9 justice sociale .pdf
Nom original: 9- justice sociale.pdf
Ce document au format PDF 1.5 a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 26/12/2012 à 12:32, depuis l'adresse IP 41.108.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 535 fois.
Taille du document: 4.4 Mo (4 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻤﺮﺷﺢ اﻟﺤﺮ ﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺎت .2014
اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي
دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﻣرﺷﺢ ﺷﻔﯾق ﺗـــــوﻣﻲ
دور اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
اﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ :
ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺑﻘﺼﺪ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﺗﻴﺴﻴﺮ اﻟﻨﺸﺎط
اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻘﺒﺎت ،ﺑﻤﺎ ﻳﻮﻓﺮ اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ واﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ .اﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ l’interventionnismeﻟﻴﺴﺖ وﺿﻌﺎً وﺳﻄﺎً ﺑﻴﻦ
اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻴﺪ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺨﺎص ،وﺑﻴﻦ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ »اﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ« ﺗﻘﺮ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﺮؤوس اﻷﻣﻮال.
-1ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻀﻌﻔﺎء اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً
-2ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺸﺆون اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
-3ﺷﺮاﻛﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص ﻟﺰﻳﺎدة اﻹﻧﺘﺎج و اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ
ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻨﻈﻢ ،ﺗﻘﻮد إﻟﻴﻪ اﻟﻀﺮورات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻮﺿﻊ أﺳﺲ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ:
ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻴﻌﻨﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ دوﻟﺔ ﺑﻬﺪف ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻛﺘﻔﺎﺋﻬﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻮاردﻫﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻓﻘﻂ .أي ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺘﻲ
ﺗﻨﺘﺠﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ دون اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ،أو ﻳﻜﻮن اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً ،ﺣﻴﻦ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻨﺎﻃﻖ
اﻛﺘﻔﺎء اﻗﺘﺼﺎدي ،وﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻦ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ.
ﻻ ﻧﺴﺘﻮرد أي ﻗﺴﻢ ﻣﻤﺎ ﻧﺴﺘﻬﻠﻜﻪ إﻧﻤﺎ ﻧﺴﺘﻬﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻨﺘﺠﻪ وﻧﻨﺘﺞ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻬﻠﻜﻪ ,أي اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻓﻬﻮ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻬﺪف
إﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ وإﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي.
ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻀﺮورة اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻗﺪر ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻳﻮﻓّﺮ ﺣﺪاً ﻣﻘﺒﻮﻻً ﻣﻦ اﻟﺘﻮازن ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ
اﻟﺨﺎرﺟﻲ وﻣﺴﺘﻮى ﻣﺤﺪداً ﻣﻦ اﻷﻣﻦ وﺣﺮﻳﺔ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ اﻟﻀﻐﻮط وﻓﻲ ﻣﻨﺄى ﻋﻦ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ .وﻻ ﻳﺠﻮز ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال أن ﺗُﺘﺮك
اﻟﻘﺮارات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ رﻫﻨﺎً ﺑﺤﺴﺎﺑﺎت اﻟﺮﺑﺢ اﻟﺘﺠﺎري ﻓﻘﻂ.
اﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﻤﻞ:
أﺣﺪ اﻟﻔﺮوع اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ .أﻣﺎ ﺗﻔﺮﻋﺎﺗﻪ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﺘﺸﻤﻞ:
1ـ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻌﻤﺎل وأرﺑﺎب اﻟﻌﻤﻞ ،وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت ﻟﺰﻳﺎدة ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ وإﻧﺼﺎف اﻟﻌﻤﺎل واﻻﺳﺘﻐﻼل اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻌﻤﻞ.
2ـ اﻟﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ أو ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ،أي ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻘﻮة اﻟﻌﻤﻞ ،وﻛﻞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻴﻬﺎ.
3ـ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ واﻷﺟﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻠﻌﻤﺎل واﻟﺘﻲ ﻳﺠـﺐ أن ﺗﻜـﻮن ﻣﺘﻨﺎﺳـﺒﺔ ﻣـﻊ ﻫـﺬﻩ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴـﺔ .وﻣﻤـﺎ ﻻﺷـﻚ ﻓﻴـﻪ أن اﻷﺟـﻮر اﻟﺘـﻲ ﺗـﺪﻓﻊ ﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑـﻞ اﻟﻌﻤـﻞ
ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻌﻤﺎل ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﺧﻼت ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ .واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ أﻳﻀﺎً ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوض واﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ.
ﻳﻌﺪ أﺣﺪ اﻷﻫﺪاف اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﻤﻞ.
4ـ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﻌﻤﺎﻟﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،أو ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﺬي ّ
5ـ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﻨﺎﻇﻤﺔ ﻟﻤﻔﻬﻮﻣﺎت اﻟﻌﻤﻞ وﺣﻘﻮق اﻟﻌﻤﺎل وﺗﻨﻈﻴﻤﺎت اﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ.
ﻋﻠﻴﻨــﺎ اﻟﻘﻴــﺎم ﺑﻜــﻞ ﻫــﺬﻩ اﻟﺪراﺳــﺎت ﺣﺘــﻰ ﻧــﺘﻤﻜﻦ ﻣــﻦ وﺿــﻊ ﺳﻴﺎﺳــﺔ ﺗﺸــﻐﻴﻞ ﺗﺘﻤﺸــﻰ و ﻣﺘﻄﻠﺒــﺎت ﺳــﻮق اﻟﻌﻤــﻞ و إﻧﺼــﺎف اﻟﻌﻤــﺎل و أﺻــﺤﺎب اﻟﻌﻤــﻞ ﻓــﻲ
اﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ اﻟﻌﺎم و اﻟﺨﺎص ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺤﻘﻮق و اﻟﺘﻜﻔﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻟﻮاﺟﺒﺎت.
و إذا ﻣﺎ أﺷﺮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻨﻼﺣﻆ أن ﻣﻌﺪل اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﻊ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺸﻬﺎدات اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ أي اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ، 32.4 %ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺼﻞ ﻣﻌﺪل
اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ إﻟﻰ أﻗﺼﺎﻩ 50 %ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺸﻬﺎدة اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ
14.8 %ﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺸﻬﺎدات اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻓﺎﺋﺾ رأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي ،اﻟﻤﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﻌﺪﻻت اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻊ اﺧﺘﻼف ﺣﺪة ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻌﺪﻻت ،ﻫﻨﺎك
ﺳﺒﺐ آﺧﺮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﺴﺮ اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻟﺮأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي ﻓﻲ ﻧﻤﻮ اﻟﻨﺎﺗﺞ ،واﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .ﻓﻮﻓﻘﺎً ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﺎد ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻛﻤﺎ وﻧﻮﻋﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺒﻌﺚ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺘﻄﻮر.
اﻟﺮأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي:
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺆﺷﺮ ﻣﻌﺪل اﻷﻣﻴﺔ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﻤﺆﺷﺮات اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﺎس رﺻﻴﺪ رأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي ﻛﻤﻴﺎ .ورﻏﻢ ﺗﺤﺴﻦ ﻫﺬا
اﻟﻤﻌﺪل اﻟﺬي ارﺗﻔﻊ ﻣﻦ 43 %ﻋﺎم 1980إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ % 57ﻓﻲ اﻷﻟﻔﻴﻦ ،إﻻّ أن ﻣﻌﺪل اﻷﻣﻴﺔ ﻻ ﻳﺰال أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان
اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ.
وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺆﺷﺮ ﻣﻌﺪﻻت اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﻟﻤﺪارس ﻣﺆﺷﺮا ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻟﻘﻴﺎس رﺻﻴﺪ رأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي .وﻛﻤﻜﻤﻞ ﻟﻠﻤﺆﺷﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻤﺆﺷﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻫﻮ اﻟﺮﻗﻢ اﻟﻘﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﻮﻟﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻻت اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ،وﻣﻌﺪل ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .أﻣﺎ اﻟﻤﺆﺷﺮ اﻟﺮاﺑﻊ
ﻟﻘﻴﺎس رﺻﻴﺪ رأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ و اﻟﺬي ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ أﻷﻣﻤﻲ ﻟﻺﻧﻤﺎء و ﻫﻴﻜﻞ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﻛﻤﺆﺷﺮ ﺧﺎﻣﺲ ﺧﺎص ﻟﺘﻄﻮر رأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي .ﻳﻌﺘﺒﺮ رأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي ﻫﻮ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻤﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ.
ﻓﺎﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺮأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي أﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻟﺒﻼد ﻷن ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ و وﻃﻴﺪة ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ /اﻹﻧﺘﺎج/اﻟﺘﻄﻮر /اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻟﻌﻞ ﻣﺼﺪر ﻗﻠﻘﻨﺎ اﻟﺬي ﻧﺒﺪﻳﻪ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﻬﻴﻜﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ و ﻣﻦ ﺛﻢ رأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي ﺗﻨﺒﻊ أﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ
أن اﻟﺨﻔﺾ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺠﺎري ﻗﺪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻔﻀﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .و ﻃﺎﻟﻤﺎ أن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﻣﺼﺪر أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ
ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪرة رأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي و ﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺼﺎدر اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ,و ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺴﺠﻞ ﻗﻠﻖ ﻣﻦ أن ﻳﺆﺛﺮ ﺧﻔﺾ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ و اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺳﻠﺒﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮ.
ﻓﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﻬﻴﻜﻠﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ و ﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺮأس اﻟﻤﺎل اﻟﺒﺸﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻜﻠﻲ و اﻟﺠﺰﺋﻲ .ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻜﻠﻲ ﻳﺘﻢ
ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺟﺮاء اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ,و اﻟﺨﺼﺨﺼﺔ ,و ﺗﺠﺪر اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ و اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻤﺎﻟﻲ و إﻋﺎدة اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ "
"dérégulationو ﺗﺤﺮﻳﺮ أﺳﻌﺎر اﻟﺼﺮف .و أن ﻣﻦ ﺷﺄن ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻜﻠﻴﺔ أن ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ و ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﺼﻴﺼﺎت اﻟﻘﻄﺎﻋﻴﺔ
ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ,و ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺑﻔﻌﻞ
ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت.
ﻓﻬﻨﺎك رﺑﻂ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻟﻤﺘﺨﺬة و اﻵﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﻟﻤﺪارس ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ,و اﻟﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﻴﻦ أﺳﻮاق اﻟﻌﻤﻞ و اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ آﺧﺮة.
ﻓﻤﻦ واﺟﺐ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻼت و إﻋﻄﺎء اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﻌﺎﺋﻼت اﻟﻤﻌﻮزة ﻟﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ و اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ
ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ و ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ أﺧﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺤﻮ ﻛﻞ اﻟﻔﻮارق اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس و اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت و ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻤﺸﻰ و ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺠﺰﺋﻲ ﻧﺮى:
-1درﺟﺔ اﻟﺮﻓﺎﻩ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺗﻠﻌﺐ دوراً رﺋﻴﺴﻴﺎً ﻓﻲ ﻗﺮارات إرﺳﺎل اﻷﻃﻔﺎل ﻟﻠﻤﺪارس
-2ﺗﻤﺎرس ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺪراﺳﺔ أﺛﺮاً ﺳﻠﺒﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻷﻃﻔﺎل
-3ﻳﻤﺎرس ﻣﺘﻮﺳﻂ دﺧﻞ اﻟﻔﺮد أﺛﺮاً إﻳﺠﺎﺑﻴﺎً ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ
-4ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن رب اﻷﺳﺮة أﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً ﻛﻠﻤﺎ زاد اﺣﺘﻤﺎل اﻟﺘﺤﺎق اﻷﻃﻔﺎل ﺑﺎﻟﻤﺪارس
-5ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ أن رب اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺎث ﻳﻘﻞ اﺣﺘﻤﺎل اﻟﺘﺤﺎق اﻷﻃﻔﺎل ﺑﺎﻟﻤﺪارس
-6ﻛﻠﻤﺎ زادت أﺟﻮر اﻷوﻟﻴﺎء ﻛﻠﻤﺎ ارﺗﻔﻊ اﺣﺘﻤﺎل اﻟﺘﺤﺎق اﻷﻃﻔﺎل ﺑﺎﻟﻤﺪارس و اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت.
