Nom original: pdf
Ce document au format PDF 1.4 a été généré par , et a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 11/03/2015 à 20:00, depuis l'adresse IP 154.106.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 285 fois.
Taille du document: 1.4 Mo (1 page).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ق�ص�ص ق�صرية ر�ؤى جديدة
ُترى..
حممد فطومي
ر�ؤى جديدة
ق�ص�ص ق�صرية جد ًا
انت�صار ال�سري
م�سبحة
طبيب
�صعدت �إىل احل��اف�ل��ة ,جل�ست �أم��ام��ه ,كانت
حت �� �ض��ن ح�ق�ي�ب�ت�ه��ا ,مل�ح�ت�ه��ا ع �ي �ن��اه ,حليته
ت �ت��دىل ,خم�ضبة ب��احل �ن��اء ,ن �ظ��رات��ه ت�سيل
ب��اجت��اه كعبها ,ي��ده تلعب م�ستغفرة بحبات
امل�سبحة ,بغتة �سقطت امل�سبحة ,تدحرجت
نحو قدميها� ,أ�سرعت يده كي تلتقطها ,كفه
تفت�ش عن امل�سبحة ,مت�سك ب�ساقها ,ت�صعد
�إىل �أعلى و�أعلى ,و ,...و..
�أتى �إىل قريتنا ,طبيب ن�ساء ووالدة,
ذل��ك الغريب ,اهتم مبعاينة ن�ساء
ق��ري�ت�ن��ا ,رح ��ل ع��ن ال �ق��ري��ة ,ت��ارك �اً
خلفه الع�شرات من ذريته..
غ�سل
يف خطبة اجلمعة� ,أ�سهب اخلطيب باملوعظة
ع��ن غ�سل الأم � ��وال ,ع��اد �إىل م�ن��زل��ه ,جمع
م��ا كنزته ي��ده م��ن م��ال�� ,ش��رع بغ�سله داخ��ل
ط�شت..
هروب
زرع��ت ج�سدها ب�ين ج��دران غرفتها ,هربت
اجلدران من النافذة.
120
24
الـعــــــــــــــــــــــــــــــدد
�أغ�������س���ط�������س ـ �آب 2 0 1 4
غجرية
عند �ضروب دي��ار الغجر ,انت�صبت
غجرية ,على �ضفاف بحرية ,تفك
� �ض �ف�ي�رت �ه��ا ,ت ��رق �� ��ص ع �ل ��ى ع ��زف
خلخلها ,ي�ت�ل��وى ج�سدها ك��أف�ع��ى,
ملحتني عيناها ال �ل��وزي �ت��ان ,خلعت
خلخلها ,ق�صت ج��دائ�ل�ه��ا ,غا�صت
ب�أح�ضان بحريتها..
وردة حمراء
�أهدته كتابها مطعام بوردة حمراء,
ب �ع��ث ل �ه��ا ب��رق �ي��ة مم� �ه ��ورة ب �ك��رت
�أحمر...
كنت �أجمع �أغطية علب احلليب يف �صغري.
كنت �أجمع �أغطية علب احلليب يف �صغري.
ك ّنا وقتها نظنّ �أ ّننا �إذا جمعنا الكثري منها
ا�ستبدلونا �إ ّياها ب�س ّيارات حقيق ّية .عزمت �أن
�أهدي ال�س ّيارة الأوىل لوالدي فقط لأبرهن
له �أنّ احلياة �سهلة ،و�أن ال قيمة للأ�شياء.
و�أن ال معنى لغيابه طوال ال ّنهار من �أجل ق ّفة
هزيلة.
ح��دث �أي�ض ًا �أن ان�ف��رط عقد ل��ؤل��ؤ مز ّيف
كانت غفران ابنة خايل تز ّين به جيدها .مل
حتاول جمعه .اع َت َقدَ ْت �أ ّنه لن يعود كما كان،
ح�صلت منه على ح ّبة� .أردت �أن �أثبت لها �أنيّ
فتى خارق و�أنّ با�ستطاعتي فعل الكثري من
�أجلها� .سمعت �أنا�س ًا ال �أعرفهم يتك ّلمون عن
تكاثر ح ّبات ا ّلل�ؤل�ؤ مبج ّرد حفظها يف القطن
مدّة طويلة .كتمت عنها ال�س ّر .قلت يف نف�سي:
�س�أده�شها بالعقدّ ،ثم �أن�صرف من دون �أن
�أ�صغي لعبارات املديح متاما كما يفعل زورو.
مل يتحدّثوا عن طول املدّة التي على ا ّلل�ؤل�ؤ �أن
ّ
علي �أن �أنتظر
يق�ضيها يف القطن ،لذا كان ّ
�ستّة �أ�شهر قبل �أن �أي�أ�س .مل يتكاثر ا ّلل�ؤل�ؤ،
بالتّايل مل متنحني الدّنيا فر�صة ّ
الظهور
مبظهر اخلارق �أمام غفران .وقلتُ لي�س من
امللحة
العدل �أال ت�ستجيب الكيمياء لل ّرغبات ّ
ال�صادقة ج ّد ًا.
ج ّد ًاّ ،
ث� ّ�م ب�ع��د ذل��ك خطبها �أح��ده��م .قبلت به
ورف�ضتني.
ال��ذي قبلت ب��ه غ�ف��ران ال يفهم �أنّ عليك
احت�ضان فتاتك �شهر ًا ك ّلما روت لك حادثة
عبث يف طفولتها.
و ال يدرك �أنّ للفتيات اجلميالت مثلها �ألغازاً
دقيقة ،هنّ على يقني ب�أنّ ال ّرجال جوامي�س
ال يقدّرونها.
لبثت الأع ��وام الأرب �ع��ة الأوىل يف املدر�سة
�أجمع الأ�سئلة:
"ترى هل �سيفرجون عن �أخيك بينهم؟"
"من بالباب يا تُرى؟".
"تُرى متى ينطلق قطار العا�شرة؟"
"هل �سيم ّر �أنبوب املاء بالقرب من بيتنا
يا تُرى؟"
"تُرى �أين نحن؟"
كجات �سلمى؟"
"ترى كم عدد ّ
كنت �أجمع الأ�سئلة ،وبي حرية:
م��ن ُت ��رى ه��ذه ال�ت��ي مت�ل��ك �إج��اب��ة ع��ن ك�لّ
الأ�سئلة؟
�سعادتي كانت �ستفوق قدرتي على التّح ّمل لو
لبثتُ �أبد ًا يف حماقتي .يبدو �أنّ هناك مقدار ًا
من الفرح ال يحقّ لنا �أن نبلغه ،والدّنيا تعلم
ه ��ذا ،ل��ذل��ك ك�شفت يل ع��ن حقيقة ُت��رى
ّ
ال�صف ال � ّراب��ع .ال�ي��وم �أح�ت��اج �إىل تلك
يف
احلماقة �أكرث من � ّأي وقت م�ضى .كنت �س�أع ّد
لترُ ى حجرتي كما يليق بنابغة ال يتع ّذر عليها
الإج��اب��ة عن ك� ّل الأ�سئلة .كنت �س�أز ّين لها
ّ
الطاولة ب�أفخر �أنواع ال ّنبيذ ّ
وال�شكوالتة .كنت
كر�سي قبالتي كي ت�سرتيح ّثم
�س�أُجل�سها على
ّ
�أ�س�ألها:
ترى�..أجيبي ..كم م ّرة على الكرمة �أن متوت
ال�سكارى على الأق ّل �أ ّنها مري�ضة؟
كي ي�صدّق ُّ
ترى�..أجيبي�..أهناك من ي�شطب كتاباتنا،
�أم ترانا دون �أن ندري نكتب فوق ّ
ال�شطوب؟
كنت �أي�ض ًا �س�أ�س�ألها و�أمهلها دقائق للتّفكري:
ترى...هل غفران بخري؟
24
الـعــــــــــــــــــــــــــــــدد
�أغ�������س���ط�������س ـ �آب 2 0 1 4
121
