awlamat lkanon .pdf
Nom original: awlamat lkanon.pdf
Ce document au format PDF 1.4 a été généré par / iTextSharp 4.1.2 (based on iText 2.1.2u), et a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 04/04/2016 à 05:59, depuis l'adresse IP 105.158.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 557 fois.
Taille du document: 342 Ko (8 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
عولمة
القانون
الدكتور /عبد القادر القادري
عميد كلية الحقوق بفاس سابقا
أستاذ "القانون العام والعلوم
السياسية"
بجامعة محمد الخامس بالرباط
المملكة المغربية
عولمة القانون
ــــــــــ
للعولمة أبعاد جديدة من حيث إعادة التفكير
في عنصري الزمان والمكان ومقومات
الحضارة والمعاصرة ،فلماذا تخلق الشعور
بالخوف والقلق والال قدرة على التوقع
والتخطيط ،بل واالقتصار على اللحظة؟ هذا
السؤال يشكل هاجس المحللين ويطرح في
المنتديات العلمية والتجمعات االقتصادية
بوتيرة تصاعدية مما ينم عن تعقد الموضوع
وراهنيته.
العولمة أصبحت من البردغمات األكثر
تداوال في العالقات الدولية .1ومن البديهي أن
جدة المفهوم تثير اهتمام الباحثين في حقل
العلوم اإلنسانية وردود فعل عاطفية لدى
الرأي العام الذي تتجاذبه تيارات ما بين
القبول والرفض .فإذا كان البعض هم "سادة
العالم" يشيدون بالعولمة كواقع ال يرتفع
ومؤشر على دخول رمزي للعالم في حميمية
اجتماعية وثقافية مع كل ما يترتب على هذا
القرب من آثار أو لما يصطلح عليه المفكر
"دولوز" بطريقة مقاربة للعالم ،فإن اآلخرين،
أي الشعوب والمجتمعات المهمشة تشجب
العولمة لما لها من انعكاسات سلبية على
اقتصادها وآثار على هويتها .فال ُغرُوَّ أن
نجدها تتصدر المجموعات التي تناضل
بمنهجية واستمرارية للحيلولة دون اتساع هذه
الظاهرة وتعبر بنضالها المستميت على ما
يعتري المجتمع الدولي من مشاعر القلق
والخوف .ذلك أن العولمة تغير منظورنا
للزمان الذي يعرف تسريعا وللمكان الذي
يضيق يوما بعد يوم ولسيادة الدولة الوطنية
التي تعرف انحساراً .
الحديث عن العولمة معناه أن العالم
أصبح مسرح عمليات يتداخل فيها العام
والخاص ،الوطني والدولي ويتفاعل فيها
االقتصادي والتجاري واإلعالمي بالسياسي
والقانوني .لقد أفرزت العولمة صعود المجتمع
المدني الدولي وبروز الشبكات وتطوير
Internetوتوسيع المقاوالت .كل هذه
العوامل متظافرة تساهم في بلورة قواعد
دولية أفرزتها التكنولوجيات اإلعالمية الحديثة
وتنمية العالقات التجارية في إطار منظمة
التجارة العالمية وظهور مفهوم "اإلقتصاد
الجديد" .أصبحنا أمام ازدواجية العالم ،حسب
تعبير أستاذنا الفقيه روني جان دوبوي. 3
العولمة تمثل لحظة تاريخية حيث
تفاوض المجتمعات عالقاتها مع الزمان
والمكان اعتقادا منها أن ال شيء سيبقى كما
كان في الماضي .إننا نحيا زمن العولمة،
حسب تعبير المفكر زكي عيدي .2إذا كانت
فال شيء إذن يخرج عن مجال
العولمة .كل شيء مرشح أن يكون في
متناولها :فإلى جانب االقتصاد والتجارة
واإلعالم فإن ثمة مجاالت طارئة أصبحت
1
GEMDEN, Mondialisation : Les mots et les choses
Kaarthala 1999 et DOLLFUS, la mondialisation
Presser de Services 1997
2
Laidi (Z), Un monde privé de sens Edyard - 1994
3
DUPUY (RJ), Le dédoublement du monde ,
RGDIP 1996-2 P 313-321
2
القطاع الخاص وإلغاء الحدود الوطنية وتوحيد
اتفاقات وخفض االختالفات.
مثار بحث ومتابعة من لدن القيمين عليها،
كمتابعة األشخاص المتهمين بخرق القانون
الدولي اإلنساني ،ومكافحة شبكات اإلتجار في
الممنوعات وقضية البيئة ،وإشكالية التنمية
المستدامة.
أمام هذه الظاهرة يظل رجل القانون
حائراً مذهوالً أمام محاوالت ترمي إما إلى
تسويق المفهوم 4أو تبخيسه ،متسائالً عما إذا
كان القانون "يتعولم" هو بدوره خالل عولمة
االقتصاد والتجارة وكذلك الشأن بالنسبة
لحقوق اإلنسان.
ال جرم أن العولمة ظاهرة شمولية
وصيرورة متعددة التخصصات تسعى حثيثا ً
إلى تخطي حدود الدولة الوطنية ،مع العلم
أن القانون هو نتاج الدولة .فهل يجوز إذن
سنُّ قواعد دولية من لدن دولة ولو كانت
تهيمن على العالم عن طريق اعتماد سياسة
القطب الواحد* أو من لدن مقاوالت أو
شركات متعددة الجنسيات ؟
-Iالحاجة إلى القانون لتدبير االقتصاد الجديد
ومواكبة تقنياته :
من نافلة القول أن العولمة توسعت عبر
الليبرالية وإنهاء الضوابط االقتصادية بالنسبة
للعديد من الداعين إلى إنتشار الديمقراطية
واقتصاد السوق .فليس هناك ما يدعو إلى
القول أن اإلقتصاد لم يعد اليوم في حاجة إلى
قانون بعلة أن االقتصاد تسير دفته اليد الخفية
للسوق .وعلى نقيض هذا المنظور الساذج فإن
االقتصاد في أمسّ الحاجة إلى قواعد ضابطة
لضمان توسع الصفقات وسالمتها .ومن
البساطة بمكان ،أن نعارض القانون
واالقتصاد ،ألن القانون كان وال يزال
عنصر -مفتاح لتطوير االقتصاد الليبرالي
واالقتصاد المفتوح ،فبدون ضوابط قانونية
تحمي المنافسة ،قد يهدم القانون نفسه
إن الضرورة التقليدية تكمن دائما في
نهج سياسة تعدد األقطاب *.فال غروَّ أن
تكون العولمة القانونية مثار تشاور وتفاهم
وتفاوض بين جميع مكونات المجتمع الدولي.
يجب اإلقرار أن العولمة ينظر إليها من
الزاوية القانونية بنوع من الريبة باعتبارها
منظومة شمولية تجسد لفكر وحيد قوامه بسط
السيطرة والنفوذ على المجتمع الدولي في
أنساقة الكالسيكية وتفويض دعائمية المبنية
على السيادة واإلقليم والهوية الثقافية .فالسوق
اإلقليم.
محل
يحل
وباعتبارها لحظة اضطراب سائد في
العالقات الدولية بعد انهيار المعسكر الشرقي
فإنه ينظر إلى العولمة كتهديد ال كأمل معقود
لما تمثله من اقتحام للفضاء العام عبر هيمنة
بنفسه .بل أكثر من ذلك فمنذ "ركاردو"
ال أحد يجادل في كون الليبرالية االقتصادية
تمثل عامال قويا ً للنمو* .فقواعد السوق
ال تضمن توزيعا عادال للثروات وال تخلق
*
الدكتور عبد القادر – مفاهيم القانون الدولي – دار توبقال 0222
القادري*
Croissance
4
Unipolaire
Multipolaire
*
3
إبرام الصفقة يمكن االتصال بالمستهلك
المحتمل بطرق مختلفة أبرزها الدعاية
واإلشهار والتواصل .نحن إذن أمام عروض
للبيع تقدم لشخص غائب ولو كان موجوداً
عبر اإلنترنت .إنه عقد يتم بين شخصين
غائبين.
الرفاهية والعدالة بين شعوب العالم ،بل يلزم
سن قواعد قانونية تستجيب لتطلعات المجتمع
إلى العدالة .
الجميع يستشعر الحاجة إلى القانون.
والعولمة تتطلب ضوابط كما تفرز مخاطر:
كتلوث الجو واألمراض المعدية ومخاطر
خفض العمالت المتنافسة الخ .فعالم اليوم في
أمس الحاجة إلى معايير ومراقبة حذرة
وفعالة.
ثمة إشكالية قائمة بخصوص وسائل
اإلثبات .فالمادة 444من قانون العقود
وااللتزامات ال يعترف بالنظائر واالستنتاج
إال إذا كانت هذه الوثائق مصادق عليها من
لدن السلطات العمومية في األقطار التي تمت
فيها هذه العملية.
لقد أحدثت التكنولوجيا ثورة عارمة في
مجال االقتصاد والتجارة مع ظهور مفهوم
المقاوالت الواعدة*.
كما أن المادة 424من القانون المذكور
تفرض أن يكون التوقيع على عقد خاص عن
طريق وضع يد الطرف المعني على أسفل
الوثيقة.
كما أن استعمال االنترنت أضحى سمة
العصر وتحرير العقد المكتوب من وصاية
الورق ظاهرة الفتة تؤذن بميالد التجارة
اإلليكترونية*.5
تلك بعض األمثلة التي تشهد على
صعوبة تطبيق القواعد التقليدية في مجال
التجارة اإلليكترونية واالقتصاد الجديد.
ناهيك عن ظهور صنف جديد من الجرائم*.
فهل يتجاوب القانون مع االقتصاد
الجديد وال سيما مع تقنياته الطارئة؟
من نافلة القول أن القواعد المنظمة
للتجارة في نطاق التشريع الفرنسي والمغربي
تقوم على مبدأ الرضائية مع العلم أن
إننا نعيش تطورات متالحقة .وإذا كانت
التجارة اإلليكترونية ال تعدو أن تكون سوى
تقنية جديدة ضمن تقنيات أخرى ،فإن
خصوصياتها تستدعي التفكير في سنّ تشريع
جديد وعلى األقل مواءمة التشريع الحالي مع
مستجدات التكنولوجيا.
الشكالنية تعد استثناء .وهنا يثور السؤال حول
معرفة خاصية التجارة والبيع عن بُعد.
يتعلق األمر بالعقد الذي تتم المفاوضة
بشأنه عن بُعد ويتحقق بواسطة االنترنت وقبل
*
Start-up
Commerce électronique
5
Dupuy (RJ) Mert
*
Cyberespace
4
*
ثمة أمراً يتعلق بالتجارة اإلليكترونية.
وهو كيف يمكن ضمان سالمة المعامالت
الدولية التي تتخطى الحدود الوطنية؟
ُتع ُّد التجربة األوربية رائدة في هذا
الصدد باعتمادها قواعد خاصة بالتجارة
اإلليكترونية أو بالتوقيع اإلليكتروني.
ال شك أن هذه السالمة تحتم اتخاذ
مجموعة من التدابير على صعيد القانون
المدني والقانون التجاري وأيضا ً على صعيد
القانون الجنائي بل أن هذه التدابير مهما كانت
فعاليتها ال تكفي بل يتعين أن تكون دولية أو
على األقل إقليمية ،مما يلزم معه تنشيط
التعاون بين الدول في إطار المنظمات
العالمية ذات العالقة.
تلك سياسة واقعية تهدف إلى مواكبة
القانون مع إكراهات االقتصاد الجديد على
المستوى األوروبي.
كما أن منظمة األمم المتحدة للتنمية
والتجارة استشعرت بدورها أهمية الموضوع
من خالل مصادقتها على قانون – نموذج
خاص بالتجارة اإلليكترونية . -
- IIالحاجة إلى قانون من أجل حماية
عالمية حقوق لإلنسان:
ومهما يكن من أمر فإن بوُ سع القانون
الوطني أن يغتني من القانون الدولي عن
طريق تمحيص تشريعاته وجعلها مالءمة مع
الممارسات الدولية ويستفيد من تجارب الدول
المتقدمة في هذا المضمار خاصة ما ذهبت
إليه دول االتحاد األوروبي من تقعيد مبادئ
مستلهمة من اجتهاد القضاء.
ال جدال أنه في مجال حقوق اإلنسان،
تستدعي العولمة وضع قواعد دولية صونا ً
لإلنسان أينما وُ جد ،في حين أنه في المجتمع
الدولي التقليدي كانت الحماية في صُلب
اختصاص الدولة .السؤال الذي يثور هنا :هل
يجوز أن نترك اإلنسان تحت رحمة
وغني عن البيان أن التوفيق بين
التشريع الوطني والتشريع الدولي أضحى
مطلبا ً ملحا ً ألن التجارة فرضت إبرام العديد
من االتفاقات الدولية ولم يعد بمقدور القانون
القواعد الوطنية ،أو على خالف ذلك ،أن
نتبنى قواعد تطبق على الجميع* .هذا نوع
آخر من العولمة ،حسب تعبير األستاذة
ميريل-دلماس مارتي ،التي تقترح استعمال
مصطلح "عولمة" للحديث عن االقتصاد
واعتماد مصطلح "عالمية" للحديث عن حقوق
اإلنسان .صحيح إن القانون الدولي اإلنساني
اهتم بموضوع حماية اإلنسان خالل
المنازعات المسلحة ،كما أن حقوق اإلنسان
الوطني االنطواء على نفسه والتحصن
بموقعه الضيق واالكتفاء الذاتي.
إن دراسة قانون العقود وااللتزامات لم
تعد بمنأى عن قانون العقود الدولية سواء
منها التي تبرمها الدول أو تلك التي تبرمها
الدول مع الشركات أو بين الشركات فيما
بينها.
Erga omnés
5
*
وجود هذه المرجعيات األربع في نفس الوقت
كفيل وحده بتقعيد العولمة.
بدأت تل ُج القواعد الدولية ،بعد المصادقة على
التصريح العالمي لحقوق اإلنسان لعام
، 1441والصكوك الدولية ومجموعة من
المواثيق ذات الصلة على الصعيدين العالمي
واإلقليمي تم ترسيخها عن طريق الممارسة
والعرف واجتهاد المحاكم الدولية لدرجة أن
حقوق اإلنسان أصبحت قاعدة آمرة*.
هناك مقتضيات لسن قانون ذات بُعد
عالمي قد يكون عبر دولة مهيمنة تحاول بسط
قانونها على العالم ،إنها عولمة الهيمنة*،
مثال ذلك قانون هانس – برتون وأماتو –
كنيدي لعام 1444الذي بمقتضاه ألزمت
الواليات المتحدة األمريكية أشخاصا ً ماديين
ومعنويين انتهاج سلوك تجاه كوبا وايران
وليبيا تحت طائلة الجزاءات .
ال تعدو العولمة أن تزيد على ضرورة
حماية هذه المكتسبات وتوسيعها وأجرأتها
وجعلها تحتل مكانة متميزة في التشريع
تراثا ً
مشتركا
باعتبارها
الدولي
*
لإلنسانية .
كان الهدف من وراء ذلك هدفا ً سياسيا ً
هو :عزل كوبا و حرمان ليبيا وايران من
تطوير صناعة األسلحة.
فإلى جانب الحاجة إلى قانون لمواجهة
تحديات االقتصاد الجديد ،فإن ثمة حاجة إلى
قانون لحماية اإلنسانية كشخص جديد من
أشخاص القانون الدولي .هذه اإلنسانية التي
تملك حقوقا على المجاالت الدولية الخارجة
عن اختصاصات الدول ،وكذلك بالنسبة
لألجيال الحاضرة وأجيال المستقبل.
فمن منظور مثالي ،فإن العولمة تدمج
في طياتها قيم عالمية قابلة للتطبيق على جميع
الفاعلين مما يرتب أن لها مرجعيات أربع:
مرجعية إيديولوجية النتسابها إلى اإلنسانية
جمعاء ومرجعية إجرائية ،أي الرجوع إلى
دور الفاعلين في تعريف القواعد ،ومرجعية
إلى
االنتساب
أي
مجالية،
العالم باعتباره فضاء لتطبيق القواعد القانونية
واألخالقية ،ومرجعية الفعالية* أي سريان
القواعد على الجميع في أنحاء المعمورة .إن
من المستحب أال تصبح العولمة بنية
إمبريالية للمجتمع الدولي .بل المتوخى منها
هو أن تحقق حماية دولية للمجتمع وأن تمثل
فيه الحضارات واألنظمة القانونية الرئيسية
في العالم .وكل توحيد للقانون على صعيد
العالم ليس معناه اعتماد قواعد أنكلو سكسونية
بل السعي إلى إنتقاء في كل نظام سواء كان
قانونا ً مدنيا أو غيره ،أحسن ما لديه .ليست
الدول وحدها التي تزعم أنها قادرة على حكم
العالم بل إن فاعلين إقتصاديين آخرين يسعون
إلى هذه الغاية ،أي اعتماد قواعد فوق-
وطنية ،وقانون تجاري *.وتجدر اإلشارة إلى
أن هذا القانون األخير ُمدان لكونه تعبير عن
القوة
عالقات
بين الفاعلين المؤثرين في الحقل اإلقتصادي
*
Jus cogens
Patrimoine Commun de l’Humanité
*
Efficacité - Efficience
*
*
Mondialisation de la domination
*
Lex mercatoria
6
الخاص .ولعل مدونة حسن السلوك* التي
تظهر في Internetأحد تجليات هذا الضبط
الخاص وحتى ولو كانت العالقات تبدو أفقية
ولالمركزية .ومما ال شك فيه أن مختلف هذه
المحاوالت لضبط االقتصاد ليس بمقدورها
اإلجابة على التحديات المطروحة ،كما أنها ال
تتمتع بسلطة الدولة التي تظل الملجأ األخير
في حال نشوب نزاع .فكيف يمكن إذن سن
قانون عولمة ؟
بمعنى أن كل الدول تملك حق متابعة كل
خرق لقاعدة من قواعد حقوق اإلنسان ،حتى
ولم يتم ذلك الخرق في إقليمها أو تجاه أحد
رعاياها طالما ثبت وجود مصلحة مشتركة
لإلنسانية.
يظل هذا الطموح في تأسيس قواعد
دولية رهينا ً بمدى تطبيقها في عالم يسوده
اقتصاد السوق .كما يطرح السؤال عما إذا
كانت منظمة التجارة العالمية قادرة على
التوفيق بين الليبرالية واحترام قيم غير
اقتصادية .هناك خوف من أن تتحول من
اقتصاد السوق إلى مجتمع السوق .فمن
الضروري إذن مواجهة هذا المنزلق وذلك
بإدخال عوامل وقيم غير الربح واحترام
الملكية الفكرية وقواعد البيئة وإقرار مبدأ
االحتياط* وإقرار" الشرط االجتماعي*" في
تكمن أهم صيغة لعولمة القانون في
إتفاق يُعقد بين الدولة والفاعلين الدوليين
بمعنى أنه يتعين اعتماد مسطرة جديدة إلقرار
قانون عالمي .وفي هذا الصدد فإن الفقيه
كامبكو يقترح تعريفا جديداً لقانون الدول حتى
يتسنى إدراج العالقات القانونية العامة
والخاصة ،كيفما كانت األطراف المتعاقدة
دوال وجماعات وأفراداً فيما بينهم.
إطار منظمة التجارة العالمية .واعتماد أسلوب
"الحوار بين الثقافات" منهجا ً جديداً في
العالقات الدولية ال سياسة اإلكراه
و" الكيل بمكيالين" وإلغاء اآلخر"
"ودبلوماسية المدفع تارة و"التغني بالرسالة
الحضارية" للغرب تارة أخرى.
لعل الدور التقليدي الذي تضطلع به
المنظمات غير الحكومية لترسيخ هذا المفهوم
الجديد يظهر من خالل مدى التأثير اإليجابي
في اتجاه خلق محكمة جنائية دولية وإقرار
اتفاقية إلزالة األلغام الال الشخصية ،وإقرار
بخصوص
األطراف
متعدد
اتفاق
االستثمارات الدولية لدرجة أننا لم نعد أمام
ظهور "رأي عام دولي" بل أننا نلمح مجتمعا
سياسيا عالميا*.
والجدير بالذكر أن هناك توجها عند
بعض الدول العتماد "قاعدة االختصاص
العالمي"للدول في مجال حقوق اإلنسان"*.
*
Code de bonne conduite
Polis planétaire
*
La Règle de la Compétence Universelle
*
*
Principe de Précaution
*
La Clause Environnementale
7
وخالصة القول أن العولمة 4تستنطق
القانون الدولي وال سيما أشخاصه وأدواته
لمعرفة إلى أي حد تستطيع التكيف مع هذه
الظاهرة التي تقوم على أساس "السرعة
واللحظة " ومواكبة التكنولوجية المتجددة.
6
André-Jeau Arnaud, De la régulation de droit à
l’heure de la globalisation : quelques observations
critiques/ Droit et Société 35-1997
8