مفارقتي كانتور وراسل .pdf
À propos / Télécharger Aperçu
Nom original: مفارقتي كانتور وراسل.pdf
Auteur: MED IBNOU ABDELLAH
Ce document au format PDF 1.5 a été généré par Conv2pdf.com, et a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 24/10/2016 à 11:44, depuis l'adresse IP 197.253.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 327 fois.
Taille du document: 642 Ko (17 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
حلّّمفارقتيّكانتورّوراسل
Paradoxes de Cantor et de Russel
رشيد بلواد
Rachid Beloued
م2016 – ه1438
1
ّ-ّ3نظريةّالنماذجّالمنطقيةّلبرتراندّراسل
2
وحلّمفارقةّإيبيمينيد
َ
ال ب ّد من التوقف مع نظريّة برتراند راسل التي ترجمتها الحرفية و اللفظيّة بحسب ما جاء عند
صاحبها و«مُبدعها»! الرسمي المتفق عليهّ:نظريةّالنماذجّالمنطقيّة .3التي هي مبدأ أو أساس في
نظريّة المنظومات.
و ُنريد هنا أن نعرض لصلب ال ّنسق ،المّح َّدد واقعا ً في إشكال قانون الثالث المرفوع ،أو اختزاالً
وتبسيطا ً في رفع وتحييدّالمفارقات التي صنفها وجعلها راسل على مستويين ،مستوىّالمقولة،4
ومستوىّالدالةّالمقوالتية .5وقال بأنّ الصّنف األول هو من صنفّمفارقةّ'كاذبّكريت' 6أو مفارقةّ
إيبيمينيد .وهذا حسب قوله ال يهم الرّ ياضي مباشرة ،والثاني المتصل به هو الذي يهم ال ّدالّة أو الدوال
المقوالتية.
لمفارقةّكاذبّكريتّصيغ متعددة تؤول إلى صيغتين اثنتين وهما معا ً مقالتا ال ّشخص الكريتي
إيبيمينيد:
'ّ–ّ1كلّالكريتيينّكذابون'
'أناّأكذب'
ّّ–ّ2
ُ
ّّّّّّأو على ال ّتركيب الصّحيح بال ّنحو الصّحيح باعتبار الفاعل ممثال في 'أ':
'أكذب'
ُ
أمّا األولى ففي حقيقة األمر وحسب االعتبار المحصل في اإلمكان – وسنبين معنى هذا القول -
ليس هناك مفارقة؛ فنحن أمام حالتين منطقيّتين ،إما الصّدق وإمّا الكذب:
ّّ-1حالةّالصدق؛ أي افتراض صدق القول ،لكنه مناقض للمعطى كون القائل من الكريتيين ،وك ّل
الكريتيين ّ
كذابون.
1
2
أصل هذا المقال هو من كتابنا 'ضاللّالمقاصديين'ّصّ334..317
Paradoxe d’Epiménide
3
Theory of logical types
4
Proposition
5
Fonction propositionnelle
6
Menteur crétois ou Epiménide
ّّ-2حالةّالكذب؛ وإفادته صحّ ة ال ّنفي ،ونفي مقولة 'كل الكريتيين ّ
كذابون' ليس هو 'ك ّل الكريتيين ال
يكذبون' بل هي' :يوجد كريتي ال يكذب' وهذا ليس فيه تناقض.
ّوإذنّفالحكمّأنّالقولّبهذهّالصيغةّكاذبّ،وأنهّليسّمفارقة.
لكن الصّيغة الج ّدية هي الثانية ،وهي قوله' :أناّكذّاب'ّأوّ'أكذب' .وهي الصّيغة التي حاول أرسطو
أو هو عرض إليها في ر ّده على السفسطائييين ،في المقالة السادسة آخر مقاالته المنطقيّة (األورغانون).
ويُعطي أرسطو في الح ّل التالي:
ّ'ّ-يمكنّأنّنكذبّعموماّمعّقولّالصدقّفيّنقطةّخاصة'.
وأنه يزول ال ّتناقض بمجرّ د فهمنا المقولة أو القول على ال ّنحو التالي:
ّ«أقولّالصدقّبقوليّأننيّ(ليسّإنني)ّأكذبّ:».هذهّالصدقيةّليستّإذنّمطلقةّ،ولكنهاّنسبيّةّإلىّمضمونّمعيّن».
وااللتباس هنا حاصل في المطابقة بين اللغة والتعبير التقعيدي للغة( 7الذي يتكلم عن اللغة التي
8
يتكلمها أو من خاللها يتكلم في اآلن أو اللحظة التي يتكلم فيها'.
ّ
بالطبع هنا يريد أرسطو بالتعبير التقعيدي للغة ليس ما يعبر عنه هذا اللفظ واالصطالح األكاديمي
بالمعنى األول المتبادر ،أي من الوصف للغة من خالل قواعدها ال ّنحوية ،ولكن وجهه ال ّتحليلي المرتبط
بتقييم اللغة كإخبار .وهنا تظهر وجهة اإلشكال ،وال يمثل ذلك على كل حال حال ّ للمفارقة .وحيث أن
الصّيغة المقترحة ألرسطو بالعامل المنطقيّ في اللغة تجعل البنية العميقة حسب تعبير نوام تشومسكي
هي 'أكذب' ألن مجرد حدث الكالم والخطاب دال ومتضمن لإلشارة المعبر عنها ب' أقول الصّدق'؛ فهذه
في الصّيغة فضلة وشائبة منطقيّا في ال ّتركيب ،تكرار لما هو معبر عنه متضمنا في قيام وحدث الخطاب
واإلخبار 'أكذب'.
ووجهة اإلشكال أو قل حقيقة اإلشكال بعدها مما سيبين أن ما قاله وما توصل إليه أرسطو ليس سوى
رائزا حدس ًّيا نحو الح ّل وليس هو إيّاه ،حقيقة اإلشكال هي حقيقة المقولة المنطقيّةّ ،
بالطبع هنا نتكلم في
المنطق الثنائي أو الكالسيكي.
فإذا كان مجمعا عليه أن المقولة هي ما أمكن أن يسند إليه قول إما الصّدق وإما الكذب ،فالمهمل هنا،
وهو الذي كان إهماله سببا في هالك وموت الفيلسوف اليوناني فيليتاس (القرن 3ق-م) بسبب أرقه
وذهاب النوم بالتفكير المستغرق غير المنقطع في هذه المفارقة ،وبقيت إثرها هذه األبيات التي من
تقريباتها الترجمية:
'ّأناّفيليتاس
ّّّّّإنهاّمفارقةّالكاذبّالتيّأماتتني
7
8
Métalangage
انظر Paradoxe du monteur - Wikipédia
9
ّّّّّوماّسببتّليّمنّاللياليّالسوء'
المهملّهوّمرجعّالتقييم؛ّفالمقولة المنطق ّية مرجعها فضاء المعقول ،وهو مرجع وفضاء جامع
ومشترك في التقييم للعقول المكوّ نة للمجال التواصلي والخطابي المشترك .وخصوصا في تقييم الواقع
على مختلف وجوهه الحدس ّية والتمثيلية ،إن على بعده الحدثي والوقائعي ،أو على أبعاده اإلسقاط ّية
الحدس ّية البصريّة أو السمعيّة أو اللغوية أو غيرها من األبعاد الحدوسية ال ّناقلة للحدث.
ّ
الحق في عدم اعتبار الخطاب االنفعالي من الندبة والتعجب
ومنه يتجلى لك ويستبين التفسير وال َّتعليل
وغيره ،عدم اعتباره من جنس المقوالت رغم كونه حدثا منتميا إلى الوقائع والموجودات عكس األمر
واالستفهام .فالخطابّاالنفعاليّوإنّكانّضمنّاألحداثّالمتواجدة؛ّفمرجعهّليسّهوّفضاءّ
المعقولّالمشتركّالجامعّوالمهيمنّ،بلّهوّفقطّالقائلّ،وهناّهوّكاذبّكريتّأوّإبيمنيدّ.
ولذلكّفمقولهّالّيعتبرّمنطقي اّمقولةّمنطقي ةّ،ومنهّيكشفّسر ّالمفارقةّالتيّأرقتّ
العقولّوأردتّاألنفسّ.
وهنا تتضح حدسيّة أرسطو في تلفظه ونطقه« :هذه الصّدقية ليست إذن مطلقة ،ولكنها نسبية إلى
مضمون معين ».وواضح خطؤها ألن الصّدق والكذب نسبة إلى الموضوع في الصّيغ جميعا ،والصّيغة
المعتبرة عنده طبعا ،مطلقان .وإنما النسبيّة هنا هي في المرجع ،مرجع المقول ،بل هي نسبية في
أقصاها ،أي نسبية أحادية من حيث مصدر الحكم وأيضا من حيث اآلن الزمني .والنسبيّة أو باألصح
المرجع األحادي ال حقيقة في للمقولة المنطقيّة ،ألنه ال معنى وال وجود لسريان المعيار التقييمي
(صحيح ،خطأ) أو (صادق ،كاذب) إال في حقل خطابي تواصلي ،مما يستلزم التعدد لحصول التواصل
والخطاب .فال وجود للمقولة المنطقيّة في المرجع األحادي.
9
انظر ن م
10
َ ّ-ّ4حلُّّمفارقةّراسل
اّ'ّ-مفارقةّراسل'ّصيغةّإلشكالّالجوهرّوالعرض
في اتصال مباشر مع مطلقية مرجع المقولة أي كونه الفضاء المعقول المشترك لك ّل العقول في
المجال الخطابي ينبغي من غير تأجيل البرهان أو التقرير للنسبية القصوى ،أي أحادية المرجع والمنظم
في تحديد حقيقة عناصر التكوين للمقولة أو القضيّة المنطقيّة .وهذا هو الح ّل أو باألحرى الذي يرد على
ما اعتبره برتراند راسل وإرنست زرميلو1871( 11م 1953-م) اكتشافا ً لمفارقة ناقضة ،واعتبرت
ضربة ّ
هزت نظريّة المجموعات للعالم الرّ ياضي األلماني جوتلوب فريجي1848( 12م 1925 -م)؛ وما
ّ
الحق بمفارقة ،ولكن برتراند راسل وال غيره لم يعتبر ولم يفكر ولو في إمكان النسبيّة المرجعية
هي في
لمكوّ نات المقولة والقضيّة المنطقيّة.
ّويمكنّصياغةّمفارقةّراسلّكالتالي:
ّ'مجموعةّالمجموعاتّالتيّالّتنتميّلنفسهاّهلّتنتميّلنفسها؟'
إذاّأجبناّبنعمّ،فهيّ(مجموعةّالمجموعات)ّعنصرّمنّمجموعتهاّ،ولكِنْ ّتعريفاًّأولياّلهاّأنّعناصرهاّ
الّتنتميّلتفسها؛ّوإذنّتناقض.
وإنّنحنّأجبناّبالنفيّ،فهيّعنصرّمنّنفسهاّ،ولكنّعناصرهاّالّتنتميّلتفسها؛ّوهذاّكذلكّتناقض.
وصيغة رياضية:
ك=ّ{سّ/سّّЄس}ّ(ّّЄتعنيّينتميّوّّЄالّينتمي)
ّّّّّالحالةّاألولىّ:كّّЄكّ←ّكّّЄكّ(تبعاّلخاصيةّتعريفّك)ّإذنّتناقض.
ّالحالةّالثانيةّ:كّّЄكّ←ّكّّЄكّ(لتحققّخاصةّاالنتماء)ّإذنّتناقض.
هذهّهيّالمفارقةّالتيّيقالّإنّيرتراندّراسلّاكتشفهاّسنةّ1901مّونشرهاّ1903م.
لكن المنطقيّ أنه إذا عدم إيجاد الحلول في أي منظومة فكرية ممنهجة ليس لها منطق ّيا إال تفسيران
وتعليالن:
10
Paradoxe de Russel
11
Ernst Zermeloرياضي وفيلسوف ألماني
12
Gottlob Freger
ّّّ-عدم االعتبار لمعطى معرفي أو قواعدي في الحقل العقليّ المتضمن ب ّ
الطبع لعنصر الذاكرة ،فهذا هو
المعنى للعقل العلميّ والتفكيري عموما.
وجوب إضافة في القواعد والقوانين ،أي اكتشاف قاعدة وقانون أو مبدأ علميّ جديد.وفي حالتنا هذه ،وباعتبار تحييد الحالة األولى؛ فكان ْ
األولى والمنطقيّ هو اعتبار الحالة الثانية،
ولزوم البحث عن قاعدة وقانون منطقيّ جديد ،ال االكتفاء عند تقرير المفارقة ،ولكن لحلها .وهذا ّ
بالطبع
سوف ينتقل باألبنية المنطقيّة والتفكيرية إلى أعلى ما أدى إليه المنطلق على اإلبقاء على تقرير المفارقة.
ِّي واعتبر مفارقة لعدم إدراك وعدم
وهنا ال ب ّد من اإلشارة واالنتباه إلى كون هذا اإلشكال أو ما ُسم َ
إيجاد الحلّ ،ال وجوده ّ
بالطبع ،أنه عينه من جهة الصّنفية إشكال عرض في المنطق األرسطي ولم ينتبه
إليه بمثل ما هو الحال هنا ،لكون المنطق األرسطي ليس متناوال بنفس اال ّتساع وال ّشيوع ،وتكاد الكتابات
الواعية فيه واالهتمامات ج ّد معدودة ومحصورة ،والمهتمون به عموما ليسوا بفالسفة وال برياضيين ،هذا
ص َّح هذا االصطالح،
اإلشكال هو تداخل العرضية والجوهريّة في المقوالت المتداخلة أو المتجاورة إن َ
ولكن له هنا معنى ّ
بحق كما سوف ي ّتضح.
هذا اإلشكال عرضنا له في قراءتنا ال َّنقدية لكتاب المنطق البن سينا رحمه هللا في الباب الثاني من
كتابنا 'د .طه عبد الرحمان في الميزان'' :الطريقّإلىّمفهومّالحدسّالتمثيليّأوّالحدسّالمنطقيّّ،حلّ
13
اإلشكالّالعقليّّللمنطقّفيّاالنضباطّالنظماتي'.
لن نعيد هنا ك ّل ما كتبناه وبيناه هناك ،وإن يكن استيعاب وحصول الفقه العلميّ والفلسفيّ لإلشكال ال
يحصل إال بالنظر واالضطالع على كل مناحي هذا اإلشكال وجوانبه وأبعاده .وجدير بما هو عصي على
العالم والفيلسوف أن يكون هذا أول ما يتحتم فيه ويلزم ،وخليق بمن يسأل العلم وحلوله أن ينهج سلوك
ّ
الحق فيه ويستوفي مقتضاه وشروطه.
من بعده واختصارا من غير ابتسار ،وبكفاء ألولي البصائر واألفهام ،نقول بأن مفارقةّراسل:
'مجموعةّالمجموعاتّالتيّالّتنتميّلنفسهاّهلّتنتميّلنفسها؟'
أوّك=ّ{سّ/سّّЄس}ّ(ّّЄتعنيّينتميّوّّЄالّينتمي)؛ّكّّЄك؟
هيّذاتّإشكالّ(لمّيعلنّعليهاّمفارقة)ّالجوهرّالعرض ،وبيانهّكماّيلي:
ك=ّ{سّ/سّّЄس}ّ()1
ّبّّ-النظمةّاآلنيةّحافظةّلشرطّإمكانّالقيم
إنّ االعتبار والتقرير وال ّتعريفُ ،ك ُّل ذلك يعني في البناء الرّ ياضي والمنطقيّ عموما ،يعني المقولة
المنطقيّة المقرّ رة ،أي بالقيمة الحقائقيّة للصحّ ة.
13
د .طه عبد الرحمان في الميزان – رشيد بلواد – ص99..35
ومنه ف( )1تعبير عن تقرير المقولة ،أي عن صحّ تها ،وصحّ تها مبنيّة على شرط معقوليّتها ،ألنّ
الفضاء أو المرجع المقوالتي كما بيّناه في ح ّل مفارقة كاذب كريت هو فضاء العقل ،فضاء المعقول.
وضمن الشروط المعقولية كشرط في حقيقة المقولة المنطقيّة هو معقولية وصحة التمثيل المنطقيّ
كتصوير حدسيّ عقليّ الذي ال ينبغي له لكي يكون كذلك ،أي تمثيال وحدسا منطقيّا عقليّا إال بانحفاظ
البنية القوانينية للعقل ذاته .وفي هذا نذكر بشهادة راسل نفسه ومذهبه المفرط والمسرف ج ًّدا في اعتباره
وقوله إن المقاربة المثلى لفلسفة الوجود هي اللغة ،واللغة ليست إال إسقاطا وحدسا بالمفهوم المنضبط كما
هو عند إيمانويل كانط؛ وهي في ذلك محددة في شروطها بخاصّة المخلوقية؛ وهذا يعتبر ال شك تأطيرا
له قيمته لفلسفة برتراند راسل ،أو باألحق لمنظاره وموقفه الوجوديّ باألساس.
على أيّ ،فإن هذا ال ّشرط على البعد اإلسقاطيّ المنطقيّ بمثابة العدسة من العين التواجدية ،إن اختل
لم يبق بعده معنى لمفهوم المعنى ،وذلك تحديدا ما هو مثبت في كالم راسل نفسه وال يفتأ يذكره ويجري
على لسانه ،تعبير' :ليسّلهّمعنى' 14فيما كان عنده قد خرج أن يكون مقولة منطقيّة ،ألنّ المقولة
المنطقيّة وصيغتها شرطه أن يكون له معنى ،أي معنى في ال ّتمثيل الصّوري اللّغوي ،الذي المنطق هو
صيغته المعقلنة.
لنعد ًإذا إلىّ( )1فاعتبارها وتقريرتها تعني أن لها معنى ،وشرطه أن يكون لك ّل مكوّ ن من مكوّ ناتها
أو م َُر ّكب من م َُر ّكباتها معنى .وهذا ال ّشرط تحققه في:
ّّ-ّ1معنىّ'س'ّكممثلّعناصريّّّّ.
ّّ-ّ2المعنىّالموجبّفيّ ُم َركبّ'سّّЄس'.
المعنى الثاني هنا ل 2ال كون له إال بانحفاظ البيان المنطقيّ الصّوري على مواقع االعتبارات
العقليّة ،أي داال داللة مواقعية على موقع ونقطة العقل وتصوّ راته واعتباراته ،أي أن موقع ال ّتصوّ ر
ل'س' األولى في هذا الم َُر ّكب أو المكوّ ن المقوالتي ،هو نقطة أو موقع أو خانة الجواهر العناصرية دون
غيرها إطالقاً ،ف'س' هنا ليس إال عنصرا ،وال يكون إال بتصوّ ر عالقة االنتماء إلى مجموعة معينة
محددة متصوّ رة ومعتبرة في العقل وحقله اآلني ،أي في آن االعتبار للم َُر ّكب المقوالتي ،الذي يمكن
لتقريريته اعتباره شبه مقولة .وفي نفس اآلن االعتباري لها ال يكون تصوّ ر واعتبار 'س' الثانية إال
جوهرً ا مجموعات ًّيا ،محيّد العالقات إلى ما هو أعلى منه؛ فهو مجموعة متصوّ رة لعناصر موجودة ضمن ًّيا
في االعتبار.
باعتبار حدسِ يٍّ لفظيٍّ وبيانيٍّ :
وإذا كان كذلك فال معنى للم َُر ّكب ،أي ال معنى ل( )1إال
ٍ
ّسّالعنصرّّЄسّالمجموعة.
وفي السؤالّ:كّالعنصرّّЄكّالمجموعة؟
14
It doesn’t make sense > ça n’ a pas de sens
وهنا يظهر أنّ نصَّ ما اعتبر مفارقة' :مجموعةّالمجموعاتّالتيّالّتنتميّلنفسهاّهلّتنتميّلنفسها؟'ّ
ليس له معنى .ألنه لم يحافظ على قانون العقل اإلنساني ،قانون االختالف ،كون العنصر أو الشيء ال
يساوي إال نفسه .ولو أ ِخ َّل به لفسدت كل األبنية الفكرية والرّ ياضية والمنطقيّة.
وإذا كان الحل في صيغة إشكال (الجوهر ،العرض) هو في ال ّشرط النظماتي اآلني اآليل أو الذي يؤول
إلى النظمة أو المنظم والمرجع المقوالتي:
الجوهر
<'لِ ُك ّل مقول ٍة نظمتُها' وح ّل إشكال االعتبار ال ُمتداخل بين
ْ
والعرض
في الفصل السادس ،فصل "و" 'كون الشيء عرضا وجوهرا في إفساد قول من قال :إن شيئا واحدا
يكون عرضا وجوهرا من وجهين' ،هنا يبرز خطر وقيمة شرطي االنضباط النظماتي ،وخاصّة ال ّشرط
األول ،شرط اآلنية النظماتيّة ،بل لنصل إلى استلزام أن يكون لِ ُك ّل مقول ٍة نظمتُها على نفس االعتبار العلم ّي
والعالئقي النسبيّاتي أن لكل موضوع وكل نظمة فيزيائية زمنها ومرجعها .ومن دون ذلك ،وكما هو
الحاصل هنا ،فكل هذا الكالم عند ابن سينا ال قرار له وال إمكان لقبوله قيمتي الصَّواب والخطإ في مقوالته
وأحكامه ،ألنه بال مرجع .ولكن في اعتباره الكل ّي لهذا السّبب فهو غير صحيح.
ولبيان ذلك حتى تكون األمور واضحة ،نقول إن إفساده بمعنى عدم تصحيحه لكون الشيء الواحد
يكون عرضا وجوهرا من وجهين ،إنّما يحق ويصح بشرط آنية النظمة ،ومن دون هذا ال ّشرط فكالمه
ورده بدوره مردود .وهذا هو الح ّ
ق هنا ألن كالمه يدل على عدم أخذه بهذا ال ّشرط؛ وذلك واضح يدل عليه
اختالطه وفساد قوله:
< والبياض أيضا جزء من األبيض ،إذ األبيض مجموع جوهر وبياض ،فالبياض موجود في األبيض
الذي هو جوهر وجود الجزء ،فلم يكن فيه نحو وجود العرض في الشيء؛ فهو فيه إذن جوهر؛ وهو بعينه
في موضوعه عرض ،إذ هو فيه ال كجزء منه ،وسائر ذلك .فتهوست طبقة وظنت أن شيئا واحدا يكون
15
جوهرا وعرضا>.
ههنا اختالط وعدم الميز بين نظمتين مختلفتين ،األولى موضوعها 'األبيض' والثانية ذهنية موضوعها
'البياض' والموضوعان كالهما جوهران.
وهكذا يكون القول المنطق ّي الصّحيح والتصحيح أيضا لكالم ابن سينا كما يلي:
<والبياض أيضا جزء من األبيض> نظمته األولى والبياض فيه عرض.
<إذ األبيض مجموع جوهر وبياض> كذلك.
<فالبياض موجود في األبيض> كذلك.
وإذن فقوله< :فلم يكن فيه نحو وجود العرض في الشيء> باطل.
15
نفس المصدر – ص72-71
ومكمن اللبس االشتراك اللفظ ّي كما أخذه على الذين سقطوا فيه بخصوص لفظ الكيفيّة في ح ّد
الصّورة ،االشتراك في لفظ 'البياض' بين الصّفة أو العرض والجوهر ،ذلك أن العرض هو في حقيقته
عالقة موضوعه لجوهر المعنى والحقيقة العرضيّة ،أي أن قولنا 'الموضوع أبيض' هو عالقة هذا الجوهر
الموضوع بجوهر البياض ،فبياض الموضوع ليس ذات جوهر البياض إنما هو حقيقة عالقة الجوهرين.
ومن ثم يتّضح لزوم التمايز النظماتي وآنية االعتبار النظماتي .وبغير هذا فسنبقى أبدا نكرر نفس الكالم،
ونعيد دوما كون الجوهر ما كان موجودا لنفسه ال في موضوع وغيره العرض ،وهو كالم ليس له منحى
وال معنى بغير منظم.
وهذا يتّضح أكثر في قوله:
<وقولهم إن العرض في ال ُم َر ّكب هو فيه ليس ال كجزء منه؛ وكل ما هو في شيء ال ال كجزء منه
16
فليس هو عرضا فيه؛ وكل ما ليس عرضا في شيء فهو جوهر فيه>
فالنظمة هنا كلها ذهنية جامعة' ،والعرض' في أوله هو جوهر العرض .وبهذا يرتفع اإلشكال.
لكن الحسم في الحكم بر ّد وإبطال مذهبه في القول هنا كليّة ،هو عندما يقرّ ر ويضع على سبيل
الدعوى التقنينية بغير سلطان من العلم وال بُر َهان ،إال ما كان من افتقاد البوصلة المرجعيّة في هذا الحيّز
والبُعد اإلدراكيّ والعقليّ ،عندما يقول ويضع على سبيل المُسلمة عنده:
<إنما كان معنى الجوهريّة هو أنه ليس في شيء من األشياء ألبتة كائنا في موضوع ،ال أنه ليس
17
في شيء كذا كائنا في موضوع>
ويطفح الكيل حين يحاول أن يبين هذا مواصال القول:
ّّّّّّ<فبين أنه إذا لم يكن الشيء في كذا كائنا في موضوع ،كان من الواجب أن ينظر بعد ذلك :فإن كان
ليس في شيء من األشياء غيره كائنا في موضوع ،فهو جوهر؛ وإن كان هناك شيء آخر هو فيه
كالشيء في موضوع ،ثم لم يكن في هذا الشيء ،وال في ألف شيء آخر على أنه في موضوع ،بل على
أنه في الم َُر ّكب أو في الجنس أو غير ،فالشيء عرض>.
أوال إن هذا ضرب من الكالم المختلف تأليفا والفاسِ د منطقا فسادا مطبقا؛ ذلك وأنه في حدود وحيّز
الجواز لدعواه أعاله في اعتبار نظمة طبيعية مهيمنة بشرط آنيتها ،مع هذا الحد األقصى في االعتبار،
وهو لم يثر ولم يشر إلى طريق البُر َهان ،فإن تحقق االستقراء هنا من بديهيات المستحيالت ،وكالمه إذا
ال جدل باطل.
ثم إن االختالط ظاهر في لغو الكالم إذ آخره يكرر أوله ،ويشير إلى شيء واحد وهو انسداد األفق
ومجال الحركة حيث يراد أن تكون ،أو حين يستشعر بوجوبها في تأثيرات النطق الداخلي.
ومنه ينتج أن البنية العميقة لكالمه كله هو:
16
نفس المصدر -ص73
17
نفس المصدر – ص73
' -1الجوهر هو ما ليس في شيء من األشياء ألبتة كائنا في موضوع ،وغيره عرض'
ّ-2ومعنى هذا والمستنبط منه المستلزم له أن إذا وجد شيء واحد كائنا فيه ،فهو عرض .وبالتالي وجب
أن يبقى عرضا في أحوال وجوده مطلقا ،وإال انتقضت دعوى ابن سينا.
بيد أن هذا ناقض لقوله:
ّّّّّّ<وذلك أنه ليس إذا لم يكن الشيء عرضا في الشيء الفالني ،الذي هو فيه كالجزء ،يجب أن يصير
18
جوهرا فيه؛ فإنه ليس ما لم يكن عرضا في شيء هو فيه فهو جوهر فيه>
ألن النظمة هنا عنده هي النظمة الطبيعية الوجوديّة المهيمنة ،معتبرة على ال ّتصنيف التجزيئيّ
الثنائي (جوهر ،عرض).
استنباط:
لِ ُك ّل مقول ٍة نظمتُها.
وال ّدليل الجل ّي على فقدان ابن سينا هنا لالعتبار المرجع ّي وتحديده ،هو كال ُمه بالمطلق ،الذي من
خالل المعطيات هو تواجد في النظمة الطبيعية الوجوديّة ،فهو يقول:
< وكما أن الجوهريّة لم تكن ألجل أن الشيء بالقياس إلى شيء ما هو ال في شيء موضوع ،بل ألنه
19
في نفسه كذلك>
ّ
بالطبع فهذا استنتاج ملزم لخطئه الكبير في دعواه ،ألن العالقة هنا بالموضوعات ال دخل لها في
جوهريّته؛ وهذا باطل كما بيّناه ،وإنما استلزمه الخطأ الذي بني عليه.
فقوله هنا 'في نفسه' أي على مرجع ذاته بغير عالقة خارجية في نظمة جواهريّة أحادية ،وهذا ليس
يعني هنا سوى وجوب عالقة مرجعيّة نسبيّة لحصول عالقة معرفيّة واعتبارية وإدراكيّة بعنصر هذه
النظمة ،الذي هو هذا الجوهر موضوع الكالم وال ّنظر؛ وال وجود هنا إال لمرجع ونظمة أخرى عنده إال
المرجعيّة الطبيعية الوجوديّة.
وكذلك نجده سرعان ما نقض تحديده للعرض بكفاية وجود شيء كائنا فيه كموضوع ،ويضطره
النطق الداخلي إلى نقض دعواه والنطق التقريري بنسبيّة العرضيّة والجوهريّة فيقول:
ّّّّّّ<فكذلك العرضيّة ليست ألن الشيء بالقياس إلى شيء بعينه هو في موضوع أو ليس في موضوع،
بل ألنه في نفسه يحتاج إلى موضوع كيف ما كان وأيّ شيء كان؛ فإذا كان له ذلك فهو عرض ،وإن لم
18
نفس المصدر – نفس ص
19
نفس المصدر – نفس ص
يكن ذلك الشيء هو هذا الشيء وكان هو في هذا الشيء؛ ال على أنه في موضوع ،فليس يمنع ذلك أنه
20
في نفسه في موضوع .وإنما هو عرض ألنه في نفسه في موضوع يع ُّم العرضيّة والجوهريّة>
ألساسيات هذا العلم ومقوالته ،هو القائ ُل
وإنه هو القائلُ ،وهذا دلي ٌل حاس ٌم في وجوب ال ّنظر الكلي َ
في الفصل الثامن من المقالة األولى في الفنّ األول:
ّّّّّّ< . .وهذا ال يوجب منع قولنا :إن الذاتي ال يكون عرضيا؛ فإن غرضنا يتوجه إلى أنه ال يكون
21
عرضيا لذلك الشيء الذي هو له ذاتي>.
ولو اعتبرنا القاعدة الكليّة أن 'لكل مقولة نظمتها' لهان الخطب ويسر األمر؛ فكالم ابن سينا صحيح
في شرط النظمة الطبيعية الوجوديّة اآلنية ،وهو المنظار والمرجع في المنطق الطبيعي التعليمي ،الذي
يعتبر ويشير إلى الالّآنية وإلى االعتبار الذهني المفهوماتي واالنتقال إلى نظمته بالعاملّالبيانيّّ
'باإلضافةّإلىّماّفوقه' و'باإلضافةّإلىّماّتحته' .ففي هذا االعتبار التقطيعي للوجود الطبيعي اآلني
بالبنية العالئقية اآلنية ،أي باعتبار الوجود وجودا وظيفيا طبيعيّا عالئقيا ،أي أن األشياء توجد من خالل
عالقاتها الوظيفيّة ال ّتركيبيّة ،فهنا ال يمكن أن يكون العنصر الواحد في ذات الوقت عرضا وجوهرا ،ألنه
ببساطة ال يتع ّدد.
وهنا ال بد من ال ّتنبيه والتذكير كون النظمة البيانيّة الذهنية كمرجع صوري صورة الواقع الوجودي
والطبيعي وانعكاسا عقليّا وإدراكيا له ،كل ال ّتصوّ رات فيه جواهر ،ألنها عناصر ومرتكزات البناء النطقي
ابن سينا بجمع
والتفكيري ،فالعنصر في المجموعة والفضاء ال يكون إال جوهرا .وهذا هو الذي أَ ْن َط َق َ
العرضيّة والجوهريّة هنا ،ألن اعتبار الشيء في نفسه هو ال ّتواجُد العنصري ،الذي عليه تعتبر المفاهيم
والعناصر البيانيّة في النظمة والمرجع العقليّ والذهني.
ّ
الحق هنا ،إذ يشير بسريان قانون التغير على الموجودات ارتباطا
لكن هذا النطق الداخلي وهو
وتغيرا مع عالقاتها وموضعها ال ّتركيبي في الظواهر والم َُر ّكبات الموضوعاتية لنظر واعتبار العقل
وال ّنظر؛ فكان من خالل الحدس الباطني هذا االنبثاق الحدسيّ للقول بعموميّة الجوهريّة والعرضيّة هنا.
أقول :هذا النطق الداخلي لم يعتم حتى حصل رد فعل عكسيّ على مُستوى المقول الخارجي وبنائه،
أي نقيض أو مناقض جدليّ طبيعي وتلقائي ينتج مضطرا ثنائيتي (العرض ،العرضي) و(الجوهر،
الجوهريّ ) ،وهذا في الحقيقة والتأصيل االبستمولوجي أي وجه الحكمة فيه ،أنه عوض في الموقع
الطبيعي الالّزم والشاغر للنسبيّة المرجعيّة والنظماتيّة؛ وهذا يظهر بوضوح في قوله وبيانه:
ّّّّّّ<فالشيء عرض ألنه في نفسه مفتقر إلى موضوع؛ وعرضي ألنه لغيره بحال كذا .ولما اتفق أن
كان الموضوع هنا وليس مقوّ ما له فهو عرض فيه .وهذان المعنيان ،وإن تالزما في هذا الموضع،
فاعتبارهما مختلف ،ولكل واحد منهما مقابل بوجه آخر من وجوه القابلة .أما للعرض فالجوهر؛ وأما
للعرضي فالجوهريّ؛ أي الذاتي سواء كان جوهرا كالحيوان لإلنسان أو عرضا كاللون للسواد .بعد أن
20
نفس المصدر – نفس ص
21
نفس المصدر – ص18
يكون مقوّ ما لما هو فيه .فإذا كان العرض في شيء ال ال كجزء بل كجزء ،وهو مقوّ م له ،فهو جوهريّ
22
فيه وليس جوهرا>.
لكن أقصى ال ّدليل على نقدنا وحكمنا هو قوله الذي يمثل كل المجموع لما بيّناه ،وذلك حينما ينعزل
اعتباره في النظمة التجريدية الذهنية ال ّتصوّ راتية فيقول:
23
<ومعنى الجوهريّ الذاتي؛ فإن ذات ك ّل شيء ،كان عرضا أو جوهرا فقد يسمى جوهرا>
وما نظن قوله في نهاية المقالة وغايتها:
24
< وأظن أن من سمع هذا ثم ثبث على أن شيئا واحدا يكون جوهرا وعرضا فقد خلع اإلنصاف>.
إنّما هو يدل من حيث التّركيب واللفظ أنه مفتقد هنا للبوصلة النّسقية على غير قرار من مرجع.
سؤالّالتأصيلّللوجودّ
ّّّّّّهكذاّلماّكانّالمنطقّالطبيعيّالوجوديّهوّامتدادّللفلسفةّاألولىّ،فيّ ُ
والكائناتّ،فيّماهياتهاّوتكوناتهاّ،وفيّتنزالتّأمرهاّوخلقهاّوتكوينهاّ،بالمنظومةّالمفاهيميةّالعلميةّ
والفلسفيةّللخلقّواألمرّ،والمادةّوالهيولىّوالصورةّواإلمكانّوالوجوبّ،والقوةّوالفعلّوغيرهاّ،
وكانّمنّالمالئمّبلّمنّإطارّالنظرّالموضوعيّ،ألنهّعلميّّوتعليميّمحضّ،أنّيكونّهوّالوجودّ
الطبيعيّالكليّكمرجعّمهيمنّوإطارّونظمةّمهيمنةّكلية؛ّولماّكانّالعقلّوّّالحقلّالتجريديّالذهنيّ
تابعاّكمصورّومصنفّنسقيّعقليّّلهذاّالوجود؛ّفإنهّليسّمنّغايةّللعلمّاإلنسانيّولجهدهّالعقليّّإالّ
الحكمةّالعملية؛ّوبالتاليّفإنّالحقيقةّوالواقعّوالحيزاتّالوجوديةّلإلنسانّ،التيّالّيمكنّاعتبارهاّإالّ
جزئيةّفيّهذاّالوجودّوالواقعّ،فإنّالمرجعّفيّمطلقهاّوجبّأنّيكونّموضوعاتياّ،أيّلكلّإطارّنظرّ
25
نظمتهّالمرجعيّة>.
ّّّّّّّوإذا تبين تطابق ال ّنسق هنا في اإلشكالين( :العرض ،الجوهر) ≈ (العنصر ،االمجموعة) فالحلّ ،أي
ح ّل المفارقة الرّ اسلية ،ولن تكون بعده مفارقة ،هو شرط اآلنية النظماتية ،الذي مكافؤه هنا هو أنّ لكل
م َُر ّكب مقوالتي نظمته؛ وبه على نحو ما كان هدف راسل في نظريّة النماذج المنطقيّة ،به يتحيّد تحييدا
جميالً ك ّل ما من شأنه اإلخالل بالوحدة التناسقيّة لك ّل المقول العلميّ والمنطقيّ في فضاء العقل والمعقول،
وتتحيد طبعا كل المفارقات ،فال يبقى لها معنى في البناء المنطقيّ الموزون على هذا ال ّشرط ،شرط اآلنية
النظماتية .بل بهذا ال ّشرط يختزل أو قل ينجاب إشكال المفارقات على مستوى الدوال المقوالتية الذي
جعله راسل يه ّم الرّ ياضي مباشرة دون األوّ ل .يقول راسل أو هكذا يؤسّس لنظريّة النماذج المنطقيّة:
يكتبّراسل:
22
نفس المصدر – ص74
23
نفس المصدر – نفس ص
24
نفس المصدر – نفس ص
25
د .طه عبد الرحمان في الميزان ،ص56..52
'الرمز «( 26»ф)фžال يمكن أن يمثل مقولة ،كما يمثلها رمز « »фaحين تكون фaقيمة معبرا
عنها ب .фžوفعال فإن ( ф)фžال يمكن أن يكون إال رمزا ال يعبر عن شيء :أمكننا أن نقول بأنه دون
معنى.
هكذا نعتبر دالة كيفما كانت ،фžهناك موضوعات وعناصر التي ال تمتلك ال ّدالّة فيها أية قيمة،
كذلك يوجد فيها ما للدالة لها به قيمة .نسمي التي للدالة фžفيها قيمة «القيم الممكنة ل»« .ونقول بأنّ
27
« фžلها معنى بالنسبة ل»« أو (لها معنى ب«) عندما يكون ل фžقيمة ب«'.
وهنا بالذات نعود إلى نصّ مفارقة راسل ،ونفترض ال ّدالّة المقوالتية žфالمعرفة كالتالي:
« = žфعنصر من ك.
فمن الم َُسلّ ِم عد ُم صحّ ة وعد ُم منطقيّة االعتبار المُسبق لمطلقية اإلمكان في القيم .أي لزوم القوانين
الضابطة لإلمكان من غيره؛ وهذا ال يمكن وال يكفله إال ال ّشرط النظماتي اآلني .أي أن اإلمكان هو في
مجموع عناصر ك .هذا مثال وحالة بسيطة جدا ،وهو إطار مفارقة راسل ،وهو ما َبنى عليه نظري َته،
المقتصر َة فقط على الهرمية على المنحى التصاعدي للعنصر والجزء والمجموعة ومجموعة األجزاء
ومجموعة المجموعات .لكن وكما عبر عن ذلك فون برتالنفي 28أنّ حقيقة المنظومات هي في ك ّل شيء.
فكل شيء ال يكفله إال المتواج ُد في ك ّل شيء ،وهو شرطّاآلنيةّالنظماتية.
ولمزيد من البيان ننقل هنا النصّ الفرنسي األصلي التابع مباشرة لما أنف كما حاولنا ترجمته على
التسديد والتقريب:
‘La limitation que nous venons ainsi d’apporter aux choix d’arguments
possibles pour фž, sert à résoudre un grand nombre de paradoxes. Prenons
comme exemple le suivant. Supposons que «ƒ(фž)» signifie« la fonction фž n’est
)pas satisfaite si on la prend elle-même comme argument» , c’ est à dire «ф(фž
est faux» . (Si cette expression avait un sens, elle serait vraie dans tous les cas
ordinaires. Par exemple il ne peut pas etre vraie que la fonction «x est un
homme» soit un homme ; si donc il est vrai ou faux qu’elle est un homme, il
doit etre faux. ) Mais supposons maintenant que nous dénotions par ƒ(ǿ) la
fonction dont ƒ(фž) est la valeur pour l’argument ф(ž) , et cherchons si ƒ(ƒǿ) est
vrai ou faux . Si ƒ(ƒǿ) est vrai , cela signifie de par la définition de ƒ «ƒ(ƒǿ) est
faux». Si d’autre part, ƒ(ƒǿ) est faux, cela signifie de par la définition de ƒ« il est
faux que ƒ(ƒǿ) soit faux», d’où il suit que ƒ(ƒǿ) est vrai. Ainsi, que nous
26
في األصل xبدل «
27
انظر Bertrand Russel : La théorie des types logiques – p4
28
)Ludwig Von Bertalanffy (1901 -1972
supposions ƒ(ƒǿ) vrai ou que nous le supposions faux, nous sommes conduits à
une contradiction. Cette contradiction disparait si «ф(фž)» n’a pas de sens.29
وترجمته التقريبية:
'الح ّد من إمكان الموضوعات أو العناصر الذي تقدم بالنسبة للدوال фžيتيح لنا ح ّل عدد كبير من
المفارقات .لنأخذ على سبيل المثال التالي :لنعتبر أن «( «»)фžتعني «ال ّدالّة фžغير محققة إذا كانت
هي نفسها موضوعا لذاتها» .يعني «( ф)фžخاطئة»( .إذا كان لهذا التعبير معنى ،فسيكون صحيحا
على العموم .مثال ال يمكن للدالة « xرجل» أن تكون رجال.إذن لو كان صحيحا أو خطأ بأنها رجل،
يجب أن تكون خاطئة).
ولكن لنعتبر اآلن بأننا نعبر ب( «)ǿال ّدالّة التي قيمتها ب( ф)žهي ( ،«)фžولننظر هل(««)ǿ
صحيحة أو خاطئة.
إذا كانت (« «)ǿصحيحة ،هذا يعني حسب تعريف « بأن «( «)«ǿخاطئة».
ومن جهة أخرى إذا كانت (« «)ǿخاطئة ،وهذا يعني حسب ال ّتعريف ل« دوما أنه «خاطئ بأن («)«ǿ
خاطئة ،ومنه ف( «)«ǿصحيحة».
هكذا ،وسواء علينا أتصوّ رنا ( «)«ǿصحيحة أو تصوّ رناها خاطئةُ ،نساق دوما إلى ال ّتناقض .هذا
ال ّتناقض سوف يختفي إذا ما اعتبرنا «( »ф)фžأنها ليس لها معنى'.
≈
ال ب ّد من ال ّتنبيه هنا على أنّ راسل في محاولته استجالء ال ّتصوّ ر الضروري األولي والكفيل في
وجوب الح ّد من
حقيقة األمر في تحييد واختزال هذا اإلشكال وهذه المفارقات ،أ ّنه وإن استشعر حدس ًّيا
َ
إمكان المتغيّر موضوع ال ّدالّة ،فإنه لم يتمكن من عين ال ّتصوّ ر هذا وضبطه؛ وذلك جليّ في كالمه عن
الفروق أو الفرق بين أبعاد أو األدق المالئم لحيّز القول والمقام ،بين ماهيات هذه الكائنات الرّ ياضية
والمنطقيّة ،فأجناسها بالمعنى المنطقيّ الصّرف ،أجناسها مختلفة كاختالف المالئكة عن اإلنس والجان.
ّ
الحق أولى في المقاربة اإلدراكيّة للوجود من البعد اللغوي المأسور ج ّدا.
وهذه األبعاد هي في
ولع ّل أبرز ما وجب ال ّتنبيه عليه هو عدم كمال البيان في التفرقة بين الصّيغة التعبيريّة والصّيغة
المقوالتية؛ فالصّيغة التعبيريّة للدالة المقوالتية ليست مقولة ،وال إمكان في العقل المنطقيّ إعطاؤها قيمة
حقائقيّة بدالة (صحيح،خطأ) .فالصّيغة ليست في حقيقتها ممثلة للعنصر الصورة ،أي المقولة التي ال
تتواجد حقيقة في الواقع إال مع التعيين لقيمة المتغير .xولذا فقوله фx' :مقولة' هو خاطئ ال ريب خطأ
ال ريب فيه.
هذا بالضّبط هو الح ّل وهو حقيقة ما يدندن حوله راسل في كل كالمه ،ولذا قلنا من قبل كون الترجمة
أو قل التعبيرّاألحقّعماّعرضّهناّلراسلّليسّهوّنظريةّالنماذجّالمنطقيّةّوإنماّنظريةّالماهياتّ
المنطقيّة ،وهي عين ما عرضنا له في قراءتنا ال َّنقدية لكتاب المنطق البن سينا ،وخاصّة في استجالء
29
ن م – ص5
تبايُن بعد الخطاب المنطقيّ عن بعد الخطاب الطبيعي عالو ًة على تع ّدد األبعاد الحدسيّة للواقع من الذهنيّ
واللّغوي وغيره.
ّجّّ-حلُّّّ'مفارقةّراسل'
َ
واآلن لنحاول ح ّل إشكال راسل ،والذي ليس هو مفارقة ّ
بالطبع.
«( «»)фžتعني «ال ّدالّة фžغير محققة إذا كانت هي نفسها موضوعا لذاتها» .يعني «(ф)фž
خاطئة».
لنأخذّمنهجّوقانونّالنظمةّاآلنية:
اعتبارنا '( ф)фžخاطئة' ال يكون معقوال ومنتميا إلى المقوالت إال بتواجد ( ф)фžفي المعقول ،أي
أن фžالمنتمي للبعد الدوالي المقوالتي هو من إمكان المتغير للدالة المقوالتية ،фبمعنى أن يكون
متغير фمنتميا إلى المقوالت أو مقولة .وهنا يظهر خطأ راسل في حكمه بمثال ناقض:
ال ّدالّة المقوالتية фفي مجموعة المقوالت بالصّيغة:
« مقولة =(«)ф
فجليّ أن ф)фž( :صحيحة وليست خاطئة.
وهنا يظهر مثال راسل( :مثال ال يمكن للدالة « xرجل» أن تكون رجال.إذن لو كان صحيحا أو خطأ
بأنها رجل ،يجب أن تكون خاطئة ).يظهر توضيح حالته كونها ال تحقق شرط النظمة اآلنية وتقرير
تواجد الم َُر ّكبات المقوالتية.
وننتقل إلى ما هو نسبيا أعلى من حيث درجة ضبطه ،وفيه يتجلى أكثر وبوضوح سابغ تام نجاعة النظمة
اآلنية.
إنّ كال َم راسل أو تحليلَه:
'ولكن لنعتبر اآلن بأننا نعبر ب( «)ǿال ّدالّة التي قيمتها ب( ф)žهي ( ،«)фžولننظر هل(««)ǿ
صحيحة أو خاطئة.
إذا كانت (« «)ǿصحيحة ،هذا يعني حسب تعريف « بأن «( «)«ǿخاطئة».
ومن جهة أخرى إذا كانت (« «)ǿخاطئة ،وهذا يعني حسب ال ّتعريف ل« دوما أنه «خاطئ بأن («)«ǿ
خاطئة ،ومنه ف( «)«ǿصحيحة»'.
≈
فهذا كال ٌم فاس ٌد بالنسبة للفضاء العقليّ الرّ ياضي والمنطقيّ ،وحتى ال نطيل ،نطرح السؤال التالي أو
لنفحص مدى مصداقية وإمكان قبول الصّيغة (« «)ǿفي الفضاء المنتظم والعقل والمعقول الذي هو
فضاء المنطق والرّ ياضيات .فإنه إذا كان باعتبار اإلمكان في المتغيّر الذي هو فقط بُعْ ٌد واح ٌد من أبعاد
شرط ال ّنظمة اآلنيّة أو اآلنية النظماتية ،قد َت َّم َحصْ ُر مصداقية الصّيغة ( ф)фžفي شرط مجال
مجموعة المقوالت؛ فإ ّنه بالنسبة لصيغة ( «)«ǿال مصداقية لها إطالقا في كل فضاء منتظم والعقل
اإلنساني؛ ذلك أن من شروط هذه المصداقية تواجد ( «)ǿضمن اإلمكان المتغيراتي ل« المتضمن داخل
وليس دالّة.
مجموعة الدوال .لكن ( «)ǿهو مقولة
َ
وإذن فإننا لم نقل هنا فحسب إن هذه التعبيرات ليس لها معنى ،وإنما أعطينا ال ّدليل والبرهان لماذا
ليس لها معنى ،وأ ّنها ال تنتمي إلى مجموعة المقوالت وال مجموعة الم َُر ّكبات المقوالتية .وعدم إدراك
هذا هو الذي جعلها ُت َسمَّى مفارقات وما هي بقانون اآلنية النظماتية بمفارقات.
حلّمفارقةّكانتور
النتائجّالهامةّلحلّمفارقةّراسلّوالنظمةّاآلنية:
النتيجة واالستنباط المباشر لحل مفارقة راسل هو حل مفارقة كانتور30؛ وذلك بمجرد استبدال
مجموعة األجزاء بمجموعة المجموعات ،وبالطبع عالقة التضمن باالنتماء.
ومسار الحل لمفارقة كانتور يتم باعتبار النظمة اآلنية على مستوى المركب المقوالتي ،الذي هو
الواصل بمفارقة إيبيمينيد بتحييد ما ع ّبر عنه أرسطو بنسبية الصدقية للمقولة ،هذه النسبية هنا ليست كما
في مفارقة كاذب كريت على مستوى مصدر القول كمرجع ومنظم للقيمة الحقائقية المنطقية ،بل على بعد
اللوحات المنظمية الزمنية أو اآلنية.
لكن من النتائج الباهرة للنظمة اآلنية من بعد تجلي سريان نجاعته في حل مفارقة راسل هو وضع
مسلمة التفصيل 31األساس البنائي في نظريات المجموعات وخاصة نظريات المجموعات لزرميلو
وزرميلو -فرانكل 32موضع السؤال .وهذا السؤال أقوى ببداهته ،البداهة التي هو ظاهر بها تحكم كانتور
بالركون إلى اعتبار الميز بين مفهومي المجموعة 33والصنف أو القسم 34في السعي لرفع المفارقة.
Paradoxe de Cantor
30
Axiome d’extensionnalité
31
Zermelo - Fraenkel
32
L’ensemble
33
La classe
34
وإذا كانت مسلمة التفصيل تهدر التعريف للمجموعات باإلدراك ،35فإنها بذلك تهدر وتقوض أهم
انتظام يجمع البيان المنطقي بالبناء المعقول للواقع ،مما ينال من معقولية وعدم علمية ومنطقية التواجد.
بل وتحيل الكون المشهود إلى مجرد جواهر خلو عن الخصائص واألعراض المنطقية ،وعن مفهوم
التأطير؛ والخاصائص هي التجلي للتعدد كحقل وشرط للتفكر ،والتأطير هو عملية البحث عن هذه
الجواهر وعن هذه الخصائص كجواهر .فمسلمة التفصيل إذا هي تضييق وتشليل للعقل.
ْس التعريف باإلدراك أو بالخصائص أو الخاصة ،وال تبطل صحته
فاآلنية النظماتية ُتزي ُح لُب َ
ومصداقيته؛ وذلك أن التعريف بالخاصة يؤول في آن منطقي معين إلى التعيين ،أي تعيين المعرف هدف
هذا التعريف ،وال يحصل هذا التعيين إال في آن معين .إذن سيكون لدينا:
النظمة اآلنية للمر ِّكب المقوالتي
نفي مسلمة التفصيل
Référentiel instantané propositionnel Axiome d’extensionnalité
ومنه ومع عدم االعتبار مطلقا للتمييز بين مفهوم القسم ومفهوم المجموعة الذي ركن إليه كانتور لدينا:
النظمة اآلنية للمر ِّكب المقوالتي مبرهنة كانتور
Référentiel instantané propositionnel Theorème de Cantor
أي يتم الحفاظ على سريانها ومصداقيتها بمالحظة واعتبار المباينة النظماتية وعدم وحدتها في االنتقال
بين الصيغ التركيبية لما اعتبر خطأ مفارقة كما بيناه في حل مفارقة راسل.
En cmpréhension
35
Sur le même sujet..
paradoxes
ainsi
homme
vraie
cantor
paradoxe
definition
axiome
fonction
supposions
russel
exemple
argument
signifie
contradiction