waliiiiiiiiiid .pdf
À propos / Télécharger Aperçu
Ce document au format PDF 1.4 a été généré par Microsoft® Office Word 2007, et a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 07/06/2017 à 09:12, depuis l'adresse IP 41.227.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 730 fois.
Taille du document: 1.4 Mo (17 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
المقدمة
الحمد هلل رب العالمين ،و الصالة والسالم على نبينا محمد سيد المرسلين ،وعلى آله
وصحبه والتابعين .وأشهد أن ال إله إال هللا -ولي المؤمنين – وأشهد أن محمد رسوله عبده
و رسوله ؛ أما بعد
فإليك أخي المسلم ،هذا المصنف الصغير الذي جمعت لك فيه أبرز المسائل المتعلقة
بفضائل الصيام و آ دابه وشيء من فقهه و أحكامه ،لعله يكون نبراسا تهتدي به إلى باب
الريان الذي ال يدخل منه إال الصائمون الصابرون المحتسبون المخلصون .قال عليه
الصالة والسالم ":إن في الجنة بابا يقال له الريان ،يدخل منه الصائمون يوم القيامة ،ال
يدخل منه أحد غيرهم " أخرجه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي هللا عنه .
جعلني هللا و إيّاكم من ضمنهم و أسأل هللا أن يتقبّله م ّني خالصا ً لوجهه الكريم ،إنه سميع
مجيب .
1
بعض فضائل الصيام :
)1فضائل دنيوية - :ومنها أن للصائم دعوة ال ترد ؛ لقوله عليه الصالة والسالم ":ثالث
دعوات مستجابات :دعوة الصائم ،ودعوة المظلوم ،ودعوة المسافر " أخرجه الطبراني في
"الدعاء" بسند حسن عن أبي هريرة .
ـ ومنها أ ن الصيام مكفر و مطهر للفتن ؛ لقوله عليه الصالة والسالم" :
فتنة الرجل في أهله وماله و نفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصالة والصدقة واألمر
بالمعروف والنهي عن المنكر " أخرجه البخاري ومسلم عن حذيفة رضي هللا عنه
)2فضائل أخروية - :ومنها أن هللا تعالى أعد ألهل الصيام بابا يدخلون منه إكراما لهم
لقوله عليه الصالة والسالم ":إن في الجنة بابا يقال له الريان ،يدخل منه الصائمون يوم
القيامة ،ال يدخل منه أحد غيرهم .يقال أين الصائمون ؟ فيقومون ،ال يدخل منه أحد
غيرهم ،فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد" تقدم
ـ ومنها أنه يك ون شفيعا لصاحبه يوم القيامة ،لقوله عليه الصالة
والسالم ":الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة .يقول الصيام:أي رب :منعته الطعام
والشهوة ،فشفعني فيه ،ويقول القرآن :منعته النوم بالليل ،فشفعني فيه ،قال :فيشفعان "
أخرجه أحمد والطبراني بسند صحيح عن عبد هللا بن عمرو رضي هللا عنهما .
ـ ومنها أنه يمحو الذنوب والخطايا المتقدمة ،لقوله عليه الصالة والسالم:
" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي
هللا عنه
_ بعض آداب الصيام :
ـ اإلخالص :وهو تهذيب القصد .قال عليه الصالة والسالم ":من صام رمضان إيمانا
و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " تقدم .أي إيمانا بوجوبه وفرضيته واحتساب لألجر
وطلبا للمثوبة .قال تعالى (:إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر01
← وباإلخالص ينتقل الصيام من صيام عادة إلى صيام عبادة .
ـ حفظ اللسان :وهو تهذيب األقوال .قال عليه الصالة والسالم ":من لم يدع قول الزور
والعمل به فليس هلل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " البخاري عن أبي هريرة (الصيام)
2
وقال عليه الصالة والسالم ":الصيام جنة (وقاية) .فال يرفث وال يجهل ,وإن امرؤ قاتله أو
شاتمه فليقل :إني صائم ـ مرتين ـ" أخرجه البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان رضي هللا عنه .
وقال عليه الصالة والسالم ":رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش
"رواه أحمد وأبو يعلى
بسند صحيح عن أبي هريرة
← فعلى المسلم أي يكون حليما كريما رحيما وقورا صبورا عفيفا هينا لينا سهال مالكا
لنفسه ال يستثار .
ـ ترك اإلسراف والتبذير :وهو مجاوزة الحد في المطعم والمشرب و المسكن والملبس .
قال تعالى(:وكلوا واشربوا وال تسرفوا إنه ال يحب المسرفين )
األعراف 10
وقال سبحانه (:وال تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه
كفورا ) اإلسراء72
وقال النبي عليه الصالة والسالم ":إن هللا كره لكم ثالثا :قيل وقال ،وإضاعة المال وكثرة
السؤال " رواه البخاري عن المغيرة بن شعبة رضي هللا عنه
وقال عليه الصالة والسالم ":كلوا واشربوا وتصدقوا وآلبسوا من غير سرف وال مخيلة "
رواه البخاري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
ـ الدعاء :وهو لب العبادة ،وهو سالح الصائم بالليل والنهار .
قال النبي صلى هللا عليه وسلم ":إن الدعاء هو العبادة
" رواه أصحاب السنن عن النعمان بن بشير .صحيح
وقال عليه السالم ":إن للصائم عند فطره دعوة ال ترد
" ابن ماجه عن عبد هللا بن عمرو .صحيح
كما قال عليه الصالة والسالم ":ثالثة ال ترد دعوتهم :الصائم حتى يفطر واإلمام العادل
والمظلوم" أخرجه الترمذي و ابن ماجه عن أبي هريرة بسند صحيح
قال اإلمام النووي [:فيقتضي استحباب دعاء الصائم من أول اليوم إلى آخره ألنه يسمى
صائما في كل ذلك ] " شرح المهذب"
ـ صلة الرحم :ينبغي للصائم أن ال ينسى أهل قرابته بل يجب عليه أن يتفقد محتاجهم وعيادة
مريضهم واإلنفاق عليهم والسؤال عن صحتهم و أحوالهم و السالم عليهم و إصالح ذات
بينهم و إيصال الخير إليهم ودفع الشر عنهم ما استطاع إلى ذلك سبيال.
قال هللا تعالى ":واعبدوا هللا والتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا و بذي
القربى" النساء 72
وقال النبي صلى هللا عليه وسلم ":إن هللا خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم :
هذا مقام العائذ بك من القطيعة – قال :نعم :أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من
قطعك؟ قالت :بلى يا رب .قال :فهو لك .قال رسول هللا :فآقرؤوا إن شئتم " فهل عسيتم
3
إن توليتم أن تفسدوا في األرض وتقطعوا أرحامكم أوالئك الذين لعنهم هللا فأصمهم وأعمى
أبصارهم " " رواه البخاري عن سعد بن يسار عن أبي هريرة رضي هللا عنه
ـ قراءة القرآن :رمضان شهر القرآن قال تعالى ( :شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )
البقرة .
قال عليه الصالة والسالم ":ٱ قرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لصاحبه "
رواه مسلم عن
أبي أمامة الباهلي ( هدي بني عجالن ) رضي هللا عنه
وقال عليه الصالة والسالم ":من قرأ حرفا من كتاب هللا فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها:
ال أقول آ لم ،حرف ولكن ألف حرف والم حرف و ميم حرف " أخرجه البخاري في التاريخ الكبير
والترمذي بسند صحيح عن ابن مسعود
وقال عليه الصالة والسالم ":يقال لصاحب القرآن إقرأ و ارتق ور ّتل كما كنت ترتل في
الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " رواه أبو داود والترمذي والنسائي و أحمد عن عبد هللا بن عمرو رضي هللا
عنهما
-
فهذا عثمان رضي هللا عنه كان يختم القرآن في كل يوم مرة .
وكان لإلمام الشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصالة .
وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على
تالوة القرآن من المصحف .
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة و أقبل على تالوة القرآن .
قال ابن رجب رحمه هللا تعالى [:و أما في األوقات المفضلة كشهر رمضان فيستحب اإلكثار
فيه من تالوة القرآن حتى في أقل من ثالث اغتناما لفضيلة الزمان وال حرج في ذلك ]
قال هللا تعالى [:لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفال تعقلون ]
ال ّزخرف
ـ االعتكاف :وهو المكوث في المسجد .
عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ":كان النبي صلى هللا عليه وسلم يعتكف في كل
رمضان عشرة أيام ،فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما " أخرجه البخاري و مسلم
وعن عائشة رضي هللا عنها قالت ":كان النبي يعتكف العشر األواخر من رمضان حتى
توفاه هللا عز وجل " أخرجه البخاري ومسلم
كيف يكون اإلعتكاف ؟ قالت عائشة أم المؤمنين رضي هللا عنها [:السنة في المعتكف أن ال
يخرج من المسجد إال لحاجة التي ال بد منها ،وال يعود مريضا ،وال يمس امرأته ،وال
يباشرها ،و ال اعتكاف إال في مسجد جماعة ،والسنة فيمن اعتكف أن يصوم ] أخرجه البيهقي
بسند صحيح وأبو داود بسند حسن
ـ تحري ليلة القدر :قال تعالى ( ":إنا أنزلناه في ليلة القدر ،و ما أدراك ما ليلة القدر ،ليلة
القدر خير من ألف شهر ) القدر
4
قال عليه الصالة والسالم ":من قام ليلة القدر إيمانا و إحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
متفق عليه عن أبي هريرة رضي هللا عنه
ولقد كان نبي هللا صلى هللا عليه وسلم يتحراها و يتهيأ لها و يوقظ أهله ألجلها و يحض
أصحابه على إدراكها لما فيها من الفضل واألجر (فهي خير من ألف شهر من العبادة
المحضة ) .
ماذا يقول من أدركها ؟
" عن عائشة رضي هللا عنها قالت :قلت يا رسول هللا :أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة
القدرما أقول فيها ؟ قال :قولي :اللهم إنك عفو تحب العفو فٱعف عني " أخرجه أحمد و ابن ماجه
وغيرهما بسند صحيح
و يجوز للعبد فيها أن يدعو بخيري الدنيا و اآلخرة ،ك ّل ذلك حسن . ما صفتها ؟
تكون ليلة طلقة (سهلة طيبة) ال حارة وال باردة .
عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنهما قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ":إني
كنت أريت ليلة القدر ،ثم نسيتها ،وهي في العشر األواخر من ليلتها ،وهي طلقة بلجة
(مشرقة) ،ال حارة وال باردة " أخرجه ابن خزيمة في صحيحه بسند صحيح
ـ القيام :ويسن قيام ليالي رمضان تقربا إلى هلل تعالى ويسمى هذا القيام (التراويح)[ .فقد ثبت
في الصحيحين أن من قام رمضان إيمانا و إحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ] وهذا فضل
كبير ال ينبغي الغفلة عنه فالقصد القصد .ويستحب أن يصليها العبد مع الجماعة في بيت
من بيوت هللا ،ومن لم يستطع صلى في بيته فكل ذلك مشروع .والسنة في ذلك أن تصلي
إحدى عشرة ركعة بخشوعها و ٱطمئنانها و أدعيتها و أذكارها وركوعها وسجودها .فقد
روى البخار ي ومسلم من حديث عائشة أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " ما كان يزيد
في رمضان وال في غيره على إحدى عشرة ركعة " .وال حرج على من زاد على ذلك بنية
التن ّفل المطلق لقول النبي صلى هللا عليه وسلم " صالة الليل مثنى مثنى ،فإذا خشي أحدكم
الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى " رواه مسلم عن ابن عمر رضي هللا عنهما
كما أنه ال حرج على من صلى أقل من ذلك لقول النبي صلى هللا عليه وسلم ":الوتر حق
على كل مسلم ،من أحب أن يوتر بخمس فليفعل ،ومن أحبّ أن يوتر بثالث فل يفعل ،
ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل " رواه إبو داود والترمذي والنسائي عن أبي أيوب األنصاري
ويجوز أن يصلي المرء من المصحف فال حرج في ذلك فقد ثبت عند البخاري عن عائشة
أنه كان لها غالم إسمه ذكوان كان يقوم بها من المصحف .وقد أخرجه البخاري في باب
إمامة العبد والمولى " " وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف "
5
و األفضل أن يصلي العبد من حفظه فهو أدعى للخشوع والتدبر .وليس شرطا أن يختم
اإلنسان كتاب هللا في صالة التراويح .
ـ دعاء القنوت :ويكون أحيانا بعد الفراغ من القراءة قبل الركوع أو بعده .يقنت أحيانا
بالدعاء الذي علمه النبي صلى هللا عليه وسلم سبطه الحسن بن علي رضي هللا عنهما:
( اللهم اهدني في من هديت ،وعافني فيمن عافيت ،وتولني فيمن توليت ،وبارك لي فيما
أعطيت ،وقني شر ما قضيت ،فإنك تقضي وال يقضى عليك ،وإنه ال يذل من واليت ،
وال يعز من عاديت ،تباركت ربنا وتعاليت ،المنجا منك إال إليك ) ،ويصلي على النبي
أحيانا .
ويجوز الزيادة على هذا الدعاء بلعن الكفرة والصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم ،
و الدعاء للمسلمين وذلك في النصف الثاني من الشهر المبارك لثبوت ذلك عن األئمة في
عهد عمر رضي هللا عنه .وقد جاء ذلك في حديث عبد الرحمان بن عبد القاري وقد أخرجه
البخاري .ومن ضمنه قوله [ وكانوا يلعنون الكفرة في النصف ] " :اللهم قاتل الكفرة الذين
يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك وال يؤمنون بوعدك ،و خالف بين كلمتهم ،وألق في
قلوبهم الرعب ،و ألق عليهم رجزك وغضبك ،إاله الحق " .ثم يصلي على النبي ويدعو
للمسلمين بما ٱستطاع من الخير ثم يستغفر لنفسه و لوالديه وللمؤمنين .
وكان عليه الصالة والسالم إذا فرغ من لعنة الكفرة وصالته على النبي واستغفاره للمؤمنين
والمؤمنات ومسألته [ اللهم إياك نعبد ،ولك نصلي ونسجد ،وإليك نسعى ونحفد ،ونرجو
رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد ،إن عذابك لمن عاديت ملحق ] ثم يكبر و يهوي ساجدا .
(رواه ابن خزيمة بسند صحيح)
ـ تعجيل الفطر :ويكون بمجرد غياب قرص الشمس سواء عن الجبل أو البحر أو الصحراء .
وال عبرة بالحمرة الشديدة الظاهرة في األفق ،ولذلك قال النبي عليه الصالة والسالم ":ال
يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " عن سهل بن سعد -متفق عليه –
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا تعالى في الفتاوي الكبرى ج -7ص [ 974إذا غاب
جميع قرص الشمس أفطر الصائم وال عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في األفق .و إذا غاب
جميع القرص ظهر السواد من المشرق كما قال عليه الصالة والسالم ":إذا أقبل الليل من
ههنا (المشرق) و أدبر النهار من ههنا (المغرب) وغربت الشمس فقد أفطر الصائم"رواه
البخاري عن عمر رضي هللا عنه ]
ـ اإلفطار على التمر :من آداب الصوم إفطار الصائم على رطبات ( وهو تمر بالمدينة
المنورة ) فإن لم يجد فعلى تمرات [.فقد جاء في الحديث أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
كان يفطر على رطبات ،فإن لم يجد فعلى تمرات ،فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من
ماء] أبو داود والترمذي
ـ التسحر :ومن آداب الصيام أكلة السحور لما فيها من الخير والبركة .
6
قال النبي صلى هللا عليه وسلم ":تسحروا فإن في السحور بركة "
رواه البخاري ومسلم عن أنس بن
مالك رضي هللا عنه .
و عن ابن عمر رضي هللا عنهما ،قال ،قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ":إن هللا
و مالئكته يصلون على المتسحرين " أخرجه الطبراني و ابن حبان بسند صحيح
و عن العرباض بن سارية – رضي هللا عنه – قال :دعاني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
إلى السحور في رمضان فقال ":هلم إلى الغداء المبارك " أخرجه أبو داود و غيره بسند صحيح
وعن عبد هللا بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم قال [:دخلت
على النبي صلى هللا عليه وسلم وهو يتسحر فقال ":إنها بركة أعطاكم هللا إياها فال تدعوه "
أخرجه النسائي بسند حسن ]
وعن سلمان رضي هللا عنه قال .قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ":البركة في ثالثة :
في الجماعة ،والثريد ،والسحور " أخرجه الطبراني بسند صحيح
قال ابن خزيمة – رحمه هللا – في صحيحه ( ": )701/1باب األمر بالسحور أمر ندب
و إرشاد ،إذ السحور بركة ،ال أمر فرض و إيجاب يكون تاركه عاصيا بتركه " .
ـ تأخيره :ومن السنة تأخير السحور إلى آخر وقته .
فعن عب هللا بن النعمان السحيمي قال ":أتاني قيس بن طلق في رمضان في آخر الليل
بعدما رفعت يدي من السحور لخوف الصبح فطلب مني بعض اإلدام ،فقلت له :يا عماه !
لو كان بقي عليك من الليل شيء ألدخلتك إلى طعام عندي وشراب .قال :عندك ؟ فدخل ،
فقربت إليه ثريدا ولحما ونبيذا فأكل وشرب وأكرهني فأكلت وشربت و إني لوجل من
الصبح .ثم قال [ :حدثني طلق بن علي أن النبي قال :كلوا و اشربوا وال يهيدنكم
(يزعجنكم) الساطع المصعد ( الصبح األول ) فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم األحمر ]"
أخرجه أبو داود والترمذي وابن خزيمة بسند صحيح
ومن طريق ابن أبي شيبة :حدثنا معاوية عن األعمش عن مسلم قال[ :لم يكونوا يعدون
الفجر فجركم ،إنما كانوا يعدون الفجر الذي يمأل البيوت والطرق ]
[ وعن معمر :إنه كان يؤخر السحور جدا حتى يقول الجاهل :ال صوم له ! ]
وعن ابن عباس رضي هللا عنهما ،قال ،قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ":إنا معشر
األنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا ،و تأخير سحورنا " أخرجه ابن حبان وغيره بسند صحيح
وجاء في " الفتح" البن حجر ( ": )044/9قال ابن عبد البر :أحاديث تعجيل اإلفطار
وتأخير السحور صحاح متواترة ،و عند عبد الرزاق بإسناد صحيح عن عمرو بن ميمون
األودي قال [ :كان أصحاب محمد صلى هللا عليه وسلم أسرع الناس إفطارا وأبطأهم
سحورا ]
7
ومدار هذا على األذانين اللذين يكونان في زمن الفجرين .الفجر الكاذب والفجر الصادق .
فكما أن الفجر فجران فاألذان أذانان .أذان أول يحل فيه الطعام والشراب وتحرم فيه
الصالة ،و أذان ثان يحرم فيه الطعام والشراب وتحل فيه الصالة .
فعن عائشة رضي هللا عنها ":أن بالال كان يؤذن بليل ،فقال رسول هللا :كلوا و اشربوا
حتى يؤذن ابن أم مكتوم ،فإنه ال يؤذن حتى يطلع الفجر " أخرجه البخاري ومسلم
فلو كان للناس أذانان شرعيان لتحقق لنا العمل بالسنة .وهللا المستعان
بعض أحكام الصيام : - 1حكم النية :
النية شر ط أساس في الصيام ،وتكون قبل الشروع فيه .وهي شرط لصحة جميع
العبادات لقوله عليه الصالة والسالم ":إنما األعمال بالنيات "
ويمكن تقسيم النية إلى نوعين :
أ – نوع قبل حلول شهر رمضان :وهي القصد والعزيمة الراسخة الصادقة في
صيام شهر رمضان خالصا ل وجه هللا تعالى مبتغيا األجر من عنده سبحانه وعلى الوجه
الذي بينه النبي صلى هللا عليه وسلم في سنته .وهذا يدخل في الحديث اآلنف [إنما
األعمال بال ّنيات ].
ب -نوع يومي ويكون في كل ليلة صيام قبل حلول الفجر الصادق ( وهو ما يسمى
بتجديد النية ألنه ال يُجزيء يوم عن يوم في الصوم ) .وهذا لحديث ابن عمر [ال يصوم
إال من أجمع الصيام قبل الفجر ] رواه مالك والنسائي
- 2من الذين يباح لهم الفطر في رمضان ؟
الذين يباح لهم الفطر في رمضان قسمان :
أ* األول :المريض لذي يتضرر بالصوم .
ب* الثاني :المسافر الذي تجاوز مسافة السفر .
ودليلهما ":فمن شهد منكم الشهر فل يصمه و من كان مريضا أو على سفر فعدة من
أيام أخر " اآلية.البقرة
والمرض نوعان - :مرض يرجى برؤه :هذا عليه قضاء ( وهو صيام ما عليه
من صيام قبل بلوغ رمضان القابل)
مرض ال يرجى برؤه :هذا عليه الفدية وهي طعام مسكين على كل يوم لقوله
تعالى ":وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين "
* والسفر نوعان :
8
سفر يشق على الصائم حتى ينهكه :هذا يجب في حقه اإلفطار لقوله عليه الصالةوالسالم ( ليس من البر الصوم في السفر) رواه البخاري عن جابر رضي هللا عنه
سفر ال يشق على الصائم :هذه الحالة يجوز فيها الصوم ،فعن أنس رضي هللا عنهقال ":كنا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في سفر ،فصام بعض و أفطر بعض ،
فتحزم المفطرون وعملوا وضعف الصائمون عن بعض العمل ،قال :فقال رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم ":ذهب المفطرون اليوم باألجر " رواه مسلم
√ وأما من أراد الفطر مطلقا لوجود الرخصة فهذا جائز و مشروع له ما دام مسافرا
على كل حال لسنة الترخص لحديث النبي صلّى هللا عليه و سلّم [ إن هللا يحب أن تؤتى
رخصه كما يكره أن تؤتى معاصيه ] .عن ابن عمر رضي هللا عنهما /أخرجه أحمد في مسنده بهذا اللفظ و
سنده الصحيح .
ج-الحائض والنفساء :والدليل ما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي هللا عنها
قالت ":كانت إحدانا تحيض على عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فنؤمر بقضاء
الصوم وال نؤمر بقضاء الصالة "
مالحظة :إذا حاضت المرأة في يوم الصيام وجب عليها اإلفطار ولو كان ذلك قبر
الغروب بزمن يسير ألنه لم يعد هذا اليوم من حسابها وهو في حساب القضاء .لذا
وجب عليها طاعة هللا ورسوله باإلفطار ولو على تمرات أو حسوات من ماء تحقيقا
لإلستجابة ألمر هللا وأمر رسوله [ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا هلل وللرسول ] ألن
مواصلة الصيام في هذه الحال ال تعتبر ورعا وتقوى بل تعد تنطعا ومعصية .والمؤمن
يعبد هللا بمبدأ " سمعنا و أطعنا"
وكذا الحال بالنسبة للنفساء .
د -الحامل والمرضع :وكذا الحامل والمرضع إذا خشيتا على نفسيهما أو على ولديهما
عليهما اإلفطار ثم اإلطعام بعد ذلك دون قضاء .
فقد صح األثر عن أبن عباس لما سئل عن الحامل والمرضع قال " إذا خافت الحامل
على نفسها و المرضع على ولدها في رمضان فإنهما تفطران وتطعمان مكان كل يوم
مسكينا وال تقضيان صوما " [ أخرجه الطبري في تفسيره بإسناد صحيح على شرط مسلم ].
1ـ كيف يطعم العاجز عن الصيام ؟
العاجز عن الصيام وحكم عليه باإلطعام له طريقتان :
األولى :أن يصنع طعاما و يدعو المساكين إليه
الثانية :أن يفرق الطعام على المساكين سواء كان مطبوخا أو ال .
9
– 4ما حكم من يفطر عمدا من غير عذر ؟
هو على خطر عظيم ،ولوال فضل هللا ما أجزأه صيام الدهر .فعن أبي أمامة رضي هللا
عنه قال :سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول ":بينا أنا نائم إذ أتاني رجالن
فأخذا بضبعي ...ثم انطلقا بي فإذا قوم معلقون بعراقيبهم مشققة اشداقهم ،تسيل أشداقهم
دما .قلت :من هؤالء ؟ قاال :هؤالء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم " رواه النسائي وغيره
بسند صحيح
← وحكم هذا التوبة إلى هللا تعالى و تذكر عاقبة العصاة وعذابهم يوم القيامة
واستحضار عظمة هللا سبحانه و أنه شديد العقاب وسريع الحساب وأنه تعالى ال يحب
الظالمين وأنه كما قال سبحانه [ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة
شرا يره ] ،وكذلك الندم الشديد على هذا الفعل ال ُمشين وأن ال يستخف بهذا األمر المنكر
المحرم ،ثم عليه أن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره عمدا عسى هللا أن يتقبل منه .وأسأل
هللا الهداية .
-5حكم من جامع زوجته يوم الصيام :
هذا الشخص عليه أن يعتق رقبة ،فإن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين دون انقطاع،
فمن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينا .وال ينبغي المرور للثانية إال بٱنعدام األولى ،
وال إلى الثالثة إال بٱنعدام الثانية .
فقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ":بينما نحن جلوس
عند النبي صلى هللا عليه وسلم إذ جاء رجل فقال :يا رسول هللا هلكت ،قال :مالك ؟
قال :وقعت على إمرأتي و أنا صائم .فقال رسول هللا :هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال :ال
.قال :فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال :ال ،قال :فهل تجد إطعام ستين
مسكينا ؟ قال :ال .قال :فمكث النبي صلى هللا عليه وسلم .فبينما نحن على ذلك أتي
النبي صلى هللا عليه وسلم بعرق " الزنبيل" فيها تمر ،قال :،أين السائل ؟ فقال :إنا ،
قال :خذ هذا فتصدق به ،فقال الرجل :على أفقر مني يا رسول هللا ؟ فو هللا مابين ال
بتيها " الحجارة السوداء المحيطة بالمدينة " أهل بيت أفقر من أهل بيتي ،فضحك النبي
صلى هللا عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال :أطعمه أهلك "
مالحظة :الكفارة خاصة بالرجل دون المرأة بناء على ما جاء في الحديث .قال أبو داود
سئل أحمد :من أتى أهله في رمضان أعليها كفارة؟ قال :ما سمعنا أن على المرأة كفارة .
فكانت الكفارة على الرجل دون المرأة ألنه حق يتعلق بالوطء فكان عليه كالمهر .
وقال الجمهور [:تجب على المرأة على اختالف بينهم في الحرة واألمة والمطاوعة
والمكرهة والبادئة ]
10
√ أما من جامع ناسيا فال يفطر والكفارة عليه وال قضاء .مع أن تحقيق هذا قد يصعب
ألن أحد الزوجين قد يتذكر فيذكر اآلخر .وقال الحسن ومجاهد" إن جامع ناسيا فال شيء
عليه " رواه البخاري مجزوما به ووصله عبد الرزاق بإسنادين عنهما وهوعن عن مجاهد صحيح وهو في " مختصر البخاري"
ـ 6حكم من أكل أوشرب ناسيا :
هذا الشيء عليه ،فعن أبي هريرة رضي هللا عنه قال :قال النبي صلى هللا عليه وسلم :
[ من أكل ناسيا وهو صائم فليتم صومه فإنما أطعمه هللا وسقاه ] أخرجه البخاري ومسلم
وعند أبي داود بسند صحيح " أن رجالً جاء إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال :يا رسول
هللا إني أكلت وشربت ناسيا وأنا صائم ؟ فقال :أطعمك هللا وسقاك "
وعن أبي سلمة أن رسول هللا قال " :من أفطر في شهر رمضان ناسيا فال قضاء عليه وال
كفارة " أخرجه ابن حبان والحاكم وسنده حسن .
ـ و في الحديث ":رف ع عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه "
← فهذا يواصل صومه وال بأس عليه وال قضاء .
رواه ابن ماجه وغيره
ـ 7حكم من استقا ء عمدا ( أخراج الطعام من المعدة تعمدا) :
هذا عليه القضاء فإنه قد أفسد صومه بهذا الفعل .لقوله عليه الصالة والسالم [:من ذرعه
القيء وهو صائم فليس عليه قضاء ،ومن استقاء عضدا فليقضي] أخرجه أحمد و أبو داود والترمذي
بسند صحيح
قال ابن المنذر ":وأجمعوا على ابطال صوم من استقاء عامدا "
(اإلجماع) ص 92
و قال الترمذي ":والعمل عند أهل العلم على حديث أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه
وسلم أن الصائم إذا ذرعه (غلبه) القيء فال قضاء عليه ،وإذا استقاء عمدا فليقض"
8ـ حكم الحجامة في يوم رمضان :
الحجامة جائزة و هي ال تفطر إال من خوف ضعف أو مرض فإنها تترك لذلك .
عن ثابت البناني قال ":سئل أنس بن مالك – رضي هللا عنه – أكنتم تكرهون الحجامة
للصائم ؟ قال :ال ،إال من أجل الضعف " أخرجه البخاري []0491
وعن ابن عباس وعكرمة رضي هللا عنهما ":أن النبي صلى هللا عليه وسلم إحتجم وهو
صائم " أخرجه البخاري .
و عن ابن عباس وعكرمة رضي هللا عنهم قاال ":الصوم مما دخل وليس مما خرج"
رواه
البخاري معلقا ووصله ابن أبي شيبة بإسنادين صحيحين عنهما ' ابن عباس وعكرمة'
أما حديث " أفطر الحاجم والمحجوم" رغم أنه صحيح إال أنه منسوخ بحدبث أبي سعيد
الخدري قال ":أرخص النبي صلى هللا عليه وسلم في الحجامة للصائم " و أخرجه النسائي وغيره
11
وقد ذكر هذا ابن حزم في " المحلى"
و الحجامة :هي استفراغ الدم من الكاهل و األخدعين وغيرهما ،وتسمى عندنا " المغيثة"
9ـ حكم من أكل و شرب ظانا غروب الشمس :
من أكل وشرب ظانا غروب الشمس ،ثم تبين له أنها لم تغرب يمسك ويكمل يومه ثم
يقضي بعد ذلك .
فقد روى مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب أفطر ذات يوم في رمضان
في يوم ذي غيم و رأى أنه قد أمسى وغابت الشمس ،فجاءه رجل فقال له :يا أمير
المؤمنين قد طلعت الشمس .فقال عمر ،الخطب يسير ،وقد اجتهدنا "
قال مالك :يريد بقوله :الخطب يسير -القضاء -وهللا أعلم .
11ـ حكم صيام مريض السكري ( عافانا هللا جميعا ) :
مريض السكري على نوعين :
)0إن كان المرض ال يشق عليه يصوم .
)7و إن كان المرض يشق عليه فهذا يحرم عليه الصيام ألنه يعرض نفسه للهالك وقد
قال هللا تعالى ":وال تقتلوا أنفسكم ،إن هللا كان بكم رحيما " .
وعليه فإنه ينبغي عليه أن يراجع طبيبا مسلما ثقة تقيا يوجهه إلى ما يصلح له .
-11حكم من فاته القيام بالليل :
من فاته قيام بالليل إ ّما لنوم أو لمرض أو لسفر أو لتعب أو لغير ذلك يشرع له قضاء
القيام في النهار .قال تعالى ":وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو
أراد شكورا" فالنهار يخلف الليل في األداء والقضاء
قال اإلمام النووي رحمه هللا تعالى في كتابه رياض الصالحين -باب -فضل صالةالليل [ إذا فات اإلنسان قيام الليل فإنه يقضيه من النهار ولكنه ال يوتر ألن الوتر
يختم به صالة الليل و قد انتهت .ودل على ذلك حديث عائشة رضي هللا عنها أن
النبي صلى هللا عليه وسلم إذا غلبه وجع أو غيره ( يعني كالنوم ) فلم يصل في الليل
صلى في النهار ثنتي عشرة ركعة ألنه عليه الصالة والسالم كان يواظب في أكثر
أحيانه على إحدى عشرة ركعة فكان يقضي ما هو األكمل واألكثر ( ثنتي عشرة
ركعة) ،وعلى هذا فإنه إن كان من عادة اإلنسان أن يوتر بثالث ولم يقم فإنه يقضي
بالنهار أربعا وال يقضي ثالثا ،و إذا كان من عادته أن يوتر بخمس يقضي ستا
( شفعا) وهلم جرا .
متى يقضي ؟ يقضيه فيما بين طلوع الشمس و ارتفاعها إلى زوال الشمس كما يدل على
ذلك حديث عمر رضي هللا عنه فيمن فاته ورده أو حزبه من الليل ،أو شيء منه ،أنه
12
يقضيه في النهار بالضحى ،فإن نسي ولم يتذكر إال بعد الظهر قضاه بعد الظهر لعموم
قول النبي صلى هللا عليه وسلم ":من نام على صالة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها " رواه
مسلم عن أبي هريرة رضي هللا عنه
و قال سبحانه " :و أقم الصالة لذكري"
سورة طه
-12حكم من أصبح جنبا في يوم رمضان :
الصحيح أن من أصبح جنبا يصح صيامه وال حرج عليه .إذ عليه أن يغتسل ويصلي
والدخل لهذا في صحة الصيام من عدمه ذلك أن الجنابة تؤثر على الصالة وال تؤثر
على الصوم .
فقد ثبت عن ام المؤمنين عائشة و أم سلمة رضي هللا عنهما " أن رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم " متفق عليه
و عن عائشة رضي هللا عنها أن رجال جاء إلى النبي صلى هللا عليه وسلم يستفتيه وهي
تسمع من وراء الباب ،فقال :يا رسول هللا تدركني الصالة وأنا جنب ،أفأصوم ؟ فقال
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " وأنا تدركني الصالة وأنا جنب فأصوم " فقال :لست
مثلنا يا رسول هللا ،فقد غفر هللا لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ،فقال :وهللا إني
ألرجو أن أكون أخشاكم هلل و أعلمكم بما أتقي " أخرجه مسلم في الصيام من حديث عائشة رضي هللا عنها
أما حديث أبي هريرة رضي هللا عنه " من أصبح جنبا فال يصوم " فقد إخرجه أحمد
بسند صحيح ولكنه منسوخ باألدلة التي سقتها قبله .والنسخ هنا في الحكم فلم يعد حكم
الجنب عدم الصيام بل صار إلى مشروعية الصيام وال تضره الجنابة وهللا الموفق .
11ـ ما حكم الحقن باإلبر في يوم رمضان ؟
و الحقن هنا نوعان :
- 0الحقن المغذية :هي من المفطرات مثلها مثل األكل والشرب ولها نفس الوظيفة
والمعنى ،وهي ال تجوز .
- 7الحقن غير المغذية :وهي للمعالجة فقط هذه ال بأس بها وال يفطر بها الصائم وهي
ليست بمعنى المفطرات وال تقوم مقام األكل والشرب .مثال ذلك الحقن إلبطال
السعال أو الحقن إلزالة رشح األنف أو الحقن إلزالة وجع ما .كل هذا جائز .
14ـ حكم اإلكتحال والقطرة ونحوها مما يدخل العين :
كله ال بأس به وال يفطر به الصائم سواء أوجد طعمه في حلقه أم لم يجده ألن العين ليست
بمنفذ إلى الجوف [ من فقه السنة ]
وعن عائشة رضي هللا عنها قالت ":اكتحل رسول هللا وهو صائم
13
" أخرجه ابن ماجه بسند صحيح
وعن أنس رضي هللا عنه أن رسول هللا ":كان يكتحل وهو صائم "
أخرجه البخاري معلقا ووصله أبو
داود
وعن األعمش قال ":ما رأيت أحدا من أصحابنا يكره الكحل للصائم "
وقال الحسن [ ال بأس بالكحل للصائم ]
رواه عبد الرزاق في المص ّنف بإسناد صحيح
11ـ حكم اإلغتسال والبخور والطيب :
كل ذلك ال يفطر به الصائم فيجوز اإلغتسال للتبرد أو لغيره مع الحذر من دخول الماء
و نفاذه إلى البطن عبر األنف أو الفم .
وقد جاء في " المغني" " ،وال بأس أن يغتسل الصائم " .
وقال أبو بكر :قال الذي حدثني :رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بالعرج (إسم مكان )
يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر " أخرجه البخاري و مسلم .
وأما الطثب والبخور فلم يأت ما يمنع من استخدامهما للصائم وغيره ولو كان هذا مما يفطر
لبينه النبي صلى هللا عليه وسلم كما بين اإلفطار بغيره فلما لم يتبين ذلك علم أن الدهن
والطيب و البخور ال تفطر .
ـ قال ابن مسعود ":إذا كان صوم أحدكم فليصبح دهينا مترجال "
رواه البخاري
وجاء عن اللجنة اإلفتائية [ و الروائح مطلقا عطرية وغيرعطرية ال تفسد الصوم في
رمضان وغيره فرضا أو نفال ] إه
11ـ حكم إستعمال معجون األسنان والسواك للصائم :
يجوز للصائم إستعمال السواك و معجون األسنان أثناء الصوم مع التحرز من بلع شيء
منه ،بل إستعمال السواك سنة للصائم وغيره.
قال شيخ اإلسالم ":و أما السواك فجائز بال نزاع "
وتنظيف األسنان بالمعجون ال يفطر به الصائم كالسواك وعليه التحرز من ذهاب شيء منه
إلى جوفه ،فإن غلبه شيء من ذلك بدون قصد فال قضاء عليه .
ـ وقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ":لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك عند
كل صالة " رواه الترمذي و غيره عن أبي هريرة بسند حسن
ولقوله " ألمرتهم بالسواك مع كل وضوء "
رواه أحمد و غيره عن أبي هريرة بسند حسن
قال البخاري رحمه هللا ":ولم يخص الصائم من غيره "
مختصر البخاري
وقال ابن عمر – رضي هللا عنهما – "يستاك أول النهار و آخره "
14
رواه البخاري
وقال ابن سرين ":ال بأس بالسواك ":ال بأس بالسواك الرطب ،قيل :له طعم ،قال والماء
له طعم تمضمض به " رواه البخاي
قال ابن مسعود ":إذا كان صوم أحدكم فليصبح دهنيا مترجال
" رواه البخاري
السواك = هو عود األراك وليس المقصود سواك النساء .
11ـ حكم استعمال حبوب تأخير الحيض للمرأة :
استسالم المرأة لطبيعتها وفطرتها التي فطرها هللا عليها أفضل و أسلم .قال تعالى ":صبغة
هللا ومن أحسن من هللا صبغة " البقرة
وهذا ما فعلته الطاهرات األوليات .ومن استخدمت ما يرفع حيضها لتنعم بالصيام وتتقرب
إلى هللا فال بأس بشرط أن ال يكون في ذلك ضرر عليها و أن ال يكون هذا عادة لها .
18ـ حكم إفطار أصحاب األعمال الشاقة:
ليس لهم أن ينووا اإلفطار من الليل ،بل يجب عليهم أن يبيتوا نية الصيام من الليل فإن
باشروا العمل و أرهقهم الصيام و أعاقهم عن العمل فلهم حينئذ أن يفطروا وعليهم القضاء.
19ـ حكم التبرع بالدم :
التبرع بالدم حكمه حكم( المغيثة) الحجامة بناء على قول ابن عباس " إنما الفطر مما دخل
وليس مما خرج " فيجوز التبرع بالدم فإنه ال يفطر إال إذا كان الشخص ضعيفا فإنه يتركه ،
وال بد من مشاورة الطبيب .
21ـ قطرة األنف وبخاخ األنف وبخاخ الربو :
هذا كله ليس من معاني األكل والشرب فجائز استعماله وهوال يفطر .
21ـ حكم من شك في دخول الفجر :هل يأكل أم يمسك ؟
للمسلم أن يأكل حتى يتيقن من طلوع الفجر ،فإذا شك هل طلع الفجر أم ال فيجوز له أن
يأكل حتى يتيقن ،فقد روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ابن عباس قال ":أحل هللا لك
األكل والشرب ما شككت " وهو مذهب الجمهور ،وهذا مذهب شيخ اإلسالم ورجّ حه .
وجاءت آثار عن الصحابة تفيد ما هو فوق ذلك .
22ـ حكم اإلستمناء في يوم رمضان :
اإلستمناء هوطلب خروج المني بأي وسيلة سواء بيده أوغيرها .فمن خرج منه مني بعد
ذلك فإن صومه قد فسد ،وهذا الذي عليه األئمة األربعة رحمهم هللا تعالى ( مالك والشافعي
و أبو حنيفة و أحمد ) .وفي الحديث الصحيح أن هللا تعالى قال في الصائم ":يدع طعامه
15
وشرابه وشهوته من أجلي " و اإلستمناء شهوة ،وخروج المني شهوة .وهو محرم في
رمضان وغيره لقوله تعالى ":و الذين هم لفروجهم حافظون إال على أزواجهم أو ما ملكت
أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " أي :المعتدون و
المستمني معتد ألنه أخرج شهوته في غير موقعها .
فمن فعل ذلك في يوم رمضان وجب عليه أن يتوب إلى هللا توبة نصوحا و أن يندم الندم
البليغ على صنيعه الشنيع ،ثم يقضي صيام ذلك اليوم الذي عصى هللا فيه ،وال كفارة عليه
ألن الكفارة إنما وردت في الجماع خاصة ونسأل هللا أن يقبل التوبة والقضاء و أن يتجاوز
عن المسيء .وهللا أعلم .
خالصة األمور التي ال تفطر الصائم :قال العالمة ابن حزم في المحلى [:والينقض الصوم
حجامة وال إحتالم والقيء غالب ،وال قلس ( وهو ما تقذفه المعدة عند امتالئها) ،وكل
خارج من الحلق ما لم يتعمد رده بعد حصوله في فمه وقدرته على رميه ،وال دم خارج من
األسنان أو الجوف ما لم يتعمد بلعه ،وال حقنه وال تقطير في أذن أو في إحليل ( وهو رأس
الذكر) أو في أنف وال استنشاق وإن بلغ الحلق ،والمضمضة دخلت الحلق من غير تعمد
وال كحل وإن بلغ إلى الحلق نهارا أو ليال بعقاقير أو بغيرها ،وال غبار طحن ،أو غربلة
دقيق ،أ و حناء ،أو عطر ،أو حنظل ،والذباب دخل الحلق بغلبة ،وال من رفع رأسه
فوقع في حلقه نقطة ماء بغير تعمد لذلك منه ،و ال طعام وجد بين األسنان إذا رمي وال
دخول حمام وال تغطيس في ماء وال دهن] ( المحلى )110 -111-2
وال يفطر بٱبتالع ريقه و لو كثر وكذا النخامة ( البلغم و المخاط) ال تفطر كما هو المعتمد
عند المالكية .
16
الختام
حقيقة الصيام ( ابن القيم)
قال ابن القيم رحمه هللا تعالى في كتابه " زاد المعاد " ( م ( : )11-72/7لما كان المقصود
من الصيام حبس النفس عن الشهوات ،وفطامها عن المألوفات و تعديل قوتها الشهوانية
لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها ،وقبول ما تزكو به مما في حياتها األبدية ،
ويكسر الجوع والظمأ من حدتها و سورتها ،و يذكرها بحال األكباد الجائعة و المساكين ،
وتضييق مجاري الشياطين من العبد بتضييق مجاري الطعام و الشراب ،و تحبس قوى
األعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرها في معاشها ومعادها ،ويسكن كل عضو
منها و كل قوة عن جماح ه ،و تلجم بلجامه ،فهو لجام المتقين ،وجنة المحاربين ،
ورياضة األبرار و المقربين ،وهو لرب العالمين من بين سائر األعمال ،فإن الصائم ال
يفعل شيئا و إنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده ،فهو ( أي الصيام) ترك
محبوبات النفس و ّ
تلذ ذاتها إيثارا لمحبة هللا و مرضاته ،وهو سر بين العبد وبين ربه ،ال
يطلع عليه سواه ،و العباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة .و أما كون ترك
طعامه وشرابه و شهوته من أجل معبوده فهو ال يطلع عليه بشر ،وذلك حقيقة الصيام .
وللصوم تأثي ر عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة و القوة الباطنة و حميتها عن التخليط
الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها ،و ٱستفراغ المواد الرديئة المانعة
لها من صحتها .
فالصوم يحفظ على القلب و الجوارح صحتها ،و يعيد إليها ما ٱستلبته منها أيدي الشهوات ،
فهو من أكبر العون على التقوى كما قال هللا تعالى ":يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام
كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " البقرة 025
وقال النبي صلى هللا عليه وسلم ":الصوم جنة " أي وقاية ،والمقصود :أن مصالح الصوم
لما كانت مشهودة بالعقول السليمة و الفطر المستقيمة ،شرعه هللا للعباد رحمة بهم و إحسانا
إليهم و حمية لهم و جنة .وكان هدي النبي صلى هللا عليه وسلم فيه أكمل الهدي و أعظم
تحصيل للمقصود و أسهله على النفوس .ولما كان فطم النفوس عن مألوفاتها و شهواتها
من أشق األمور و أصعبها تأخر فرضه إلى وسط اإلسالم بعد الهجرة ،لما توطنت النفوس
على التوحيد و الصالة ،و ألفت أوامر القرآن فنقلت إليه بالتدريج )
ختاما؛ أسأل هللا باسمه العظيم األعظم الّذي إذا ُدعي به أجاب وإذا سئل به أعطى أن ينفعنا
بما جمعنا وكتبنا وقرأنا وأن يو ّفقنا لصيام رمضان وقيامه على الوجه الّذي يرضيه ع ّنا؛ كما
أسأله سبحانه أن يجعل حالنا بعد الصيام والقيام أفضل مما كنا عليه قبله _فعاال
ومقاال_مستمسكين في ذلك بهدي سيّد المرسلين ومنهاج األئمة المهديين والصحابة
المرضيين والتابعين ،إنه سبحانه باإلجابة جدير وعلى كل شيء قدير وهو نعم المولى ونعم
النصير؛ وآخر دعوانا أن الحمد هلل ربّ العالمين.
17
أبو أمامة القرش ي
(العيد بن صميدة جوادي)