bayna lilam wa jarimat alfasad .pdf
Nom original: bayna lilam wa jarimat alfasad.pdf
Ce document au format PDF 1.4 a été généré par / iTextSharp 4.1.2 (based on iText 2.1.2u), et a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 04/04/2016 à 05:59, depuis l'adresse IP 105.158.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 527 fois.
Taille du document: 433 Ko (13 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
بين اإلعالم وجريمة الفساد:
مشكالت ومواجهة
إعداد
الدكتور /على عواد
عميد ركن
محاضر في اإلعالم والرأي العام والقانون الدولي
اإلنساني في كلية القيادة واألركان والمدرسة الحربية
ومعهد قوى األمن الداخلي للضباط (لبنان)
محاضر (أستاذ رئيس صف) في المعهد الدولي
للقانون االنساني (ايطاليا -سان ريمو)
مشارك في عدة معاهد عسكرية ومدنية في
لبنان والخارج
الجمهورية اللبنانية
بين اإلعالم وجريمة الفساد :
مشكالت ومواجهة
ــــــــ
وتتح َّدد سمات الضمير العام ،ناتج الرسائل
اإلعالمية وضابط ظاهرة الجريمة أو مؤججها
في:
بين اإلعالم والجريمة :مقاربة.
في كل مجتمع وفي كل مرحلة معينة توجد
مجموعة محددة من القناعات والدوافع السلوكية
القوية الجذور والمعترف بها ،والتي إذا اجتمعت
الَّفت الرأي العام المنتشر أو السائد لهذا المجتمع.
وإن هبوط الضمير العام لهذا الرأي يفتت البنية
المجتمعية التحتية بحيث تشكل الجريمة عالمة
بارزة في هذا الهبوط .لماذا؟ ألن الضمير العام،
الوجه الحقيقي للرأي العام ،يتكوّ ن متفاعالً
بالتأثيرات التالية :توعية الفرد ،ثقافته ،تأثير
وسائل االتصال ،أهمية تأثير الدين والتقاليد،
أهمية تأثير المدرسة والبيت وأهمية التجارب
اإلنسانية الماضية التي اعترضت مجتمع هذا
الفرد والظروف التي يعيشها ويفكر فيها
للمستقبل.
• مدى تمثيل هذا الضمير للسلوكية الجماعية:
هل أصبح الفساد أسلوب حياة و "تدبير
شؤون" مثال ًً ...؟.
• مدى ردة الفعل واالستجابة الستثارات
محرِّ ضة دافعة :إن السلوك العنفي خالل أزمة
طويلة في ظل ضياع المسؤولية وغياب القمع
والعقاب يجعل من جريمة الفساد مهنة
شائعة!!
• االستقرار النسبي في صحة الرأي العام
الحقيقي :إن تعرض الرأي العام لتغييرات
متكررة طارئة وحادة وفجائية يخلق بلبلة
داخل الفرد تضرب منظومته االجتماعية..
وبالتالي تفسد أخالقه.
وقد أ َّدت األبحاث التجريبية إلى القول أن
جميع األفراد ال يتصرفون بالطريقة نفسها حيال
الرسائل اإلتصالية وفي غالب األحيان يتخذون
قرارهم ويرسمون سلوكيتهم بتأثير البيئة
المحيطة بهم .لذلك ،يبدو هذا السلوك حيال هبوط
الضمير العام أكثر تعقيداً مما يتصوره البعض.
()1
وإبَّان األزمات ،تتص ّدع المنظومة االجتماعية
ويصيب االضطراب عالقات الناس ببعضها،
ويتداعى سلم القيم واألخالق ..وبالتالي ،تبرز
أرضية خصبة لتوالد الجرائم.
إذن ،من خالل الطبيعة السيكولوجية ـ
االجتماعية للرأي العام ،ومن خالله الضمير
العام ،تتح َّدد التوصيفات األساسية لعلم اجتماع
الجريمة وبالتالي دينامية مكافحتها بواسطة
اإلعالم ،الالعب الرئيسي في ساحة الرأي العام.
والجريمة ،مهما كان نوعها ،هي في
األصل ظاهرة "نفس ـ اجتماعية" قبل أن تقونن.
وبسبب ذلك ،فهي تثير جدالً ذو ابعا ٍد اجتماعية
تتحول إلى
وقانونية .ويكمن كل الخوف في أن
َّ
مشكلة اجتماعية تخرق المنظومة البنوية
صت عليه القيم
للمجتمع ،وخصوصا ً ما ن َّ
االجتماعية والعقيدة الدينية السمحا .
والجريمة ,أكانت فساداً أم أي فعل آخر,
هي حقيقة اجتماعية وقانونية في الوقت ذاته.
( )1يجزززم الخبززرا أنززه هنززاك دائززرة تززأثير متبززادل بززين
"افتعال األزمة" فزي بعزدها األمنزي ولعبزة التزأثير فزي
الزرأي العززام ،أي اإلعززالم ،وبالتززالي هبززوط أو ارتفززاع
الضمير العام.
791
تتكوّ ن من تفاعل العناصر "النفس ـ اجتماعية"
والبيولوجية .وبالتالي وير َّكز علم الجريمة على
الدراسة اإلنسانية لجوهر األسباب والدوافع التي
تؤدي إلى السلوكية الجرمية المغايرة لسلوك
المجتمع .ويعتبر خبرا علم النفس اإلجتماعي
التجريبي أن الجريمة ليست حدثا ً طارئاً ،بل هي
السلوك الناتج عن صراعين :صراع مع النفس
وآخر مع المجتمع.
وقبل الدخول في مسألة المواجهة تلك
نقول :قصد المشترع من عدم إيقاع العقاب على
مجرد التفكير بالجريمة ردع الفرد عن تنفيذ
فكرته عندما يعلم ـ بواسطة اإلعالم ـ حجم
العقوبة المفروضة .وتلعب الرسائل المذاعة حول
عدم اللجو إلى الجريمة ,مهما كانت الدوافع
ً
سامية أو وجيهة في نظر الفرد ,دورها الفعَّال،
خصوصا ً في القول بأن الدوافع ال تغير وصف
الجريمة أو تمنع العقوبة عن مرتكبها ،وإالَّ لكان
تحصيل الحق بالذات والثأر واالنتقام أعماالً
مشروعة في النظرية العامة لألمن.
ونستنتج من نظرية العقد االجتماعي أن
السلطة فيما تملك من أدوات هي قوة مانعة
للجريمة ومانحة لألمن وتمنع التع ّدي على حقوق
الغير ومخالفة القوانين في إطار حدود حفظ
النظام العام وحريات اآلخرين ،وتمنح األمن
االجتماعي وبالتالي السياسي بما يكفل االستقرار
وعملية البنا االجتماعي .واإلعالم هو األداة
الرئيسية في هذا المجال من خالل
ما يملك من قوة ردعية توجهية قد تو ّفر
على الحاكم استخدام العصا الغليظة .لماذا ؟
ألنه يتدخل في المراحل التكوينية للجريمة
كاآلتي:
لنفصِّل مسألة المواجهة اإلعالمية إلى
محورين أساسيين:
ً
عامة والفساد
• اإلعالم في مواجهة الجريمة
ً
خاصة.
• في توصيفات جريمة الفساد.
ا
عامة
أولا :اإلعالم في مواجهة الجريمة
ا
خاصة:
والفساد
• التفكير في الجريمة بعد أن تجول في الخاطر.
• اإلعالم في السياسة الوقائية لمكافحة
الجريمة:
• إستحواذ فكرة الجريمة على ذهن وحواس
المجرم.
• اإلعداد للجريمة تحضيراً وتنفيذاً وذيوالً .يلعب
" الذكا الوقائي" الدور الهام في نجاح
الجريمة الذكية.
في البداية ،كانت العقوبات تعتبر األسلوب
األمثل لمعالجة الجريمة في المجتمع .وبعد تبيان
فشلها النسبي في تحقيق الهدف ،بدأ اهتمام
الخبرا ينصب على أسباب الجريمة للقضا
عليها في المهد في بداية مراحل تكوين بنيتها.
وبدأت السلطات الحاكمة تعتمد منهجية رسم
السياسة الوقائية لمكافحة الجريمة مستند ًة إلى
نظريات البحث العلمي المتخصص والتخطيط
• تنفيذ الجريمة وفق خطوات ممنهجة ترتبط
بمدى "الذكا الوقائي" عند مرتكبها
ويتدخل اإلعالم فاعالً في مراحل التفكير
األولى بالجريمة موجها ً ورادعا ً ومهدداً بالعقاب،
مركزاً على مسألة التجريم القانوني والعقاب:
ال عقاب على فكرة الجريمة طالما بقيت
كامنة في النفس ولم يتم ترجمتها تحضيراً
وإعداداً.
791
المسبق ودمج الخبرات المتصلة بعلم الجريمة
()2
بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
()3
واقتصادية .ويدخل دور وسائل اإلعالم في
مقدمة المفاهيم الثقافية تلك.
كيف يدخل دور أجهزة اإلعالم في السياسة
الوقائية؟
تلعب األساليب غير المباشرة لوقاية
المجتمع من الجريمة الدور األساسي ومنها:
ال يمكن حصر أسباب اإلجرام في حزم ٍة
واحدة مح َّددة الحدود واألبعاد .فالجريمة قد تظهر
نتيجة عوامل ترتبط بشخص الجاني أو بالبيئة
االجتماعية المحيطة ،ويشكل أحدها عامالً رئيسيا ً
والبعض اآلخر عامالً ثانويا ً مك ّمالً إلرتكابها.
.7
نشر الثقافة ،خصوصا ً التربوية منها..
.1
وضع ونشر قوانين وضوابط التربية
الخلقية كما في القوانين العادية..
.3
إن معرفة األسباب تقود إلى تحديد
استراتيجي ألساليب الوقاية المناسبة التي تتشعب
بدورها لتشمل أوجه النشاط اإلنساني كافة
منع نشر ما من شأنه نشو حاالت
التعرض لإلغرا ات النفسية أو
الفيزيولوجية الدافعة إلى الجريمة.
.4
وضع برامج هادفة إلى تحويل الرغبات
الخطرة عند اإلنسان.
.1
نشر الثقافة العقيدية الدينية المتعلقة
بالسلوك اإلنساني السليم..
بما يشتمل عليه من قيم ومفاهيم ثقافية وسياسية
وتلعب أجهزة اإلعالم الدور الفاعل في
تجسيد األساليب هذه بصرف النظر على أساليب
ً
عامة وجريمة
العقاب المتبعة ،ألن الجريمة
ً
ً
خاصة ليست فقط سلوكا ً ماديا يصدر عن
الفساد
الجاني ،بل هي تعبر عن ترجمة نمطية لخلل
()4
اجتماعي في العالقات واألوضاع السائدة ،
وعلى وسائل اإلعالم بما تمتلك من قوة تغييرية
أن تعالج وتواجه وفق اتجاهين استراتيجين
أساسيين:
( )2على الصعيد الدولي ،برز االهتمام بالسياسة الوقائية
لمكافحزززة الجريمزززة مزززن خزززالل إنشزززا قسزززم الزززدفاع
االجتمززززاعي والوقايززززة مززززن الجريمززززة التززززابع لألمززززم
المتحززدة ،واللجنززة الدوليززة للوقايززة مززن الجريمززة ,ومززن
خزززالل المزززؤتمرات الدوليزززة لمنزززع الجريمزززة ومعاملزززة
المجززرمين مثززل مززؤتمر كاراكززاس ( )7911وإعززالن
خطزززة ميالنزززو ( )7911اللزززذان ركززززا علزززى وجزززوب
وضع سياسزة وقائيزة شزاملة وادخزال الخطزط الوقائيزة
فززي عمليززة التنميززة .وفززي نطززاق الجامعززة العربيززة تززم
إنشززا المنظمززة العربيززة للززدفاع االجتمززاعي ،مهمتهززا
وضع السياسة الوقائية والتعاون في مكافحة الجرائم.
كمززززا أنشززززي المركززززز العربززززي للدراسززززات األمنيززززة
والتدريب بالرياض التابع إلى مجلس وزرا الداخلية
العززرب .وكزززذلك المركززز العربزززي للبحززوث القانونيزززة
والقضززززائية بالربززززاط التززززابع لمجلززززس وزرا العززززدل
العزززرب ( .)7911الهزززدف مزززن كزززل هزززذا هزززو وضزززع
سياسة التنسيق في مكافحة الجريمة.
( )3يراجززع "السياسززة الجنائيززة المعاصززرة" .السززيد يززس.
صززدر عززن "دار الفكززر العربززي" .7913 .ص 711
وما بعدها.
(N.y. 1950. p "Criminology"D. Taft. )4
664
799
أ-
ويؤكد خبرا الجريمة أن بوادر االنحراف
تظهر في حاالت كثيرة في سن مبكرة ،وإذا بقيت
دون معالجة بنيوية في إطار دور األسرة تصل
إلى بعد
الوقاية العامة :وضع الخطط والبرامج
اإلعالمية الشاملة التي تعالج العوامل
()5
المهيأة لتنامي الجريمة .
ب -الوقاية الخاصة :تحديد المعلومات الخاصة
التي توفر لألفراد وسائل االبتعاد عن
الظروف التي يمكن أن تجعلهم هدفا ً سهالً
لالعتدا عليهم.
الجريمة بعد أن تتنامى تلك البوادر في
ظروف عائلية سيئة .وقد دلَّت البحوث التجريبية
على أن المجرم تكون لديه في حداثته "ومضات
سلوكية" تطفو وتختفي فجأة على سطح شخصيته
"المتراقصة" وتبرز في تمرُّ ده على سلطة
الوالدين أو "العناد النزق" أو التصرف السي
في أماكن الفساد.
وتطرح مسألة التوعية اإلعالمية األمنية
نفسها بقوة من خالل ثالثة اعتبارات:
توعية الفرد في األسرة.
وتلعب البيئة األسرية الدور الفعَّال في
تكوين شخصية الفرد وزرع العوامل "النفس ـ
اجتماعية" المؤدية إلى سلوكه المستقبلي.
ويقتضي دعم تلك البيئة بالمقومات اآليلة إلى
المحافظة على كيانها المادي والمعنوي وفق ما
يلي:
ـ توفير الضروريات الحياتية.
التوعية األمنية للمجتمع.
الدور الوقائي لوسائل اإلعالم.
• توعية الفرد في األسرة:
يعيش الفرد في كنف األسرة ،الخلية
اإلنسانية األولى ،ويكتسب أخالقها وتقاليدها
وثقافتها وعاداتها .وبالتالي ،فهي تشكل اللّبنة
األولى والخميرة األم لبنا شخصيته اإلنسانية
()6
المؤثرة على سلوكه في المستقبل .
( )5يقسم علما األجتماع األمن الى ثالثة أنماط :األمزن
الفردي وهو عنصر من عناصر حق الفرد بأن يزأمن
مززن األعتقزززال إال بحكزززم قضزززائي ,األمزززن العزززام وهزززو
النشززاط الحكززومي الهززادف الززى اسززتقرار األمززن فززي
المجتمع ,األمن الجماعي وهو الضزمان الزدولي الزذي
يكفل أمن كل دولة.
( )6يراجزززع "علزززم الجريمزززة" .الزززدكتور حسزززن سزززعفان.
القاهرة .7911ص 771وما بعدها.
ـ
تأمين البيئة الطبيعية المالئمة للسكن.
ـ
محو األمية قدر اإلمكان.
ـ
وضع ونشر برامج التوعية الشاملة.
ـ
توفير الخدمات التعليمية والصحية في
ح ِّدها المقبول.
ـ
مكافحة البطالة وتأمين العمل المالئم
للكفا ة المالئمة.
يؤدي ذلك إلى إبعاد الحرمان عن األسرة.
أجزم بأن مسألة الحرمان تكتسي بعداا ايديولوجيا ا
في بناء الحكم والسلطات والدول وأقول:
الحرمان يخلق شعور الستضعاف لدى
المحروم ،ثم النقمة وبروز بوادر اإلنحراف،
وبالتالي النتقام ممن حرمه بوسائل ش ّتى ومنها
الجريمة .وتدخل جريمة الفساد في طليعة تلك
111
الجرائم لما تتضمنه من فعل انتقامي من السلطة
الحارمة.
وبالتالي تخلق وسائل الثقافة الجماهيرية
وفي مقدمتها وسائل اإلعالم حالة من الوعي
األمني من مخاطر النحراف للحيلولة دون
النزلق في الجريمة والتي تشكل المكابح
الكافية لمنع السقوط في اإلجرام.
منذ نشو البشرية واجهت المجتمعات
الظاهرة اإلجرامية ،وكافحتها للمحافظة على
أفرادها في تجسي ٍد جوهري لما سمّي بـ "الضمير
العام" كما بيّنا آنفا ً .وجا الدين واضعا ً عقيدة
وقواعد تبشر لمجتمعات سعيدة آمنة .لكن لم يكن
هناك مجتمع من دون الجريمة ومخاطرها على
الحياة العامة بجوانبها اإلنسانية واالجتماعية
واألخالقية واالقتصادية وتأثيرها في زعزعة
أسس االستقرار االجتماعي ،وقد لعبت الدعوة
الدينية دوراً مهما ً في التصدي لهذا التأثير
والمخاطر.
• الدور الوقائي لوسائل اإلعالم:
• التوعية األمنية للمجتمع:
دلَّت إحصا ات أجراها "المعهد الفرنسي
للصحافة" التابع لجامعة باريس الثانية حول
جرائم المنحرفين في سن الحداثة ،أنه كان
للسينما األثر البالغ في تحفيزهم الرتكاب أفعالهم
المخالفة للقانون .كونه أن أجهزة اإلعالم تلعب
الدور الهام في متابعة سير األحداث وتأجيج
مخاطرها أو التنبيه منها وفقا ً إلرادة وهدف
المخطط لعمل هذه األجهزة :إن نشر أخبار
الجرائم في وسائل اإلعالم بطريقة مثيرة للعظمة
واإلعجاب بمرتكبيها وتصويرهم أبطاالً يملكون
قوة اإلفالت من العقاب دون التركيز على الخرق
اإلنساني لحياة الضحايا والنتائج الخطرة على
المجتمع عموما ً وعلى الضحايا والجاني
خصوصاً ،من شأن كل ذلك أن يدفع ذوي
اإليرادات الضعيفة ـ خصوصا ً األحداث ـ إلى
ّ
التمثل بالجاني واستسهال الجريمة ذات التحفيز
النفساني -الفيزيولوجي المدغدغ :الغنى ،المتعة،
اللذة ،النشوة ،السلطة..
وقد أثمرت اإلجرا ات العقابية ردعا ً محدداً
لكنها لم تحقق المجتمع اآلمن وبقيت الجريمة
متفشية بنس ٍ
ب متفاوتة .وفي هذا المجال تشكل
التوعية األمنية للمجتمع حلقة أساسية من
االستراتيجية الجنائية التي تقوم على تحصين
المجتمع ليكون الرادع الجوهري في داخله وقيمه
ومعاييره اإلنسانية واالجتماعية ،وتكمل بالتالي
الرادع الخارجي المتمثل في المؤسسات المعنية
بمكافحة الجريمة.
كيف لوسائل اإلعالم أن تساهم في الردع
عن الجريمة ؟ يمكنها تحقيق ذلك عبر:
يندرج المضمون الوارد آنفا ً في ما يسمَّى بـ
"مدرسة الدفاع االجتماعي" الهادفة إلى تنظيم
مواجهة الجريمة استناداً إلى معطيات العلوم
اإلنسانية واالجتماعية واستثمار الروابط القائمة
بين القانون الجزائي والعلوم الجنائية .وأصبحت
السياسة الجنائية تقوم على مبادي "مدرسة
الدفاع االجتماعي" وتركز على مرحلة ما قبل
الجريمة والظروف التي يمكن أن تؤدي إلى
ارتكابها.
ـ إنتاج البرامج اإلنسانية واالجتماعية التي يؤدي
مضمونها إلى خلق كتلة اجتماعية متماسكة
بأواصر التربية والقيم العليا والكسب
المشروع للعيش الكريم.
ـ إبراز مخاطر اإلجرام وانعكاساته على مجاالت
الحياة كافة.
117
مكتشفة ،وتكون الندوات مدعومة بكتيبات
توعوية حول تلك الجريمة وفي مضمونها
نماذج حيّة في مجتمع الدولة وتجارب
مجتمعا ٍ
ت أخرى ..إن إقامة هذه السلسلة أكثر
إيقاظا ً للضمائر من مقال في صحيفة أو كالم
تلقيني في الوسائل اإلعالمية.
ـ تنمية الشعور بالمواطنية الدافع إلى تأصيل
المسؤولية في محاربة اإلجرام وكشفه حتى
ولم يكن يطال شخص الفرد بآثاره..
باختصار ،على األجهزة اإلعالمية أن تتقن
فن "صناعة المجتمع" بكل تعقيداته وصعوباته.
إن مبادرة البرامج اإلعالمية الناجحة
تتوغل في ضمير المواطن وتمتلك زمام المبادرة
والصراحة بمواجهة المشكلة ومشاركة كل
أطرافها في ظروف المواجهة والعالج .إن هذه
المبادرة تفترض مواجهة الظاهرة المرضية
الجرمية بشجاعة وحكمة ألن سياسة النعامة ال
تنقذها من الصياد ..وكيف إذا كان هذا الصياد
ماكراً يحمل بندقية زعزعة االستقرار في الوطن
من خالل الجرائم ,وفي طليعتها جريمة الفساد.
• مبادرة البرامج اإلعالمية:
خطت أجهزة اإلعالم األمني خطوات فعَّالة
في مجاراة التطور اإلعالمي مما أكسبها فعالية
هامة بحيث امتطت كل البرامج الجماهيرية
وصوالً إلى تثقيف الجمهور ومنها:
ـ رجل أمن يحاور الجمهور بصورة
مباشرة..
ـ الندوات والمقابالت والمسابقات..
ـ الملصقات والمناشير..
ـ "العبارات الوامضة" :عبارة توعية حول
سلبيات الفساد على الوطن تبث على
شاشة التلفزة أو شاشة ملعب كرة قدم
ً
فعالية من
مدتها دقيقة ،قد تكون أكثر
برنامج سردي مدته 31دقيقة.
المبادرة بالحقائق:
عندما يؤكد المشترع أن جوهر الفساد هو
تشويه ذهن الجاني بشكل يحمله على القبول
بتصرف ضارُّ به أو بغيره ما كان ليقبل به لو
أحاط بالحقيقة ،نستنتج أنه عندما تبادر أجهزة
اإلعالم إلى بث الحقائق حول مسألة الفساد
والجرائم المرتكبة تكون قد قطعت الطريق على
أي تشويه خارجي من قبل الجماعات اإلجرامية
المنظمة وخصوصا ً إذا كانت صاحبة نفوذ في
وسائل اإلعالم وعالم االقتصاد .أما إذا جا بث
مشوهة من
الحقائق متأخراً أو بعد نشر معلومات َّ
وسائل أخرى ،فال ترتدي هذه الحقائق لباس
المصداقية المتوخاة .ولقد دلَّت التجارب في
بعض البلدان أنه في بعض حاالت جرم الفساد
كانت سلطة الدولة هي ضحية الرأي العام بسبب
اإلعالم الفج والمتأخر للدولة والذكا اإلعالمي
لجماعة الجريمة والميل الطبيعي لدى الجمهور
بأن يكون ضد السلطة بسبب غياب المناعة
المواطنية الصالحة.
إن اعتماد البرامج والنشاطات الجماهيرية
واستثمار مقبوليتها لدى الرأي العام يجعل من
اإلعالم األمني حيال ظواهر جرمية متفشية،
والفساد في طليعتها ،إعالما ً ناجحا ً ومثمراً:
* إن دخول مسؤول أمني في حوار مباشر مع
شباب الوطن يناقشون معه مسألة للفساد ،أكثر
تأثيراً من برنامج سردي.
* إن إقامة سلسلة ندوات في مراكز الجامعات
حول التأثير البعيد المدى لجرائم الفساد على
الوطن والمواطن بصورة مباشرة أو غير
مباشرة ودور المواطن في رفض المشاركة
فيها وإبالغ سلطات مح َّددة عن كل محاولة
111
• اإلعالم والتشريع:
إن نشر وقائع جرائم الفساد الكبيرة مترافقة
مع المصداقية المطلوبة ستؤدي بالتأكيد إلى
الردع المتوخى عبر:
المواطن
ليأخذ
جانب
ـ
توعية
والتحفظ.
ـ
ردع "مشروع ـ مجرم" عرف ما سيؤول
إليه أمره إذا ارتكب جريمته.
ـ على الصعيد الوطني:
على أجهزة اإلعالم تسليط الضو
اإلعالمي ونشر تشريعات الدولة التي تترجم
السياسة الجزائية المتشددة حيال الجرائم بشكل
عام والجرائم التي تعبر عن ظاهرة خطرة بشكل
خاص كالفساد مثالً.
الحذر
يتعيّن على السلطة الحاكمة أن تواكب
تنامي بعض الجرائم المتكاثرة ،ومنها الفساد،
وتعمل على تطوير تشريعاتها بصورة تمكنها من
ضرب جماعات الجريمة وتسليط حزمات
ضوئية إعالمية على تلك التشريعات.
تبنى عملية المبادرة بالحقائق على:
ـ
َّ
معززة بنماذج
موضوعية المعلومات
ومستندات وصور ..أي الدعم بالحقائق.
ـ
إشباع حاجة الجمهور الطبيعية إلى معرفة
التفاصيل في مجتمعه وعدم دفعه إلى طلبها
من مصادر خارجية ،تكمن الخطورة عندما
يكون مرتكب الجريمة جماعة منظمة لها
من قوة المال واإلعالم والنفوذ ما قد يحوِّ ل
نصر سياسي على السلطة.
الجريمة إلى
ٍ
وتضيع الجريمة في لعبة الموالة
والمعارضة في األنظمة الضعيفة.
ـ
بث المعلومات في القالب اإلعالمي
المناسب.
ـ
فورية المبادرة :على األجهزة اإلعالمية أالَّ
تضيع الوقت ،وتتأخر في بث الحقائق
المحددة حول الجريمة في جرعات محددة
ل تؤثر على سالمة التحقيق (في حال
حصوله) ومتابعة كشف المالبسات وفقا ا
للقاعدة التالية :إختر ما تريد بثه من
حقائق تشبع حاجة الجمهور إلى المعرفة
والوعي األمني في جرعات مبرمجة ل
تؤثر على سالمة التحقيق وكشف
المالبسات.
يترافق هذا التطوير مع تحديث المسائل
اإلجرائية المتعلقة بالمالحقات القضائية واعتماد
وسائل حديثة للكشف عن الجريمة .على اإلعالم
أن يواظب على إبراز أهمية وفعالية تلك المسائل
والوسائل لخلق الرادع النفسي عن ارتكاب
الجرائم في بدايات مراحلها والتفكير بارتكابها.
ـ على الصعيد اإلقليمي والدولي:
أظهرت التجارب فعالية إظهار اإلعالم
التفاقيات التعاون اإلقليمي والدولي في مكافحة
الجريمة القائم على موا مة النظم القانونية
والثقافية المختلفة .من الضروري أن يعلم الفرد
بشكل خاص أن
بشكل عام ومن يفكر باإلجرام
ٍ
التعاون هذا قائم ويوفر الوسائل واألساليب التقنية
المتطورة لضبط الجريمة حتى ولو كان على
حساب السيادة المطلقة للدولة .وقد أثبت هذا
التعاون فعاليته في مجاالت عديدة وخصوصا ً بعد
أن بدأ اإلجرام المنظم يستخدم أساليب غير
تقليدية في عملياته مستغالً فتح الحدود الوطنية
مرتكزاً إلى "تحالفات إجرامية" تسمح له بأن
113
يظهر الحكومات بحالة من التفكك والتآمر على
تنمية المواطن.
يتسرب عبر الحدود مما يزيد من خطورته على
المجتمعات اإلنسانية .ويبرز هذا الخطر بقسوة
في جريمة الفساد.
يتبين من المضمون الوارد آنفا ً حتمية
توافر اإلرادة السياسية والحزم الحكومي في
اتخاذ القرارات الجدية واإلجرا ات الصارمة
الكفيلة بتوفير مقومات مكافحة الفساد وشتى
مظاهره ومنع إهدار موارد الدولة وعرقلة
مخططات التنمية ،والهدف المتوخى هو تحقيق
معدالت طبيعية للتنمية االقتصادية وبالتالي
االجتماعية.
• ثانيا ا في توصيفات جريمة الفساد:
تهدد المشاكل التي يطرحها الفساد استقرار
المجتمع وأمنه ،وتقوّ ض قيم األخالق ،وتعرِّ ض
التنمية االجتماعية واالقتصادية والسياسية
للخطر .ويبرز القلق من الصالت القائمة بين
الفساد وسائر أشكال الجريمة ،وخاصة الجريمة
المنظمة والجريمة االقتصادية ،بما فيها غسل
األموال.
• مقاربة دينية:
تحليل معمق لتحديد الفساد نقول بأن
بعد
ٍ
ظاهرة الفساد ترتبط بفعل العمل الذي يمارس
بصورة غير سليمة للحصول على منفعة
شخصية .والعمل في كل األديان هو فريضة
تعبدية على المؤمن .يقول تعالى {وقل اعملوا
فسيرى هللا عملكم ورسوله والمؤمنون} .والهدف
السامي من هذا القول هو محاربة السلوكيات
غير المنتجة للمجتمع وللمؤمنين.
وفي سياق حركية العولمة ،يعبر المجتمع
الدولي باستمرار عن قلقه الكبير في اكتساب
كبار الموظفين العموميين ثروات شخصية
بصورة غير مشروعة ،ما من شأنه أن يلحق
ضرراً بالغا ً بالمؤسسات واالقتصادات الوطنية
وسيادة القانون ،وكذلك بالجهود الرامية إلى
تعزيز التنمية االقتصادية في العالم.
نستنتج من التحديد الدولي لجريمة الفساد،
بأنها إتيان افعال تمثل أدا غير سليم للواجب من
قبل الشخص المسؤول( ,أو إسا ة استغالل
لوظيفة تنطوي على سلطة) ،بما في ذلك افعال
اإلغفال ،توقعا ً لمزية ،أو للحصول على مزية،
يوعد بها أو تعرض أو تطلب بشكل مباشر أو
غير مباشر ،أو إثر قبول مزية ممنوحة بشكل
مباشر و غير مباشر ،سوا للشخص ذاته أو
لصالح شخص آخر( ,)7أن موضوع الفساد
يكتسب أهمية قصوى نظراً للنتائج السلبية التي
تترتب على تهديد العمل اإلداري العام الذي
ويقول تعالى {إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات كانت لهم ج َّنات الفردوس نزال}.
فالعمل الصالح هو دليل إيمان المؤمن وعقيدته
السمحا ،وعند غياب اإلخالص في العمل
ال يعود هذا األخير صالحا ً بل يدخل في دائرة
غضب هللا ويصبح فساداً وتقول اآلية الكريمة:
{وإذا تولى سعى في األرض ليفسد فيها ويهلك
الحرث والنسل وهللا ال يحبُّ الفساد}.
( )7تراجززع اتفاقيززة األمززم المتحززدة لمكافحززة الفسززاد .فيينززا
.1113
وعندما يفرض سبحانه مزية اإلتقان في
جوهر العمل فإنه بذلك يمنع إنسالل الفساد إلى
أفعال الواجب أو الوظيفة ،ويقول تعالى {ليجزيهم
114
هللا أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله} و {إ َّنا
جعلنا ما على األرض زينة لها لنبلوهم أيهم
أحسن عمالً}.
وتتركز جهود أجهزة اإلعالم على إقناع
الموظفين العامّين والمواطنين بالتخلي عن
السلوك والتصرفات المرتبطة بظاهرة الفساد،
مستندة في تأثيرها بالدرجة األولى على:
ـ مصلحة الوطن العليا واالنتما إلى هذا الوطن.
ـ وحدانية الوال إلى الوطن.
ـ المواطنية الصالحة.
ـ الفضائل اإلنسانية.
ـ الثواب والعقاب.
ً
كافة ,السماوية
وانطالقا ً من أن األديان
منها واالصالحية ,تدعو الى نبذ الفساد في
العمل ,نختصر ونقول :قبل أن يعالج اإلنسان
مسألة الفساد في العمل كان لألديان الصوت
المدوي والنور الوهَّاج .وقد أحاطت األديان
العمل بالمعايير االجتماعية السليمة وحرصت
على أن ترفع عنه كل ألوان العبث واالستغالل
والتراخي والتسيّب والتحلّل من المسؤولية.
إن الجهد اإلقناعي ألجهزة اإلعالم هو
جهد شاق وصعب بسبب العقبات التي تواجهه
وفي مقدمتها:
ونضيف :الضمانة السليمة للعمل غير
الفاسد تبنى في نفس اإلنسان منذ الصغر مرتكزة
إلى تنشئته على:
أـ
عدم إكتراث الجمهور المستهدف.
ب -اصطدام النظريات بالوقائع من قبل بعض
المرجعيات الحكومية إذ يصطدم هذا الجهد
اإلقناعي بتصرفات كبار الموظفين
المدنيين واألمنيين الهادفة الى "أكل المال
()7
العام" .
ـ العقيدة السليمة في مرحلة التعليم الطفولي
وصاعداً.
ـ العبادة الواعية وليست المغالية وعلى القيم
اإلسالمية السمحا كمحصنات ضد الفساد
المجتمعي وبالتالي اإلداري .تعد هذه التنشئة
اإلنسان للحياة "اآلمنة المؤمنة" الدنيوية
وللحياة "الرَّ اضية المرضية" األخروية.
تنس
وابتغ فيما آتاك هللا الدار اآلخرة وال
َ
{ ِ
نصيبك من الدنيا} (القصص.)11/
ج -عدم التنسيق بين المراجع الرسمية وأجهزة
اإلعالم ويكون متعمداً في أغلب األحيان
من قبل المفسدين.
د -عدم التنسيق بين أجهزة اإلعالم.
ـ الفضائل واألخالق الحميدة التي تنتج سلوكا ً
يمنع الفرد من أكل لحم أخيه العام.
• التوعية اإلعالمية بمضار الفساد:
()8
هـ -سو اختيار نوعية وسائل اإلعالم.
تكتسب التوعية اإلعالمية بمضار الفساد
أهميتها االستراتيجية في الدول المتقدمة ،ويجب
أن تتضاعف هذه األهمية في الدول النامية التي
تعتمد شعوبها على ما تقدمه لها حكوماتها من
معلومات وحقائق لتكوين سلوكها وردات فعلها.
(" )7الززززبعض يعتقززززد أن الطائفيززززة (فززززي لبنززززان) مشززززكلة
سياسية بحت ولكنها أعمق من ذلك بكثير ,فقد شكلت
خززالل فتززرة طويلززة الززدرع الحاميززة لكززل الفسززاد فززي
الدولة".
( )8تراجع صحيفة "النهار" .عدد 1111/1/7ص .4
111
يرتبط نجاح الجهد اإلقناعي ألجهزة اإلعالم
بالمتطلبات التالية:
-9الترويج للدعوة إلى تطبيق صور اإلصالح
اإلداري بأنه هو عمل تحرري من رواسب
اجتماعية كالمحسوبية واألنانية ،هو عمل
تنظيمي بنيوي مستمر ،هو وحدة كاملة ال
تتجزأ في ابعادها السياسية واالجتماعية
واإلدارية واالقتصادية.
1ـ توضيح هذه األهداف للموظفين وللمواطنين
في آن واحد.
-71تجنب المبالغة في الترغيب بالثواب
والتلويح بالعقاب المترتب على سلوكية
الفرد.
3ـ إثبات موضوعية هذا الجهد وتطابقه مع
الوقائع.
-77الترويج لدعم حتمية فصل السياسة عن
اإلدارة وأن الوظيفة العامة هي صورة
اجتماعية وطنية سليمة أوالً ثم وسيلة
()9
ارتزاق ثانيا ً .
7ـ ربط أهداف هذا الجهد بالمصلحة الوطنية
العليا في التنمية االجتماعية ومستقبل
الوطن.
4ـ استخدام هذا الجهد لعنصر التحفيز المرتبط
بالدوافع الفيزيولوجية والنفسانية مثل:
تحسين وضع العملة ،رفع مستوى
التقديمات االجتماعية ،تحقيق العدالة
االجتماعية ،رفع قيم المجتمع وفضائله..
إلخ..
-71مواكبة تنفيذ الجهد اإلعالمي بعملية تقويم
دورية تسمح بتعديل األسلوب والمضمون
والوسيلة في الوقت المناسب وتكثيف
الجرعات أو تخفيفها.
وعلينا التأكد أنه ليس هناك من حصانات
تكبح الجهد اإلعالمي ولو كانت حصانة النظام.
إن مسألة النظام تمثل استراتيجية وقائية للفساد،
ويلزمها رأي عام متيقظ ينتج عن جهد إعالمي
هادف ،يربطه اهتمام مشترك بنزاهة الحكومة
والمحافظة على حقوق المواطن األساسية.
يقتضي المضمون الوارد آنفا ً وجود نظام سياسي
يرتكز على قاعدة "القانون فوق الجميع وال
استثنا لجرائم المسؤولين والعدالة االجتماعية
للجميع".
1ـ تسليط الضو اإلعالمي على دور الرقابة
اإلدارية في ضبط أعمال الفساد والتصدي
لها.
-1عرض آرا قادة الرأي والنخبة في المجتمع
في أجهزة اإلعالم توخيا ً لتعزيز المصداقية
وعمق التأثير في الجمهور.
-1استخدام الوسائل اإلعالمية الموثوقة
واألشخاص الذي يتمتعون بمصداقية
مؤ َّكدة ،وإالَّ جا التأثير سلبيا ً إنطالقا ً من
قاعدة "التبرع بالدم الفاسد" اإلعالمية.
- 1استخدام الوسائل اإلعالمية
"التوارد" باتجاه المسألة الواحدة.
• التعاون اإلعالمي الدولي لمكافحة الفساد:
( )9تنص كزل الدسزاتير فزي العزالم علزى أن "لكزل مزواطن
الحق في تولي الوظائف العامزة وال ميززة ألحزد علزى
اآلخزززر إال مزززن حيزززث االسزززتحقاق والجزززدارة حسزززب
الشروط الني ينص عليها القانون".
بطريقة
111
ـ توعية الموظفين بما فيهم المسؤولين والقضاة
وكبار األمنيين حول أساليب التعاون الدولي
بهدف الكشف عن الجريمة وقمعها
والمحاكمة.
إن الروابط القائمة بين الجريمة المنظمة
والفساد تفترض التعاون الدولي في مكافحة
ظاهرة الفساد ،وعلى هذا التعاون تتركز الجهود
الدولية حاليا ً في خطط عمل عالمية منذ بداية
التسعينات حين عقد المؤتمر الثامن لألمم المتحدة
للوقاية من اإلجرام ومعالجة الجانحين (هافانا،
.)7991
ـ تنظيم وتنسيق حمالت توعية للرأي العام
لتحفيز عناصر دعم مكافحة الفساد.
ـ تنسيق المساعدات التقنية اإلعالمية التي تستثمر
جهد وحدات االستخبارات المالية بما ال
()11
يتعارض مع حسن سير العمل وسريته .
إن الهدف األساسي من التعاون الدولي هو
إعادة النظر في األبحاث القانونية القائمة وتصميم
آليات جديدة لتفادي جميع أشكال الفساد ومنها
اآلليات اإلعالمية ودينامية عملها في اتجاهات
ثالثة:
ـ تعميم مدوّ نة دولية لقواعد سلوك الموظفين
العاميّن واألحكام التي تتضمنها كأساس
إلعداد مبادي توجيهية مثل الدراسات
والنشرات اإلعالمية التي تبين بوضوح
()12
وظائف وواجبات هؤال الموظفين .
ـ الدولة (الحكومات).
ـ المجتمع المحلي أو الدولي.
ـ الموظف العمومي (الجاني).
ـ المواطن (الضحية).
ـ ضمان حرية اإلعالم والحق في الحصول على
المعلومات الذي يعتبر من األمور الضرورية
على المجتمع الدولي أن يركز اتجاه تعاونه
على العامل اإلعالمي وفق محاور الجهد التالية:
ـ تنسيق السياسات اإلعالمية الحكومية لمكافحة
()10
الفساد .
( )11نصززت المززادة 13ـ فقززرة ( )1مززن مشززروع اتفاقيززة
األمم المتحدة لمكافحة الفسزاد (فيينزا )1113علزى أن
تقزززدم كزززل دولزززة ،حسزززب قزززدراتها ،أكبزززر قزززدر مزززن
المساعدة التقنية ،وال سيما لصالح البلدان النامية ،في
خططها وبرامجهزا الراميزة إلزى مكافحزة الفسزاد (.)..
ونصت المادة 11ـ فقرة ( )1على أن تقزدم كزل دولزة
طززرف إلززى مززؤتمر األطززراف مززا يحتززاج إليززه لتنفيززذ
برنزززامج المتابعزززة المنتظمزززة مزززن المعلومزززات بشزززأن
برامجها وخططها وممارساتها (.)..
( )12تزنص المززادة ( 1نكزرر ـ الفقززرة د) هزل اتفاقيززة األمزم
المتحدة لمكافحة الفساد (فيينا )1113على أن "تكفزل
كززل دولززة تشززجيع تنظززيم بززرامج تعليميززة للمززوظفين
العمززززززوميين ( )..لتمكيززززززنهم مززززززن األدا الصززززززحيح
والمشرف والسليم لوظزائفهم وإذكزا وعزيهم بمخزاطر
الفساد المتأصلة في أدا وظائفهم".
ـ تنسيق الجهد اإلعالمي لتوعية المجتمعات
المختلفة وفق قواسمه المشتركة (اإلنسانية،
التنمية الدولية ،المصالح
الفضائل،
المشتركة ..الخ).
( )10تززنص المززادة ( 1مكززرر) مززن اتفاقيززة األمززم المتحززدة
لمكافحة الفساد (فيينا )1113على أن تكفل كل دولزة
طززرق اإلشززراف علززى تنفيززذ سياسززات مكافحززة الفسززاد
وتنسيقها.
111
لمكافحة الفساد مما يفتح المجال واسعا ً أمام
اإلعالم في ممارسة دوره عن طريق االلتزام
بالموضوعية في تقديم المعلومات.
الحضارية في كافة تشعباتها وتعقيداتها كما يعالج
مسائل االضطراب والظلم والالإنتما الوطني.
ويمكن الجزم بأن جريمة الفساد تعتبر أش َّد
ً
سرطانية" من باقي الجرائم.
خطراً وفتكا ً و "
فآثارها تتسع لتشمل األبعاد السياسية واالقتصادية
واالجتماعية واإلنسانية ،بل كل األبعاد الوطنية،
تضرب األمن القومي والمصالح القومية والقيم
األخالقية في الوطن والدولة .وقد تؤدي هذه
اآلثار إلى أزمات ونزاعات سياسية داخل
المجتمع وسلطاته الحاكمة.
ـ نشر التقارير الحكومية في الوسائل اإلعالمية
المناسبة بشكل دوري لفضح اشكال الفساد
وممارساته والتحقيقات والتدابير القانونية
المتخذة ضد الجناة.
وفي الختام نستخلص ونؤكد اآلتي:
تضطلع األجهزة اإلعالمية بوظائف بنيوية
تستخدم المنهج العلمي المعرفي ألدا مهام
مجتمعية استراتيجية هادفة إلى توافق المجتمع
ووحدته وتجانسه في كتلة واحدة .تواجه هذه
الكتلة األخطار المتربصة بأمن المجتمع
واستقراره وفي مقدمها خطر "الجرائم المنسلَّة"
ومنها جريمة الفساد التي تنس ُّل خاليا سرطانية
في أوصاله.
وتدخل سياسة الوقاية االستراتيجية من
جرائم الفساد في جوهر منهج األجهزة اإلعالمية
مرتكزة على عناصر االختصاص والمرونة من
جهة ،وعلى الواقعية والتنوع وااللتزام في األدا
من جهة أخرى .وتؤكد نظرية الدفاع االجتماعي
ـ ومرتكزها األمن واإلعالم ـ أنه على رجل
اإلعالم أن يدمج هذه السياسة في خطط التنمية
االجتماعية واالقتصادية باعتبار أن سياسة منع
الجريمة هي أحد اتجاهات السياسة االجتماعية.
والتوصية الجذع تكمن في إتباع أسلوب منهجي
في مجال التخطيط اإلعالمي لمنع جريمة الفساد
مما يؤدي إلى دمج سياسات المنع هذه في
التخطيط اإلنمائي الوطني .يشتمل هذا األسلوب
بشكل أساسي على إقامة وشائج مالئمة بين األمن
ٍ
ونظام العدالة الجزائية والمجاالت اإلنمائية
األخرى مثل الثقافة والتعليم والعمل وأخرى ذات
الصلة .يترجم هذا األسلوب القيم اإلنسانية والبنية
111
Télécharger le fichier (PDF)
bayna lilam wa jarimat alfasad.pdf (PDF, 433 Ko)