفيز على االستثمار
- 3تشجيع االستثمار و خلق مناصب شغل
- 2حل المشاكل االجتماعية من سكن و تحسين ظروف الساكنة
- 5مكافحة الجريمة المنظمة
- 6مكافحة االتجار بالمخدرات بالردع و العقوبات الصارمة.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
8
الفساد أسبابه و محاربته
الفساد:
شهدت السنوات الماضية اعترافا متناميا بمشكلة الفساد و التصدي له اهتماما متجددا من صانعي القرار و السياسات
في العالم تمثل في الفرق الداخلية التي شكلت في البنك الدولي و صندوق النقد الدولي ,و العمل المتزايد لمنظمة
الشفافية الدولية غير الحكومية و منظمة الدول األمريكية و االتحاد األوروبي و القرار الذي اتخذ مؤخرا من منظمة
التعاون االقتصادي و التنمية بتجريم الرشوة في دفع تبادالت األعمال الدولية و المجموعة من األدبيات التطبيقية بشأن
الفساد و أثاره االقتصادية و االجتماعية.
الفساد يعتبر من المعوقات التي تضعف قدرة الدولة على جذب االستثمار األجنبي المباشر .و تمر الدولة بمرحلة االنتقال
من االقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق ألوضاع غير مستقرة مما يفتح المجال لجني أرباح طائلة عبر عمليات تلقي
الرشوة و تفشي الفساد في معظم األجهزة الحكومية و ففدانيها للمصداقية في التعامل .أضف إلى ذلك الزيادة المتنامية
باآلثار االقتصادية و التنمية و المساعدات و القروض.
الفساد هو سوء استعمال المنصب الحكومي لغايات شخصية و يشمل ذلك الرشوة و االبتزاز و في هذه الحالة يدخل
في العملية طرفان أو أكثر.و قد يكون الفساد فرديا في حالة األعمال المحظورة التي يستطيع المسؤول الرسمي القيام بها
بمفرده و من بينها االحتيال و االختالس استغالل النفوذ و مال التعجيل و هو المال الذي يدفع لموظفي الحكومة
لتعجيل النظر في أمر محدد يقع في نطاق اختصاصه أو دفع أموال للحصول على منصب حكومي و استغالله لربح
األموال.
و يمكن تمييز نوعين من الفساد عندما يتم تنفيذ و تقديم الخدمات المشروعة أي عندما يقوم الموظف بقبض الرشوة من
أجل القيام بمهمة عادية هو أصال مكلف للقيام بها.
أما الحالة الثانية فهي عندما يقوم الموظف بتأمين خدمات يمنعها القانون ,كتسريب معلومات سرية متعلقة بالمشاريع أو
إعطاء تراخيص غير مبررة.و نقسم الفساد إلى قسمين هما:
- 0الفساد الصغير والموجود بكثرة :الذي يتمثل في الرشوة الصغيرة و المنتشرة لدى صغار الموظفين و المسئولين
الحكوميين ذوي الرواتب المحدودة من أجل زيادة دخلهم.
- 4
أما النوع الثاني فهو الفساد الكبير عندما يقوم السياسيون و كبار المسئولين بتخصيص األصول العامة
لالستخدام الخاص ,اختالس األموال العامة ,و الدخول في رشاوى الصفقات التي تضمن مبالغ مالية و صفقات و
عقود كبيرة بالمليارات .و رغم اختالف اآلثار المترتبة عليها إال أن كال النوعين خطر يجب مكافحته و محاربته.
أسباب الفساد:
تتعدد أسباب الفساد انتشار الفساد و تختلف من إدارة إلى آخرة غير أنه يزيد عند توافر الظروف العامة التي تسمح له
باالنتشار و التفشي و يمكن تقسيم هذه األسباب إلى أسباب مباشرة و غير مباشرة
و تتمثل األسباب المباشرة في:
- 0سيادة بعض القوانين و الصالحيات التي تمنح للمسئولين
- 4عدم وضوح النظام الضريبي و عدم كفاية شفافية القوانين و اإلجراءات الضريبية
- 3ضخامة حجم بفض المشاريع الحكومية
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
9
و تتمثل األسباب الغير المباشرة في:
- 0انخفاض دخل العائالت بسبب البطالة و البحث عن العيش الكريم
- 4
عدم استقرار البيئة القانونية و التشريعية التي تحكم المؤسسات الحكومية
- 3عدم شفافية القوانين و التشريعات المتعلقة بالفساد
أثار الفساد:
االقتصادية و االجتماعية:
- 0يضعف النمو االقتصادي,
- 4يؤثر على استقرار و مالئمة مناخ االستثمار,
- 3يزيد من تكليف المشاريع,
- 2يخفض العائد على االستثمار,
- 5
يؤثر على روح المبادرة و يضعف الجهود لقيام مشاريع استثمارية جديدة,
- 7
يؤدي إلى إضعاف جودة البنية األساسية و الخدمات العامة,
- 6يقوم بتغيير تركيبة عناصر اإلنفاق الحكومي,
- 8يحد من قدرة الدولة على زيادة اإليرادات,
- 9يضفي إلى معدالت ضريبية متزايدة من عدد متناقص من دافعي الضرائب و يقلل ذلك من قدرة الدولة على
توفير الخدمات العامة األساسية مثل التعليم و الصحة و تتجه إلى اإلنفاق بشكل أكبر على مجاالت االستثمار المفتوح
للرشوة.
- 01إضعاف دور الدولة و فتح باب االنتهازية لذوي النفوذ المالي لالستيالء على المشاريع و مناصب الحكم.
محاربة الفساد:
- 0وضع قوانين صارمة لردع كل مرتشي
- 4تأسيس محاكم خاصة و قضاة مختصين في محاربة الفساد
- 3توعية المواطن بخطورة الرشوة و التبليغ عليها
- 2توفير السالمة الجسدية و المعنوية من طرف الدولة لكل مواطن أو موظف يبلغ عن الرشوة
- 5خلق جهاز أمني مختلط من كافة أسالك األمن مختص في محاربة كل أنواع الفساد
- 6االنخراط في الجهود الدولية لمحاربة الفساد
- 7إنشاء جمعيات محلية و وطنية لمحاربة الفساد.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
10
دور الدولة في العدالة االجتماعية
التدخلية :
مقولة تدل على تدخل السلطات العامة في النشاط االقتصادي والحياة االجتماعية ،بقصد توفير العدالة االجتماعية بين
المواطنين وتيسير النشاط االقتصادي بغير عقبات ،بما يوفر القوة االقتصادية للدولة والرفاهية للمواطنين .التدخلية ليست
وضعاً وسطاً بين الرأسمالية ،باعتبار أنها (التدخلية) تقيد حرية النشاط الخاص ،وبين االشتراكية ألنها «التدخلية» تقر
الملكية الخاصة لرؤوس األموال.
- 0حماية العمل والضعفاء اقتصادياً
- 4تنظيم الشؤون النقدية والمالية
- 3شراكة القطاع الخاص لزيادة اإلنتاج و التوظيف
ممارسة تطبيقية في تدخل منظم ،تقود إليه الضرورات االقتصادية واالجتماعية لوضع أسس العدالة االجتماعية.
االكتفاء الذاتي:
في المجال االقتصادي فيعني السياسة التي تتبعها دولة بهدف تحقيق اكتفائها باالعتماد على مواردها الذاتية فقط .أي
تعيش على المنتجات التي تنتجها بنفسها من دون التعامل مع العالم الخارجي ،أو يكون االكتفاء الذاتي اقتصادياً ،حين
توجد منا طق جغرافية صالحة بطبيعتها لتكون مناطق اكتفاء اقتصادي ،وفي غنى عن االرتباط بالعالم الخارجي.
ال نستورد أي قسم مما نستهلكه إنما نستهلك كل ما ننتجه وننتج فقط ما تستهلكه ,أي االكتفاء الذاتي النسبي فهو
ممارسة اقتصادية عملية تهدف إلى تقليص اعتماد الدولة على عالقاتها مع العالم الخارجي وإلى تحقيق أكبر قدر ممكن
من االكتفاء الذاتي االقتصادي.
تقتضي المصلحة االقتصادية الوطنية والضرورة اإلستراتيجية تحقيق قدر معين من االكتفاء الذاتي االقتصادي يوفّر حداً
مقبوالً من التوازن مع العالم الخارجي ومستوى محدداً من األمن وحرية اتخاذ القرار الوطني ،بعيداً عن الضغوط وفي منأى
عن التبعية .وال يجوز بأي حال من األحوال أن تُترك القرارات االقتصادية القومية رهناً بحسابات الربح التجاري فقط.
اقتصاد العمل:
أحد الفروع الرئيسة في االقتصاد الدولي الحالي .أما تفرعاته الرئيسة فتشمل:
0ـ العمل والعمال وأرباب العمل ،وكل ما يتصل بهذه الموضوعات لزيادة كمية العمل وإنصاف العمال واالسـتغالل األمثـل
للعمل.
4ـ الجزء من القوى البشرية التي تعمل أو تبحث عن عمل ،أي ما يسمى بقوة العمل ،وكل العوامل المؤثرة فيها.
3ـ إنتاجية العمل واألجور التي تدفع للعمال والتي يجب أن تكون متناسبة مع هذه اإلنتاجيـة .وممـا الشـك فيـه أن األجـور
التي تدفع في مقابل العمل تتأثر بما يستطيع العمال تقديمه من مدخالت في العمليـة اإلنتاجيـة .واإلنتاجيـة أيضـاً تـؤثر فـي
كل من المعروض والمطلوب من العمل.
2ـ ـ البطالــة والعمالــة الكاملــة ،أو كيفيــة معالجــة البطالــة للوصــول إلــى التشــغيل الكامــل الــذي يع ـ ّد أحــد األهــداف الرئيســة
القتصاد العمل.
5ـ القوانين الناظمة لمفهومات العمل وحقوق العمال وتنظيمات العمالية.
علينا القيام بكل هذه الدراسات حتى نتمكن من وضـع سياسـة تشـغيل تتمشـى و متطلبـات سـوق العمـل و إنصـاف العمـال
و أصحاب العمل في القطاعين العام و الخاص من حيث الحقوق و التكفل االجتماعي و الواجبات.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
11
و إذا ما أشرنا إلى البطالة فنالحظ أن معدل البطالة في الجزائر يرتفع مع حملة الشهادات الثانوية أي الجامعة ، 32.4 %
في حين يصل معدل البطالة إلى أقصاه 50 %ما بين حملة الشهادة االبتدائي 14.8 %لحملة الشهادات الثانوية.
باإلضافة إلى فائض رأس المال البشري ،المعبر عنه بمعدالت البطالة المرتفعة لجميع المستويات التعليمية مع اختالف
حدة هذه المعدالت ،هناك سبب آخر يمكن أن يفسر المساهمة المتواضعة لرأس المال البشري في نمو الناتج ،والمتمثل
في نوعية التعليم .فوفقاً لمتطلبات المرحلة الراهنة التي تستوجب علينا العمل الجاد لتكوين كما نوعا العديد من الموارد
البشرية لبعث عجلة التطور.
الرأس المال البشري:
يعتبر مؤشر معدل األمية أحد أهم المؤشرات المستخدمة في قياس رصيد رأس المال البشري كميا .ورغم تحسن هذا
المعدل الذي ارتفع من 43 %عام 1980إلى حوالي % 57في األلفين ،إالّ أن معدل األمية ال يزال أكبر من
المتوسط السائد في البلدان المتقدمة.
ويعتبر مؤشر معدالت االلتحاق بالمدارس مؤشرا ثانيا لقياس رصيد رأس المال البشري .وكمكمل للمؤشر الثاني يمكن
اإلشارة إلى المؤشر الثالث هو الرقم القياسي للتعليم وهو عبارة عن توليفة من معدالت االلتحاق بالمراحل االبتدائية
والجامعية ،ومعدل معرفة القراءة والكتابة .أما المؤشر الرابع لقياس رصيد رأس المال البشري فيتمثل في مؤشر التنمية
البشرية و الذي يدخل في إطار البرنامج أألممي لإلنماء و هيكل اإلنفاق على التعليم كمؤشر خامس خاص لتطور رأس
المال البشري .يعتبر رأس المال البشري هو األساس في التنمية و ليست الموارد الطبيعية فحسب.
فاالهتمام بتطوير الرأس المال البشري أمر مهم في تطور البالد ألن هناك عالقة و وطيدة بين مستويات التكوين/
اإلنتاج/التطور /الرفاهية االجتماعية.
لعل مصدر قلقنا الذي نبديه من اآلثار السلبية المحتملة لسياسات التكييف الهيكلي على التعليم و من ثم رأس المال
البشري تنبع أساسا من حقيقة أن الخفض في اإلنفاق الجاري قد يترتب عليه خفضا في اإلنفاق على التعليم .و طالما أن
التعليم هو مصدر أساسي من مصادر اإلنتاجية التي من شأنها على تعزيز قدرة رأس المال البشري و من ثم تعزيز مصادر
النمو االقتصادي ,و لذلك نسجل قلق من أن يؤثر خفض اإلنتاجية و التأثير سلبا على النمو.
فسياسات التكييف الهيكلي تؤثر على التعليم و من ثم الرأس المال البشري من خالل مستويات التحليل الكلي و
الجزئي .فعلى المستوى الكلي يتم ذلك من خالل إجراء الميزانية العامة للدولة ,و الخصخصة ,و تجدر التجارة الخارجية
الكلية و القطاع المالي و إعادة التنظيم " "dérégulationو تحرير أسعار الصرف .و أن من شأن هذه السياسات
الكلية أن تؤثر سلبا على القطاع العائلي و على التخصيصات القطاعية لالستثمار ,و على المستوى العام لألسعار بالشكل
الذي يؤثر على استثمارات القطاعات العائلية المرتبطة بالقرارات التعليمية الخاصة بأبنائهم بفعل هذه السياسات.
فهناك ربط مباشر بين السياسات الكلية المتخذة و اآلثار على االلتحاق بالمدارس من ناحية ,و المفاضلة بين أسواق
العمل و التعليم من ناحية آخرة.
فمن واجب الدولة اإلحاطة بالعائالت و إعطاء المساعدات المباشرة للعائالت المعوزة لتتمكن من مواصلة اإلنفاق على
التعليم و المساه مة في رفع مستوى التعليم و من جانب أخر على الدولة كذلك محو كل الفوارق االجتماعية بين
المواطنين في المدارس و الجامعات و تحسين مستوى التعليم بما يتمشى و متطلبات سوق العمل.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
12
أما بالنسبة لتحليل الجزئي نرى:
- 0درجة الرفاه االقتصادي للقطاعات العائلية تلعب دوراً رئيسياً في قرارات إرسال األطفال للمدارس
- 4تمارس تكاليف الدراسة أثراً سلبياً على مشاركة األطفال
- 3يمارس متوسط دخل الفرد أثراً إيجابياً على االلتحاق بالدراسة
- 2كلما كان رب األسرة أكبر سناً كلما زاد احتمال التحاق األطفال بالمدارس
- 5في حالة أن رب العائلة من اإلناث يقل احتمال التحاق األطفال بالمدارس
- 6كلما زادت أجور األولياء كلما ارتفع احتمال التحاق األطفال بالمدارس و الجامعات.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
13
الشباب:
طغت على ساحة النقاش في الجزائر ،في الفترة األخيرة ،تجاذبات بين المدافعين عن العمل السياسي ممن يعتبرون
المشاركة السياسية ركيزة البناء الديمقراطي ،وبين القائلين إن النفور من العمل السياسي أصبح واقعا معيشا ،خاصة لدى
فئة الشباب بفعل عوامل متعددة ،جعلت المواطنين ،والشباب بصفة أخص ،ينصرفون عن العمل السياسي في الجزائر
ل الهتمام أكثر بالسياسة الغربية و المطالبة فقط بالمساواة االجتماعية دون التدخل الفعلي و االنخراط في الحياة
السياسية.
وهيمنت على النقاش مقولة عزوف الشباب عن المشاركة السياسية بسبب ما يعتبره بعض المهتمين جمود الحياة السياسية
و غلق األبواب أمام الشباب لتقلد المسؤوليات وتراجع دور األحزاب في الساحة السياسية وفي المجتمع بفعل ترهلها،
مع الزمن ،وعدم استيعابها للتحوالت التي يعيشها المجتمع الجزائري.
وهناك من يرجع نفور الشباب من العمل السياسي إلى عوامل مرتبطة بما أصبح شائعا تحت يافطة شيخوخة الزعامات
الحزبية وعدم تجديد النخب ،وعقم العمل السياسي ،وتهميش الشباب الناتج عن طغيان هاجس الوصاية المفروضة عليهم
من طرف القيادات السياسية ،مما جعل مجال استقطاب الشباب عصيا .
ومن الالفت أن عددا متزايدا من الشباب في الجزائر أصبحوا ،في الوقت الراهن ،يتوجهون نحو جمعيات المجتمع
المد ني النشيطة في العمل الميداني في مختلف القطاعات ،والمهتمة بمختلف جوانب الحياة اليومية للمواطنين.
وينبع تفضيل الشباب االنخراط في العمل الجمعوي ،مما يُتيحه هذا العمل من فرص للتعبير عن الذات والكشف عن
الطموحات وإبراز الطاقات الكامنة في الشباب.
فالتجمعات السياس ية تتعامل مع الشباب بمنطق الوصاية واإلرشاد ،في الوقت الذي يحرص فيه الشباب على الرغبة في
فرض النفس وتفجير طاقاتهم وإبراز مواهبهم وتحقيق الذات ،والرغبة في طرح اإلشكاالت بحرية ودون قيود .
لكن هناك رأيا آخر يؤكد أن العمل السياسي ما زال يستقطب عددا متزايدا من الشباب ،وأن هناك جهودا تُبذل من طرف
الفاعلين السياسيين ،قصد إعادة الثقة بالعمل السياسي لدى المواطنين ،وخاصة فئة الشباب.
ويربط العديد من الشباب والمهتمين بين المشاركة السياسية للشباب وبين التطور الديمقراطي وتعمق حس المواطنة ،على
أساس أن العقود األربعة الماضية خلفت انعكاسات سلبية على حجم المشاركة السياسية للشباب ،بسبب غياب هذين
العنصرين ،وهو ما يتعين العمل على تصحيحه مستقبال.
األحزاب السياسية في موقع المساءلة ويقول بعض الشباب إن العديد منهم أصبحوا يعتقدون بال جدوى االنخراط في
األحزاب ،طالما أن الديمقراطية الداخلية لألحزاب لم تترسخ بعد ،وطالما أن الجو العام السائد داخل األحزاب ال يوفر
أي هامش للعمل السياسي البناء والمثمر المبني على تفجير الطاقات والمواهب التي يزخر بها الشباب.
ويذهب بعضهم إلى أن االنخراط في الجمعيات ال يعني انصرافهم عن الشأن العام ،على اعتبار أن العمل داخل هيئات
المجتمع المدني يُخول المشاركة في تدبير الشأن العام وإن بشكل غير مباشر ،من خالل المساهمة في تطوير المجتمع،
ودعم التنمية ،والمساهمة في محاربة الظواهر االجتماعية السلبية ،فضال عن أن العمل الجمعوي يمكن الشباب من تأكيد
ذواتهم بالعمل في ما يدر المصلحة العامة لإلنسان والمجتمع.
إن موضوع الشباب يطرح مسألة اآلفاق والمكانة التي يفتحها المجتمع لألجيال الشابة .فعندما يشعر الشاب أنه يعيش
في مجتمع يحسن اإلنصات إليه ويمنحه االهتمام المستحق والرعاية الالزمة ،فإنه ينخرط بحماس في العمل السياسي،
والعكس صحيح .أن الفئة الهشة في المجتمع هم الشباب إلى جانب النساء واألطفال ،على اعتبار غياب المكانة
االجتماعية المخصص لهذه الفئة .و يمثلون أهم موارد المجتمع هي الموارد البشرية ،التي ينبغي االعتناء بها ،والشباب
يتميزون بطاقة هائلة يسعون إلى تفجيرها والتعبير عنها ،وعندما ال يجدون متنفسا لهم ،فإن ذلك يدفعهم إلى االنصراف
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
14
عن العمل السياسي المقنن إلى أشياء آخرة كاإلرهاب أو استهالك المخدرات و االنخراط في التنظيمات اإلجرامية
إلثبات الذات.
ونؤكد أن العالقة الشباب و العزوف عن السياسية يستلزم استحضار معطيات عديدة من ضمنها ما هو تاريخي ،ففي أيام
االستعمار نالحظ أن المقاومين كانوا كلهم شباب ،كما أن الذين ساهموا في أحداث 0988كانوا شبابا ،وكذلك الشأن
بالنسبة إلى حرب التحرير ،التي كان الشباب هم محركوها ،ذلك أن اآلفاق كانت مفتوحة للشباب وكان الشباب
متحمسين إليجاد موقع قدم لهم في المجتمع ومتطلعين إلى ذلك ويعملون له بكد ،لكن الذي حدث بعد اليوم هو أن
الشباب أصبحوا يحسون أنه لم تعد لهم مكانة في مجتمعهم ،وال يجدون أنفسهم في المستقبل مما أدى إلى عدم
االهتمام بالعمل السياسي عموما ،وهذا ال يعني أن الشباب غير ُمسيسين ،بل بالعكس ،فذلك يؤشر إلى أن الشباب لم
يعودوا يحسون أن لهم مكانة في المجتمع.
اآلن الشباب ال يجد نفسه في المجتمع ،األحزاب الموجودة أعادت إنتاج البنية نفسها ،ال تعنى بالشباب وبالتالي أصبح
الشباب له رد فعل معاكس .الجمعيات تستهوي الشباب بسياسة القرب .انصراف الشباب عن العمل السياسي واكبه بروز
ظاهرة االنخراط القوي المعاكسة للدولة و لألحزاب ،وذلك ألسباب سبق ذكرها ،وألن الشباب ،أيضا ،يشعرون أنه لم
يبق لدولة و لألحزاب ما تمنحها لهم بعد أن عجزت عن مواكبة التحوالت المجتمعية للجزائر وأصبحت عاجزة عن فهم
تطلعات وانتظارات الشباب ،وال تسمح لهم بالتعبير عن ذواتهم وطموحاتهم بشكل حر كما يرغبون.
في هذا السياق ,عزوف الشباب عن الممارسة السياسية له أسباب تاريخية ،إذ لم تعط للشباب «القيمة المستحقة له»
في العمل السياسي وظلوا مهمشين ولم تعط لهم فرصة حقيقية للتعبير عن ذواتهم وأفكارهم ،وهو ما دفع بالشباب إلى
االنخراط في الرفض المتواصل لكل القرارات و قطع الصلة بالدولة ورجالتها.
- 0يجب اعتماد سياسة القرب ،وخاصة خاليا األحياء التي تلعب دورا بارزا في هذا الصدد،
- 4الخاليا عموما ،تمنح للشباب فرصة للعمل الميداني بشكل يحقق طموحهم في المساهمة في الدفع باألشياء
نحو األمام.
إن فقدان الشباب الثقة في السياسية جعل نسبة كبيرة منهم ال تنخرط في العمل السياسية .و يجب ذكر أيضا عوامل
اجتماعية أخرى مثل البطالة والفقر .إضافة إلى غياب التطبيق لبرامج األحزاب السياسية ،وظهور مجموعة من اللوبيات
التي تتعاطى للعملية السياسية مثل" شباب االنتفاضة" على صفحات التواصل االجتماعي وهو ما جعل الشباب يتجهون
نحوها.
يظهر واقع الشباب السياسي في الجزائر وكأن الحياة السياسية في غيبوبة ,وان مفهوم السياسة كإدارة للشأن العام
والمشاركة فيه أصبح في هذه المرحلة مرتبطا بالمحسوبية والمنافع واستغالل النفوذ والناس لمصالح فئوية وشخصية
ضيقة,األمر الذي ساهم في إبعاد الناس عن السياسة وجعل السياسيين في واد والناس عامة والشباب خاصة في واد آخر.
ليس متاحا للشباب الجزائري في معظم التراب الوطني االنخراط في العمل السياسي عبر القنوات المؤسساتية ,كون هذه
القنوات شبه مغلقة,ال يعبر منها إال بعض الساعين إلى مكاسب.ذلك أن الفساد السياسي واإلداري ضارب في غالبية
المؤسسات السياسية على امتداد التراب الوطني,وهو واقع ال يقابله الشباب الجزائري بغير النفور واالستياء ,في غياب
القدرة على التغيير والتأثير وإزاء هذا الواقع الذي تنعدم فيه الحياة السياسية وتتراجع فرص مشاركة الشباب بفاعلية في
مجتمعهم واستشراء الفساد السياسي ,يضع الشباب الجزائري نصب عينيه الهجرة سبيال للخالص.
لقد بينت دراسة استطالعية آلراء ألف شاب وشابة في القضايا العامة 31في المائة اعتبروا أنهم ال يهتمون بالشؤون
السياسية والعامة في الجزائر ,ألنها قضايا ال تعنيهم وال تهمهم .بينما اعتبر 27في المائة من العينة أنهم يهتمون لكنهم
ال يشاركون ,في حين أشار 7.47في المائة إلى أنهم يشاركون في شكل مستمر.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
15
- 0
تحديد عدد مقاعد الشباب قانونيا في البرلمان .
-4إطالق حرية العمل السياسي لفئة الشباب
-3تشجيع الطلبة في الجامعات على تأسيس نوادي تهتم بعلم السياسة وبالعمل السياسي.
-2تدريس حقوق اإلنسان والحريات العامة ليس في الجامعات فحسب بل حتى في الثانويات أيضا.
-5تأسيس برلمان مصغرة على مستوى الجامعات وعلى مستوى الثانويات يحس من خاللها الشباب أنهم بالفعل
نوابا وقادة وممثلين للشباب وللشعب ومن ثم يتدربون على فن اإللقاء والتواصل الجماهيري.
-6تخصيص برامج إعالمية تطرح فيها الشباب مشكالتهم وهمومهم والمعوقات التي تقف أمامهم في جميع
المجاالت ،بحضور الشباب والمهتمين بقضايا الشباب.
-7تنظيم ندوات ودورات تدريبية ومحاضرات خاصة بالشباب وبقضاياهم تتيح الفرصة لهم للتعبير عن أرائهم
وانشغاالتهم وطموحاتهم.
ينبغي على البرلمانيين أوال االضطالع بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم إزاء صياغة السياسات االجتماعية و
االقتصادية في الدول العربية ،واتساقا مع مبدأ أن زيادة مشاركة الشباب في الحياة العامة يعتبر عنصرا حاسما في
نجاح كل برامج التنمية ،فان البرلمان يتحمل دون شك مسؤولية كبيرة في تعزيز دور الشباب في المجتمع السيما
في ترسيخ المسيرة الديمقراطية و تحسين عملية التنمية ،وذلك:
-أن يسعى البرلمانيون إلى انضمام حكوماتهم إلى و التصديق على االتفاقيات و المواثيق الدولية ذات الصلة ،و
قرارات األمم المتحدة المتعلقة بالشباب.
ضمان التنفيذ الفعال من جانب الحكومات اللتزاماتها الدولية في هدا الشأن،من خالل وسائل الرقابة البرلمانيةالمختلفة،من استجوابات وطلبات إحاطة و أسئلة ،فضال عن إمكانية إنشاء لجان تحقيق خاصة وغير ذلك من
وسائل.
سن التشريعات التي تحمل بين جنباتها الوسائل واآلليات الكفيلة بخلق مناخ الشباب لزيادة مشاركته في الحياةالسياسية،مع االهتمام بمتابعة تنفيذ القانون من خالل القائمين على وضعه موضوع التطبيق.
تطوير لتشريعات والقوانين والممارسات الوطنية التي تساعد على التطبيق السليم إلجراء التنمية وإعطاء دور اكبرللشباب لكي يسهم في تحسين عملية التنمية ،حيث تظل اإلجراءات المقررة في المواثيق الدولية المختلفة في
حاجة إلى أن يكون لها انعكاس في السياسات والبرامج والتشريعات الوطنية.
يتحمل البرلمانيون مسؤولية ضمان التطابق بين النصوص القانونية الوطنية السارية في المجتمع وبين رفع التعارضبينها بما لهم من كفاءات قانونية و فقهية و بالدراسات المتعمقة التي يقومون بها حول مختلف قضايا الشباب.
كذلك يتولى البرلمانيون اهتماما كبيرا بالدبلوماسية البرلمانية باعتبارها أرقى صور الدبلوماسية الشعبية ،فيحرصالكثير منهم على توطيد عالقاتهم ببرلمانات العالم المختلفة وعلى التواجد المؤثر في المحافل والملتقيات لبرلمانية
اإلقليمية والدولية ،ومما الشك فيه أن ذلك يوفر فرصا علنية لتبادل الخبرات في نطاق تعزيز دور الشباب في لكثير
من المجاالت خاصة مجالي الديمقراطية و التنمية ،خاصة في ضوء التطور الذي شهده المجتمع الدولي في
السنوات األخيرة من ايالء أهمية قصوى للعناية بحقوق اإلنسان و متابعة مدى احترامها و االلتزام بها ،ذلك أن
الملتقيات البرلمانية بأشكاله المتعددة غالبا من تتعرض لقضايا حقوق اإلنسان أو الموضوعات وثيقة الصلة لها.
كما يتحمل البرلمانيون ،باإلضافة لما سبق ،مسؤولية العمل على تعزيز دور الشباب في الديمقراطية وتحسين مناخ
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
16
التنمية وأعمالها في الواقع من خالل القوانين التي تصدر عن البرلمان ،والتي تحكم المؤسسات السياسية والقانونية
و القضائية.
العمل على تقوية العالقة بين الشباب والبرلمان عن طريق تنظيم برامج لزيارات الطالب و الشباب إلى البرلمانلمتابعة العملية التشريعية،وااللتقاء بممثليهم،و التوسع في نشر برامج برلمان الشباب،وتدريب الشباب على العمل
البرلماني عن طريق تعميم برامج تتيح لهم فرصة العمل كمساعدين ألعضاء البرلمان .والتوسع في برامج المحاكاة
البرلمانية لنموذج مجلس الشعب في الجامعات.
دعم مشاركة الشباب في العملية االنتخابية من خالل زيارة عدد من مرشحي الحزب من الشباب في االنتخاباتالعامة والمحلية ،وتحفيز الباب على المشاركة في االنتخابات ،وتسهيل إجراءات الحصول على البطاقة االنتخابية،
و تسهيل عملية التصويت.
تنمية الثقافة السياسية للشباب عن طريق تشكيل لجنة قومية يشارك فيها المتخصصون المعنيون وأصحاب الرؤىالسياسية،وتقوم بمراجعة مناهج التربية الوطنية.
دور المشاركة السياسية في تحصين كرامة اإلنسان
العناصر األساسية لتحقيق الكرامة اإلنسانية من خالل المشاركة في الحياة السياسية:
• الحق في الحرية:
الحرية قوام كرامة اإلنسان ومع إن البشر قد يمتلكونها على درجات متفاوتة فأنها ليست امتيازا خاصا ألي فرد ,أو
جنس ,أو طبقة.وتعد تنمية الحرية مدخال للوحدة الوطنية ,ومقدمة لما يشبه القرابة العالمية ,والدعوة لممارسة
الحرية هي دعوة شاملة ,ومهمة لكل إنسان.
• تأمين الحرية الشخصية:
نأكد على أن المشاركة السياسية الشعبية يجب أن تكون حرة ,تحافظ على كرامة اإلنسان داخل مجتمعه,،فالمواطن
يجب أن يكون على ثقة على أنه لن يتعرض لألذى الشخصي نتيجة المشاركة.وقد حددت المادة التاسعة عشر من
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ضمانات الحرية التي تجعل المشاركة السياسية عمال آمنا في ظل احترام المبادئ
الواردة في هذه المواد التي تدافع عن الحق في الحرية,والتحرر من االستعباد,واالسترقاق,والتحرر من
التعذيب,وغيره من ضروب المعاملة,أو العقوبة القاسية و الالإنسانية أو المهينة ,وكذلك التحرر من
االعتقال,واالحتجاز والنفي التعسفي,فضال عن التحرر من التدخل التعسفي في الحياة الخاصة ,أو في شؤون األسرة
أو المسكن,والمراسالت مع ضمان حرية التنقل,واختيار محل اإلقامة .
• ضمان الحريات التي تطور األداء:
وذلكم من خالل إتاحة الفضاء السياسي للفرد ليشارك في العملية السياسية ،وبالتالي للرفع من مستوى المشاركة
السياسية وفي هذا الصدد تبرز حقوق حرية الرأي,وحرية التعبير ,واإلعالن ,والتجمع ,وتكوين الجمعيات
واإلجراءات القضائية المستقلة ,والحماية من التمييز ,وأنشطة تثقيف الناخبين ,واالجتماعات ,والتجمعات السياسية
,وحرية التنظيمات السياسية في أداء عملها ,وتطوير قدرتها على المشاركة الفاعلة .
• التأكيد على المساواة وعدم التمييز:
إن التمييز إنكار للحقوق األساسية والمقبولة عالميا لجميع البشر ,وحرمان لإلفراد والمجموعات من التمتع
بها,وقد جاءت الدعوة لمكافحة التمييز في الفوانين الدولية كافة في أي نوع,سواء بسبب العنصر,أو اللون,أو
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
17
الجنس,أو اللغة,أو الدين,أو الرأي السياسي,أو أي رأي آخر ,أو األصل الوطني,أو االجتماعي ,أو الثروة أو الميالد
,أو أي وضع آخر .لقد كفلت االتفاقيات الدولية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وحق البشر في التمتع
الكامل بمبدأ المساواة ,وعدم التمييز.
• احترام حق الشباب في العمل السياسي:
لألسف ما نراه في مجتمعانا عموما هو استغالل الشباب فقط عند اقتراب االنتخابات التشريعية والحلية في الدعاية
السياسية والتسويق السياسي ليس إال ،وهو ما يعتبر انتقاص من كرامتهم السياسية ولذلك فإنني أطالب بالدفاع عن
حق الشباب في المشاركة السياسية وبالتالي احترام كرامتهم اإلنسانية في هذا الجانب:
بان تسن قوانين جديدة تتعلق بتحديد نسبة تمثيلية الشباب في المجالس التشريعية والبرلمان.
أدعو إلى تأسيس لجنة برلمانية تعنى بقضايا الشباب.
أدعو إلى االهتمام بالشباب المهاجرين في بالد أخرى ودعم حقهم في المشاركة السياسية في بلدانهم األصلية.
أدعو الشباب إلى الدفاع عن حقهم في اتخاذ القرار من داخل األحزاب السياسية وذلك بداية عن طريق التثقيف
السياسي وفهم السياسة العامة التي تنتهجها الدولة في سياقها الجيوسياسي والمتوسطي والدولي وكذا بتأسيس
نوادي تهتم بحقوق اإلنسان وبعلم السياسة وبعلم االقتصاد وبغيرها في مختلف الجامعات ،من شان هذه النوادي
السياسية أن تصقل قدرات الشباب وتحقق ذاتهم وترفع من معنوياتهم وتحافظ على كرامتهم وحقهم في التعبير و
التغيير و اتخاذ القرار.
اآلثار اإليجابية للمشاركة السياسية على األفراد:
تؤثر المشاركة على األفراد وعلى السياسة العامة للدولة .فعلى مستوى الفرد تنمى المشاركة فيه الشعور بالكرامة والقيمة
واألهمية السياسية وتنبه كال من الحاكم والمحكوم إلى واجباته ومسؤولياته وتنهض بمستوى الوعي السياسي.
كما أنها تساعد على خلق المواطن المنتمي الذي يعد عماد قوة وعافية الجسد السياسي.
وعلى صعيد السياسة العامة تجلب المشاركة أكبر منفعة ألكبر عدد من األفراد إذ أنها تدفع الحاكم إلى االستجابة
لمطالب المواطنين وتسهم في إعادة توزيع موارد المجتمع بشكل أكثر عدالة .ومن ثم حيث يؤدى ازدياد عدد
المشاركين إلى مزيد من العدالة االقتصادية واالجتماعية عن طريق قيام الحكومة بإعادة توزيع الدخل والثروة.
إذا كان اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان يؤكد أن "االعتراف بالكرامة المتأصلة وبالحقوق المتساوية والثابتة لجميع أفراد
األسرة البشرية هو أساس الحرية والعدل والسالم في العالم".
فانه من باب أولى االعتراف بحق الشباب في المشاركة السياسية وفي المساهمة في اتخاذ القرار السياسي من داخل
الهيئات السياسية بإتاحة الفرصة للشباب للوصول إلى مراكز قيادية داخلها ومن داخل المجالس التشريعية بتخصيص
نسبة مائوية خاصة بتمثيلية الشباب واقترح أال تقل عن ℅31ومن داخل الحكومة وهذه الدعوة أوجهها إلى المسؤولين
في البرلمان و الحكومة وذلكم بضخ دماء شابة جديدة في شريان الحكومة وتشبيب الوزارات من الداخل من جهة ومن
جهة أخرى تشجيع الشباب على المشاركة السياسية من داخل الهيئات السياسية بسن قوانين جديدة التي تحدد نسبة
تمثيلية الشباب في أعلى هيئة سياسية .
وأخيرا ،فالشباب عموما هم ثروة البالد الحقيقية في عالمنا ،فهم الحاضر والمستقبل ،هم األمل والطموح لكل تقدم
وتنمية أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية أم ثقافية ولذلك وجب صون كرامة الشباب بإعادة االعتبار لدورهم في
المجتمع ومشاركتهم في الحياة السياسية والعامة .
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
18
العمل:
التنمية البشرية:
نستعرض أوالً تقويماً حول تطور مفهوم التنمية وصوالً إلى التوافق حول مفهوم التنمية البشرية أو التنمية
المتمركزة على اإلنسان .وتتعرض الحصة إلى االنتقال من مفهوم التنمية بالبشر ومن ثم تنمية البشر إلى التنمية
من أجل البشر .وينعكس هذا التطور على أساليب القياس وعلى أهداف النمو كما ينعكس على صياغة
السياسات التنموية على المستويات الوطنية و المحلية (مثل التنمية والبشر ،واألهداف األلفية) .ويشكل
التشغيل أبرز الصالت بين التنمية واإلنسان بما يوفره من مصدر للدخل و اإلشباع الذاتي وبما يحتاجه من تعليم
وتدريب .
اقتصاديات العمل:
يش ّكل تشغيل الموارد البشرية الوظيفة الثالثة في إدارة الموارد البشرية .وتعتمد على فهم آلية سوق العمل من
حيث عرض العمل والطلب عليه والتوازن الذي يتم في السوق بين العرض والطلب ،من خالل األجور .ويعني
اختالل التوازن البطالة أو عجز القوى العاملة .لذلك نقدم المفاهيم األساسية لسوق العمل (السوق واآللية
واألجور والتشغيل والبطالة) ودور األطراف المنخرطة في أنشطها ودوافعهم .ونعطي اهتماماً خاصاً لتشغيل
المخزون التعليمي نظراً ألن رأس المال البشري المتجسد في قوة العمل يمثل تكلفات مرتفعة على الفرد
والمجتمع إن لم يتم تشغيلها بالشكل الكفؤ .وإن العالقة بين التعليم وسوق العمل تطرح مشكالت عدة ليس
فقط من حيث مدى التطابق العددي بين العرض والطلب ،لكن كذلك في مدى التطابق في النوعية وفي مستوى
المدرسة في تلك االختصاصات).
التعليم ومختلف اختصاصاته (المهن
ّ
التعليم وسوق العمل:
يشكل التعليم جانباً من الوظيفة الثانية في إدارة الموارد البشرية .وقد يكون التعليم استهالكاً في بعض جوانبه
للفرد والجماعة لكن الجوانب األكثر أهمية هي أنه استثماراً فردياً واجتماعياً يعطي ثماره على أمد طويل ويعوض
ما أنفق الفرد أو المجتمع لتحصيله .وتبين موضوع صلة التعليم بالتنمية أو صلة التعليم بالكسب ،بدءاً من
نظرية رأس المال البشري والتطويرات العديدة عليها إلى نظرية اقسام سوق العمل .وبين عناصر هذا االستثمار:
تكلفته وعوائده .وتعين المواطن على التعرف إلى دور التعليم في سوق العمل من حيث بناء المسار المهني ومن
حيث توزيع الكسوب في المجتمع.
البطالة وتحديات التشغيل:
تتعرض أسواق العمل ،إلى جملة من التحديات التي تعكس ثقلها على فرص التشغيل ومواصفاته( التقانات
والمؤهالت) ،وعلى التعليم الالزم إلعداد الفرد للعمل في مجتمع متغير .وتتركز أبرز التحديات في المجاالت
التالية .التغيرات المالحظة في نطاق العلم والتقانة ،وفي البيئة االقتصادية المحلية (أثر برامج اإلصالح
االقتصادي والخصخصة )وفي العالقات الدولية (أثر اتفاقيات التجارة الخارجية) .ويضاف إلى ذلك عدد من
التحديات الهامة ونذكر منها التشغيل في القطاع العام وكفاءته ،وهجرة العمالة إلى الخارج وما تسببه من
صدمات وتبعات ،ومستوى المهارات وتنميته الموارد البشرية لمجتمع ذي معدالت عالية للنمو.
سياسات التشغيل:
إذا كانت مشكلة البطالة أصبحت ظاهرة عالمية فإنها في بلدنا تأخذ طابعاً شديد الخطورة ليس فقط ألنها تمس
فئات معينة كالمتعلمين والشباب بل ألنها تطرح جدوى االستثمار المتزايد في التعليم وتكوين رأس المال
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
19
البشري .ولم تنجح محاوالت توثيق الصلة بين ُمخرجات التعليم وحاجات سوق العمل ألسباب تتعلق بهذين
الجانبين معاً .مما عزز التوجه إلى صياغة سياسات تشغيل وعدم االكتفاء بتخطيط القوى العاملة بمختلف
منهجياته .
وتهدف بعض هذه السياسات إلى التركيز على جانب التكوين والتدريب وإعادة التأهيل ،بينما يهدف غيرها إلى
تحسين ظروف العمل ورفع الكفاءة -اإلنتاجية .كما تركز سياسات أخرى رفع الطلب عن القوى العاملة وعلى
تقاسم العمل وتغيير ساعاته ومكانه بل أدواته ذاتها .وتسمح التقانات المعاصرة بطيف من السياسات يختلف
حظها من النجاح باختالف الخلفية المطبقة وجدية أنواع مشكالت سوق العمل.
خصائص سوق العمل الجزائرية:
تتميز سوق العمل (وتختلف المناطق فيما بينها في ذلك) بعدد من الخصائص التي يمكن استعراضها وتفسيرها
والتحدث عن حلول لمشكالتها .وتبدأ بتقديم الخلفية االقتصادية في البلديات و الواليات ألسواق العمل من
حيث ضيق القاعدة اإلنتاجية.
ومن خصائص أسواق العمل ازدواجيتها بين تقليدية وحديثة ،والدور الواسع للقطاع العام فيها مع ضعف الحماية
االجتماعية للعمل وفيه .وتغلب على القوى العاملة عملها في القطاع الزراعي وكونها بمؤهالت محدودة وبالتالي
بإنتاجية متواضعة أيضاً .ولم يفلح التعليم ،في رفع كبير لمهارات العاملين (أو لم يقدم لهم التأهيل المناسب
لحاجاتهم وحاجات مواقع عملهم وبلدياتهم) .كما تمتاز القوى العاملة الجزائرية المؤهلة بحركيتها الشديدة من
الوطن إلى الخارج .فتعرف الجزائر العمالة الوافدة من جانب والهجرة الكثيفة لقواها العاملة إلى بلدان خارجها
سواء هجرة يد عاملة مؤهلة أو بدون تأهيل أم هجرة األدمغة من جانب آخر.
دور المؤسسات الصغيرة والقطاع غير المنظم في التشغيل:
نعترف بأهمية القطاع غير المنظم والمنشآت الصغيرة في االقتصاد المعاصر وفي المناطق النائية على الخصوص
لما تلعبه هذه القطاعات من دور في تلبية الحاجات األساسية للسكان وفي توليد فرص العمل قليلة
االستثمارات والتي تعجز القطاعات المنظمة عن توليدها بنفس الكفاءة ونفس مستوى رأس المال المحدود.
وعلى الرغم من صعوبة تعريف القطاع غير المنظم فإن عدداً من الخصائص تميز وحداته من حيث الحجم
ومستوى التقانة ومستوى التنظيم وطرق اإلدارة والتسويق ،وعلى األخص مـ ــن حيث اليــد العاملة فيــه بمختلف
الجوانب (المهارات ،األجور ،الحمايات المختلفة .).وتركز الدراسات الحديثة المورد الكبير للمؤسسات
الصغيرة في التشغيل وتوليد الدخول كما نعترف على ضرورة الحفاظ على هذا القطاع في المرحلة األولى وعدم
تجريده من مزاياه النسبية وفي الوقت نفسه محاولة التخلص من عدد من نقاط القصور فيه ،وعلى األخص
موضوع شروط العمل وحماياته ،وكذلك محاولة تذليل العقبات المختلفة أمامه من حيث فرص التمويل والتدريب
والتسويق.
إدماج المعوقين :القاعدة الموحدة
الغرض من القواعد الموحدة بشأن تحقيق تكافؤ الفرص للمعوقين هو أن تكفل لألشخاص المعوقين ،إمكانية
ممارسة ما يمارسه غيرهم من حقوق والتزامات .فال تزال توجد عقبات تحول دون ممارستهم لحقوقهم وحرياتهم
وتجعل من الصعب عليهم أن يشاركوا مشاركة كاملة في أنشطة المجتمع .وتقع على عاتق الدول مسؤولية اتخاذ
اإلجراءات الالزمة إلزالة هذه العقبات .وينبغي على المعوقين ومنظماتهم أن يؤدوا دورا نشطا كشركاء في هذه
العملية .ويشكل تحقيق تكافؤ الفرص للمعوقين مساهمة أساسية في الجهود العامة على صعيد تعبئة الموارد
البشرية ،.هذا وقد يلزم توجيه اهتمام خاص لبعض فئات المعوقين كالنساء على سبيل المثال.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
20
"إعادة التأهيل" هي عملية ترمي إلى تمكين األشخاص المعوقين من بلوغ وحفظ المستوى الوظيفي األمثل على
الصعيد البدني أو الذهني أو النفسي و/أو على الصعيد االجتماعي ،بحيث تتوفر لهم األدوات الالزمة لتغيير
حياتهم ورفع مستوى استقاللهم .ويمكن أن تتضمن إعادة التأهيل تدابير ترمي إلى التمكين من أداء الوظائف
و /أو استعادة الوظائف المفقودة ،أو إلى التعويض عن فقدانها أو انعدامها أو عن قصور وظيفي .وال تتضمن
عملية إعادة التأهيل الرعاية الطبية األولية .وهي تتضمن تدابير وأنشطة بالغة التنوع ،بدءا بإعادة التأهيل
األساسية والعامة وانتهاء باألنشطة الموجهة نحو هدف معين ،ومن أمثلتها إعادة التأهيل المهني.
تحقيق تكافؤ الفرص والمساواة
يعني "تحقيق تكافؤ الفرص" عملية تكون من خاللها مختلف نظم المجتمع والبيئة ،مثل الخدمات واألنشطة
واإلعالم والتوثيق ،متاحة للجميع ،وال سيما المعوقين.
ويعني مبدأ تساوي الحقوق أن الحتياجات كل أفراد المجتمع نفس القدر من األهمية ،وأن هذه االحتياجات
يجب أن تكون هي األساس في تخطيط المجتمع ،وأنه يجب استخدام جميع الموارد بحيث تكفل لكل فرد
فرصة مشاركة اآلخرين على قدم المساواة.
فاألشخاص المعوقون أعضاء في المجتمع ،ولهم حق البقاء ضمن المجتمع المحلي الذي ينتمون إليه .وينبغي
أن يتلقوا الدعم الذي يلزمهم داخل الهياكل العادية للتعليم والصحة والعمل والخدمات االجتماعية.
وكما أن لألشخاص المعوقين نفس الحقوق ،فإن عليهم أيضا نفس االلتزامات .ومع إعمال هذه الحقوق،
يفترض في المجتمع أن تعقد المزيد من اآلمال على األشخاص المعوقين .وينبغي أن تتخذ ،في إطار عملية
تأمين الفرص المتكافئة ،ترتيبات تيسر لألشخاص المعوقين تحمل مسؤولياتهم كاملة بوصفهم أعضاء في
المجتمع.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
21
محاربة المتاجرة و استهالك المخدرات:
المخدرات ،اآلفة المزمنة التي تستفحل وتنخر في المجتمع الجزائري ،آخذةً في االزدياد في أوساط الشباب ،حيث
تنتشر المواد المخدرة بكثافة وبسهولة في متناول نسبة كبيرة منهم ،في ظل محاوالت األجهزة األمنية و بعض الجمعيات
لمعالجة هذه الظاهرة قبل وقوع الكارثة وفوات األوان.
تحول هذه الظاهرة قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة،
فقد وجدت أنفسنا معنين بمكافحة المخدرات بعد ّ
يعرض األمن االجتماعي لخطر االنهيار .و عليه أدرجنا محاربة
باعتبار أن كل تخاذل في هذا الموضوع من شأنه أن ّ
المخدرات في سلم األولويات السياسية واالجتماعية و تتمثل هذه المخدرات في:
- 0من األدوية والحبوب المهلوسة
- 4وصوالً إلى تنشق مادة "التينر" والهيرويين والكوكايين،
- 3تعاطي الحشيش في السهرات والتجمعات
إن حلقة المخدرات المفرغة تتطلب وقتاً لكي تُكسر "فنحن في حاجة إلى مزيد من تضافر الجهود للسيطرة على هذه
فنتوجه إلى كل شاب وشابة بدعوة إلى "عدم الدخول في متاهة المخدرات ألنها مادة مهلكة
المشكلة المتفاقمة".
ّ
ومميتة ،وألن تعاطيها وإدمانها أشبه باالنتحار البطيء"،
حب التجربة ،فال تكونوا جزءاً
ونحذر الشباب من "االنجرار وراء ّ
ً
من جحيمها ومضارها" .وبالعودة إلى الشاب الذي مصيره مجهول و يتجه إلى المخدرات ،يجب أن يعود إلى الحياة
الطبيعية من جديد مستعيداً صحته النفسية والبدنية وقدرته على التفاعل مع المحيط بعد أن نقوم بزرع األمل من جديد
في نفوس الشباب.
أسباب استهالك المخدرات:
- 0عدم الرضا بالواقع المعاش
- 4انعدام سبل تحسين األوضاع االجتماعية لفئات كبيرة من الشباب
- 3عدم تحقيق أهداف الطفولة في سن الشباب لنقس اإلمكانات المادية
- 2وجود بارونات مختصين في المتاجرة بالمخدرات
و إننا ال نستبعد أن المتاجرة و استهالك المخدرات هي احد الطرق الصهيونية لتدمير العائلة و تفكيك المجتمع و زرع
سموم قاتلة في أوساط الشباب الستغاللهم في الجريمة المنظمة و اإلرهاب.
محاربة اآلفة:
- 0اإلعدام لكل من يتاجر بالمخدرات
- 4تكوين فرق مختصة في محاربة المخدرات تنشط على المستوى الوطني
- 3مساعدة الجمعيات التي تنشط في مجال التوعية بمخاطر المخدرات
- 2إنشاء مراكز تكفل اجتماعي بكل مستهلكي المخدرات
- 5االلتزام بحل كل المشاكل االجتماعية للمواطنين كأحد األسباب الرئيسة التي تؤدي لتعطي المخدرات.
- 6إدماج برامج تعلميه في المدارس و الجامعات
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
22
- 7مراقبة مراكز العبور
- 8إنشاء فرق مراقبة االنترانت
من الطبيعي أن يبرز دور اإلعالم عند الحديث عن قضية المخدرات .فوسائل اإلعالم تستطيع أن تلعب دورا تنويريا رائدا
في مكافحة المخدرات ،كما أن بإمكانها أن تقوم بدور سلبي للغاية في هذا المجال ،سواء قصدت ذلك أم لم تقصد .و
الدور السلبي الذي نتحدث عنه ال يتمثل فقط في عدم االنخراط في جهود مكافحة المخدرات بل في خلق ثقافة
مجتمعية تتسم بالالمباالة تجاه انتشار المخدرات ،وحتى تمجيد آثارها المدمرة بشكل غير مقصود .
إن دور وسائل اإلعالم في مكافحة المخدرات يجب أن يتطور كما تطورت أساليب مروجي هذه اآلفة المدمرة ،فليس
معقوال أن نواصل العمل بنفس األساليب القديمة التي ثبت عدم جدواها وملها الناس وانصرفوا عنها.
ومن الضروري أيضا اإلشارة إلى أننا عندما نتحدث عن وسائل اإلعالم في معرض تأثيرها على الشباب ،فإننا ال نتحدث
فقط عن الصحافة واإلذاعة والتلفزيون ،على أهميتها ،ولكننا نتحدث أيضا عن اإلنترنت والمواقع اإللكترونية وعن
الرسائل القصيرة عبر الهاتف المتنقل وعن اللوحات اإلعالنية في الشوارع وعن المدونات ،وعن البريد اإللكتروني ,إذ إن
رفيق السوء لم يعد فقط شخصا آخر نتعرف إليه في المدرسة أو الشارع أو المعهد فيؤثر سلبا على حياتك ..بل هو أيضا
شخص آخر يعيش في الفضاء التخيلي بعيدا عنك ،في بلد قد تفصله عن بلدك مئات اآلالف من الكيلومترات ..ولكنه
قريب منك جدا وتعرفه عن قرب ،بل وتعتبره صديقك األقرب واألكثر إخالصا ،رغم أنك ال تعرفه شخصيا ولم تر وجهه،
بل تتواصل معه فقط في غرف الدردشة أو الرسائل اإللكترونية ..ويمكن لهذا الشخص أن يكون رفيق سوء حقيقيا ،فيؤثر
على الشاب تأثيرا مدمرا و ويغير من قناعاته ويقوده إلى طريق المخدرات المهلك.
وفي الوقت الذي يحدث فيه هذا اإلغواء المدمر للشاب لكي يدخل عالم لمخدرات فإن األهل الذين ال يشاهدون ابنهم
وهو يختلط مع رفاق سوء يعيشون في وهم كبير قد ال يستيقظون منه إال بعد فوات األوان .فالعائلة هي المركز الوقائي
األول.
دور األسرة :
وإذا كنا نتحدث عن دور وسائل اإلعالم فالبد أن نذكر بدور األسرة ،فإن هذا الفضاء فضاء مفتوح ال حسيب عليه وال
رقيب ،وقد غدت أكبر المسؤولية ملقاة على عاتق األسرة ..فأولياء األمور هم وحدهم الذين يستطيعون االنتباه إلى أي
تغير في سلوك أبنائهم نتيجة تصفحهم لإلنترنت ،أو دخولهم بعض المواقع وغرف الحوار .وهم وحدهم الذين
يستطيعون التأكد من سالمة الفضاءات التي يلجها أبناؤهم عبر اإلنترنت.
وعليه فإن رسالة التوعية من أخطار المخدرات يجب أن توجه لجميع أفراد األسرة لبناء نظام اجتماعي متكامل مدرك
ألخطار المخدرات وموحد ضد شرورها.
العالج غير مستحيل:
وختاما ،فإن وسائل اإلعالم المختلفة يجب أن ال تقف عند حدود طرح المشكلة ،بل عليها أن تتجاوز ذلك للحديث
عن الحلول ..فتعاطي المخدرات رغم أنه وباء وخيم إال إنه ليس نهاية الحياة .فالمدمن المبتلى بهذا الداء يستطيع أن
يستعيد قواه وأن يعود عضوا فاعال ونشيطا في المجتمع إذا ما تخلى عن هذا الداء ..ومن واجب وسائل اإلعالم أن تنبه
المدمن إلى وجود الهيئات والجهات الرسمية والشعبية التي تستطيع أن تمد إليه يد العون إلخراجه من مستنقع اإلدمان،
ولعل أهم رسالة يمكن أن توجهها للمدمن هي أنك لست وحدك في محنتك بل نحن جميعا معك وإلى جانبك حتى
تخرج من تلك المحنة.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
23
كما أن على وسائل اإلعالم أن تبرز ومن خالل النماذج الناجحة أن الخروج من هذا البالء ممكن .وقد عاد كثيرون من
بحر الضياع واستعادوا توازنهم واستأنفوا مسيرتهم في الحياة.
إننا في أمس الحاجة إلى إستراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات يكون اإلعالم شريكا فاعال فيها ..فقد دق الخطر أبوابنا
بشكل غير مسبوق نتيجة بعض المتغيرات التي شاهدتها المنطقة ولم يعد مجديا إنكار وجود المشكلة أو التهوين منها
ومن الضرورة بمكان أن تدرك وسائل اإلعالم أنها شريكة في هذا الجهد الوطني ،وأن عليها مسؤولية كبيرة في التصدي
لهذا الخطر بوعي وإدراك كاملين ،وبشكل يتجاوز االهتمام الموسمي إلى العمل المؤسسي الدائم.
كذلك وسائل اإلعالم و الشباب و المجتمع بأسره ملزم بالتبليغ على مروجي المخدرات في أوساط المجتمع للمصالح
المختصة تحت غطاء السرية و الحماية الكاملة من مصالح األمن.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
24
محاربة الدعارة:
ظاهرتي الدعارة و االغتصاب و طرق مواجهتهما ,ضرورة أن تتحرك الدولة تحركا حازما إلغالق أوكار الدعارة و مواجهة
انتشار الرذيلة و اإلباحية و هذا بإشراك الوزارات المعنية وزارة الشؤون الدينية وزارة التضامن و الشؤون االجتماعية و
وزارة الداخلية و الجماعات المحلية بوجوب قيامهم بحمالت للتوعية و التربية على األخالق و القيم الفاضلة .كما يجب
على وزارة الصحة و السكان بالكشف عن النسبة الحقيقية النتشار فيروس السيدا في الجزائر للمواطنين حيث أن كل
الدالئل تشير إلى أنها نسبة كارثية و تزداد بشكل سنوي نظرا النتشار الدعارة و العالقات الجنسية الفوضوية و نقص
الوعي .
هذه المبادرة جاءت لتأسس لمرحلة جديدة تماما و تكسر جدار الصمت و السلبية في مواجهة الدعارة و الرذيلة و من
خاللها ستبدأ المبادرة حمالت شاملة قانونية و تحسيسية و تحركات شعبية لمواجهة هذه الظواهر اإلجرامية .
نعترف بخطورة الد عارة و اإلباحية و عن دعوة األديان إلى العفة و حفظ األنساب لما فيه من خير للبالد و العباد ثم
طرق المحاربة:
- 0التوعية في المدارس بالمخاطر و العقوبات
- 4تسليط العقوبات القسوة لمرتكبي الجريمة
- 3محاربة الفقر كأحد األسباب المباشرة للدعارة و استهالك المخدرات
- 2التشغيل لحفظ كرامة اإلنسان
- 5إعطاء الحرية المطلقة للشرطة و الدرك الوطني للتدخل دون إذن في حالة ثبوت الجريمة
الظاهرة ال تحتاج إلى مكنسة من طرف الشعب ،بقدر ما تحتاج إلى إستراتيجية قادرة على قطع دابر الشبكات
المتخصصة في تجارة الرقيق األبيض ،تلك التي تتمتع بحرية اصطياد بناتنا من أمام المدارس و الجامعات ،وتنتزعهن من
طاولة التحصيل العلمي لتضعهن أسرة االستغالل ،وتحولهن إلى بضاعة تخضع لجميع قوانين السوق ،بل إن بناتنا أصبحن
مثل سلعة متاحة في كل مكان ،يعرضن للبيع بأرخص األسعار ،وكلما زاد عددهن كلما انخفض سعرهن ،وهذه خطة
شبكات الدعارة الجديدة ،التي تنتقل من حي إلى آخر للبحث عن ضحاياها ،سواء اللواتي يسقن إلى األوكار عبر بوابة
اإلغراء المالي أو اللواتي يغتصبهن عنوة ،ويتدخل السماسرة لعرض حلولهم التي يغلفونها بغطاء "المساعدة" ،وعوض أن
تلجأ المغتصبة إلى العدالة لطلب اإلنصاف ،تهرب من "الفضيحة" و"الشوهة" إلى أوكار الوسيطات ،وهنا تكتمل خطة
الشبكات التي تفتح بيوتها في كل مكان ،ليس فقط في المدن الكبرى كما قد يتصوره البعض ،بل إن األمر أصبح تجارة
متطورة جدا ،لها تصنيفاتها ،ولها أوكار منها األرقى من النجوم الخمس واألقل من الحضيض ،ولها بناتها/سلعها ،منهن
اللواتي يمكن أن تعرض الواحدة منهن أمام أكثر من زبون ويفتح المزاد عليها والتي تقذف في حضن أي وحش ليمتص
آدميتها.
دماء
العاهرة في النهاية ليست إال ضحية ،امرأة ال تقدم على خطوة بيع لحمها عن إرادة أو عن نزوة ،بل تعلم التي تقوم بذلك
أنها تنتحر ،وتفصل الروح عن الجسد ،ألنها حين تكون في أحضان الوحش الذي يشتري عذابها ،تنفصل عن ذاتها ،وعن
إنسانيتها وتصبح مجرد كتلة لحمية بين يدي مفترسها.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
25
العهر طريقة أخرى لالحتجاج وللتعبير أن "هذا الشخص" أسقطته الدولة عنوة من الئحة مواطنيها ،وسدت في وجهه كل
األبواب للعيش بكرامة .لكل هذه األسباب العاهرة ليست إال ضحية على الحكومة أن تنقذها وأن تعاقب وبال رحمة من
يستبيح شراء كرامتها.
ما نحتاج إليه ،ليس طرد العاهرات ،بل العمل إلدماج كل عاطل وعاطلة في سوق العمل وتوفير حياة كريمة للمواطنين
نساء ورجاال ،وتوعية المجتمع بمخاطر الدعارة ليس فقط من وازع ديني.
السكن:
السكن االجتماعي هو سكن مخصص للفئات االجتماعية المتوسطة أو ما يعرف بالطبقة الوسطى.
يجب أن تحتل قضية السكن في بالدنا موقعا متقدما قي قائمة األولويات االجتماعية و االقتصادية ,و بالتالي ,يقرض
علينا أن ننفتح كثيرا على هذه األولوية عبر إعادة النظر في سياسة اإلسكان الحالية التي مر عليها مجموعة من التطورات
و المتغيرات و هي ال تزال محتفظة بآليات و ميكانزماتها و بمفاهيمها و معاييرها ,بحيث أصبحت الحاجة االجتماعية
تتطلب سياسة إسكانية ناجعة تؤدي إلى تمكين المواطنين خاصة الفئات االجتماعية ذوي الدخل المحدود من امتالك
السكن الالئق بالمجان أو بتكلفة معقولة ,و في األوقات المناسبة ,و هنا علينا أن نطرح التساؤل التالي ,ما هو الشكل
األمثل للتدخل في سبيل تحقيق السكن لكل فئة مستحقة؟ ربما علينا في البداية أن نوضح األسباب التي تجعل قضية
السكن تحتل تلك المكانة المتقدمة في البالد ,و هي تكمن في سببين رئيسيين هما:
محدودية دخل المواطنين و هذا بسبب البطالة و العمل الغير مستقر من جهة,
و في إمكانية ان تصبح هذه اإلشكالية نقطة انطالق العديد من المظاهرات و عدم االستقرار االجتماعي و
السياسي من جهة ثانية.
ينجز السكن العمومي اإليجاري من قبل الدولة (ديوان التسيير العقاري) و بتمويل منها و يوجه فقط للفئات االجتماعية
المعوزة والمحرومة التي ال تملك سكنا أو تقطن في سكنات غير الئقة أو ال تتوفر على أدنى شروط النظافة .
ال يمكن لشخص أن يطلب منحه سكنا عمومي إيجاراي إذا كان :
عدم االستفادة:
يملك ملكية تامة عقارا ذا استعمال سكني
يملك قطعة أرض صالحة للبناء
استفاد من سكن عمومي إيجاري أو سكن اجتماعي تساهمي أو سكن ريفي أو سكن تم اقتناؤه في إطار البيع
استفاد من إعانة الدولة في إطار شراء أو بناء سكن أو تهيئة سكن ريفي .
باإليجار
االستفادة:
يقيم منذ أكثر من خمس ( )5سنوات على األقل ببلدية إقامته االعتيادية
وال يتجاوز دخله العائلي الشهري أربعة وعشرين ألف دينار ( 42.111دج)
سنه إحدى وعشرين ( )08سنة على األقل عند تاريخ إيداع طلبه.
إعطاء األولوية في السكن من سن 08سنة إلى 51سنة.
لجنة التوزيع:
األمين العام للوالية
رئيس الدائرة
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
26
رئيس المجلس الشعبي الوالئي
المدير الوالئي المكلف بالسكن
المدير الوالئي المكلف بالشؤون االجتماعية
مدير ديوان الترقية و التسيير العقاري
مدير الصندوق الوطني للسكن
ممثلين عن جمعيات األحياء
توفير السكن الوظيفي لكل مستخدمي اإلدارة و أعوان الدولة:
- 0عمال الوالية
- 4عمال الدائرة
- 3عمال البلدية
- 2عمل القطاعات الوزارية على مستوى الواليات
- 5أعوان الدرك الوطني
- 6أعوان األمن الوطني
- 7أعوان الجمارك
- 8أعوان الحماية المدنية
توفير السكن ذو اإليجار المتوسط : HLM
الذي ينجز من طرف الدولة و يلحق بالبلديات و يوزع على العائالت بدون دخل.
هذا زيادة على كل ال صيغ المتواجدة حاليا بهدف القضاء على أزمة السكن و بناء و حدات سكنية آخرة في القرى و
المداشر حسب الطبيعة و التركيبة السوسيولوجية لكل منطقة.
يتم انجاز هذا البرنامج من طرف كل الشركات الوطنية العمومية و الخاصة كل في مجال االختصاص و إضافة إلى شركات
آخرة أجنبية بعد عقد شراكة انجاز مع شركات جزائرية خاصة أو عمومية .الهدف األساس من هذا البرنامج هو إمكانية
انجاز ما يقارب 511.111وحدة سكنية في السنة.
تطور السياسات اإلسكانية:
القسريه للسكان من الدول
إن معدالت الزيادة الطبيعية للسكان في الجزائر باإلضافة إلى الزيادة المتأتية من الهجرات ّ
المجاورة ،والهجرات الداخلية من الريف إلى المدن الرئيسية ,وما يترتب عليها من تفاعالت تنعكس أثارها على مسيرة
التنمية المستدامة بعناصرها االقتصادية ,واالجتماعية ,والبيئية تؤدي إلى التفات الحكومة إلى ضرورة التطوير في
السياسات اإلسكاني ة واليات تنفيذ السياسات بهدف توفير السكن المالئم الستيعاب األعداد المتزايدة من السكان بما
يضمن الحياة الكريمة لكافة شرائح المجتمع.
إنشاء مؤسسة اإلسكان بهدف توفير السكن المالئم لذوي الدخل المحدود والمتدني .وسعيا منا في تمكين
الفئة المستهدفة في المجتمع من الحصول على مسكن مالئم .
إنشاء دائرة التطوير الحضري لتنفيذ مشاريع التطوير الحضري وتحسين المدن بمساحات للراحة و مساحات
خضراء و مناطق ترفيه و كذا المناطق المتدنية الخدمات والعشوائيات من مساكن قصديرية و بناءات فوضوية
أين تكثر اآلفات االجتماعية من استهالك للمخدرات و الدعارة وهذا بهدف تزويدها بكافة خدمات البنية
التحتية والفوقية والبنية االجتماعية وإعادة تنظيمها وتحسن البناء.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
27
إنشاء صناديق اإلسكان العسكري والتربية والتعليم.
توسيع نشاط الجمعيات التعاونية اإلسكانية.
لتوجيه قطاع اإلسكان ومعالجة االختالل في القطاع نتيجة التوسع العمراني وتعدد الجهات المعنية بتنفيذ المشاريع
السكنية وغياب التنسيق بينها يجب وضع اإلستراتيجية الوطنية لإلسكان بهدف توفير المساكن الكافية لذوي الدخل
المحدود والمتدني ,وتحسين كفاءة سوق األراضي ,وتبني بديل القطاع الخاص الموجه وتنمية برامج االستثمار اإلسكاني
و توفير المحيط المعيشي الالئق بالمواطنين باعتبارهم بشر.
انسجاما مع اإلستراتيجية الوطنية لإلسكان لتطوير أداء قطاع اإلسكان والتمويل اإلسكاني ,وتوجهات الرامية إلى تعزيز
النمو المستدام فقد يتم تنفيذ مشروع إعادة هيكلة قطاع اإلسكان وضمن اإلطار العام لمحتواة سياسات القطاع والتي
تضمنت برنامج إلصالح القطاع الحضري.
السياسات اإلسكانية وعالقتها مع مبادئ التنمية المستدامة :
إن التنمية المستدامة بمفهومها الشامل ترتبط في تحسين نوعية الحياة لتكون ذات معنى لكافة شرائح المجتمع في
الوقت الحاضر دون التأثير على مقدرة األجيال الالحقة في تلبية احتياجاتها في المستقبل .وعلية سوف نتجه في وضع
السياسات إلي التركيز على التنمية البشرية بإبعادها االجتماعية والبيئية إلى جانب االقتصادية لتحقيق تنمية إنسانية
مستدامة بمفهومها الشامل ,مما يتطلب التكامل في التخطيط والتنفيذ لألنشطة على كل المستويات االقتصادية
واالجتماعية والبيئية كمنظومة عمل واحدة تعمل ضمن إدارة متكاملة تستند إلى مبادئ الحكم السليم ,حيث ينطلق
الحكم السليم من اعتبار المدن أنظمة متكاملة يتم من خاللها صنع القرار بأسلوب تشاركي على كافة المستويات ضمن
رؤيا إستراتيجية تجمع كافة الشركاء وتتحدد فيها احتياجات التنمية خاصة وان قضايا المدن أصبحت تشمل القضايا
الفنية ,واالجتماعية ,واالقتصادية ,والبيئية ,والتشريعية لتعمل معا ضمن إطار مؤسسي يتناسب مع ظروف المجتمع
المحلي والوطني .من هنا يجب أن تنشأ العالقة بين مفهوم الحكم السليم والتنمية المستدامة لضمان تحويل النمو
االقتصادي إلى تنمية مستدامة في كافة المجاالت.
في مجال السياسات اإلسكانية حيث اإلسكان حاجة أساسية لإلنسان واحد المعايير الرئيسية في تحسين نوعية الحياة,
فان التحدي األساسي في السياسات اإلسكانية في األردن هو سد الحاجة السكنية والمواءمة مع معدالت الزيادة في
النمو السكاني من خالل توفير المسكن الصحي بأسعار تتناسب مع اإلمكانيات المادية للمواطنين نحو مزيد من تكافؤ
الفرص ومكافحة الفقر الحضري ,والتوزيع السكاني واإلسكاني المتوازن مع متطلبات التنمية.
مواجهة هذا التحدي يتركز عمل المؤسسة على مساري السياسات اإلسكانية واإلنتاج اإلسكاني بما يتوافق مع النمو
االقتصادي واال جتماعي والبيئي في ظل ارتفاع تكاليف اإلنتاج السكني خاصة وان سعر الوحدة السكنية يشكل ثمانية
أضعاف 1الدخل السنوي لألسرة.
في مجال السياسات اإلسكانية استنادا إلى مبادئ اإلستراتيجية الوطنية لإلسكان ,و مشروع إعادة هيكلة قطاع اإلسكان
تقوم المؤسسة بدور الممكن لكافة الجهات العاملة في قطاع اإلسكان ,التقييم الدوري للقطاع ودراسة الخلل واقتراح
السياسة اإلسكانية المالئمة .تسعى المؤسسة إلى تحفيز القطاع الخاص وتفعيل دورة االستثماري في مجال خدمة ذوي
الدخل المحدود ,وتبسيط اإلجراءات أمامه وتمكينه من تعميم خدماته ضمن التوجهات الهادفة إلى تخفيف األعباء عن
القطاع العام .كما تعمل على تنفيذ برنامج للقروض الصغيرة بهدف تعزيز القدرة اإلنتاجية للمستفيدين من مشاريع
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
28
المؤسسة عمالً بالتوجهات الوطنية للحد من مشكلتي الفقر والبطالة .تنفيذ برنامج دعم التمويل اإلسكاني بهدف تمكين
الموظفين من ذوي الدخول المحدودة من الحصول على المسكن المالئم .تحفيز القطاع المصرفي اإلسكاني على خلق
بيئة تنافسية في تقديم الخدمات التمويلية لغايات السكن .تعزيز دور البلديات في عمليات التنظيم وتخفيض العجز في
قسائم األراضي الصغيرة والموجهة للفئات المستهدفة.
مبررات إنشاء المدن السكنية المتكاملة الخدمات:
تنفيذا للتوجيهات والرؤية في تعزيز برامج التنمية المستدامة والمشاريع الوطنية التي تنعكس نتائجها مباشرة على مستوى
معيشة المواطنين ،فقد اعتمدت خطط على توفير مشاريع سكنية موجهة لموظفي القطاع العام ,حيث تؤكد رؤيتها بتأمين
مسكن لكل أسرة جزائرية ضمن بيئة مناسبة ,كما تؤكد أدائها لرسالتها في تمكين المواطنين من ذوي الدخول المحدودة
للحصول على مسكن مناسب.
وعلية فإن مبررات إنشاء المدن السكنية متكاملة الخدمات هي كما يلي:
.0سد الحاجة السكنية بكفاءة وفاعلية من خالل اإلنتاج السكني بكميات كبيرة على مساحات واسعة بتكاليف
إنتاج اقل مما ينعكس ايجابيا على سعر البيع ليتناسب مع القدرات المالية للمواطنين ورغبتهم في الدفع .بذلك
تمثل المدن السكنية احد الحلول لمشكلة ذوي الدخل المحدود في حال أن تم تطويرها وباتت ال تحصر
السكن بفئة معينة.
.4تفعيل الدور االستثماري للقطاع الخاص الوطني خاصة و األجنبي ثانيا في مجال اإلسكان وتمكينه من المشاركة
في عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية حيث التعاون يقوم بين مستثمري اإلسكان في القطاع الخاص
ومؤسسة اإلسكان .أيضا تساهم فكرة المدن السكنية في تطوير العالقات التشاركية بين المستثمرين في القطاع
الخاص حيث تشجع على تشكيل ائتالفات فيما بينهم ومع القطاع العام إلنتاج مساكن لكافة شرائح المجتمع
دون إلغاء الطلب على المساكن خارج إطار المدن السكنية.
.3تشكل المدن السكنية نواه جذب عمرانية تساهم في توجيه االمتداد العمراني ,التوزيع العادل للكثافة السكانية,
والتخفيف من السكن العشوائي ,والتوازن في االنتشار اإلسكاني وترشيد اإلنفاق والضغط على خدمات البنية
التحتية.
.2تحقيق هوية تنافسية للمدينة ذات خصائص عمرانية تسويقية تساعد على توفير صورة ذهنية ترتبط بالعناصر
الجمالية مثل المسحات الخضراء ,والساحات الفضائية.
إنشاء المدن السكنية وعالقتها مع سياسات التخطيط الحضري:
تعتبر المدينة حياة اإلنسان في انسجامها وأسلوب تنظيمها باالستخدام األمثل للموارد المتوفرة بما يضمن حق العيش
الكريم لكل مواطن وخلق التعايش بين السكان في المدينة السكنية نفسها ومع المجتمع المحيط بها بشكل يضمن
االستقرار مما ينعكس على التطوير في مفهوم المدن وما يتطلبه من تطوير وتنويع في األنماط المعمارية .ولتحقيق ذلك
نعتمد آلية إنشاء المدن السكنية بما يتوافق مع متطلبات ومعايير التخطيط الحضري كما يلي:
الخصائص السكانية والطبيعية للمدينة موقع المشروع:
تعتبر الحاجة السكنية والناتجة عن الزيادة في معدالت النمو السكاني %4.3من ابرز عناصر قرار اختيار مواقع
مشاريع المدن السكنية حيث التزايد في عدد السكان يؤثر على حجم الطلب والعرض اإلسكاني في السوق .أيضا عدد
المساكن ,ونسبة إشغال المساكن ,مستوى دخل األسرة ,المقدرة المالية والرغبة في الدفع وأيضا متوسط حجم األسرة.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
29
أيضا يؤخذ في االعتبار مساحة المدينة المستهدفة للمشروع السكني ,اتجاهات النمو العمراني ومخزون األراضي ,مواقع
األراضي المتوفرة والمساحات ,وأسعار األراضي ,فئات التنظيم ,وأحكام التنظيم والبناء .أيضا المحيط العمراني والقرب
من الشبكات العامة للخدمات.
.0تفعيل سياسة االنتشار في تنفيذ المدن السكنية لتشمل كافة البلديات بهدف تطوير كافة الواليات لتكون عامل
جذب سكاني ومراكز عمل ,وبهدف تخفيف الضغط السكاني والخدماتي على المراكز الحضرية الرئيسية,
وبهدف تحقيق التوازن في التوزيع السكاني بين المدن.
.4دعم البرامج الموجهة لخدمة ذوي الدخل المحدود والمتدني خاصة فيما يتعلق بتنظيم األراضي السكنية وتوفير
فئات التنظيم ذات المساحات الصغيرة من خالل تضمينها في المشروع الستعماالت األراضي استنادا لحاجة
المدينة واتجاهات النمو العمراني ضمن المخطط الهيكلي لكل مدينة.
.3تنظيم الجهود لمختلف الجهات العاملة في النشاط اإلسكاني وتفعيل التنسيق فيما بينها للتخطيط المستقبلي
لقطاع اإلسكان من خالل برمجة النمو العمراني ضمن خطط زمنية شاملة.
.2بناء القدرات المؤسسية لتحسين أداء كافة الشركاء من خالل توفير البيئة المؤسسية المناسبة لاللتزام في
التطبيق العملي لمبادئ التنمية المستدامة .يتم بناء القدرات على ثالث مستويات وهي المستوى المؤسسي,
والتنظيمي ,والقوى البشرية.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
30
القضاء:
استقاللية القضاء:
لتعزيز اإللمام والوعي بأهمية استقالل ونزاهة السلطة القضائية واستقالل ونزاهة أعضاء النيابة العامة واستقالل المهنة
القانونية بغية كفالة سيادة القانون والحماية الفعالة للحقوق والحريات األساسية التي يتمتع بها اإلنسان.
ما من شك في أن المقصود باستقالل القضاء هو قدرة القاضي على إحباط سعي أصحاب الجاه و المال و السياسة في
إمالء الحكم عليه أي القضاء.
ومن المؤّكد أنه لن يكون الستقالل القضاء أمر ممكن ما بقي في المجتمع الواحد قضاة ورجال سلطة وأصحاب جاه
مفر منه .وعلى
ومال متعايشين .وبما أ ّن المجتمع ال يمكنه االستغناء عن القضاة لذا فإن التعايش بينهم أمر ضروري ال ّ
كل فإن تد ّخل أصحاب النفوذ في شؤون القضاء هو ظاهرة اجتماعية ال تنال أصال من سلطة القضاء هي معضلة تصيب
بعض األفراد من ذوي اإلرادة الضعيفة .حقا إن مناعة االستقالل مرآة لشخصية القاضي وأخالقه ألنه اكتسب االستقالل
عن جدارة بمجرد اختاره االنتماء لسلطة معترف لها من الدستور باالستقالل ولذا لم يبق له بعد أن أصبح قاضيا سوى
العمل عن هذه المكاسب وال يتطلب ذلك سوى الرجولة.ال خوف على استقالل القضاء مادام القضاة يغارون عليه
قوة لمن يحاول النيل منه مهما عظم نفوذه.
ويتصدون بكل ّ
إن كان النيل من استقالل القضاء بالطريقة المذكورة هو ظاهرة عرضية وإ ّن إمكانيّة التص ّدي لها موجودة عند أهل الشأن
يتجسم في
أنفسهم وهي من شيم القضاة الكرام فإ ّن النيل من استقالل القضاء بطريقة أخرى يبقى واردا وهو أمر خطير
ّ
يتم النيل من
وجود قوانين و ترتيب يح ّد من ممارسة المهنة بحريّة تمنع من النطق بالحكم الالزم النزيه وبهذه الطريقة ّ
استقالل القضاء واإلطاحة.
حرية وإصدار
وبذلك يتأ ّكد أ ّن المقصود باستقالل القضاء هو قدرة القاضي على معالجة القضايا
ّ
بكل ّ
المتعهد بها ّ
بمجرد انتمائه
األحكام المح ّققة للعدل والمبنية على اجتهاده النزيه المطلق .ال ّ
شك في أن االستقالل معترف به للقاضي ّ
للسلطة القضائية وانتدابه بالخصوص للفصل وللنطق بأحكام حاسمة للنزاع ال يجد بعدها المتقاضون حرجا في أنفسهم
التعهد بالنوازل بصفة طبيعية والفصل
مما قضى ويسلّموا به تسليماّ .أما حريّة الفصل فإنّها
تتجسم في قدرة القاضي على ّ
ّ
التعرض إلى مفهوم السلطة القضائيّة وإلى أركان استقالل القضاء.
فيها حسب اجتهاده المطلق والحاسم للنزاع .لذا وجب ّ
نعتني هنا بركنين أساسيين من أركان المجتمع الديمقراطي الذي يحترم سيادة القانون ويوفر الحماية الفعلية لحقوق
اإلنسان ،أال وهما استقالل ونزاهة السلطة القضائية والمدعين العامين واستقالل المحامين .وسيتناول البرنامج بالوصف
أوال الدور الذي يؤديه القضاة والمدعون العامون والمحامون في هذا الصدد وسيركز ثانيا على مختلف القيود القانونية
التي تحد من قدرة القضاة والمدعين العامين والمحامين على ممارستهم لمسؤولياتهم المهنية بشكل مستقل ونزيه
والتهديدات الواقعية التي يواجهونها.
مبدأ استقالل السلطة القضائية في الدولة الدستورية الحديثة وليد االحتياجات بالفصل بين السلطات وبموجبه يجري
الفصل بين أفرع الحكومة التنفيذية والتشريعية والقضائية ويشكل هذا الفصل نظاما لفرض ضوابط متبادلة تستهدف منع
تجاوزات السلطة بشكل يضر بالمجتمع .
أفرادا يبثون في دعاوى بعينها يجب أن
وهذا االستقالل يعني أن السلطة القضائية بوصفها مؤسسة والقضاة بوصفهم ً
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
31
يتمكنوا من ممارسة مسؤولياتهم المهنية دون تأثير السلطات التنفيذية أو التشريعية أو أية مصادر غير مالئمة أخرى.
والقضاء المستقل هو وحده القادر على إقامة العدل بشكل نزيه باالستناد إلى القانون ومن ثم يحمي حقوق اإلنسان
والحريات األساسية للفرد .
ولكي تؤدى هذه المهمة األساسية على نحو كفؤ يجب أن يكون للعامة ثقة تامة بقدرة السلطة القضائية على االضطالع
بوظائفها على هذا النحو المستقل والنزيه.
أفرادا أن يؤدوا
ومتى ما بدأت هذه الثقة في التآكل تعذر على السلطة القضائية بوصفها مؤسسة وعلى القضاة بوصفهم ً
على النحو التام هذه المهام المهمة أو على األقل لن يسهل النظر إليهم على أنهم يقومون بذلك.
وبالتالي فإن مبدأ استقالل القضاة لم يخترع لنفع شخصي يحققه القضاة أنفسهم وإنما وضع هذا المبدأ لحماية حقوق
اإلنسان من تجاوزات السلطة .ويترتب على ذلك أن هؤالء القضاة ال يسعهم أن يتصرفوا بشكل اعتباطي في أي قضية
من القضايا بالبت في الدعاوي وف ًقا ألفضليتهم الشخصية بل إن واجبهم يكمن في تطبيق القانون وسيظل هذا الواجب
ضا أن القضاة يتحملون مسؤولية تطبيق القانون و إقامة العدل و إنصاف
كذلك .وفي ميدان حماية الفرد يعني هذا أي ً
المظلوم.
كما يحتاج النظام القانوني المستند إلى احترام سيادة القانون لمدعين عامين مستقلين ونزهاء تحدوهم رغبة أكيدة وقوية
في التحري ومالحقة الجرائم المشتبه فيها التي اقترفت بحق أشخاص ولو أن هذه الجرائم قد ارتكبت من قبل أشخاص
يتصرفون بصفتهم الرسمية كمسئولين في أجهزة الدولة أو كأصحاب نفوذ و جاه.
وما لم يؤد القضاة والمدعون العامون األدوار المنوطة بهم على النحو التام في سبيل إقامة العدل في المجتمع ،ظهر خطر
عموما وبين السلطات .و بين المواطن و الدولة
حقيقي لثقافة تجذر اإلفالت من العقاب وبذلك تتسع الهوة بين الناس ً
وإذا ما واجه المواطنين مشاكل في تأمين العدل ألنفسهم فقد ينساقون إلى أخذ حقوقهم بأيديهم مما يتسبب في زيادة
تردي أوضاع إقامة العدل وربما في اندالع أعمال جديدة من العنف و قيام العدالة الشخصية دون الرجوع إلى القضاة.
وأخيرا ال يكون هذا النظام القانوني كامال دون أن يكون هناك محامون مستقلون قادرون على االضطالع بأعمالهم بحرية
ً
ودون خوف من أن ينتقم منهم .بل إن المحامين المستقلين يضطلعون بدور رئيسي في الدفاع عن حقوق اإلنسان
والحريات األساسية في جميع األوقات ،وهذا الدور هو وذاك الذي يؤديه القضاة والمدعون العامون المستقلون والنزهاء
ال غنى عنهما لتأمين سيادة القانون وحماية الحقوق الفردية حماية فعالة و إقامة العدل.
و لإلشارة في هذا الصدد إلى أن جميع المقررين الخاصين التابعين للجنة حقوق اإلنسان لألمم المتحدة شددوا على
وثوق العالقة القائمة بين مدى االحترام الذي يولى لما ينبغي توفيره من ضمانات بموجب المادة 01من اإلعالن العالمي
لحقوق اإلنسان ومدى خطورة االنتهاكات التي يثبت حدوثها .
وبعبارة أخرى فإن حقوق اإلنسان والحريات األساسية تحظى بالصيانة األفضل بقدر ما تحمى السلطة القضائية والمهن
القانونية من التدخل من طرف أصحاب النفوذ و السياسيين والضغوط الممارسة على أجهزة العدالة .
التحديات التي تواجه استقالل ونزاهة المهن القانونية:
بالرغم من الحاجة إلى أن يمارس القضاة والمدعون العامون والمحامون مسؤولياتهم المهنية في كنف استقالل حقيقي
تبين التجربة أنهم غالبًا ما يتعرضون للضغوطات من مختلف األنواع الهادفة إلى تقويض قدرتهم على أداء مهامهم.
وبالرغم من أن الطريقة التي يتم بها تعيين القضاة ،على سبيل المثال ،تلعب دورا آخر إال أن استقاللهم ربما يتعرض
للخطر حيثما يكون تعيينهم بقرار يتخذه الجهاز التنفيذي دون سواه .وهناك خطر إضافي يحيق بهذا االستقالل لنشوء
االفتقار إلى أمن البقاء في الوظيفة وهذا هو الشأن في العديد من األحيان للقضاة مستخدمين عموميا .
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
32
تعرضا للضغوط الخارجية غير المستحبة .كما يشكل عدم كفاية األجور
وانعدام األمن الوظيفي هذا يجعل القضاة أكثر ً
خطرا آخر يتهدد استقالل القضاة حيث يجعلهم فريسة أسهل للفساد ،على سبيل المثال.
ً
باإلضافة إلى ذلك يكون استقالل القضاة والمدعين العامين والمحامين عرضة في كثير من األحيان للتهديد من جراء
رفض الهيئة التنفيذية السماح لهم بتنظيم جمعيات مهنية تنظيما حرا .وعلى سبيل المثال وفي الحاالت التي تقوم فيها
السلطة التنفيذية بإصدار تراخيص للمحامين وتجبرهم على ممارسة مهنتهم كأعضاء في منظمات مهنية تديرها الدولة
يتعذر عليهم االضطالع بعملهم بصورة مستقلة.
ومن ناحية أخرى غالبًا ما يتعرض القضاة والمدعون العامون والمحامون لضروب أخرى من االضطهاد .وقد تشمل هذه
الضروب االنتقاد العلني الصادر إما عن الهيئة التنفيذية أو الهيئة التشريعية والهادف إلى تخويف أصحاب المهن القانونية
ولكن غالبا ما تتخذ هذه األفعال شكل االحتجاز التعسفي.
والتهديد المباشر لحياتهم بما في ذلك القتل واالختفاء .وفي بعض األحيان تزيد حقيقة كون المحامية أُنثى من هشاشة
الوظيفة التي تمارسها .فهؤالء المحاميات يواجهن التخويف والعنف الذي يسفر في بعض األحيان عن الوفاة لمجرد
قبولهن مبدأ الدفاع في دعاوى تنطوي على قضايا حساسة تتعلق بمسئولين كبار.
والتهديدات والهجمات المتقدم وصفها ال تقترفها السلطات الحكومية فحسب بل غالبا ما تقترف من قبل األفراد
العاديين إما بشكل مستقل أو بالتواطؤ مع هيئات تشمل المنظمات اإلجرامية والتجار الكبار للمخدرات.
ومن الواضح أنه ما لم يتمكن القضاة والمدعون العامون والمحامون من ممارسة مهامهم المهنية بحرية واستقالل ونزاهة
وما لم تكن الهيئة التنفيذية والهيئة التشريعية مستعدتين على الدوام لتأمين هذا االستقالل فإن سيادة القانون ستتآكل
ببطء متزايد وستتآكل معها الحماية الفعلية لحقوق األفراد .
ومثلما يمكن رؤيته فإن النظام الدستوري الديمقراطي في تركيبته هو الذي يقوى بفضل وجود هيئة قضائية مستقلة ونزيهة
ومدعين عامين مستقلين ونزهاء ومحامين مستقلين.
القانون الدولي واستقالل ونزاهة الهيئة القضائية:
القانون الدولي المطبق:
تضمن كافة بنود حقوق اإلنسان العامة العالمية واإلقليمية الحق في محاكمة منصفة أساسها محاكمات مدنية وجنائية
تجري في محاكم مستقلة ونزيهة .والغرض من هذا هو"االستقاللية "و"النزاهة "في ضوء السوابق القضائية ألجهزة الرصد
الدولية المختصة .وعلى حين أن هذه المعاهدات كما تفسر ،ال تسوي جميع المشاكل الناشئة فيما يخص مفهوم
عددا من التوضيحات األساسية.
استقالل الهيئة القضائية ،إال أنها توفر ً
جميعا سواء أمام
ومن أهم هذه المعاهدات العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي ينص في "أن الناس ً
القضاء "ويضيف العهد" أن من حق كل فرد لدى الفصل في أية تهمة جزائية توجه إليه ،أو في حقوقه والتزاماته في أية
دعوى مدنية ،أن تكون قضيته محل نظر منصف وعلني من قبل محكمة مختصة مستقلة وحيادية منشأة بحكم القانون "
وقد أكدت اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان على نحو ال لبس فيه أن" حق الفرد في أن يحاكم من طرف محكمة مستقلة
ومحايدة حق مطلق وال يخضع ألي استثناء ".وعلى هذا النحو فهو حق يطبق في كافة الظروف وعلى جميع المحاكم
عادية كانت أم استثنائية.
من الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب على أن" لكل فرد الحق في أن ينظر في دعواه "وهو حق يشمل بوجه
خاص الحق في أن يفترض بريئا إلى أن تثبت التهمة الموجهة إليه محكمة مختصة "فضال عن الحق في أن يحاكم في
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
33
غضون فترة معقولة من قبل محكمة محايدة ".عالوة على ذلك ينص الميثاق على أن الدول األطراف" عليها واجب
ضمان استقاللية المحاكم.
من االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان على أن" لكل إنسان الحق في أن ينظر في دعواه مع توفير الضمانات الواجبة له
وأن يقع ذلك النظر في غضون فترة معقولة من الزمن من قبل محكمة مختصة ومستقلة ومحايدة تتولى إقامة الحجة في
أي تهمة ذات طابع جنائي توجه إليه أو من أجل تحديد حقوقه وواجباته ذات الطابع المدني أو العمالي أو الضريبي أو
أي طابع آخر".
من االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان على أنه" يحق لكل فرد ،في تحديد حقوقه المدنية وواجباته أو أي تهمة جنائية
توجه إليه ،أن ينظر في دعواه على النحو المنصف وبشكل علني في غضون فترة معقولة من الزمن من قبل محكمة
مستقلة ومحايدة منشأة بمقتضى القانون".
إن الدولة تظل ملتزمة بالقواعد العرفية من القانون الدولي وبالمبادئ العامة للقانون ومنها مبدأ استقالل الهيئة القضائية
جزءا ال يتجزأ من ذلك .ومن ثم فهي ملتزمة بالمبادئ األساسية المنصوص عليها في
ونزاهتها الذي يعتبر على العموم ً
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي تنص المادة 01منه" على لكل إنسان ،على قدم المساواة التامة مع اآلخرين،
نظرا منصفا وعلنيا للفصل في حقوقه والتزاماته وفي أية تهمة جزائية
الحق في أن تنظر قضيته محكمة مستقلة ومحايدةً ،
توجه إليه"
االستقالل المؤسسي :
يعني مفهوم االستقالل المؤسسي أن على الهيئة القضائية أن تكون مستقلة عن غيرها من األفرع الحكومية وتحديدا الفرع
التنفيذي والبرلمان .ووف ًقا للمبدأ 0من المبادئ األساسية الستقالل الهيئة القضائية" :تكفل الدولة استقالل السلطة
القضائية وينص عليه دستور البلد و قوانينه .ومن واجب جميع المؤسسات الحكومية وغيرها من المؤسسات احترام
ومراعاة استقالل السلطة القضائية".
عالوة على ذلك ووف ًقا للمبدأ 7من المبادئ األساسية" :من واجب كل دولة عضو أن توفر الموارد الكافية لتمكين
السلطة القضائية من أداء مهامها بطريقة سليمة".
ولتأمين االستقالل الحقيقي للسلطة القضائية عن الفرعين الحكوميين اآلخرين من الضرورة بمكان ضمان هذا االستقالل
ويفضل أن يكون ذلك بواسطة الدستور فإن لم يكن بواسطته فبأحكام قانونية أخرى.
االستقالل بالنسبة للمسائل اإلدارية:
بالرغم من أن القانون الدولي ال ينص على التفاصيل المتعلقة بالكيفية التي يمكن بها تحقيق هذا االستقالل المؤسسي
عمليًا ،من الواضح أنه ينبغي للسلطة القضائية ،كحد أدنى ،أن تكون قادرة على إدارة نفسها بنفسها واالضطالع
بالمسائل التي تهم سير عملها على العموم .وهذا يشمل" إسناد القضايا إلى القضاة ضمن إطار المحكمة التي ينتمون
إليها وهي مسألة ،كما يرد في المادة 02من المبادئ األساسية "،داخلية تخص اإلدارة القضائية".
االستقالل بالنسبة للمسائل المالية :
كما هي مدعمة بالمبدأ 7من المبادئ األساسية حيث يجب أن توفر للسلطة القضائية الموارد الكافية التي تمكنها من
أداء مهامها بطريقة سليمة .وبدون موارد كافية يتعذر على السلطة القضائية أن تضطلع بمهامها على النحو الفعال وربما
تصبح عرضة للضغوط الخارجية التي ال موجب لها وربما للفساد .عالوة على ذلك يجب ،من الناحية المنطقية ،أن يكون
هناك ضرب من ضروب اشتراك السلطة القضائية في إعداد ميزانيات المحاكم.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
34
بيد أنه حينما يتعلق األمر بمسائل إدارية ومالية قد ال يكون االستقالل تاما في جميع األحوال بالنظر إلى أن األفرع
الثالثة للحكومة -بالرغم من أنها مستقلة عن بعضها البعض من حيث المبدأ -تعتمد على بعضها البعض ،بحكم
طبيعتها ،في بعض األوجه من جهة توزيع الموارد على سبيل المثال.
وعلى حين أن هذا التوتر المتأصل ال مهرب منه فيما يرجح في نظام يقوم على أساس الفصل بين السلطات ،من الضرورة
بمكان ،في الحاالت التي يسيطر فيها الجهاز التنفيذي ،على ميزانية السلطة القضائية ،أال يستخدم هذا النفوذ لتقويض
عمل هذه السلطة على النحو الكفؤ .
االستقالل بالنسبة لعملية اتخاذ القرارات:
تبعا لما يترتب على المبدأ 0من المبادئ األساسية يتعين على جميع المؤسسات الحكومية بما في ذلك" غيرها من
المؤسسات "واجب احترام ومراعاة استقالل السلطة القضائية ".وهذا يعني أنه أهم بكثير أن تحترم السلطة التنفيذية
والسلطة التشريعية وغيرهما من السلطات ،كالشرطة والجهات المكلفة باإلشراف على السجون والسلطات االجتماعية
والتربوية القرارات واألحكام الصادرة عن السلطة القضائية وأن تتقيد بها ولو لم تتفق معها في الرأي .وهذا االحترام
للسلطة القضائية ال غنى عنه في سبيل الحفاظ على سيادة القانون بما في ذلك احترام معايير حقوق اإلنسان وعلى جميع
أفرع الحكومة وكل مؤسسات الدولة واجب منع أي تآكل في النفوذ الذي تتمتع به السلطة القضائية والمتمثل
في اتخاذ القرارات بشكل مستقل.
وشرط استقالل السلطة القضائية في مجال اتخاذ القرارات يؤيده المبدأ 2من المبادئ األساسية الذي ينص على ما يلي:
"ال يجوز أن تحدث أية تدخالت غير الئقة أو ال مبرر لها في اإلجراءات القضائية وال تخضع األحكام القضائية التي
تصدرها المحاكم إلعادة النظر .وال يخل هذا المبدأ بإعادة
النظر القضائية أو بقيام السلطات المختصة ،وف ًقا للقانون ،بتخفيف أو تعديل األحكام التي تصدرها السلطة القضائية ".
وليس من الواضح ما إذا كانت حاالت العفو العام والصفح مناقضة للمبدأ ،2ولكن يجب على الحكومة أن تتوخى على
كبيرا من الحيطة في اللجوء إلى هذه التدابير ،حتى ال يخل أي إجراء صفح بسلطة الهيئة القضائية في اتخاذ
الدوام ً
قدرا ً
قرارات مستقلة ،مما يقوض سيادة القانون واالحترام الحق لمعايير العدل.
الوالية على القضايا الداخلة في نطاق االختصاص:
وفقا للمبدأ 3من المبادئ األساسية ،يشمل نفوذ السلطة القضائية المتعلق باتخاذ قراراتها بشكل مستقل" الوالية على
جميع المسائل ذات الطابع القضائي واالنفراد بسلطة البث في أي مسألة معروضة عليها للفصل فيها تدخل في نطاق
اختصاصها حسب التعريف الوارد في القانون ".
هذه القاعدة المتمثلة في االستقالل الذاتي للسلطة القضائية في تحديد المسائل الداخلة في واليتها حقيقة راسخة على
المستويين الوطني والدولي ويمكن الوقوف عليها في مواضع أخرى من االتفاقية ومن النظام األساسي لمحكمة العدل
الدولية
استقاللية القضاء يعني:
مفهوم استقالل السلطة القضائية ،بوجه خاص ،ما يلي:
- 0وجوب أن تتمتع السلطة القضائية باالستقالل المؤسسي من حيث أنه ينبغي أن تكون مستقلة عن غيرها من أفرع
الحكومة وتحدي ًدا السلطة التنفيذية والبرلمان؛
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
35
- 4وجوب أن تكون السلطة القضائية مستقلة على صعيد المسائل الداخلية لإلدارة القضائية بما في ذلك إسناد
القضايا إلى قضاة في إطار المحكمة التي ينتمون إليها؛
- 3وجوب أن تكون السلطة القضائية مستقلة بالنسبة للمسائل المالية وتتوفر لها موارد كافية ألداء مهامها على
النحو الكفؤ؛
- 2وجوب أن تكون السلطة القضائية مستقلة فيما تتخذه من قرارات وعلى الحكومة وغيرها من المؤسسات واجب
احترام ومراعاة ما يصدر عن السلطة القضائية من أحكام؛
- 5وجوب أن يكون للسلطة القضائية والية على المسائل الداخلة في اختصاصها وهذا يعني وجوب أن يكون هناك
استقالل ذاتي قضائي على صعيد البت في مسائل االختصاص
- 6السلطة القضائية منوطة بحق وواجب كفالة اإلجراءات القانونية المنصفة وإصدار
- 7استقالل السلطة القضائية مطلب إنساني مشترك وحق يجب تثبيته في كل بلد وعلى صعيد كل شعب دون
استثناء.
- 8يسري ذلك أيضا على سيادة القانون واستقاللية مرجعيته بضمان نزاهة الدستور وسالمته ووجود آلية مرجعية له.
- 9المضامين المرتبطة بالقيم في هذا وذاك هي التي تحسم في الشكل التطبيقي وفي اختالفه.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
36
الزراعة :
معطيات تفيد في خطة التنمية:
إجمالي الناتج المحلي 188.7 :مليار دوالر
تعداد السكان 35.98 :مليون
نسبة سكان الريف % 36 :
االلتحاق بالمدارس الطور االبتدائي %011:
انبعاث أوكسيد الكربون 3.4:
المؤشر العددي للفقر عند خط الفقر الوطني %6.44 :
توافر مياه الشرب في المناطق الريفية%79 :
متوسط العمر طوال الحياة 73 :سنة
نصيب الفرد من الدخل القومي للفرد بالدوالر األمريكي4,470 :
طرحت الزراعة والتنمية الريفية المستدامتان رؤيا جديدة:
قطاع زراعة ال يؤمن األمن الغذائي فقط من خالل زيادة اإلنتاج ،ولكن يساعد سكان الريف على إرضاء طموحاتهم
االجتماعية-االقتصادية والثقافية وحماية وصون قاعدة الموارد الطبيعية لتلبية احتياجاتهم المستقبلية".
أقرت أهمية مفهوم الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين وتم التأكيد عليها في مؤتمر قمة األرض في ريو الذي عقد عام
0994حيث حدد الفصل 02من جدول أعمال القرن 40البرامج والخطوات المحددة المطلوبة لتشجيع الزراعة
والتنمية الريفية المستدامتين .وفي مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة ( 01سنوات بعد مؤتمر ريو) الذي أقيم في
جوهانسبرج عام ،4114تم إعادة التأكيد على الفصل 02كإطار عمل صالح حول الزراعة والتنمية الريفية
المستدامتين ،كما تم تجديد االلتزامات الدولية التخاذ خطوات ملموسة لتحقيق هذا الهدف .وإلى جانب اإلسهام في
الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين من خالل برامجها ومشروعاتها ،تقوم الفاو ،بصفتها مدير مهام األمم المتحدة للفصل
،02برعاية الحوار بين أصحاب الشأن وتيسير مبادرة الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين وتقدم التقارير للجنة التنمية
المستدامة حول تقدم تنفيذ الفصل 14بالنيابة عن جميع أصحاب الشأن.
تعتبر الزراعة والتنمية الريفية مستدامتين عندما تكون ممارساتهما سليمة بيئياً وناجحة اقتصادياً وعادلة اجتماعياً ومالئمة
ثقافياً وإنسانية وتعتمد على منهج علمي شامل.
قدم مفهوم الزراعة والتنمية الريفية المستدامتان ألول مرة في تقرير عام 0987للجنة برونتالند للبيئة والتنمية كوسيلة
لتحويل االنتباه بعيداً عن المصالح القطاعية الضيقة ونحو نهج يتضمن األهداف البيئية واالجتماعية واالقتصادية بشكل
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
37
شامل .وظهر مفهوم الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين في أوائل التسعينيات كإطار لتركيز اهتمام أكبر على مسائل
االستدامة في العمليات الزراعية وعمليات التنمية الريفية في كل من البلدان المتقدمة والنامية .
بعد ريو ،واجهت الجهود األولى لبناء إجماع بين أصحاب الشأن المهتمين على اإلطار النظري لتنفيذ الزراعة والتنمية
الريفية المستدامتين بعض المصاعب .ومع ذلك ،فمنذ قمة مؤتمر األرض :بعد االنعقاد ب 5سنوات في ، 1997تم
اعتماد عدد من النهج التي تسعى لتنفيذ أجزاء من جدول أعمال الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين كتيار سائد في الفاو
وغيرها من المتخصصين في التنمية .واليوم ينظر إلى الزراعة والتنمية الريفية المستدامتان كنموذج للتنمية الشاملة وهدف
عام سيجلب تحقيقه نجاح األهداف اإلنمائية لأللفية واألغراض ذات الصلة.
تقدم الزراعة والتنمية الريفية المستدامتان إطاراً يشمل مبادئ التنمية المستدامة وتتضمن النجاح االقتصادي والمالئمة
الثقافية والعدالة االجتماعية والسالمة البيئية واإلنتاجية طويلة المدى .إن وسائل تحقيق الزراعة والتنمية الريفية
المستدامتين عديدة ومرتبطة بالممارسات الجيدة المتعلقة بالتنمية التي تركز على السكان وسبل المعيشة المستدامة
والممارسات الزراعية البيئية السليمة ونظم الغابات المستدامة وإدارة الموارد الطبيعية التي تعتمد على المجتمع وتنمية
السياسات التشاركية ونظم الزراعة األصلية وشروط العمل العادلة والممارسة الزراعية الجيدة واإلمكانية المتساوية
للحصول على المياه.
وفي أعقاب قمة ريو ،أسست األمم المتحدة لجنة للتنمية المستدامة لرصد التقدم في تنفيذ جدول األعمال 40وتم
تعيين الفاو كمدير لمهام الفصل .02إلى جانب المساهمة في الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين من خالل برامجها
ومشروعاتها الخاصة بها ،ترعى الفاو حوارات أصحاب الشأن المتعددين وتيسر منبري أصحاب الشأن -مبادرة الزراعة
والتنمية الريفية المستدامتين وجماعة أدلبودن من أجل الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين في مناطق الجبال وترفع
التقارير للجنة الزراعة بالفاو ولجنة التنمية المستدامة حول التقدم في تنفيذ الفصل ،02باإلنابة عن كافة أصحاب الشأن .
وسوف يتطلب تحقيق أهداف التنمية الزراعية والريفية المستدامة ،التي تشمل خفض التبعية الغذائية إلى أكثر من النصف
على األقل خالل الخمسة سنة القادمة إجراء تحوالت جذرية صوب التخفيف من وطأة الفقر واالغتراب االجتماعي و
النزوح الريفي إلى المدن .على الرغم من أن التنمية الزراعية والريفية المستدامة مازالت هدفا إنمائيا سليما ،فان التطورات
الجديدة بل ومتضاربة في بعض األحيان قد غيرت بسرعة من التصورات والقضايا في مجتمع الزراعة والريف".
وقد توفر الدولة إمكانيات هائلة لإلسراع بوتيرة التنمية إال أن منافعها تتخطى بسهولة أولئك الذين يعيشون خارج االقتصاد
الحديث أو ال يتصلون به إال بصورة واهية .وقد نتمكن من تقليص دور الحكومة في كثير من الميادين مما يؤدى إلى
زيادة مشاركة المجتمع في اتخاذ القرارات إال أن ذلك أيضا يمكن أن يسبب حدوث فجوات في الخدمات ،وخفض في
االستثمارات واإلنفاق في المناطق الريفية.
وفى نفس الوقت ،أخذ االرتفاع في الدخل والتوسع العمراني في إعادة تشكيل أنماط استهالك األغذية مما يؤدى إلى
حدوث نمو سريع في قطاع الثروة الحيوانية وتوسع الزراعة في المناطق القريبة من المدن.
إن التحدي يتمثل في تسخير هذه القوى التي يمكن أن تكون مفيدة في إطار التنمية الزراعية والريفية المستدامة .إذ
يتعين توسيع نطاق مفهوم هذه التنمية ليشمل االستدامة االجتماعية والمؤسسية واالقتصادية وال يقتصر على صيانة الموارد
الطبيعية واستخدامها الرشيد .ونرى أن التقدم في مجال التنمية الزراعية والريفية المستدامة يتطلب العمل في
ثالثة مجاالت رئيسية:
بناء القدرات وتعزيز المؤسسات:
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
38
فالعماد الرئيسى للتنمية الزراعية والريفية المستدامة هو بناء قدرات الناس لتمكينهم من المشاركة بصورة كاملة في أعمال
تنميتهم .ويعنى ذلك الحصول على التعليم األساسي ،والمعارف الفنية والبيئية واالقتصادية ،وتبادل المعلومات والخبرات.
غير أن الكثير من المعلومات غير متاح أو ال يمكن الحصول عليه وخاصة بالنسبة للمزارعين الفقراء.
واألدهى من ذلك ،أن الفرص ضئيلة أمام الحوار بشأن المسائل موضع اهتمامهم .إن بناء القدرات قد تكون له فائدة
كبيرة ما لم تتوافر المؤسسات الفعالة التي تتيح استخدام هذه القدرات ".ففي الوقت الذي دخلت فيه الحكومات
الم تعاقبة والوكاالت العامة في شراكات جديدة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص ،مازالت األبعاد المؤسسية واإلدارية
والتشريعية لهذه الشراكات الجديدة في حاجة إلى تعزيز.
وتحتاج المنظمات غير الحكومية وجماعات المزارعين إلى صكوك قانونية وأدوات إدارة للعمل بصورة مستقلة" .ففي
داخل الحكومة ذاتها ،تحتاج الوزارات واألجهزة التي تتعامل مع الزراعة والبيئة والتعليم والصحة والنقل والتجارة إلى
الدخول في اتفاقيات تعاونية جديدة لتعزيز التنمية الريفية.
تعبئة االستثمارات:
لقد واكب انخفاض االستثمارات من القطاع العام في الزراعة اقتطاعات مثيرة للقلق في تدفق المساعدات اإلنمائية على
القطاع من الجهات المتبرعة الثنائية ومتعددة األطراف .إن المطلوب هو إستراتيجية لالستثمار تحقق أقصى قدر من
المنافع من خالل توجيه الموارد الحكومية المحدودة إلى المنافع العامة مثل البيئة األساسية للنقل التي يمكن أن تطلق،
بدورها ،التدفقات االستثمارية من القطاع الخاص .ويمكن أن تساعد التحالفات والشراكات الجديدة بين الحكومة
واألعمال التجارية والمجتمع المدني ،التي تيسرها زيادة التكامل العالمي ،في إعادة تحديد األدوار التقليدية للمساعدات
المالية والفنية الخارجية .وقد تظهر أيضا فرص وآليات جديدة مثل صندوق البيئة العالمي والتجارة لتوفير األموال الالزمة
الستثمارات القطاع العام في النشاطات ذات الصلة بالتنمية الزراعية والريفية المستدامة.
استحداث التكنولوجيات التي تزيد اإلنتاجية وتحافظ على الموارد الطبيعية:
فاحتياج ات المزارعين الفقراء من التكنولوجيا ،وجهود البحث الالزمة لتدعيمها ،هائلة إال أن الطلب الفعال عليها
منخفض للغاية .فالفقراء أنفسهم ال يستطيعون تحمل تكاليفها أو ما يتصل بها من مستلزمات مثل الماء واألسمدة وقوى
العمل اإلضافية .والمطلوب هو زيادة تمويل القطاع العام للبحوث واإلرشاد في المجال الزراعي وقد يكون ذلك في
شراكة وثيقة مع القطاع الخاص .وتشمل الخطة المحتملة وضع ونشر نظم اإلنتاج التي تحد من استنزاف األراضي والمياه
والموارد البيولوجية الناجم عن التكثيف الزراعي ،والتكنولوجيات الصديقة للبيئة التي تشمل نظم اإلدارة المتكاملة (مثل
الزراعة العضوية واإلدارة المتكاملة لآلفات والزراعة المختلطة بالغابات) والتكنولوجيات التي تضمن سالمة األغذية .وال
ينبغي تجاهل المنافع المحتملة التي قد تقدمها تكنولوجيا التحويل الوراثي في المستقبل.
إن ضرورة أن نهتدي بهذه التحديات الثالثة لدى تشكيل برامج التنمية الزراعية والريفية المستدامة .إذ يتعين علينا ،أن
نعزز من دور البنوك و الصناديق باعتبارها جهة اتصال لتعزيز التنمية الزراعية والريفية المستدامة على الصعيد الوطني
بالتعاون مع شركائها في وزارة الفالحة و التنمية الريفية وغيرها من المنظمات الحكومية والمجتمع المدني
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
39
السياسة البيئية:
البيئة هي مستودع الموارد و الخزان الشامل لعناصر الثروة الطبيعية المتجددة و غير المتجددة ,و تتجلى في األنظمة
االيكولوجية المائية و الهوائية و التربة و المراعي و الغابات و الكائنات الحية و األنظمة االيكولوجية الداعمة للحياة في
هذا الكوكب.
كما تمثل البيئة المحيط الطبيعي الذي تعيش فيه كل الكائنات الحية بما فيها اإلنسان في حالة توازن يضمن استمرارية
عيشها و إنتاجها بما يخدم تواصل الحياة و حاجيات العيش األساسية .و يتبع ذلك بالضرورة المحيط ألبيتي الناتج عن
أنشطة اإلنسان االقتصادية و االجتماعية.
بما أن عناصر البيئة هي المورد األساسي ألنشطة اإلنسان و حضارته ,فينبغي التبصر في استغاللها و ترشيدها و مراعاة
محدودية قدراتها اإلنتاجية و االستيعابية بما يضمن رفاهية األجيال القادمة و استمرارية الحضارة اإلنسانية .و لذلك
فهناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق المؤسسات الحكومية و المجتمع المدني على المستوى المحلي ,اإلقليمي و الدولي
في رسم السياسات و وضع القوانين و التشريعات الالزمة للمحافظة على سالمة و فاعلية األنظمة البيئية و حمايتها من
التلوث و التدهور.
نركز على الوضع البيئي في الجزائر من خالل ثالثة محاور.
المحور األول يتناول المشاكل البيئية في الجزائر و مسببتها
المحور الثاني يناقش أهداف السياسة البيئية
المحور الثالث البعد اإلقليمي و انعكاسات االتفاقيات الدولية
المشاكل البيئية:
المشاكل البيئية الرئيسية:
تتعرض البيئة في الجزائر كباقي البيئات العالمية إلى تدهور في نوعية عناصرها ناجم عن التلوث بأشكاله المختلفة .و
تتميز البلدان بشكل عام بخصائص متقاربة من حيث الظروف المناخية و محدودية الموارد الطبيعية ,و التوازن الهش في
األنظمة البيئية و االيكولوجية .و تتمثل أهم المشاكل البيئية التي تعاني منها الجزائر في:
تحجيم الممارسات و األنشطة التي ألدت و تؤدي إلى تدهور موارد البيئة أو تنظم تلك األنشطة بما يكفل
معالجة مصادر التلوث و تخفيف أثاره البيئية قدر اإلمكان.
استعادة الوضع األمثل لمكونات البيئة الهامة و خصائصها الفيزيائية و الكيمائية و الحيوية بما يكفل استمرارية
قدراتها االستيعابية و اإلنتاجية قدر الممكن.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
40
مراعاة االعتبارات البيئية في الخطط التنموية للقطاعات المختلفة و تضمن اآلثار البيئية و كيفية معالجتها في
المراحل األولى لدراسات الجدوى للمشروعات االقتصادية و االجتماعية.
االستراتجيات:
مكافحة التصحر :تتمثل أهم عناصره قي:
oابتكار وتطوير أنظمة اإلدارة المتكاملة للمراعي و األراضي الزراعية المنتجة.
oتطوير تقنيات لتثبيت الكثبان الرملية و منع إغراق التربة بفعل الهواء و الماء.
oتطوير أنواع و سالالت من النبتات البرية لزراعتها في المناطق الجافة و القاحلة.
oإقامة األحزمة الخضراء أمام واجهات زحف الرمال.
oتطوير تقنيات ري المناطق الجافة و القاحلة بالمياه المالحة و تصميم شبكات السدود لحجز مياه
الفيضانات في المناطق الشبه صحراوية.
oساهمة ضعف التخطيط العمراني و الهجرة من الريف إلى المدن في تفاقم المشاكل البيئية في معظم
الواليات.
مكافحة تلوث المياه:
oتطوير طرق لضبط نوعية مياه الشرب و البحيرات و األنهار و السدود و مياه البحر و مراقبة مستوى
التلوث فيها
oتطوير تقنيات معالجة المياه المدنية و الصناعية الملوثة إلعادة استعمالها
oتطوير معايير و مواصفات لنوعية المياه
oضبط و ترشيد استعمال المخصبات الزراعية
o
مكافحة تلوث التربة:
oالتعرف على آليات و أنظمة تجدد خصائص التربة
oتطوير طرق محاربة التلوث و حماية التربة
oوضع مواصفات قياسية لنوعية التربة لتقدير صالحياتها اإلنتاجية و فق كل محصول
مكافحة تلوث الهواء:
oتطوير طرق و قياس درجة تلوث الهواء
oمعالجة النفايات الغازية و تطوير تقنيات عدم انبعاث الغازات
مكافحة تلوث البيئة المهنية:
oتطوير معايير و مواصفات بيئة العمل من حيث تحديد المستويات و معدالت التركيز القصوى
للملوثات المسموح بها في هواء مراكز العمل و إلنتاج.
oالتعرف إلى آلية التأثر الصحي.
مكافحة البيئة الحضرية:
oوضع األسس العلمية إلدماج المتطلبات البيئية في التخطيط الحضاري
oتطوير إدارة البيئة الحضرية و تحسين محيط الحياة
oإخراج مصادر التلوث إلى خارج المحيط الحضاري
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
41
oالعمل على خفض التلوث و الضجيج المنبعثة من و سائل النقل.
أدوات السياسة البيئية:
يمكن و ضع ثالث أدوات لسياسة البيئية و هي:
التعليمة و التثقيفية,
المؤسسية و التشريعية,
التنظيمية المباشرة.
البعد اإلقليمي و التفاقيات الدولية:
تتبنى الدول على المستور العالمي و اإلقليمي و بدرجات متفاوتة و ذلك حسب وعي الحكومات بمخاطر البيئة
خططا و برامج طموحة لتنمية قطاع البيئة و مكافحة التلوث و تتولى تنفيذ الخطط مراكز بحوث مختصة وعلماء في
مجال البيئة و ليس وزارات.
فهنالك لجنة البيئة بالجامعة العربية ,المنظمة اإلقليمية لحماية البيئة و مقرها الكويت و مركز الطوارئ لتبادل
المعلومات التابع لها و مقره البحرين ,المركز العربي لدراسات المناطق الجافة و األراضي القاحلة و مقره دمشق و
المنظمة العربية للمواصفات و المقاييس.
أما على المستوى العالمي فهنالك العديد من االتفاقيات الدولية لحماية البيئة التي تشارك فيها الجزائر كعضو مثل
معاهدة مونتريال لحماية األوزون ,مؤتمر األمم المتحدة للتنوع البيولوجي ,معاهدة بازال ,قانون البحار ,مؤتمر األمم
المتحدة للتغيير المناخي واتفاقية كيوتو المنبثقة منه.
و تلزم هذه االتفاقيات الدولية الجزائر كغيرها من الدول بالتعاون مع األسرة الدولية في حماية البيئة المحلية و الدولية
باعتماد سياسات و خطط العمل القطرية الالزمة لمواجهة التحديات البيئية الماثلة و المستقبلية .و انطالقا من االلتزام
بهذه المعاهدات يجب أن نقوم بالجهد و العمل الالزمين في تبني السياسات و التشريعات لحماية البيئة و إشراك
الجمعيات المحلية و الوطنية كطرف فعال في مجال البحث والتوعية و أمدادها باإلمكانات الضرورية للقيام بمهمتها.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
42
الصحة:
188.7مليار $
إجمالي الناتج المحلي :
35.98مليون
تعداد السكان:
نسبة سكان الريف :
% 36
متوسط العمر المأمول عند الميالد ذ\أ (بالسنوات)
71\74
احتمال الوفاة قبل سن الخامسة (لكل 0111وليد حي)
32
احتمال الوفاة بين سن 05عاماً وسن 61عاماً ذ/أ (لكل 0111ساكن)
135\105
مجموع النفقات الصحية للفرد (بالدوالر األمريكي الدولي)4119 ،
544
مجموع النفقات الصحية كنسبة مئوية من الناتج القومي اإلجمالي (5.8 )4119
ال يجادل أحد في كون أن الصحة جزء ال يتجزأ من التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية .فإذا كانت الصحة غاية
أساسية من غايات التنمية فإن القدرة على التنمية نفسها تتوقف على الصحة ،وبالتالي فهي تعتبر مكون أساسي والزم
للتنمية اإلنسانية ،وشرطا ضروريا لها.وبين التنمية البشرية المستدامة وبين الصحة عالقة وطيدة ومركبة ،فالصحة تعتبر من
أهم القطاعات التي تستهدفها التنمية وتعد من أهم ركائزها ودعائمها لكون الصحة مرتبطة باإلنسان الذي هو منطلق
التنمية وغاياتها ،ولذلك -بالضرورة -فال تنمية في ظل غياب مقومات صحة اإلنسان ،وهو ما يجرنا إلى طرح
اإلشكالية الكبرى حول مدى احترام الحق في الصحة كحق من حقوق اإلنسان.
كما أنه أضحى من المسلمات استنادا إلى العديد من الدراسات والتقارير أن الفرق في المؤشرات الصحية ،ما هي إال
نتيجة النعكاسات الفرق في التنمية االقتصادية واالجتماعية ،وعليه اعتبرت هذه المؤشرات مقياسا للتنمية الشاملة ،ولهذا
االعتبار شددت كل الدراسات على المحددات االجتماعية واالقتصادية والثقافية والبيئية للصحة ،وعلى الدور المحوري
لالستثمار في رأس المال البشري عن طريق الصحة والتعليم كمتطلبات أساسية لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة ،وفي
هذا اإلطار تظل األهداف التنموية لأللفية الثالثة لها عالقة بالصحة كخفض نسبة المواطنين الذين يقل دخلهم عن
05.111دج في الشهر ،وأيضا الذين يعانون من الجوع والفقر ،وخفض معدل الوفيات األطفال دون سن الخامسة،
ومعدل وفيات األمهات وانتشار فيروس اإليدز وغيرها من األمراض الفتاكة والسارية ،وخفض نسبة األشخاص الذين ال
يحصلون على مياه الشرب اآلمنة ،وعلى خدمات الصرف الصحي وتحقيق تحسن في المستوى المعيشي للسكان وإتاحة
األدوية األساسية بأسعار مقبولة.
في العقدين األخيرين عرفت الجزائر مجموعة من ا اإلصالحيات (سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية) ومن بينها
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
43
تحديث بعض السياسات االجتماعية وعلى رأسها تحديث المنظومة الصحية ،وتعتبر الدولة الجزائرية إخراج قوانين التغطية
الصحية إلى حيز التطبيق انجازا كبيرا لضمان الحماية االجتماعية ووسيلة لضمان الصحة للجميع وذلك بتعزيز التضامن
والتكافل االجتماعي بين المواطنين .إال أن هاته اإلصالحات رغم انخراطها في التوجهات اإلصالحية العالمية لم تستطع
أن تكرس من خالل السياسات العمومية االجتماعية المتبعة ضمان الحق في الصحة كحق من حقوق اإلنسان (الفصل
45من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان و المادة 04من العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية) و ذلك لعدم
استجابتها لمتطلبات المواطنين خاصة الفئات المستضعفة.
.0اختالالت المنظومة الصحية بالجزائر:
إن المنظومة الصحية للجزائؤ تعاني من اختالالت كبرى ذات طابع بنيوي ،تدبيري ،مالي و حكماتي :
إشكالية الخدمات الصحية:إشكالية الخدمات الصحية ناتجة باألساس عن تباين في توزيع بنيات ومالية القطاع العمومي للصحة ما بين المواطنين ،وما
بين ساكنة الوسط القروي والوسط الحضري و ما بين مختلف الجهات و لإلشارة فإن 41في المائة من الفئات الميسورة
تستفيد من 21في المائة من مجموع الخدمات الصحية العمومية في حين أن 21في المائة من الفئات األكثر فقرا
تستفيد فقط من 41في المائة من هاته الخدمات .والخطير في األمر أن حاالت األمراض المزمنة (كالسكري والسرطان
والقصور الكلوي وأمراض القلب والشرايين والصحة العقلية ).و نسب تفشي األمراض المعدية (كوباء السل القاتل
المقاوم لألدوية و اإلسهال والتهاب السحايا واألمراض المنقولة جنسيا والسيدا ).في تزايد متسارع.
وتعاني من إشكالية عدم التكافؤ بين العرض والطلب مما يمكن الجزم بـأن النظام الصحي الجزائري نظام ثابت لم يتفاعل
ولم يتغير موازاة مع تحول الخريطة الديمغرافية والوبائية بالجزائر .وتعتبر اإلجراءات المطبقة في القطاع العمومي
لالستفادة من الخدمات الصحية الضرورية لضمان صحة وسالمة المواطنين عائقا يحد من االستفادة من الخدمات
الصحية ،ونذكر كمثال على ذلك فرض مساهمات مالية بالمستشفيات الجامعية على الفئات الفقيرة والمعوزة بدون سند
قانوني ،مما يطرح تساؤال كبيرا عن مآل الوضعية الصحية ألكثر من 31في المائة من الشعب الجزائري الذي ال يستطيع
أن يضمن حتى لقمة عيشه إال بصعوبة كبيرة فباألحرى أن يضمن تكاليف العالجات الصحية عندما تتخلى الدولة عن
دورها في توفير الدعم الكامل اتجاههم؟
إن إشكالية الصحة بالجزائر ال يمكن تبريرها فقط بغياب اإلمكانات المادية والبشرية ،بل هناك غياب إرادة سياسية
حقيقية قطاعية وحكومية لمعالجة نواقص المنظومة الصحية حتى يتسنى لها ضمان تغطية تامة ومجانية لكل المواطنين
بدون استثناء ،وخير دليل على ذلك هو التماطل وسياسة الكيل بمكيالين لعرقلة تعميم وتطبيق قانون مدونة التغطية
الصحية؟
كما ي مكن تفسير غياب هاته اإلرادة اإلجراءات التدبيرية المتبعة لمواجهة أخطر األمراض القاتلة كالسرطان ومرض
القصور الكلوي ، .ولعل المواطن يلمس على أن وزارة الصحة ال تبدل مجهودا لحل المشاكل اآلنية والمستعجلة
لتخفيف من معانات المواطنين ,فما تقوم به وزارة الصحة للتكفل بمرضى القصور الكلوي و أمراض السرطان فهي بمثابة
مزايدات سياسية ال أقل وال أكثر ألنها في الحقيقية مولت بنفس االعتمادات المالية الخاصة بتسيير القطاع مما يطرح
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
44
تساؤالت عدة عن سياسات ضرب القدرة التسييرية للقطاع الذي عانى ومازال يعاني من إسقاطات السياسات اإلصالحات
المالية المتتالية وتعزيز دور القطاع الخاص في مجال العالجات الطبية.
-المستشفيات:
المستشفيات كذلك غير قادرة على مواكبة التغيرات الديمغرافية والوبائية و التكنولوجية رغم نهجها إلستراتيجية إصالح
المستشفيات عبر تكريس مبدأ االستقاللية من خالل تطبيق نظام مصالح الدولة المسيرة بكيفية مستقلة وعبر انجاز
مشروع المؤسسات االستشفائية.
االختيار األول اثبث فشله ألنه لن يستطع ولم يستطيع تحقيق االستقاللية المالية التامة حيث مازالت المراكز االستشفائية
العمومية تعتمد على دعم الميزانية العامة نسبيا لتمويل ميزانية تسييرها و كليا لتمويل استثماراتها .أما االختيار الثاني فهو
رهين بتوفير االعتمادات الالزمة لتحديث المستشفيات ومواكبة التطور التكنولوجي السريع عبر اقتناء أجهزة متطورة و
باهظة الثمن حتى يتسنى لها االستجابة لمتطلبات المواطنين طبقا للخريطة الوبائية المحلية.
إذا فشل االختيارات ناجم باألساس عن ارتفاع معدل الفقر وعن تواجد إرادة خفية تريد ضرب مجانية الصحة بدءا من
سياسات استعادة التكلفة وصوال إلى خصخصة القطاع الصحي مستقبال متخذتا كذريعة عدم قدرة القطاع الصحي
العمومي لتوفير التمويل وتحقيق التنافسية مع القطاع الخاص .وهذه الجهات تأخذ من التنافسية مدخل للدفع بالقطاع
العمومي لتبني آليات اللبرالية حتى تكون مهيأة للخصخصة مستقبال.
أما المستشفيات الجامعية فأصبحت فضاءات عالجية غير مرغوب فيها من طرف المواطنين ألنها أصبحت تفتقد لكل
اإلجراءات اإلنسانية الستقبال وعالج المرضى ،وأصبحت بمثابة مركز لتشخيص األمراض وثني المرضى على تلقي
العالج بالمصحات الخاصة ،وما هذا التحول إلى نتيجة إلمكانية األطباء مزاولة مهامهم في نفس الوقت بالقطاع الخاص
(سياسة الوقت الكامل المعدل) .مما ولد إرادة خفية لضرب جودة العالجات وعدم االهتمام بالبنيات التحتية والتجهيزات
والمستلزمات الطبية حتى يتمكن هؤالء من مزاولت مهامهم بالقطاع الخاص واالحتفاظ بأجورهم بالقطاع العام.
ومن جانب آخر تظل ظاهرة ترويج األدوية والمعدات الطبية المغشوشة والمزيفة بهاته بمثابة ناقوس الخطر لبداية فقدان
المواطنين الثقة بالقطاع العمومي والتوجه إلى القطاع الخاص ،ولعل هاته الظاهرة المسكوت عنها منذ زمن بدأت تعرف
رواجا واسعا في السنوات األخيرة على المستوى الوطني إما عبر تشجيع صناعة محلية مزيفة ،أو عبر استيرادها من الدول
التي ال تحترم المعايير الدولية في إنتاج المعدات الطبية ،ويتم بيعها بالجزائر واستعمالها داخل مستشفياتها حيث ال
يتواجد مهنيين يهتمون بمراقبة جودة وسالمة هذه المعدات واللوازم الطبية رغم أنها شكلت في أكثر من حالة سببا رئيسيا
في ارتكاب أخطاء مهنية أثناء العمليات الجراحية أو انتقال العدوى والتعفنات داخل المستشفيات أو خلق أعراض
مرضية جديدة.
إشكالية تمويل القطاع الصحي بالجزائر:عند تشخيص إشكالية تمويل القطاع الصحي بالجزائر يتبين أنه ما زال يحتل مرتبة متدنية مقارنة مع دول ذات وضعية
اقتصادية مماثلة للجزائر مما يحول دون تحقيق العناية بصحة المواطنين وخاصة الفئات المستضعفة وصحة األم والطفل
واألمراض المزمنة والفئات المعوقة والمهمشة ،ويعزى هذا والنقص والضعف في اإلنفاق الصحي أوفي الميزانية
المخصصة لقطاع الصحة إلى قبول الجزائر لألطروحات النيوليبرالية وللتوجيهات المؤسسات المالية ولتأثيرات العولمة
المتوحشة التي تهدف إلى تدمير الخدمات العمومية من صحة وتعليم وسكن وشغل.
وعند تعميقنا لدراسة وتحليل المؤشرات العامة والخاصة التي تفسر إشكالية تمويل القطاع الصحي ببالدنا نجد أن
المواطن الجزائري يتحمل وحده أكثر من نصف الغالف اإلجمالي الموجه لتمويل القطاع الصحي برمته ،أما إذا أضفنا
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
45
مساهماته في أنظمة الحماية والتعاضد االجتماعي فنجده يمول حاليا أكثر من 68في المائة من الغالف اإلجمالي
الموجه لتمويل القطاع الصحي ،مما يطرح علينا تساؤال عن مدا جدوه مدونة التغطية الصحية المطبقة حاليا (جزئيا) إن لم
تستطع تخفيض هذا العبء الثقيل الذي يضر بدخل والمستوى المعيشي للمواطنين .كما يمكن اإلشارة إلى أن الجزء
الكبير من هذا التمويل يستفيد منه القطاع الخاص ( مستشفيات خاصة ،مراكز التحليالت واألشعة الخاصة) في حين أن
القطاع العام يستفيد فقط أقل من 01في المائة من النسبة المذكورة أعاله رغم توفره على 81في المائة من إجمالي
البنيات التحتية الوطنية مما يفسر عدم نجاعة السياسة الصحية العمومية المتبعة.
-السياسة الدوائية بالجزائر:
السياسة الدوائية الجزائرية لم تحد من إشكالية ولوج العالج وذلك عبر العمل على رفع مؤشر استهالك الدواء بالنسبة
للفرد ،حيث أن ثمن األدوية بالجزائر تعرف ارتفاعا كبيرا مقارنة مع دول مماثلة من ناحية الدخل .وتتميز الصناعة الدوائية
بالجزائر بهيمنة الشركات األجنبية المنتجة لألدوية األصيلة و ضعف إنتاجية القطاع الدوائي الوطني و محاوالت كسر
الشركة الوطنية الوحيدة المعروفة دوليا بإنتاج األدوية مما يحول دون تشجيع استهالك األدوية الجنسية ،وما توقيع اتفاقية
التبادل مع الواليات المتحدة األمريكية إال عائق أخر لالستمرار استهالك األدوية األصيلة من أجل االستمرار في تخليص
تكلفة حقوق الملكية الفكرية و اإلنتاجية المسببة المباشرة لغالء الدواء في العالم.
وتتميز السياسة الدوائية أيضا بغياب الئحة دوائية أساسية وطنية وطرق تدبيريه حديثة تساهم في عقلنه تدبير استهالك
الدواء خاصة في المستشفيات والمراكز الصحية العمومية .كما يمكن اإلشارة إال أن المساهمة المادية للدولة في
مجموع استهالك الدواء على المستوى الوطني لم يبلغ 01في المائة ،وهذا دليل آخر على أن السياسة الصحية
الجزائرية الزالت تتهرب من جعل توفير الدواء أولوية في استراتيجياتها في مسألة العالج .ورغم ضعف توفير الدولة للدواء
الكافي في مستشفياتها ومراكزها الصحية لتاثير بالرفع في مؤشر استهالك الدواء بالنسبة للفرد عبر توفير الدواء للفئات
المستضعفة مازالت الدولة بعيدة عن دائرة اإلنتاج في هذا المجال رغم توفرها على مركز كبير SAIDALمجهز
بأحدث األجهزة لصناعة الدواء الذي يمكن أن يكون الرائد في إنتاج الدواء في المغرب العربي ،مما يطرح تساؤال و
إحراجا للحكومة عن نيتها المبيتة لتدمير المركز المذكور الذي كلف الدولة ماليين الدوالرات في إطار قرض من البنك
العالمي .وهذا التوجه ما هو إال دليل على ترك دائرة اإلنتاج لهيمنة الشركات العالمية المنتجة للدواء بالجزائر و شركات
االستيراد التيتحقق أرباحا طائلة دون وجه حق على حساب المواطنين الجزائريين.
-االختيارات السياسية في مجال المقاربة الصحية:
ومن جانب آخر ونظرا لالختيارات السياسية التي عرفتها بالدنا في مجال المقاربة الصحية أصبحت الصحة الوقائية
والعالجات األولية مهمشة وتحتل درجة ثانوية في إستراتيجية الوزارة ،مما أدى إلى توقيف أو التخلي جزئيا أو كليا عن
عدد كبير من البرامج الصحية الوقائية وإغالق عدد من المستوصفات والمراكز الصحية وتوقيف الوحدات الصحية
المتنقلة والتمريض المتنقل واألسري الذي يلعب دورا أساسيا في تقريب العالجات الوقائية من السكان وخاصة في
البوادي والمناطق النائية والمهمشة ،مما أدى إلى عودة ظهور وتفشي أمراض معدية ووبائية متنقلة في صفوف المواطنين
وخاصة منهم الطبقات الفقيرة والجهات الجغرافية المهمشة (وباء الليشمانيا الذي أصاب سكان مدن شبه صحراوية
، )4101كما ازدادت نسبة األمراض المزمنة كأمراض القلب والشرايين وضغط الدم وأمراض القصور الكلوي والتهاب
الكبد والسرطان وأمراض السكري ،و ارتفعت نسبة تفشي األمراض المعدية كوباء السل الشديد المقاومة لألدوية
واإلسهال والتهاب السحايا واألمراض النفسية و األمراض المنقولة جنسيا و السيدا .فعلى سبيل المثال ال الحصر قدر
عدد المصابين بالسرطان بٍـ 36ألف مريض سنويا و ال يتم تشخيص إال % 01منهم فقط ،أي بعد وصول المريض إلى
حالة ميؤوسة وخطيرة تؤدي إلى الوفاة في أغلب األحيان ، ،يستمر الوضع على ما هو عليه في تزايد مخاطر هذا الداء
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
46
الفتاك .وفي نفس اإلطار تزداد حدة ارتفاع مرض السل والوفيات الناجمة عنه بشكل كبير حيث تجاوز عدد الحاالت
الجديدة التي يتم تشخيصها سنويا 31ألف حالة ،وكذا نسبة المصابين باألمراض النفسية والعقلية الناتجة عن العوامل
االجتماعية القاهرة كالفقر والبطالة والمخدرات ، .كما ارتفعت األمراض المنقولة جنسيا إلى 611ألف مصاب سنويا،
أكثر من % 61منهم من النساء وهي أمراض تعتبر من العوامل الرئيسية في انتشار داء المناعة المكتسبة السيدا التي
وصلت بدورها إلى أرقام مقلقة حيث وصل عدد الحاملين لفيروس اإليدز إلى 41ألف حالة منهم 3أالف شخص
مصاب بمرض فقدان المناعة المكتسبة ،وتظل نسبة هامة من الفئة األولى خارجة كل تغطية صحية أو مراقبة صحية.
.4فشل اإلستراتيجية والمقاربة الصحية الحالية:
الموارد البشرية بالقطاع تعرف صعوبات كثيرة خاصة من ناحية العدد حيث هناك نقص كبير في الموارد البشرية الكفيلة
بتقديم الخدمات الصحية في ظروف سليمة و معقولة ،و هذا النقص يزداد حدة عندما يتعلق األمر بالموارد البشرية
المتخصصة في مجاالت طبية معينة أو عندما تتوسع البنيات االستشفائية الكفيلة بتغطية طلبات العالج المتزايدة (احداث
مراكز استشفائية جامعية جديدة ،بناء مستشفيات جهوية وإقليمية ،الزيادة في الطاقة االستيعابية للمستشفيات
المتواجدة).
ويمكن اعتبار الخلل الناجم بين مسألة العرض والطلب في مسألة العالج هو ناجم باألساس عن غياب إستراتيجية واضحة
في مجال التكوين األساسي لألطباء والممرضين مما يحول دون توفير الموارد البشرية الالزمة والكافية لتغطية النقص
العددي .كما أن هناك صعوبات أخرى تتعلق بالموارد البشرية العاملة بالقطاع العام ويمكن تلخيصها في غياب برامج
للتكوين المستمر ،حيث معظم العاملين لم تستفد وال مرة من دورات تكوينية مند تعيينها ،وبالتالي ال يتسنى لها تجديد
معارفها العلمية في المجاالت الطبية التي تشتغل فيها ،مع العلم أن العلوم الطبية والتمريضية هي علوم متطورة و متغيرة
باستمرار وبسرعة وتستلزم مواكبة دائمة وإستراتيجية فعالة في مجال التكوين المستمر .ويزيد الوضع تفاقما غياب أساليب
تحفيزية للمسئولين والموظفين مما يؤدي إلى هدر الطاقات المتواجدة بالقطاع العام واستغاللها من طرف القطاع الخاص
وخاصة بالنسبة لألطباء الذين يتم استدراجهم إلى المبالغة في استعمال الوقت الكامل المعدل الذي يمكن أن يكونوا في
غنا عنه لو ثم تحفيزهم ولو نسبيا داخل قطاعاتهم العمومية.
هذا و باإلضافة أن القطاع الصحي العمومي أصبحت طاقته البشرية المحالة على التقاعد في ازدياد مستمر مما يضر
بالقطاع عامة بعد أن تضرر سابقا من استفادة عدد كبير و نخبة أساسية من عملية المغادرة الطوعية ضانين أنها ستعزز
القطاع الخاص الوطني لكن معظمهم فضل االنتقال إلى دول أخرى بحثا عن ظروف مالئمة لعملهم وحياتهم ،مما زاد من
حدة نقص الموارد البشرية الذي تعرفه الجزائر مراكمة بذلك سلبيات أخرى في مجال تدبير الموارد البشرية والمالية
للقطاعات العمومية.
لقد راكمت وزارة الصحة عدة ممارسات سلبية على مستوى التدبير اإلداري والمالي للقطاع ،فعم الفساد وهدر المال
العام في العديد من المؤسسات الصحية بالرغم من شعارات اإلصالح والتخليق وميثاق حسن التدبير كما ظلت معايير
المحسوبية والزبونية والعالقات الحزبية هي القاعدة األساسية في التعيين في مناصب المسؤولية سواء على المستوى
المركزي أو المحلي ،حيث غابت كذلك مواصفات انتقاء األطر عمال بمبدأ اإلطار المناسب في المكان أو المهمة
المناسبة بناء على معايير الكفاءة والتجربة والنزاهة واالستقامة ،وبالتالي فشلت كل األطروحات والمقاربات التي تقوم على
تهميش العنصر البشري والكفاءات التي يتوفر عليها القطاع.
أما فيما يخص تحديد األدوار المنوطة بكل فاعل من الفاعلين األساسيين في قطاع الصحة (الدولة والقطاع الخاص و
المجتمع المدني) فهناك تخبط مستهدف ومقصود :االستراتيجيات التنموية الليبرالية المسوقة في القطاع الصحي العام
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
47
تدفع بالدولة إلى التراجع عن دورها األساسي في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين ،هذا التراجع يشكل خطورة على
فقدان هوية الدولة خاصة عندما تتخلى عن دورها االجتماعي الذي هو المحدد األساسي لسبب وجودها.
وينجم عن ترك الدولة لدورها في تقديم الخدمات الصحية استحواذ القطاع الخاص على هذا المجال مع العلم أن هذا
األخير هو غير موجه من طرف السياسة العمومية المتبعة وهاجسه األسمى تحقيق الربح أو ما يسمى باستخالص التكلفة
والربح الصافي لرأس المال على حساب صحة المواطنين حيث صحتهم أصبحت سلعة بلغة السوق ،وهذا يجعل من
توجيه القطاع الصحي العمومي في خدمة المواطنين من األهداف المستحيل تحقيقها في ضل هذا التوجه.
وأمام الجدل المذكور أعاله يتم التمويه بفكرة أن المجتمع المدني يمكن أن يلعب دورا أساسيا لحل المشاكل الصحية
بالجزائر ،مع العلم أن هذا الفاعل رغم تمكنه من االستجابة إلى بعض المطالب الصحية المستعجلة ،فهو مازال يفتقد
لرؤية شمولية واضحة حول القضايا الصحية ويعاني من ضعف اإلمكانيات المادية والبشرية ،وال يمكنه لعب دور الدولة
ألن دورها مركزي في مسألة التنمية الصحية واالجتماعية.
أما الجانب ألتدبيري والحكماتي فيمكن اعتبار خلله هو نتيجة مباشرة لعدم تبني قيم ومبادئ المسائلة والتضمينية .قيمة
المسائلة يمكن مالحظة ضعفها سوءا في أعلى سلطة حكومية أو وزارية وصوال إلى المسؤولين المحليين بالقطاع الصحي.
هذا الضعف هو أوال نتيجة لغياب آليات المحاسبة والمسائلة الداخلية لألجهزة المعنية مع عدم التحديد المفصل
للصالحيات التدبيرية لكل مسؤول على حدة ،وثانيا عدم نجاعة آليات المسائلة الخارجية التي يمكن للمواطنين أن
يمارسونها عند التصويت على المنتخبين المحليين أو البرلمانيين.
أما ضعف التضمينية فيمكن مالمستها في النظام الصحي الجزائري الحالي الذي يتميز بالزبونية والمحسوبية بدءا من
التعيينات في المسؤولية وصوال إلى تقديم الخدمات الصحية .كما يمكن القول أن النظام الصحي الجزائري نظام يكرس
عدم مبدأ التكافؤ بين عمال الصحية وبين المواطنين ،ويتسم بغياب الشفافية الضرورية للنهوض بالقطاع الصحي الوطني.
وإجماال يمكن القول أن التوجهات السياسية الحالية الزالت تنبني على النموذج التقليدي الطبي الضيق بدل النظرة
الشاملة المبنية أساسا على مفهوم الرعاية الصحية األولية لتحقيق العدالة والحد من األمراض الفتاكة واإلنصاف واستباق
التحديات ،خاصة مع تعاظم وتفاقم المشكالت الصحية الناتجة عن التحوالت والتغييرات الديموغرافية والوبائية
واالجتماعية واآلثار السلبية لتغيرات المناخ والبيئة ،مثل ارتفاع نسبة المسنين والشيخوخة التي أصبحت تمثل أزيد من 8
في المائة من السكان أي 4,5مليون مواطن ومواطنة ،وتزايد نسبة األمراض المزمنة والفتاكة وظهور أمراض جديدة وهي
عوامل تتطلب اإلرادة السياسية ومخطط عملي مندمج ومستدام لمواجهة مختلف التحديات الصحية المطروحة مرتكزة
ومبنية على سياسة وقائية فعالة لضمان األمن الصحي لكافة المواطنين.
ومن هذا المنطلق نعتبر أن السياسات الصحية ظلت تتبع مناهج واستراتيجيات متضاربة طابعها وسماتها االرتجال
والتدبدب بين أولويات الوقاية أو العالج اعتمادا على توصيات المؤسسات الممولة لبرامجها من جهة وبناء على مزاج
وأطروحات غالبا ما تكون نظرية للمسؤولين المتعاقبين على القطاع من جهة ثانية بعيدا عن أية مقاربة شمولية لإلشكالية
الصحية تأخذ بعين االعتبار محددات الفوارق االجتماعية للصحة وتسعى إلى بناء سياسة صحية وطنية مندمجة واضحة
األهداف والوسائل واآلليات وتكون محط نقاش وحوار وطني يحدد المبادئ واألهداف واألولويات ويرسم المخططات
ويوفر اإلمكانات واآلليات واألدوات والموارد البشرية الكافية والمؤهلة للتنفيذ.
وفي الختام نؤكد على أن الصحة حق أساسي من حقوق اإلنسان وواجب نصت عليه تعاليم الدين اإلسالمي كما نصت
عليه المواثيق الدولية ،وال يمكن جعله سلعة للبيع والشراء والمتاجرة وبالتالي من مسؤولية الدولة التكفل وضمان هذا
الحق كخدمة عمومية اجتماعية وإنسانية وعلى أسس العدالة واإلنصاف واالستفادة الجماعية للمواطنين كل حسب
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
48
حاجياته الصحية وبشكل مجاني وشامل وضرورة جعل العنصر البشري الفاعل الرئيسي في المعادلة الصحية في قلب كل
اإلصالحات المتعلقة بالعملية الصحية من خالل تأطيره وتكوينه وتحفيزه وخلق الظروف والشروط المالئمة لمزاولة عمله بإتقان من
أجل
تطوير
جودة
الخدمات
المقدمة
للمواطنين
ومن
أجل
ضمان
األمن
الصحي
للمجتمع ككل.
ونتساءل جميعا حول مدى قدرة إدارتنا الصحية ونظامنا الصحي من تحقيق أهداف التنموية لأللفية الثالثة ،خاصة فيما يتعلق
بترسيخ نظام عادل للحماية االجتماعية وتوفير بشكل كاف لجميع المواطنين خدمات للرعاية الصحية ذات جودة عالية وربطها
بالتنمية الشاملة والمستدامة .ونتساءل جميعا كذلك حول مدى نجاعة مشروع التنمية الصحية لبلدنا في إطار المشروع المجتمعي
الكامل من أجل تطوير العملية الصحية وتقييمها وترسيخ نظام صحي أكثر نجاعة وفاعلية وقابل للتطور المستمر في كافة
المستويات المحددة لنظامنا الصحي وربطها بالتنمية الشاملة ،كالتوزيع العادل للخدمات الصحية ،وعرض خدمات ذات جودة
عالية ،ورد االعتبار للعنصر البشري واحترام كفاءاته ،وضمان جودة التكوين األساسي والتكوين المستمر ،وتطوير التشريعات
المنظمة للميدان الصحي والمهن الصحية وأخالقياتها ،وتحسين األوضاع المعيشية وظروف العمل المهنية لعمال الصحية.
إعادة النظر في المنظومة الصحية أمر أساسي ألن األمر متعلق باإلنسان الذي يمثل الثروة الحقيقية للوطن.
السياسة الدفاعية:
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
49
تثابر الجزائر على السير في طريق التنمية السلمية وتنتهج سياسة دفاع وطني احترازية انتهاجا راسخا ال يتزحزح .ويعتبر
الدفاع الوطني الجزائري ضمانا أمنيا لحياة الدولة وتنميتها .إن تقوية بناء تحديث الدفاع الوطني والجيش وصيانة أمن الدولة
ووحدتها وتأمين سالمة مسيرة بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل هي المهمات الرئيسية للدفاع الوطني الجزائري.
تتخذ سياسة الدفاع الوطني الجزائري مصالح الدولة األساسية نقطة انطالقها ،تخضع وتخدم اإلستراتيجية التنموية واألمنية
للدولة .إن الجزائر تتمسك بقوة وتستخدم بصورة كافية مرحلة الفرص اإلستراتيجية الهامة في العقدين األولين من القرن
الحالي ،وتتمسك بتوحيد التنمي ة واألمن وترفع القدرات اإلستراتيجية للدولة بجهد ،وتواجه التهديدات األمنية التقليدية
وغير التقليدية باستخدام وسائل أمنية متعددة ،سعيا وراء تحقيق األمن الشامل للدولة من حيث السياسة واالقتصاد
والشؤون العسكرية واالجتماعية.
أهداف ومهمات الجزائر األساسية لحماية األمن الوطني هي:
الحفاظ على وحدة الوطن،
الحفاظ على الحدود
الوقاية والمقاومة ضد العدوان،
حماية سيادة الدولة ووحدة أراضيها والحقوق والمصالح البحرية؛
حماية مصالح التنمية الوطنية ،ودفع التنمية االقتصادية واالجتماعية على نحو شامل ومتناسق ومستديم لتعزيز قوة الدولة
الشاملة بال انقطاع؛
التمسك بمبدأ التنمية المتناسقة بين بناء الدفاع الوطني والبناء االقتصادي،
إنشاء الدفاع الوطني العصري المتفق مع الظروف الجزائرية والمستجيب لنزعة التطور العسكري بالعالم،
رفع قدرات العمليات الدفاعية في ظروف تكنولوجيا المعلومات؛
ضمان حقوق ومصالح الجماهير الشعبية السياسية واالقتصادية والثقافية،
تسديد الضربات الصارمة إلى مختلف النشاطات اإلجرامية للحفاظ على النظام االجتماعي الطبيعي واالستقرار
االجتماعي؛
انتهاج سياسة خارجية سلمية مستقلة والتمسك بنظرية األمن الجديدة حول الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة
والتعاون ،سعيا وراء بيئة دولية ممتازة وبيئة جوار جيدة طويلة األمد.
إن منع أي قوى من تقسيم البالد واجب مقدس للقوات المسلحة الجزائرية
تماشيا مع التغيرات في األوضاع اإلستراتيجية الدولية والبيئة األمنية الوطنية ،ومواجهة تحديات التغييرات الجديدة في
المجال العسكري بالعالم ،تتمسك الجزائر بمبدأ اإلستراتيجية العسكرية االحترازية اإليجابية ،وتسارع في التغييرات
العسكرية ذات الخصائص الجزائرية.
-السير على طريق التنمية المركبة والقافزة:
استجابة التجاه التنمية العسكرية العالمية،
يتخذ جيش الوطني الشعبي المعلوماتية جهة التنمية لبناء التحديثات ،لتحقيق تحوله من الميكانيكية أو شبه الميكانيكية
إلى المعلوماتية بالتدريج .انطالقا من الظروف المحلية واألوضاع العسكرية ،يتمسك باتخاذ الميكانيكية أساسا و
المعلوماتية رائدا من أجل تحريك الميكانيكية عبر المعلوماتية ودفع المعلوماتية عبر الميكانيكية .ويعمل على دفع التنمية
المتناسقة لقوة النيران والقدرة على التحرك والقدرة المعلوماتية ،وتقوية بناء قوات العمليات باتخاذ األسلحة البحرية
والجوية ووحدة المدفعية الثانية قوة رئيسية ،سعيا وراء رفع القدرة الرادعة وقدرة الحرب الواقعية للقوات المسلحة على
نحو شامل.
.تحت شعار التغيير السلمي
رئاسية 4102
برنامج المرشح الحر
50