8 Annexe la jeunesse .pdf
À propos / Télécharger Aperçu
Nom original: 8- Annexe la jeunesse.pdf
Ce document au format PDF 1.5 a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 26/12/2012 à 13:12, depuis l'adresse IP 41.108.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 827 fois.
Taille du document: 4.5 Mo (9 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻤﺮﺷﺢ اﻟﺤﺮ ﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺎت .2014
اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي
دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﻣرﺷﺢ ﺷﻔﯾق ﺗـــــوﻣﻲ
ﻧﻈﺮة اﻟﻤﺮﺷﺢ ﻟﻠﺸﺒﺎب و ﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ و اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﺴﻠﻤﻲ و ﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ :
ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ أدت إﻟﻲ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أھﻢ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ھﻮ ﻏﯿﺎب اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ و
اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ .ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ اﻟﻔﺎﺳﺪ ﯾﻌﺘﺒﺮ واﺣﺪا ﻣﻦ أھﻢ أﺳﺒﺎب ﻓﺸﻞ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺘﺨﻠﻒ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .أﻣﺎ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ اﻟﺬي ﯾﻘﻮم ﻋﻠﻲ ﻣﺒﺎدئ
اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ,واﺣﺘﺮام ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ,وﺳﯿﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن ,واﻟﻤﺴﺎواة و ﺗﻜﺎﻓﺆ اﻟﻔﺮص ,وﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ واﻟﺸﻔﺎﻓﯿﺔ واﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ واﻟﺮؤﯾﺔ اﻹﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻓﯿﻨﻈﺮ
إﻟﯿﮫ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺰاﯾﺪ ﻋﻠﻲ أﻧﮫ ﻋﺎﻣﻞ رﺋﯿﺴﻲ ﻓﻲ ﺿﻤﺎن اﻻزدھﺎر اﻟﻮطﻨﻲ وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ھﺬا اﻟﺤﻜﻢ -وﻋﻠﻲ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﻀﻮره داﺋﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت واﻟﻤﺆﺗﻤﺮات واﻟﺒﯿﺎﻧﺎت -ھﻮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺿﻌﯿﻒ رﺟﻮﻋﺎ إﻟﻲ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺘﻮزﯾﻊ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس
اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ .وﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻔﻌﺎﻟﯿﺔ اﻟﺤﻜﻢ وﻧﻮﻋﯿﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻓﻠﻢ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ .وﻟﮭﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻤﺘﺮدي
ﻋﻮاﻗﺐ ﺧﻄﯿﺮة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﯿﺔ ﺑﻄﯿﺌﺔ وﻏﯿﺮ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ ,وﻣﺸﺎﻛﻞ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺧﻄﯿﺮة وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت اﺿﻄﺮاﺑﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻧﺘﻔﺎﺿﺎت ﺷﻌﺒﯿﺔ.
ھﻨﺎك اﺗﻔﺎق ﻋﺎم ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺨﺐ واﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﻦ وﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻋﻠﻲ أﻧﮫ ﺑﺪون اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻠﻦ ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك ﺗﻨﻤﯿﺔ إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ
ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ .وإذا ﻛﺎن اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻲ اﻟﻔﺴﺎد ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻲ ﻗﯿﺎدة راﺷﺪة ,ﻓﺎن إﯾﺠﺎد ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻘﯿﺎدة ھﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺟﻤﯿﻊ ﻗﻄﺎﻋﺎت
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻓﺌﺎﺗﮫ .وﻻن اﻟﺸﺒﺎب ﯾﺸﻜﻠﻮن ﻧﺴﺒﺔ 75ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ أو ﯾﺰﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ,ﻓﺎن دور اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ إﯾﺠﺎد ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﯿﺎدة واﻟﺤﻜﻢ ھﻮ أﻣﺮ أﺳﺎﺳﻲ.
إﻻ أن اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ھﻲ أن ﻓﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻣﺜﻠﮭﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻧﻔﺴﮫ ﻏﺎﺋﺒﺔ وﻟﻢ ﯾﺘﻢ ﺗﻮظﯿﻔﮭﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ,و ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻢ إﺷﺮاﻛﮭﺎ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺄﺧﺮ
ﻓﻼ ﯾﻜﻮن ﻟﮭﺎ ﻋﺎدة دور ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ,أو ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻀﺎﯾﺎھﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ أو ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﮭﻢ .ھﺬا ﻻ ﯾﻌﻨﻲ أن اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻟﻢ ﺗﺘﺨﺬ
ﺧﻄﻮات ھﺎﻣﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﺗﻄﻮر ﻗﻄﺎع اﻟﺸﺒﺎب .إﻻ أن ھﺬه اﻟﺨﻄﻮات ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻄﺎﻋﺎت ﻣﺤﺪدة ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺮﯾﺎﺿﺔ ,وھﻲ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺣﺎل دون
اﻟﻄﻤﻮﺣﺎت .ﻋﻼوة ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﻓﺎن اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ ﺗﺒﻨﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺰاب و اﻟﺸﺨﺼﯿﺎت اﻟﻄﺎﻣﺤﺔ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ھﺬه اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ
ﺗﺘﺠﺎھﻞ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻷﻧﮭﺎ أﺻﻼ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﮫ و ﻻ ﺗﻔﮭﻤﮫ .
ﻓﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب ھﺬا اﻟﺪور ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﻷﺳﺒﺎب ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮي اﻟﺮﺳﻤﻲ ,وإﻧﻤﺎ أﯾﻀﺎ ﻷﺳﺒﺎب ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب
أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ وﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻣﻦ ﻣﮭﻤﺔ أﺧﺮي .وﻟﮭﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺴﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺋﺎم اﻟﻮطﻨﻲ ھﻨﺎ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﺗﺴﺎؤﻟﯿﻦ اﺛﻨﯿﻦ:
اﻷول .ﻟﻤﺎذا ﻻﯾﺰال اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻨﻈﺮاﺋﮭﻢ ﻓﻲ
اﻟﺪول اﻷﺧﺮى ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺘﻄﻮر ﻏﺎﺋﺒﯿﻦ أو ﻟﻢ ﯾﺘﻢ ﺣﺘﻰ أﻻن ﺗﻮظﯿﻔﮭﻢ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ طﺎﻗﺎﺗﮭﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ؟
ﺑﻤﻌﻨﻲ أﺧﺮ ,ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل دون وﺟﻮد دور ﻓﺎﻋﻞ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻓﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ و ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﯿﮫ أﯾﻀﺎ؟
اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ھﺬه اﻟﻌﻘﺒﺎت واﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ؟
ﻋﻠﻲ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أھﻤﯿﺔ ھﺬا اﻹﺷﻜﺎل ﻓﻠﻢ ﯾﺘﻢ ﺣﺘﻰ اﻵن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺎﻣﻞ وﻣﻨﻈﻢ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﮭﻨﺎك ﻋﺪد ﻗﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ
ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ,وﻟﻜﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ إطﺎر وﺳﯿﺎق ﺗﻌﺎﻣﻠﮭﺎ ﻣﻊ ﻣﻮاﺿﯿﻊ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ .وأﺣﺪث ھﺬه اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﮭﺎ اﺗﺤﺎد اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﯿﯿﻦ
اﻟﻌﺮب اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھﺮة وﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة) .(2007ﻗﺎﻣﺖ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﻤﺴﺢ
اﻟﻈﺮوف اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺳﻨﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﺎت واﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﺣﻘﻮق اﻟﺸﺒﺎب وﻣﻌﺎﻟﺠﺔ
اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﯾﻮاﺟﮭﻮﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ .وﻟﮭﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أھﻤﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺰودﻧﺎ ﺑﻘﺎﻋﺪة ﺑﯿﺎﻧﺎت ﻷوﺟﮫ ﻣﺤﺪدة ﻟﻠﻈﺮوف اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮب .وﻣﻊ ذﻟﻚ وﻷن ﻣﺪي اﻟﺪراﺳﺔ ھﻮ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ھﺬه اﻟﻈﺮوف ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻓﮭﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻲ اﻻﻧﺨﺮاط اﻟﻀﻌﯿﻒ
ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﮭﻢ.
وھﻨﺎك دراﺳﺔ أﺧﺮي ھﺎﻣﺔ ﻗﺎم ﺑﮭﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة .ﻓﮭﺬا اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﯾﺼﺪر ﺗﻘﺮﯾﺮا ﺳﻨﻮﯾﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ
واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ واﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ .ﻓﺘﻘﺮﯾﺮ ﻋﺎم 2002اﻟﺨﺎص ب' ﺧﻠﻖ ﻓﺮص ﻷﺟﯿﺎل اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ' ﻗﺎم ﺑﺘﺤﻠﯿﻞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ
ﻓﻲ 22دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﺻﺮﯾﺤﺔ واﺳﺘﺸﺮاﻓﯿﺔ ,ﻓﻘﺎم ﺑﻘﯿﺎس ﻣﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل أرﺑﻌﺔ ﻣﺘﻐﯿﺮات :ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺤﯿﺎة ,وﺗﻌﻠﯿﻢ اﻟﺒﺎﻟﻐﯿﻦ ,وﻧﺴﺒﺔ
اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ,واﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ .ﺗﻨﺎول اﻟﺘﻘﺮﯾﺮ وﺿﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻛﻘﺴﻢ أو ﺟﺰء ﻣﻦ اﻻﻧﺠﺎز اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ .واﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻲ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي
واﻻﺳﺘﺒﯿﺎﻧﺎت ﻓﻘﺪ أﺷﺎر اﻟﺘﻘﺮﯾﺮ إﻟﻲ أن اﻟﺘﻮظﯿﻒ واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ھﻲ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ أھﻢ اھﺘﻤﺎﻣﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي ,وان % 61ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب
اﻷﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ ﻋﺒﺮوا ﻋﻦ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﮭﺠﺮة إﻟﻲ اﻟﺨﺎرج ,وﻗﺪ اﻋﺘﺒﺮ ھﺬا ﻣﻌﯿﺎرا ﻋﻠﻲ ﻋﺪم رﺿﺎھﻢ وﺧﯿﺒﺔ أﻣﻠﮭﻢ ﻣﻦ اﻷوﺿﺎع اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ وﺗﻮﻗﻌﺎت اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ
اﻟﺠﺰاﺋﺮ .وﻋﻠﯿﮫ ﻓﺎن ﻋﺪم اﻻﻧﺴﺠﺎم ﺑﯿﻦ طﻤﻮﺣﺎت اﻟﺸﺒﺎب واﻧﺠﺎزاﺗﮭﻢ أدي ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت إﻟﻲ اﻻﻧﻌﺰاﻟﯿﺔ واﻟﻌﺪاﺋﯿﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ واﻟﻼﻣﺒﺎﻻة ﻟﻘﺮارات اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
واﻟﺸﻌﻮر ﺑﻌﺪم اﻟﺮﺿﺎ اﺗﺠﺎه ﻛﻞ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﻦ .
وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﯿﺎق ﻓﻘﺪ أظﮭﺮ اﺳﺘﻄﻼع ﻟﻠﺮأي ﻗﺎم ﺑﮫ اﻟﺘﺠﻤﻊ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﻮﺋﺎم اﻟﻮطﻨﻲ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﯿﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﯾﺮون اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻛﺘﺤﺪ ﺣﻘﯿﻘﻲ وﻛﻤﺸﻜﻠﺔ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﺗﻮاﺟﮭﮭﻢ ھﺬه اﻷﯾﺎم و ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻜﻞ أﻧﻮاع اﻟﻤﻘﺎطﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ 1962إﻟﻰ 2012ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن
اﻧﺘﻤﺎﺋﮫ أو أﻓﻜﺎره.
ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺮﺣﯿﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺑﯿﻦ أطﺮاف ﻣﻨﺒﻮذة ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﺸﺒﺎب ﺷﻜﻼ و ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ و اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول
اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﻌﻮاطﻒ اﻟﺸﺒﺎب ﻻﺳﺘﺪراﺟﮭﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﻄﮭﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ و اﻻﻧﺘﺤﺎرﯾﺔ ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺼﺪر ﻟﻠﻨﻜﺖ .
وﻣﻊ ﻛﻞ ھﺬا ﻓﺤﺘﻲ اﻵن ﻓﺎن ﺗﻘﺎرﯾﺮ ودراﺳﺎت ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺘﺎﺑﻊ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﺪراﺳﺎت اﻷﺧﺮي ذات اﻟﺼﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﻂ اھﺘﻤﺎﻣﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻟﻠﻌﻘﺒﺎت اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي وﺗﺤﺪ ﻣﻦ دورھﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮة .ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪراﺳﺎت ﺑﻮﺻﻒ ظﺮوﻓﮭﻢ وأﻛﺪت ﻋﻠﻲ اﻷھﻤﯿﺔ
واﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻲ ﺗﻮظﯿﻒ طﺎﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ,وﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ,إﻻ أﻧﮭﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺠﺬور أو اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ
ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ.
وﻣﻦ ھﻨﺎ ﺗﮭﺪف ھﺬه اﻷزﻣﺔ إﻟﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ھﺬه اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺠﺬرﯾﺔ وﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺔ .ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ھﺬا ﻗﻤﺖ ﺑﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺬه
اﻟﻘﻀﯿﺔ ,وﻟﺘﻘﺎرﯾﺮ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﻤﺴﺢ اﻟﻤﯿﺪاﻧﯿﺔ واﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي اﻟﺘﻲ أﺟﺮﯾﺖ ﺣﻮل ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع .ﺛﻢ ﺣﺪدت اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ
اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي وﺗﺤﺪ ﻣﻦ دورھﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ و ﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻤﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺔ وﺑﯿﺎن إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ
ﻣﺴﺎھﻤﺘﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ.
اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ دور اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ:
ھﻨﺎك اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺒﺎت واﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم وﺗﻘﯿﺪ دورھﻢ ﻓﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ .واﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻲ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت
اﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺼﺔ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺘﻘﺎرﯾﺮ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻮاﻗﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻮاﺋﻖ رﺋﯿﺴﯿﺔ:
-1ﻓﮭﻨﺎك ﻋﻮاﺋﻖ ﺗﺮﺑﻮﯾﺔ ﺗﻌﻠﯿﻤﯿﺔ,
-2وﻋﻮاﺋﻖ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ واﻷﻋﺮاف اﻟﺴﺎﺋﺪة;
-3وﻋﻮاﺋﻖ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻐﯿﺎب اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ وﻋﺪم اﺣﺘﺮام ﺣﺮﯾﺔ اﻟﺮأي;
-4وأﺳﺒﺎب ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ وﺗﻨﻈﻢ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ;
-5و ﻋﻮاﻣﻞ ﻧﻔﺴﯿﺔ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑﺎﻟﻘﻤﻊ أو اﻟﻜﺒﺖ ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ذﻟﻚ اﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﻣﻨﮫ ﺑﺎﻷﺳﺮة أﯾﻀﺎ;
-6و ﻋﻮاﺋﻖ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻧﻌﺪام اﻟﮭﯿﺎﻛﻞ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻔﺘﺮض أن ﺗﺘﻮﻟﻲ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻨﺸﺎطﺎت اﻟﺸﺒﺎﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ;
-7و ﻋﻮاﺋﻖ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻧﻌﺪام اھﺘﻤﺎم اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﺑﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺸﺒﺎب;
-8وﻋﻮاﺋﻖ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ و اﻷﻣﯿﺔ;
-9وﻋﻮاﺋﻖ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ;
-10وھﻨﺎك ﻋﻮاﺋﻖ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﺤﺮﻛﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة;
-11وﻋﻮاﺋﻖ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺠﺎھﻞ أو ﻋﺪم ﺗﻨﺎول وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺠﺎد ﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺸﺒﺎب وﻋﺪم طﺮح اﻟﻤﻮاﺿﯿﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻤﯿﺔ ﻣﮭﺎرات اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .
وﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ ﻋﺮض ﻷھﻢ اﻟﻌﻮاﺋﻖ واﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل أو ﺗﺤﺪ ﻣﻦ اﻧﺨﺮاط اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم وﻣﻦ ﺗﻔﻌﯿﻞ دورھﻢ ﻓﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ :
1ـ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﯿﻢ:
ﺗﻠﻌﺐ ﻧﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ دورا أﺳﺎﺳﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ وﻓﻲ ﻧﺸﻮء اﻷﻣﻢ واﻧﺤﻼﻟﮭﺎ .وﻟﻘﺪ رﻛﺰ اﻹﺳﻼم وﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﺪﯾﺎﻧﺎت اﻟﺴﻤﺎوﯾﺔ ﻋﻠﻲ أھﻤﯿﺔ اﻟﻌﻠﻢ ودوره
ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت واﻟﺤﻀﺎرات .ووﻓﻘﺎ ﻟﺘﻘﺮﯾﺮ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﺎن' اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ھﻮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﺗﻜﻮن ﻓﯿﮫ ﻋﻤﻠﯿﺔ إﻧﺘﺎج
وﺗﻮزﯾﻊ وﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ھﻲ اﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻨﺎظﻢ ﻟﻜﻞ أوﺟﮫ اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ :أي أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ﻟﺘﻮﺳﯿﻊ ﻣﺪي اﻟﺤﺮﯾﺎت
اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ وﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻲ ﺿﻤﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮﯾﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷھﺪاف اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻣﻦ ﻋﺪل وﻛﺮاﻣﺔ إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ'.
وﻋﻠﻲ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻹرث اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ اﻟﻌﺮﯾﻖ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ,ﻓﺎن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ
اﻹﺻﻼح واﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺟﮭﺎ اﻷﻣﺔ .ﻓﺘﻘﺮﯾﺮ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻟﻌﺎم 2002ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﻔﻘﯿﺮة وﻣﻌﺪل اﻷﻣﯿﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ ﻋﻠﻲ أﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻷﺳﺒﺎب
اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ﻟﻀﻌﻒ وﻓﻘﺮ اﻟﻘﺪرات اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ.
وھﻨﺎك أوﺟﮫ ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﻀﻌﻒ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ:
اﻷول ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎھﺞ اﻟﺪراﺳﯿﺔ .ﻓﺎﻟﻤﺪارس واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﺗﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻠﻘﯿﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﻨﻘﺪي واﻟﻤﺴﺘﻘﻞ .ﻓﮭﻨﺎك ﺗﺮاﺟﻊ ﻟﺪور اﻟﻤﺪرﺳﺔ
وﻋﺪم ﻗﺪرﺗﮭﺎ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﻋﻠﻲ أداء واﺟﺒﮭﺎ اﻟﺘﺮﺑﻮي ,ﺑﻞ وإﺗﺒﺎع أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺘﻠﻘﯿﻦ وﻋﺪم ﺗﺸﺠﯿﻊ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻋﻠﻲ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ و ﺣﺮﯾﺔ اﻟﺮأي .وﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻲ
ھﺬا ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺿﻌﻒ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻧﻌﺪام اﻹﺑﺪاع .ﻛﻤﺎ أن ﺗﻌﻤﺪ إھﻤﺎل ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺤﻜﻢ واﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻋﻠﻤﻲ وﻋﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎھﺞ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ وﻏﯿﺎب
ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ واﻟﺘﺜﻘﯿﻒ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻧﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ وﺑﻤﺮاﺣﻠﮫ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﯾﺸﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘﺎ رﺋﯿﺴﯿﺎ أﻣﺎم ﻗﺪرة اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻲ ﻟﻌﻠﺐ دور
ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ .وﻧﻔﺲ اﻟﺸﻲء ﻓﺎن ﻏﯿﺎب اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺒﻨﺎءة ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﻨﺎھﺞ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ وﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮﯾﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
اﻟﻤﺪرﺳﺔ أدي إﻟﻲ ظﮭﻮر ﺟﯿﻞ ﻏﯿﺮ واع أو ﻏﯿﺮ ﻣﺪرك ﻟﺤﻘﻮﻗﮫ وواﺟﺒﺎﺗﮫ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .ﻓﺒﺪل أن ﺗﺮﻛﺰ ﻣﻨﺎھﺞ اﻟﺘﺎرﯾﺦ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﺜﻼ ﻋﻠﻲ
ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ وﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﯿﻘﮭﺎ وﻣﻤﺎرﺳﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ,و ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻏﺮس وﺗﻜﺮﯾﺲ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ ,ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ
ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﺗﻤﺠﯿﺪ اﻟﺰﻋﻤﺎء واﻟﻨﺨﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ,وﺗﻨﺎول ﻧﻈﻢ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮي ,ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﺣﺎﺿﺮ ھﺬه اﻷﻣﺔ ﺑﺄوﻟﮭﺎ.
اﻟﻤﻈﮭﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻀﻌﻒ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ھﻮ اﻷﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮم اﻟﻤﻮاطﻦ ﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﮫ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻘﺪاﻧﮫ ﻟﺤﻘﻮﻗﮫ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻷﺧﺮى,
ﻛﻌﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻲ اﻻﻧﺨﺮاط أو اﻹﺳﮭﺎم ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ أو ﻓﻲ ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم وﺻﻨﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ واﻟﻘﺮارات اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻓﺘﻘﺮﯾﺮ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ
ﻟﻌﺎم 2002و ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ) اﻻﻟﺴﻜﻮ( ﻓﻘﺪرت اﻟﻌﺪد ﻓﻲ ﺗﻘﺮﯾﺮھﺎ اﻟﺼﺎدر ﻋﺎم 2007ﺑـ %29.7ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ,
ﺣﻮاﻟﻲ % 75ﻣﻦ ھﺆﻻء ﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎرھﻢ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ 15و 45ﺳﻨﺔ .ھﺬا اﻟﻌﺪد ﯾﻌﺘﺒﺮ رﻋﺒﺎ ﺣﻘﯿﻘﯿﺎ .وﻋﻠﻲ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن أﺑﻌﺎد وﺗﺄﺛﯿﺮات ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ
ﻣﻦ ;وﻻﯾﺔ إﻟﻲ أﺧﺮي ﺑﺴﺒﺐ اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻲ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن واﻟﻤﻮارد اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ,ﻓﺎن ھﺬه اﻟﺰﯾﺎدة اﻟﺤﺎدة ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻣﯿﺔ ﺗﺒﺮھﻦ ﻋﻠﻲ ﻓﺸﻞ ﻧﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ
اﻟﺠﺰاﺋﺮ ,واﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﮭﺪﯾﺪا ﺧﻄﯿﺮا ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ .
اﻟﻤﻈﮭﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﺘﺨﻠﻒ ﻧﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ھﻮ ﺿﻌﻒ اﻟﻮﺻﻮل أو اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ .ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺨﺪم ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻋﺎم 2002ﻋﺪد ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ
ﻛﻤﻘﯿﺎس أو ﻣﻌﯿﺎر ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ,واﺳﺘﻨﺘﺞ أن اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﺴﺘﻮي ﻣﺘﺪﻧﻲ ﺟﺪا ﻋﻠﻲ اﻟﺼﻌﯿﺪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام واﺳﺘﻐﻼل ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ
اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻻﺗﺼﺎﻻت ,ﺣﺘﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ وراء اﻟﺼﺤﺮاء .وﻗﺪ ﻋﺰا اﻟﺘﻘﺮﯾﺮ ھﺬا اﻟﻮﺿﻊ إﻟﻲ ﻏﯿﺎب ﺳﯿﺎﺳﺎت وطﻨﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﯿﺔ ﺗﻘﻮم
ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ اﻷھﺪاف واﻷوﻟﻮﯾﺎت ,وﺑﺘﻨﺴﯿﻖ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﺑﺘﺸﻜﯿﻞ وﺻﯿﺎﻏﺔ ﺑﺪاﺋﻞ إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﯾﺠﺎد اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﺤﺘﯿﺔ وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ
واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﯿﺔ.
اﻟﻤﻈﮭﺮ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﺬي ﯾﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻲ ﺗﻘﻮﯾﺔ وﺗﻮظﯿﻒ اﻟﺸﺒﺎب ھﻮ ﻣﻌﺪل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻤﺘﺪﻧﻲ ﺟﺪا ﻋﻠﻲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻋﻤﻠﯿﺎت اﻟﺘﻄﻮﯾﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ .ﻋﺎدة ﻣﺎ
ﯾﻌﺰي ﺿﻌﻒ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ إﻟﻲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻓﻨﯿﺔ ﺗﻨﻈﯿﻤﯿﺔ ,وأﺧﺮي ﻣﺎﻟﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ :ﻓﻨﯿﺎ وﺗﻨﻈﯿﻤﯿﺎ ,ﯾﻔﺘﻘﺪ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت
وﺳﯿﺎﺳﺎت طﻮﯾﻠﺔ اﻷﻣﺪ; ﻣﺎﻟﯿﺎ واﻗﺘﺼﺎدﯾﺎ ﻓﮭﻮ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﺣﺎد ﻓﻲ اﻟﻤﻮازﻧﺎت أو اﻟﻤﺨﺼﺼﺎت.
ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻌﻮﻗﺎت أﺳﺎﺳﯿﺔ أﻣﺎم ﺗﻔﻌﯿﻞ دور اﻟﺸﺒﺎب ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ و إﻧﻤﺎ إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ اﻟﺼﺎﻟﺢ و إﻧﻤﺎ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ رﺳﻢ
ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺬي ﯾﻨﺘﻈﺮھﻢ.
2ـ اﻟﻤﻌﻮﻗﺎت اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ:
ﻋﻠﻲ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺿﺨﺎﻣﺔ اﻟﻤﻮارد اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻜﮭﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ,ﻓﺎن ھﻨﺎك ﺗﻔﺎﻗﻤﺎ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ,وﻣﻦ أھﻢ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻔﻘﺮ اﻟﻤﻨﺘﺸﺮ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ.
وﻋﻠﻲ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺮاﺑﻄﮭﻤﺎ ﻓﺎن اﻷﺧﯿﺮ ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي .وﻟﻌﻞ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﯾﻌﺘﺒﺮ واﺣﺪا ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب
ﺧﺎﺻﺔ وان ھﺬا اﻟﻨﻤﻮ ﯾﺘﻄﻠﺐ ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ 1ﻣﻠﯿﻮن وظﯿﻔﺔ ﺳﻨﻮﯾﺎ .ﻋﻼوة ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﻓﺎن ﻓﺸﻞ ﻧﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﯿﻢ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎت
اﻟﺴﻮق أدي إﻟﻲ زﯾﺎدة ﻋﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻤﺘﻠﻚ ﻏﺎﻟﺒﯿﺘﮭﻢ ﻣﺆھﻼت ﻋﻠﻤﯿﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ.
ﻓﺎﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﻟﻤﺘﺰاﯾﺪة واﻧﺤﺴﺎر ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻲ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق واﻟﺨﺼﺨﺼﺔ دون ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻈﺮوف اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻐﺎﻟﺒﯿﺔ اﻟﻌﻈﻤﻲ ﻣﻦ
اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ وﻣﺎ ﯾﺤﻤﻠﮫ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻮﺗﺮات اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﺧﻄﯿﺮة ﯾﺸﻜﻞ ھﻮ اﻵﺧﺮ ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﺑﺠﺪﯾﺔ ﻹﯾﺠﺎد
وﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ .إن ﺧﻄﻮرة اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻋﻮاﻗﺒﮭﺎ اﻟﻤﺆذﯾﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮي اﻟﻤﻌﯿﺸﺔ وإﻧﻤﺎ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺨﻄﯿﺮة.
ﻓﺎﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻖ أﺛﺎرا ﻧﻔﺴﯿﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻌﻠﻖ ﺑﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻜﯿﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻓﮭﻲ ﻣﺜﻼ ﺗﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ أﻋﻤﺎل إﺟﺮاﻣﯿﺔ و إرھﺎﺑﯿﺔ .ﻓﻘﺪ أﺷﺎرت
دراﺳﺎت إﻟﻲ أن اﻟﺘﻐﯿﺮ ﺑﻨﺴﺒﺔ %1ﻓﻲ ﻣﻌﺪل اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﯾﺆدي إﻟﻲ زﯾﺎدة ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ ﺑﻨﺴﺒﺔ ,%6.7وﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻌﻨﻒ ﺑﻨﺴﺒﺔ %3.4وﺟﺮاﺋﻢ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻲ
اﻷﻣﻼك ﺑﻨﺴﺒﺔ .%2ﻋﻼوة ﻋﻠﻲ ھﺬا ﻓﺎن ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ آﺛﺎر اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ :ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن ھﻮ اﻟﻤﻮرد اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻷول ﻓﻲ أي ﻣﺠﺘﻤﻊ ,وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎن أي ﺗﻄﻮر اﻗﺘﺼﺎدي
ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻲ إﻋﺪاد ھﺬا اﻟﻤﻮرد ﻋﻠﻤﯿﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﯾﻜﻮن ﻗﺎدرا ﻋﻠﻲ أداء دوره ﻓﻲ ﻧﻤﻮ وﺗﻄﻮر ﻣﺠﺘﻤﻌﮫ .واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺗﻀﻌﻒ ﻗﯿﻤﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻤﺼﺪر اﻗﺘﺼﺎدي
وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﮭﺪر اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ.
ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﺎن اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﮭﺘﻢ ﺑﺈﯾﺠﺎد اﻟﻌﻤﻞ وإﺷﺒﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﮭﻢ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ .وﻟﮭﺬا ﻓﺎن ھﻨﺎك إﺣﺴﺎﺳﺎ ﻣﺘﺰاﯾﺪا ﺑﯿﻦ
اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﻌﺪم ﺟﺪوي ﻣﺸﺎرﻛﺘﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻻﻋﺘﻘﺎدھﻢ ﺑﺎن ھﺬه اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻟﻦ ﺗﺆدي إﻟﻲ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﮭﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ .ﻓﮭﻢ ﻟﯿﺴﻮا
ﻣﺘﺸﺎﺋﻤﯿﻦ ﻓﻘﻂ ,وإﻧﻤﺎ أﯾﻀﺎ ﻣﺤﺒﻄﯿﻦ ﻷن اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄﯿﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﻼد .
3ـ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ أو اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ:
ﺗﻠﻌﺐ اﻷﺳﺮة دورا ھﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﯿﺎة اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻋﺎﻣﺔ وﻓﻲ ﺣﯿﺎة اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﯿﻦ ﺧﺎﺻﺔ .إن اﻹﺳﻼم ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻷﺳﺮة اﻟﻠﺒﻨﺔ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ وﺑﻨﺎء
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺼﺎﻟﺢ .وﻋﻠﯿﮫ ﻓﺎن اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯿﺔ ﻟﮭﺎ دور أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﯿﻞ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﯾﺪ أو ﺗﺤﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﺨﺮاط اﻹﯾﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم
وﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻹﺻﻼح واﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺘﺎﺟﮭﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .إﻻ أن اﺑﺘﻌﺎد اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت ﻋﻦ إﺗﺒﺎع اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ أدي إﻟﻲ ظﮭﻮر
ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺨﺎطﺌﺔ واﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﮭﺎ اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ واﻟﻜﺒﺖ و أﺣﯿﺎﻧﺎ اﻟﻘﻤﻊ وﻣﺎ ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﮫ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ ﻧﻔﺴﯿﺔ .وھﺬا ﺑﺪوره ﯾﺆدي إﻟﻲ
ﺗﻄﻮﯾﺮ أﻧﻤﺎط ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻟﺪي اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﺿﻤﻨﮭﺎ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻲ إﺑﺪاء اﻟﺮأي ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺼﮫ أﺣﯿﺎﻧﺎ ,وﺿﻌﻒ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ
واﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻤﺒﺪﺋﻲ ﻟﻠﺘﻠﻘﯿﻦ ,وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻹﺑﺪاع و اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺴﻠﯿﻢ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻲ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﻜﻼت .وﻟﻘﺪ ﺑﯿﻨﺖ دراﺳﺎت أﺟﺮﯾﺖ ﻓﻲ ھﺬا
اﻟﺴﯿﺎق ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ آراء اﻟﺸﺒﺎب ﺣﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﮭﻤﮭﻢ ,إن ﺗﺪﺧﻞ اﻷﺳﺮة ﻓﻲ ﺷﺆون اﻟﺸﺒﺎب ,وﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻔﺎھﻢ ﺑﯿﻦ اﻷﺟﯿﺎل اﺣﯿﺎﻧﺎ ,و
اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻨﯿﻦ واﻟﺒﻨﺎت ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺮ ,وﻋﺪم ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات داﺧﻞ اﻷﺳﺮة ,وأﺧﯿﺮا ﺿﻌﻒ دور اﻷﺳﺮة ﻓﻲ ﺗﻨﺸﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺸﻜﻞ
ﻋﺎم ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ دور اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم واﻟﻤﺴﺎھﻤﺔ ﺑﻔﻌﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
4ـ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة:
ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ أي ﻣﺠﺘﻤﻊ وﻣﻦ ﺿﻤﻨﮭﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ,وﻓﻘﺎ ﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻣﻦ أھﻤﮭﺎ :اﻟﻘﯿﻢ واﻟﺘﻌﺎﻟﯿﻢ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ; اﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ واﻟﻌﺎدات واﻷﻋﺮاف اﻟﺴﺎﺋﺪة;
ﻣﺴﺘﻮي اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ; و درﺟﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ,ﺳﻮاء ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺠﺎﻟﺲ ﻧﯿﺎﺑﯿﺔ أو ﻣﺠﺎﻟﺲ اﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ .وﻓﻲ ھﺬا
اﻟﺴﯿﺎق ﺗﺘﺸﺎﺑﮫ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻣﻊ وﺟﻮد اﺧﺘﻼف ﺑﺴﯿﻂ ﻓﻲ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻟﮭﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ إﻟﻲ آﺧﺮة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻈﺮوف
واﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺮ ﺑﮭﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠﺰﺋﺮي .وﻟﻜﻦ اﻟﻤﻼﺣﻆ أن ﻣﺎ ﯾﺤﻜﻢ ھﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ھﻲ ﻗﯿﻢ اﻟﻮﻻء ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ و ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ رﺑﻤﺎ أﻛﺜﺮ
ﻣﻦ اﻟﻮﻻء ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻮطﻦ ,و اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﻮﻗﻊ واﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﻔﻜﺮي وﻋﺪم ﺗﻘﺒﻞ اﻻﺧﺘﻼف واﻟﻨﻘﺪ واﻟﺤﻮار اﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻲ أﺳﺲ ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺔ .وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ
ﺗﻠﻌﺐ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻋﺪة دورا ﻓﻲ ﺗﺸﻜﯿﻞ ھﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻛﺎﻷﺳﺮة واﻟﻤﺪرﺳﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﺔ و أﺣﯿﺎﻧﺎ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺤﺮﻛﺎت
اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ .وﺗﺆﺛﺮ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﻮﻛﯿﺎت اﻟﺸﺒﺎب وﺛﻘﺎﻓﺘﮭﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ,ﻓﺘﺒﺮز ﻗﯿﻢ ﺗﻤﺠﯿﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ ,واﻧﻌﺪام اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ
اﻵﺧﺮ ,ﻓﯿﻤﺎ ﺗﺴﻮد اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة أو ﻋﺪم اﻻﻛﺘﺮاث ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻨﮭﻢ .وﻣﻤﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻗﻢ ھﺬه اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ وﯾﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻲ ﺗﻌﺰﯾﺰ ھﺬا اﻟﺸﻌﻮر اﻟﺴﻠﺒﻲ ھﻮ ﻋﺪم اھﺘﻤﺎم
اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺤﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺸﺒﺎب وھﻤﻮﻣﮭﻢ و ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﮭﻢ.
5ـ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄوﺿﺎع اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ:
ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ وﻣﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻦ أھﻢ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم واﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .إﻻ أن
ﺿﻌﻒ ھﺬه اﻟﻘﻨﻮات واﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮭﮭﺎ ﺗﺸﻜﻞ ھﻲ اﻷﺧﺮي ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم ﻗﺪرة اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻟﻠﺤﻜﻢ واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ اﻟﻌﺎم.
ﻓﻌﺪم اھﺘﻤﺎم ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺰاب واﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺪﯾﻨﯿﺔ أﯾﻀﺎ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب أو اﺳﺘﻐﻼﻟﮭﻢ ﻷﻏﺮاض اﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ و ﻋﺪم ﻣﻨﺤﮭﻢ ﻣﻮاﻗﻊ ﻗﯿﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة واﻟﻌﻤﻞ
اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﯾﺆدي إﻟﻲ اﻧﻌﺪام اﻟﺜﻘﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻘﺎﺋﻤﯿﻦ ﻋﻠﻲ ھﺬه اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت ,ﻣﻤﺎ ﯾﺆدي ﺑﺪوره إﻟﻲ ﻋﺪم اﻗﺘﻨﺎع اﻟﻐﺎﻟﺒﯿﺔ اﻟﻌﻈﻤﻲ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﮭﺬه
اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت أو اﻷﺣﺰاب .ﻓﻐﺎﻟﺒﯿﺔ ھﺬه اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت ھﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﻨﻈﯿﻤﺎت ﻧﺨﺒﻮﯾﺔ وﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻨﻔﺬﯾﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺴﻌﻮن
إﻟﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﻜﺎﺳﺒﮭﻢ وﻋﺪم إﻋﻄﺎء اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﯾﺪ وﺗﻮرﯾﺚ اﻟﻘﯿﺎدة ,و اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻜﻞ اﻷﺷﻜﺎل و ﺑﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻜﻼم و اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻌﺎل ,و
ھﻨﺎك ﻣﻦ ﯾﺴﺘﻐﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻛﺸﻌﺎر ﻟﺤﻤﻠﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺤﯿﻠﻮﻟﺔ دون ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم واﻹﺻﻼح وإﯾﺠﺎد اﻟﺤﻜﻢ و
اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﯿﮫ .ﻛﻤﺎ أن ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻻزاﻟﺖ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻲ اﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﺸﺒﺎب إﻣﺎ ﻟﻄﺒﯿﻌﺘﮭﺎ اﻟﻨﺨﺒﻮﯾﺔ أو ﻻرﺗﺒﺎط ﺑﻌﻀﮭﺎ
ﺑﺎﻟﺨﺎرج أو ﻟﻔﻘﺪاﻧﮭﺎ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﻻﺳﺘﻐﻼل طﺎﻗﺎت اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻔﻌﯿﻞ دورھﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم و إﻋﻄﺎﺋﮭﻢ أدوارا ﻗﯿﺎدﯾﺔ ﺗﺆھﻠﮭﻢ ﻟﻘﯿﺎدة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ
اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .ھﺬا اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺬي ﺗﻌﯿﺸﮫ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﺣﺰاب واﻟﺠﻤﻌﯿﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وﺣﺘﻲ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ,ﺷﻜﻞ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻟﺪي ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻌﺪم
ﺟﺪوي ﻣﺸﺎرﻛﺘﮭﻢ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت أو اﻷﺣﺰاب.
ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ,إﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺪم وﺟﻮد آﻟﯿﺎت ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ,وﻣﯿﻜﺎﻧﺰﻣﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺮﺑﻂ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺒﯿﺌﺔ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﺆﺛﺮة,
ﺣﺪت ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻟﻠﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ آراﺋﮭﻢ ,واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﻔﻌﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺟﮭﻮد ﺗﺮوﯾﺞ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ و اﻟﺸﺎرﻛﺔ وﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ .ﻓﺒﺴﺒﺐ
اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺼﻌﺐ واﻟﻤﺘﺮدي ﻟﻸﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ,وﻣﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﺎن ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ اﻟﺸﺒﺎب أﺻﺒﺤﻮا ﯾﻌﺘﻘﺪون أن أﯾﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت ﻟﻦ
ﺗﻜﻮن ﻣﺠﺪﯾﺔ وﻟﻦ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﮭﻢ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻤﻄﻠﻮب.
6ـ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ:
ﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺠﻊ وﺗﻨﻈﻢ وﺗﻀﻤﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وﻣﺴﺎھﻤﺘﮭﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت
اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ ﻣﺠﺘﻤﻌﮭﻢ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮﯾﺎت اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ واﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ واﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ .وﻋﻠﻲ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ھﺬا ﻻ ﯾﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺘﺠﺎھﻞ ھﺬه اﻟﺸﺮﯾﺤﺔ
اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ,ﻓﮭﻮ ﯾﻈﮭﺮ ﻏﯿﺎب اﻟﺘﺼﻨﯿﻔﺎت اﻟﻌﻤﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ.
ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻘﯿﻮد ﺗﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب وﺗﺤﺮﻣﮭﻢ ﻣﻦ ﻓﺮص ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻟﯿﺼﺒﺤﻮا ﻣﻮاطﻨﯿﻦ ﺻﺎﻟﺤﯿﻦ وﻓﺎﻋﻠﯿﻦ ﺧﻼل واﺣﺪة ﻣﻦ أھﻢ ﻣﺮاﺣﻞ اﻷداء
واﻹﺑﺪاع ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ.
ﺛﺎﻧﯿﺎ :اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺔ:
إن ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ واﻟﻌﻘﺒﺎت ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ ﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ وﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ وﺗﺆﺛﺮ ﺑﺒﻌﻀﮭﺎ اﻟﺒﻌﺾ ,وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﮭﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺣﻠﻮﻻ ﺟﻮھﺮﯾﺔ وأﺳﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺧﻄﻂ وطﻨﯿﺔ
ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻺﺻﻼح اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ .وﻻ ﺷﻚ أن إدارة وﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ھﻲ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ,وإﻧﻤﺎ أﯾﻀﺎ اﻟﺸﺒﺎب
أﻧﻔﺴﮭﻢ .وﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﻞ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻔﻌﯿﻞ دور اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻟﻠﻮﺻﻮل وﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ ﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
1ـ اﺻﻼح اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ:
ﯾﺠﺐ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻧﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻌﻠﯿﻢ وﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ .ﻓﻤﻦ اﻟﻀﺮوري إﺻﻼح اﻟﻤﻨﺎھﺞ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﻤﺪرﺳﯿﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ,
ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﺑﺤﯿﺚ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﺷﻜﻼ وﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﯿﻢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ وﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﯿﻢ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺴﻤﺤﺔ .وھﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ
ﻣﻦ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻣﻨﺎھﺞ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺘﻨﺎول ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ ووﺳﺎﺋﻞ إﯾﺠﺎده و ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ ﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮫ ,إﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻤﺪروﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺸﺒﺎب
وﺗﻠﺒﻲ اﺣﺘﯿﺎﺟﺎﺗﮭﻢ وﺗﻌﺪھﻢ إﻋﺪادا ﺳﻠﯿﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ واﻟﺨﻠﻖ واﻟﺴﻠﻮك.
وإﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ إﺻﻼح اﻟﻤﻨﺎھﺞ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺮﺑﻮﯾﺔ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ واﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﯾﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ و
ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار .وﯾﺠﺐ أﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ وﺗﻄﻮﯾﺮ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎھﺞ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺪارس
واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ,ﺑﻞ ﯾﺠﺐ أن ﺗﺘﻌﺪاھﺎ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻲ اﻟﺸﺒﺎب ﺧﺎرج اﻟﻤﺪرﺳﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .وﻻ ﺑﺪ أﯾﻀﺎ ﻣﻦ ﻧﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﻤﻔﮭﻮم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ واﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺪي
ﺟﻤﯿﻊ ﻓﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻗﯿﺎداﺗﮫ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ واﻟﺪﯾﻨﯿﺔ أﯾﻀﺎ; وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ إﺻﺪار ﻣﺠﻼت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﯾﺘﻢ ﻋﺮﺿﮭﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻋﻠﻤﻲ ﻣﺒﺴﻂ
وﻣﻘﻨﻊ ﯾﻮﺿﺢ أھﻤﯿﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮ ﺷﯿﺪ وﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻲ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ:
2ـ ﺳﻦ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ:
ﻣﻦ أھﻢ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ أن ﺗﺘﺨﺬ ﻟﺘﻔﻌﯿﻞ دور اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم وﻓﻲ إﺻﻼح اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ ھﻮ إﺻﺪار اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت
اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب وﺗﻘﻨﯿﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﺸﺒﺎﺑﯿﺔ ودﻋﻤﮭﺎ وﺗﺸﺠﯿﻌﮭﺎ ,وﻟﻌﻞ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﺘﻘﻨﯿﻦ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﺴﻠﻄﺎت واﻟﻤﺠﺎﻟﺲ
اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ .وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸﺒﺎب أن ﯾﻀﻐﻄﻮا ﻋﻠﻲ ھﺬه اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻢ اﻟﻤﺮﺷﺤﯿﻦ واﻟﻜﺘﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﻲ ﺑﺮاﻣﺠﮭﻢ وطﻤﻮﺣﺎﺗﮭﻢ .ﻓﺎﻟﺸﺒﺎب
ﯾﺸﻜﻠﻮن اﻟﻘﻮة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي وﻟﮭﺬا ﻓﺎن ﻟﺪﯾﮭﻢ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻲ ﻟﻌﺐ دور ﺣﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﯿﻞ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﺎت واﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ .ﻛﻤﺎ أن
ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﺎت أو ﻣﺠﺎﻟﺲ اﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺘﺸﻜﯿﻞ ﻟﺠﺎن ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﯿﺔ داﺋﻤﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺸﺒﺎب وﺣﺜﮭﺎ ﻋﻠﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت
ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت واﻻﺗﺤﺎدات اﻟﺸﺒﺎﺑﯿﺔ ; واﻟﻘﯿﺎم ﺑﻮﺿﻊ ﺑﺮاﻣﺞ ﻟﺘﺒﺎدل اﻟﻠﻘﺎءات وﻋﻘﺪ اﻟﻨﺪوات ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﯿﯿﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﺎت واﻟﻤﺠﺎﻟﺲ
اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺒﻼد .و ﻣﻦ اﻟﻤﮭﻢ أﯾﻀﺎ أن ﯾﺘﻢ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻧﺪوات وﻣﻨﺘﺪﯾﺎت ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﯿﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ أو دورﯾﺔ ﻟﺒﺤﺚ وﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﮭﻢ اﻟﺸﺒﺎب.
3ـ اﻧﺨﺮاط اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ:
ﺷﮭﺪت اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺗﻐﯿﯿﺮات ھﺎﻣﺔ .وﯾﻌﺘﺒﺮ دور اﻟﺸﺒﺎب ﺣﺎﺳﻤﺎ وھﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺮوﯾﺞ وﺗﻌﺰﯾﺰ ھﺬه اﻟﺘﺤﻮﻻت وﻟﮭﺬا ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ إﺷﺮاﻛﮭﻢ ﺑﻔﻌﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ھﺬه
اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ .واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﻘﻂ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻔﻌﺎﻟﯿﺔ ,وإﻧﻤﺎ أﯾﻀﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ ﺗﻮﺟﯿﮭﻢ وﺗﻨﻈﯿﻤﮭﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ .ﻓﺎﻟﺸﺒﺎب ﯾﺘﻤﯿﺰون ﺑﺎﻟﺤﯿﻮﯾﺔ واﻟﺪاﻓﻌﯿﺔ
واﻟﺮﻏﺒﺔ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ,وﻟﮭﺬا ﻓﺎن ﻋﻠﯿﮭﻢ أن ﯾﻔﻘﮭﻮا أھﻤﯿﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ وطﺒﯿﻌﺔ ﻋﻤﻠﮭﺎ ,وأن ﯾﺪرﻛﻮا ﺣﻘﻮﻗﮭﻢ وواﺟﺒﺎﺗﮭﻢ و اﻷدوار اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن
ﯾﻘﻮﻣﻮا ﺑﮭﺎ ,واﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺗﺤﻤﻠﮭﺎ .ھﺬا ﺳﯿﺆدي ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ إﻟﻲ ﻧﺸﺮ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺷﺒﺎﺑﯿﺔ ﺗﺸﺎرﻛﯿﺔ ﻟﻠﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ واﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺎھﻢ ﻓﻲ
ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻜﺜﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ.
4ـ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار:
إن ﺗﻘﻮﯾﺔ اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻔﻌﯿﻞ دورھﻢ ﯾﺘﻄﻠﺐ أﯾﻀﺎ اﻧﺨﺮاطﮭﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار .ﻓﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ھﻮ ﻣﻦ ﺻﻤﯿﻢ اﻟﻨﻘﺎش اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
واﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ .ﻓﻤﻔﮭﻮم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺠﯿﺪ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻛﻞ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت واﻟﻔﺌﺎت ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار وﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ.
وﻋﻠﻲ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻌﻠﻘﮭﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﺎن ھﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﻟﮭﺎم ﻻ ﯾﺸﺎرك ﻋﺎدة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار .ﺑﻞ اﻧﮭﻢ ﯾﻌﺎﻣﻠﻮن
داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻲ اﻧﮭﻢ اﻟﺠﯿﻞ اﻟﻘﺎدم وﻗﺎدة اﻟﻐﺪ .ھﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﯾﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮار إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﻈﺮون ﺑﮭﺎ إﻟﻲ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب .وإﻋﺎدة
اﻟﻨﻈﺮ ھﺬه ﻻ ﺗﺸﻤﻞ ﻓﻘﻂ ﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮار ﺑﻞ ﺗﺘﻌﺪاھﻢ ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺸﻜﻞ ﻓﻘﺪاﻧﮭﻢ ﻟﻠﺘﻔﻜﯿﺮ اﻹﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﻲ واﻟﻮﻋﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻋﻘﺒﺔ ﻣﺘﻔﺎﻗﻤﺔ أﻣﺎم
ﻣﺸﺎرﻛﺘﮭﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .وﻟﮭﺬا ﻓﺎن ھﻨﺎك أﺳﺒﺎﺑﺎ ﻋﺪة ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ ﺗﻔﻌﯿﻞ دور اﻟﺸﺒﺎب
ﻣﻊ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ﻣﻦ أھﻤﮭﺎ:
-1ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺸﻚ وﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ :ﻓﮭﻨﺎك اﻧﻌﺪام واﺿﺢ ﻟﻠﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺨﺐ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .وﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ ھﺬه ﺗﺰداد ﯾﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﯾﻮم ,وھﻲ ﺗﻌﻮد
إﻟﻲ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ إﻟﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺴﺎﺋﺪ ﺑﺄن اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم وﺗﻠﺒﯿﺔ اﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .وﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﺜﻘﺔ واﻟﺘﻌﺎون ﺑﯿﻦ
اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ و اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ إدﺧﺎل اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ وﻣﻦ ﺿﻤﻨﮭﻢ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار;
-2ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار :إن اﻧﺨﺮاط ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮاﺋﺢ اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ﯾﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ھﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ وﯾﺰود اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﺑﺘﺼﻮرات
ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﻠﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﻘﺪﯾﻢ ﺣﻠﻮل ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ; زﯾﺎدة اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻌﺎم :إن اﻧﺨﺮاط اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﺮار ﯾﺆدي
إﻟﻲ وﺟﻮد وﻋﻲ وﻓﮭﻢ ﻋﺎم اﻛﺒﺮ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻌﺰز اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻌﻤﻠﻲ .ﻓﺈذا ﻣﺎ أرﯾﺪ ﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ أن ﺗﻌﻤﻞ و ﺗﻨﺠﺢ ﻓﺎن ذﻟﻚ ﯾﺘﻄﻠﺐ ﻣﺴﺘﻮي ﻣﻌﯿﻨﺎ ﻣﻦ
اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻤﯿﻊ ﻓﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ;
-3ﺗﻌﺰﯾﺰ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ :إن زﯾﺎدة اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ وﻣﻦ ﺿﻤﻨﮭﻢ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ وﻋﻤﻠﯿﺔ
ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ﯾﺆدي إﻟﻲ ﺗﻌﺰﯾﺰ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ وﺗﻜﺮﯾﺲ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ ,ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ أن ذﻟﻚ ﯾﻮﻓﺮ ﻓﺮﺻﺎ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ
اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ اﻧﺨﺮاطﺎ وﺗﻔﺎﻋﻼ ﻣﻊ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻤﺴﺎھﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﮭﺎ;
-4ﺗﺄھﯿﻞ ﻛﻮادر ﻗﯿﺎدﯾﺔ :إن اﻧﺨﺮاط اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ﯾﻮﻓﺮ ﻟﮭﻢ ﻓﺮﺻﺎ ﻣﮭﻤﺔ ﻟﺘﻮﻟﻲ أدوار ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ,وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻣﮭﺎراﺗﮭﻢ
اﻟﻘﯿﺎدﯾﺔ .ﻓﻤﺸﺎرﻛﺘﮭﻢ ﺗﺴﺎﻋﺪھﻢ ﻋﻠﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﻨﻘﺪي وﻣﮭﺎرات اﻟﻘﯿﺎدة واﻟﺘﻨﻈﯿﻢ وﻓﮭﻢ أﻓﻀﻞ ﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ .ھﺬه اﻟﺨﺒﺮات ﺗﺰود
اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻷدوات اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺘﺎﺟﻮﻧﮭﺎ ﻟﯿﺼﺒﺤﻮا ﻋﻨﺎﺻﺮ وﻗﯿﺎدات ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
6ـ اﻧﺨﺮاط اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ:
ﻻ زال اﻟﻐﺎﻟﺒﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺳﻠﺒﯿﯿﻦ أو رﺑﻤﺎ ﻣﺘﺮددﯾﻦ ﻓﻲ اﻻﻧﻀﻤﺎم أو اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ,ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﻨﺨﺮطﯿﻦ ﻣﻨﮭﻢ ﻻ زاﻟﻮا ﺑﺸﻜﻞ
ﻋﺎم ﻣﮭﺸﻤﯿﻦ أو رﺑﻤﺎ ﯾﻨﺤﺼﺮ دورھﻢ ﻓﻲ إطﺎر أﺟﻨﺤﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﺪﺛﮭﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺰاب .وھﻢ أﯾﻀﺎ ﯾﺴﺘﺨﺪﻣﻮن ﻛﻮﻛﻼء أو رﺑﻤﺎ أدوات ﻟﺘﻌﺰﯾﺰ
اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻸﺣﺰاب واﻟﻘﻮي اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻐﯿﯿﺮ ھﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺸﺠﯿﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻲ اﻻﻧﺨﺮاط واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﺣﺰاب
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وﻣﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ,وﺗﻘﻮﯾﺔ وﺗﻌﺰﯾﺰ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﻨﺨﺮطﯿﻦ ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺣﺰاب واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮي .ﻓﻌﻠﻲ
اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ أن ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻻﻧﺨﺮاط ﻓﯿﮭﺎ وإﻋﻄﺎﺋﮭﻢ أدوارا ﻗﯿﺎدﯾﺔ ﺗﻤﻜﻨﮭﻢ ﻣﻦ إدارة ﺷﺆون اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺤﻜﻢ ﻋﻨﺪ
ﺗﻮﻟﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ أو اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﯿﮭﺎ .وھﺬا ﻻ ﯾﺘﻢ إﻻ ﺧﻼل ﺗﺸﻜﯿﻞ ﻟﺠﺎن ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب ,وﺗﻨﻈﯿﻢ ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ ﺟﻠﺒﮭﻢ إﻟﯿﮭﺎ وﺗﺸﺠﯿﻌﮭﻢ ﻋﻠﻲ
اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﮭﺎ.
7ـ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد وﺑﻨﺎء اﻹدارة اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ:
إن أﺣﺪ أھﻢ ﻣﻈﺎھﺮ اﻧﻌﺪام اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻤﺘﻨﺎﺳﻖ ﻣﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ھﻮ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﺴﺎد ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﯾﻌﯿﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ وﺣﺴﺐ ﺑﻞ وﯾﺒﺪد ﻣﻘﺪرات اﻷﻣﺔ وﯾﻨﺬر ﺑﻜﻮارث
اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺧﻄﯿﺮة .وﻷن اﻟﺸﺒﺎب ﯾﺸﻜﻠﻮن اﻷﻛﺜﺮﯾﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وھﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﺳﯿﺘﻮﻟﻮن ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﯿﺠﺐ أن ﯾﻘﻮﻣﻮا ﺑﺪور ھﺎم ﻓﻲ
ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد ,وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أھﻢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮭﺬا اﻟﺪور واﻟﺤﯿﻠﻮﻟﺔ دون أن ﯾﺼﺒﺤﻮا ھﻢ أﻧﻔﺴﮭﻢ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﯾﺘﻮﻟﻮا اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ھﻮ ﺗﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﺨﻠﻘﯿﺔ واﻟﺴﻠﻮﻛﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮا إﻟﯿﮭﺎ اﻷدﯾﺎن .إن أﯾﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ﻻ ﯾﻤﻜﻨﮭﺎ أن ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻤﻄﻠﻮب
وﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻧﻮع اﻟﺒﯿﺌﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﯿﮭﺎ أو طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﺗﻤﺎرﺳﮫ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ وﻓﻘﺎ ﻷﺳﺲ اﻹدارة اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ وﻋﻠﻲ ﻗﺎﻋﺪة أﺧﻼﻗﯿﺔ
ﻣﺘﯿﻨﺔ .ﻓﺎﻹدارة اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد أو اﻟﺠﺸﻊ ﺑﻞ ﺗﻤﻨﻊ ﺣﺪوﺛﮫ أﺻﻼ .وﻟﺬﻟﻚ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗﻖ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ وﻛﻞ ﻣﺴﺌﻮل ﯾﺘﺤﻤﻞ
اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﻨﺎء ھﺬا اﻷﺳﺎس .وﻹﻋﺪاد اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻠﻘﯿﺎم ﺑﮭﺬا اﻟﺪور اﻟﮭﺎم ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺔ ﻧﺸﺎطﺎت ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ وﻣﺴﺘﻤﺮة ﻟﮭﻢ ,وﺗﺰوﯾﺪھﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮارد
واﻷدوات اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺘﺎﺟﻮﻧﮭﺎ ﻟﺒﻨﺎء ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺴﻤﯿﺘﮫ اﻹدارة اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ .ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﻋﯿﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﻔﺴﺎد و أﺳﺒﺎﺑﺔ ,واﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﮫ اﻟﺨﻄﯿﺮة ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮي
ﻣﻌﯿﺸﺘﮭﻢ ,وﻣﻦ ﺛﻢ ﻏﺮس اﻟﻘﯿﻢ اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﻧﻤﻮھﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ واﻟﻤﺪرﺳﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﺔ واﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺣﺘﻲ ﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻲ
ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ .وﯾﺘﻢ ھﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل ﻟﺠﺎن ﺗﺸﺠﯿﻊ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ .وﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﻛﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ أن ﯾﻜﻮن ﻟﮭﺎ دور ھﺎم ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل .ﻻ ﺷﻚ
أن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺨﺬ رﺑﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ إﻟﻲ آﺧﺮ ,إﻻ أن ﻋﻠﻲ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم أن ﯾﻘﻮﻣﻮا ﻣﺜﻼ ﺑﺈﻧﺸﺎء أﻧﺪﯾﺔ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻲ
اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﻟﻤﻌﺎھﺪ ,ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ أﻧﺸﻄﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ,وﺗﺸﺠﻊ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ ,وﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﻤﻮاد دراﺳﯿﺔ أو دورات ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد ,ووﺳﺎﺋﻞ
ﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ وﺗﻨﻤﯿﺔ اﻷﺧﻼق.
8ــ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم:
ﯾﻠﻌﺐ اﻹﻋﻼم دورا أﺳﺎﺳﯿﺎ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﯿﻞ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﯿﻢ ﻟﺪي اﻟﺸﺒﺎب ,وﻟﻌﻞ ﺗﻄﻮر وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم-إذا ﻣﺎ اﺳﺘﻐﻞ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﺳﻠﯿﻤﺔ -ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯿﻞ دور اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ
اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم ,وﯾﺸﺠﮭﻢ ﻋﻠﻲ اﻻﻧﺨﺮاط ﺑﺈﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ إﯾﺠﺎد اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻟﻠﺤﻜﻢ و ﺗﺮﺷﯿﺪه .وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب
واﻟﻘﯿﺎم ﺑﺤﻮارات ﺣﯿﺔ ﺗﺘﻨﺎول أھﻤﯿﺔ ھﺬا اﻟﺤﻜﻢ وﻣﺒﺎدﺋﮫ وإﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺗﻄﺒﯿﻘﮫ .ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺸﺒﺎب أﻧﻔﺴﮭﻢ إذا ﻣﺎ أرادوا أن ﯾﻜﻮن ﻟﮭﻢ دورا ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ
أن ﯾﺴﺘﻐﻠﻮا وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﯿﺪ ,وﻋﺪم إﺿﺎﻋﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ أﻣﻮر ھﺎﻣﺸﯿﺔ أو رﺑﻤﺎ ﻣﻀﺮة .وھﻨﺎ ﯾﺄﺗﻲ دور اﻵﺑﺎء واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﺪﻋﺎة واﻟﺠﮭﺎت
اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﯿﮫ اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻮﻋﯿﺘﮭﻢ ﺑﻜﯿﻔﯿﺔ اﻻﺳﺘﻐﻼل اﻟﺴﻠﯿﻢ واﻷﻣﺜﻞ ﻟﮭﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ.
9ــ ﺗﻔﻌﯿﻞ اﻟﺘﻌﺎون اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ:
ﺗﻔﺘﻘﺪ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ ﻟﺴﯿﺎﺳﺎت ﺷﺒﺎﺑﯿﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ دول ﻣﺘﻮطﺮة ,وﻻﯾﺔ ﻣﯿﺜﺎق ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب ,وﺣﺘﻲ ﻟﻺرادة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻹﺷﺮاك اﻟﺸﺒﺎب ودﻣﺠﮭﻢ ﻓﻲ
ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت .ﻛﻤﺎ أن اﻟﺘﺼﺪﯾﻖ ﻋﻠﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯿﺎت و اﻟﻤﻮاﺛﯿﻖ اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻗﻀﺎﯾﺎ
اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻄﯿﺌﺔ ھﻲ اﻷﺧﺮى .وﻋﻠﯿﮫ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﻌﯿﻞ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﯿﻦ اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻄﻮرة ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ إﻗﻠﯿﻤﯿﺎ ,ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮﯾﺎت ﺛﻼث:
-1ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮي اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ,ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎ ﻟﻮﺿﻊ إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب وﺗﺮوج ﻟﻘﻮاﻋﺪ وﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺤﯿﺢ .وھﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ
دور اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﻣﺜﻞ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ; واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻨﺪوة اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ
واﻟﻤﮭﺘﻤﺔ ﺑﻘﻀﯿﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ;
-2وﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮي اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ ,ﻓﻌﻠﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ أن ﺗﺸﻜﻞ ﻟﺠﺎن ﺷﺒﺎب ﻟﺘﻨﺴﯿﻖ ﺟﮭﻮدھﻢ ,وﺗﺒﺎدل ﺧﺒﺮاﺗﮭﻢ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ,وﺗﻮﺣﯿﺪ ﺗﺸﺮﯾﻌﺎﺗﮭﻢ ذات
اﻟﺼﻠﺔ;
-3وﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮي اﻟﺸﺒﺎب أﻧﻔﺴﮭﻢ ,ﻓﺎن ﻋﻠﻲ اﺗﺤﺎدات اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﺗﻨﺴﯿﻖ ﻧﺸﺎطﺎﺗﮭﻢ واﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎﺗﮭﻢ .وﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ إﯾﺠﺎد ﺳﯿﺎﺳﺔ أو ﻣﯿﺜﺎق
ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺸﺒﺎب ,وﻟﺠﺎن ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺘﺸﺠﯿﻊ وﺗﻨﻈﯿﻢ ﻧﺸﺎطﺎت اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻔﻌﯿﻞ دورھﻢ .
10ـ ﻟﻘﯿﺎم ﺑﺪراﺳﺎت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ:
ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺪراﺳﺎت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻋﻦ وﺿﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ,وﻣﺪي ﻣﺸﺎرﻛﺘﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وإﯾﺠﺎد اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ,
ﺑﮭﺪف ﺗﻮﻓﯿﺮ ﻗﺎﻋﺪة ﺑﯿﺎﻧﺎت ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ واﻟﺘﻨﻔﯿﺬ .وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ﯾﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت
اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺖ ﺗﻄﻮرا ﻣﻠﺤﻮظﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻔﻌﯿﻞ دورھﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﯿﺦ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ وﻣﻤﺎرﺳﺘﮭﺎ ,طﺒﻌﺎ ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻘﯿﻢ واﻟﺜﻮاﺑﺖ
اﻟﺨﺎﺻﺔ.
ھﺬه ھﻲ أھﻢ اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺎت ﻟﻠﺘﺠﻤﻊ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺋﺎم اﻟﻮطﻨﻲ اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮭﺎ ﻣﻦ اﺟﻞ ﺗﻮﻋﯿﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺨﻄﻮرة اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﮭﺎ اﻵﻣﺔ ,وﺿﺮورة
إﯾﺠﺎد اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ ﻛﻤﺪﺧﻞ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ,اﺳﺘﻘﺮ اﻷﻣﻦ ,وﺗﺤﻘﻘﺖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ,
وازدھﺮت اﻷﻣﺔ.
اﻟﺨﻼﺻﺔ:
إن ﻏﯿﺎب ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ أدي إﻟﻲ اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ وﺗﺄﺧﺮ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .وﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن
ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ,وﺗﺴﺘﻌﯿﺪ اﻟﺠﺰاﺋﺮ دورھﺎ اﻟﺮﯾﺎدي ﻛﺄﻣﺔ إﻻ ﺑﺘﻄﺒﯿﻖ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ وﺗﻌﺰﯾﺰھﺎ .وﻋﻠﻲ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮭﺬه اﻟﻤﮭﻤﺔ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺟﻤﯿﻊ
ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻓﺌﺎت ,إﻻ أن ﻟﻔﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺪور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ اﻟﺴﻜﺎن ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ,وﻷﻧﮭﺎ ﺗﺘﻤﯿﺰ ﺑﺎﻟﺤﯿﻮﯾﺔ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻲ اﻹﺑﺪاع ﻣﻦ
ﺟﮭﺔ أﺧﺮي .إﻻ أن اﻟﻮاﻗﻊ ﯾﺸﯿﺮ ﺑﻮﺿﻮح إﻟﻲ أن ھﺬه اﻟﻔﺌﺔ ﻻ زاﻟﺖ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮭﺬا اﻟﺪور .وﯾﻌﻮد ذﻟﻚ إﻟﻲ ﻋﻮاﺋﻖ وﻋﻘﺒﺎت ﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ ﻣﻦ أھﻤﮭﺎ
ﺿﻌﻒ أو ﺗﺨﻠﻒ ﻧﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ,واﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﻔﻘﺮ وﺗﺪﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮي اﻟﻤﻌﯿﺸﺔ ,وﻏﯿﺎب اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺸﺠﯿﻊ وﺗﻨﻈﯿﻢ وﺗﻌﺰﯾﺰ دور
اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم ,وﺿﻌﻒ اﻷﺣﺰاب واﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ,وﻋﻮاﺋﻖ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻛﻌﺪم اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب
وﻗﺪرﺗﮭﻢ ,وإﺑﻌﺎدھﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻟﻌﺎﻣﺔ ,وﻋﻮاﺋﻖ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻛﻘﯿﻢ اﻟﻮﻻء اﻷﻋﻤﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ,وﻏﯿﺎب اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ
اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة وﻋﻠﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮﯾﺎت ,وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﻋﻮاﺋﻖ أﻣﺎم ﻗﯿﺎم اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺪور أﺳﺎﺳﻲ وﻓﻌﺎل ﻓﻲ إﺻﻼح
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وإﯾﺠﺎد اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ .وﺗﻐﯿﯿﺮ ھﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﯾﺘﻄﻠﺐ ﺗﺒﻨﻲ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت وﺣﻠﻮل ﺷﺎﻣﻠﮫ .وﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﺤﻘﻖ ھﺬا دون ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺟﮭﻮد ﻛﺎﻓﺔ ﻗﻄﺎﻋﺎت
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻓﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ھﻨﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ وﺗﻘﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗﻖ اﻵﺑﺎء و اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﺪﻋﺎة واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ واﻷﺣﺰاب واﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أھﻢ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ھﻲ إﺻﻼح ﻧﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ وﺗﻄﻮﯾﺮ ﻣﻨﺎھﺞ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﯿﺔ ﺑﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ ,وﺳﻦ
اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻀﻤﺎن وﺗﺸﺠﯿﻊ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ,وإدﺧﺎل اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ وﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار,
وﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد ﺑﻜﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎﻟﮫ ,و إﺻﻼح اﻹﻋﻼم ,وﺗﻔﻌﯿﻞ اﻟﺘﻌﺎون اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ,واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل .إن ﻧﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﻤﻔﮭﻮم
وﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ ﻟﺪي ﺟﻤﯿﻊ ﻓﺌﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻗﯿﺎداﺗﮫ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ واﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺤﻀﺎر ﺻﻔﺎت وﻣﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻘﯿﺎدة اﻟﺮﺷﯿﺪة اﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ اﻟﻤﻌﻄﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﮭﺎ ,وﺗﻠﺘﺰم اﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻏﯿﺮھﺎ ,وﺗﺘﺤﺮي اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻔﮭﺎ ,وﺗﺪرك ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻣﻮﻗﻔﮭﺎ ,ﻓﺘﺮاﻗﺐ
اﻟﺤﻖ واﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﮭﺎ وﻗﺮاراﺗﮭﺎ ,ﺳﯿﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ اﻟﺬي ﯾﻤﻨﻊ اﻟﻔﺴﺎد وﯾﺤﻘﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﻨﺸﻮدة.
وأﺧﯿﺮا وﻟﯿﺲ آﺧﺮ ,إن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﯾﻜﻤﻦ ﻓﻲ ازدھﺎر و رﻓﺎھﯿﺔ أﺑﻨﺎﺋﮫ و ﺷﺒﺎﺑﮫ .وﻟﮭﺬا ﻓﺎن اﻷﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻮل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﻄﻠﻮب
ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﺳﻢ ﻋﻠﻲ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻔﺌﺔ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ':ﻓﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﯿﻮم ھﻮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺿﻤﺎن اﻷﻣﻦ واﻟﺘﻨﻤﯿﺔ
اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻏﺪا '.اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﻛﻞ أوﻻﺋﻚ اﻟﺬﯾﻦ ﺷﺎرﻛﻮا ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ و ﺑﻌﺚ ﻛﻮادر ﺟﺪﯾﺪة ﻣﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ أوﺳﺎط اﻟﺸﺒﺎب ﻟﺘﻮﻟﻲ أﻣﻮر اﻟﺤﻜﻢ و ﺗﺮﺷﯿﺪه .ﻓﻜﻞ
اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺪﻋﻮا ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻟﻠﺘﻔﻜﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﺮﺷﯿﺢ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻟﮭﺎ ﺻﻠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻌﮭﻢ و ﻣﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ أوﺳﺎط اﻟﺸﺒﺎب ,ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ
ﺑﺎﻟﻘﺪﯾﻢ و ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻄﻮر ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل اﻟﺠﺎﻣﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﯿﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻷﺟﻞ اﻟﺤﻜﻢ و اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﯿﺮة و ﻣﺘﻌﺪدة.
