el wafi ed.islamique 3as .pdf
À propos / Télécharger Aperçu
Nom original: el-wafi-ed.islamique-3as.pdf
Ce document au format PDF 1.4 a été généré par Adobe Acrobat Pro Extended 9.0.0, et a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 16/05/2015 à 00:18, depuis l'adresse IP 105.102.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 815 fois.
Taille du document: 1.3 Mo (91 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺗـﺄﻟﻴﻒ :ﳐﻠﻮﻑ ﺯﻏﺒﺎﻥ ،ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.
m
o
c
.
ak
M
s
h
at
.M
w
w
w
ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﶈﻤﻮﺩ ﺍﷲ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ،ﻭﺍﳌﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ.
ﻭﺑﻌﺪ،
ﺃﺧﻲ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ:
ﺭﲟﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﲨﻴﻊ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﳌﻘﺮﺭ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺳﻬﻞ ﻭﺑﺴﻴﻂ ،ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺇﱃ ﺍﻗﺘﻨﺎﺋﻪ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺠﻌﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺛﺎﻧﻮﻱ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﻛﻲ ﻳﻌﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻔﻊ.
ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ:
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻚ ﺧﲑ ﺟﻠﻴﺲ ﻳﻌﻴﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﲢﻀﲑ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ .ﻭﺧﲑ
ﻣﻌﲔ ﰲ ﺬﻳﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺳﻠﻮﻛﻚ ،ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻔﻮﺯ ﲝﺴﻨﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ.
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﳛﺮﺭ ﻗﺼﺪﻧﺎ ﻭﻳﻠﻬﻤﻨﺎ ﺭﺷﺪﻧﺎ .ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻓﻖ ﲨﻴﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬﻧﺎ ﺇﱃ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ .ﺁﻣﲔ
ﺗـﺄﻟﻴﻒ :ﳐﻠﻮﻑ ﺯﻏﺒﺎﻥ ،ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.
ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ
ﺤﻭل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻔﻬﺭﺱ
ﻤﻥ ﻫﺩﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
ﻤﻥ ﻫﺩﻱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﻴﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﺩﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ
وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻲ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﻌﻘﻴﺪة
1ـ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ:
א
א
א
א
א
א
א
א
א
.04
א
א
א
א
א
א
.10
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
.78
א
א
א
א
א
א
א
.91 / 86
א
א
א
א
א
א
א
א
א
.50/49
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א א
א
א
א
א
.134 /133
א
א
א
א
.61
2ـ ﺷﺮح ﻣﻔﺮدات اﻵﻳﺎت:
ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﻭل :ـ ﻗﻁﻊ :ﺒﻘﺎﻉ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻁﺒﺎﻉ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ .ـ ﻨﺨﻴل ﺼﻨﻭﺍﻥ:
ﻨﺨﻼﺕ ﻴﺠﻤﻌﻬﺎ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ .ـ ﺍﻷﻜل ﻤﺎ ﻴﺅﻜل ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺜﻤﺭ ﻭﺍﻟﺤﺏ.
ﻥ ﺘﹸﻘﻴﻤﻬﺎ .ـ ﺭﻭﺍﺴﻲ :ﺠﺒﺎﻻ
ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ـ ﺒﻐﻴﺭ ﻋﻤﺩ :ﺒﻐﻴﺭ ﺩﻋﺎﺌ ﻡ ﻭﺃﺴﺎﻁﻴ
ﻼ ﺘﻀﻁﺭﺏ ﺒﻜﻡ .ـ ﻭﺒﺙ ﻓﻴﻬﺎ :ﻨﺸﺭ ﻭﻓﺭﻕ ﻭﺃﻅﻬﺭ
ﺜﻭﺍﺒﺕ .ـ ﺃﻥ ﺘﻤﻴﺩ ﺒﻜﻡ :ﻟﺌ ﱠ
ﻓﻴﻬﺎ .ـ ﺯﻭﺝ ﻜﺭﻴﻡ ﺼﻨﻑ ﺤﺴﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ.
ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ـ ﺍﻷﻓﺌﺩﺓ :ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ.
ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ـ ﻤﻠﻜﻭﺕ :ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ .ـ ﻭﻫﻭ ﻴﺠﻴﺭ :ﻴﻐﻴﺙ
ﻭﻴﺤﻤﻲ ﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ ﻭﻴﻤﻨﻊ .ـ ﻓﺄﻨﻰ ﺘﹸﺴﺤﺭﻭﻥ :ﻓﻜﻴﻑ ﺘﹸﺨﺩﻋﻭﻥ ﻋﻥ ﺘﻭﺤﻴﺩﻩ.
ل ﻭﻻ ﻴﻔﺘﺭ .ـ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﺭ :ﻁﻠﺒﻪ
ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ـ ﻻ ﻴﺴﺄﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ :ﻻ ﻴﻤ ّ
ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .ـ ﻓﻴﺅﻭﺱ ﻗﻨﻭﻁ :ﻤﻥ ﻓﻀل ﺍﷲ ﻭﺭﺤﻤﺘﻪ .ـ ﻫﺫﺍ ﻟﻲ:
ﻫﺫﺍ ﺤﻘﻲ ﺍﺴﺘﺤﻘﹼﻪ ﺒﻌﻤﻠﻲ .ـ ﻋﺫﺍﺏ ﻏﻠﻴﻅ :ﺸﺩﻴﺩ ﻻ ﻴﻔﺘﹼﺭ ﻋﻨﻬﻡ.
ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ـ ﺍﻟﺴﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﺭﺍﺀ :ﺍﻟﻴﺴﺭ ﻭﺍﻟﻌﺴﺭ .ـ ﻭﺍﻟﻜﺎﻅﻤﻴﻥ ﺍﻟﻐﻴﻅ:
ﺍﻟﺤﺎﺴﺒﻴﻥ ﻏﻴﻅﻬﻡ ﻓﻲ ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ.
ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ :ـ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ :ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﻫﺎﻡ ﻤﻌﺘﻨﻰ ﺒﻪ .ـ ﺘﻔﻴﻀﻭﻥ ﻓﻴﻪ:
ﺘﺸﺭﻋﻭﻥ ﻭﺘﺨﻭﻀﻭﻥ ﻓﻴﻪ .ـ ﻭﻤﺎ ﻴﻌﺯﺏ :ﻤﺎ ﻴﺒﻌﺩ ﻭﻤﺎ ﻴﻐﻴﺏ .ـ ﻤﺜﻘﺎل ﺫﺭﺓ :ﻭﺯﻥ
ﺃﺼﻐﺭ ﻨﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﻫﺒﺎﺀﺓ.
3ـ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم:
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺃﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ:
ﻨﺯل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻓﻲ ﻤﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻗﺩ ﺍﺸﺘﻤﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﺴﻭﺨﺔ ﺍﻟﻤﺸﻭﻫﺔ ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﺜﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻤﻀﺎﺭﺒﻬﺎ ﻭﺃﻟﻭﺍﻨﻬﺎ .ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﻅﻠﻡ ﻨﺯل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺃﺨﺫ ﺒﻴﺩ
ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻤﺨﺭﺠﺎ ﺇﻴﺎﻫﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺭﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﻓﻐﻴﺭ ﻤﺠﺭﻯ
ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻬﻡ ﻫﺫﻩ ﺤﺘﻰ ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﺨﺎﻟﻕ ﻭﺤﺩﻩ ﻭﺍﺘﺨﺫ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻨﻬﺠﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ.
ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﺎﺌﺭ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ
ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻷﺼل ،ﻭﻫﻲ ﺃﻭل ﺃﻤﺭ ﻴﻁﻠﺏ ﻤﻤﻥ ﺃﺭﺍﺩ
ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻴﻥ.
ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ
ﻟﻘﺩ ﺨﺼﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﻭﺒﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻓﺭﻴﻕ ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺠﺎﺯﻡ ﺒﻜل ﻤﺎ ﺜﺒﺕ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ
ﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺭﻀﺎﺀ ﻭﺍﻻﺭﺘﻴﺎﺡ
ﻟﻪ.
ﺃﻤﺎ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﺫﻫﺒﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻫﻭ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺘﺼﺩﻴﻕ ﺒﺎﻟﺠﻨﺎﻥ
ﻭﻋﻤل ﺒﺎﻷﺭﻜﺎﻥ.
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻨﺴﺘﺨﻠﺼﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﻪ ﺇﻴﻤﺎﻨﺎ ﻴﻘﻴﻨﻴﺎ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺩﻴﻕ ﺍﻟﺠﺎﺯﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﺭﻀﺎ
ﻙ
ﺤ ﱢﻜ ﻤﻭ
ﺤ ﱠﺘﻰ ﻴ
ﻥ
ﻙ ﹶﻟﺎ ﻴﻭ ِﻤ ﹸﻨﻭ
ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل ﻭﺍﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﹶﻓﹶﻠﺎ ﻭ ﺭ ﱢﺒ
ﺴِﻠﻴ ًﻤﺎ ( ﺴﻭﺭﺓ
ﺴﱢﻠ ﻤﻭﺍ ﹶﺘ ْ
ﺕ ﻭ ﻴ
ﻀ ْﻴ ﹶ
ﺠﺎ ِﻤ ﱠﻤﺎ ﹶﻗ
ﺤ ﺭ ً
ﺴ ِﻬ ْﻡ
ﺠ ﺩﻭﺍ ِﻓﻲ َﺃ ﹾﻨ ﹸﻔ ِ
ﺠ ﺭ ﺒ ْﻴ ﹶﻨ ﻬ ْﻡ ﹸﺜ ﱠﻡ ﹶﻟﺎ ﻴ ِ
ﺸ
ِﻓﻴ ﻤﺎ ﹶ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻵﻴﺔ .65
ﻟﻭﺍﺯﻡ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ
ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺘﺒﻨﻰ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻭﻴﻨﺼﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻨﺠﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺘﻲ:
1ـ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﺎﺌﺭ ﻗﻭﺍﻋﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
2ـ ﺘﺜﺒﻴﺕ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻤﻌﺘﻨﻘﻴﻬﺎ ﻭﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩﺍ ﻭﺤﻜﺎﻤﺎ
ﻋﻠﻴﻬﺎ.
3ـ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﻐﻴﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
4ـ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺼﺎﻓﻴﺔ ﻨﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺒﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ :ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺘﻁﻠﺏ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﻀﺔ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺒﺎﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ
ﻭﺠﻭﺩ ﻤﻨﻬﺞ ﺘﺩﺭﻴﺠﻲ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺴﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻔل ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ،
ﻭﻟﺨﻁﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻻ ﺒﺩ ﻟﻠﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻤﻥ:
ـ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺘﺩﺭﻴﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،ﻭﻫﻨﺎ ﻨﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻘﺘﻨﻌﺎ ﺃﻭﻻ ﺒﺎﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻤﺅﻤﻨﺎ ﺒﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺘﺤﻤﺴﺎ ﻏﻴﻭﺭﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ.
ـ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻼﺌﻡ ﻟﻠﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﻭﻟﺴﺎﺌﺭ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻁﻔﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﻭﻋﻘﻭل ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﻤﻊ ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻤﺎ
ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻷﻭل ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻡ.
ـ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻴﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻤﻘﺘﺒﺴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﻤﺅﻴﺩﺍ ﺒﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘل ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ.
ـ ﻤﺯﺝ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺒﺎﻟﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺴﺦ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ.
ﻤﻬ ّﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
ﻑ
ل ﹶﻨ ﹾﻘ ِﺫ ﹸ
ﺘﺘﻀﺢ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺠﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﺒ ْ
ﻕ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺍﻵﻴﺔ .18
ل ﹶﻓ ﻴ ْﺩ ﻤ ﹸﻐ ﻪ ﹶﻓِﺈ ﹶﺫﺍ ﻫ ﻭ ﺯﺍ ِﻫ ﹲ
ﻁِ
ﻋﹶﻠﻰ ﺍﻟ ﺒﺎ ِ
ﻕ
ﺤﱢ
ِﺒﺎ ﹾﻟ
ﻓﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻫﻲ ﺇﺯﻫﺎﻕ ﺍﻟﺒﺎﻁل ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻘﺫﻑ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻨﺸﺭﻩ ﺒﻴﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﻁﺒﻘﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ:
ﺃﻭﻻ :ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻤﺔ ) ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﻋﺒﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺎل ،ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ،ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻫﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺸﻬﻭﺍﺕ .( ...
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺒﺭ ﻭﺍﻟﻐﺭﻭﺭ.
ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺼﻠﺘﻪ ﺒﺨﺎﻟﻘﺔ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﺼﻠﺘﻪ ﺒﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﺼﻠﺘﻪ ﺒﻐﻴﺭﻩ ﻭﻤﺎ
ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻪ.
ﺨﺎﻤﺴﺎ :ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻤﺎ ﻟﻪ ﻭﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺴﺎﺩﺴﺎ :ﺘﺤﻤﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﻜل ﺍﻟﺸﺭﻭﺭ ﻭﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﺴﺎﺒﻌﺎ :ﻭﻫﻲ ﺘﻘﻭﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﻜﺸﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺭ ،ﺒﺘﻨﺯﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ
ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻭﺜﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ.
ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻲ ﺘﺜﺒﻴﺕ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ
ﻟﻘﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺴﺎﺌل ﺸﺘﻰ ﻓﻲ ﺘﺜﺒﻴﺕ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ:
ـ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ :ﻜﻲ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻲ ﻴﺴﺘﻴﻘﻅ
ﻤﻥ ﺘﺒﻠﺩﻩ.
ﻓﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﻌﺭﻀﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴل ﻟﻠﺨﻠﻕ ﻭ ﻟﻸﺤﺩﺍﺙ ﻴﺯﻴل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻐﺸﺎﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺱ ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ،ﻓﻬﻭ ﻴﻌﺭﺽ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺤﻴﺔ ﻴﻨﻔﻌل ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ
ﻭﺘﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﻭﻴﺴﺘﻴﻘﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺃﻥ ﺼﺎﻨﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻜﻠﻪ ﻫﻭ ﺍﷲ ﻭﺤﺩﻩ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻻﺴﺘﻜﺎﻨﺔ.
ـ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘل :ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﻭﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﻭﺠﻭﺩ
ﺍﷲ ﻭﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺘﻪ ﻭﺴﺎﺌﺭ ﺼﻔﺎﺘﻪ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻴﺔ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﺒﺭﻫﻥ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻨﺒﻪ ﺍﻟﻌﻘل ﻤﻥ ﻏﻔﻠﺘﻪ ،ﻤﺒﻴﻨﺎ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺩﻗﺎﺌﻕ ﺍﻟﺼﻨﻊ
ﻄ ٌﻊ ﱡﻣ َﺘﺠَﺎ ِورَاتٌ (..ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺭﻋﺩ
ض ِﻗ َ
ﻷ ْر ِ
ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ) :وﻓِﻲ ا َ
ﺍﻵﻴﺔ .14
ﻤﻭﻀﺤﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻋﻤﻠﻴﺘﻴﻥ ﺨﻁﻴﺭﺘﻴﻥ ﺃﻭﻻﻫﻤﺎ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ
ﻻ
ن ُأ ﱠﻣﻬَﺎﺗِ ُﻜ ْﻢ َ
ﺟﻜُﻢ ﻣﱢﻦ ُﺑﻄُﻮ ِ
ﺧ َﺮ َ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺨﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :وَاﻟﻠّ ُﻪ َأ ْ
ن ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤل
ﺸ ُﻜﺮُو َ
ﻷ ْﻓ ِﺌ َﺪ َة َﻟ َﻌﱠﻠ ُﻜ ْﻢ َﺗ ْ
ﻷ ْﺑﺼَﺎ َر وَا َ
ﺴ ْﻤ َﻊ وَا َ
ﻞ َﻟ ُﻜ ُﻢ ا ْﻟ ﱠ
ﺟ َﻌ َ
ﺷﻴْﺌًﺎ َو َ
ﺗَ ْﻌﻠَﻤُﻮنَ َ
ش ا ْﻟﻌَﻈِﻴﻢِ (
ب ا ْﻟ َﻌ ْﺮ ِ
ﺴ ْﺒ ِﻊ َو َر ﱡ
ت اﻟ ﱠ
ﺴﻤَﺎوَا ِ
ب اﻟ ﱠ
ﻞ ﻣَﻦ ﱠر ﱡ
ﺍﻵﻴﺔ .78ﻭﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ ) :ﻗ ْ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺍﻵﻴﺔ .86
ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺨﺎﻁﺏ ﺍﻟﻌﻘل ﻟﻴﻔﻜﺭ ﻭﻴﺘﺩﺒﺭ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺸﺩﻩ ﻭﺘﺩﻟﻪ
ﺇﻟﻰ ﺨﺎﻟﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﻤﺩﺒﺭ ﺸﺅﻭﻨﻪ ﻭﺃﻥ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺸﺭﻴﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺸﺭﻴﻙ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺩﺒﻴﺭ.
ـ ﺘﺫﻜﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻤﺎ ﻴﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺸﺩﺓ :ﻤﺎ ﻤﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻏﻔل ﻋﻥ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻨﻜﺭ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﷲ ﻤﺘﺄﺜﺭﺍ ﺒﺎﻟﻤﻅﻠﻠﻴﻥ ﺇﻻ ﻭﺠﺎﺀﺕ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺴﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﺩﺍﺀ ﻀﻤﻴﺭﻩ ﻭﺼﺭﺍﺥ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﻁﻨﻴﺔ ،ﻭﻫﺘﺎﻑ ﻭﺠﺩﺍﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﻜل ﻴﻘﻭل
ﻟﻪ ﺇﻨﻙ ﺼﻨﻌﺔ ﺍﷲ ﻭﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻭﻤﺨﻠﻭﻕ ﺍﷲ .ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺭﺍﺥ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﺨﺎﺼﺔ
ﺸ ﹾﻔﻨﹶﺎ
ﺠ ﹾﻨ ِﺒ ِﻪ َﺃ ْﻭ ﻗﹶﺎﻋِﺩﺍﹰ َﺃ ْﻭ ﻗﹶﺎﺌِﻤﺎﹰ ﻓﹶﻠﹶﻤﱠﺎ ﹶﻜ ﹶ
ﻀﺭﱡ ﺩﻋﺎﻨﹶﺎ ﻟ ِ
ﻥ ﺍﻟ
ﻹ ﹾﻨﺴﺎ
ﺱﺍِ
ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻭﺇِﺫﹶﺍ ﻤ ﱠ
ﻥ(
ﻥ ﻤﺎ ﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ ﻴ ْﻌ ﻤﻠﹸﻭ
ﺴ ِﺭﻓِﻴ
ﻥ ِﻟ ﹾﻠ ﻤ ْ
ﻀﺭﱟ ﻤﱠﺴﱠ ﻪ ﹶﻜ ﹶﺫﻟِﻙ ﺯ ﱢﻴ
ﻋﻨﹶﺎ ِﺇﻟﹶﻰ
ﻥ ﹶﻟ ْﻡ ﻴْ ﺩ
ﻀﺭﱠ ﻩ ﻤ ﱠﺭ ﹶﻜَﺄ ْ
ﻋ ﹾﻨ ﻪ
ﺴﻭﺭﺓ ﻴﻭﻨﺱ ﺍﻵﻴﺔ .12
ﻕ ﻭ ﻫ ﻭ
ﺨﹶﻠ ﹶ
ﻥ ﹶ
ـ ﺘﺫﻜﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﷲ ﻟﻪ :ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ) :ﺃﹶﻟﺎ ﻴ ْﻌﹶﻠ ﻡ ﻤ ْ
ﺨ ﹶﻔﻰ (
ﺠ ْﻬ ﺭ ﻭ ﻤﺎ ﻴ ﹾ
ﺨ ِﺒﻴ ﺭ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻵﻴﺔ .14ﻭﻗﺎلِ ) :ﺇ ﱠﻨ ﻪ ﻴ ْﻌﹶﻠ ﻡ ﺍﻟ
ﻑ ﺍﻟ ﹶ
ﻁﻴ ﹸ
ﺍﻟﱠﻠ ِ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻵﻴﺔ .7
ـ ﺘﺫﻜﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻌﻅﻤﺔ ﺍﷲ ﻭﻗﺩﺭﺘﻪ :ﻟﻘﺩ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﻋﻠﻤﻴﺔ
ﻋﻥ ﺴ ﺭ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺒﻴﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺘﻅﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ ﻜﺎﻓﺔ ﻭﻫﻲ ﺩﻻﺌل ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻅﻤﺔ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ.
ﻻ ْﺭﺽ
ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺼﻑ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻭ ﻫ ﻭ ﺍﻟﺫِﻱ ﻤ ﱠﺩ ﺍ ﹶ
ل
ﻥ ﻴ ﹾﻐﺸِﻲ ﺍﻟ ْﻴ َ
ﻥ ﺍ ﹾﺜ ﹶﻨ ْﻴ ِ
ﺠ ْﻴ ِ
ل ﻓِﻴﻬﺎ ﺯ ْﻭ
ﺕ ﺠﻌَ
ﻥ ﹸﻜلﱢ ﺍﻟ ﱠﺜ ﻤﺭﺍ ِ
ﻲ ﻭَﺃ ﹾﻨﻬﺎﺭﺍﹰ ﻭ ِﻤ ْ
ﺴ
ل ﻓِﻴﻬﺎ ﺭﻭﺍ ِ
ﻭﺠﻌَ
ﻥ ( ﺍﻟﺭﻋﺩ ﺍﻵﻴﺔ .3
ﻥ ﻓِﻲ ﹶﺫﻟِﻙ ﻟﹶﺂﻴﺎﺕٍ ﱢﻟ ﹶﻘ ْﻭﻡٍ ﻴ ﹶﺘ ﹶﻔ ﱠﻜﺭﻭ
ﺍﻟ ﱠﻨﻬﺎ ﺭ ِﺇ ﱠ
ـ ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺭ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ :ﻭﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻷﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺭﻭﺴﺎ ﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺘﺭﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺤﺴﻥ.
ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ:
ﻥ ( ﺴﻭﺭﺓ ﻴﻭﻨﺱ ﺍﻵﻴﺔ
ﺤ ﺯ ﹸﻨﻭ
ﻋﹶﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻡ ﻭﹶﻟﺎ ﻫ ْﻡ ﻴ ْ
ﻑ
ﺨ ْﻭ ﹲ
ﷲ ﹶﻟﺎ ﹶ
ﻥ َﺃ ْﻭِﻟ ﻴﺎ ﺀ ﺍ ِ
ـ ) َﺃﹶﻟﺎ ِﺇ ﱠ
.62
ﻙ
ل ﹶﺫِﻟ
ﻥ ﻤﺎ ﺁ ﹶﺘﺎ ﻫ ْﻡ ﺭ ﱡﺒ ﻬ ْﻡ ِﺇ ﱠﻨ ﻬ ْﻡ ﹶﻜﺎ ﹸﻨﻭﺍ ﹶﻗ ْﺒ َ
ﺨ ِﺫﻴ
ﻥ َﺁ ِ
ﻋ ﻴﻭ ٍ
ﺕ ﻭ
ﺠ ﱠﻨﺎ ٍ
ﻥ ِﻓﻲ
ﻥ ﺍﻟ ﻤ ﱠﺘ ِﻘﻴ
ـ ) ِﺇ ﱠ
ﻥ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺫﺍﺭﻴﺎﺕ ﺍﻵﻴﺔ .16 / 15
ﺴ ِﻨﻴ
ﺤِ
ﻤ ْ
ﻭﻗﺎل ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ:
ﷲ ﺇِﻟﱠﺎ
ﺤ ﱠﺭ ﻡ ﺍ ُ
ﺱ ﺍﻟﺘِﻲ
ﻥ ﺍﻟ ﱠﻨ ﹾﻔ
ﺨﺭ ﻭﻟﹶﺎ ﻴ ﹾﻘ ﹸﺘﻠﹸﻭ
ﷲ ِﺇﻟﹶﻬﹰﺎ ﺁ ﹶ
ﻥ ﻤ ﻊ ﺍ ِ
ﻥ ﻟﹶﺎ ﻴ ْﺩﻋﻭ
ـ ) ﻭﺍ ﹾﻟﺫِﻴ
ﺨﹸﻠ ْﺩ
ﺏ ﻴ ْﻭ ﻡ ﺍﻟ ِﻘﻴﺎ ﻤ ِﺔ ﻭ ﻴ ﹾ
ﻑ ﹶﻟ ﻪ ﺍﻟ ﻌﺫﹶﺍ
ﻋ ﹾ
ﻕ َﺃﺜﹶﺎﻤﺎﹰ ﻴﻀﺎ
ل ﹶﺫﻟِﻙ ﻴ ﹾﻠ ﹶ
ﻥ ﻴ ﹾﻔ ﻌ ْ
ﻥ ﻭ ﻤ ْ
ﺒِﺎ ﹾﻟﺤﻕﱢ ﻭﻟﹶﺎ ﻴ ْﺯﻨﹸﻭ
ﻓِﻴ ِﻪ ﻤﻬﺎﻨﹰﺎ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ ﺍﻵﻴﺔ 68ﻭ.69
ﻓﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻴﺼﻭﺭ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻜﺭﻴﻤﺔ ﻨﻅﻴﻔﺔ ﺠﺫﺍﺒﺔ ،ﻭﻴﺼﻭﺭ ﺼﻔﺎﺕ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻤﻨﻔﺭﺓ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻴﻤﺘﻠﺊ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺨﺸﻴﺔ ﺍﷲ ﻭﺘﻘﻭﺍﻩ.
ـ ﺫﻜﺭ ﻗﺼﺹ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ :ﻓﺎﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺭﻜﺯﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
ﺍﻟﺨﻴﺭﻴﺔ ﻟﻸﻨﺒﻴﺎﺀ ،ﻟﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻴﻬﻡ ﺃﺴﻭﺓ ،ﻟﻴﻌﻤﻕ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻭﻴﺒﺼﺭ ﺒﻬﺎ
ل ﻤﺎ
ﺴِ
ﻥ َﺃ ﹾﻨ ﺒﺎ ِﺀ ﺍﻟ ﱡﺭ
ﻙ ِﻤ ْ
ﻋﹶﻠ ْﻴ
ﺹ
ﺍﻟﻌﻘﻭل ،ﻭﻴﺤﻴﻲ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ،ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻭ ﹸﻜًّﻠﺎ ﹶﻨ ﹸﻘ ﱡ
ﻙ ( ﺴﻭﺭﺓ ﻫﻭﺩ ﺍﻵﻴﺔ .120
ﺕ ِﺒ ِﻪ ﹸﻓ َﺅﺍ ﺩ
ﹸﻨ ﹶﺜ ﱢﺒ ﹸ
ـ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﻫل ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ :ﻟﻘﺩ ﺍﺸﺘﻐل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﺒﺎﻟﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺴﻠﻜﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺩل ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺒﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺤﺴﻥ ،ﻗﺎل ﺍﷲ
ﻕ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺍﻵﻴﺔ
ل ﹶﻓ ﻴ ْﺩ ﻤ ﹸﻐ ﻪ ﹶﻓِﺈ ﹶﺫﺍ ﻫ ﻭ ﺯﺍ ِﻫ ﹲ
ﻁِ
ﻋﹶﻠﻰ ﺍﻟ ﺒﺎ ِ
ﻕ
ﺤﱢ
ﻑ ِﺒﺎ ﹾﻟ
ل ﹶﻨ ﹾﻘ ِﺫ ﹸ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﺒ ْ
.18
ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻞ
1ـ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ:
א
א
א
א א
א
א
א
א
א
א
א
.43
א
א
א
א
.260
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
. 24
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
.170
א
א
א
א
א
א
א
א
.70
.82
א
א א
א
א
א
א
א
א
. 164
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
اﻷﻋﺮاف اﻵﻳﺔ .143
2ـ ﺷﺮح ﻣﻔﺮدات اﻵﻳﺎت:
اﻟﻨﺺ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ـ أﻟﻔﻴﻨﺎ :وﺟﺪﻧﺎ.
اﻟﻨﺺ اﻟﺮﺑﻊ :ـ أﻗﻔﺎﻟﻬﺎ :ﻣﻐﺎﻟﻴﻘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﻔﺘﺢ.
اﻟﻨﺺ اﻟﺴﺎدس :ـ ﺑﺚ ﻓﻴﻬﺎ :ﻓﺮّق وﻧﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮاﻟﺪ .ـ وﺗﺼﺮﻳﻒ اﻟﺮﻳﺎح :ﺗﻘﻠﻴﺒﻬﺎ
ﻓﻲ ﻣﻬﺎﺑّﻬﺎ وأﺣﻮاﻟﻬﺎ .ـ اﻟﻤﺴﺨّﺮ :اﻟﻤﻬﻴﺊ.
اﻟﻨﺺ اﻟﺴﺎﺑﻊ :ـ ﻓﺼﺮهﻦ إﻟﻴﻚ :أﻣِﻠﻬﻦّ ،أو ﻗﻄّﻌﻬﻦ ﻣُﻤﺎﻟﺔ إﻟﻴﻚ.
اﻟﻨﺺ اﻟﺜﺎﻣﻦ :ـ ﺗﺠﻠّﻰ رﺑﱡﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻞ :ﺑﺪا ﻟﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻧﻮرﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ .ـ دآّﺎ ﻣﺪآﻮآﺎ
ﻣﺘﻔﺘّﺘﺎ .ـ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ :ﺗﻨﺰﻳﻬﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺧﻠﻘﻚ.
3ـ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم:
ﺗﻤﻬﻴﺪ
ن ﺻﻼح اﻟﻌﻘﻞ واﺳﺘﻘﺎﻣﺘﻪ
ن اﻟﻌﻘﻞ هﻮ أﻋﻈﻢ اﻟﻨﻌﻢ وأﺟﻞ اﻟﻤﻨﺢ ،وﻻ رﻳﺐ ﻓﻲ أ ّ
إّ
ﻓﻲ اﻹدراك واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ووزﻧﻪ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﻤﻴﺰان اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﺗﺤﺮّﻳﻪ اﻹﻧﺼﺎف ﻓﻲ أﺣﻜﺎﻣﻪ
ﻳﺘﺮﺗّﺐ ﻋﻠﻴﻪ إﺻﻼح اﻷﻋﻀﺎء آﻠّﻬﺎ ،ﻓﻼ ﺗُﺼﺪر إﻟّﺎ ﺧﻴﺮًا وﻻ ﺗﻌﻤﻞ إﻻ ﺻﻼﺣﺎً ،وﻻ
ﺗﻘﻮل إﻻ ﺣﺴﻨﺎً ،ﻷﻧّﻪ اﻟﺤﺎآﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،وإذا ﺻﻠﺢ اﻟﻌﻘﻞ ﺻﻠﺤﺖ اﻟﺤﻴﺎة،
أﻣّﺎ إذا ﻓﺴﺪ اﻟﻌﻘﻞ واﺧﺘﻞّ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﺴﺪت اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻼ ﻳﺼﺪر إﻟّﺎ اﻟﺸﺮ.
ﺗﻜﺮﻳﻢ اﷲ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ
ـ اﻟﻌﻘﻞ هﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ واﻟﻤﻨﺤﺔ اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﻬﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺣ َﻤ ْﻠﻨَﺎ ُه ْﻢ ﻓِﻲ ا ْﻟ َﺒ ﱢﺮ
ﻟﻺﻧﺴﺎن وآﺮّﻣﻪ ﺑﻬﺎ وﻓﻀّﻠﻪ ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰَ ) :وَﻟ َﻘ ْﺪ َآ ﱠﺮ ْﻣﻨَﺎ َﺑﻨِﻲ ﺁ َد َم َو َ
ﻼ ( ﺳﻮرة
ﻦ ﺧَﻠَ ْﻘﻨَﺎ َﺗ ْﻔﻀِﻴ ً
ﻀ ْﻠﻨَﺎ ُه ْﻢ ﻋَﻠَﻰ َآﺜِﻴ ٍﺮ ﱢﻣ ﱠﻤ ْ
ﻄ ﱢﻴﺒَﺎتِ َو َﻓ ﱠ
ﻦ اﻟ ﱠ
ﺤ ِﺮ َو َر َز ْﻗﻨَﺎهُﻢ ﱢﻣ َ
وَا ْﻟ َﺒ ْ
اﻹﺳﺮاء اﻵﻳﺔ .70
ـ واﻟﻌﻘﻞ هﻮ إﺣﺪى ﻣﻌﺠﺰات اﻟﺨﻠﻖ .اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﺑﻪ اﻹدراك واﻟﻔﻬﻢ واﻟﺘﺼﻮّر.
وﻷﺟﻞ ذﻟﻚ ذ ّم اﻹﺳﻼم إﺗﺒﺎع اﻷﻣﻢ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ وﺣﺘﻰ اﻷﻣﻢ اﻟﺤﺎﺿﺮة ﻣﻦ ﻏﻴﺮ إﻋﻤﺎل
اﻟﻌﻘﻞ وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﻰ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ ) واﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﻋُﺮف اﻟﻠﻐﺔ هﻮ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻌﺎدات
اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺛﻬﺎ اﻵﺑﺎء ﻋﻦ اﻷﺟﺪاد أو اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺮي ﺑﻤﺠﺮّد ﻋﺎﻣﻞ اﻻﺣﺘﻜﺎك ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻦ
اﻟﺒﻴﺌﺎت أو ﺑﻠﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان ( اﻟﺬي ﻻ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻘﻮّﻳﻪ ،وﻻ ﺑﺮهﺎن ﻳﻌﻀّﺪﻩ ،ﻗﺎل اﷲ
ن
ﻋَﻠ ْﻴ ِﻪ ﺁﺑَﺎءَﻧَﺎ َأ َو َﻟ ْﻮ آَﺎ َ
ﻞ َﻧ ﱠﺘ ِﺒ ُﻊ ﻣَﺎ أَ ْﻟﻔَ ْﻴﻨَﺎ َ
ﷲ ﻗَﺎﻟُﻮ ْا َﺑ ْ
لا ُ
ﻞ ﻟَﻬُﻢ ِا ﱠﺗ ِﺒﻌُﻮ ْا ﻣَﺎ َأ ْﻧ َﺰ َ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :وَإِذَا ﻗِﻴ َ
ن ( اﻟﺒﻘﺮة اﻵﻳﺔ .170
ﺷﻴْﺌًﺎ َوﻟَﺎ َﻳ ْﻬ َﺘﺪُو َ
ن َ
ﺁﺑَﺎ ُؤ ُهﻢ ﻟَﺎ َﻳ ْﻌ ِﻘﻠُﻮ َ
ﻚ
ـ وﺑﺎﻟﻌﻘﻞ آﻠّﻒ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻹﻧﺴﺎن وﺧﺎﻃﺒﻪ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰَ ) :و ِﺗ ْﻠ َ
ﻻ ا ْﻟﻌَﺎﻟِﻤُﻮنَ ( ﺳﻮرة اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت اﻵﻳﺔ .43
س وَﻣَﺎ ﻳَ ْﻌﻘُِﻠﻬَﺎ ِإ ﱠ
ﻀ ِﺮ ُﺑﻬَﺎ ﻟِﻠﻨﱠﺎ ِ
ل َﻧ ْ
ﻷ ْﻣﺜَﺎ ُ
ا َْ
ﺣﺚ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻰ إﻋﻤﺎل اﻟﻌﻘﻞ
وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ذآﺮهﺎ ﻓﻘﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ أﻧّﻪ ﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ
ن ﻣﻦ ﻗﺎل أﻧّﻨﻲ أوﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻷﻧﻲ أرى أهﻠﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻪ أو
ﻓﻲ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﻘﻴﺪة ،وأ ّ
ن إﻳﻤﺎﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎن اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﺬي أرادﻩ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻲ ذﻟﻚ ،ﻓﺈ ّ
ن اﻟﺒﻴﺌﺔ ﺗﻔﺮض ﻋﻠ ﱠ
ﻷّ
ﻓﺄﺣﻜﺎم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﻮراﺛﺔ ،وإﻧﻤﺎ هﻲ ﻣﺒﺎدئ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ واﻷﺧﺮوﻳﺔ.
ﻼ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ إﻋﻤﺎل اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ آﻞ
ن اﻟﻤﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ ﺁﻳﺎت اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﻠﻘﺎﻩ ﺣﺎﻓ ً
إّ
أﻣﺮ ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﺴﻌِﻴ ِﺮ ( اﻟﻤﻠﻚ اﻵﻳﺔ .10
ب اﻟ ﱠ
ﺻﺤَﺎ ِ
ﻞ ﻣَﺎ ُآﻨﱠﺎ ﻓِﻲ َأ ْ
ﺴ َﻤ ُﻊ َأ ْو َﻧ ْﻌ ِﻘ ُ
ـ ) َوﻗَﺎﻟُﻮ ْا َﻟ ْﻮ ُآﻨﱠﺎ َﻧ ْ
ن ( اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻵﻳﺔ .67
ﷲ َأ َﻓﻠَﺎ َﺗ ْﻌ ِﻘﻠُﻮ َ
نا ِ
ﻦ دُو ِ
ن ِﻣ ْ
ف ﻟَﻜُﻢ وَﻟِﻤَﺎ َﺗ ْﻌ ُﺒﺪُو َ
ـ ) ُأ ٍ
ـ ) أﻓﻼ ﻳﺘﺪﺑﺮون اﻟﻘﺮﺁن أم ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮب أﻗﻔﺎﻟﻬﺎ ( ﺳﻮرة ﻣﺤﻤﺪ اﻵﻳﺔ .67
وﺟﻮب اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻞ
ﻼ
ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻌﻘﻞ اﻹدراك ،ﻓﺈﻋﻤﺎل اﻟﻌﻘﻞ ﻳﻘﻮد إﻟﻰ ﻓﻬﻢ اﻷﻣﻮر ﻓﻬﻤﺎً آﺎﻣ ً
وﺗﺼﻮّرهﺎ ﺗﺼﻮّرًا ﺻﺤﻴﺤﺎً ،وذﻟﻚ هﻮ اﻟﺬي ﻳُﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ إدراك اﻷﻣﻮر ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ
ﻓﺘُﺴﺘﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ أﺳﺮارهﺎ وﺗُﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻷﺣﻜﺎم اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ.
وإذا اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻘﻠﻪ ﻳﻤﻨﻊ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻪ ،ﻣﻤّﻦ ﻳﺼﺪّون ﻋﻦ
ﺳﺒﻴﻞ اﷲ وﻳﺒﻐﻮﻧﻬﺎ ﻋﻮﺟﺎً ،ﺑﻞ وﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻠﻮﻟﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ
ﻞ إﻧﺴﺎن ﻋﺮف إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﻳُﻨﺸﺪهﺎ آ ّ
وﻷﺟﻞ ذﻟﻚ آﻠﻪ أوﺟﺐ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ
اﻟﻌﻈﻤﻰ ،وﺣﻔﻆ اﻟﻌﻘﻞ واﺳﺘﻘﺎﻣﺘﻪ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ:
ﷲ
نا َ
ﻦ َﻳ ْﺬ ُآﺮُو َ
ـ اﻹدراك واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،واﻟﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﷲ ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :ا ْﻟﺬِﻳ َ
ض( ﺁل ﻋﻤﺮان
ﻷ ْر ِ
ت وَا َ
ﺴﻤَﺎوَا ِ
ﻖ اﻟ ﱠ
ﺧ ْﻠ ِ
ن ﻓِﻲ َ
ﺟﻨُﻮ ِﺑ ِﻬ ْﻢ َو َﻳ َﺘ َﻔ ﱠﻜﺮُو َ
ِﻗﻴَﺎﻣًﺎ َو ُﻗﻌُﻮدًا وَﻋَﻠَﻰ ُ
ض وَﻣَﺎ
ﻷ ْر ِ
ت وَا َ
ﺴﻤَﺎوَا ِ
ت اﻟ ﱠ
ﻈﺮُو ْا ﻓِﻲ َﻣَﻠﻜُﻮ ِ
ﻞَ ) :أ َو َﻟ ْﻢ َﻳ ْﻨ ُ
اﻵﻳﺔ .191وﻗﺎل اﷲ ﻋ ّﺰ وﺟ ّ
ﻲ ٍء ( اﻷﻋﺮاف اﻵﻳﺔ .185
ﺷ ْ
ﻦ َ
ﷲ ِﻣ ْ
ﻖا ُ
ﺧَﻠ َ
َ
ﻦ ﻳَ ْﻌﻠَﻤُﻮ َ
ن
ﺴ َﺘﻮِي ا ْﻟﺬِﻳ َ
ﻞ َﻳ ْ
ﻞ َه ْ
ـ ودرء ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺪﻩ ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰُ ) :ﻗ ْ
ﺨ ْﻤ ُﺮ
ﻞ ﻣﺴﻜﺮ وﻣﺨﺪّر ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :إِ ﱠﻧﻤَﺎ اﻟ َ
ن ( اﻟﺰﻣﺮ .9وآ ّ
ﻦ ﻟَﺎ َﻳ ْﻌَﻠﻤُﻮ َ
وَا ْﻟﺬِﻳ َ
ن (
ﺟﺘَﻨِﺒُﻮ ُﻩ َﻟ َﻌﱠﻠ ُﻜ ْﻢ ُﺗ ْﻔِﻠﺤُﻮ َ
ن ﻓَﺎ ْ
ﺸ ْﻴﻄَﺎ ِ
ﻞ اﻟ ﱠ
ﻋ َﻤ ِ
ﻦ َ
ﺲ ِﻣ ْ
ﺟ ٌ
ﻷ ْزﻟَﺎ ُم رِ ْ
ب وَا َ
ﻷ ْﻧﺼَﺎ ُ
ﺴ ُﺮ وَا َ
َواﻟ َﻤ ْﻴ ِ
اﻟﻤﺎﺋﺪة .90
اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن
1ـ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ:
א
א
א
א
א
.28
א
א
א
א
א
.57
א
א
א
. 07 / 05
א
אא
א א
א
. 82
א
א א
אא
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
.222
א
א
א
.30
א
א
א
א
א
א
א
א
אא
א
א
. 115
א
א
א
א
.43
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א א
א
א
א
א
א
א
א
א
אא
א
א
. 185
2ـ ﺷﺮح ﻣﻔﺮدات اﻵﻳﺎت:
اﻟﻨﺺ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ـ اﻟﻌﺎدون :اﻟﻤﺠﺎوزون اﻟﺤﻼل إﻟﻰ اﻟﺤﺮام.
اﻟﻨﺺ اﻟﺨﺎﻣﺲ :ـ أذى :ﻗﺬ ٌر ﻳﺆذي.
اﻟﻨﺺ اﻟﺴﺎدس :ـ ﻳﻐﻀّﻮا ﻣﻦ أﺑﺼﺎرهﻢ :ﻳﻜﻔّﻮا ﻧﻈﺮهﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت.
اﻟﻨﺺ اﻟﺴﺎﺑﻊ :ـ واﻟﺪم :اﻟﻤﺴﻔﻮح وهﻮ اﻟﺴﺎﺋﻞ .ـ وﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ :أي اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ
ﺑﺠﻤﻴﻊ أﺟﺰاﺋﻪ .ـ أهﻞ ﻟﻐﻴﺮ اﷲ ﺑﻪ :ذُآﺮ ﻋﻨﺪ ذﺑﺤﻪ اﺳﻢ ﻏﻴﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ .ـ اﺿﻄ ّﺮ :دﻋﺘﻪ
اﻟﻀﺮورة إﻟﻰ اﻟﺘﻨﺎول ﻣﻨﻪ .ـ ﻏﻴﺮ ﺑﺎغ :ﻏﻴﺮ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﻠﻤﺤﺮّم ﻟﻠﺬة أو اﺳﺘﺌﺜﺎر .ـ وﻻ
ﻋﺎد :وﻻ ﻣﺘﺠﺎوز ﻣﺎ ﻳﺴ ّﺪ اﻟﺮّﻣﻖ.
اﻟﻨﺺ اﻟﺜﺎﻣﻦ :ـ ﻋﺒﺮي ﺳﺒﻴﻞ :ﻣﺴﺎﻓﺮون ﻓﻘﺪوا اﻟﻤﺎء ﻓﻴﺘﻴﻤّﻤﻮن .ـ اﻟﻐﺎﺋﻂ :ﻣﻜﺎن
ﻦ أو ﻣﺴﺴﺘﻢ
ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺔ ) آﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺪث ( .ـ ﻻﻣﺴﺘﻢ اﻟﻨﺴﺎء :واﻗﻌﺘﻤﻮه ّ
ﻦ .ـ ﺻﻌﻴﺪا ﻃﻴﺒﺎ :ﺗﺮاﺑﺎ ،أو وﺟﻪ اﻷرض ،ﻃﺎهﺮا.
ﺑﺸﺮﺗﻬ ّ
اﻟﻨﺺ اﻟﺘﺎﺳﻊ :ـ وﻟﺘﻜﺒّﺮوا اﷲ :ﻟﺘﺤﻤﺪوا اﷲ وﺗﺜﻨﻮا ﻋﻠﻴﻪ.
3ـ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم:
اﻟﺼﺤّﺔ اﻟﺠﺴﻤﻴﺔ
ـ اﻟﺠﺴﻢ :ﻳﺘﺄﻟّﻒ ﻣﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﻮﺣﺪات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻟﺨﻼﻳﺎ ،وﺗﺘّﺤﺪ هﺬﻩ
اﻟﺨﻼﻳﺎ ﻓﻲ أﻧﺴﺠﺔ ﻣﺨﺘﺼّﺔ ﺗﺆﻟّﻒ ﺑﺪورهﺎ أﻋﻀﺎء ﺗﺘﻌﻬّﺪ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ أو ﺗﻠﻚ،
ﻞ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻟﺘﺠﻌﻞ هﺬﻩ اﻵﻟﺔ اﻟﺤﻴّﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأ اﻟﻌﻠﻢ
وﺗﺘﻀﺎﻓﺮ آ ّ
ﻳﻜﺸﻒ أﺳﺮارهﺎ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺑﺈﻋﺠﺎب ﻣﺘﺰاﻳﺪ.
ـ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ اﻟﺠ ﺴﻤﻴﺔ :اﻟﺠ ﺴﻢ ﻳﺤﺘ ﺎج ﺑﻮﻇﺎﺋﻔ ﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎﻗ ﺔ،
ﻓﻌﻤﻞ اﻟﻌﻀﻼت وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺤ ّﺮ واﻟﺒﺮد ،ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺣ ﺪا أدﻧ ﻰ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺣ ﺪات اﻟﺤﺮارﻳ ﺔ
اﻟﺘ ﻲ ﻳﺤ ﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﺠ ﺴﻢ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ اﻟﻤ ﺎء واﻟﻬ ﻮاء واﻟﻐ ﺬاء اﻟﻤﺘﻨ ّﻮع ،ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ:
ﺴ ِﺮﻓُﻮ ْا ( ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف اﻵﻳﺔ .31
ﺷ َﺮﺑُﻮ ْا وَﻟَﺎ ُﺗ ْ
) َو ُآﻠُﻮ ْا وَا ْ
واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻣﺮاض ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﺨ ِﻨ َﻘ ُﺔ
ﷲ ِﺑ ِﻪ وَاﻟ ُﻤ ْﻨ َ
ﺨ ْﻨﺰِﻳ ِﺮ وَﻣَﺎ ُأ ِهﻞﱠ ِﻟ َﻐ ْﻴ ِﺮ ا ِ
ﺤ َﻢ اﻟ ِ
ﺖ ﻋَﻠَ ْﻴﻜُﻢ اﻟ َﻤ ْﻴ َﺘ ُﺔ وَاﻟﺪﱠ ُم َوَﻟ ْ
ﺣ ﱢﺮ َﻣ ْ
ـ) ُ
ﺐ(
ﺼ ِ
ﻋﻠَﻰ اﻟ ﱡﻨ ُ
ﺢ َ
ﻞ اﻟﺴﱠ ُﺒ ُﻊ إِﻟّﺎ ﻣَﺎ َذ ﱠآ ْﻴ ُﺘ ْﻢ وَﻣَﺎ ُذ ِﺑ َ
وَاﻟ َﻤ ْﻮﻗُﻮ َذ ُة وَاﻟ ُﻤ َﺘ َﺮ ﱢد َﻳ ُﺔ وَاﻟ ﱠﻨﻄِﻴﺤَ ُﺔ وَﻣَﺎ َأ َآ َ
ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﻳﺔ .3
ﻞ
ﻋ ِﻤ ِ
ﻦ َ
ﺲ ِﻣ ْ
ﺟ ٌ
ﻻ ُم ِر ْ
ﻷ ْز َ
ب َوا َ
ﺼﺎ ُ
ﻷ ْﻧ َ
ﺴ ُﺮ َوا َ
ﺨ ْﻤ ُﺮ َواﻟ َﻤ ْﻴ ِ
ﻦ ﺁ َﻣ ُﻨﻮا ِإ ﱠﻧ َﻤﺎ اﻟ َ
ـ ) َﻳَﺄ ﱡﻳ َﻬﺎ اﻟ ِﺬﻳ َ
ن ( ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﻳﺔ .90
ﺟ َﺘ ِﻨ ُﺒﻮ ُﻩ َﻟ َﻌﱠﻠ ُﻜ ْﻢ ُﺗ ْﻔِﻠﺤُﻮ َ
ن َﻓﺎ ْ
ﻄﺎ ِ
ﺸ ْﻴ َ
اﻟ ﱠ
ﻼ ( ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء اﻵﻳﺔ .32
ﺳ ِﺒﻴ ً
ﺳﺎ َء َ
ﺸ ًﺔ َو َ
ﺣَ
ن َﻓﺎ ِ
ـ ) َوَﻟﺎ َﺗ ْﻘ َﺮ ُﺑﻮا اﻟ ﱢﺰ َﻧﻰ ِإ ﱠﻧ ُﻪ َآﺎ َ
وﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﻀﺮر رﻓﻊ اﻹﺳﻼم ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺮوض ﻋ ﻦ اﻹﻧ ﺴﺎن وﻟ ﻢ ﻳﻜﻠﻔ ﻪ
ﺳ َﻌﻬَﺎ ( اﻟﺒﻘﺮة اﻵﻳﺔ .286
ﷲ َﻧﻔْﺴًﺎ إِﻟﱠﺎ ُو ْ
ﻒا ُ
ﺑﻬﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :ﻟَﺎ ُﻳ َﻜﻠﱢ ُ
اﻟﺼﺤّﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ
ـ اﻟﻨﻔﺲ :هﻲ ﻣﺼﺪر اﻟﺴﻠﻮك واﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻐﻤﺮهﺎ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر وﻳﺼﺒﻐﻬﺎ ﻣﻦ
ﻋﻮاﻃﻒ.
ن اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﺼﺤّﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺠﺴﻢ واﻟﻤﻄﺎﻟﺐ
إّ
اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ ،وﻻ ﻳﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺴﺎن ،وﺳﻮاء ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ آﺎن ﺿﺮورﻳًﺎ
آﺎﻷآﻞ واﻟﺸﺮب واﻟﻠﺒﺎس واﻟﻨﻮم واﻟﺮاﺣﺔ ،أو ﻃﺒﻴﻌﻴًﺎ آﺎﻟﺰواج واﻟﻌﻤﻞ واﻟﺴﻼﻣﺔ
ن ﻟﻠﺼﺤّﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺣﻖ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻀﺮورﻳﺎت
اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ واﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،ﺑﻴﺪ أ ّ
ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﺗﻮازن آﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ اﻟﺮوﺣﻴﺔ وﻣﻄﺎﻟﺒﻪ اﻟﻤﺎدﻳّﺔ ،ﻓﺘﻜﻤﻞ
ﺑﺬﻟﻚ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻪ ،وﻳﺮﺗﻘﻲ ﺑﺒﺸﺮﻳّﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻜﻤﺎل اﻟﻤﻘﺪّر ﻟﻬﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎة.
ـ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ :ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻋﺘﻨﻰ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ اﻋﺘﻨﺎء
ﺧﺎﺻﺎ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ:
1ـ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﷲ :اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ داﺋﻤﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ هﺬﻩ اﻟﺼﻠﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﺒﺪ اﻟﺴﺎﻟﻢ
ﻟﺮب واﺣﺪ ﻳﻄﻴﻌﻪ وﻳﻠﺒﻲ ﻧﺪاءﻩ ﻳﻜﻮن ﺿﻤﻴﺮﻩ ﻣﺮﺗﺎح وﻗﻠﺒﻪ ﻣﻨﺸﺮح ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ب ( ﺳﻮرة اﻟﺮﻋﺪ
ﻦ ا ْﻟ ُﻘﻠُﻮ ُ
ﻄ َﻤ ِﺌ ﱡ
ﻻ ِﺑ ِﺬ ْآ ِﺮ اﻟﻠّﻪِ َﺗ ْ
ﻦ ُﻗﻠُﻮ ُﺑﻬُﻢ ِﺑ ِﺬ ْآ ِﺮ اﻟّﻠ ِﻪ َأ َ
ﻄ َﻤ ِﺌ ﱡ
ﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮ ْا َو َﺗ ْ
) اﱠﻟﺬِﻳ َ
اﻵﻳﺔ .28
2ـ اﻟﺘﺰآﻴﺔ واﻷﺧﻼق :ﺑﺎﻟﺘﺨّﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﺮذاﺋﻞ واﻟﺘﺤﻠّﻲ ﺑﺎﻟﻔﻀﺎﺋﻞ:
واﻟﺮذاﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﺰآﻴﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻨﻬﺎ ،اﻟﺮﻳﺎء ) وهﻮ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﺮء اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ
ﻚ ُه ُﻢ
ﺴ ِﻪ َﻓُﺄ ْوَﻟ ِﺌ َ
ﺷﺢﱠ َﻧ ْﻔ ِ
ق ُ
ﻦ ﻳﱡﻮ َ
اﺑﺘﻐﺎء ﻣﺤﻤﺪة اﻟﻨﺎس ( ،واﻟﺸُﺢ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰَ ) :و َﻣ ْ
ن ﻣَﺎ
ﻹ ْﻧﺴَﺎ ُ
ن ( اﻟﺘﻐﺎﺑﻦ اﻵﻳﺔ .16واﻟﻌُﺠﺐ ،واﻟﻐُﺮور ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :ﻳَﺄَ ﱡﻳﻬَﺎ ا ِ
اﻟ ُﻤ ْﻔِﻠﺤُﻮ َ
ﻚ اﻟ َﻜﺮِﻳ ِﻢ ( اﻻﻧﻔﻄﺎر اﻵﻳﺔ .6واﻟﻜﺒﺮ ،ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ:
ك ِﺑ َﺮ ﱢﺑ َ
ﻏ ﱠﺮ َ
َ
) ﻻ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨّﺔ ﻣﻦ آﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎل ذرّة ﻣﻦ آﺒﺮ ( رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ .واﻟﺤﺴﺪ ،ﻗﺎل اﷲ
ﻞ ﻣﺎ
ﺾ ( اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ .32وآ ّ
ﻋﻠَﻰ َﺑ ْﻌ ٍ
ﻀ ُﻜ ْﻢ َ
ﷲ ِﺑ ِﻪ َﺑ ْﻌ َ
ﻞا ُ
ﻀَ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :وَﻟَﺎ َﺗ َﺘ َﻤ ﱠﻨ ْﻮ ْا ﻣَﺎ َﻓ ﱠ
ﻳﻤﻘﺖ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻳﺬ ّم اﻟﻤﺘﺼﻒ ﺑﻪ.
وأﻣﺎ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻟﻠﻨﻔﺲ اﻻﺗﺼﺎف ﺑﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ آﺜﻴﺮة ﻣﻨﻬﺎ :اﻟﺘﻮاﺿﻊ ،ﻗﺎل
اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ) :وﻣﺎ ﺗﻮاﺿﻊ أﺣﺪ ﷲ إﻻ رﻓﻌﻪ ( رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ .واﻹﻳﺜﺎر،
ن ِﺑ ِﻬ ْﻢ ﺧَﺼَﺎﺻَ ٌﺔ ( اﻟﺤﺸﺮ اﻵﻳﺔ .9
ﺴ ِﻬ ْﻢ َوَﻟ ْﻮ آَﺎ َ
ﻋﻠَﻰ َأ ْﻧ ُﻔ ِ
ن َ
ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰَ ) :وﻳُﻮ ِﺛﺮُو َ
واﻟﻮرع ،ﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ) :ﻓﻤﻦ اﺗّﻘﻰ اﻟﺸﺒﻬﺎت ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺒﺮأ ﻟﺪﻳﻨﻪ
وﻋﺮﺿﻪ ( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .واﻟﻌﻔّﺔ ،ﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ) :ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻐﻦ ﻳﻐﻨﻪ
اﷲ وﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﻒ ُﻳ ِﻌﻔﱡﻪ اﷲ (..ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .واﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ،ﻗﺎل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ) :ﻃﻮﺑﻰ
ﻟﻤﻦ هﺪي إﻟﻰ اﻹﺳﻼم وآﺎن ﻋﻴﺸﻪ آﻔﺎﻓًﺎ وﻗﻨﻊ ﺑﻪ( رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ .واﻟﻌﺪل ،ﻗﺎل اﷲ
ن (..اﻟﻨﺤﻞ اﻵﻳﺔ .90واﻟﻌﻔﻮ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﺣﺴَﺎ ِ
ﻹْ
ل وَا ِ
ﷲ َﻳ ْﺄ ُﻣ ُﺮ ﺑِﺎ ْﻟ َﻌ ْﺪ ِ
نا َ
ﺗﻌﺎﻟﻰِ ) :إ ﱠ
ﷲ ﻏَﻔُﻮ ٌر رَﺣِﻴ ٌﻢ ( اﻟﺘﻐﺎﺑﻦ اﻵﻳﺔ ،14وﻏﻴﺮهﺎ
نا َ
ﺼ َﻔﺤُﻮ ْا َو َﺗ ْﻐ ِﻔﺮُو ْا َﻓِﺈ ﱠ
ن َﺗ ْﻌﻔُﻮ ْا َو َﺗ ْ
) َوِإ ْ
آﺜﻴﺮ.
3ـ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ :وهﻲ أهﻢ ﻋﻨﺼﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻓﻘﺪ اﻹﻳﻤﺎن زادت
ﻞ اﻷﻣﻦ اﻟﻨﻔﺴﻲ ،وﻣﻦ ﻓﻘﺪ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻣﻦ داﺧﻠﻪ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺟﻠﺒﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺪّﻳﻦ
اﻟﻤﺸﺎآﻞ وﻗ ﱠ
ﺣﻲ
ﻳﺰرع اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ وﻳﻮﺿّﺢ آﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﺎآﻞ .ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ِ ) :إ ْذ ُﻳﻮ ِ
ﻦ ﺁ َﻣ ُﻨﻮا ( ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل اﻵﻳﺔ .21
ﻚ ِإَﻟﻰ اﻟ َﻤَﻠﺎ ِﺋ َﻜ ِﺔ َأ ﱢﻧﻲ َﻣ َﻌ ُﻜ ْﻢ َﻓ َﺜ ﱢﺒ ُﺘﻮا اﻟ ِﺬﻳ َ
َر ﱡﺑ َ
4ـ اﻟﺘﻔﺎؤل واﻷﻣﻞ :وهﻮ أﺛﺮ هﺎمّ ،أﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ واﻟﺒﻨﺎء ،وأﻣﻞ
ح
ﻦ َر ْو ِ
ﺳﻮا ِﻣ ْ
ﻓﻲ اﻵﺧﺮة وذﻟﻚ ﺑﺎﻹﺧﻼص وﺣﺴﻦ اﻟﺘﺪﺑﻴﺮ .ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰَ ) :وَﻟﺎ َﺗ ْﻴَﺄ ُ
ﷲ ( ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ اﻵﻳﺔ .87
ا ِ
اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ
1ـ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ:
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א א
.134
אא
א
אא
א
א
א
א
א
א
.119
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
.36
א
א
א
א
א
א
א
.34
א
.13
א
א
אא
א
א
א
.155
א
א
א
א
א
א
א
א א
.104
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
אא
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
א
אא
א
אא
. 38
א
אא
אא
א
א
א
א
אא
.2
א א
א
א
א
.8
א
א
א
.21
א
א
א
א
.59
א
א
א
א
א
א
א
.71
א
2ـ ﺷﺮح ﻣﻔﺮدات اﻵﻳﺎت:
اﻟﻨﺺ اﻷول :ـ اﻟﺴﺮّاء واﻟﻀﺮاء :اﻟﻴﺴﺮ واﻟﻌﺴﺮ .ـ واﻟﻜﺎﻇﻤﻴﻦ اﻟﻐﻴﻆ :اﻟﺤﺎﺳﺒﻴﻦ
ﻏﻴﻈﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ.
اﻟﻨﺺ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ـ ﻟﻨﺒﻠﻮ ّﻧﻜﻢ :ﻟﻨﺨﺘﺒﺮ ّﻧﻜﻢ وﻧﺤﻦ أﻋﻠﻢ ﺑﺄﻣﻮرآﻢ.
اﻟﻨﺺ اﻟﺮاﺑﻊ :ـ وﻟﻴّﻲ ﺣﻤﻴﻢ :ﺻﺪﻳﻖ ﻗﺮﻳﺐ ﻳﻬﺘ ّﻢ ﻷﻣﺮك.
اﻟﻨﺺ اﻟﺨﺎﻣﺲ :ـ ﻳﺮّﻓﻮن اﻟﻜﻠﻢ :ﻳﻐﻴّﺮوﻧﻪ أو ﻳﺘﺄوّﻟﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ .ـ واﺳﻤﻊ ﻏﻴﺮ
ﻣﺴﻤﻊ :ﻗﺼﺪ ﺑﻪ اﻟﻴﻬﻮد اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ .ـ وراﻋﻨﺎ :ﻗﺼﺪوا ﺑﻪ ﺳﺒّﻪ
وﺗﻨﻘﻴﺼﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ .ـ ﻟﻴّﺎ ﺑﺄﻟﺴﻨﺘﻬﻢ اﻧﺤﺮاﻓﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺴﻮء ﻓﻲ اﻟﻘﻮل .ـ
وأﻗﻮم :أﻋﺪل وأﺻﻮب وأﺳ ﱠﺪ.
اﻟﻨﺺ اﻟﺜﺎﻣﻦ :ـ ﻟﺘﺴﻜﻨﻮا إﻟﻴﻬﺎ :ﻟﺘﻤﻴﻠﻮا إﻟﻴﻬﺎ وﺗﺄﻟﻔﻮهﺎ.
اﻟﻨﺺ اﻟﻌﺎﺷﺮ :ـ ﺷﻬﺪاء ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ :ﺷﺎهﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻌﺪل .ـ وﻻ ﻳﺠﺮﻣّﻨﻜﻢ :ﻻ ﻳﺤﻤﻠﻨّﻜﻢ ،أو
ﻻ ﻳﻜﺴﺒﻨّﻜﻢ .ـ ﺷﻨﺂن ﻗﻮم :ﺑُﻐﻀﻜﻢ ﻟﻬﻢ.
اﻟﻨﺺ اﻟﻌﺎدي ﻋﺸﺮ :ـ وأﻣﺮهﻢ ﺷﻮرى ﺑﻴﻨﻬﻢ :ﻳﺘﺸﺎورون وﻳﺘﺮاﺟﻌﻮن ﻓﻴﻪ.
اﻟﻨﺺ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ :ـ وأﺣﺴﻦ ﺗﺄوﻳﻼ :أﺟﻤﻞ ﻋﺎﻗﺒﺔ وأﺣﻤﺪ ﻣﺂﻻ.
3ـ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم:
إن اﻟﻘﺮﺁن آﺘﺎب اﷲ اﻟﺨﺎﻟﺪ ،ودﺳﺘﻮر اﻹﺳﻼم اﻟﺠﺎﻣﻊ ،وهﻮ ﻣﺼﺪرﻩ اﻷول،
ﻋﻘﻴﺪة ،وﺷﺮﻳﻌﺔ ،وأﺧﻼﻗﺎ وﺁداﺑﺎ .ﻓﺎﻟﻤﺘﺼﻔﺢ ﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ
اﻟﻜﺜﻴﺮ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ أﺳﺮار اﻟﺤﻖ ،وأﺻﻮل اﻟﻌﺪل ،وﻣﻨﺎهﺞ اﻟﺨﻴﺮ ،وﺿﻮاﺑﻂ اﻟﺴﻠﻮك،
وﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻘﻴﻢ:
اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻔﺮدﻳﺔ
ـ اﻟﺼﺪق ،ﻟﻘﺪ ﺧﺺ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﺼﺪق ﺑﺎﻟﻜﻼم ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻋﺪﻳﺪة ،ﻷن اﻟﺼﺪق هﻮ
ﻋَﻠ ْﻴ ِﻪ ( ..ﺳﻮرة اﻵﻳﺔ
ﷲ َ
ﻋﺎ َه ُﺪوا ا َ
ﺻ َﺪ ُﻗﻮا َﻣﺎ َ
ل َ
ﺟﺎ ٌ
آﻤﺎل اﻹﺧﻼص ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰِ ) :ر َ
اﻷﺣﺰاب اﻵﻳﺔ .23
وﻟﻠﺼﺪق ﻣﺮاﺗﺐ ﻋﺪﻳﺪة :ـ اﻟﺼﺪق ﻓﻲ اﻟﻘﻮل .ـ اﻟﺼﺪق ﻓﻲ اﻟﻨﻴﺔ .ـ اﻟﺼﺪق ﻓﻲ
اﻟﻌﺰم .ـ اﻟﺼﺪق ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ .اﻟﺼﺪق ﻓﻲ اﻟﺘﻮآﻞ.
ـ اﻟﺼﺒﺮ ،ﻣﻦ أﺑﺮز اﻷﺧﻼق اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ .وهﻮ أآﺜﺮ
ن َر ﱠﺑ ُﻬ ْﻢ
ﻋﻮ َ
ﻦ َﻳ ْﺪ ُ
ﻚ َﻣ َﻊ اﻟ ِﺬﻳ َ
ﺴَ
ﺻ ِﺒ ْﺮ َﻧ ْﻔ َ
ﺧُﻠﻖ ﺗﻜﺮر ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ،ﻗﺎل ﻋﺰ وﺟﻞَ ) :وا ْ
ﻋ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ( ..ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ اﻵﻳﺔ .28
ك َ
ﻋ ْﻴ َﻨﺎ َ
ﺟ َﻬ ُﻪ َوَﻟﺎ َﺗ ْﻌ ُﺪ َ
ن َو ْ
ﻲ ُﻳ ِﺮﻳ ُﺪو َ
ﺸﱢ
ِﺑﺎﻟ َﻐ َﺪا ِة َواﻟ َﻌ ِ
واﻟﺼﺒﺮ أﻧﻮاع :ـ اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﺔ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ .واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ .واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ
اﻻﺑﺘﻼء.
ن (..اﻟﻨﺤﻞ اﻵﻳﺔ .90
ﺣﺴَﺎ ِ
ﻹْ
ل وَا ِ
ﷲ َﻳ ْﺄ ُﻣ ُﺮ ﺑِﺎ ْﻟ َﻌ ْﺪ ِ
نا َ
ـ اﻹﺣﺴﺎن ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰِ ) :إ ﱠ
ﷲ ﻏَﻔُﻮ ٌر رَﺣِﻴ ٌﻢ (
نا َ
ﺼ َﻔﺤُﻮ ْا َو َﺗ ْﻐ ِﻔﺮُو ْا َﻓِﺈ ﱠ
ن َﺗ ْﻌﻔُﻮ ْا َو َﺗ ْ
ـ اﻟﻌﻔﻮ ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰَ ) :وِإ ْ
اﻟﺘﻐﺎﺑﻦ اﻵﻳﺔ 14
اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺳﺮﻳﺔ
ﺐ واﻟﻤﻮدّة واﻟﺘﺂﻟﻒ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاد
ﺐ واﻟﻤﻮدّة :دﻋﺎ اﻹﺳﻼم إﻟﻰ ﺳﻴﺎدة اﻟﺤ ّ
ـ اﻟﺤ ّ
اﻷﺳﺮة وأن ﻳﺠﺘﻨﺒﻮا ﻋﻦ آﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻜّﺮ ﺻ ْﻔ َﻮ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻌﻴﺶ ،وﺗﻘﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ
اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ أن ﺗﺤﻮّل اﻟﺒﻴﺖ إﻟﻰ روﺿﺔ أو ﺟﺤﻴﻢ ،ﻓﺈذا
ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻮاﺟﺒﻬﺎ ،وراﻋﺖ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻵداب آﺎﻧﺖ اﻟﻔﺬّة اﻟﻤﺆﻣﻨﺔ.
وإذا اﻟﺘﺰﻣﺖ اﻟﻤﺮأة ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ زوﺟﻬﺎ ،وأدّت ﺣﻘﻮﻗﻪ وواﺟﺒﺎﺗﻪ ﺷﺎﻋﺖ اﻟﻤﻮدّة
ﺐ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ وﺗﻜﻮّن رﺑﺎط ﻣﻦ اﻟﺤ ّ
اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ.
ـ اﻟﻤﻌﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف :وهﺬا ﺣﻖ ﻣﺸﺘﺮك ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ .ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﺁة أن
ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﻟﺰوﺟﻬﺎ اﻟﺴﻜﻦ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ واﻟﻌﺸﺮة اﻟﻄﻴﺒﺔ.
وﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ أﻳﻀﺎ أن ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ زوﺟﺘﻪ ،وﻳﻜﺮﻣﻬﺎ وﻳﺤﻤﻴﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻟﺒﺎس ﻟﻪ وهﻮ
ن َﺗ ْﻜ َﺮ ُهﻮا
ﺴﻰ َأ ْ
ﻦ َﻓ َﻌ َ
ن َآ ِﺮ ْه ُﺘ ُﻤﻮ ُه ﱠ
ف َﻓِﺈ ْ
ﻦ ِﺑﺎﻟ َﻤ ْﻌ ُﺮو ِ
ﺷ ُﺮو ُه ﱠ
ﻋﺎ ِ
ﻟﺒﺎس ﻟﻬﺎ .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰَ ) :و َ
ﺧ ْﻴ ًﺮا َآ ِﺜﻴ ًﺮا ( ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ .19
ﷲ ِﻓﻴ ِﻪ َ
ﻞا ُ
ﺠ َﻌ َ
ﺷ ْﻴ ًﺌﺎ َو َﻳ ْ
َ
اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺚ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺷﺆون اﻟﺤﻴﺎة ،وأن
ـ اﻟﺘﻌﺎون :وﺣ ّ
ﻋﻠَﻰ اﻟْﺒ ﱢﺮ
ﻳﻌﻴﺸﻮا ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻲ ﺟ ّﻮ ﻣﺘﺒﺎدل ﻣﻦ اﻟﻮ ّد واﻟﺘﻌﺎون .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰَ ) :و َﺗﻌَﺎ َوﻧُﻮ ْا َ
ﻹ ْﺛ ِﻢ وَا ْﻟ ُﻌ ْﺪوَانِ ( ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﻳﺔ .02
ﻻ َﺗﻌَﺎ َوﻧُﻮ ْا ﻋَﻠَﻰ ا ِ
وَاﻟ ﱠﺘ ْﻘﻮَى َو َ
ـ اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ :ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ دﻋﺎ إﻟﻰ ﺗﻜﺎﻓﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻓﺮاد
ﻹﻳﺠﺎد ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻗﻮي وﻣﺘﺤﺪ ﻟﺒﻘﺎء اﻷﻣﺔ ودوام دوﻟﺘﻬﺎ ،وﻧﺠﺎح رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ،وﻟﻜﻲ ﻳﻤﺘﺰج
اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﺤﻴﺎ ﻓﻴﻪ ﻻ ﺑﺪ أن ﺑﺪاﺋﺮﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ .وﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ
إﻟﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁن هﻮ ﻋﻼﻗﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺄﺳﺮﺗﻪ ،وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻤﺠﺘﻤﻌﻪ.
ـ ﻋﻼﻗﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻨﻔﺴﻪ :أن ﻳﻔﻬﻢ ﺟﻮهﺮ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻮﺿﻮح ،وأن ﻳﻌﺮف
أهﺪاﻓﻪ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ واﻟﺒﻌﻴﺪة ،وﻳﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ.
ـ ﻋﻼﻗﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺄﺳﺮﺗﻪ :ﻳﺘﻌﻴّﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﻃﺮاف اﻷﺳﺮة ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤﻘﻮق
ي ﺧﻠﻞ .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :وَﺑِﺎ ْﻟﻮَاﻟِﺪَ ْﻳﻦِ
واﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻷﺳﺮﻳﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﻋﺎﺗﻬﺎ ﺗﻔﺎدﻳًﺎ ﻷ ّ
ﺣﺴَﺎﻧًﺎ ( ..ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ .36
ِإ ْ
ـ ﻋﻼﻗﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻤﺠﺘﻤﻌﻪ :ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﻌﺮف ﺣﻘﻮق ﻏﻴﺮﻩ ،وأن ﻳﺤﺮص
ن
ﻋﻠﻰ أداﺋﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺰداد اﻟﺮﺑﺎط وﻳﻘﻮى ﺑﻴﻦ أﻓﺮاد اﻷﻣﺔ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :وَا ْﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣﻨُﻮ َ
ﻦ ا ْﻟﻤُﻨ َﻜ ِﺮ ( ﺳﻮرة
ﻋِ
ن َ
ف َو َﻳ ْﻨ َﻬ ْﻮ َ
ن ﺑِﺎ ْﻟ َﻤ ْﻌﺮُو ِ
ﺾ َﻳ ْﺄ ُﻣﺮُو َ
ﻀ ُﻬ ْﻢ َأ ْوِﻟﻴَﺎء َﺑ ْﻌ ٍ
ت َﺑ ْﻌ ُ
وَا ْﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣﻨَﺎ ُ
اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻵﻳﺔ .71
اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ـ اﻟﻌﺪل :أﺳﺎس ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم وﻏﺎﻳﺘﻪ اﻟﻤﺮﺟﻮة ﺳﻮاء ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أو
ﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮ ْا
ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﻤﻠﻞ اﻷﺧﺮى ) اﻟﻌﺪل ( ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :ﻳَﺎ َأ ﱡﻳﻬَﺎ اﱠﻟﺬِﻳ َ
ﻋ ِﺪﻟُﻮ ْا ُه َﻮ
ﻻ َﺗ ْﻌ ِﺪﻟُﻮ ْا ا ْ
ﻋﻠَﻰ َأ ﱠ
ن َﻗ ْﻮ ٍم َ
ﺷﻨَﺂ ُ
ﺠ ِﺮ َﻣ ﱠﻨ ُﻜ ْﻢ َ
ﻻ َﻳ ْ
ﻂ َو َ
ﺴِ
ﺷ َﻬﺪَاء ﺑِﺎ ْﻟ ِﻘ ْ
ﻦ ِﻟّﻠ ِﻪ ُ
آُﻮﻧُﻮ ْا َﻗﻮﱠاﻣِﻴ َ
ﺧﺒِﻴ ٌﺮ ﺑِﻤَﺎ ﺗَ ْﻌﻤَﻠُﻮنَ ( ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﻳﺔ .8
ن اﻟﻠّ َﻪ َ
ب ﻟِﻠ ﱠﺘ ْﻘﻮَى وَا ﱠﺗﻘُﻮ ْا اﻟّﻠ َﻪ ِإ ﱠ
َأ ْﻗ َﺮ ُ
ـ اﻟﺸﻮرى :واﻟﺸﻮرى ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮم اﻹﺳﻼم ﺗﺸﻤﻞ آﻞ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻏﻴﺮهﺎ .واﻟﺸﻮرى ﺗﻜﻮن ﻓﻘﻂ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺮد ﻓﻴﻪ
ﻧﺺ واﺿﺢ اﻟﺪﻻﻟﺔ وﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﺟﺘﻬﺎد ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰَ ) :و َ
ﻷ ْﻣ ِﺮ ( ﺳﻮرة
ﺷﺎ ِو ْر ُه ْﻢ ِﻓﻲ ا َ
ﺁل ﻋﻤﺮان اﻵﻳﺔ .159
ـ اﻟﻄﺎﻋﺔ :وﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻃﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎآﻢ وﻋﺪم اﻟﺨﺮوج ﻋﻦ أﻣﺮﻩ ،هﺬا إذا اﻧﺘﺨﺒﻪ
أآﺜﺮﻳﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .واﻟﻄﺎﻋﺔ واﺟﺒﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺼﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :ﻳَﺎ أَ ﱡﻳﻬَﺎ
ﻷ ْﻣ ِﺮ ﻣِﻨ ُﻜ ْﻢ ( ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ
ل َوُأ ْوﻟِﻲ ا َ
ﻦ ﺁ َﻣﻨُﻮ ْا َأﻃِﻴﻌُﻮ ْا اﻟّﻠ َﻪ َوَأﻃِﻴﻌُﻮ ْا اﻟ ﱠﺮﺳُﻮ َ
اﱠﻟﺬِﻳ َ
.58
ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
1ـ ﻨﺹ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ:
א
א
،
):
א
א
א
א
א
:
א
א
א
א
א
א
؟
:
א
(.
א
؟
א
א
א
א
،
א
א
א
،
؟
א א
.
2ـ ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ:
ﻫﻲ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﻨﺕ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼـﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ ،ﻫﻲ ﺃﻡ ﺭﻭﻤﺎﻥ ﺒﻨﺕ ﻋﺎﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﻭﻴﻤﺭ ،ﻫـﺎﺠﺭ
ﺃﺒﻭﻫﺎ ﻭﺘﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺨﺩﻴﺠﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺫﻟـﻙ ﻗﺒـل
ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺒﺒﻀﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﺸﻬﺭﺍ .ﻭﻤﺴﻨﺩ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﻴﺒﻠﻎ 2210ﺤﺩﻴﺜﺎ ،ﺍﺘﻔﻕ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻤـﺴﻠﻡ
ﻋﻠﻰ 174ﺤﺩﻴﺜﺎ ،ﻭﺍﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺒـ ،54ﻭﻤﺴﻠﻡ ﺒـ .69ﻭﻟﻡ ﻴﺘﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼـﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺒﻜﺭﺍ ﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻡ ﻓﻲ ﺃﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻗـﺒﺽ ﺍﻟﻨﺒـﻲ
ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭﻫﻲ ﺒﻨﺕ 18ﺴﻨﺔ .ﻭﺘﻭﻓﻴﺕ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺴﻨﺔ 57ﻫـ.
3ـ ﺸﺭﺡ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ:
ﺃﻫﻤﻬﻡ :ﺃﻱ ﺠﻠﺏ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻬ ﻡ.
ﺍﻟﻤﺨﺯﻭﻤﻴﺔ :ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﺕ ﻤﺨﺯﻭﻡ ﻭﻫﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻗﺒﺎﺌل ﻗﺭﻴﺵ.
ﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ :ﺃﻱ ﺤﺒﻴﺒﻪ ﺍﻟﻤﻘ ﺭﺏ ﺇﻟﻴﻪ.
ﺤ
ﺃﺘﺸﻔﻊ :ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺭﺠﺎﺀ ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ.
ﺃﻴﻡ ﺍﷲ :ﻗﺴﻡ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ،ﻭﺃﺼﻠﻬﺎ ﺃﻴﻤﻥ ﺍﷲ ،ﻭﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻗﺴﻡ ﺒﺎﷲ.
ﺃﺴﺎﻤﺔ :ﻫﻭ ﺍﺒﻥ ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺤﺎﺭﺜﺔ ﻤﻭﻟﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺴـﻨﺔ 54
ﻫـ.
4ـ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ:
ﻴﻀﺭﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻓـﻲ ﺘﻁﺒﻴـﻕ ﻤﺒـﺩﺃ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟـﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺩﻭﻥ ﺘﻔﺭﻴﻕ ﻭﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﻗﻭﻱ ﻭﻀﻌﻴﻑ ﻭﺸـﺭﻴﻑ ﻭﻭﻀـﻴﻊ
ﻓﺎﻟﻜلّ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﻻ ﻴﺭﺍﻋﻰ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻟﻐﻨﺎﻩ ﻭﻻ ﻴﺤﺎﺒﻰ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﻟﻤﻨﺯﻟﺘﻪ ،ﻓﺎﻟﻨـﺎﺱ
ﻓﻲ ﻤﻴﺯﺍﻥ ﺍﻟ ِﺩﻴﻥ ﺴﻭﺍﺴﻴﺔ .ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴـﺔ
ﻓﻴﺩﻜﹼﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﻭﻴﻘﺘﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﺫﻭﺭﻫﺎ .ﻓﻬﺎﻫﻲ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻤﻥ ﺃﺸﺭﺍﻑ ﻗﺭﻴﺵ ﺘﺴﺭﻕ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺩ
ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭﻴﺨﺸﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻭﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﺒﻠﻎ ﺃﻤﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻴﻘﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤ ﺩ ،ﻓﺒﺤﺜﻭﺍ ﻟﻬﻡ ﻋﻥ ﺸﻔﻴﻊ ﻓﻠﻡ ﻴﺠﺩﻭﺍ ﺇﻻ ﺃﺴﺎﻤﺔ ﺒﻥ ﺯﻴﺩ ،ﻓﻴـﺄﺘﻲ
ﺃﺴﺎﻤﺔ ﻟﻴﻜﻠﻡ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻭﻫﻭ ﻭﺍﺜﻕ ﻤﻥ ﻗﺒﻭل ﺸﻔﺎﻋﺘﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻭﺴﻠﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﻐﻀﺏ ﻭﻴﻅﻬﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻪ ﻓﻴﻘﻭل ﻷﺴﺎﻤﺔ ) :ﺃﺘﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺤﺩ ﻤﻥ ﺤـﺩﻭﺩ
ﺍﷲ ؟ ( ﻴﻘﻭل ﺫﻟﻙ ﻤﻨﻜﺭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺜﻡ ﻴﻘﻑ ﺨﻁﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺒ ﻴﻥ ﻟﻬﻡ ﺃﻥ ﻫﻼﻙ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟـﺴﺎﺒﻘﺔ
ﺃ ﹼﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﻋﺩﻡ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﷲ.
ﻟﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﺤﻁﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﻨﻅﺎﻡ ﻋـﺎﺩل،
ﷲ َﺃ ﹾﺘ ﹶﻘﺎ ﹸﻜ ْﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺭﺍﺕ ﺍﻵﻴﺔ .13
ﻋ ﹾﻨ َﺩ ﺍ ِ
ﻥ َﺃ ﹾﻜ َﺭ َﻤ ﹸﻜ ْﻡ ِ
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰِ ) :ﺇ
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﻐﻀﺏ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭﻴﻘﻭل ﻜﻠﻤﺘﻪ ) :ﻭﺍﷲ ﻟﻭ ﺃﻥ
ﻓﺎﻁﻤﺔ ﺒﻨﺕ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺭﻗﺕ ﻟﻘﻁﻌﺕ ﻴﺩﻫﺎ (.
5ـ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ:
ـ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﻻ ﻴﺭﻀﻰ ﺒﺄﻱ ﻤﺒﺩﺃ ﺠﺎﺌﺭ ﻜﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ،ﻓﻬﻭ ﻤﺒﺩﺃ
ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ،ﻓﻬﺫﺍ ﺸﺭﻴﻑ ﻴﻌﻅﹼﻡ ﻭﻴﻜﺭﻡ ﻟﺸﺭﻓﻪ ﻭﺠﺎﻫﻪ ﻭﺫﻟـﻙ
ﻀﻌﻴﻑ ﻻ ﺤﻭل ﻟﻪ ﻭﻻ ﻗﻭﺓ ﻴﺯﺩﺭﺃ ﻭﻴﻬﺎﻥ ﻟﻀﻌﻔﻪ ﻭﻗﻠﺔ ﺸﺄﻨﻪ.
ـ ﺤﺎﺸﺎ ﻟﻔﺎﻁﻤﺔ ﺍﻟﺯﻫﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﺕ ﻓﻲ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﺃﻥ ﺘﺴﺭﻕ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻤﺜـل ﻴـﻀﺭﺒﻪ
ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﺒﻘﻰ ﺨﺎﻟﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻤ ﺭ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺒﺄﻥ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻨﻤـﺎ
ﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ.
ـ ﺸﺭﻉ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺼﻴﺎﻨﺔ ﻟﻠﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻷﻋﺭﺍﺽ ﻭﺤ ﺭﻡ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻨﻬـﺎ
ﺃﻭ ﺘﺒﺩﻴﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﻗﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ) :ﺃﺩﺭﺅﻭﺍ
ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺒﺎﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.
6ـ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
1ـ ﻋﺭﻑ ﺒﺭﺍﻭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ.
2ـ ﺍﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ـ ﺍﻟﻤﺨﺯﻭﻤﻴﺔ ـ ﺃﻴﻡ ﺍﷲ ـ ﺴﺭﻗﺕ.
3ـ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺸﺭﻉ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺤﺭﻡ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ ؟
ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ
1ـ ﻨﺹ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ:
א
א
א
)
א
א
א
א
:
א
(.
א א
.
2ـ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﺭﺍﻭﻱ:
ﻫﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻡ ﺒﻥ ﺨﻭﻴﻠﺩ ،ﺍﺒﻥ ﻋﻤﺔ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) ﺼﻔﻴﺔ ﺒﻨﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ( ،ﺃﺴﻠﻡ ﻭﻫﻭ ﻴﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺭ 16ﺴﻨﺔ ،ﻭﻫـﻭ
ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻌﺸﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺸﺭﻴﻥ ﺒﺎﻟﺠﻨﺔ ،ﺭﻭﻯ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ﺃﺤﺎﺩﻴـﺙ
ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺴﻨﺔ 63ﻫـ.
3ـ ﺸﺭﺡ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ:
ـ ﺤﺯﻤﺔ :ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻁﺏ.
ـ ﻴﺴﺘﻐﻨﻲ :ﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ـ ﻤﻨﻌﻭﻩ :ﺭﺩﻭﻩ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﻁﻭﻩ.
4ـ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ:
ﻨﻭﻀﺢ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﻱ ﻤﺠـﺎل ،ﻋـﻥ ﻁﺭﻴـﻕ
ﻱ ﻨﺸﺎﻁ ،ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻓـﻲ ﺃ
ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻤل :ﻫﻭ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺃ
ﻱ ﺤﺭﻓﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻟﻴﺩﻭﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻤـﺎ ﺩﺍﻡ
ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ،ﻭﺃ
ل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.
ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﻤﺎ ﺃﺤ ّ
ﺩﻋﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل :ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻤﺘﻤﻴﺯ،
ﻱ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺁﺨﺭ .ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﻻ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻀﺎﻫﻴﻪ ﺃﻭ ﻴﻘﺎﺭﺒﻪ ﺃ
ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻤَـﺎ ِﺀ
ﻥ ﻋَ ْﺭﺸﹸ ُﻪ َ
ﺴ ﱠﺘ ِﺔ َﺃﻴﱠﺎ ٍﻡ َﻭﻜﹶﺎ َ
ﻷ ْﺭﺽَ ﻓِﻲ ِ
ﺕ ﻭَﺍ َ
ﺴﻤَﺎﻭَﺍ ِ
ﻕ ﺍﻟ ﱠ
ﺨﹶﻠ ﹶ
ـ ) َﻭ ُﻫ َﻭ ﺍ ﹾﻟﺫِﻱ ﹶ
ﻼ ( ﻫﻭﺩ ﺍﻵﻴﺔ .7
ﻋ َﻤ ﹰ
ﻥ َ
ﺴُ
ﺤَ
ﻟِﻴَ ْﺒﹸﻠﻭَﻜﹸﻡ ﺃَ ﱡﻴﻜﹸﻡ َﺃ ْ
ﻥ ( ﺍﻷﺤﻘـﺎﻑ
ﻅﹶﻠﻤُـﻭ َ
ﻋﻤَﺎﻟﹶﻬُﻡ َﻭ ُﻫ ْﻡ ﻟﹶﺎ ُﻴ ﹾ
ﻋ ِﻤﻠﹸﻭ ﹾﺍ ﻭَﻟِﻨﹸﻭَﻓﱢﻴَﻬُﻡ ﺃَ ْ
ﺕ ﻤِﻤﱠﺎ َ
ـ ) ﻭَﻟﹶ ﹸﻜلﱟ ﺩَﺭَﺠَﺎ ﹲ
ﺍﻵﻴﺔ .19
ﻑ ُﻴﺭَﻯ ﹸﺜﻡﱠ ُﻴﺠْـﺯَﺍ ُﻩ ﺍﻟﺠَـﺯَﺍ َﺀ
ﺴ ْﻌ َﻴ ُﻪ ﺴَ ْﻭ ﹶ
ﻥ َ
ﺴﻌَﻰ َﻭَﺃ ﱠ
ﻥ ﺇِﻟﱠﺎ ﻤَﺎ َ
ﺴﺎ ِ
ﻺ ﹾﻨ َ
ﻥ ﹶﻟ ْﻴﺱَ ِﻟ ِ
ـ ) َﻭَﺃ ْ
ﻷ ْﻭﻓﹶﻰ ( ﺍﻟﻨﺠﻡ ﺍﻵﻴﺔ .41/40/39
ﺍَ
ﷲ ﻋَﻤَﹶﻠ ﹸﻜ ْﻡ ﻭَﺭَﺴُﻭﻟﹸ ُﻪ ﻭَﺍﻟ ُﻤ ْﺅﻤِﻨﹸﻭﻥَ ( ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﺍﻵﻴﺔ .105
ﻋ َﻤﻠﹸﻭ ﹾﺍ ﻓﹶﺴَﻴَﺭَﻯ ﺍ ُ
ل ِﺍ ْ
ـ ) َﻭ ﹸﻗ ْ
ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ:
ﻥ ﻨﺒﻲ ﺍﷲ ﺩﺍﻭﺩ
ـ ) ﻤﺎ ﺃﻜل ﺃﺤﺩ ﻁﻌﺎﻤﺎﹰ ﻗﻁ ﺨﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺄﻜل ﻤﻥ ﻋﻤل ﻴﺩﻩ ،ﻭﺇ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﺄﻜل ﻤﻥ ﻋﻤل ﻴﺩﻩ ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.
ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ :ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻌﻭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﺸﺘﻐﺎل.
ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ُﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻭﺍﻟﺤﺎﻀـﺭ،
ﻭﻻ ﻴﻜﺎﺩ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤ ﺭ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﻴﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ
ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺒﺸﻜل ﺃﻭ ﺁﺨﺭ.
ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻠﺒﻁﺎﻟﺔ :ﺤﺭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ،ﻭﻤﻘﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻤـﻥ
ﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ) ﻭﻫﻭ
ﻥ ﺃﺸ ﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺫﺍﺒﹰﺎ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﻔ
ﻏﻴﺭ ﺴﺒﺏ ،ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺜﺭ ﺃ
ﺏ ﺍﻟﻌﺒـﺩ
ﻥ ﺍﷲ ﻴﺤـ
ﻤﻥ ﻴﻜﻔﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ( ،ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺜـﺭ ) ﺇ
ﻥ ﺍﻟﺘﺒﻁﹼل ﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘـﺭ
ﺍﻟﻤﺤﺘﺭﻑ ﻭﻴﻜﺭﻩ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺍﻟﺒﻁﺎل ( ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻤﺔ ﻷ
ﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺤﺭﻜﺔ ﻭﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﺴُﻜﻭﻥ ﻭﻤﻭﺕ.
ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﻔﺭﹰﺍ .ﻭﻷ
ل ﻭﻤﻬﺎﻨﺔ ،ﻓﺎﻹﺴـﻼﻡ
ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺴﻭل :ﻨﻬﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺴﻭل ﻭﻗﺒﺤﺔ ﻷﻨﻪ ﺫ ّ
ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺤﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭﺍﻟﻌﻭﺯ ،ﻜﻤـﺎ ﻻ
ﻴﺤل ﻟﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺴﺄل ﻤﺎ ﻓﻲ ﻴﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺒل ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴـﻪ ﺃﻥ ﻴﺒـﺫل
ﺠﻬﺩﻩ ﻭﻴﺤﻔﻅ ﻤﺎﺀ ﻭﺠﻬﻪ ،ﻗﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ) :ﻻ ﺘﺤل ﺼﺩﻗﺔ ﻟﻐﻨﻲ ﻭﻻ ﻟﺫﻱ
ﻤﺭﺓ ﺴﻭﻱ (.
5ـ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ:
ـ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ) :ﻷﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺤﺒﻠﻪ ﻓﻴﺄﺘﻲ ﺒﺤُﺯﻤﺔ ﺤﻁﺏ ﻓﻴﺒﻴﻌﻬـﺎ
ﻁﻭْﻩ ﺃﻭ ﻤﻨﻌﻭﻩ ( ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻑ ﺍﷲ ﺒﻬﺎ ﻭﺠﻬﻪ ﺨﻴﺭ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻋ ﹶ
ﻓﻴﻜ ﹼ
ل ﻋﻤل ﺼﺎﻟﺢ ﺘﺯﻜﻭ ﺒﻪ ﺍﻟﻨﻔﺱ،
ـ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻴﺩﻩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻭ ﻜ ّ
ﻭﺘﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻷﺨﻼﻕ ،ﻭﺘﻘﻭﻯ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺘﻨﺘﻅﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﺘـﺼﺎﻥ ﺒـﻪ
ل ﻋﻤل ﻴﻨﻤﻲ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ،ﻭﻴﺯﻴﺩ ﺍﻟﺜـﺭﻭﺓ ،ﻓﺘﻜـﻭﻥ ﻟﻸﻤـﺔ
ﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .ﻭﻫﻭ ﻜ ّ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺩ.
ـ ﻟﻘﺩ ﺤﺎﺭﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﺸﺘﹼﻰ ﻤﻨﻬﺎ:
* ﺘﻭﻓﻴﺭ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﺸﻐل ،ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.
* ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ.
ﻥ ﺍﷲ
* ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭﺒﺔ ،ﻗﺎل ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ) :ﺇ
ل ﻴﻘﻭل :ﺃﻨﺎ ﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻜﻴﻥ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺨﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺨﺎﻨﻪ ﺨﺭﺠـﺕ
ﻋ ﺯ ﻭﺠ ّ
ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ( ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ
* ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﺽ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻗﺎل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼـﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﻤﺎ ﻤﻥ ﻋﺒﺩ ﻴُﻘﺭﺽ ﻤﺴﻠﻤﹰﺎ ﻗﺭﻀﹰﺎ ﻤﺭﺘﻴﻥ ﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻜﺼﺩﻗﺔ ﻤـﺭﺓ (
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ.
* ﺤﺙ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﻨﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺭ ،ﻭﺠﻌل ﺍﻟﻤُﻌﻴﻥ ﺨﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻨﻴل
ﺍﻷﺠﺭ ﻭﺍﻟﺜﻭﺍﺏ ،ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﺍﻟﻴﺩ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺨﻴﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻴـﺩ
ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ( ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ.
* ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﺠﻌﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺘﺤﻘﹼﻕ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻤﺎل ﻭﺍﻟﻌﻤل،
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺞ ﺩﺍﻓﻌﹰﺎ ﻟﻠﻌﻤل ﻭﺍﻟﻜﺴﺏ.
6ـ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
1ـ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺜﻤﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ؟
2ـ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺒﻁﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻭﻡ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ؟
3ـ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺴﻭل ﻭﺃﻀﺭﺍﺭﻩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻭﻗﻑ
1ـ ﻨﺹ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ
א
א
א
א
(.
א
):א
،
א
.
2ـ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﺭﺍﻭﻱ:
ﻫﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺼﺨﺭ ﺍﻟﺩﻭﺴﻲ ،ﻜﻨـﺎﻩ ﺍﻟﺭﺴـﻭل ﺒـﺄﺒﻲ
ﻫﺭﻴﺭﺓ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺤﻔﻅﻭﺍ ﻟﻸ ﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻌﻅـﻴﻡ
ﻭﻗﺩ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺴﻠﻡ ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻼﺯﻤﻪ ﻤﻼﺯﻤﺔ ﺘﺎ ﻤﺔ ﺤﺘﻰ ﺸﻬﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﺎﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﺒﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻔﻅ ﻓﻠﻡ ﻴﺴﻤﻊ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ﺇﻻ
ﺤﻔﻅﻪ.
ﺃﺴﻠﻡ ﺴﻨﺔ 7ﻫـ ﻋﺎﻡ ﺨﻴﺒﺭ ﺭﻭﻯ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺴـﻠﻡ 5374
ﺤﺩﻴﺜﺎ ،ﺍﺘﻔﻕ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻤﺴﻠﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ 300ﻭﺍﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺒـ ،73ﻭﻟﹼﺎﻩ ﻋﻤـﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻥ ﺜﻡ ﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﺭﺓ ﻓﻤﻜﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 57ﻫـ .ﻭﺩﻓﻥ ﺒﺎﻟﺒﻘﻴﻊ
ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﻀﺎﻩ.
3ـ ﺸﺭﺡ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ:
ـ ﺍﻨﻘﻁﻊ :ﺘﻭ ﹼﻗﻑ.
ـ ﺠﺎﺭﻴﺔ :ﻤﺘﻭﺍﺼﻠﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﻨﻘﻁﻌﺔ.
4ـ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ:
ﻟﻜل ﺤﺴﻨﺔ ﺃﺠﺭﻫﺎ ﻭﺜﻭﺍﺒﻬﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﺍﻹﺨﻼﺹ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﺒﻬﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻘـﺩﺍﺭ
ﺍﻷﺠﺭ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺠﻬﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﹶﺘﻌﺩﺩ ﺍﻷﺠﺭ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻌـﺩﺩ
ﺒﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺴـﻠﻡ
ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻋﻤﺎل ﻴﺅﺘﻰ ﺼﺎﺤﺒﻬﻡ ﺃﺠﺭﻫﻡ ﺤﻴﺎ ﻭﻤﻴﺘﺎ ﻭﻻ ﻴﻨﻘﻁﻊ ﺒﻭﻓﺎﺘﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺒﻬﺎ ﺩﺍﺌـﻡ
ﻭﻤﺘﻭﺍﺼل.
ﺴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺩﻗﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻭﻗﻑ ﻭﻫﻭ ﺤﺒﺱ ﺍﻟﻤـﺎل
ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺼﺩﻗﺔ ﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﻓ
ﻭﺼﺭﻑ ﻤﻨﺎﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﻗﺩ ﺸﺭﻉ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻭﻗﻑ ﻭﺠﻌﻠﻪ ﻗﺭﺒﺔ ﻴﺘﻘﺭﺏ
ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺇﻟﻰ ﺭ ﺒﻪ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺭ ﺒﺎﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺠﻴﻥ ،ﻗﺎل ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﺇﻥ ﻤﻤﺎ ﻴﻠﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺤﺴﻨﺎﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﻤﻭﺘﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﻨﺸﺭﻩ ﺃﻭ
ﻭﻟﺩ ﺘﺭﻜﻪ ﺃﻭ ﻤﺼﺤﻔﺎ ﻭﺭﺜﻪ ﺃﻭ ﻤﺴﺠﺩﺍ ﺒﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﺒﻴﺘﺎ ﻻﺒﻥ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺒﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﻨﻬﺭﺍ ﺃﺠﺭﺍﻩ ﺃﻭ
ﺼﺩﻗﺔ ﺃﺨﺭﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺼﺤﺘﻪ ﻭﺤﻴﺎﺘﻪ ﺘﻠﺤﻘﻪ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻤﻭﺘﻪ ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ.
ﺜﺎﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻡ ﻴﻨﺘﻔﻊ ﺒﻪ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻴﺩﻋﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻻﺴﺘﺨﺭﺍﺝ
ﻜﻨﻭﺯ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺤﺘﻰ ﻴﻨﺘﻔﻊ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﺼﻠﺢ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ،ﻭﺘﻜـﻭﻥ ﻟﻬـﻡ ﺍﻟﻘـﻭﺓ
ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﺭﻏﺩﺓ.
ﺜﺎﻟﺜﻬﺎ ﻭﻟﺩ ﺼﺎﻟﺢ ﻴﺩﻋﻭ ﻟﻪ ،ﻭﺼﻼﺡ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺩﻟﻴل ﺒﺫل ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻤـﻥ ﻁـﺭﻑ
ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ،ﻭﺜﻤﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴـﺔ ﺍﻟـﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻠﻠﻭﺍﻟـﺩﻴﻥ
ﺍﻷﺠﺭ ﺍﻟﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻨﻘﻁﻊ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺼﺎﻟﺤﺎ ﻴﺩﻋﻭ ﻟﻬﻤﺎ ﺒﺎﻟﺨﻴﺭ.
5ـ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ:
ـ ﻤﻥ ﺃﻓﻀل ﻨﻌﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺩﻩ ﺴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺯﻕ ﻭﺒﺴﻁﺔ ﺍﻟﻤﺎل ،ﻭﺨﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎل ﻤﺎ ﺒﺫل
ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ﻭﻗﻔﺎ ﷲ ،ﻓﻴﻨﺘﻔﻊ ﺒﻪ ﻋﺎﺠﻼ ﻭﺁﺠﻼ.
ـ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﹼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻹﺒﻘﺎﺀ ﺠﻭﻫﺭﻩ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﺤﺩ
ﺭﺠﻠﻴﻥ ﺇﻤﺎ ﻤﺘﻌﻠﹼﻡ ﻴﻁﻠﺏ ﺍﻟﺭﺸﺩ ﻭﺇﻤﺎ ﻋﺎﻟﻡ ﻴﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ .ﻓﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﺘﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻨﻬﺎ
ﺍﻷﺠﻴﺎل ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓ ﻭﺍﻟﻼﺤﻘﺔ.
ـ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﻓﻠﻴﺼﻠﺢ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﺨﹸﻠﻘﻪ ﺜﻡ ﻴﺼﻠﺢ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ
ﺤ ﱠﺘﻰ ﻴ ﹶﻐ ﱢﻴ ﺭﻭﺍ َﻤﺎ
ﷲ ﹶﻟﺎ ﻴ ﹶﻐ ﱢﻴ ﺭ َﻤﺎ ِﺒ ﹶﻘ ْﻭ ٍﻡ َ
ﻥﺍ َ
ﻴﻜﻭﻥ ﺼﻼﺡ ﺍﻷ ﻤﺔ ﺠﻤﻴﻌﺎ ،ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰِ ) :ﺇ ﱠ
ﺴ ِﻬﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺭﻋﺩ ﺍﻵﻴﺔ .11
ِﺒَﺄ ﹾﻨ ﹸﻔ ِ
6ـ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
1ـ ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻭﻗﻑ ،ﻭﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻀﻠﻪ ؟
2ـ ﺃﻋﻁ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺩﻗﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ.
3ـ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺼﻭل ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻭﻟﺩ ؟
ﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻓﻲ ﺼﻠﺔ ﺍﻵﺒﺎﺀ ﺒﺎﻷﺒﻨﺎﺀ
1ـ ﻨﺹ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ:
:
א
)
א
א
א
א
א
א؟
א
א
:
א
א
:
א
.
:
אא
2ـ ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺭﺍﻭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ:
א
א
.
א א
(.
.
ﻫﻭ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺒﺸﻴﺭ ﺒﻥ ﺴﻌﺩ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ ﺍﻟﺨﺯﺭﺠﻲ ﺍﻟﻤﻜﻨﻲ ﺒﺄﺒﻲ ﻋﺒـﺩ ﺍﷲ ﻭﻫـﻭ ﺃﻭل
ﻤﻭﻟﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭ ﻭﻟﺩ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺒﺄﺭﺒﻌﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻭﻷﺒﻴﻪ ﺼﺤﺒﺔ ﺒﺎﻟﻨﺒﻲ ﺼـﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ .ﺘﻭﻟﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻡ ،ﺜﻡ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻭﻓﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ
ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﻴﺭ .ﺭﻭﻯ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ 114ﺤﺩﻴﺜﺎ ،ﺍﺘﻔﻕ ﺍﻟﺒﺨـﺎﺭﻱ
ﻭﻤﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ 5ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﺍﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺒﺤﺩﻴﺙ ﻭﻤﺴﻠﻡ ﺒـ .4ﻗﺘل ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ﺒﺎﻟﺸﺎﻡ ﺴﻨﺔ 64
ﻫـ ،ﻭﺩﻓﻥ ﻫﻨﺎﻙ.
3ـ ﺸﺭﺡ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ:
ـ ﻋﻁﻴﺔ :ﻫﺒﺔ ﺃﻭ ﻫﺩﻴﺔ.
ـ ﺘﺸﻬﺩ :ﺘﻌﻠﻡ ﻭﺘﺨﺒﺭ.
ـ ﺴﺎﺌﺭ :ﺒﺎﻗﻲ.
4ـ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ:
ﺸﺭﻉ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻬﺩﻴﺔ ﻭﺭﻏﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺤﺙ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ) ﺘﻬـﺎﺩﻭﺍ
ﺘﺤﺎﺒﻭﺍ ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﻬﺩﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺤﻴﺙ ﺘﺄﻟﻑ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ،ﻭﺘﻭ ﹼﺜﻕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻭﻗﺩ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺇﻟـﻰ
ﻗﺒﻭﻟﻬﺎ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺸﻴﺌﺎ ﺒﺴﻴﻁﺎ ﻓﻘﺎل ) :ﻟﻭ ﺩﻋﻴﺕ ﺇﻟﻰ ﺫﺭﺍﻉ ﻷﺠﺒﺕ ﻭﻟﻭ ﺃﻫﺩﻱ ﺇﻟـﻰ ﺫﺭﺍﻉ ﺃﻭ
ﻜﺭﺍﻉ ﻟﻘﺒﻠﺕ ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.
ﻭﺘﺠﻭﺯ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺩﻴﺔ ﺒل ﻴﺴﺘﺤﺏ ،ﻓﻘﺩ ﺭﻭﺕ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒـﻲ
ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﻬﺩﻴﺔ ﻭﻴﺜﻴﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.
ﻭﺍﻟﻬﺩﻴﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﺒﺎﺭﺍ ﻭﺼﻐﺎﺭﺍ ،ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﻓﻘﺭﺍﺀ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺃﻓﻀل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ
ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻻﺩﻫﻤﺎ ﻭﻫﻨﺎ ﻴﺠﺏ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻌﺩل ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ.
ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻨﻬﻰ ﻋﻥ ﺘﺨﺼﻴﺹ ﺍﻷﺏ ﺒﻌﺽ ﺃﺒﻨﺎﺌـﻪ ﺒـﺸﻲﺀ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻌﻁﺎﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻭﺃﻤﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﻭﺇﻥ ﻓﻌل ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺒﻴﻥ ﻤﺤﺭﻡ ﻭﻤﻜﺭﻩ،
ﻭﻟﻡ ﻴﻘل ﺃﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ ﺒﺈﺒﺎﺤﺔ ﺫﻟﻙ ،ﻭﺤﻜﻤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻀﺢ ﻓﺈﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﻤـﺩ
ﺍﻟﻭﺍﻟﺩ ﻓﻲ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺎ ﻴﻤﻨﺤﻪ ﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﻤﺎﻟﻪ ﻓـﺈﻥ ﺃﻫﻤـل
ﺍﻟﻌﺩل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﻌﻘﹼﺩ ﻤﻥ ﻨﻔﻭﺱ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ،ﻭﻴﺸﻴﻊ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺤﻘﺩ ﻭﺍﻟﺴﺨﻁ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﺭﻴﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻷﺴﺭﺓ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ
ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺤﺫﺭ ﻤﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻌﺼﻑ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺒﻜل ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻡ ﻭﺍﻟﻭﺩﺍﺩ .ﺜﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ
ﻟﻴﺱ ﺇﻻ ﻤﺭﺁﺓ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺘﻨﻌﻜﺱ ﻋﻠﻰ ﺼﻔﺤﺘﻬﺎ ﻜل ﻤﺎ ﻗﺩ ﺘﺘﻠﺒﺱ ﺒﻪ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل.
5ـ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ:
1ـ ﻻ ﻴﺤل ﻟﻠﻭﺍﻟﺩ ﺃﻥ ﻴﻔﻀل ﺒﻌﺽ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻁﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ ﻤـﻥ
ﺯﺭﻉ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﻭﺍﻷﺤﻘﺎﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﺴﻭﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﺃﻭﻻﺩﻜﻡ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻌﻁﻴﺔ ﻭﻟﻭ ﻜﻨﺕ ﻤﻔﻀﻼ ﺃﺤﺩﺍ ﻟﻔﻀﻠﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻁﺒﺭﺍﻨﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒـﺎﺱ
ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ.
2ـ ﺫﻫﺏ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻁﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺒـﺔ ﺍﻟﻭﺍﻟـﺩ
ﻟﻭﻟﺩﻩ ،ﻗﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ) :ﻻ ﻴﺤل ﻟﺭﺠل ﺃﻥ ﻴﻌﻁﻲ ﻋﻁﻴﺔ ﺃﻭ ﻴﻬﺏ ﻫﺒﺔ ﻓﻴﺭﺠـﻊ
ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻌﻁﻲ ﻭﻟﺩﻩ ،ﻭﻤﺜل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻁﻲ ﺍﻟﻌﻁﻴﺔ ﺜﻡ ﻴﺭﺠﻊ ﻓﻴﻪ ﻜﻤﺜل ﺍﻟﻜﻠﺏ ﻴﺄﻜل،
ﻓﺈﺫﺍ ﺸﺒﻊ ﻗﺎﺀ ﺜﻡ ﻋﺎﺩ ﻓﻲ ﻗﻴﺌﻪ ( ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺒﻭﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺌﻲ.
3ـ ﻟﻘﺩ ﺃﺭﺸﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺸﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻁﺎﻴﺎ ﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﺎﻤـل
ﻤﻊ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺇﺨﻭﺍﻨﻪ ﺒﺎﻷﻤﺎﻨﺔ ،ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺜﻤﺔ ﺸﻬﻭﺩ ،ﻷﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻁﹼﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺸﺎﻫﺩ ﻋﻠﻰ
ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ،ﻭﻜﻔﻰ ﺒﺎﷲ ﻭﻟﻴﺎ ﻭﻜﻔﻰ ﺒﻪ ﺸﻬﻴﺩﺍ.
6ـ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
1ـ ﻋﺭﻑ ﺒﺭﺍﻭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ.
2ـ ﻤﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻸﺒﻭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻋﻁﻴﺎﻩ ﻟﻭﻟﺩﻫﻤﺎ ؟
3ـ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻭﺍﺌﺩ ﺍﻹﺸﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻁﺎﻴﺎ ؟
4ـ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﻤﺩﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻁﻴﺔ ؟
ﺃﺜﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ :ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ.
1ـ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ:
ـ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺠﻨﻴﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺸ ﺭ.
ـ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻫﻭ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻁﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻁﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻗـﺎل ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ:
ﻥ
ﻙ ﺍﻟـ ﱢﺩﻴ ُ
ﷲ ﹶﺫِﻟ َ
ﻕﺍ ِ
ﺨ ﹾﻠ ِ
ل ِﻟ ﹶ
ﻋﹶﻠ ْﻴ َﻬﺎ ﹶﻟﺎ ﹶﺘ ْﺒ ِﺩﻴ َ
ﺱ َ
ﻁ َﺭ ﺍﻟ ﱠﻨﺎ َ
ﷲ ﺍﻟ ِﺘﻲ ﹶﻓ ﹶ
ﺕﺍ ِ
ﻁ َﺭ ﹶ
ﺤ ِﻨﻴﻔﹰﺎ ِﻓ ﹾ
ﻥ َ
ﻙ ِﻟﻠ ﱢﺩﻴ ِ
ﺠ َﻬ َ
) ﹶﻓَﺄ ِﻗ ْﻡ َﻭ ْ
ﻥ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺭﻭﻡ ﺍﻵﻴﺔ .30
ﺱ ﹶﻟﺎ َﻴ ْﻌﹶﻠ ُﻤﻭ َ
ﻥ َﺃ ﹾﻜ ﹶﺜ َﺭ ﺍﻟ ﱠﻨﺎ ِ
ﺍﻟ ﹶﻘ ﱢﻴ ُﻡ َﻭﹶﻟ ِﻜ ﱠ
ﻭﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﻭﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ.
2ـ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ:
ﻲ
ﺤ ﱠﺭ َﻡ َﺭﱢﺒ َ
ل ِﺇ ﱠﻨﻤَﺎ َ
ﻟﻘﺩ ﻗﺒﺢ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻔﻭﺍﺤﺵ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺭﺍﺕ ﺠﻤﻴﻌﺎ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﹸﻗ ْ
ﻅﻬَﺭَ ﻤِ ﹾﻨﻬَﺎ ﻭَﻤﺎ َﺒ ﹶ
ﺍ ﹾﻟﻔﹶﻭَﺍﺤِﺵﹶ ﻤَﺎ ﹶ
ﻁﻥَ ( ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ .33ﻭﺠﻌل ﺍﷲ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﺔ
ﺱ
ﻥ ﺍﻟ ﱠﻨ ﹾﻔ َ
ﺨﺭَ ﻭَﻟﹶﺎ َﻴ ﹾﻘ ﹸﺘﻠﹸﻭ َ
ﷲ ﺇِﻟﹶﻬًﺎ ﺁ ﹶ
ﻥ َﻤ َﻊ ﺍ ِ
ﻥ ﻟﹶﺎ َﻴ ْﺩﻋُﻭ َ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻭﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻭَﺍ ﹾﻟﺫِﻴ َ
ﺏ َﻴ ْﻭ َﻡ
ﻑ ﹶﻟ ُﻪ ﺍﻟ َﻌﺫﹶﺍ ُ
ﻋ ﹾ
ﻕ َﺃﺜﹶﺎﻤﺎﹰ ُﻴﻀَﺎ َ
ل ﹶﺫﻟِﻙَ ﻴَ ﹾﻠ ﹶ
ﻥ َﻴ ﹾﻔ َﻌ ْ
ﻥ َﻭ َﻤ ْ
ﷲ ﺇِﻟﱠﺎ ﺒِﺎﻟﺤَﻕﱢ ﻭَﻟﹶﺎ َﻴ ْﺯﻨﹸﻭ َ
ﺤ ﱠﺭ َﻡ ﺍ ُ
ﺍﻟﺘِﻲ َ
ﺍﻟ ِﻘﻴَﺎ َﻤ ِﺔ َﻭ َﻴ ﹾ
ﺨﹸﻠ ْﺩ ﻓِﻴ ِﻪ ُﻤﻬَﺎﻨﹰﺎ ( ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ ﺍﻵﻴﺔ .69/68
ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻨﻭﺍﻉ :ـ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻴﺔ ـ ﺍﻟﺤﺩ ـ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ.
ﺍﻟﻘﺼـــﺎﺹ
ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ:
ـ ﻟﻐﺔ :ﻤﺄﺨﻭﺫ ﻤﻥ ﻗﺹ ﺍﻷﺜﺭ ﻭﻫﻭ ﺘﺘﺒﻌﻪ ،ﻭﻗﻴل ﺍﻟﻘﺹ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻁﻊ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘـﺘﺹ
ﻴﺘﺒﻊ ﺃﺜﺭ ﺠﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ.
ـ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ :ﻫﻭ ﻤﺠﺎﺯﺍﺓ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺒﻤﺜل ﺠﻨﺎﻴﺘﻪ .ﻓﺈﻥ ﻗﺘل ﻴُﻘﺘل ،ﻭﺇﻥ ﻀﺭﺏ ﻴﻀﺭﺏ..
ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ:
ـ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺱ ) :ﻭﻫﻭ ﻓﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺘﺯﻭل ﺒﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺘﺯﻫﻕ ﺒﻪ ﺍﻟﺭﻭﺡ (.
ـ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ) :ﻫﻲ ﻜل ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺠﺴﺩ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﻗﻁﻊ ﺃﻭ ﺠﺭﺡ
ﺃﻭ ﻀﺭﺏ ﻤﻊ ﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ (.
ﺒﺩل ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ) ﺍﻟﺩﻴﺔ (:
ﺇﺫﺍ ﺍﻤﺘﻨﻊ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻟﺴﺒﺏ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻭُﺠﺒﺕ ﺍﻟﺩﻴﺔ ﺒﺩﻻ ﻋﻨﻪ.
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ:
ﺸﺭﻉ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻻﺴﺘﺌﺼﺎل ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﻤﺼﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﺘـل
ﻋﻥ ﻋﻤﺩ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺘﻴل .ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﺤﻴﺎﺓ ﻟﻠﻨﺎﺱ ،ﻷﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤـﺎ ﻴﻤﻨـﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﺍﻹﻗﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘل ﻫﻭ ﺤﺭﺼﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻭﺨﻭﻓﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﺹ ﻤﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟﻘﺘـل
ﺒﻤﻥ ﻴﻘﺘﻠﻭﻨﻪ ،ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻫﻭ ﺤﻔﻅ ﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻭﺤﻴﺎﺓ ﻤﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﻗﺘﻠﻪ.
ﺍﻟﺤــﺩﻭﺩ
ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ:
ـ ﻟﻐﺔ :ﺍﻟﺤﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻊ ،ﻓﺴﻤﻲ ﺍﻟﺒﻭﺍﺏ ﺤﺩﺍﺩﺍ ﻟﻤﻨﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋـﻥ ﺍﻟـﺩﺨﻭل .ﻭﺴـﻤﻴﺕ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺤﺩﻭﺩﺍ ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﺎﻨﻌﺔ ﻋﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ.
ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ :ﺍﻟﺤﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﺭﺓ ﺸﺭﻋﺎ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻨﺕ ﺤﻘﹼﺎ ﷲ ﺃﻡ ﺤﻘﹼﺎ ﻟﻠﻌﺒﺩ.
ﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ:
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻁﻬﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ،ﻭﺯﺠﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺭﺩﻋﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻗﺘﺭﺍﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ،ﻭﺼﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﻗﻁﻊ ﺍﻟﻌـﺩﻭﺍﻥ ﻭﺴـﻠﺏ
ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺘﻁﺎﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ.
ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ:
ﻫﻲ ﺴﺘﺔ ﺃﻨﻭﺍﻉ :ـ ﺤﺩ ﺍﻟﻘﺫﻑ ـ ﺤﺩ ﺍﻟﺯﻨﺎ ـ ﺤﺩ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ـ ﺤﺩ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ ـ ﺤﺩ
ﺍﻟﺤﺭﺍﺒﺔ.
ﺤـﺩ ﺍﻟﻘــﺫﻑ:
* ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ :ﻫﻭ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺯﻨﺎ ﻤﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﻟﻤﺴﻠﻡ ﻋﻔﻴﻑ ﺒﺎﻟﻎ ﻋﺎﻗل .ﺃﻭ ﻗﻁﻊ ﻨﺴﺒﻪ.
ﻥ
ﻥ َﻴ ْﺭﻤُـﻭ َ
ﻥ ﺍﻟـ ِﺫﻴ َ
* ﺤﻜﻤﻪ :ﻤﺤﺭﻡ ﺸﺭﻋﺎ ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺒـﺎﺌﺭ ،ﻗـﺎل ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰِ ) :ﺇ ﱠ
ﺏ ﻋَﻅِﻴ ٌﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨـﻭﺭ
ﺨ َﺭ ِﺓ َﻭﹶﻟ ُﻬ ْﻡ ﻋَﺫﹶﺍ ٌ
ﺕ ﹸﻟ ِﻌ ﹸﻨﻭﺍ ِﻓﻲ ﺍﻟ ُﺩ ﹾﻨ َﻴﺎ َﻭﺍﻵ ِ
ﺕ ﺍﻟ ُﻤﻭ ِﻤ ﹶﻨﺎ ِ
ﺕ ﺍﻟ ﹶﻐﺎ ِﻓﹶﻠﺎ ِ
ﺼ ﹶﻨﺎ ِ
ﺤ َ
ﺍﻟ ُﻤ ْ
ﺍﻵﻴﺔ .23
* ﻭﺠﻪ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺫﻑ :ﻫﺘﻙ ﺃﻋﺭﺍﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺘﻬﺎﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﺸﺭﻓﻬﻡ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻬﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﻓﺭﺽ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺼﻴﺎﻨﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺕ ﹸﺜ ﱠﻡ ﻟﹶـ ْﻡ ﻴَـﺎ ﹸﺘﻭﺍ ِﺒَﺄ ْﺭ َﺒﻌَـ ِﺔ
ﺼ ﹶﻨﺎ ِ
ﺤ َ
ﻥ ﺍﻟ ُﻤ ْ
ﻥ َﻴ ْﺭ ُﻤﻭ َ
* ﺩﻟﻴل ﺤﺩ ﺍﻟﻘﺫﻑ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ) :ﻭﺍﻟ ِﺫﻴ َ
ﺠ ﹾﻠ َﺩ ﹰﺓ ( ..ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺭ ﺍﻵﻴﺔ .4
ﻥ َ
ﺠِﻠ ُﺩﻭ ُﻫ ْﻡ ﹶﺜ َﻤﺎ ِﻨﻴ َ
ﺸ َﻬ َﺩﺍ َﺀ ﹶﻓﺎ ْ
ﹸ
ﺤـﺩ ﺍﻟﺯﻨــﺎ:
ﻥ ﻤﻥ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻔﻭﺍﺤﺵ ﻭﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭﺍﺕ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺯﻨﺎ .ﻭﻫﻲ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ
* ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ :ﺇ
ﺍﻟﻌﺭﺽ.
ﺸﺔﹰ َﻭﺴَـﺎ َﺀ ﺴَـﺒِﻴﻼﹰ (
ﻥ ﻓﹶﺎﺤِـ ﹶ
* ﺩﻟﻴل ﺤﻜﻤﻪ :ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻭَﻟﹶﺎ ﹶﺘ ﹾﻘ َﺭﺒُﻭ ﹾﺍ ﺍﻟ ﱢﺯﻨﹶﺎ ِﺇﻨﱠ ُﻪ ﻜﹶﺎ َ
ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ ﺍﻵﻴﺔ .32
* ﻭﺠﻪ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻨﺎ :ﻫﺘﻙ ﺃﻋﺭﺍﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻓﻬﻡ ﻭﻜـﺭﺍﻤﺘﻬﻡ.
ﺍﻟﺯﻨﺎ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﺍﻻﻨﺤﻼل ﺍﻟﺨﻠﻘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺠ ﹾﻠ َﺩ ٍﺓ َﻭ
ﺤ ٍﺩ ِﻤ ﹾﻨ ُﻬ َﻤﺎ ِﻤﺎ َﺌ ﹶﺔ َ
ل َﻭﺍ ِ
ﺠِﻠ ُﺩﻭﺍ ﹰﻜ ﱠ
* ﺩﻟﻴل ﺤﺩ ﺍﻟﺯﻨﺎ :ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﺍﻟ ﱠﺯﺍ ِﻨ َﻴ ﹸﺔ َﻭﺍﻟ ﱠﺯﺍ ِﻨﻲ ﹶﻓﺎ ْ
ﻁﺎ ِﺌ ﹶﻔ ﹲﺔ
ﻋ ﹶﺫﺍ َﺒ ُﻬ َﻤﺎ ﹶ
ﺸ َﻬ ْﺩ َ
ﺨ ِﺭ َﻭ ﹾﻟ َﻴ ﹾ
ﷲ َﻭﺍﻟ َﻴ ْﻭ ِﻡ ﺍﻵ ِ
ﻥ ِﺒﺎ ِ
ﻥ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ْﻡ ﹸﺘﻭ ِﻤ ﹸﻨﻭ َ
ﷲ ِﺇ ْ
ﻥﺍ ِ
ﺨ ﹸﺫ ﹸﻜ ْﻡ ِﺒ ِﻬ َﻤﺎ َﺭ ْﺃ ﹶﻓ ﹲﺔ ِﻓﻲ ِﺩﻴ ِ
ﹶﻟﺎ ﹶﺘﺎ ﹸ
ﻥ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺭ ﺍﻵﻴﺔ .2
ﻥ ﺍﻟ ُﻤﻭ ِﻤ ِﻨﻴ َ
ِﻤ َ
* ﺸﺭﻭﻁ ﺤﺩ ﺍﻟﺯﻨﺎ :ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺤﺩ ﺍﻟﺯﻨﺎ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ـ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺸﻬﻭﺩ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ.
ـ ﺜﺒﻭﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ.
ﺤـﺩ ﺍﻟﺴـﺭﻗﺔ:
* ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ :ﻫﻲ ﺃﺨﺫ ﻤﺎل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺘﺎﺭ.
ﺴ َﺒﺎ ﹶﻨ ﹶﻜﺎﹰﻟﺎ
ﺠ َﺯﺍ ًﺀ ِﺒ َﻤﺎ ﹶﻜ َ
ﻁ ُﻌﻭﺍ َﺃ ْﻴ ِﺩ َﻴ ُﻬ َﻤﺎ َ
ﺴﺎ ِﺭ ﹶﻗ ﹸﺔ ﹶﻓﺎ ﹾﻗ ﹶ
ﻕ َﻭﺍﻟ ﱠ
ﺴﺎ ِﺭ ﹸ
* ﺩﻟﻴل ﺤﺩﻫﺎ :ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰَ ) :ﻭﺍﻟ ﱠ
ﺤ ِﻜﻴ ٌﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﺍﻵﻴﺔ .38
ﻋ ِﺯﻴ ٌﺯ َ
ﷲ َ
ﷲ َﻭﺍ ُ
ﻥﺍ ِ
ِﻤ َ
* ﻭﺠﻪ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ :ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﺨﺫﻩ ﺒﻐﻴﺭ ﺤﻕ ،ﺜـﻡ ﺇﻨﻬـﺎ
ﺴﺒﻴل ﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺭﺹ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺼﻴﺎﻨﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﺘﻼﻑ ،ﻷﻨـﻪ ﻤـﻥ
ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻀﺭﻭﺭﻴﺎﺘﻪ.
* ﺸﺭﻭﻁ ﻭﺠﻭﺩ ﺤﺩﻫﺎ :ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺤﺩ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ـ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻋﺎﻗﻼ ﺒﺎﻟﻐﺎ ﻤﺨﺘﺎﺭﺍ ﻏﻴﺭ ﻤﻜﺭﻩ ﻭﻻ ﻤﻀﻁﺭ ﻭﺃﻥ ﻴﻨﺘﻘل ﺍﻟﻤﺎل ﺇﻟﻰ
ﺤﻴﺎﺯﺘﻪ.
ـ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﺭﻭﻕ ﻤﻘﺩﺭﺍ ﺃﻱ ﻟﻪ ﻨﺼﺎﺏ ) ﻭﻫﻭ ﺭﺒﻊ ﺩﻴﻨﺎﺭ ،ﺃﻱ ﻤـﺎ ﻴﻌـﺎﺩل
4.25ﻏﺭﺍﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻫﺏ ( ﻓﺼﺎﻋﺩﺍ.
ـ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﺭﻭﻕ ﻤﺤﺭﺯﺍ ) ﻭﺍﻟﺤﺭﺯ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﺼﺏ ﻋﺎﺩﺓ ﻟﺤﻔﻅ ﺍﻟﻤﺎل ﻜﺎﻟﺩﺍﺭ
ﻭﺍﻟﺩﻜﺎﻥ.(..
ﺤـﺩ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤـﺭ:
ل ﺃﻭ ﻜﺜﺭ.
* ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺨﻤﺭ :ﻫﻭ ﻜل ﻤُﺴﻜﺭ ﻴُﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻘل ﻗ ُ
ﺴ ُﺭ
ﺨﻤْـ ُﺭ َﻭﺍﻟ َﻤﻴْـ ِ
ﻥ ﺀَﺍ َﻤﻨﹸـﻭﺍ ﺇ ﱠﻨﻤَـﺎ ﺍﻟ ﹶ
* ﺩﻟﻴل ﺘﺤﺭﻴﻤﻪ :ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ) :ﻴﺎ َﺃ ﱡﻴ َﻬﺎ ﺍﻟـ ِﺫﻴ َ
ﻥ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﺍﻵﻴﺔ
ﺤﻭ َ
ﺠ ﹶﺘ ِﻨ ُﺒﻭ ُﻩ ﹶﻟ َﻌﱠﻠ ﹸﻜ ْﻡ ﹸﺘ ﹾﻔِﻠ ُ
ﻥ ﹶﻓﺎ ْ
ﻁﺎ ِ
ﺸ ْﻴ ﹶ
ل ﺍﻟ ﱠ
ﻋ َﻤ ِ
ﻥ َ
ﺱ ِﻤ َ
ﺠ ٌ
ﻻ ْﺯﹶﻟﺎ ُﻡ ِﺭ ْ
ﺏ َﻭﺍ ﹶ
ﺼﺎ ُ
ﻻ ﹾﻨ َ
َﻭﺍ ﹶ
.90
* ﺩﻟﻴل ﺤﺩ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ :ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻫﺭﻴﺭﺓ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل :ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﻤﻥ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻓﺎﺠﻠﺩﻭﻩ ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻤﺴﻠﻡ.
* ﻭﺠﻪ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ﻓﻲ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ :ﺍﻟﻌﻘل ﻫﻭ ﻤﻨﺎﻁ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻑ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﻤﻴﱢﺯ ﺒﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ ،ﻭﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ،ﻭﺍﻟﺨﻤﺭ ﻋـﺩ ﻭ ﻟﻠﻌﻘـل
ﻴﺼﻴﺒﻪ ﺒﺎﻟﺨﻠل ﻭﻤﻥ ﻴُﺼﺏ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﺘﻜﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺸﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺃﻜﺜﺭ
ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﺸﹼﻐﺏ ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ﺘﺤل ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ .ﻜﻤـﺎ ﺃﻥ ﻟـﺸﺎﺭﺏ
ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻭﺍﻓﺭ ﻤﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺠﻡ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟـﻀﺤﺎﻴﺎ ﺍﻟﺒﺭﻴﺌـﺔ
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻀﺭﺍﺭ ﺃﺨﺭﻯ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ...
ﺤـﺩ ﺍﻟﺤـﺭﺍﺒﺔ:
* ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺤﺭﺍﺒﺔ :ﻫﻲ ﺘﺸﻬﻴﺭ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﻗﻁﻊ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻭﺘﺨﻭﻴﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺘﺭﻭﻴﻌﻬﻡ.
ﷲ َﻭ َﺭﺴُـﻭﹶﻟ ُﻪ
ﻥﺍ َ
ﻥ ُﻴﺤَـﺎ ِﺭ ُﺒﻭ َ
* ﺩﻟﻴل ﺤﺩ ﺍﻟﺤﺭﺍﺒﺔ :ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰِ ) :ﺇ ﱠﻨ َﻤﺎ ﺠَـ َﺯﺍ ُﺀ ﺍﻟـ ِﺫﻴ َ
ﻑ َﺃ ْﻭ
ﺨﻠﹶـﺎ ٍ
ﻥ ِ
ﺠﹸﻠ ُﻬ ْﻡ ﱢﻤ ْ
ﻁ َﻊ َﺃ ْﻴ ِﺩﻴ ِﻬ ْﻡ َﻭَﺃ ْﺭ ُ
ﺼﱠﻠ ُﺒﻭﺍ َﺃ ْﻭ ﹸﺘ ﹶﻘ ﱠ
ﻥ ُﻴ ﹶﻘ ﱠﺘﹸﻠﻭﺍ َﺃ ْﻭ ُﻴ َ
ﺴﺎﺩﹰﺍ ﹶﺍ ْ
ﺽ ﹶﻓ َ
ﻻ ْﺭ ِ
ﻥ ِﻓﻲ ﺍ ﹶ
ﺴ َﻌـ ْﻭ َ
َﻭ َﻴ ْ
ﻥ
ُﻴ ﹾﻨ ﹶﻔ ْﻭﺍ ِﻤ َ
.33
ﻅﻴ ٌﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﺍﻵﻴﺔ
ﻋِ
ﺏ َ
ﻋ ﹶﺫﺍ ٌ
ﺨ َﺭ ِﺓ َ
ﻱ ِﻓﻲ ﺍﻟ ﱡﺩ ﹾﻨ َﻴﺎ َﻭﹶﻟ ُﻬ ْﻡ ِﻓﻲ ﺍﻵ ِ
ﺠ ْﺯ ٌ
ﻙ ﹶﻟ ِﻬ ْﻡ ِ
ﺽ ﹶﺫِﻟ َ
ﻻ ْﺭ ِ
ﺍﹶ
* ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺤﺩ :ﻓﺴﺭ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ) :ﺃﻥ ﻤﻥ ﻗﺘـل
ﻓﻼ ﺒﺩ ﻤﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻺﻤﺎﻡ ) ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ( ﺘﺨﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﻗﻁﻊ ﻴﺩﻩ ﻭﺭﺠﻠﻪ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻨﻔﻴـﻪ ،ﻭﺇﻨﻤـﺎ
ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ ﺃﻭ ﺼﻠﺒﻪ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺇﻥ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺎل ﻭﻟﻡ ﻴﻘﺘل ﻓﻼ ﺘﺨﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﻴﻪ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﺘﺨﻴﻴـﺭ
ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ ﺃﻭ ﺼﻠﺒﻪ ﺃﻭ ﻗﻁﻊ ﻴﺩﻩ ﻭﺭﺠﻠﻪ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺨﺎﻑ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﻓﻘﻁ ﻓﺎﻹﻤﺎﻡ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﻤﺨﻴﺭ ﻓﻲ
ﻗﺘﻠﻪ ﺃﻭ ﺼﻠﺒﻪ ﺃﻭ ﻗﻁﻊ ﻴﺩﻩ ﻭﺭﺠﻠﻪ ﺃﻭ ﻨﻔﻴﻪ .ﻭﺍﻟﺘﺨﻴﻴﺭ ﻋﻨﺩﻩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺭﺍﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩ
ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﻤﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﺩﺒﻴﺭ ﻓﻭﺠﻪ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻗﺘﻠﻪ ﺃﻭ ﺼﻠﺒﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻜـﺎﻥ
ﻻ ﺭﺃﻱ ﻟﻪ ﻭﺇﻨﹼﻤﺎ ﻫﻭ ﺫﻭ ﻗﻭﺓ ﻭﺒﺄﺱ ﻗﻁﻊ ﻴﺩﻩ ﻭﺭﺠﻠﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﻫـﺎﺘﻴﻥ
ﺍﻟﺼﻔﺘﻴﻥ ﺃﺨﺫ ﺒﺄﻴﺴﺭ ﺫﻟﻙ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻀﺭﺏ ﻭﺍﻟﻨﻔﻲ.( .
* ﻭﺠﻪ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺍﺒﺔ :ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻋﺭﺍﻀﻬﻡ ﻭﻨﺸﺭ ﺍﻷﻤﻥ ﻓﻲ
ﺭﺒﻭﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻁﺭﺩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺒﻴﻥ ﻭﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻋﺒﺭﺓ ﻟﻐﻴﺭﻫﻡ.
ـ ﺘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﻗﺒل ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻻ ﺒﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﻔـﻭ ﻋﻨـﻪ ﻭﻻ
ﻋﻠﹶـ ْﻴ ِﻬ ْﻡ
ﻥ ﹶﺘﻘﹾـ ِﺩ ُﺭﻭﺍ َ
ﻥ ﹶﻗ ْﺒ ِل َﺃ ْ
ﻥ ﹶﺘﺎ ُﺒﻭﺍ ِﻤ ْ
ﺘﺴﻠﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰِ ) :ﺍﱠﻟﺎ ﺍﻟ ِﺫﻴ َ
ﺤﻴ ﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﺍﻵﻴﺔ .34
ﻏ ﹸﻔﻭ ﺭ ﺭ ِ
ﷲ ﹶ
ﻥﺍ َ
ﻋ ﹶﻠ ُﻤﻭﺍ َﺃ
ﹶﻓﺎ ْ
ﺍﻟﺘﻌـﺯﻴـﺭ
ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ ﻫﻭ ﺃﻭﺴﻊ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ،ﻫﻭ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻴﻘﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤﺴﺏ ﺃﺜـﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﻭﻀﺭﺭﻫﺎ ،ﻭﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .ﻭﻻ ﻴﻠﺠﺄ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺤ ﺩ ﻤﻘﺩﺭ ﻭﻻ ﻜﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻀﺤﺔ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺭ ﺍﻟﺠﻠﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺒﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
3ـ ﺃﺜﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ:
ﺴ ﹸﻨﻭﺍ ﻓِـﻲ ﻫَـ ِﺫ ِﻩ ﺍﻟـ ﱡﺩ ﹾﻨ َﻴﺎ
ﺤَ
ﻥ َﺃ ْ
ﻥ ﺀَﺍ َﻤ ﹸﻨﻭﺍ ِﺍ ﱠﺘ ﹸﻘﻭﺍ َﺭ ﱠﺒ ﹸﻜ ْﻡ ِﻟﱠﻠ ِﺫﻴ َ
ﻋ َﺒﺎ ِﺩ ﺍﻟ ِﺫﻴ َ
ل ﻴَﺎ ِ
ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﹸﻗ ْ
ﺏ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺯﻤﺭ ﺍﻵﻴـﺔ
ﺴﺎ ٍ
ﺤَ
ﺠ َﺭ ُﻫ ْﻡ ِﺒ ﹶﻐ ْﻴ ِﺭ ِ
ﻥ َﺃ ْ
ﺼﺎ ِﺒ ُﺭﻭ َ
ﺴ َﻌ ﹲﺔ ِﺍ ﱠﻨ َﻤﺎ ُﻴ َﻭ ﱠﻓﻰ ﺍﻟ ﱠ
ﷲ َﻭﺍ ِ
ﺽﺍ ِ
ﺴ ﹶﻨ ﹲﺔ َﻭَﺃ ْﺭ ُ
ﺤَ
َ
.10
ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﻏﻔﺎل ﺃﺜﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻫﻭ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﻭﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﺜل ﺍﻟﺘﻜﺎﻓـل ﻭﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘـﺂﺯﺭ
ﻭﺘﺠﻨﹼﺏ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ،..ﻭﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻷﺨﻼﻗﻲ ﻤﺜل ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺤـﺴﻨﺔ ﻭﺘﺠﻨﹼـﺏ
ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ،..ﻭﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻤﺜل ﺇﻋﺎﻨﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺭ ﻭﻜﻔﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻴﺘـﻴﻡ ﻭﺘﺠﻨﹼـﺏ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺒﺎﻟﺭﺒﺎ ﻭﺍﻟﺭﺸﻭﺓ ﻭﺍﺤﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎل ،..ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺃﺜﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﺒﻁ ﻗﻠـﻭﺏ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻨﻴﻥ
ﻭﺇﺨﺎﺌﻬﻡ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺸﺭﻑ ﻤﺎ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﻋﻘﻴﺩﺓ ،ﻭﻋﻅﻡ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﺴﺏ ﺇﻟﻴﻬـﺎ،
ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﻭﺍﺒﺘﻐﺎﺀ ﻤﺭﻀﺎﺓ ﺍﷲ ﻭﺤﺩﻩ.
ﻼ
ﻭﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒ ﹰ
ﻤﺸﺭﻗﹰﺎ ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺒﺎﻹﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺩ ﻭﻴﻭﺠﻪ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ.
4ـ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ:
ـ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ :ﻫﻲ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺫﻟل ﻭﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﷲ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﻤﻤﺯﻭﺝ
ﺒﺎﻟﺤﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل.
ـ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺘﻬﺫﻴﺏ ﻨﻔﺱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﺘﻜﺎﻤﻠﻬﺎ ،ﻟﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻭﺍﺠﺒﻪ ﻨﺤـﻭ ﺃﺴـﺭﺘﻪ،
ﻭﻨﺤﻭ ﺇﺨﻭﺍﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺼﺩﻕ ،ﻭﻴﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﺤﻕ ،ﻭﻴﻨﺸﺭ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨـﺎﺱ،
ﻭﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﻱ ﻋﻤل ﻴﻜﺭﻫﻪ ﺍﷲ ﻴﺴﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﻴﻌﻜﺭ ﺼﻔﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ..ﻭﻫـﺫﻩ
ﻫﻲ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻴﺩﻫﺎ ﺍﷲ ﻟﻠﺫﻴﻥ ﻴﺘﻤﺴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻟﺩﻴﻥ ،ﻭﻴﺤﺭﺼﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺸﺎ ِﺀ َﻭﺍﻟ ًﻤ ﹾﻨ ﹶﻜ ِﺭ(
ﺤﹶ
ﻥ ﺍﻟ ﹶﻔ ْ
ﻋِ
ﺼﹶﻠﺎ ﹶﺓ ﹶﺘ ﹾﻨ َﻬﻰ َ
ﻥ ﺍﻟ ﱠ
ﺼﹶﻠﺎ ﹶﺓ ِﺇ ﱠ
* ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ :ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ) :ﻭَﺃ ِﻗ ِﻡ ﺍﻟ ﱠ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻭﺕ ﺍﻵﻴﺔ .45
ل
ﺼِ
ﻁ ﱢﻬ ُﺭ ُﻫ ْﻡ َﻭ ﹸﺘ َﺯ ﱢﻜﻴ ِﻬ ْﻡ ِﺒ َﻬﺎ َﻭ َ
ﺼ َﺩ ﹶﻗ ﹰﺔ ﹸﺘ ﹶ
ﻥ ﹶﺍ ْﻤ َﻭﺍِﻟ ِﻬ ْﻡ َ
ﺨ ﹾﺫ ِﻤ ْ
* ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ :ﻗﺎل ﻋﺯ ﻭﺠل ) :ﹸ
ﻋﹶﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﺍﻵﻴﺔ .103
َ
ﺙ َﻭﻟﹶـﺎ
ﺞ ﹶﻓﹶﻠﺎ َﺭ ﹶﻓ ﹶ
ﺤﱠ
ﻥ ﺍﻟ َ
ﺽ ِﻓﻴ ِﻬ ﱠ
ﻥ ﹶﻓ َﺭ َ
ﺕ ﹶﻓ َﻤ ْ
ﺸﻬِ ٌﺭ ﻤَ ْﻌﻠﹸﻭﻤَﺎ ﹲ
ﺞ ﺃَ ﹾ
ﺤﱡ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ :ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﺍﻟ َ
ﺞ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ .197
ﺤﱢ
ل ِﻓﻲ ﺍﻟ َ
ﺠ َﺩﺍ َ
ﻕ َﻭﹶﻟﺎ ِ
ﺴﻭ ﹶ
ﹸﻓ ُ
ﺏ
ﺼ َﻴﺎ ُﻡ ﹶﻜ َﻤﺎ ﹸﻜﺘِـ َ
ﻋﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ُﻡ ﺍﻟ ﱢ
ﺏ َ
ﻥ ﺀَﺍ َﻤﻨﹸﻭﺍ ﹸﻜ ِﺘ َ
* ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﻡ :ﻗﺎل ﻋﺯ ﻭﺠل ) :ﻴَﺎﺃَ ﱡﻴﻬَﺎ ﺍﻟﺫِﻴ َ
ﻥ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ .183
ﻥ ﹶﻗ ْﺒِﻠ ﹸﻜ ْﻡ ﹶﻟ َﻌﱠﻠ ﹸﻜ ْﻡ ﹶﺘ ﱠﺘ ﹸﻘﻭ َ
ﻥ ِﻤ ْ
ﻋﹶﻠﻰ ﺍﻟ ِﺫﻴ َ
َ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ :ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠـﻰ ﺩﻭﺍﻓـﻊ ﺍﻻﻨﺤـﺭﺍﻑ
ﻭﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
ـ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ:
ﻙ َﻭﻤَـﺎ
ﺤ ْﻴﻨﹶـﺎ ِﺇﹶﻟﻴْـ َ
ﺼﻰ ِﺒ ِﻪ ﹸﻨﻭﺤﹰﺎ َﻭﺍﻟ ِﺫﻱ َﺃ ْﻭ َ
ﻥ َﻤﺎ َﻭ ﱠ
ﻥ ﺍﻟ ﱢﺩﻴ ِ
ﻉ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻡ ﱢﻤ َ
ﺸ َﺭ َ
ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﹶ
ﻥ َﻭﹶﻟﺎ ﹶﺘ ﹶﻔ ﱠﺭ ﹸﻗﻭﺍ ِﻓﻴ ِﻪ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﺍﻵﻴﺔ
ﻥ ﹶﺍ ِﻗﻴ ُﻤﻭﺍ ﺍﻟ ﱢﺩﻴ َ
ﺴﻰ َﺃ ْ
ﻋﻴ َ
ﺴﻰ َﻭ ِ
ﺼ ْﻴ ﹶﻨﺎ ِﺒ ِﻪ ِﺇ ْﺒ َﺭﺍ ِﻫﻴ َﻡ َﻭ ُﻤﻭ َ
َﻭ ﱠ
.13
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺘﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ ،ﻫﻤﺎ:
ـ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :ﻓﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﷲ ،ﻓﺎﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻭﺤﺩﻩ ﻤﻨﺯل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﻫﻭ ﻤﺭﺴل ﺍﻟﺭﺴل ﺒﺎﻟﻬﺩﻯ ﻭﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ.
ـ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ :ﻭﻏﺎﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻓﺎﻟﺤﻕ ﻫـﻭ ﺩﻋـﻭﺓ ﺍﻷﻨﺒﻴـﺎﺀ
ﺠﻤﻴﻌﺎ.
ل
ﻥ َﻭَﺃﻨﹾـ َﺯ َ
ﻥ َﻭ ُﻤ ﹾﻨ ِﺫ ِﺭﻴ َ
ﺸ ِﺭﻴ َ
ﻥ ُﻤ َﺒ ﱢ
ﷲ ﺍﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱢﻴﻴ َ
ﺙﺍ ُ
ﺤ َﺩ ﹰﺓ ﹶﻓ َﺒ َﻌ ﹶ
ﺱ ُﺃ ﱠﻤ ﹰﺔ َﻭﺍ ِ
ﻥ ﺍﻟ ﱠﻨﺎ ُ
ﻗﺎل ﻋﺯ ﻭﺠل ) :ﹶﻜﺎ َ
ﺨ ﹶﺘﹶﻠ ﹸﻔﻭﺍ ِﻓﻴ ِﻪ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻵﻴﺔ .213
ﺱ ِﻓﻴ َﻤﺎ ِﺍ ﹾ
ﻥ ﺍﻟ ﱠﻨﺎ ِ
ﺤ ﹸﻜ َﻡ َﺒ ْﻴ َ
ﻕ ِﻟ َﻴ ْ
ﺤﱢ
ﺏ ِﺒﺎ ﹾﻟ َ
َﻤ َﻌ ُﻬ ْﻡ ﺍﻟ ِﻜ ﹶﺘﺎ َ
1ـ ﺍﻹﺴـــﻼﻡ:
ـ ﻟﻔﻅ ﺍﻹﺴﻼﻡ :ﻤﺄﺨﻭﺫ ﻤﻥ ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ،ﻓﻬـﻭ
ﻴﺤﻤل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﻬﺩﻯ ،ﻭﺍﻟﻨﻭﺭ ،ﻭﺍﻟﺨﻴﺭ ،ﻭﺍﻟﺭﺸﺎﺩ.
ـ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ :ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﻭﺠﺏ ﺍﻟﻌﺩل ،ﻭﻴﺤﺭﻡ ﺍﻟﻅﻠﻡ ،ﻭﺘﻌﺎﻟﻴﻤـﻪ ﺍﻟـﺴﺎﻤﻴﺔ ﻭﻗﻴﻤـﻪ
ﺍﻟﺭﻓﻴﻌﺔ ﺘﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﺩﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻹﻴﺜﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ،ﻭﺇﻨﻜﺎﺭ ﺍﻟﺫﺍﺕ ،ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ..
ﻭﻫﻭ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﹼﻪ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﻭﻴﻘﺩﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ،ﻭﻴﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﻭﺴـﻴﻠﺘﻴﻥ
ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻡ ﻭﺍﻹﻗﻨﺎﻉ.
ـ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻷﺩﻴﺎﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ:
ل
ﻥ ﹶﺫ ﹶﻜﺭٍ َﻭُﺃ ﹾﻨﺜﹶﻰ ﻭَﺠَﻌَ ﹾﻠﻨﹶﺎﻜﹸ ْﻡ ﺸﹸﻌُﻭﺒًﺎ َﻭ ﹶﻗﺒَﺎﺌِ َ
ﺱ ﺇِﻨﱠﺎ ﺨﹶﻠﹶ ﹾﻘﻨﹶﺎ ﹸﻜ ْﻡ ِﻤ ْ
ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻴَﺎ ﺃَ ﱡﻴﻬَﺎ ﺍﻟﻨﱠﺎ ُ
ﺨﺒِﻴ ٌﺭ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺭﺍﺕ ﺍﻵﻴﺔ .13
ﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪَ ﻋَﻠِﻴ ٌﻡ ﹶ
ﻋ ﹾﻨ َﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪِ َﺃ ﹾﺘﻘﹶﺎ ﹸﻜ ْﻡ ِﺇ ﱠ
ﻥ َﺃ ﹾﻜﺭَﻤَ ﹸﻜ ْﻡ ِ
ﻟِﺘﹶﻌَﺎﺭَﻓﹸﻭﺍ ِﺇ ﱠ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﺴﺎﺱ ﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﻤﻊ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻷﺨـﺭﻯ ﻫـﻭ
ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺭ ﺃﻥ ﻴﻨﺠﺭ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺩﺓ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﺤﺭﻡ ﺫﻟﻙ
ﻀ ُﻬ ُﻡ َﺃ ْﻭﻟِﻴَـﺎ ُﺀ
ﺨﺫﹸﻭﺍ ﺍ ﹾﻟ َﻴﻬُﻭ َﺩ ﻭَﺍﻟ ﱠﻨﺼَﺎﺭَﻯ ﺃَ ْﻭﻟِﻴَﺎﺀَ َﺒ ْﻌ ُ
ﻥ ﺀَﺍ َﻤﻨﹸﻭﺍ ﻟﹶﺎ ﹶﺘ ﱠﺘ ِ
ﻓﻘﺎل ﺠل ﻭﻋﻼ ) :ﻴَﺎ ﺃَ ﱡﻴﻬَﺎ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ
ﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪَ ﻟﹶﺎ ﻴَ ْﻬﺩِﻱ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻘ ْﻭ َﻡ ﺍﻟﻅﱠﺎﻟِﻤِﻴﻥَ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌـﺩﺓ ﺍﻵﻴـﺔ
ﻥ ﻴَ ﹶﺘﻭَﱠﻟ ُﻬ ْﻡ ِﻤ ﹾﻨ ﹸﻜ ْﻡ ﹶﻓِﺈﻨﱠ ُﻪ ِﻤ ﹾﻨ ُﻬ ْﻡ ِﺇ ﱠ
ﺽ َﻭ َﻤ ْ
َﺒ ْﻌ ٍ
ﻥ ﺤَـﺎ ﱠﺩ ﺍﻟﻠﱠـ َﻪ
ﻥ ﻤَـ ْ
ﺨ ِﺭ ﻴُـﻭَﺍﺩﱡﻭ َ
ﻥ ﺒِﺎﻟﻠﱠﻪِ ﻭَﺍ ﹾﻟ َﻴ ْﻭ ِﻡ ﺍﻟﹾﺂ ِ
ﺠ ُﺩ ﹶﻗ ْﻭﻤًﺎ ُﻴﻭ ِﻤﻨﹸﻭ َ
.51ﻭﻗﺎل ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ) :ﻟﹶﺎ ﹶﺘ ِ
ﻋﺸِﻴ َﺭ ﹶﺘ ُﻬ ْﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ ﺍﻵﻴﺔ .22
ﺨﻭَﺍ ﹶﻨ ُﻬ ُﻡ َﺃ ْﻭ َ
َﻭ َﺭﺴُﻭﹶﻟ ُﻪ َﻭﹶﻟ ْﻭ ﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ ﺁﺒَﺎ َﺀ ُﻫ ُﻡ َﺃ ْﻭ َﺃ ْﺒﻨﹶﺎ َﺀ ُﻫ ُﻡ َﺃ ْﻭ ِﺇ ﹾ
ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ﺠﺎﺀ ﻟﻴﺭﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺭﺃ ﻟﻬﻡ ﺒﺴﺒﺏ
ﺘﺯﻭﻴﺭ ﻭﺘﺤﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻨﺠﻴل ﻤﻥ ﺃﻋﺩﺍﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺒﻐﻭﻨﻬﺎ ﻋﻭﺠﺎ .ﻭﺠﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻴﻀﺎ
ﻟﻴﻘ ﺭ ﻤﺎ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﺒﻘﻭﺍ ﻨﺒﻴﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﷲ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ
ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ.
2ـ ﺍﻟﻨﺼﺭﺍﻨﻴــﺔ:
ـ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﻨﺼﺭﺍﻨﻴﺔ :ﻤﺄﺨﻭﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺼﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﻠﺒﻬﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟـﺴﻼﻡ ،ﻗـﺎل
ﷲ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺼﻑ ﺍﻵﻴﺔ .14
ﻱ ِﺇﹶﻟﻰ ﺍ ِ
ﺼﺎ ِﺭ َ
ﻥ ﹶﺍ ﹾﻨ َ
ﺘﻌﺎﻟﻰَ ) :ﻤ ْ
* ﻭﺘﺴﻤﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﺃﻴﻀﺎ " ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ " ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ.
ـ ﺃﻫﻡ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ:
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻌﻠﻤﻪ ﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ:
ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ :ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻟﻠﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ.
ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ :ﻭﻫﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﻨﺠﻴل ،ﻭﺍﻷﻨﺎﺠﻴل ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﻭﻫﻲ:
ـ ﺇﻨﺠﻴل ﻟﻭﻗﺎ .ـ ﺇﻨﺠﻴل ﻴﻭﺤﻨﺎ .ـ ﺇﻨﺠﻴل ﻤﺘﹼﻰ .ـ ﺇﻨﺠﻴل ﻤﺭﻗﺱ.
ـ ﺃﻫﻡ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ:
* ﺍﻷﺭﺜﻭﺫﻜﺱ :ﺃﻏﻠﺏ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻴﺴﻜﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ.
* ﺍﻟﻜﺎﺜﻭﻟﻴﻙ :ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﻤﺎ.
* ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺕ :ﻴﺩﻋﻲ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﺃﻨـﻪ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻹﺼـﻼﺡ ﺒـﺴﺒﺏ ﻋﻨـﻑ ﺍﻟﻜﻨﻴـﺴﺔ
ﺍﻟﻜﺎﺜﻭﻟﻴﻜﻴﺔ ،ﻓﺎﻨﻔﺼﻠﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺭﻗﺘﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺘﻴﻥ ﻭﻭﻀﻌﻭﺍ ﻨﻅﺎﻤﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﻬﻡ.
ـ ﺃﻫ ّﻡ ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻬﻡ:
* ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺙ :ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺜﻼﺜﺔ :ﺍﷲ ،ﺍﻻﺒﻥ ،ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺩﺱ.
* ﺍﻟﻐﻔﺭﺍﻥ :ﻟﻠﻘﺴﻴﺱ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻥ ﻴﻘﺒل ﺘﻭﺒﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺨﻁﺊ ﻭﻴﻁ ﻬﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻨﺏ ﻭﻴﺴﻘﻁ
ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ.
ـ ﺇﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﻨﺼﺭﺍﻨﻴﺔ ﺘﺘﺨﻠﺹ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺴﻤﻭﻨﻪ ﺒﺎﻷﻤﺎﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﻫﺫﺍ ﻨـﺼﻬﺎ:
) ﻨﺅﻤﻥ ﺒﺎﷲ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻷﺏ ﻀﺎﺒﻁ ﺍﻟﻜل ﻤﺎﻟﻙ ﻜل ﺸﺊ ﻤﺎﻨﻊ ﻤﺎﻴﺭﻯ ﻭﻤـﺎ ﻻﻴـﺭﻯ ﻭﺒـﺎﻟﺭﺏ
ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻴﺴﻭﻉ ﺒﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺨﻼﺌﻕ ﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻟﺩ ﻤﻥ ﺃﺒﻴﻪ ﻗﺒل ﺍﻟﻌﻭﺍﻟﻡ ﻜﻠﻬـﺎ ﻭﻟـﻴﺱ
ﺒﻤﺼﻨﻭﻉ ﺇﻟﻪ ﺤﻕ ﻤﻥ ﺇﻟﻪ ﺤﻕ ﻤﻥ ﺠﻭﻫﺭ ﺃﺒﻴﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻴﺩﻩ ﺃﺘﻘﻨﺕ ﻭﺼﺎﺭ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ ﻭﺤﺒل ﺒﻪ ﻭﻭﻟﺩ
ﻤﻥ ﻤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺒﺘﻭل ﻭﺼﻠﺏ ﺃﻴﺎﻡ ) ﺒﻴﻼﻁﺱ ﺍﻟﻤﻠﻙ ( ﻭﺩﻓﻥ ﻭﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ ﻜﻤـﺎ ﻫـﻭ
ﻤﻜﺘﻭﺏ ﻭﺼﻌﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺠﻠﺱ ﻋـﻥ ﻴﻤﻴﻥ ﺃﺒﻴﻪ ﻤﺴﺘﻌﺩ ﻟﻠﻤﺠﺊ ﺘﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺒـﻴﻥ
ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻤﻭﺍﺕ .ﻭﻨﺅﻤﻥ ﺒﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻕ ﻤﻥ ﺃﺒﻴﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻤﻭﻗﻊ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻻﺒﻥ
ﻴﺴﺠﺩ ﻟﻪ ﻭﻴﻤﺠﺩ ﺍﻟﻨﺎﻁﻕ ﺒﺎﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻭﺒﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻘﺩﺴﺔ ﺭﺴﻭﻟﻴﺔ ﻭﺒﻤﻌﺒﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻟﻤﻐﻔﺭﺓ
ﺍﻟﺨﻁﺎﻴﺎ ﻭﺘﺘﺭﺠﻰ ﻗﻴﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺩﻫﺭ ﺍﻟﻌﺘﻴﺩ ﺁﻤﻴﻥ (.
3ـ ﺍﻟﻴﻬــﻭﺩﻴﺔ:
ـ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺃ ﻤﺔ ﺴﺎﻤﻴﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ،ﻭﺃﺼﻠﻬﻡ ﻨﺒﻲ ﺍﷲ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﺍﺒﻥ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺍﺒﻥ ﺇﺒـﺭﺍﻫﻴﻡ
ﺍﻟﺨﻠﻴل ﻋﻠﻴﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ.
ـ ﻭﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻤﺄﺨﻭﺫﺓ ﻤﻥ ﻫﺎﺩ ﺍﻟﺭﺠل ﺇﻱ ﺭﺠﻊ ﻭﺘﺎﺏ ،ﻭﻗﺩ ﻟﺯﻤﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ ﻟﻘﻭل
ﻙ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﺍﻵﻴﺔ ،156ﺃﻱ ﺭﺠﻌﻨﺎ ﻭﺘﻀﺭﻋﻨﺎ.
ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡِ ) :ﺇ ﱠﻨﺎ ُﻫ ْﺩ ﹶﻨﺎ ِﺇﹶﻟ ْﻴ َ
ﻭﻗﻴل ﺴﺒﺏ ﺘﺴﻤﻴﺘﻬﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ) ﻴﻬﻭﺫﺍ ( ﺍﺒﻥ ﻨﺒﻴﻨﺎ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
ـ ﻭﻴﻘﺎل ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻌﺒﺭﺍﻨﻴﻴﻥ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﻴﻥ ﻷﻨﻬﻡ ﻋﺒﺭﻭﺍ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﺸﺭﻗﻪ ﺇﻟـﻰ ﻏﺭﺒـﻪ،
ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺠﺩ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﺜﻡ ﻭﺍﺼﻠﻭﺍ ﺴﻴﺭﻫﻡ ﺇﻟﻰ ﻀﻔﺎﻑ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﻭﺍ
ﻫﻨﺎﻙ.
ـ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻴﻘﺎل ﻟﻬﻡ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻭﻥ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻴﻌﻘﻭﺏ.
* ﻭﻴﺭﺍﺩ ﺒﺘﺴﻤﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ ،ﻭﺒﺘﺴﻤﻴﺘﻬﻡ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﺭ.
ـ ﺃﻫﻡ ﻜﺘﺒﻬﻡ:
ـ ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ :ﻜﺘﺎﺏ ﻤﻘﺩﺱ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻤﺘﻼﻜﻪ ﻓﻬﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﻴﺠﻬﻠﻪ ﻋﺎﻤﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺼﻼﺓ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ ..ﻭﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ ﻜﻠﻤـﺔ ﻋﺒﺭﻴـﺔ ﺘﻌﻨـﻲ
ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﺸﻔﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ.
ـ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ :ﻓﻬﻭ ﻤﺠﺭﺩ ﻜﺘﺎﺏ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺃﺴﻁﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻤﻪ.
ـ ﺃﻫﻡ ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻬﻡ:
ـ ﺃﻨﻬﻡ ﺸﻌﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ،ﻭﺃﻥ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﷲ ،ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ " :ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ
ﺏ ﺇﻟـﻰ ﺍﷲ
ﻤﻥ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﷲ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻤﻥ ﺠﻭﻫﺭ ﺃﺒﻴﻪ " ،ﻭﻴﻘﻭل ﺃﻴﻀﺎ " :ﺇﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﺃﺤ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻓﺎﻟﺫﻱ ﻴﺼﻔﻊ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﻜﻤﻥ ﻴﺼﻔﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺴﻭﺍﺀ ".
ﻓﻘﻁ.
ـ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻟﻴﺱ ﻤﻌﺼﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻓﻬﻭ ﻴﺜﻭﺭ ﻭﻴﺴﺭﻕ ﻭﻫﻭ ﺇﻟﻪ ﺒﻨﻲ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل
ـ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻴﺩ ) ﺍﻟﻔﺼﺢ ( ﻭﻫﻭ ﻋﻴﺩ ﺨﺭﻭﺝ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻥ ﻤﺼﺭ،
ﻭﻗﻴل ﻫﻭ ﺍﺤﺘﻔﺎﻟﻬﻡ ﺒﺫﻜﺭﻯ ﺍﻟﻘﺘل ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻟﻠﻤﻭﻟﻭﺩ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﻓﺭﻋﻭﻥ .ﻭﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻓﻴﻪ ﺨﺒﺯ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺨﻤﺭ.
ـ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺴﺒﺕ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻐل ﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﺭﺍﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺏ ﻤﻥ
ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ.
ـ ﺃﻥ ﺍﻟﺫﺒﻴﺢ ﻤﻥ ﻭﻟﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻫﻭ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﻭﻟﻴﺱ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل.
ـ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ ﻭﺃﻥ ﺃ ﻤﻪ ﻤﺭﻴﻡ ﺃﺘﺕ ﺒﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺨﻁﻴﺌـﺔ .ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﻜﻨﺎﺌﺱ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺫﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻭﺍﻋﻅﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﺎﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﻨﺎﺒﺤﺔ ،ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ " :ﻴﺠﺏ ﻋﻠـﻰ
ﻜل ﻴﻬﻭﺩﻱ ﺃﻥ ﻴﻠﻌﻥ ﻜل ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺕ ﻭﻴﻁﻠﺏ ﻤـﻥ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﺒﻴـﺩﻫﻡ ﻭﻴﻔﻨـﻲ
ﻤﻠﻭﻜﻬﻡ ﻭﺤﻜﺎﻤﻬﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺃﻥ ﻴﺼﻠﻭﺍ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺕ ﺒﻐﻀﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻱ "
ـ ﺍﻨﺤﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ:
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻗﺩ ﻨﺴﺨﺕ ﺒـﺸﺭﻴﻌﺔ ﻤﺤﻤـﺩ
ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻷﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻴﻌﻤل ﺒﻐﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠـﺎﺀ ﺒﻬـﺎ
ل
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ) :ﻗﹸـ ْ
ﻥ ﹸﺘﻁِﻴﻌُـﻭ ُﻩ
ﺤ ﱢﻤ ﹾﻠ ﹸﺘ ْﻡ َﻭِﺇ ْ
ﻋﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻡ ﱠﻤﺎ ُ
ل َﻭ َ
ﺤ ﱢﻤ َ
ﻥ ﹶﺘ َﻭﱠﻟﻭْﺍ ﻓﹶﺈِ ﱠﻨﻤَﺎ ﻋَﹶﻠ ْﻴ ِﻪ ﻤَﺎ ُ
ل ﹶﻓِﺈ ْ
ﺃَﻁِﻴﻌُﻭﺍ ﺍﻟﻠﱠﻪَ ﻭَﺃَﻁِﻴﻌُﻭﺍ ﺍﻟ ﱠﺭﺴُﻭ َ
ﻥ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺭ ﺍﻵﻴﺔ .54
ﻍ ﺍ ﹾﻟ ُﻤ ِﺒﻴ ُ
ل ﺇِﻟﱠﺎ ﺍ ﹾﻟﺒَﻠﹶﺎ ﹸ
ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟ ﱠﺭﺴُﻭ ِ
ﹶﺘ ْﻬ ﹶﺘﺩُﻭﺍ ﻭَﻤَﺎ َ
ل َﻤﻌَـ ُﻪ
ﺼﺭُﻭ ُﻩ ﻭَﺍ ﱠﺘ َﺒﻌُﻭﺍ ﺍﻟﻨﱡﻭ َﺭ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ُﺃﻨﹾـﺯِ َ
ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ ِﺒ ِﻪ ﻭَﻋَ ﱠﺯﺭُﻭ ُﻩ َﻭ ﹶﻨ َ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻓﹶﺎﱠﻟﺫِﻴ َ
ﻥ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﺍﻵﻴﺔ .157
ﺃُﻭﹶﻟﺌِﻙَ ُﻫ ُﻡ ﺍ ﹾﻟ ُﻤ ﹾﻔِﻠﺤُﻭ َ
ﺕ
ﺴﻤَﺎﻭَﺍ ِ
ﻙ ﺍﻟ ﱠ
ﺠﻤِﻴﻌًﺎ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﹶﻟ ُﻪ ُﻤ ﹾﻠ ُ
ل ﺍﻟﻠﱠ ِﻪ ِﺇﹶﻟ ْﻴ ﹸﻜ ْﻡ َ
ﺱ ِﺇﻨﱢﻲ َﺭﺴُﻭ ُ
ل ﻴَﺎ ﺃَ ﱡﻴﻬَﺎ ﺍﻟﻨﱠﺎ ُ
ﻭﻗﺎل ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ) :ﹸﻗ ْ
ﻥ ﺒِﺎﻟﻠﱠـ ِﻪ
ﻲ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﻴُـ ْﺅ ِﻤ ُ
ﻲ ﺍ ﹾﻟُﺄ ﱢﻤ ﱢ
ﺕ ﻓﹶﺂ ِﻤﻨﹸﻭﺍ ﺒِﺎﻟﻠﱠﻪِ َﻭ َﺭﺴُﻭِﻟ ِﻪ ﺍﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱢ
ﺤﻴِﻲ َﻭ ُﻴﻤِﻴ ﹸ
ﺽ ﻟﹶﺎ ﺇِﹶﻟﻪَ ﺇِﻟﱠﺎ ُﻫ َﻭ ُﻴ ْ
ﻭَﺍ ﹾﻟَﺄ ْﺭ ِ
ﻥ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﺍﻵﻴﺔ .158
َﻭ ﹶﻜِﻠﻤَﺎ ِﺘ ِﻪ ﻭَﺍ ﱠﺘﺒِﻌُﻭ ُﻩ ﹶﻟ َﻌﱠﻠ ﹸﻜ ْﻡ ﹶﺘ ْﻬ ﹶﺘﺩُﻭ َ
ﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻴﺅ ﹼﻜﺩ ﻜﻔﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫﻫﻡ ﺃﺤﺒﺎﺭﻫﻡ
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺃ
ﻭﺭﻫﺒﺎﻨﻬﻡ ﺃﺭﺒﺎﺒﺎ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ،ﻭﻗﻭل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ :ﻋﺯﻴﺭ ﺍﺒﻥ ﺍﷲ ،ﻭﻗﻭل ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ :ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﺒﻥ
ﺍﷲ ،ﻭﺘﻜﺫﻴﺒﻬﻡ ﻟﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ.
ﻥ َﻤ ْﺭ َﻴ َﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ
ﺢ ﺍ ْﺒ ُ
ﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪَ ُﻫ َﻭ ﺍ ﹾﻟ َﻤﺴِﻴ ُ
ﻥ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ِﺇ ﱠ
ـ ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﹶﻟ ﹶﻘ ْﺩ ﹶﻜ ﹶﻔﺭَ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ
ﺍﻵﻴﺔ .17
ﻥ ﺇِﹶﻟﻪٍ ﺇِﻟﱠﺎ ﺇِﻟﹶ ٌﻪ ﻭَﺍﺤِ ٌﺩ (
ﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪَ ﺜﹶﺎﻟِﺙﹸ ﺜﹶﻠﹶﺎﺜﹶﺔٍ ﻭَﻤَﺎ ِﻤ ْ
ﻥ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ِﺇ ﱠ
ـ ﻭﻗﺎل ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ) :ﹶﻟ ﹶﻘ ْﺩ ﹶﻜ ﹶﻔﺭَ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﺍﻵﻴﺔ .73
ﻥ ﺍﻟﻠﱠـ ِﻪ
ﻥ ﺩُﻭ ِ
ﺤﺒَﺎ َﺭ ُﻫ ْﻡ َﻭ ُﺭ ْﻫﺒَﺎ ﹶﻨ ُﻬ ُﻡ ﺃَ ْﺭﺒَﺎﺒًﺎ ِﻤ ْ
ﺨﺫﹸﻭﺍ َﺃ ْ
ـ ﻭﻗﺎل ﻋﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ) :ﺍ ﱠﺘ ﹶ
ﻥ (
ﺸ ِﺭﻜﹸﻭ َ
ﺴ ْﺒﺤَﺎ ﹶﻨ ُﻪ ﻋَﻤﱠﺎ ُﻴ ﹾ
ﻥ َﻤ ْﺭ َﻴ َﻡ ﻭَﻤَﺎ ُﺃ ِﻤﺭُﻭﺍ ﺇِﻟﱠﺎ ِﻟ َﻴ ْﻌ ُﺒﺩُﻭﺍ ﺇِﻟﹶﻬًﺎ ﻭَﺍﺤِﺩًﺍ ﻟﹶﺎ ﺇِﹶﻟﻪَ ﺇِﻟﱠﺎ ُﻫ َﻭ ُ
ﺢ ﺍ ْﺒ َ
ﻭَﺍ ﹾﻟ َﻤﺴِﻴ َ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﺍﻵﻴﺔ .31
ﻭﻗﺩ ﺭﻭﻯ ﻤﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺼﺤﻴﺤﻪ ،ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل ) :ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻨﻔﺱ
ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻴﺩﻩ ﻻ ﻴﺴﻤﻊ ﺒﻲ ﺃﺤﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷ ﻤﺔ ﻴﻬﻭﺩﻱ ﻭﻻ ﻨﺼﺭﺍﻨﻲ ﺜﻡ ﻴﻤﻭﺕ ﻭﻟﻡ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺫﻱ
ﺃﺭﺴﻠﺕ ﺒﻪ ﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻨﺎﺭ (.
ﻥ
ﺸﺭَﻜﹸﻭﺍ َﻭ ﹶﻟ ﹶﺘﺠِـ َﺩ ﱠ
ﻥ ﺃَ ﹾ
ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ ﺍ ﹾﻟ َﻴﻬُﻭ َﺩ َﻭ ﺍﱠﻟ ِﺫﻴ َ
ﻋﺩَﺍ َﻭ ﹰﺓ ِﻟﱠﻠﺫِﻴ َ
ﺱ َ
ﺸ ﱠﺩ ﺍﻟﻨﱠﺎ ِ
ﻥ َﺃ ﹶ
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻲ ) :ﹶﻟ ﹶﺘﺠِﺩَ ﱠ
ﻥ َﻭ ُﺭ ْﻫﺒَﺎﻨﹰﺎ َﻭ َﺃ ﱠﻨ ُﻬ ْﻡ ﻻ
ﻥ ِﻤ ﹾﻨ ُﻬ ْﻡ ِﻗﺴﱢﻴﺴِﻴ َ
ﻥ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﺇِﻨﱠﺎ ﹶﻨﺼَﺎﺭَﻯ ﹶﺫﻟِﻙَ ِﺒَﺄ ﱠ
ﻥ ﺀَﺍ َﻤﻨﹸﻭﺍ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ
َﺃ ﹾﻗﺭَﺒَ ُﻬ ْﻡ ﱠﻤ َﻭ ﱠﺩ ﹰﺓ ِﻟﱠﻠﺫِﻴ َ
ﻥ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﺍﻵﻴﺔ .82
ﺴ ﹶﺘ ﹾﻜ ِﺒﺭُﻭ َ
َﻴ ْ
ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ :ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﻌﺽ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﻭﺃﺜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ.
ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ:
ﺍﻹﺠﻤـــــﺎﻉ
* ﻟﻐﺔ :ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻴﻴﻥ:
ﺠ ِﻤ ُﻌﻭﺍ ﹶﻜ ْﻴ َﺩ ﹸﻜ ْﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﻁﻪ ﺍﻵﻴﺔ ،64ﺃﻱ ﺍﻋﺯﻤﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺃ( ﺍﻟﻌﺯﻡ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﹶﻓَﺄ ْ
ﺏ( ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ،ﻴﻘﺎل ﺃﺠﻤﻌﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻜﺫﺍ ﺇﺫﺍ ﺍﺘﻔﻘﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ.
* ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ :ﻫﻭ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﺸﺭﻋﻲ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ.
ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ:
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﺸﺭﻭﻁﻪ ﺒﻜل ﺴﻬﻭﻟﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﺭﺒﻌﺔ.
ﺃ( ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺠﺘﻬﺩﻱ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﻭﺍﺤﺩ.
ﺏ( ﺘﻭﻓﺭ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ.
ﺝ( ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻤﻊ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺈﺒﺩﺍﺀ ﻜل ﺭﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻗﻭﻻ ﻭﻓﻌﻼ.
ﺩ( ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻻﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺤﻜﻤﺎ ﺸﺭﻋﻴﺎ ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋـﺎ
ﺸﺭﻋﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﻋﻘﻠﻲ ﺃﻭ ﻟﻐﻭﻱ ﺃﻭ ﺤﺴﻲ.
ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ:
ﻟﻺﺠﻤﺎﻉ ﻨﻭﻋﺎﻥ ﻫﻤﺎ:
ﺃ( ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺼﺭﻴﺢ :ﻭﻫﻭ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ
ﺒﺈﺒﺩﺍﺀ ﻜل ﻓﺭﺩ ﻤﻨﻬﻡ ﺭﺃﻴﻪ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻔﻌل ) .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﺎﻷﻤﺭ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻀﺢ .ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻬـﻭ
ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ﺒﻘﻀﺎﺀ ﺜﻡ ﻴﺠﻲﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺘﻌﺭﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜـﺔ
ﻓﻴﻘﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺍﻷﻭل ،ﺜﻡ ﻴﺠﻲﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻴﻔﻌل ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﺍﻷﻭل ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭﻫﻜـﺫﺍ ﺤﺘـﻰ
ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻤﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ (.
ﺏ( ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺴﻜﻭﺘﻲ :ﻭﻫﻭ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ،ﻭﻴﺴﻜﺕ
ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺘﻜﻔﻲ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﺒﻼ ﺇﻨﻜﺎﺭ ﻭﻻ ﺍﻋﺘﺭﺍﻑ ﺴـﻜﻭﺘﺎ ﻤﺠـﺭﺩﺍ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ.
ﺤﺠ ّﻴﺔ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ:
ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﺤﺠﺔ ﻋﻨﺩ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﺫﻟﻙ
ﺃﺴﻼﻓﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺍﺴﺘﺩﻟﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺠ ِﻤﻴﻌﹰﺎ َﻭﹶﻟﺎ ﹶﺘ ﹶﻔ ﱠﺭ ﹸﻗﻭﺍ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ .103
ﷲ َ
لﺍ ِ
ﺤ ْﺒ ِ
ﺼ ُﻤﻭﺍ ِﺒ َ
ﻋ ﹶﺘ ِ
ـ ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰَ ) :ﻭﺍ ْ
ﻷﻤْـ ِﺭ
ل َﻭُﺃِﻟﻲ ﺍ َ
ﺴﻭ َ
ﻁﻴ ُﻌﻭﺍ ﺍﻟ ﱠﺭ ُ
ﷲ َﻭَﺃ ِ
ﻁﻴ ُﻌﻭﺍ ﺍ َ
ﻥ ﺀَﺍ َﻤ ﹸﻨﻭﺍ َﺃ ِ
ـ ﻭﻗﺎل ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠلَ ) :ﻴَﺄ ﱡﻴ َﻬﺎ ﺍﻟ ِﺫﻴ َ
ِﻤ ﹾﻨ ﹸﻜ ْﻡ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .59
ـ ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﻻ ﺘﺠﻤﻊ ﺃﻤﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻀﻼﻟﺔ ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ.
ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ:
ـ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺭﻴﺙ ﺍﻟﺠﺩﺓ ﺍﻟﺴﺩﺱ ،ﻓﻬﻲ ﺘﻨﺯل ﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﻷﻡ ﺒﺸﺭﻁ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻷﻡ
ﻋﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ُﻡ ُﺃ ﱠﻤ َﻬﺎ ﹸﺘ ﹸﻜ ْﻡ (
ﺕ َ
ﺤ ﱢﺭ َﻤ ﹾ
ـ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﺎﻟﺠﺩﺓ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰُ ) :
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻵﻴﺔ .23ﻭﺍﻟﺠﺩﺓ ﺃﻡ ﻜﺒﺭﻯ.
ـ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻲ ﻤﺼﺤﻑ ﻭﺍﺤﺩ.
ـ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺘﻀﻤﻴﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻉ ﻤﻊ ﺃﻨﻬﻡ ﻤﺅﺘﻤﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻤﺘﻌﺘﻬﻡ.
ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩ :ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻴﻤﻥ ﻴﻘﺒل ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﻫﻡ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ـ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺂﻴﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ.
ـ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ.
ـ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺄﺼﻭل ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻤﻘﺎﺼﺩ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ.
ـ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺄﺼﻭل ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ.
ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ:
ﺍﻟﻘﻴــــــﺎﺱ
ﻟﻐﺔ :ﻤﺼﺩﺭ ﻗﺎﺱ ،ﻴﻘﺎل ﻗﺎﺱ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻱ ﺴﻭﺍﻩ ﻭﻗﺩّﺭﻩ.
ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ :ﻫﻭ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻘﻴﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻴﺱ ﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ.
ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ:
ﺇﺫﺍ ﺃﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻟﺘﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﻜﺎﻨﻪ ﺒﻜل ﺒﺴﺎﻁﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺃﺭﺒﻌﺔ:
ـ ﺍﻷﺼل :ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻤﻘﻴﺱ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺜﺒﺙ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻴﻪ.
ـ ﺍﻟﻔﺭﻉ :ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻤﻘﻴﺱ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻨﺹ ﻓﻴﻪ ﺃﺼﻼ ،ﻭﻴﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻤﻪ.
ـ ﺃﺤﻜﻡ ﺍﻷﺼل ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺜﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﻭﻴﺭﺍﺩ ﺘﻌﺩﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺭﻉ.
ـ ﺍﻟﻌﻠﹼﺔ :ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺸﺭﻉ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻷﺠﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل.
ﻤﺜﺎل ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ:
ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ﺤﺭﺍﻡ ﻟﻌﻠﺔ ﺍﻹﺴﻜﺎﺭ ﻜﺎﻟﺨﻤﺭ.
ﺍﻷﺼل :ﺍﻟﺨﻤﺭ .ﺍﻟﻔﺭﻉ :ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ .ﺤﻜﻡ ﺍﻷﺼل :ﺍﻟﺤﺭﻤﺔ .ﺍﻟﻌﻠﺔ :ﺍﻹﺴﻜﺎﺭ.
ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ:
ﻟﻜل ﺭﻜﻥ ﻤﻥ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺸﺭﻭﻁ ﻭﻫﻲ ﻜﺎﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺃ( ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻷﺼل :ﻟﻴﺱ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺇﻻ ﺸﺭﻁ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻨـﺼﻭﺼﺎ ﻋﻠﻴـﻪ،
ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺏ( ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻔﺭﻉ :ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺸﺭﻁﺎﻥ ﻭﻫﻤﺎ:
ـ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ .ـ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﺔ ﺍﻷﺼل ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ.
ﺝ( ﺸﺭﻭﻁ ﺤﻜﻡ ﺍﻷﺼل :ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﻭﻫﻲ:
ـ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﻜﻡ ﺍﻷﺼل ﻗﺩ ﺜﺒﺕ ﺒﺎﻟﺸﺭﻉ ﻻ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﻋﻘﻠﻲ ﺃﻭ ﺤﺴﻲ.
ـ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺜﺎﺒﺘﺎ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻘﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ.
ـ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻘﻭﻻ ﺒﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﺔ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘل ﺇﺩﺭﺍﻜﻬﺎ.
ـ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺨﺘﺼﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻷﺼل ،ﻓﻼ ﻴﺼﺢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺭﺴـﻭل
ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ.
ﺩ( ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻠﺔ :ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
