كاريكاتور لفظي .pdf
À propos / Télécharger Aperçu
Nom original: كاريكاتور لفظي.pdf
Auteur: BRAHIM
Ce document au format PDF 1.5 a été généré par Microsoft® Word 2013, et a été envoyé sur fichier-pdf.fr le 15/11/2018 à 21:53, depuis l'adresse IP 41.143.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 1134 fois.
Taille du document: 6.3 Mo (216 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
الكاريكاتور اللفظي
إبرهيم رمزي
مراكش ،في :نونبر 2018
مخطط:
تقديم
في التنظير
بعض من تأثير الكاريكاتور
ٌ
حشرات ـ هوام
احتقار
ثقيل
عيوب جسدية
شعر :صلع ـ لحية
رأس :وجه ـ أنف كبير ـ نظر ـ
جلد :برص ـ جدري ـ لون ـ جرب
هيئة (قامة) :حدب ـ قصر ـ
بخر
عيوب امرأة
البخل والبخالء
قدر
بخل
طفيلي
طعام
أكول
بخالء
هدية
ثوب ـ لباس
طيلسان
نعجة
مركوب
هجاء وتشبيه بـ :حشرات ـ حيوانات
بقر ـ بغل ـ حمار ـ تيس ـ كلب ـ فيل ـ جعل ـ دجاج ـ ضب
امرأة /زوجان
فقر
سياسة -دين
دين :شعائر ،دعاء ،صالة ،حج ،خمر ،إفتاء ،سرقة ،قطع،
سياسة :خليفة ،حاكم ،وزير ،والي ،قاضي ،حاجب ،كاتب ،محتسب ،عدل ،صاحب البريد... ،
ضرطة
قيان ـ مغنون
نساء
مكافأة
الوعود :االنتظار ـ التذكير ـ تبخيس المكافأة ـ التلويح بالهجاء ـ ...
حرب ـ أهوال
أشعار الجبناء
لوحة
نسب ـ شعوبية
تقديم
أميل إلى التسمية :كاريكاتور لفظي ،للتعبير عن التصوير الكالمي لحاالت /مواقف يقصد من ورائها :المزاح ـ الهزل ـ الدعابة ـ التندر ـ
التهكم ـ السخرية ـ اإلفحام ـ ...في إطار معطر بتوابل التضخيم والمبالغة ،وقد يضاف اإلضحاك ... ،وذلك ما يفرز هذه "اللوحات" التي
ولكل "فنان" أدواته التي يرسم بها ،وكمية التوابل التي ينكه بها إنتاجه.
نعجب بها.
ٍّ
في نماذج البخل - ،مثال ـ ،نالحظ رسما :لشخصية البخيل ،أو لموقفه ،أو لمشهد (لوحة) يوجد فيها ... ،تحظى بعض الجزئيات باهتمام كاتب
الخبر ليدفعنا إلى اإلحاطة بكل المكونات .فقد يسلط الضوء ساطعا على أحد جوانب المشهد ،بقصد إبرازه أكثر ،للوصول إلى الرسم النهائي
لشخصية البخيل من خالل موقعه في المشهد ،وتقاطبه مع عناصره ،وتفاعله مع مكوناته.
هناك مواقف وتصرفات تتندر على المعيش اليومي "أو العادي في نظر الناس" ،وتفضي إلى "الشكوى" ،سواء تعلق األمر بفرد واحد،
أو شمل الجماعة .. ،فيالمس الكاريكاتور ـ آنذاك ـ نقدا :اجتماعيا ،سياسيا ...ودينيا.
وتلعب الجرأة دورها في تجاوز الحرج من "المقدس" ..حتى ليبدو الخبر "مصنوعا /منحوال" الستغراق النقد الديني ،مثل سؤال أبي نواس
عن كنسه للمسجد ،وإجابته" :أردت أن يرفع إلى السماء في هذا اليوم خبر ظريف" .1أو سؤال خال الفضل بن الربيع ألبي نواس عن سبب
حبسه ،فأجاب" :اتهموني أني أشرب شراب أهل الجنة ،وأنام خلف الناس .قال :وما لك ذنب غير هذا؟ قال :ال ،وهللا .قال :فأنا أيضا أفعل
مثل ما تفعل".2
ويتداخل في المشهد الكاريكاتوري:
الصوت (حوار ،مسوغات وحجج ،أصوات أشياء :رنين معدن ،صوت دابة ،نشيش بول ،كسر رغيف ،نباح كالب،) ... ،
والحركة (التصرف ،رد الفعل)،
الجماد (طعام ،درهم ،أشياء بعيدة المنال :نجوم ،قوس قزح ،احليالء ماء البحر ،)...
الحيوان والتشبيه به (مركوبة ،كلب ،جراد) ... ،
تنوع المكان (سوق ـ بستان ـ بيت :البخيل ،الممدوح ،) ...
كومبارس( :سمار ،خدم ،زوجة ،قينة ،مغن ،موظفون رسميون ،سكان ،تجار ،أصدقاء ،شعراء ،عيال ،لصوص،)... ،
حاالت االنفراد والوحدة( :معاناة ،شكوى).. ،
بعض النصوص ال تُسْلم سرها بسهولة ،وتقتضي كدا إلماطة الستار عن سخريتها "ال ُمرة /السوداء" .وقد يستظرفها القاريء أو يستثقلها تبعا
لدرجة تفاعله معها ،والمرجعيات التي ينطلق منها ،وزاده المعرفي.. ،
أرى أن الكثير من قصائد ابن حجاج 3تدخل في باب الكاريكاتور ،ألن الشاعر حين يتناول بعض األغراض الشعرية -غزل ،مدح ،هجاء،
...مثال ،فهو ال يتناولها باألسلوب المستهلك ،واأللفاظ "المتوجعة" المنتسبة إلي الرومانسية أو التعظيم و"التقديس" ...بل ينسج لوحاته
بأدوات الجنس و"النجاسة" والمبالغة ..متحديا القيم المتعارف عليها في سلوكيات التعامل .فليس لديه مناطق محرمة ال يطؤها ،أو ظالل
يمتنع عليه تفيؤها ... ،لريشته حرية الخربشة في جميع االتجاهات لتكوين اللوحة.
لم أقصد إلى التنظير ،لذلك آثرت استعراض بعض مقوالت القدماء ،ونظرياتهم ،التي صدروا بها تناولهم للنوادر في تنوعها ما بين تهكم
وتندر ،والهجاء في بعض شروطه وخصائصه ،والعينات البشرية المستهدفة بالسخرية ،أو المشاركة في إنتاجها،
أما الدراسات الحديثة فلم أرجع إليها رغم كثرتها وتنوعها ،ألن هدفي هو تجميع النصوص التي يمكن اكتشاف هزلها الصارخ ،وتندرها
المتنوع ،بعد استنطاقها وتشريحها .وذلك ما يؤدي إلى تكوين أفكار خاصة من قبيل ما آلت إليه الدراسات المومأ إليها.
1أخبار أبي نواس ـ المهزمي
قطب السرور في أوصاف الخمور ـ القيرواني
2األغاني 299 :25
3تم االعتماد على مصور مخطوط ـ متوفر على شبكة االنترنيت ـ لشعر ابن حجاج .وذلك ما أوقفني على غموض في بعض الكلمات ،وتعذر فك رمزيتها .أو "شيفرتها" أو االهتداء إلى تأويل
مالئم ،وزكى ذلك غياب نسخة أخرى تساعد على المقارنة .ونفس الشيء يمكن قوله عن ديوان ابن سودون.
في التنظير
النوادر رواحة ،وبها للمكدود استراحة ،ال سيما إذا أثقله عبء الجد ،وعاد باحتماله كليل الحد .وهي صادرة عن مزح قد رخص فيه ،ودعابة
لم يخل منها كل شريف ونبيه؛ وال بأس بها ما لم تكن سفهاً ،وال غرو وهللا عز وجل قد وعد في اللمم بالتجاوز والعفو.
التذكرة الحمدونية -ابن حمدون
وإذ قد ذكرت جملةً من مزح األفاضل واألشراف وفكاهتهم ،وذكرت في آخر كل باب نوادر تناسبه وتليق به ،فأنا أثبت ههنا من النوادر ما
شذ عن تلك األبواب وأنسبه إلى قائله ،وأفرد كل جنس منهم بفصل ،فيشتمل الباب بعد الفصل على اثني عشر فصالً وهي:
نوادر األعراب،
نوادر الشعراء واألدباء،
نوادر الظرفاء،
نوادر المواجن النساء،
نوادر في التعصب والتحزب،
نوادر المخنثين،
نوادر ذوي العاهات،
نوادر البلغاء،
نوادر األغبياء والجهالء وتصحيفهم وغلطهم وغيهم،
نوادر المتنبئين والقصاص والممخرقين،
نوادر المجانين،
نوادر السفلة وأصحاب المهن والسوقة.
التذكرة الحمدونية -ابن حمدون
نظر حمصي إلى ابنته وأعجبته عجيزتها فقال :يا بنية ،طوبتنا لو كنا مجوسيين.
هذا لفظ هذا الجاهل ،والصواب فيه يخل بالنادرة ،وال تنكر اللحن والخطأ إذا كانت الحكاية عن سفيه أو ناقص.
وإني سمعت تميميا ً من عسكر شيراز ،وكان انتجع الملك عضد الدولة ،يقول:
ملح النادرة في لحنها ،وحرارتها في حسن مقطعها ،وحالوتها في قصر متنها ،فإن صادف هذا من الراوية لسانا ذليقا ،ووجها طليقا،
وحركة حلوة ،مع توخي وقتها ،وإصابة موضعها ،وقدر الحاجة إليها ،فقد قضي الوطر ،وأدركت البغية.
وهذا القائل كان يعرف بأبي فرعون مطل بن حرب التميمي ،شاهدته سنة ست وخمسين وثالثمائة ،وكان طالب الحديث يثبتون عنه ما
يحكي مما يستظرف .وال يقال في الكالم طوبتك ،وإنما يقال طوبى لك.
من :البصائر والذخائر – التوحيدي– ج 1
[ضرورة اقتران الحكي بالحركات]
وقال [الصاحب بن عباد] لشيخ من خراسان في شيء َج َرى:
وهللا لوال شيء لقطعتك تقطيعًا ،وبضَّعتك تبضيعاً ،ووزعتك توزيعًا ،ومزعتك تمزيعًا ،وجرعتك تجريعًا ،وأدخلتك في حر أمك ،ثم توقف
وقفًة وقال :جميعًا.
ومِ لح هذه الحكاية ينتثر في الكتابة ،وبهاؤها ينتقص بالرواية دون مشاهدة الحال وسماع اللفظ ،ومالحة الشكل في التحرك والتثني،
ولي العنقّ ،
وهز الرأس واألكتاف ،واستعمال األعضاء والمفاصل.
والترنّح والتهادي،وم ّد اليدّ ،
(وعن حالة أخرى) ...
ش َمخ أنفه وأمال عنقه واعترض في انتصابه وانتصب في اعتراضه ،وخرج في َمسْك مجنون قد أفلت من دير
قال هذا وقد لَوى شِدقه و َ
َحنون.
والوصف ال يأتي على كُنه هذه الحال ألن حقائقها ال تدرك إال باللّحظ ،وال يؤتى عليها باللفظ.
من :أخالق الوزيرين -أبو حيان التوحيدي
ابن الرومي:
وقالوا :فــــــــــــي الهجاء عليك إثم
ألني إن مدحـــــــــــــت أقول زورا
فقلت :اإلثم عندي فــــــــي المديح
وأهجو حين أهجو بــــــــالصحيح
من :سفط الملح -ابن الدجاجي
ومن نظم أبي مروان الطبني 1ما وجده صاحب الذخيرة في بعض التعاليق ،بخط بعض أدباء قرطبة .قال :لما عدا أبو عامر أحمد بن محمد
بن أبي عامر على الحذلمي في مجلسه ،وضربه ضربا موجعا ،وأقر بذلك أعين مطالبيه ،قال أبو مروان الطبني فيه:
ولم أقـــــــــــــــــــل للحذيلمي لعا
شكرت للعامري مــــــــــــا صنعا
1جاء عند المقري في نفح الطيب :ومن الراحلين من األندلس إلى المشرق :أبو مروان الطبني ،وهو عبد الملك بن زيادة هللا .قال في الذخيرة :كان أبو مروان هذا أحد حماة سرح الكالم ،وحملة
ألوية األقالم ،من أهل بيت اشتهروا بالشعر اشتهار المنازل بالبدر ،أراهم طرأوا على قرطبة قبل افتراق الجماعة وانتشار شمل الطاعة ،وأناخوا في ظلها ولحقوا بسروات أهلها .وأبو مضر
أبوه ،زيادة هللا بن علي التميمي الطبني ،هو أول من بنى بيت شرفهم ،ورفع في األندلس صوته بنباهة سلفهم.
قال ابن حيان :وكان أبو مضر نديم محمد بن أبي عامر ،أمتع الناس حديثا ومشاهدة ،وأنصعهم ظرفا وأحذقهم بأبواب الشحذ والمالطفة ،وآخذهم بقلوب الملوك والجلة ،وأنظمهم لشمل إفادة
ونجعة .انتهى المقصود منه.
ثم قال في الذخيرة :فأما ابنه أبو مروان هذا فكان من أهل الحديث والرواية ،ورحل إلى المشرق وسمع من جماعة من المحدثين بمصر والحجاز .وقتل بقرطبة سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
انتهى .وقد ذكر قصة قتله المستبشعة ،واتهم باغتياله ابنه.
مفترسا فـــــــــــــي وجاره ضبعا
ليث عرين عدا بـــــــــــــــــعزته
من األماني فــــــــــــنعم ما صنعا
ال برحــــــــــــــــــــت كفه ممكنة
حتى ترى العين ذل مــــــا خضعا
وددت لو كنت شاهدا لــــــــــــهما
طال لغير السجود مـــــــــــا ركعا
إن طال منه سجوده فلــــــــــــــقد
موقف ابن بسام في الذخيرة من الهجاء ،قال ابن بسام وابن رشيق القائل قبله:
ولم يقل سمع اللـــــه لــــمن حمده
كم ركعة ركع الــصفعان تحت يدي
ثم قال ابن بسام في الذخيرة ما نصه :والعرب تقول فالن يركع لغير صالة إذا كنوا عن عهر الخلوة.
ومن مليح الكناية لبعض المتقدمين يخاطب امرأته:
فترفضي إن شئـــت أو فـــتشيعي
قلت :التشيع حــــــــب أصلع هاشم
بأبي وأمي كــــــــــل شيء أصلع
قالت :أصيلع هاشم ،وتنفســـــــــت
ولما صنت كتابي هذا من شين الهجاء ،وأكبرته أن يكون ميدانا للسفهاء ،أجريت ههنا طلقا من مليح التعريض في إيجاز القريض ،مما ال
أدب على قائليه ،وال وصمة عظمى على من قيل فيه.
والهجاء ينقسم قسمين:
فقسم يسمونه :هجو األشراف ،وهو ما لم يبلغ أن يكون سبابا مقذعا ،وال هجوا مستبشعا ،وهو طأطأ قديما من األوائل ،وثل عرش القبائل،
إنما هو توبيخ وتعبير وتقديم وتأخير ،كقول النجاشي في بني العجالن ،وشهرة شعره منعتني عن ذكره ،واستعدوا عليه عمر بن الخطاب
«ض» وأنشدوه قول النجاشي فيهم ،فدرأ الحد بالشبهات ،وفعل ذلك بالزبرقان حين شكا الحطيئة ،وسأله أن ينشد ما قاله فيه ،فأنشده قوله:
واقعد فإنك أنــــت الطاعم الكاسي
دع المكارم ال ترحل لبغيتـــــــــــها
فسأل عن ذلك كعب بن زهير ،فقال :وهللا ما أود بما قال له حمر النعم .وقال حسان :لم يهجه ولكن سلح عليه بعد أن أكل الشبرم .فهم عمر
«ض» بعقابه ،ثم استعطفه بشعره المشهور.
وقال عبد الملك بن مروان يوما :أحسابكم يا بني أمية ،فما أود أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ،وأن األعشى قال في:
وجاراتـــــكم غرثى يبتن خمائصا
تبيتون في المشتى مالء بطونـــــكم
ولما سمع علقمة بن عالثة هذا البيت بكى ،وقال :أنحن نفعل هذا بجاراتنا؟! ودعا عليه .فما ظنك بشيء يبكي عالثة وقد كان عندهم لو
ضرب بالسيف ما قال حس.
وقد كان الراعي يقول :هجوت جماعة من الشعراء وما قلت فيهم ما تستحي العذراء أن تنشده في خدرها.
ولما قال جرير:
فال كعبا بلغــــــــــــــت وال كالبا
فغض الطرف إنك مـــــــــــن نمير
أطفأ مصباحه ونام ،وقد كان بات ليلته يتململ ،ألنه رأى أنه قد بلغ حاجته وشفى غيظه.
قال الراعي :فخرجنا من البصرة ،فما وردنا ماء من مياه العرب إال وسمعنا البيت قد سبقنا إليه ،حتى أتينا حاضر بني نمير ،فخرج إلينا
النساء والصبيان يقولون :قبحكم هللا وقبح ما جئتمونا به.
والقسم الثاني هو :السباب ،الذي أحدثه جرير أيضا وطبقته .وكان يقول :إذا هجوتم فأضحكوا .وهذا النوع منه لم يهدم قط بيتا ،وال عيرت
صنا هذا المجموع عنه ،وأعفيناه أن يكون فيه شيء منه ،فإن أبا منصور الثعالبي كتب منه في يتيمته ما شانه اسمه وبقي
به قبيلة ،وهو الذي ُ
عليه إثمه.
ومن مليح التعريض ألهل أفقنا ،قول بعضهم في غالم كان يصحب رجال يسمى بالبعوضة:
ولكنــــــــــــــــــها رمزة غامضة
أقول لـــــــــــــــــــــــــشادنكم قولة
يدل على أنـــــــــــــــــها حامضة
لزوم البعوض لـــــــــــــــــــه دائما
وأنشدت في مثله قول بعض أهل الوقت:
الكل يعلمه واللــــــــــــــــه غافره
بيني وبينك سر ال أبوح بـــــــــــــه
وحكى أبو عامر بن شهيد عن نفسه قال :عاتبت بعض اإلخوان عتابا شديدا عن أمر أوجع فيه قلبي ،وكان آخر الشعر الذي خاطبته به هذا
البيت:
ليأمنني من كان عندي لـــــــه سر
وإني على ما هاج صدري وغاظني
فكان هذا البيت أشد عليه من عض الحديد ،ولم يزل يقلق به حتى بكى إلي منه بالدموع.
وهذا الباب ممتد األطناب ويكفي ما مر ويمر منه في أضعاف هذا الكتاب .انتهى كالم ابن بسام في الذخيرة بلفظه من خطة الذخيرة.
من :نفح الطيب -المقري
وكان جرير يقول :إذا هجوت فأضحك .وينشد له:
إذا سعلــــــــــــــــــت فتاة بنى نمير
تــــــــــــرى برصا بمجمع إسكتيها
وقوله أيضا:
وتقول إذ نزعوا اإلزار عـــن استها
وقوله أيضا:
أحين صرت سماما يــــــــا بني لجأ
هيأتم عمرا يحمي دياركم كـــــــــما
ومن أخبث الهجاء قول زياد األعجم:
قالوا :األشاقر تهجوكم .فقلـــت لهم:
وهم من الحسب الذاكي بـــــــمنزلة
ال يكثرون وإن طالت حياتـــــــــهم
وقال بعضهم :قول جرير في بني تغلب:
تلقم باب عضرطها الـــــــــــترابا
كعنفقة الفرزدق حيـــــــــــن شابا
هذي دواة معلم الـــــــــــــــــكتاب
وخاطرت بي عـن أحسابها مضر
يهيأ الست الـــــــــخاريء الحجر
ما كنت أحسبـــهم كانوا وال خلقوا
كطحلب الــماء ال أصل وال ورق
ولو يبول عليـــــــهم ثعلب غرقوا
والتغلبي إذا تنحنح للـــــــــــــــقرى
حك آستــــــــــــه وتمثل األمثاال
من :العقد الفريد -ابن عبد ربه
1
(مؤلف في الكاريكاتور) حمار طياب .كان لطياب السقاء قديم الصحبة ،ضعيف الحملة ،شديد الهزال ،ظاهر االنخذال ،كاسف البال ،يسقي
عليه ،ويرفق به ،ويرتزق منه ،مدة مديدة من الدهر .وكان عرضة لشعر أبي غاللة المخزومى ،كما أن شاة سعيد كانت عرضة لشعر
الحمدوني .وألبي غاللة في وصفه بالضعف ،والتوجع له من الخسف ،نيف وعشرون مقطوعة مضمنة ،أوردها كلها حمزة األصبهاني في
كتابه :مضاحك األشعار ،على حروف الهجاء.
وحكى محمد بن داود الجراح عن جعفر -رفيق طياب -أن حمار طياب نفق ،فمات طياب على أثره بأسبوع ،ثم مات أبو غاللة على اثر
حمار طياب ،وكان ذلك من عجيب االتفاقات .وسار حمار طياب مثال ،كبغلة أبي دالمة في الضعف وكثرة العيب ،وطيلسان ابن حرب،
وشاة سعيد ،في كثرة ما قيل في كل منهما.
من :ثمار القلوب -الثعالبي
(باب الهجاء في معرض المدح) وهو أن يقصد المتكلم إلى هجاء إنسان فيأتي بألفاظ موجهة ،ظاهرها المدح ،وباطنها القدح ،فيوهم أنه
يمدحه وهو يهجوه ،كقول بعضهم في بعض األشراف:
ومهما قــال ،فـــــــالحسن الجميل
له حق وليــــــــــــــــس عليه حق
عليه لغيــــره وهــــــــــو الرسول
وقد كان الــــــــرسول يرى حقوقا
فأما ألفاظ البيت األول على انفرادها فال تكاد تصلح إال للمدح ،وال يفهم منها غيره؛ وأما البيت الثاني لو انفرد أيضا ً لما فهم منه مدح وال
هجاء ،وكان إلى باب من األبواب أقرب من هذين البابين ،لكنه لما اقترن باألول أهل نفسه وأخاه للهجاء ،وعدل بألفاظهما عن الثناء وحصل
من اجتماعهما ما ليس لكل منهما على انفراده.
ومن ملح هذا الباب قول السعيد بن سناء الملك في قواد:
حلو التأنــــــــــــي حسن االحتيال
لي صاحب أفـــــــديه من صاحب
ألف ما بين الـــــــــهدى والضالل
لو شاء مـــــــــــــــــن رقة ألفاظه
قاد إلى المهجــــــور طيف الخيال
يكفيك منــــــــه أنــــــــــــــه ربما
وهذا النمط غير النمط األول الذي قدمناه ،وهذا من لطيف التوجيه ،ولقد تشبثت بأذيال القاضي السعيد في هذا المقطوع بقولي فيمن ادعى
الفقه والكرم وانتحل هاتين الشيمتين دون بقية الشيم ،وهو ممن يتهم:
يمنع ذا الحاجــــــــــــــة من فلسه
ابن فالن أكـــــــــــــــرم الناس ال
نص على التقليـــــــــــد في درسه
وهو فقيه ذو اجــــــــــــــتهاد وقد
ويوجب الــــدخــل عــــــلى نفسه
يستحسن البحــــــث عـــلى وجهه
وكل توطئة وقعت في هذا النمط الثاني صالحة للمدح البحت .فإذا اقترنت بأبيات المعاني ،انقلب ما كان فيها مدحا ً تهكماً ،وصارت هي
بنفسها هجاء ،والذي أفرد هذا الباب بنفسه عن باب التهكم ـ مع أن الذي فيه من المدح تهكم ـ هو أن التهكم ال تخلو ألفاظه من لفظة من اللفظ
الدال على نوع من أنواع الذم ،أو لفظة يفهم من فحواها الهجو .وسيأتي بيان ذلك في باب التهكم.
وألفاظ المدح في هذا الباب ال يقع فيها شيء من ذلك ،وال تزال مفرقة ومجتمعة تدل على مجرد المدح ،حتى يقترن بها ما يصرفها عن ذلك،
وشواهد التهكم ال تخلو عن ألفاظ التهكم في أبيات التوطئة ،وأبيات المعاني ،وما يقع في هذا الباب من التهكم إنما يقع في التوطئة ،دون أبيات
المعاني ،وهللا أعلم.
من :تصحيح التصحيف وتحرير التحريف -الصفدي
باب التهكم
يقال :تهكمت البئر إذا تهدمت ،وتهكم عليه :اشتد غضبه .والمتهكم المتكبر.
وقال أبو زيد :تهكمت :تعتبت ،وهكمت ،عيرته تهكيما ً عبته ،وعلى هذا يكون التهكم:
إما لشدة الغضب قد أوعد بلفظ البشارة،
أو لشدة الكبر وتهاونه بالمخاطب ،قد فعل ذلك ،أو ذكر بفعله ،عند العقوبة على سبب المعيرة له .فهذا أصله.
وهو في االستعمال ،عبارة عن:
اإلتيان بلفظ البشارة في موضع اإلنذار،
والوعد في مكان الوعيد،
والمدح في معرض االستهزاء.
فشاهد البشارة من الكتاب العزيز قوله تعالى " :بشر المنافقين بأن لهم عذابا ً أليما ً " وقد مر في الباب الذي قبله قوله تعالى " :ذق إنك أنت
العزيز الكريم " وهو شاهد االستهزاء بلفظ المدح.
ومن التهكم قول الزمخشري في تأويل قوله تعالى " :له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر هللا " قال :هم الحرس من حول
السلطان يحفظونه على زعمه من أمر هللا على سبيل التهكم به ،فإنهم ال يحفظونه من أمر هللا في الحقيقة إذا جاء ،وهللا أعلم.
ومنه أيضا ً قوله تعالى " :قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين " فقوله سبحانه " إيمانكم " تهكم ،وهللا أعلم.
ومن السنة قول الرسول «ص» " بشر مال البخيل بحادث أو وارث " .
وشاهد المدح في موضع االستهزاء قول ابن الذروى في ابن أبي حصينة من أبيات:
ال تظنن حدبــــــــــــة الظهر عيبا ً
فهي في الحسن من صفات الهالل
ي فيسعل ويتنحنح .وأنشدوا لجرير:
.. 1ويزعمون أن البخيل يعتريه عند السؤال ب ْه ٌر و ِع ٌّ
والـتـغلـبي إذا تـنـحـنح للـقـرى
ويحكون أن جريرا قال :رميتُ األخطل ببيت لو نهشتْه بعده األفعى في استه ما ح َّكها ،يعني هذا البيت .
مجمع األمثال / 33 :2ديوان المعاني – العسكري /المنتخب ـ الجرجاني / 75األغاني77 :8 :
حـكَّ اسـتَـه وتـمـثــل األمــثاال
ثم ختمها بقوله:
وهي أنكى مــــــن الظبا والعوالي
وكذاك الـــــــــــــقسي محدودبات
لقروم الجمـــــــــــــــال أي جمال
وإذا ما عال الــــــــــــــــسنام ففيه
وذنابى القطاة وهــــــي كما تعـــــ ـ ــــلم كانـــــــت موصوفة بالجالل
وأرى االنحناء في مــنــسر الــــبا ـ زي لـــــــــــــم يعد مخلب الرئبال
كون اللــــــــــه حدبة فيك إن شئــ ـ ــت مـــن الفضل أو من اإلفضال
طال أو موجــةً بـــــــــــبحر نوال
حلم
فأتت ربوة عــــــــــــلى طود ٍّ
لو غدت حليـــــــــــةً لكل الرجال
ما رأتها الــــــــــــــنساء إال تمنت
وإذا لم يكن مـــــــــــــن الهجر بد ٌ
فعسى أن تزورنـــــــي في الخيال
وكقول ابن الرومي:
فيا له من عــــــــــــــــــمل صالح
وأحسب أن أول من نطق بالتهكم في شعره امرؤ القيس ،حيث يقول:
فقلــــــــــــــت :هبلت ،أال تبصر؟
فأنشب أظفاره فـــــــــــــــي النسا
فإن قوله للثور :هبلت أال تبصر؟ من التهكم اللطيف.
وأطرف ما سمعت في التهكم قول حماد عجرد:
فيا ابن نوح يـــــــــــــــــا أخا الـــ ـ ــــحلس ويـــــــــــــــــا ابن القتب
بين الــــــربى والـــــــــــــــــكثب
ومن نشــــــــــا والــــــــــــــــــده
يا عربـــــــــــــــــــــــي يا عربي
يا عربـــــــــــــــــــــــي يا عربي
والفرق بين التهكم والهزل الذي يراد به الجد ،أن التهكم ظاهره جد وباطنه هزل ،وهو ضد األول ،ألن الهزل الذي يراد به الجد ،يكون
ظاهره هزالً وباطنه جداً.
باب التندير
وهو أن يأتي المتكلم بنادرة حلوة ،أو مجنة مستطرفة ،وهو يقع في الجد والهزل.
ومن لطيف ما جاء منه في الجد وبديعه قوله تعالى " :فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت "
فانظر مبالغته سبحانه وتعالى في وصف المنافقين بالجبن والخوف حيث أخبر عنهم بالخبر الصادق أنهم عند الخوف تدور أعينهم عند النظر
كحالة من يغشى عليه من الموت ،ولو اقتصر سبحانه وتعالى على قوله " كالذي يغشى عليه " كان كافيا ً في المقصود ،لكن أراد الزيادة على
المقدار الذي قصد من المبالغة ،فأوغل بقوله سبحانه " من الموت " إذ حالة المغشى عليه من الموت أشد من حالة غيره ،وال شك في أن
المنافقين من الجبن والخوف من الموت بهذه المثابة ،وذلك الذي دعاهم إلى النفاق ،فإن من كان قوي النفس شجاع القلب ،ال يرتضي النفاق،
إذ هو ال يخشى الموت وال يخافه ،وفي هذا الكالم من طريف التندير لمن يتدبره ما يبهرج كل نادرة.
وأما ما جاء منه في الهزل فكقول أبي تمام فيمن سرق له شعراً ،وهو محمد بن يزيد الرقى:
من بنو تغلب غـــــــــداة الكالب؟
من بنو بحدل؟ مــــن ابن الحباب؟
من طفيل؟ مـن عامر؟ أو من الحا ـ رث؟ أم مــــــن عتيبة بن شهاب؟
إنما الضيغم الهصور أبــــو األشـ ـ ـبال هــــــــــتاك كل خيس وغاب
وهو للحيـــــــــــن راتع في كتاب
مـن عدت خيله على سرح شعري
يا عذارى الكالم صرتن من بعــــ ـ ـــدي ســــــبايا تبعن في األعراب
لو ترى منطقي أسيرا ً ألصــبــحــ ـ ـــت أسيــــــــرا ً ذا عبرة واكتئاب
ثم ختمها بقوله:
طال رغبي إليك مــــــما أقاســيـــ ـ ـــه ورغـــبي يا رب فاحفظ ثيابي
وكقوله في هجاء موسى بن إبراهيم الرافقي:
لك لم يقولوا قــــــــم فأنت مصاب
عجبا ً لقوم يسمعـــــــــون مدائحي
غلطوا ومــانـــــــوا بل أنا الكذاب
نبزوا بكذاب مــــــــــــــسيلمة فقد
وما رويت ألطف من قول ضياء الدين موسى بن ملهم الكاتب في الرشيد عمر الفوى وكان به داء الثعلب وهو من نوادر ما قيل في أقرع:
من الشيخ الـــــــــــرشيد وأنكروه
أقول لــــــــمعشر غلطوا وغضوا
متى يضع الــــــــــــعمامة تعرفوه
هو ابن جـــــــــــال وطالع الثنايا
والفرق بين التندير وما قبله من باب التهكم وما يلتبس بالتهكم من الهزل الذي يراد به الجد أن التندير ظاهره وباطنه هزل بخالف البابين،
وهللا أعلم.
من :تصحيح التصحيف وتحرير التحريف -الصفدي
يرفعه اللــــــــــــــــــــه إلى أسفل
باب ما يجري من كالمهم مجرى التهكم والهزء
يقولون :الرجل يُ ْست َج َهل يا عاقل! ويقول شاعرهم:
س أسْوا ً َرفِيقا
فقلــــــــــــــــــتُ ِل َ
سيِدنـا :يا َحـلِـيـ ـ ــ ُم إنــــــــــــكَ لم ت َأ ْ َ
ومن الباب :أتاني فَقَ َريْته جفَا ًء ،وأ ْع َ
طيتُهُ حرماناً .قوله:
ْ
ْ
يَـــــــقرونَ ضيفَه ُم الملويَّةَ ال ُجدُدا
كأقوام علمتـهـم
ولــــــــــم يكونوا
ٍّ
ق:
يعني :السِياط .ويقول الفرزد ِ
ْ
َ
يض
ب
ال
َ
ة
المأثــــــــور
َاهم
ن
ْــــــ
ي
ر
ق
َ ِ َ
وقال عمرو:
ْ
صبح مِ ْرداة ً َ
َ
طحونا
الــــــــــــ
ل
ي
ب
ق
م
ِـراكـ
ق
نا
َّل
ج
فع
م
ْـــــــــــــــــناك
ي
ر
ق
ْ
َ
ُّ
َ
ْ
ْ
َ
ومن الباب حكايةً عنهم" :إنك ألنت الحليم الرشيد"
من :الصاحبي في فقه اللغة -ابن فارس
الرسالة العاشرة للجاحظ
رسالة في صناعات القواد
بسم هللا الرحمن الرحيم أرشدك هللا للصواب ،وعرفك فضل أولي األلباب ،ووهب لك جميل اآلداب ،وجعلك ممن يعرف عز األدب كما
تعرف زوائد الغنى .قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ :دخلت على أمير المؤمنين المعتصم باهلل فقلت له:
يا أمير المؤمنين ،في اللسان عشر خصال:
أداة يظهر بها البيان،
وشاهد يخبر عن الضمير،
وحاكم يفصل بين الخطاب،
وناطق يرد به الجواب،
وشافع تدرك به الحاجة،
وواصف تعرف به األشياء،
وواعظ يعرف به القبيح،
ومعز يرد به األحزان،
وخاصةٌ يزهى بالصنيعة،
ْ
ومل ٍّة يونق األسماع.
وقال الحسن البصري :إن هللا تعالى رفع درجة اللسان ،فليس من األعضاء شيء ينطق بذكره غيره.
فإن فاته ذلك فما ٌل َّ
يعظم بهْ ،
وقال بعض العلماء :أفضل شيء للرجل عق ٌل يولد معهْ ،
فإن فاته ذلك فعل ٌم يعيش به ،فإن فاته ذلك فموتٌ يجتث
أصله.
وقال خالد بن صفوان :ما اإلنسان لوال اللِسان إال ضالة ،أو بهيمةٌ مرسلة ،أو صورة ممثَّلة.
وذكر الصمت والنطق عند األحنف فقال رج ٌل :الصمت أفضل وأحمد .فقال :صاحب الصمت ال يتعداه نفعه ،وصاحب المنطق ينتفع به
غيره .والمنطق الصواب أفضل.
وروي عن النبي «ص» أنه قال« :رحم هللا امرأ ً أصلح من لسانه».
قال :وسمع عمر بن عبد العزيز «ض» رجالً يتكلَّم فأبلغ في حاجته ،فقال عمر :هذا وهللا السحر الحالل.
وقال مسلمة بن عبد الملك :إن الرجل ليسألني الحاجة فتستجيب نفسي له بها ،فإذا لحن انصرفت نفسي عنها.
وتقدم رج ٌل إلى زياد فقال :أصلح هللا األميرَّ ،
إن أبينا هلك ،وإن أخونا غصبنا ميراثه .فقال زياد :الذي ضيعت من لسانك أكثر مما ضيعت
من مالك.
وقال بعض الحكماء ألوالده :يا بني أصلحوا من ألسنتكمَّ ،
فإن الرجل لتنوبه النائبة فيستعير الدابة والثياب ،وال يقدر أن يستعير اللِسان.
خير من المال المضاعف.
وقال شبيب بن شيبة ورأى رجالً يتكلم فأساء القول ،فقال :يا ابن أخي ،األدب الصالح ٌ
وقال الشاعر:
زيادته أو نقصه فــــــــــــي التكلم
ب
وكائن ترى من صام ٍّ
ت لك معج ٍّ
فلم يبــــــق إال صورة اللحم والدم
ونصف فــــؤاده
نصف
لسان الفتى
ٌ
ٌ
كل األدب؛ فإنك إن أفردتهم بشيءٍّ واحد ثم سئلوا عن غيره لم يحسنوه.
ف ُخ ْذ يا أمير المؤمنين أوالدك بأن يتعلموا من ِ
وذلك أني لقيت حِ زاما ً حين قدم أمير المؤمنين من بالد الروم ،فسألته عن الحرب كيف كانت هناك؟
فقال :لقيناهم في مقدار صحْ ن اإلصطبل ،فما كان بقدر ما يحس الرجل دابته حتى تركناهم في أضيق من م ْمرغة .وقتلناهم فجعلناهم كأنهم
أنابير سرجين ،فلو طرحتْ روثةٌ ما سقطتْ إال على ذنب دابة.
وعمل أبياتا ً في الغزل فكانت:
قت الوجد معمور
إن يهدم الصد مـــن جسمي معالفه
فإن قلبي بـــــــــ ِ
هجر عــــلى األسقام معذور
لجام
إني امرؤ فــــي وثاق الحب يكبحه
ٍّ
حسن الرقاد فـــــــإن النَّوم مأسور
أو
جل نبي ٍّل مــــــــن وصالك
عل ِْل ِب ٍّ
ِ
ومبضع الصد فــــي كفيه مشهور
أصاب حبل شكال الوصل حين بدا
إصطبل ود فـــروث الحب منثور
لبست برقع هجر بعد ذلــــــــك في
قال :وسألت بختِيشوع الطبيب عن مثل ذلك .فقال:
لقيناهم في مقدار صحن البيمارستان ،فما كان بقدر ما يختلف الرجل مقعدين حتى تركناهم في أضيق من مِ حقَنة ،فقتلناهم ،فلو طرحت
مبضعا ً ما سقط إال على أكحل رجل.
وعمل أبياتا ً في الغزل فكانت:
شرب الوصل دسْتج الهجر فاسْتط ـ ــلق بطن الـــــــــوصال باإلسهال
مذه ٍّل عـــــــــــــــن مالمة العذَّال
بين
ورماني حبي بـــــــــــــ
قولنج ٍّ
ِ
ففؤاد الحبيب ينحلــــــــــه الــســـ ـ ـــل وقــــــــــــلبي معذَّبٌ بالمالل
يا ابـــن ماسوه ض َّل عنِي احتيالي
وفؤادي مبرسم ذو سقـــــــــــــــ ٍّام
نوس باتا منه بــــــــــــأكسفِ بال
لو ببقراط كان مــــــــا بي وجالي
قال :وسألت جعفرا ً الخياط عن مثل ذلك ،فقال:
ان ،فلو طرحتْ إبرة ً ما
لقيناهم في مقدار سوق ا لخلقان ،فما كان بقدر ما يخيط الرجل ْ
درزا ً حتى قتلناهم ،وتركناهم في أضيق من جرب ٍّ
سقطت إال على رأس رجل.
وعمل أبياتا ً في الغزل فكانت:
إ ْذ وخزتـــــــــــــــــني إبرة الصد
فتقت بالهجر دروز الهـــــــــــوى
يعثر فــــــــــــــــــــي بايكة الجهد
منك علـــــــــــى شوزكتي وجدي
بعروة الدمع عـــــــــــــــلى خدي
عذَّبــــــــــــــــــني التَّذكار بالوعد
مقراض بيــــ ٍّن مـــــــــرهف الحد
ما لي مــــــــــــــن وصلك من بد
جيب حياتي ْ
حلت عـــــــن عهدي
فالقلب مــــن ضيق سراويلــــــــه
ج َّ
شمتني يــــــــــــا طيلسان النوى
أزرار عيني فيــــــــــك موصولة
يا كستبان القلب يـــــــــــــــا زيقه
قد قص ما يعهد مـــــــــــن وصله
يا حجزة النَّفس ويــــــــــــــا ذيلها
ويا جربان سروري ويـــــــــــــــا
قال :وسألت إسحاق بن إبراهيم عن مثل ذلك -وكان زراعا ً -فقال:
لقيناهم في مقدار جريبين من األرض ،فما كان بقدر ما يسقى الرجل مشارة ً حتى قتلناهم ،فتركناهم في أضيق من باب ،وكأنهم أنابير سنبل،
فلو طرح فد ٌ
ان ما سقط إال على ظهر رجل.
وعمل أبياتا ً في الغزل فكانت:
وأسقيته ماء الــــــدوام على العهد
زرعت هواه في كراب من الصفا
وسرجنته بالوصل لــــــم آل جاهدا ً
ليحرزه السرجين مــــن آفة الصد
فلما تعــــــالى النبت واخضر يانعا ً
جرى يرقان البين فـــي سنبل الود
وقال :وسألت فرجا ً الرخجي عن مثل ذلك -وكان خبازا ً -فقال:
لقيناهم في مقدار بيت التنور ،فما كان بقدر ما يخبز الرجل خمسة أرغفة ،حتى تركناهم في أضيق من حجر تنور ،فلو سقطت جمرة ما
وقعت إال في جفنة خباز.
وعمل أبياتا ً في الغزل فكانت:
في جفن ٍّة مــــــــــــن خشب الصد
قد عجن الـــــــــهجر دقيق الهوى
سرجين من البعد
ــــــــــــــ
ب
تذكى
واختمر البيــــــــــــن فنار الهوى
ٍّ
يفحص عـــــــــــــن أرغفة الوجد
وأقبل الهجر بـــــــــــــــــمحراكه
مثرودة فــــــــــــــي قصعة الجهد
جرداق الــــــــــــــــموعد مسومة
قال :وسألت عبد هللا بن عبد الصمد بن أبي داود عن مثل ذلك -وكان مؤدبا -فقال:
لقيناهم في مقدار صحن الكتاب ،فما كان بقدر ما يقرأ الصبي أمامه ،حتى ألجأناهم إلى أضيق من رقم ،فقتلناهم ،فلو سقطت دواة ٌ ما وقعت
إال في حجر صبي.
وعمل أبياتا ً في الغزل فكانت:
ففؤادي معذَّب فـــــــــــــــي خبال
قد أمات الهجران صبـــــــيان قلبي
كسر البين لوح كبدي فــــــما أطـــ ـ ــــمع مــــــــمن هويته في وصال
رفع الرقم مـــــــن حياتي وقد أطــ ـ ــــلق مــــــــوالي حبلهمن حبالي
مشق الحب فــــــــي فؤادي لوحيــ ـ ــن فـــــــأغرى جوانحي بالسالل
الق قلبي بنانه فـــــــــــــــــمداد الـ ـ ـعـــين من هجر مالكي في انهمال
كرسف البين سود الوجه من وصــ ـ ــلي فقلبي بـــــــــالبين في اشتعال
وقال :وسألت علي بن الجهم بن يزيد -وكان صاحب حمام -عن مثل ذلك ،فقال:
لقيناهم في مثل بيت األنبار ،فما كان إال بقدر ما يغسل الرجل رأسه حتى تركناهم في أضيق من باب األتون ،فلو طرحت ليفةً ما وقعت إال
على رأس رجل.
وعمل أبياتا ً في الغزل فكانت:
لما بدت لـــــــــــــــــي ليفة الصد
يا نورة الــــــــــهجر حلقت الصفا
تنقع في حوض مــــــــــــن الج ْهد
يا مئزر األسقام حــــــــــــتَّى متى
أوق ْد أتون الوصل لــــــــــــي مرة ً
منك بــــــــــــــــــــزنبي ٍّل من الود
قد هـــــــــــــاج قلبي مسلخ الوجد
فالبين مـــــــــــــــــــ ْذ أوقد حمامه
نخالة النَّاقـــــــــــــــــــــض للعهد
أفسد خِ طمي الـــــــــصفا والهوى
قال :وسألت الحسن بن أبي قماشة عن مثل ذلك -وكان كناسا ً -فقال:
لقيناهم في مقدار سطح اإليران ،فما كان إال بقدر ما يكنس الرجل زبيالً حتى تركناهم في أضيق من جحر المخرج ،ثم قتلناهم بقدر ما
يشارط الرجل على ك ْنس كنيف ،فلو رميت بابنة وردان ٍّة ما سقطت إال على فم بالوعة.
وعمل أبياتا ً فكانت:
ً
تسلح فيــــــــــــــــــه فقحة الهجر
بربخا للـــــــــــــهوى
أصبح قلبي ْ
أصبر مـــن ذا الوجد في صدري
بنات وردان الـــــــــــــهوى للبلى
معرضا ً صبري
خنافس الــــــــــــــهجران أثكلنني
يوم تـــــــــــولَّى ِ
إ ْذ سلح الــــــــــــبين على عمري
أسقم ديدان الــــــــــــهوى مهجتي
قال :وسألت أحمد الشرابي عن مثل ذلك فقال:
لقيناهم في مقدار صحن بيت الشراب ،فما كان بقدر ما يصفِي الرجل دنا ً حتى تركناهم في أضيق من رطلية ،فقتلناهم ،فلو رميت تفاحةً ما
وقعت إال على أنف سكران.
وعمل أبياتا ً في الغزل فكانت:
شربت بــــــــــــــكأس للهوى نبذة معا ً
ورقرقت خمر الوصل في قدح الهجْر
فكسرن قرابات حـــزني على صدري
فمالـــــــــــت دنان البين يدفعها الصبا
در
ودورق
وكان مزاج الكـــــــــــــأس غلَّة لوع ٍّة
هجران وقــنِــيــنــتــ ْي غـــ ٍّ
ٍّ
قال :وسألت عبد هللا بن طاهر عن مثل ذلك -وكان طباخا -فقال:
لقيناهم في مقدار صحْ ن المطبخ ،فما كان بقدر ما يشوي الرجل حمالً ،حتى تركناهم في أضيق من موقد نار ،فقتلناهم ،فلو سقطت مغرفة ٌ ما
وقعت إال في قدر.
وعمل أبياتا ً في الغزل فكانت:
الظماء
يا شبيه الفالوذ فـــــــي حمرة الخد
ولوزينج الــــــــــــــنفوس ِ
أنت جوزينج الــــــقلوب وفي الليـ ـ ــــن كــــــــلين الخبيصة البيضاء
بعد جوذاب ٍّة بـــــــــــــــجنب شواء
عدْت مستهترا ً بــــــــــــسكباج ود
ً
وشبيها بــــــــــــــــــشهدةٍّ صفراء
عرس
يا نسيم القدور فـــــــي يوم
ٍّ
أنت أشهى إلى القلوب من الــــزبْـ ـ ـــد مــــــــــع النِرسيان بعد الغذاء
في قصاع األحــــــــزان واألدواء
أطعم الحاسدون ألوان غــــــــــــ ٍّم
قد غال القلب مــذ نأتْ عنك داري
غليان القدور عــــــــــــند الصالءِ
هام قلبي لَّـــــــــما كسرن غضارا ـ ت ســـــــروري مغارف ال َّ
شحناء
جد بــــــــــوص ٍّل يُكبتْ به أعدائي
بيوم
فتفضل عــــــــــــــلى العميد ٍّ
وتفضل عــــــــــلى الكئيب ْ
ْ
ببزما ـ ورد وصـــــــ ٍّل يشفي من األدواء
قال :وسألت -أطال هللا بقاءك -محمد بن داود الطوسي عن مثل ذلك -وكان فراشا -فقال:
لقيناهم في مقدار صحن بساط ،فما كان إال بقدر ما يفرش الرجل بيتا ً ،حتى تركناهم في أضيق من منصة ،فقتلناهم ،فلو سقطت مخدة ما
وقعتْ إال على رأس رجل.
ثم عمل أبياتا ً في الغزل فكانت:
كسح الــــــهجر ساحة الوصل لما
غبر الـــــــــبين في وجوه الصفاءِ
ٌ
يوم
ـــــــــــــــ
ل
ة
مذخور
هي
ريش
اللقاءِ
وجرى البين فــــــي مرافق ٍّ
وسادة
ي
ــــــــــ
رأس
تحت
هموم
فرش الهجر فــــــــي بيوت
البرحاءِ
ٍّ
ستور
وابه
ـــــــــــــ
ألب
ل
ــــ
ـ
ـ
ــ
الوص
خيش من
البهاءِ
حين هيأت بيت ٍّ
َّ
متكاها مــــــــــــــطارح الحصباءِ
فرش البحر لــــــي بيوت مسموحٍّ
تعتري جلـــــــــــــده صباح مساء
ِر َّق للصب مـــــــن براغيث وج ٍّد
قال :فضحك المعتصم حتى استلقى ،ثم دعا مؤدب ولده فأمره أن يأخذهم بتعليم جميع العلوم.
من :رسائل الجاحظ
[أكبر المفارقات التي يوظفها الجاحظ في هذا النص تعتمد ثنائية الحرب والغزل .فبعد اإلجابة عن سؤال الحرب ،يتطوع المجيب بطرح
يصوب نظرة محدثه إلى ما يستحق االهتمام والتوقف عنده ،إنه االنتصار للحب وللحياة ،على الحرب.
أبيات في الغزل لم تطلب منه ،فكأنه
ِ
يبدو من أسلوب الرسالة أن الجاحظ يلقيها بأسلوب هزلي على مسامع المعتصم ،بغرض تبيان فضل دفع أبنائه إلى تعلم جميع العلوم،
واستكناه خفايا المهن والحرف.
هل األبيات فعال من إنشاء المذكورين أم نسبها لهم الجاحظ؟
تركيبة النص تجعلنا ندرج الجاحظ في زمرة أصحاب المقامات].
بعض من تأثير الكاريكاتور
ٌ
[النماذج الموالية تعطينا صورة عن غلبة الضعيف للقوي .سابقا قيل :ال تجادل جاهال فيغلبك بجهله .وهنا يقع الشاعر على من هو أسفه منه،
قادر على تحطيم تمثاله الجبروتي ،فيخيفه أن يمس عرضه ،ويشوه سمعته.
وسيلة الخصم الضعيف تتجلى أساسا في البساطة ،وسخف القول ،واالبتكار ،وكلها تلقى صدى لدى المتلقين -من الفئات الدنيا في المجتمع -
فيرددونها بحبور كالزمة أنشودة شعبية ،تؤدي إلى إسقاط الغطرسة واالستطالة على الناس.
صورة الشاعر "الكبير" تدعو إلى الرثاء ونحن نراه يداري ويناور ،يبذل القول الجميل ،ويسخو بالمال ،متوددا لخصمه "الضعيف" أن ال
يفضحه ..وقد ال يجدي كل ذلك ،فيفر تحت جنح الظالم من ناس البلد كلهم ،مجرجرا كبرياءه الجريح ،خائفا أن تسبقه األخبار أو تشيع (عن
انهزامه) ،فتضؤل صورته في األعين ،ويخفت صوته في النوادي ،ويزرى به في المجالس ،ويتناثر تمثاله الجبروتي إلى حطام ،ال تقوم له
بعدها قائمة ،فيدخل في حقبة النسيان واالحتضار "السريري" البطيء ،يتجرع في صمت مرارة الهزيمة النكراء.
ونموذج يؤشر على استفادة دعبل من الدرس الذي تلقاه ،فيعمد إلى تجنيد غوغائية األطفال ضد الشاعر الذي هجاه ،فاضطر هذا األخير إلى
الهرب.
عنصر آخر في هذا الباب علينا أال نغفل عنه ،وهو موقف الحاكم الذي يثير الفتنة بين الشعراء ،حين يغري هذا بهجاء ذاك ،ثم يقف -بسادية
محايدة -موقف المتفرج عليهم ،وهم كالكالب التي تتهارش فيما بينها.
(است) وكان بقم إنسان يتعاطى الشعر ،يقول شيئا ً ضعيفا ً يضحك منه .وأنشد دعبل شيئا ً من شعره ،فقال للمنشد ،أمسك ،فإن استماع هذا
يصدأ منه السمع .فبلغ الرجل ذلك ،فصار إليه وقال له :أنت الذي رذلت شعري؟ قد قلت فيك أبياتا ً .فقال له :هات ،فقال:
ليس يشفى لــــــــــــــــــــــــــقابل
فـــــــــــــــــــي است دعبل بالبل
أير بغل بـــــــــــــــــــــــــــــكابل
ليس يشفيـــــــــــــــــــــــــــــه إال
قال :فسقط في يده .وقال :وهللا ليسيرن شعر هذا الجيفة على ألسنة العامة الصبيان .وقال :أعطيك شيئا ً وتكتم هذه األبيات وال ترويها؟ قال:
وما أريد غير ذلك .وكان خفيف الحال .فقال :أعطوه مائة درهم ،فقال :وهللا ال أخذت إال ألفاً ،فقبضها وخرج .فقلنا له :ما صنعت؟ هذا يدفع
إليه من درهم إلى درهمين ،وقد كان يرضيه منك خمسة دراهم .فقال :دعوني من هذا ،وهللا لو احتكم على الخمسين األلف التي قسمت لي بقم
لدفعتها إليه .ثم خرج دعبل ،وشاع ذلك في البالد ،فهتف به الغوغاء ،والسفل والعبيد ،واحتاج أن يدع البلد بعد ذلك وال يدخله.
من :طبقات الشعراء -عبدهللا بن المعتز /أخبار دعبل بن علي الخزاعي
(حر) ومما يستملح ألبي الينبغي هجوه لرجاء بن الضحاك على سخف لفظه -وإنما تعمد ذلك ليسبق إليه العامة والصبيان فيروونه -وفيه
يقول:
لو درى مــــــــــــــــا حسن رائي
ورجاء الـــــــــــــــــــــجرجرائي
وقعد فيــــــــــــــــــــــــمن ورائي
لخباني فــــــــــــــــــــــي حر أمه
من :طبقات الشعراء -عبدهللا بن المعتز
(تصوير :قرد ينكحك) وكان بالبصرة رجل يقال له حمدان الخراط .فاتخذ جاما ً إلنسان ،وكان بشار عنده .فسأله بشار أن يتخذ له جاما ً فيه
صورة طير .فاتخذه له وجاءه به .فقال له :ما في هذا الجام؟ فقال :صورة طير يطير .فقال له :قد كان ينبغي أن تتخذ فوق هذا الطير طائرا ً
من الجوارح كأنه يريد صيده فإنه كان أحسن .قال :لم أعلم .قال :بلى علمت .ولكن علمت أني أعمى .وتهدده بالهجاء .فقال له حمدان :ال
تفعل تندم .قال :أو تهددني أيضاً؟ قال :نعم .قال :وأي شيء تستطيع أن تصنع بي؟ قال :أصورك على باب داري في صورتك هذه ،واحمل
من خلفك قردا ً ينكحك حتى يراك الصادر والوارد .فقال بشار :اللهم اخزه! أنا أمازحه وهو يأبى إال الجد.
من :نكث الهميان في نكت العميان -الصفدي
(زنا – نيك – أبنة) وحدثني ابن رومان الكاتب عن أبيه قال :كنت عند المطلب بن عبد هللا ابن مالك الخزاعيي وعنيده أبيو سيعد ،إذ أقبيل
دعبل ،فالتفت المطلب إلى أبي سعد فقال له :حرك لي دعبال .وكان المطلب حقد على دعبل قوله:
وتبصق في وجهك الــــــــموصل
تنوط مصر بـــــــــــك المخزيات
فقال أبو سعد :كفيتك .فلما دنا دعبل من المجلس أنشأ أبو سعد يقول:
ليســـــــــــــت له ما حييت أنساها
لـــــــــــــــــــدعبل نعمة نمت بها
ودس امرأته فــــــــــــــــــــنكناها
أدخلــــــــــــــــــــــنا بيته وأكرمنا
فغضب دعبل وقال على البديهة:
زاني األخت والــــــــــــــــــــمره
يا أبـــــــــــــــــــــــا سعد قوصرة
خلــــــــــتــــــــــــــــه عقد قنطره
لو تراه وقــــــــــــــــــــــــــد جثا
قلت :بيت بـــــــــــــــــــــــمقطره
أو ترى األير فــــــــــــــــي استه
قلت :زبد بـــــــــــــــــــــــــسكره
أو تراه يــــــــــــــــــــــــــــلوكــه
قلت :مسك بـــــــــــــــــــــــعنبره
أو تــــــــــــــــــــــــــــراه يشمــه
وهو للـــــــــــــــــــــــــنار كندره
أجج الــــــــــــــــــــــــــــعبد ناره
فارس فــــــــــــــــــــــــي مؤخره
أبد الــــــــــــــــــــــــــــدهر خلفه
وحدثني يعقوب بن ناصح البردعي قال :لما قال دعبل هذه األبيات ،وخرج من عند المطلب ،جعل يفرق على صبيان الكتاب الزبيب والنبق
ويقول لهم :إذا مر بكم أبو سعد فصيحوا:
زاني األخت والــــــــــــــــــــمره
يا أبـــــــــــــــــــــــا سعد قوصرة
ففعلوا ،فطال عليهم ،فهرب من بغداد إلى الري ،وأقام بها حتى مات.
من :طبقات الشعراء -عبدهللا بن المعتز /أخبار أبي سعد المخزومي
(محارم.. .أخت) دعبل[ :في هجاء أبي سعد المخزومي ]
يا أبـــــــــــــــــــــا سعد قوصرة
2
لو تراه ُمـ َحـــــــــــــــــــــــنَّـــبـًا
أو ترى األير فــــــــــــــــي استه
1
زاني األخت والــــــــــــــــــــمره
خلــــــــــتــــــــــــــــه عقد قنطره
سـاق بـــــــــــــــــــمقطره3
ٌ
قلت:
من :األغاني 181 :20
(حكام)(نيك..است) خالد بن يزيد الكاتب[:أمره المتوكل بهجاء مروان بن أبي حفصة األصغر 240+هـ]
فـقـال النـاس :مــــــــا القــصـــه؟
ـردُ يـــومــــيـن
زاد الـــبَـــــــــــــ ْ
ــ َر مـروان بــــن أبـي حــفــصــه
فـقـلـــــــــــــنا :أَنــشــــدونـا شـعـ
بــحـلـقـوم اســـتـــــــــــه غــصـه
فـــتى مــــــــــن شـهــوة الـــنـيـك
صـــــــه
ب
د
ـوافى
ـــــــــــ
لــ
ـبـطــيـخ
ُــرمـــى بــــــــــــ
ْـــرهُ َر َّ
ولـــو ي ْ
َ
ٍّ
فضحك المتوكل حتى صفـق [ضرب] برجـلـيه األرض ،وأفـحـم مروان.
من :األغاني 218 :23
(سحاق /لواط) دعبل في هجاء أحمد بن أبي دؤاد:
وإيــاد ،قـــــــــــد أكــثـر األنــبـا َء
إن هـــذا الــــــــــذي دؤاد أبــــوه
لـيت شـعري عـنه فـمن أيـن جـا َء
سـاحـقـتْ أمــــــــه ،والط أبــــوه
ـن عـقَـامـيْن 4يُـنـبـتـــان الهـبـاء5
جاء من بـين صـخـرتـين صلود ْيـ
ِ
َ َ
َ َ َ
ت واآلبـــــــــا َء
األمــهــا
يـوجــب
ــا
ال سِـفـاحٌ ،وال نــكـاح ،وال مــــ
ِ
من :األغاني 159 :20
[ال بد للمولود أن يشترك فيه ذكر وأنثى .والمهجو هنا خالف ذلك .وحتى أن يكون ابن زنا -معلوم األم ،مجهول األب -يستكثرها عليه
الشاعر ،رغم إقراره بوجود أب وأم ،إال أنه يستبعد نسبة المهجيو لهميا .هيو موليود ،ال يمكين نسيبته إليى آثيار سيحاق األم ،وال إليى آثيار
لواط األب .فالسحاق واللواط ال ينتج عنهما حميل .وبيذلك يجعيل هويتيه اآلدميية معلقية ،ويحيل محلهيا السيؤال :مين أيين جياء؟ وفيي ذليك
إمعان في النكاية بالمهجو الذي يماثل "الهباء" ،تراه العين في الكوى من ضوء الشمس ،وال يمكن إمساكه باليد .فهو موجود وكأنه غيير
موجود].
ومن أحسن ما قيل في القبح ،قول أبي تمام:
كأنك قد خلقتَ مــــــــــــن الفراق
قبُحتَ وزدتَ فوق الـــــــقبح حتى
ل َما أُم ِهرن إال بـــــــــــــــــالطالق
مساويء لو قُسمن عـــــــلى نساء
من :أحسن ما سمعت -الثعالبي
[القبح الذي يتشكى منه اإلنسان نسبي ومختلف ،فقد يكون في األشكال والروائح والطعوم والصفات المستهجنة ...ومفارقة مكان أو إنسان
بغيض ،قد يجد فيها المفارق حسنا وراحة .وأبو تمام يجعل الفراق -هنا -قمة للقبح ،مثل فراق األحبة واألوطان الذي يورث غصة وألما.
والفراق ال يعتبر إال جزءا من مساويء المهجو .هذه الصورة تبدو عادية .وإلضفاء اإلثارة عليها ،يحشر فيها أبو تمام النساء ،دون ذنب
َجن ْينه .ومن هنا يبدأ التناقض الذي يقصده .فالنساء تلك الكائنات المشهورات بالرقة والجمال ،سيكون حظهن سيئا ،لو نالت كل واحدة إحدى
مساويء المهجو -وليس مساؤئه كلها ،-مما سيدفع الرجل إلى بغضها ،وإمضاء طالقها]
قال أبو تمام:
مساويء لو قُسمن عـــلى الغواني
ل َما أُم ِهرن إال بـــــــــــــــــالطالق
من :غرر الخصائص الواضحة -الوطواط
(حيوانات /سياسة) وقال خلف بن خليفة األقطع -من بني قيس بن ثعلبة بن عكابة ،-وذكر في شعره من كان يدخل على ابن هبيرة:
هي العصب األول الــــــــــداخلة
وقامــــــــت قريش قريش البطاح
وذو الــــــــضرس والشفة المائلة
يقودهم الــــفيل والــــــــــــزندبيل
الفيل والزندبيل أبان والحكم ابنا عبد الملك بن بشر [بن مروان األموي] ،وذو الضرس خالد بن سلمة المخزومي ،وهو ذو الشفة المائلة
أيضاً.
من :أنساب األشراف – البالذري
[األلقاب التي أطلقها الشاعر على هؤالء األشخاص ،تحتمل وجودها وشيوعها سابقا ،واكتفاءه بتوظيفها في شعره .كما تحتمل االبتكار،
وحينئذ يبلغ الشاعر قمة اإلبداع.
1القوصرة :كناية عن المرأة .وتطلق على المنبوذ في لغة أهل البصرة.
2المحنب :المحني.
3المقطرة :خشبة فيها خرق ،سعة كل خرق فيها على قدر الساق ،تدخل فيها أرجل المحبوسين ،وتسمى الفلق .مشتق من قطار اإلبل ،ألن المحبوسين فيها على قطار واحد مضموم بعضهم إلى
بعض ،أرجلهم في خروق خشبة مغلوقة على قدر سعة سوقهم.
4العقام :من ال يولد له.
ط ِي ُره الريح فتراه على وجوه الناس و ُجلُودِهم وثيابهم َي ْلزَ ُق لُزوقا ً ...ال َهبْوة ُ الغَ َب َرة ُ ،وال َهبا ُء الغُبار ... ،وال َهباء :الشيء ال ُم ْن َب ُّ
5هبا :ابن شميل :ال َهباء التراب الذي ت ُ َ
ض ْوء
ث الذي تراه في البيت من َ
الشمس شَبيها ً بالغُبار ...وقيل :ال َهباء ال ُم ْن ُّ
بث ما تُثِيره الخَيل ب َحوافِرها من دُقاق الغُبار ،وقيل لما يظهر في ال ُك َوى من ضوء الشمس هَباء ...ابن سيده :وال َهباء من الناس الذين ال عقول لهم .لسان
العرب
وفي الحالتين معا ،سنستحضر مقولة" :الشاعر ابن بيئته" ،لئال نسلخه عن الضمير الجمعي لمجتمعه ،والذي ينتقد هذه العصابة بإطالق
ألقاب عليها تصور معاناته معها ،وكراهيته لها .وهي ألقاب تتولد من مالحظة السمات المميِزة للشخص ،ثم تنتقل إلى التضخيم -الذي
يعتمده الكاريكاتور ،-ليفرز حيوانات وعيوبا خ َْلقية .والقصد إثارة النفور من هيئاتها ،والسخرية من أشكالها ،واحتقار تصرفاتها ،والتقزز
منها].
(كالم مقابل كالم)
1تعرض أبو العبر للمتوكل -والمتوكل مشرف من قصره الجعفري -وقد جعل في رجليه قلنسوتين ،وعلى رأسه خفاً ،وجعل سراويله
قميصاً ،وقميصه سراويل .فقال المتوكل :علي بهذه المثلة .فلما مثل بين يديه ،قال له :أنت شارب؟ قال :ال ،بل عنفقة يا أمير المؤمنين .قال:
إني أضع رجلك في األدهم وأنفيك إلى فارس .قال :ضع رجلي في األشهب وانفني إلى راجل .قال :أتراني في قتلك مأثوم؟ قال :ال ،بل ماء
بصل يا أمير المؤمنين .فضحك منه ووصله.
2حكي أن خالد بن الوليد لما قدم اليمامة ،نزل عسكره على قصر من قصور الحيرة ،يقال له قصر بني بقيلة .فسألهم أن يبعثوا له رجالً من
عقالئهم وذوي أنسابهم .فبعثوا إليه عبد المسيح بن بقيلة .فأقبل يدب في مشيه .فقال خالد :بعثوا إلينا شيخا ً ال يفهم شيئا .فلما وصل إليه قال:
أنعم صباحا ً .فقال خالد :إن هللا أكرمنا بتحية خير من هذه .ثم قال له :أين أقصي أثرك؟ قال :ظهر أبي .فقال :من أين خرجت؟ قال :من بطن
أمي .قال :عالم أنت؟ قال :على األرض .قال :فيم أنت؟ قال :في ثيابي .فقال له :تعقل؟ قال :نعم ،وأقيد .قال :ابن كم أنت؟ قال :ابن رجل
وامرأة .قال :كم أتى عليك؟ قال :لو أتى علي شيء لقتلتني .قال :كم سنك؟ قال :ست وثالثون .قال خالد :ما رأيت كاليوم ،أسألك عن شيء
وتجيبني عن غيره .قال :ما أجبتك إال عما سألت .قال :كم عمرك؟ قال :ثلثمائة وخمسون سنة .فجعل ال يسأله عن شيء إال أجابه.
3وكان الوليد بن عبد الملك لحنة ...دخل إليه أعرابي -وعنده عمر بن عبد العزيز -فقال له :من أنت؟ -وقطع الهمزة .-فظن األعرابي
أنه يقول :مننت .فقال :المنة هلل وألمير المؤمنين .فقال عمر لألعرابي :إن أمير المؤمنين يقول لك :من أنت؟ قال :فالن بن فالن .قال :ما
شانك -وفتح النون -؟ قال :جدري في وجهي ،وفحج بساقي .قال عمر :ويحك إن أمير المؤمنين يقول لك :ما شأنك -وضم النون -؟ قال:
ظلمني ختني .قال :ومن ختنك -وفتح النون -؟ قال :وما سؤالك عن ذلك يا أمير المؤمنين؟ حجام عندنا بالبادية .قال عمر :إن أمير المؤمنين
يقول لك :من ختنك -وضم النون -؟ قال :فالن.
من :غرر الخصائص الواضحة -الوطواط
[سواء كانت هذه النصوص عفوية أم دخلتها الصنعة والتركيب ،وسواء سجلت هذه الوقائع على أرض الحقيقة أم نسجت من الخيال للتحامل
على الحكام ،فإن المقاصد منها تبقى -في نظري -هي األهم:
موثقو هذه النصوص ،أال يدافعون عن مكانتهم في أسالك الدولة ،وتوسيع مهامهم الديوانية :الكتابية واإلنشائية؟ وتنبيه الحكام إلى ضرورة
االعتماد على النبهاء منهم ،ورفع مكانتهم االجتماعية؟
األطراف الرئيسة في كل نص :فرد من الرعية ،وحاكم متصاول ،ولكنه مهموز الجانب بسطحية معرفته باللغة ،وتلك هي الثغرة الكبرى
التي يؤتى منها ،لتمريغ جبروته في التراب.
حرفي ،والخطأ اللغوي والنحوي،
النصوص تنبني على السؤال والجواب .وتستغل الجناس
"الصواتي" وال ْ
ِ
تقتضي طريقة الحوار سرعة بديهة المسؤول ،ليرد على الحاكم ،وبذلك تصل النصوص لنقد سياسي لشخصية الحاكم ،وتصويره بالناقص.
وكلما كثرت األسئلة ،ازداد نقصه وضوحا ،وتعاظم التشفي منه بـ "انتصار" فرد بسيط من الشعب عليه ،بضاعته من اللغة أعلى مما لدى
الحاكم ،ولكنه يتمتع بـ "تهكم مؤدب" ،صريح أو خفي].
(يستبدل زوجته بغالم) ومن رسالة كتب بها الشريف أبو يعلى ابن الهبارية:
ع ِْلجا ً غلي َ
ض ُل
قد عشقتْ محنتي فــــــــــــوا َح َربا
ع َ
ظ القفا لــــــــــــه َ
كالبدر فيه مــــــــــــــن مثلها بد ُل
فتى
وقد تبد َّْلــــــــــــــتُ واتخذت ً
أطلبُ ،ما في خـــــــــــــالله بَ َخ ُل
مساعدا ً مسعفا ً يجود بـــــــــــــــما
ُ
الحديث والقُ َب ُل
ـ كما علمــــــــت ـ
لكنني للــــعــــفـــــــــــاف يقنعني
آخذه منه وهــــــــــــــــــو مشتغ ُل
وواحدٌ واحدٌ عـــــــــــــــلى عج ٍّل
وهي طويلة وفيها هزل سخيف ،ألغي.
من :التذكرة الحمدونية -ابن حمدون
[سخرية سوداء .يصور محنته فيما "يذوق" على يدي زوجته ،بمعاناة أسير من علج قاس -من األعداء " ،-يتفنن" في تعذيبه .وهو مبرر
كاف -في نظره -التخاذ غالم ،مطيع ،جواد ،ال يبخل بأي شيء.
"لكنني للعفاف "...لعلنا نتوقع عفة حقيقية ،فيحيلنا على عفة نسبية ،تقتصر -أوال -على "الحديث والقبل" ،لينقض -ثانيا -أي صورة للعفة
حين يقنع "بواحد" يأخذه من الغالم وهو مستغرق في أداء المهام التي تسهل عيشه اليومي .وذلك هو ما يناقض صورة الزوجة "الشريرة"
التي -إذا طلب منها "واحدا" -تتمنع عليه بدعوى انهماكها في أشغال البيت ،وأن الوقت غير مناسب .وهذا العصيان يتسبب في غضب
عدة
الرجل .وإغضابه يستحق -حسب المنظور الالهوتي ،كما نعلم -اللعنة "المقدسة" .كما أنه يدفعه إلى البحث عن البدل و"المسا َ
عفة"
والمسا َ
ولكن شاعرنا لم يفكر في "مثنى وثالث ورباع" ،بل انصرف عزمه إلى اتخاذ غالم يقوم "مقامهن جميعا" ،وبذلك يخرج عن تقاليد مجتمعه
"المق ِدس" لمؤسسة الزواج بين رجل وامرأة ،إلى "طقس" -أخذ يشيع في وقتنا الحالي وهو -زواج المثليين .ولست أدري أهذا ما كان يأمله
أبو نواس ،أو أحد الالطة؟
تقول النادرة عن الالئط :إن أمه رغبت في إنهاء عزوبته وإدخاله قفص الزوجية ،فأجابها متحسرا :ومن يسمح لي بولده في وقتنا هذا؟.
وأما خبر أبي نواس فيرويه الجماز قائال" :سمعت أبا نواس يقول :أشتهي شيئا ال أجده في دنيا وال في آخرة .قلت :ويحك ،في الجنة ما
تشتهي األنفس وتلذ األعين .قال :هذه الشهوة ما أجدها في الدنيا وال في اآلخرة .قلت له :ويلك ،ما هي؟ قال :أشتهي غالما حالالً .فقلت له:
اعزب قبحك هللا ،فوهللا ال تفلح أبدا"[ .األغاني - 258 :25نزهة األلباب فيما ال يوجد في كتاب -التيفاشي]
وابن الهبارية -شأنه شأن مجايليه -حين يعترف بـ "ارتكابه الفاحشة" كما كان قوم لوط يفعلون ،ال يتهيب "الحكم ،الموقوف التنفيذ" :اقتلوا
الفاعل والمفعول .فهل في ذلك استخفاف؟ أم إظهار لتسامح المجتمع؟ أم هما معا؟]
(هجاء /ثيل) كان مساور الوراق [150+هـ] ،وحماد عجرد ،وحفص بن أبي بردة ،مجتمعين .فجعل حفص يعيب شعر المرقش األكبر
[ 75+ق هـ] ،فأقبل عليه مساور فقال:
وأنـف كـثِـيــ ِل العَ ْـو ِد 1عـما ت َـت َـبَّـ ُع
لقد كان في عينيك يا حفص شاغل
ووجهك مـبـني على اللحـن أَجْ ـ َم ُع
ِـش
تـتـبَّـعـتَ لحـنا فــــي كـالم مرق ٍّ
من :األغاني 154 :18
[دأبت كتبنا األدبية على اإلشادة بلوحات ابن الرومي الكاريكاتوريية ،وربميا كيان مين حيق مسياور اليوراق أن يحظيى بيتياه هيذان بينفس
العناية ،لوال " إباحيتهما " التي تصدم المتزمتين.
تصور شخصا مشوه الوجه ،في عينيه عيب (حول ،عمى ،جحوظ ،غؤور ،ضيق ،بياض )...،وله أنف معيب ـ شبهه الشاعر بالثييل ـ،
وله سمات أخرى بوجهه ،أعفى الشاعر نفسه من سردها ،وترك للقاريء والسامع مجال تخيل هذا الوجه بكل تفصيالته ْ
الخلقية ،بعد أن
ألمح إلى مالمحه بعبارة موجزة "وجه مبني كليه عليى اللحين" ،وبعبيارة أخيرى "ميا مين جيزء بهيذا الوجيه إال وبيه نشياز غيير ميألوف،
وخروج عن القاعدة" ،ولو حول البيتان إلى لوحة بريشة رسام ألتى الرسم مدهشا على كل حال].
[السخرية السوداء] قال ابن ال ُمعذَّل في جاري ٍّة -لبعض ولد سعيد بن ْ
سلم ،-وقد ولي البريد:
ٌ
ومال بها الـــــــــ َّرسول إلى سعي ِد
فـوز
ـام
دهـتْـك بعـلَّـ ِة الــــــــــحـ َّم ِ
أرى أخبـــــــار دارك عنك ْ
فك ْيــــــــــف وليت أخبار البـريد؟
تخفى
من :رسائل الجاحظ -كتاب البغال
[السخرية هنا من صاحب البريد ،الذي يبذل مجهوده في تقصي ما يروج في البلد ،حتى يكتب بذلك إلى الوالي أو الخليفة .ولكنه ال "يبصر"
ما قرب منه ،وحدث أمام سمعه وبصره ..ثقته الزائدة في جواريه تلقي بإحداهن في أحضان "سعيد" ليسعد بها .وسعيد -هنا -يحتمل
الصفة ،كما يحتمل العلمية ،ولكن العبرة بالخواتم .وسعيد بن ْ
سلم ضحية استغفاله من قِبل الثالثي :القواد ،والجارية ،وسعيد .ويمكن إضافة
تأثير الوظيفة التي توهمه -كما توهم العامة -أنه مطلع على كل شيء ،وال تخفى عنه شاذة وال فاذة ،وما ألحد جرأة على ادعاء غير ذلك.
هي "السمعة" التي تسبق اسمه إلى كل مكان ،وتدفع إلى تهيبه واتقاء شره .ولكن المراوغات تنتصر عليه ،وتأخذه من حيث يأمن ،ليصبح
"أحدوثة" يلوكها الناس فيما بينهم ،هازئين "بصاحب البريد" المغفل].
(فتور) قائل:
تعقف فوق الخصيتين كـــــــــــأنه
كفرخ ابــــن يــومــين يرفع رأسه
ِرشـــــــاء إلى جنب الركية ملتف
إلى أبويه ثم يـــــــــدركه الضعف
من :النفح 280 :8
اإلعالم -التعارجي 102 :7
التشبيهات ـ ابن أبي عون
لي ذَ َكــــــ ٌر ال يزال يَــفــضــ ُحني
ســـــــــــوة ٌ
عادَ قميصي به قَــلــ ْنــ ُ
فإن ْ
ْ
تكن كــــــــــــــــــربَةُ تُكابدُها
وف اِرزَ بَّ ْه
كأنــــــــني منه قــــــــ ُ
وأصبحتْ جــــبَّــــــــــــتي به قُبه
كاشف ال ُكربه
تخف ف ْهـــــــــ َو
فال
ْ
ُ
من :دمية القصر وعمدة أهل العصر – الباخرزي
نافض
الركوب إذا اعـــتراه
ٌ
عج ُل ُّ
ِ
وتراه بعد ثــالث عــشــرة قـــائما
بالركاب
س َّ
فإذا أفاق فليـــــــــــــــ َ
مثل المؤذن شــــك يـــــوم سحاب
قال أبو حكيمة:
له حركات ما يــــــحس بها الكف
يــنام على كـــــــف الفــتاة وتـارة
إلى والديه ثـــــــم يدركه الضعف
كما يرفع الـفرخ ابن يومـين رأسه
من :محاضرات األدباء -الراغب األصفهاني
يـقـوم ولكن ال يـــــحـس به الكـف
يــنام على كـــــــف الفــتاة وتـارة
إلى أبـويه ثــــم أدركـه الـضـعـف
كما رفـع الـفرخ ابن يومـين رأسه
من :المنتخب -الجرجاني 21
[حتى إذا قام ال يحس به الكف ..كأنه ال شيء ..أقصى درجات االنسحاق ..التالشي ..االنعدام ..صورة الفيرخ رائعية التصيوير ..يتوسيل
إلى المحاولة بكل أسباب الرجاء المقترن بالتذلل واالسترحام واالستعطاف ..ولكن العجز عنيد وقاهر]..
[نجد أبياتا لألخطل يصف فيها السكران ،وال نعدم -من خالل المقارنة -تشابها بين حالة فتور هذا األير وحالة السكران]:
(سكران) ولم يصف أحدٌ السكران كما وصف األخطل فإنه قال:
ليُحنى وقد ماتـــت عظا ٌم ومفص ُل
صريع مدام يرفع الـــشرب رأسه
وما كان إال بالـــــــــحشاش ِة يع ِق ُل
تهاديه أحــــياناً ،وحينا ً تــجــــــ ُّرهُ
وآخر مما نال منـــــــــــــها ُمخبَّلُ
إذا رفعوا عظــــماً ،تحامل
صدرهُ
ُ
من :قطب السرور في أوصاف الخمور – القيرواني
(أير) أبو هالل العسكري
(أير) بشار:
1الثيل :وعاء قضيب البعير /.العود :المسن من اإلبل.
(أير) بشار:
يتنفس الصــعــداء عــنــد مـرا ِس ٍّل
ويكاد يَــخــلَــ ُع ِجــ ْلــدَة الــــ َك َعاب
من :ديوان بشار
اإلعجاز واإليجاز – الثعالبي
خاص الخاص-الثعالبي
ومــرتْ فــقالـت :متى نــلــتــقي؟
يمزق ســــربــــــــــــــــــاله
وكاد ِ
ُ
الخبيث
فهش اشتــــــــــــياقا إليها
َّ
ُ
فقلـــــــــــــت :إليك ي ُ
الحديث
ُساق
من :ديوان بشار
(نعظ) قيل :أنعظ من بلبلة اإلبريق.
قال حسنويه:
أنعظ حـــــــــــــــــــتى كأن فقحته
كأنه واألكـــــــــــــــــــــف تلمسه
(أير) شاعر:
مجموعةٌ فـــــــــــــي زيار بيطار
ظليم بــــــــــــــــــغير منقار
عنق ٍّ
من :محاضرات األدباء -الراغب األصفهاني
في مداراة لـــــــــــــــــــــــــأيري
أنا في كـــــــــــــــــــــــــل سحير
قمرا ً فــــــــــــــــــــي بيت غيري
أبدا ً يطلــــــــــــــــــــــــــــب مني
قلت :نك ويلك مــــن يــــــــــــــر ـ تــــع فــــــــــــــي خيري وميري
قال :مــــــن يقوى علـــــى نـــيـــ ـ ــــــــــــــك كــســيــــر وعــويــر
من :البصائر والذخائر – التوحيدي– ج 4
(فتور) قال الشهاب المنصوري:
حسبك يا أيـــــــــــــــري قياما لقد
فقال لي :تذكــــــــر -فال تعجبوا-
(فتور) قال الشهاب المنصوري:
لقد كان أيــــــــــــري عصا حاكم
فقد كسر الدهر تــــــــلـــك العصا
تركتـــــــــــــــــــني شنًّا بغير ماء
أن كنتُ قــــــــــــواما على النساء
من :نواضر األيك في معرفة النيك /السيوطي
شديد العذاب عــــــــــلى المرت َكبْ
وعوضني دِرة الـــــــــــــمحتسب
من :نواضر األيك في معرفة النيك /السيوطي
(فتور) كانت أم الورد العجالنية ـ واسمها جمل ـ شاعرة إسالمية ،يمامية ،ماجنة .فتزوجت برجل ،فعجز عنها ..فقالت فيه:
عذبني الشيخ بأنــــــــــواع السهر
إن تسألوني عنــــــه ما كان الخبر
وركب المفتاح فــــي القفل انكسر
حتى إذا ما كان فـــي وقت السحر
ورعدت فقحــــــــــته بال مطر
من :كتاب بالغات النساء الشواعر البن أبي طاهر
(هجاء) ابن إياس الكناني
ير
أَال اَبلِغ لَدَيــــــــــــــــــكَ أَبا ُ
ع َم ِ
ير
أَراني َ
ِصف أ َ ِ
للاُ في اِستِــــــكَ ن َ
من :نواضر األيك في معرفة النيك /السيوطي
خَصى الفح َل خِ صا ًء :س َّل ُخصييه ،يكون في الناس والدواب والغنم .ويقال برئتُ إليك من الخِ صاء .قال ِب ْشر يهجو رجال:* خصا
ً
َ
ُ
عانُ
وارم العـ ْف ِل ُم ْعـ َب ُر
،
حديث
ة
ر
ح
ض
ب
ير
ب
ش
ـفا
ق
ال
يز
ـز
ج
ْ
ِ ُ َ جْ
الخِ صاءِ
ِ
َ ِ
الجلدتان اللتان فيهما البيضتان .وينشد:
* خصا
ال ُخصيتان :البيضتان ،وال ُخ ْصيانِ :
َـجي أ َ َجـلي
تــــــــقول :يـا َربَّـاهُ ،يـا رب هَـ ِل
إن كنتَ مــــن هـذا مـن ِ
كأن ُخصـيـ ْيـــــــه ،ومن التـدَ ْلـدُ ِل
بـار َحـلِي
إما بـتـطلـيق ،وإمــــــــا ْ
عـجـوز فيه ثِـ ْنــــتا حنـ َ
َ
ظ ِل
رف
ظ ُ
ٍّ
ومثله للبعيث:
فـلم يـبقَ إال ِجـــــــ ْلـده وأكارعُـهْ؟
ب قـــــد أكلـتُه
أشار ْكـت َـني في ثـعل ٍّ
ٌ
خـبيث مراتـعُـهْ
فـإنك قَـ ْمــــــــقا ٌم
فدُونَـك خصيـيه ومـا ضمتْ استُه
وقال آخر:
ـتان تـحـمالن مِ ـرجال
كـأن خـصـيـيـــــــــــه إذا تـدلـدال
أُثـفِــيـــــــــ ِ
وقال آخر:
دجـاجـتـان تـلـقِـــــــــــطـان َحـبا ً
كأن خـصـيـيـه إذا مــــــــــا ُجـبَّا
وقال آخر:
قـد َحـلَـفتُ بـاللـــــــــــه ال أُحـبُّـهْ
صـر ُزبُّـه
أن طال ُخصـــــياه وقَـ ْ
وقال آخر:
ِ
متورك الخصـيين ِر ْخـو ال َمـ ْشرحِ
وقال الحارث بن ظالم يهجو النعمان:
حمار ظل يَ ْكـدِم نجمة
أ ُخصـيَـ ْي
ٍّ
والخصية :البيضة .قالت امرأة من العرب:
إذا رأيـتُ خـصـــــــــــية مـعـلَّـقـهْ
لـست أُبـالي أن أكـــون مـحـمِ ـقـهْ
صعِق:
قال يزيد بن ال َّ
ِـجان
وإن الـفـحل تُـنــــــــزَ ع خـصيـتاه
فـيَـضحِ ي جافِرا قَــــــ ِر َح الع ِ
قال النابغة:
سـقـام
كـذي داءٍّ بـإحدى خـصـــــــيـتـيه
وأخـــــــرى ما توجـع مـن َ
وأنشد:
طـفـ َ
جابـر و َ
سا
سا
قد نـــــــام عنها
ٌ
يشكو عـــروق خصـيـتـيه والنَّـ َ
طـ َ
يـخـرج من فِـيــــــــــه إذا تـنـفَّـسا
كـأن ريـــــــــــــح فـسْـوه إذا فـسا
قال أبو الم َه ِوس األسدي:
ُ
َ
كنتُ
ـر
ـــ
ل
فـإذا
ة
َّـ
ي
ِـ
ف
َـ
خ
ـود
ـــــ
س
أ
ِـبكم
س
أح
قد
ٍّ
صافِ تـ ِب ُ
يض فيها ال ُح َّم ُ
َ
ُ
تْ
ٌ
بــر
أيـر أبيـك ُم
ْل
د
ـ
ج
د
ـــــ
ـ
ـي
س
أ
ض
ع
َّ
يوم الــــنِسار ،وخصيتيه ،العن ُ
َ
ِ
َ ِ
ويروى:
ـتْ
يوم الـــوقيـط ،وعاونـتها حضجر
أيـر أبـيك ُم
لد
ـــــــ
جـ
تـميم
ض
ع
َّ
ِ
ي.
ي و َم ْخ ِ
* خصا -رج ٌل خ ِ
ص ٌّ
َص ٌّ
َصي ـ مخفف ـ :الذي يشكو ُخصاه.
* خصا -الخ ِ
* خصا -قال الشاعر:
الحمار
صى ،من ال َحــلَق،
خصيـتُك يا ابن حـمزة بــالـقوافي
ُ
كما يُـخ َ
والشعراء يجعلون الهجاء والغلبة خِ صا ًء كأنه خرج من الفحول ،ومنه قول جرير:
ـي الفرزدق ،والخِ ـصاء مذلة ٌ
ـروم الـب َّ
ُـز ِل
يرجو مخاطـــــرة القُ ِ
ُخ ِ
ص َ
من :لسان العرب -ابن منظور
ً1
(وضعة) ابن الرومي:
ُ
فراش
فألصق من
إذا استلقـــــــت
ٍّ
رش استحالتْ
كأن قوائم العــــــــــ ِ
اركَ سالِـ ُم؟
أتُـؤكَل جـارتي وجـــــ ُ
سرير
وإن جبـــــــــــتْ فأثبتُ من
ِ
األيور
قوائمها بــــــــــــــــمعتركِ
ِ
من :التشبيهات -ابن أبي عون
(نكتة سوداء) داود بن المعتمرة [أحد الحمقى] ...وقع داود هذا بجارية ،فلما أمعن في الفعل ،قال لها :أثيب أم بكر؟ فقالت له :سل المجرب.
من :العقد الفريد -ابن عبد ربه
(خراء) وقال عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن بن عائشة:
من يكن إبطه كــــــــآباط ذا الخلــ
لي إبطان يرمــــــــــــيان جليسـي
فكأني مـــــــــــــن نتن هـذا وهـذا
يعني مصعب بن عبد هللا بن مصعب ،وصباح بن خاقان األهتمي.
ــق فإبــــــــــطاي في عداد الفقاح
بشبيه الســــــــــــالح أو بالسـالح
ب وصباح
جالــــــــس بين :مصع ٍّ
ٌ
من :عيون األخبار ـ ابن قتيبة
[يوطيء بالسخرية من نفسه ليهجم على اثنين آخرين ،واصفا إياهما بالتناسب مع صفته]
(نيك) الفرزدق [في خيرة بنت ضمرة القشيرية]:
إذا ُر ِهــزتْ رأيـــتَ بـنـي قـشَـيْـر
من الخـيـالء مـنـتـفِـشـي
السِـبال2
من :األغاني 347 :21
[فحولة الشاعر تمنح الخيالء لقوم بأكملهم ؟ .وهكذا ينقل الزهو والعجب من نفسه إليهم]
(تالعب لفظي) النور اإلسعردي محمد بن محمد ( .)656 – 619له ديوان شعر ،غلب عليه المجون .وأفرد هزلياته من شعره وجمعها
وسماها :سالفة الزرجون في الخالعة والمجون ،وضم إليها أشياء من نظم غيره .قال:
ــــث وتــــــنفي إنـــكارهم للحشر
قلت يوما للصدر :هل تثبت الــــبعــ
قال:أنفي .فقلت :في وسط حجري
قال :أثبت .قلت :ذقنك في اســــــتي
من :فوات الوفيات – الكتبي
[المسؤول ،عليه أن يجيب باإلثبات أو بالنفي .ثم ي َّ
ُوظف التالعب اللفظي .فالجناس في لفظة "أنفي" للداللة مرة على حاسة الشم ،ومرة على
النفي ،ال يخلص المسؤول من الوقوع فيما يحرص على تجنبه].
1مادة :نجم /النَّجْ م :نبْتٌ بعينه ،واحد :نَجْ َمة ،وهو الثَّ ِيل .والثَّ ِيل والنَّجْ مة وال ِع ْك ِرش شيء واحد .وإنما قال ذلك ألن الحمار إذا أراد أن َيقلَع النَّجمة من األرض و َكدَ َمها ارتدَّتْ خصيتاه إلى
مؤ َّخره .لسان العرب
2السبال :ج سبلة وهي طرف الشارب من الشعر ،أو مقدم اللحية.
(دعوة للصالة) ابن حجاج:
يقول قوم أبصــــــــــــــروني وقد
قم الحق الظهــــــــــــر ولو ركعة
فقلت :مـــــــــــــــا أحسن ما قلتم،
أقوم والركعة مــــــــــــن عند من
قالوا :فال تسكر ،فـــــــــلسنا نرى
واللـــــــــــه لوال السكر يا سادتي
قالوا :فهذا السكر مــــــــــــا حده؟
تلفت ما بينــــــــــــــــــــهم سكرا:
فالــــــــناس قد صلوا بنا العصرا.
أقوم حتى ألحق الــــــــــــــــظهرا
نعم؟ وإن قمــــــــــــت فمن يقرا؟
لعاقل فـــــــــــــــــي سكره عذرا.
ما ذقــــــــــت مطبوخا وال خمرا.
فقلت :حد السكـــــــــــر أن أخرا.
من :معجم األدباء -ياقوت
قرى الضيف -ابن أبي الدنيا
[سخرية ابن حجاج يمكن رصدها من خالل:
سكران ينصحه القوم بالصالة.
َّ
التالعب اللفظي الذي يحققه الجناس بين كلمتيُّ :
والظهر -بالفتح .-
الظهر -بالضم -
ويسائلهم :من سينعم عليه بالركوع أمامه؟ ومن (سيبارك -يقرأ) "فعله" بعد "اإلنجاز"
إحساس القوم بالتباين بين قصدهم وقصد الشاعر ،ونصحه -من جديد -أال يسكر .ولكنه مصر على السكر.
ف َيل َبسون -له -لباس الفقهاء وأحبار الدين ،ليحاجوه :هذا السكر ما حده؟
والجواب هو :الخراء.
على أقوالهم أم تصرفاتهم أم معتقداتهم؟ ذلك ما لم يبينه.
وفي هذا الغموض إمعان في السخرية].
(تحرش) قال في الحاجب ابن مكرم:
يـــــــــا من غراني بوجهه الحسن
لــــــــــــــو كنت بنتا بكرا مخدرة
كـــــالبدر وجهي والشمس مشرقة
ولي حــــــــــــــر يمآل اليدين ،إذا
هذا وخصري مثل الــــــخالل من
جئتـــــــــــك حتى تمد زبك بالطو
وحق جـــــــــــد الحسين والحسن
لــــــــم أر زبا والـــــزب لم يرني
الـــــنور ،ولو أني كالخمر واللبن
لمســتـــــــــه في الفراش بالفكن1
الهزال واستي فـــــي غاية السمن
ل على بيضتــــــــــــــيه في بدني
من :تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج
[تبدو السخرية من تقمص الشاعر شخصية فتاة بكر مخدرة ،ولكنها تخرق "قانون" التخدير ،وتأتي إلى الحاجب تلتمس نيكها ،ألنه صبيح
جميل .. ،والواقع أن أن الشاعر ليس فتاة مخدرة ،كما أن الحاجب ليس إال شخصا فظا عسر األخالق" .النيك" هو عملة الرشوة التي تدفع
الحاجب لالستئذان لمن يود يود مقابلة سيده .لذلك فالشاعر ال "يجود" بنيكه ،والحاجب ال يستأذن له].
(طرائف)
* قال سعيد بن حميد :عمل السلطان كالحمام ،من فيه يريد الخروج منه ،ومن خارجه يريد الدخول فيه.
* نظر مخنث إلى موسى بن عيسى ـ وكان المنصور عقد له بعده ـ ثم عقد للمهدي ،وجعل موسى بعده .فقال :هذا الذي كان غدا ً ،صار بعد
غد.
* وقال صاحب كليلة :الرجل ذو المروءة قد يكرم على غير مال ،كاألسد الذي يهاب وإن كان رابضا ً .والغنى الذي ال مروءة له ال يهاب،
وإن كان غنيا ً ،كالكلب الذي يهون على الناس وإن طوق وخلخل.
* وقال آخر :الصاحب كالرقعة في الثوب ،فالتمسه مشاكالً.
* وذكر الجماز رجالً فقالَّ :
كأن قيامه عندنا ،سقوط جمرة من الشتاء .لبرده.
* ونظر مخنث إلى رجل قصير على حمار أسود صغير ،فقال :ركب زق دبسا ً ،وجاء يساير الناس.
* قيل لمخنث ـ كان يشرب لبن األتن ـ :كيف أصبحت؟ قال :ال تسأل عمن أصبح أخا الحمارة.
* قال الجاحظ :دخل مخنث الحمام ،فرأى رجالً كبير الذكر ،كثير الشعر .فقال :انظروا إلى الخليفة في قطيفة.
عنز في صحفة أرز.
* نظر مزبد إلى رجل مدني أسود ينيك غالما ً روميا ً أبيض ،فقال :كأن أيره في استه ُكرا ُ
ع ٍّ
من :التشبيهات -ابن أبي عون
ظنِكَ َّ
ف على ما يَفُوتُكَ بعد َ
ضى( .القاموس المحيط)
الظف ََر به .وفَكَنَ في ال َكذِب :لَجَّ ،و َم َ
ُّف ،والتَّلَ ُّه ُ
1التَّفَ ُّكنُ :التَّعَجُّبُ ،والتَّفَ ُّك ُر ،والتَّنَدُّ ُم ،كالفُ ْكنةِ ،بالضم ،والتَّأس ُ
حشرات ـ هوام
(برغوث) وقال الناجم:
(برغوث) ابن عنين:
(برغوث) ابن عنين:
(برغوث) أبو ال َّ
شمقمق:
ينقص األحــــــــــــرار 1من شأنِه
ُ
البرغوث لـــــــــــــــم يخطه
كأنه
والنقص
وهو أخو الــــــــــــــــقل ِة
ِ
ص
جثمان
صغر الـــــــــ
ْ
والقر ِ
في ِ
ِ
من :ديوان المعاني -العسكري
التشبيهات -ابن أبي عون
َ
المبارز مـــــــــــني اسألوا
حديث
ِ
قرنا
نزلنا عليــــــــــــ ِه فـــلــــــم يَ ِ
أُنَبئْــــــــــك ُم بــــــــــــــــــأحاديثِ ِه
وبتنا قـــــــــــــــــــــرى لبراغيث ِه
من :ديوان ابن عنين
حميم بـــــــــــــــتُّ ليلي
أخ
ٍّ
وربَّ ٍّ
اجترام
غير
ٍّ
يقو ُل َ
الم مِ ــــــــــن ِ
ع َ
َّ
فقلتُ
فغير عد ٍّل
أن
ــــــــــــــــ
ت
له
َ
شكوتُ ِإلي ِه مِ ــــــــــــن كانونَ قُرا ً
ي وقا َل خَلطٌ
فما أ َ ْلوى عــــــــــــل َّ
ضيتُ الشتا َء كـــــــــــما تَقَضَّى
فق َّ
ع مــــــــــــن مالمت ِه الحميما
أجر ُ
َّ
الدين الحكيما
ـــــــــ
موف
قَ
هجوتَ
ِ
سل َِم السليما
الم َمـــــــــــــن َ
ِإذا ما َ
ضر ِه أَرعــــــــــى النجوما
أَبيتُ ِل ُ
يز ُل إذا تجنَّبــــــــــــــــتَ اللُّحوما
ابن سيما
شا البرغو ِ
ذقن ِ
ث فـــــي ِ
من :ديوان ابن عنين
يا طو َل يومي وطــــــــــول لَ ْيلَ ِت َي ْه
عة ٌ
فيــــــــــــــــــهن بُرغوثَةٌ ُم َج َّو َ
َ
عبثْنَ ِب َي ْه
إن
البراغيث قـــــــــــــد َ
قد عقدَتْ َب ْندها بــــــــــــــــف ْق َحتِي ْه
من :ديوان أبي الشمقمق
الحيوان -الجاحظ
(بعوض -برغوث – ذباب) أبو هالل العسكري:
وبدا فـــــــغناني البعوض مطربا ً
البرغوث ينق ُ
ُ
ط أضلعي
ثم انبــرى
عه
حتى إذا كشَف الـــــــصباح قِنا َ
فهرقتُ كأس الــــــــنوم إذ غناني
نق َ
المعلم مـــــــــــــشك َل القرآن
ط
ِ
باأللحان
قرأتْ لـــــــــــــي الذبان
ِ
من :ديوان المعاني -العسكري
(بعوض -برغوث ـ ذباب) ابن شرف الجذامي ،قال في اجتماع البعوض والذباب والبراغيث في مجلس ،مخاطبا لصاحبه يستهزيء به:
ُ
حديث
للهو لكن تحــــــــــــت ذاك
لك مجلس كملـــــــــت بشارتنا به
ُ
البرغوث
رقص
البعوض ويـــ
فيه
غنى الذباب وظــــــل يز ُمر حوله
ُ
ُ
من :المطرب من أشعار أهل المغرب -ابن دحية
(براغيث محجوب) كان بين أمير الشعراء والدكتور محجوب ثابت ( )1945 +صلة متينة من الود ،وكانت عيادة الدكتور محجوب منتدى
لمسامرات ومداعبات بصحبة عدد من األدباء .وحين انقطع شوقي فجأة عن ارتياد العيادة ،سأله ،فتعلل شوقي بوجود البراغيث في العيادة،
ونظم قصائد سميت بالمحجوبيات ..منها:
َ
س مـــــــــا َ
ْ
ْ
ط ِعمتْ من دمي
ن
أ
ولم
ها
س
ن
أ
لـــــــــــــم
محجوب
براغيث
َ
َ
وتنفُذُ فــــــــــــــي اللحم واألَع ُ
ظم
ــو َربي
ج
ــها
م
خراطيــ
تشـــــــــــق
ُ
َ ْ
وكنتُ إذا الصيـــــــــف راح احْ ت َجـ ـ ــــــ ْمتُ ،فجاء الخريف ولم أَحْ َجم
سلَّم
ترجب بالضيف فــــوق الطــريـــــ ـ ـــق فـــــــــــــــ َباب العِيادة فال ُّ
جوقةً
األرض بالسمسم
ت
كما ُرشـــــــــ ِ
ُ
قد انتشــــــــــــــــــرتْ َج ْوقةً ْ
الج ْلد وال َعلَق األ َ ْس َحم
عــــــــــــلى
د
ــــــدا
ِ
ص ر ْقص ال َم َواسِي الحِ
وترقُ ُ
ِ
ُ
َ
وت َرفع ألــــــــــــــــــــوية الم ِوسِم
واكير ت َطل ُع قبــــــــــــــــــ َل الشتاءِ
ُ
بَ
من :موقع أدب
(مراكش) ابن الخطيب الزرويلي:2
ما كان ظني ـ وحــق هللا ـ فرقتكم
أظل في نصب مما أكــــــــابد من
وطول ليلي فـــــــي كد وفي تعب
1في التشبيهات :تنقص اإلخوان
2عبد هللا كنون ـ النبوغ المغربي 254 :3
لـــــــــو أن مراكشا كانت تواتيني
نفض الغبار وطرد الــــــــــذبابين
ما بين بق وناموس يـــــــــناغيني
والقلب في فكر منـــــــها وتخمين
أبيت أحرس فرشي مـــن عقاربها
ظننتها عقربا دبـــــــــــت لتوذيني
إذا رأيت سوادا مــــــــر بي وأتى
أفناه مضغ الحصى من الطواجين
لم يبق في الفم ضرس أستعد بــــه
هذا العجاج بها قــــــد كاد يعميني
منوا علي بــــإطالقي بــفضلــــكم
أفنيت مالي فــــــي غسل وتصبين
لم يبق في الكيس فلس أستعين بـه
وواضح من األبيات أن الزرويلي كان يلقى من المراكشيين اإلكرام واالحترام ،والتشبث بإقامته بينهم .لكنه كان يحس بأن مراكش "مدينة
الرعب"و"األهوال" ..ولذلك يناشد أصحابه ـ بها ـ أن يأذنوا له بالرحيل.1
(حيوانات -هجاء المسمى:زنبور) أبو نواس:
صي ْرتُه ُ
وأنمر الــــــــــــــــــ ِجلدَة َ
ِ
صدني جانباً،
إذا رآنــــــــــــــــي َ
ُخبر عــــــــــن َ
طع ِم ِه
والموتُ ال ي ُ
ْ
ما ِز ْلتُ أُجري كَلكَلي فوقَــــــــــه
نُبئْتَ ُز ْنبــــــــــــــــــورا ً غَدا ً آنِفا ً
1من مقالنا :حواضر المغرب وبواديه على ألسنة شعرائه.
اس زاغا ً أو ِشقِرا َقا
في الــــــــــــن ِ
ع غَساقَا
كأنـــــــــــــــــــــــما ُجر َ
ْ
ْ
كمن ذاقَا
إن أنـــــــــــــتَ ساءلتَ
حتى دَعا مِ ْن تحتِــــــــــــــــ ِه قَاقَا
صحبتُ أباقَا
منيَ ،وا ْست َـــــــــــــــ ْ
من :ديوان أبي نواس
احتقار
(شعر) أبو نواس ،يهجو زنبورا وأشجع السلمي:
عاتبَني الــــــــــــــــش ْع ُر ذا إكافِ
هجاكَ من ْقلــــــــــــت ال يساوي
أحرى
فكنتَ إذ لم تجبــــــــــــــــه َ
الحمار أعــــــيَى،
كنتُ كــــــرب
ِ
ب 1فــــــــت ُ ْهجى
يارب مــــن راس ٍّ
أو بك أبغي أقيـــــــــــــــس نفسي
ليم،
أو أ ْش َج ُع ،و ْه
ـــــــــــــو من ُ
س ٍّ
َ
يكفيكَ مــــــــــــا فيه ُم فدعــــــ ُه ْم،
وقال لي :اللــــــــــــــهُ منك كافِ
عُودَ خِ ال ٍّل مــــــــــــــــن الخالفِ
ْ
َقذر الــــــــــــــــــقوافي
أن ال به ت ُ
فظل يسطو عــــــــــــــلى اإلكاف
شبيهة الفَقع بــــــــــــــــــــالفيافي
2
نبور يــــــــــــا واس َع السِالفِ
ُز ُ
صافِ
فيــــــــما َر َو ْوا ،ر ْقعة الخِ َ
أنفذ َو ْقــــــــــــــــــعا ً من األشافي
لــو لــ ْم أ ْهــ ُجـهُ ،غالبا ً
َمــن كانْ ،
يـــــــــقولُ :قد أس َْر ْفتَ في شتمِ نا،
غالــــبُ ! ال ت َ ْس َع لـــــــن ْي ِل العلى،
وكان مجهــــــــــــــــوالً ،ولكنني
ولستُ أحْ ــــــــــــــــت َا ُج إلى َح ْم ِد ِه
ف
قــام بــه ش ْعــري
مــقـــام الش َر ْ
َ
َ
ف
وإنما صا َل بـــــــــــــذاكَ الس َر ْ
ِــف
بلغــــت مجْ دا ً بــهــجــائي فــق ْ
ف
نَـــــــوهْتُ بالمجهو ِل حتى ع ُِر ْ
ف!
صلَ ْ
في ذا ،ولكــــن في أخينا َ
(شعر) أبو نواس:
نواس في الرقاشي:
(شعر) وقال أبو
ٍّ
قـــــــــــــل للـرقـاشـي إذا جـئتـه:
دونـــــــك عرضي فاهجه راشـدا ً
واللـــــــــــه لو كنت جـريرا ً لـمـا
ما كنت أحسب أن الــدهر يمهلني
حتى أرى أحدا ً يهجـــــــوه ال أحد
هب من لـــــــه شيء يريد حجابه
ما با ُل ال شـــــــــيء عليه حجابُ
وقال أبو نواس:
ما كان لـــــــــــــو لم أهجه غالب
يقولُ :قــــــــــد أسرف في هجونا
غالب ال تسعى لـــــــــــتبني العال
قد كنت مجهوالً ولكنـــــــــــــــني
فجعل شرفهم ونباهتهم بهجائه إياهم ،وقوله:
وما أبقيتُ مــــــــن غيالن إال كما
(شعر) ابن الرومي 3ـ الديوان
يا نَبَّي اللــــــــــــــــــــــه في الشـ
ْ
ـــــــــــــــــــــــلـ
عر خ
أنتَ من أ ْش ِ
إن من يزعم أن لـــــــــــــــــــــيـ
لو رأى قَرن ال ُحريــــــــــــثِــــــيْـ
من :ديوان أبي نواس
لو مــــــــــت يا أخرق لم أهجـكـا
ال تدنس األعـــــراض من شعركا
كنت بـــــــــأهجى لك من وجهكـا
من :عيون األخبار -ابن قتيبة
(شعر) وقول أبي تمام:
ونحوه قوله:
من :ديوان أبي نواس
الشرف
قام لـــــــــــه هجوي مقام
ْ
السرف
وإنما زاد بــــــــــــــــذاك
ْ
فــــــــقف
بلغت مجدا ً بــــــهجائي
ْ
نوهتُ بالمجهو ِل حـــــــتى عرف
البظر المواسي
أبقتْ مــــــــــــــن
ِ
من :ديوان المعاني -العسكري
ـ
ـ
ـ
ـ
ــعر وعيسى بـــــــــــــــــنَ مر َي ْم
ِ
ق اللـــــــــــــــــــــــه ما ل ْم تتك َّل ْم
ـ ِ
سلم
ـــــــس إلـــــــــــــــى ال َعيُّوق ُ
ـي ِ استــــــــــــــــــــحى أن يترمم
من :ديوان ابن الرومي
أخبار أبي تمام-الصولي
تصحيح التصحيف وتحرير التحريف -الصفدي
نفحة الريحانة – المحبي
1بنو راسب :حي.
2السالف :الجراب ،كناية.
3قال الصفدي في كتابه :تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ،في( :باب الهجاء في معرض المدح)
وهو أن يقصد المتكلم إلى هجاء إنسان فيأتي بألفاظ موجهة ،ظاهرها المدح ،وباطنها القدح ،فيوهم أنه يمدحه وهو يهجوه .. ،ومن أمثلة هذا الباب أيضا ً قول عبد الصمد بن المعدل أو أبي
العميثل في أبي تمام وقد كانت في لسانه حبسة .ثم يورد البيتين.
أما المحبي في كتبه :نفحة الريحانة فيورد البيتين في معرض الحديث عن قول الشعر ،فيقول :وفي كتاب الكناية والتعريض للثعالبي :يقولون في فالن فضيلتان من فضائل النبي «ص» :إحداهما
ي في الشعر .يعني أنه ال
أنه أمي ،والثانية أنه ال يقول الشعر ،وهاتان الخصلتان من فضائل رسول هللا «ص» وليستا من غيره بفضيلة .وإذا كان الرجل متشاعراً غير شاعر ،قالوا :فالنٌ نب ٌ
ينبغي له ذلك ،وعلى هذا بنى مخلد الموصلي قوله.
ويتبين الخلط في تعيين القائل.
(شعر) ابن الرومي:
(شعر) ابن الحجاج:
ال يهجوني فـــــــــإني لستُ هاج َيه
وما امتهاني به شعـــــري ،وخِ لقَتُه
يا أبا طاهر طهرت مــــــــــــــن اللـ
لو أخذنا في باب بأســك بالــشــعـــــ
وإذا ما رتبت في المجــــد والــــــبا
كنت في الصدر موضع الراس والنـ
صدَغَه
وال يرى ذاك مني أو يرى ُ
تهجوه عني وعــن غيري بكل لغه
من :ديوان ابن الرومي
ـ
ـ
ـ
ـ
ـــؤم ،فــــــــما فيك نقطة من نجاس ْه
ـــر ،طرطرنا عـــلى كتاب الحماسه
س عـــــــــلى اللين منهما والشراسه
ـاس على الطرق حيث تلقى الكناسه
من :تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج
(ناك ِش ْعري ِش ْعره )..مروان األصفر [ ،248+له شعر في المنتصر العباسي ] ،هجا علي بن الجهم:
ويـقول لي حســـــــــنا إذا القـاني
إن ابن جهم في المغيــــب يعيـبني
فكأنـما في بطـنـه َولَـــــــــــــــدان
ــم بطــنُه
صغرتْ مهابتُه ،وع ِ
ُـــظ َ
لو كان يرحـمـــــــــها مـا عـاداني
ويــــــح ابن جهم ليس يرحـم أمـه
ونـزا 1على شيــــطانه شيـطاني
ـرهُ
فإذا التـقينا نــــــاك ِش ْع ِري ِش ْع َ
من :األغاني 101 :12
(شعر) قول أبي تمام فيمن سرق له شعراً ،وهو محمد بن يزيد الرقى:
من بنو تغلب غـــــــــداة الكالب؟
من بنو بحدل؟ مــــن ابن الحباب؟
من طفيل؟ مـن عامر؟ أو من الحا ـ رث؟ أم مــــــن عتيبة بن شهاب؟
إنما الضيغم الهصور أبــــو األشـ ـ ـبال هــــــــــتاك كل خيس وغاب
وهو للحيـــــــــــن راتع في كتاب
مـن عدت خيله على سرح شعري
يا عذارى الكالم صرتن من بعــــ ـ ـــدي ســــــبايا تبعن في األعراب
لو ترى منطقي أسيرا ً ألصــبــحــ ـ ـــت أسيــــــــرا ً ذا عبرة واكتئاب
من :تصحيح التصحيف وتحرير التحريف -الصفدي
(مكاثر في العلم) وقال الناجم في العزيز:
يخب ُ
ط مــــــــــن عماي ٍّة في ديجور
ضعيف مغرور
الــــرأي
وعازب
ٌ
حاصله منـــــــــــــــه هباء منثور
العلم وهــــــــــو مكثور
في
مكاثر
ِ
وحلم عصفور
عصفــور
جسم
في
ِ
ِ
ٍّ
من :التشبيهات -ابن أبي عون
وأجود ما قيل في عظم الجسم ،مع قلة العقل ،من الشعر القديم قول حسان:
العصافير
ِجسم البغا ِل وأحــــــالم
ِ
وقال ابن الرومي:
فليس يحسن إال وهــــــو مصلوب
ب
طو ٌل وعرض بال عق ٍّل وال أد ٍّ
من :ديوان المعاني -العسكري
وقال شاعر يهجو رجالً
ولم ينسب إلــــــــــــى عقل وفهـم
جهول غاص فــــــــي لحم وشحم
وإن لبس الــسواد فـــــــعدل فحم2
إذا لبس البياض فـــــــــعدل جص
من :غرر الخصائص الواضحة -الوطواط
[تحقير العدد] الدئل :3ـ بضم الدال وكسر الهمزة ـ دابة شبيهة بابن عرس ،وكان من حقه أن يكتب في أول الباب ،وإنما أخرناه ألنه يكتب في
الرسم بالياء ،قال كعب بن مالك األنصاري:
ما كان إال كـــــــــــــمعرس الدئل
جاؤوا بجيش لـــــــو قيس معرسه
أراد موضع نزولهم ليالً كبيت ابن عرس.
من :حياة الحيوان الكبرى -الدميري
1نزا :وثب
2في "ديوان المعاني للعسكري" :وفي غير هذا المعنى قول اآلخر:
فحم
إذا لبس البياض فــــــــــعدل قطن
وإن لبس الــسواد فـــــــــعدل ِ
3قال أحمد بن يحيى :ما نعلم اسما ً جاء على فعل غير هذا .قال األخفش :وإليه ينسب أبو األسود الدئلي ،قاضي البصرة ،إال أنهم فتحوا الهمزة ،على مذهبهم في النسبة ،استثقاالً لتوالي الكسرتين
مع ياء النسب ،كما نسبوا إلى نمرة نمري وإلى ملك ملكي .واسم أبي األسود ظالم بن عمرو بن سليمان بن عمرو وفي اسمه ونسبه اختالف كثير ،وكان من سادات التابعين وأعيانهم .يروي عن
علي وأبي موسى وأبي ذر وعمران بن حصين ..وصحب عليا ً "ض" ،وشهد معه وقعة صفين ،وهو بصري ،وكان من أكمل الرجال رأياً ،وأسدهم عقالً ،ويعد من الشعراء والمحدثين والبخالء
والفرسان والبخر والعرج والمفاليج والنحويين .وهو أول من وضع النحو .من:حياة الحيوان الكبرى -الدميري
(عدد) وقال ابن األعرابي :وأنا أقول مثل قول جرير:
ولو أن تغلب جمعتْ أحسابـــــــها
وقال النجاشي في بني العجالن:
قبيلة ال يغدرون بــــــــــــــــــذم ٍّة
يردون الـــــــــــماء إال عشيةً
وال ِ
(عدد) ومن التناهي في االستصغار والخمول قول زياد األعجم:
إذا ما اتقى هللا امــــــــر ٌؤ وأطاعه
رأس نمل ٍّة
ولو جمعتْ جرم عــلى ِ
(عدد) قال الشاعر:
التفاخر لــــــــــــم تزن مثقاال
يوم
ِ
وال يظلمون الـــــناس حبة خرد ِل
كل منه ِل
إذا صدر الوراد عــــــن ِ
من :ديوان المعاني -العسكري
جرم
فليس به بأس وان كان مـــن ِ
لباتوا شِباعا ً يضرطون من الشحم
من :ديوان المعاني -العسكري
َْ 2 َ َ 1
لما توعدت َــــــــــني يا برثن الطيْر
ما كنت في العـــد إال فق َع قرقرة
من :كتاب البرصان والعرجان والعميان والحوالن -الجاحظ
(عدد) ابن لنكك:
وعصب ٍّة لــــــــــــــــــما توسطتهم
كأنهم من ســــــــــــــــوءِ أفهامهم
يضحك إبليس ســــــــــــرورا ً بهم
(عدد) وأبلغ ما قيل في الخمول قوله أيضا ً :3
لو كان يخفى على الرحمن خافية ٌ
بـــــــــــــــدار الذ ُ ِل أولهم
قوم أقام
ِ
كــــــالخاتم
صارت علي األرض
ِ
لم يخرجوا بعد إلـــــــــــــى العالم
ألنهم عــــــــــــــــــــــار على آدم
من :ديوان المعاني -العسكري
من خلق ِه خفيتْ عنـــــــــه بنو أس ِد
كما أقامت عليـــــــــه جذمةُ الوت ِد
من :ديوان المعاني -العسكري
(عدد) وبنو كابِيَة بن حرقوص صلعانُهم كثير ،فقال القائل:
كلُّكم هامتُه
أنتم بنو كابية 4بـــــــــن حرقوص
من :كتاب البرصان والعرجان والعميان والحوالن -الجاحظ
كـــــــــــــاأل ُ ْفحوص5
(حقارة) األشاقر ،جمع أشقر ،وهم بنو عائذ بن دوس .وفيهم يقول األعجم:
مـــا كنتُ أحسبهم كانوا وال خلقوا
قالوا :األشاقر تهجوكم ،فقلت لهم:
بالـــقاع 7ال أص ٌل وال ور ُق
كالفقع
ب 6الزاكي بمنزل ٍّة
قوم مـــن الحس ِ
ِ
ِ
لو يرهبون بنع ٍّل عندنــــــــا علقوا
إن األشاقر قـــــــــــد حلوا بمنزل ٍّة
غرقوا
ال يكثرون 8وإن طالــــتْ حياتُهم
ولو تبو ُل عليــــــهم فأرة ٌِ 9
من :ديوان المعاني -العسكري
(حقارة) ابن فارس:
قد قال ـ فيــــــــما مضى ـ حكيم:
فقلت قــــــــــــــول امريء لبيب:
من لم يكن م ْعــــــــــــــــه درهماه
ومن كان من ذلـــــــــــــــه حقيرا
ما المرء إال بـــــــــــــــــأصغريه
ما المرء إال بــــــــــــــــــدرهميه
لم تلتفــــــــــــــــــــت عرسه إليه
تــــــــــــبــــول ســــنــــوره عليه
من :مقاييس اللغة - 10ابن فارس
(حقارة) كراع األرانب .يضرب مثال فيما قل وذل ،ويشبه ما صغر وهان .قال الشاعر يهجو حارثة بن بدر الغدائي:
ضخما يواريــــــــه جناح الجندب
زعمــــــــــت غدانة أن فيهم سيدا
1الفقع :الرخو األبيض من الكمأة ،وهو أردؤها.
2القرقرة :األرض الملساء ليست بجد واسعة .يشبه به الرجل الذليل ألن الدواب تنجله بأرجلها
3عند الصفدي في :تصحيح التصحيف وتحرير التحريف( :باب التسليم) وهو أن يفرض المتكلم فرضا ً محاالً إما منفيا ً أو مشروطا ً بحروف االمتناع ،ليكون ما ذكره ممتنع الوقوع
المتناع وقوع مشروطه ،ثم يسلم بوقوع ذلك تسليما ً جدلياً ،ويدل على تقدير عدم الفائدة في وقوعه على تقدير وقوعه ... ،ومثال ذلك قول الطرماح:
لو كان يخفى على الرحمن خافيةٌ
من خلق ِه خفيتْ عنـــــــــه بنو أس ِد
فهذا أيضا ً على تقدير التسليم أن هللا سبحانه وتعالى ال يجوز أن تخفى عليه خافية ،فقال الشاعر :لو كان مما يجوز أن يخفى عليه شيء من خلقه خفيت عليه هذه القبيلة.
4بنو كابية بن حرقوص وإخوتهم معاوية بن حرقوص ،من قبائل بني مازن.
5األفحوص :مبيض القطا ،وهو مثل في الصغر .يهجوهم بصغر هاماتهم
6في العقد الفريد :وهُ ْم من الحسب.
7في العقد الفريد :كطحلب الماء.
8في العقد الفريد :ال يكبرون.
9في العقد الفريد :يبول عليهم ثعلب.
10من مقدمة التحقيق (ع السالم هارون) نقال عن يتيمة الدهر.
سكرا ويشبعــــــــه كراع األرانب
يرويه ما يروى الــــذباب وينتشى
قال الجاحظ :إنما ذكر كراع األرنب ألن يد األرنب قصيرة ،ولذلك يسرع في الصعود ،فال يلحقه من الكالب إال كلب قصير اليد ،وذلك
محمود في الكلب.
من :ثمار القلوب -الثعالبي
(حقارة) ضعف بقة .يضرب به المثل كما قال الشاعر في رجل اسمه ليث
وهــــــو أضعف مــــــــــــــن بقة
أيا مـــــــــــــــــــــــــن اسمه ليث
بــيـــــن االســــــــم والــــــــخلقه
لقد باعــــــــد رب الـــــــــــــناس
ويضرب المثل بصغر البقة قال الخوارزمي
خريفية مــــــن دقتي لم تغص بي
ضنيت فلو أدخلت فــــي حلق بقة
أماني فــــــي أظفار عنقاء مغرب
وأصبح قلبي فــي يد الهم واغتدت
من :ثمار القلوب -الثعالبي
(عرض) ومن االستحقار الشديد قول مسلم:
أمويس قل لي أين أنتَ من الورى
أما الهجاء َّ
فدق عرضـــــــك دونه
ُ
طليق عرضك إنه
فاذهب فــــأنت
فجعله دون الهجاء ،والهجاء فوقه فال يهجى لضعته وقلته.
(عرض) وقال غيره:
أبو هالل العسكري:
من :ديوان المعاني -العسكري
غرر الخصائص الواضحة -الوطواط
دناءة ُ عرضـــــــــــك حصن منيع
ْ
فقل لعدوك مــــــــــــــــــا تشتهي
تقيك إذا ساء منــــــــــــك الصنيع
فــــــــــأنت الرفيع المنيع الوضيع
لســت الوضيع وال الصغير وإنما
ال تـــــــــفخرن وإن غدوت مقدما
أنت الوضيع عن الوضيع األصغر
فعلى جبينــــــــــــك سيمياء مؤخر
من :ديوان المعاني -العسكري
(لؤم) وقول اآلخر ،أستغفر هللا من قوله:
ولؤم
يكاد مـــــــــــــــــــــــن رق ٍّة
ٍّ
وقول أبي الهيذام:
يا جعفر بن الـــــــــقاسم بن محم ٍّد
إني أقو ُل مقالةً تجــــــــــــري بها
(لؤم) ابراهيم بن العباس:
ال أنت معلــــــــــــوم وال مجهو ُل
والمدح عنـــــــك كما علمتَ جليل
عرض عززتَ بـــــــ ِه وأنت ذليل
فكن كيف شئتَ ْ
وقل مـــــــــا تشا
نجا بك لؤم منجى الـــــــــــــذباب
(لؤم) ومن االفراط في الهجاء قول اآلخر:
لو َّ
اطلع الـــــــــــغراب على تميم
وقول اآلخر:
سل اللــــــــــــه ذا المن من فضل ِه
فما سأ َل اللـــــــــــــــــــــه عبدٌ له
القديم
يخفى عــــــــــــلى الباريء
ِ
ما لي أراك عـــــن الندى معزوال
لو كنتَ مـــن كرم لــــــكنتَ قليال
من :ديوان المعاني -العسكري
ْ
وأبرق يمينا ً وأرعــــــــــــد شماال
حمته مقاذيــــــــــــــــــره أن يناال
من :ديوان المعاني -العسكري
ت شابا
وما فيها مــن الـــــــــسوآ ِ
وال تسألــــــــــــــــــــــن أبا وائلهْ
فخاب ولو كان مــــــــــــــن باهلهْ
من :ديوان المعاني -العسكري
(لؤم) جواس بن نعيم أحد بني حرثان بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد الضبي له أشعار وهو القائل:
إذا اجتمعـــــــت قيس معا ً وتـمـيم
كـــأن خروء الطير فوق رؤوسهم
يقل لـك :إن الــــــــــــعـائذي لـئيم
متى تسأل الـــضبي عن شر قومه
من :المؤتلف والمختلف – اآلمدي
وللممزق الحضرمي البصري:
(لؤم)
ِ
إذا ولدتْ حليلــــــــــــــــــةُ باهلي ٍّ
ولو كان الخليفـــــــــــــــــة باهليا
غالماِ ،زيدَ فــــــــــــي عدد اللئام
ص َر عن مساماة الـــــــــــــكرام
لق َّ
من :ذيل األمالي -القالي
(لؤم) أبو العيناء [وقد سئل عن مبالغته في ذم وزير ُمقال] :فقال :سألته حاجة أقل من قيمته ،فردني عنها بأقبح من خلقته.
وسئل آخر عن رجل فقال :لو قذف على الليل لؤمه ،النطمست منه نجومه.
من :غرر الخصائص الواضحة -الوطواط
(لؤم) قال الشاعر يهجو قوما ً لئاما ً
هم الكشوت فــــــــال أصـل وال ثـمـر
جفوا من اللؤم حتى لـــــــو أصـابـهـم
لو صــافحوا المزن ما ابتلت أناملـهـم
(لؤم) وأبلغ ما قيل في الهجاء باللؤم قول الفرزدق:
ب
ولو تُرمى بــــــــــــلؤم بني كلي ٍّ
ب
ولو لبس
الــــــــــــنهار بني كلي ٍّ
ُ
ب
وما يغدو عزيـــــــــــز بني كلي ٍّ
(لؤم) الطرماح :1
وال نـسـيم وال ظـــــــــــــل وال ورق
ضوء السهى في ظالم الليل الحترقوا
ولو يخوضون بحر الصين ما غرقوا
من :غرر الخصائص الواضحة -الوطواط
نجوم الليل مــــــــا وضحتْ
لسار
ِ
النهار
لدنس لؤ ُمــــــــــــهم وض َح
ِ
بــــجار
لـــــــــــــيطلب حاجةً إال
ِ
من :ديوان المعاني -العسكري
ت َمي ٌم ِب ُ
ق اللُّــؤْ ِم أ ْهدَى مِ نَ القَ َ
ت
طا
ولو سلكَتْ طـــرقَ
المكارم ضلَّ ِ
ِ
ْ
ط ْر ِ
َّ
َ
َّ
ْ
ت
عن
المخازي
ل
خال
ى
أر
ال
و
،
هار
ن
ال
ه
يجلو
ل
ي
ل
أرى ال
تمــيم تجلَّــ ِ
َ
َ
ٍّ
ُ
ُ
َ
َ
من :ديوان الطرماح
قال الجرمازي :كنتُ بباب مدينة بغداد فرأيت أعرابياً ،فقلت :ممن الرجل؟ فقال :من بني تميم .فقلت :أتعرف القائل:
تمي ٌم ب ُ
ت
ق اللؤم أهدى مــن القطا
ولو سلكتْ طُرق الـــمكارم ضلَّ ِ
طر ِ
َّ
ً
ُ
ت
ولو أن برغوثا عـــــلى ظهر قمل ٍّة
تميم لزَ ل ِ
يَك ُّر عـــــــــــلى جنبي ٍّ
ت
تمي ٌم كجحش الــــسوء يرضع أ َّمه
ويتبعها دهــــــــــــرا ً إذا هي ولَّ ِ
فقال :ال ،ولكني أعرف غير هذا .قلتُ :فهاته! فقال:
ومن يروي لــــــــــــيثلبها هجاء2
أعض اللـــــــــــهُ من يهجو تميما ً
َّ
َ
وأدخل رأسه مــــــــــن حيث جا َء
ببظر عجوزةِ وبــــــــــــــإسكتيها
الناس ،وانسلكت في غمار الناس.
قال :فغطيت رأسي مخافة أن يسمعه
ُ
من :نور القبس -المرزباني
بهجة المجالس وأنس المجالس -ابن عبد البر
(لؤم) وحضر ليلة الحيص بيص وابن الفضل [البغدادي ،المعروف بابن قطان ]498 - 418على السماط عند الوزير في شهر
رمضان ،فأخذ ابن الفضل قطاة مشوية ،وقدمها إلى الحيص بيص ،فقال الحيص بيص للوزير :يا موالنا هذا الرجل يؤذيني ،فقال
الوزير كيف ذلك؟ قال :ألنه يشير إلى قول الشاعر:
1تبلغ هذه التائية 53بيتا في ديوان الطرماح (تح .د .عزة حسن) ،وتختلف الروايات في المصادر األخرى ،اجتزاءا أو تغييرا ،زيادة أو نقصانا ،وهذه نماذج منها:
ت
ظهر نمل ٍّة
ولو أن حرقوصا ً عــلى
تميم لَـــــــــــول ِ
تشد على صفي ٍّ
ِ
ت
ولو جمعت يـــــوما ً تميم جموعها
على ذرةٍّ معقول ٍّة الستــــــــــــقل ِ
ت
ت بنتْ لها
مظلتها يوم الندى الستــــــــظلـ ِ
ولو أن أم الــــــــعنكبو ِ
ت
ولـــــــــو أن برغوثا ً يزقق مسكه
إذا نهلـــــــــــــت منه تميم وعل ِ
من :ديوان المعاني – العسكري
الشعر والشعراء – ابن قتيبة
يكر عـــــــــــلى صفي تميم لولت
ولو أن حرقوصا ً عــلى ظهر قملة
من :حياة الحيوان الكبرى -الدميري
ولو سلكت سبل الـــــمكارم ضلت
تميم بطرق اللؤم أهدى مــن القطا
جالل الــــمخازي عن تميم تجلت
أرى الليل يجلوه الــنهار وال أرى
يكر عـــــــــــلى صفي تميم لولت
ولو أن برغوثا ً عــــلى ظهر قملة
من :حياة الحيوان الكبرى -الدميري
ولو سلكت طرق الـــرشاد لضلت
تميم بطرق اللؤم أهدى مــن القطا
رأتــــــــــــــه تميم من بعيد لولت
ولو أن برغوثا عــــلى ظهر قملة
من :البداية والنهاية -ابن كثير
رأتـــــــــه تميم يوم حرب لـولـت
ولو أن برغوثا ً عـــــلى ظهر قملة
على ذرة معقولة الستــــــــــقـلـت
ولو جمعت يـــــوما ً تميم جموعها
من :غرر الخصائص الواضحة -الوطواط
ولو سلكت طرق الـــمكارم ضلت
تميم بطرق اللؤم أهدى مــن القطا
رأتـــــــــــه تميم يوم زحف لولت
ولو أن برغوثا ً عـــــلى ظهر قملة
لقامت تميم تحــــــــــته واستظلت
ولــــــــو أن عصفورا يمد جناحه
من :العقد الفريد -ابن عبد ربه
ولو سلكت طرق الـــمكارم ضلت
تميم بطرق اللؤم أهدى مــن القطا
رأتـــــــــــه تميم يوم زحف لولت
ولو أن برغوثا ً عـــــلى ظهر قملة
عـــــلى ذرة معقولة الشــــمــعلت
ولو جمعـــــت يوما ً تميم جموعها
من :العقد الفريد -ابن عبد ربه
تمي ٌم ب ُ
ت
ق اللؤم أهدى مــن القطا
ولو سلكتْ طُرق الـــمكارم ضلَّ ِ
طر ِ
ت
ولو أن برغوثا ً عـــــلى ظهر قمل ٍّة
تميم لزَ لَّ ِ
يَ ُكرُّ عـــــــــــلى جنبي ٍّ
ت
تمي ٌم كجحش الــــسوء يرضع أ َّمه
ويتبعها دهــــــــــــرا ً إذا هي ولَّ ِ
من :نور القبس -المرزباني
2في بهجة المجالس :ومن يروي لها أبداً هجاء.
ولو سلكت سبل الـــــمكارم ضلت
تميم بطرق اللؤم أهدى مــن القطا
وكان الحيص بيص تميميا ً -كما تقدم في ترجمته -وهذا البيت للطرماح بن حكيم الشاعر ،وهو من جملة أبيات ،وبعد هذا البيت:
خالل المخازي عــــن تميم تجلت
أرى الليل يجلوه النهار ،وال أرى
يكر عـــــــــــلى صفي تميم لولت
ولو أن برغوثا ً عـــــلى ظهر قملة
من :وفيات األعيان -ابن خلكان
(لؤم) عبد الصمد بن المعذل:
سألنا عن ثمالة كـــــــل حي
فقلت :محمد بن يـــزيد منهم
1
فقال لي المبرد :خل قومي
فقال القائلون ومـــــن ثمالة
فقالوا :زدتـــــــنا بهم جهالة
فقومي معشر فيــــــهم نذالة
من :نور القبس -المرزباني
ديوان المعاني ـ العسكري
العقد الفريد -ابن عبد ربه
األمالي ـ القالي
وإن من غاية حــــــــــرص الفتى
كبيرهم وغــــــــــــــدٌ ومولـودهـم
طالبه المعروف فـــــــــــي باهله
تلعنه مــــــــــــــــن قبحه القـابـلة
من :عيون األخبار -ابن قتيبة
العقد الفريد -ابن عبد ربه
وقال فاتكٌ في سعيد بن سلم:
أبو الشمقمق :هجاء (سران أو شران)
ان المخازي
أال قوال لســــــــــــــر ِ
له ٌ
يضل الفيــــــــــــــــ ُل فيه
بطن ِ
وأير عار ٌم ال خيـــــــــــــــــر فيه
ٌ
ب،
ولحيةُ حائــــــكٍّ ،من بـــاب ْقل ٍّ
الــــــــــــــــــفقر با ٍّد
له وجهٌ عليه
ُ
نهض الكرا ُم إلــــــــى المعالي
إذا
َ
(احتقار) قال الشاعر:
ْ
ارى
وهم تركوك أ ْسلَ َح مِ
ــــــن ُحبَ َ
(احتقار) ابن الحجاج ،قال ،وكان في جواره طبيب تأذى به:
يــــــــــــــا سادتي دعوة مستظهر
طبيبكم إن لــــــــــــــم يصن نفسه
ثكلته مـــــــــــــــــــن سفلة ينتمي
إلى متى يبعـــــــــــــــــث عثنونه
لو عصفت فـــي مصر ريح استه
وكان ما قيمتــــــــــــــــــــه درهم
يا ابــــــــن التي مدخل باب استها
ال يبصر األير طــــــريــــــقا بــه
احذر فسيـــــــــــــفي دارس منعل
[مكحل /طبيب عيون] ابن عنين:
لـــــــو َّ
ب عندهم
أن طالَّب المطال ِ
ألتــــــــــــــــوا ِإليكَ بكل ما أ َّملتَه ُ
ودعـــــــوكَ بالصبَّاغِ ل َّما ْ
أن رأَوا
وبـــــكفكَ المي ُل الذي يَحكي عصا
َل عني
1في أمالي القالي :خ ِ
2راقود :دن عظيم.
3النشوط :نوع من السمك.
4الروط :النهر .معرب.
ووجــــه الكلب
والتيس الضروطِ
ِ
ل راقود 2النَّشوط3
ودب ٌْر مثــــــــ ُ
ِ
4
كدَ ْو ِر سفين ٍّة فــــــــي بَثْق ُروطِ
صل ِة الجــــــــــوانب بالخيوط
مو َّ
َ
مرقَّعةٌ جوانبُــــــــــــــــــه بفُوطِ
سرانَ يسفُل فــــــــي هبوطِ
ترى َ
من :ديوان أبي الشمقمق
الحيوان -الجاحظ
رأَتْ صقرا ً وأ َ ْشردَ مـــــــــن نَ َع ِام
من :الحيوان -الجاحظ
عليكم فـــــــــــــــــي السر محتاطِ
خريت فـــــــــــــــــي لحية بقراط
سقاط
سفل فــــــــــــــــــي الطب ُ
ل ُ
ضراط
فقحة
ــــــــــــــــــــ
ال
بعارم
َ
تقطع الــــــــــــغزل بـــــــــدمياط
يباع فــــــــــــــــي السوق بقيراط
روشن عــــــال وساباط
بـــــــــــــ
ٍّ
إذا مــشــى إال بــــــنــــــــــــــفاط
مبطن مـــــــــــــــن عمل الالطي
من :تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج
للعيون تعو ُر
عل ٌم بـــــــــــــــــأنكَ
ِ
األوفر
منهم وكـــــــانَ لكَ الجزا ُء
ُ
أصفر
يُعشي الــــــعيونَ لديكَ ما ٌء
ُ
عين به تتفج ُر
موسى وكــــــــــــم ٍّ
من :ديوان ابن عنين
(هجاء /طبيب) جرجيس الفيلسوف األنطاكي نزيل مصر ...تفرغ للتولع بأبي الخير سالمة بن رحمون اليهودي الطبيب المصري
واإلزراء علَي ِه ...وأنشدت لجرجيس هذا -فِي أبي الخير سالمة -وهو من أحسن ما سمعته فِي هجو طبيب مشؤوم:
يخـــــــــــــــــف في كفته الفاضل
إن أبــــــــــــــــا الخير على جهله
فــــــــــــي بحر هلك ما له ساحل
عليلـــــــــــــه المسكين من شؤمه
طــلــعــته والــنــعــش والــغاسـل
ثالثة تدخل فــــــــــــــــــــي دفعة
عبد الودود الطبيب األندلسي ،ولد فِي بلنسية ،وهاجر إِلَى العراق وخراسان .وعرف عند السالطين فِي عصر السلطان محمد بن
ملكشاه .وهو الذي يقول فيه بعض أهل العصر -وقَد ضمن شعره شيئا ً من شعر المتنبي :-
أحيا وأيسر مـــــــا قاسيت ما قتال
عبد الــــــــودود طبيب طبه حسن
لوال تطببه فينا لــــــــــــما وجدتْ
لها المنايا ِإلـــــــــى أرواحنا سبال
من :إخبار العلماء بأخبار الحكماء -القفطي
(غدار) إلبراهيم بن العباس ،وهي أبيات مشهورة أوردتها ألني لست أجد مثلها في معناها:
وال أنــــــــــــــــــــــــــتَ بالزاه ِد
ولما رأيتــــــــــــك ال فاسقا ً تهاب
وليس صديقـــــــــــــــــك بالحام ِد
وليس عدوك بـــــــــــــــــــالمتقي
ق فناديتُ :هل فيك من زائد؟
أتيت بك الــــــــــــــــــسوقَ سوقَ
الرقي ِ
كفور لنعمائـــــــــــــــــــــ ِه جاحد
ق
على رج ٍّل
ٍّ
ٍّ
غـــــــــــادر بالصدي ِ
وحلَّتْ بــــــــــــــــــه دعوة ُ الوالد
سوى رج ٍّل حاز منـــــــــــه الشقا
يزيد على درهــــــــــــــــــم واحد
فما جاءني رجـــــــــــــــــ ٌل واحد
مخاَفةَ أدرك بــــــــــــــــــــالشاه ِد
فبعتك منه بـــــــــــــــــــــال شاه ٍّد
وأبتُ إلى منزلــــــــــــــــي سالما ً
وح َّل البالء عـــــــــــــــــلى الناق ِد
من :ديوان المعاني -العسكري
وقال [ابن الرومي] في سليمان بن عبد هللا بن طاهر:
قِرن سليمان قــــــــــــــد أضر به
ال يعرف الـــــــــــــــــقرن وجهه
ٌ
شوق إلى وجه ِه ســـــــــــــــيُ ْدنِفه
ويرى قفاه من فرسخ فـــــــيعرفه
من :ديوان المعاني -العسكري
وأنشدنا بعض أصحاب أبي العباس المبرد ألبي العباس:
و ُمشتكَى الـــــــــصب إلى الصب
سم الع ْذب
أقسم بــــــــــــــــــــالمبت َ
ْ
ع َمى قَلب
لــــــــــــــو كتب النحو عن الرب
مــــــــــــــــــا زاده إال َ
قال أبو علي :فحكى لنا أن أبا العباس ثعلبا أنشد هذين البتين ،فقال متمثال:
صنتُ عنه النفس والعرضا
أس َمعـــــــــــــــني عبدُ بني مِ سمع
فــــــــ ُ
عضا
ومــــــــــن يَعَض
ولـــــــــــــــــم أجبه الحتقاري له
الكلب إن َ
َ
من :األمالي -القالي
(خصي) وقال آخر:
شاعر:
مرة ً
ولقد نظرتُ إلــــــــــــى زيا ٍّد َّ
ِيار كأنَّه
فإذا زيادٌ فـــــــــــــــي الد ِ
فحسبت ُــــــــــــــهُ شَيئا ً يَضُر وين َف ُع
ُم ْش ٌ
أقرعُ
ط يُقلِبـــــــــــــــه خ ِ
ي َ
َص ٌّ
من :حماسة الظرفاء -العبدلكاني الزوزني
لــــــــو سابق الذر مشدودا ً قوائمه
يوم الرهان لـــــــــكان الذر يسبقه
من :ربيع األبرار للزمخشري
أبو القاسم التنوخي ( 355ـ )447
وكان ظريفا نبيال ،جيد النادرة .اجتاز يوما في بعض الدروب ،فسمع امرأة تقول ألخرى :كم عمر بنتك يا أختي؟ فقالت :رزقتها يوم صفع
القاضي ،وضرب بالسياط .فرفع رأسه إليها ،وقال :يا بظراء ،صار صفعي تاريخا ً ،ما وجدت تاريخا غيره.
وكان أعمش العينين ،ال تهدأ جفونه من االنخفاض واالرتفاع والتغميض واالنفتاح ،وفيه يقول ابن بابك:
وغاص ثــــــــــــــــــــــــم انتعشا
إذا الـــــــــــــــــــــــــتنوخي انتشى
وهو يخــــــــفـــــــــــــى إن مشى
أخفى علـــــــــــــــــــــيه إن مشيت
وال يرانـــــــــــــــــــــــــي عمشا
فال أراه قـــــــــــــــــــــــــــــــــــلة
من :فوات الوفيات ـ الكتبي
(هجاء – فقحة) قال الشاعر:
لدارم
إن َمنَافا ً فَ ْق َحـــــــــــــــــــــةٌ ِ
كما الظلي ُم فَ ْق َحةُ
الــــــــــــــبراج ِم
ِ
من :الحيوان -الجاحظ
ثقيل
قال حبيب بن أوس الطائي في ثقيل:
بــــــــــالرمد
تبرمت األجفان
يا من تبرمت الدنيا بـــــــــــــطلعتِ ِه
َّ
كما َّ
يمشي على األرض مختاالً فأحسبُه ُ
من ثقل طلعته 1يمشي عـلى كبدي
ً
لم يقدم الــمــوتُ إشــفاقا على أح ِد
لو أن في الخلق 2جزءا ً من سـماجته
من :قطب السرور في أوصاف الخمور -الرقيق القيرواني
العقد الفريد -ابن عبد ربه
[ثقله وسماجته سينوبان عن ملك الموت في إزهاق أرواح من ال يطيقونه]
(رسالة) ابن عنين:
قال حبيب:
وقال الصنوبري:
وصلــــــــــتْ منكَ ُرقعة ٌ أَسأ َمتْني
نهار المصيفِ حرا ً وكربا ً
كـــــــــ ِ
وثَنــــــــــتْ
صبري الجمي َل كَليال
َ
وليالي الــــــــــــشتاءِ بردا ً وطوال
من :ديوان ابن عنين
يا مــــــــــــــن له في وجهه إذ بدا
لو فر شيء قط مـــــــــــــن شكله
كونك في صلب أبينا ،الــــــــــذي
كنوز قارون مــــــــــــــن البغض
فر إذا بعضك مــــــــــــــن بعض
أهبطنا جمعا إلـــــــــــــى األرض
من :العقد الفريد -ابن عبد ربه
ب
أثق ُل مـــــــــــــن ُحمى إذا ما َبدَت
تـــــرعدُ بالــــنافض والــــصال ِ
ُ
مــــر بــيـــــن العين والحاجب
قد
لو َم َّر من ميل تـــــــو َّهــــمــــت َــه
َّ
ثق ٍّل إذن مالــــــــــــــت إلى جانب
ولو مشى في جـــانب األرض من
من :قطب السرور في أوصاف الخمور -الرقيق القيرواني
أبو نواس:
وما أظن القــــــــــــالص منجيتي
ولو ركبت الـــــــــــبراق أدركني
هل لك فيما ملكـــــــــــــــــته هبة
وقال ابن مروان في غالم له ثقيل:
يبطيء حــــــــــــــتى أكاد أحسبه
(الثقالء) قال ابن الرومي:
وقال ابن المعتز:
وقال ابن الرومي:
وقال ابن الرومي:
منك وال الفلــــــــــك ،أيها الرجل
منك على نــــــــــــأي دارك الثقل
تاخذه جملــــــــــــــــــــة وترتحل
من :العقد الفريد -ابن عبد ربه
صادف تيسا ُ فــــــــــــــظ َّل يحلبه
من :التشبيهات -ابن أبي عون
أرصاص كيانـــــــــــــه أم حديد؟
يا أبا القاسم الـــــــذي لستُ أدري
أنتَ عندي كــماء بئرك في الصيـ ـ ـــف ثقي ٌل يعلــــــــــــوه برد شديد
يوم ظلـــــتُ أرعى شمسه
يا رب ٍّ
عاشرتُ فيـــــــــــه معاشرا ً كانوا
كانوا شتاء فيــــــــــــــــه إال أنني
وكأنها في الــــــــج ِو دمعةُ خائفِ
قذًى
جفن طارفِ
للعين ال يلقى بـــ ٍّ
ِ
ر
ــــــــــ
آج
ه
شمس
من
يوم صائفِ
ِ
ٍّ
دين
وثقيل كأنـــــــــــــــــــــه ثق ُل ٍّ
حم َل اللـــــــــــــــــهُ أرضه ثقليها
عين
تتقذاه طالعا ً كــــــــــــــــــــ ُّل ِ
ين
الوة الــثــقــلــ ِ
وبـــــــــراه عــــ َ
ق
وثقي ٍّل جليسه فــــــــــــــــي سيا ٍّ
حين
قد قضى هللاُ موتــــــــــه منذُ ٍّ
ال أسميه باسم ِه قــــــــــــــد كفاني
ق
ساعةً منه مث َل يــــــــــــ ِ
وم الفرا ِ
ق
واجتوى الموتُ نفســـــه وهو با ِ
ق
أنــــــــه وحــــــده بغيض العرا ِ
من :التشبيهات -ابن أبي عون
(زائر ثقيل) دخل ثقيل على الصاحب بن عباد ،فأطال الجلوس ،وأبرم في المحادثة .فكتب الصاحب رقعة وأعطاه إياها ،فقرأها فإذا فيها:
1في العقد الفريد -ابن عبد ربه :لبغض طلعته.
2في العقد الفريد -ابن عبد ربه :لو أن في األرض.
إن كنت تزعم أن الـــــدار تملكهـا
أو كنت تعـــــــلم أن الدار أملكـهـا
حتى نقوم فنبـــــــغي غيرهـا دارا
فقم لكي تـــذهب األشجان والعارا
من :غرر الخصائص الواضحة -الوطواط
وقال محمد بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه يهجو ثقيالً:
يا ثقيالً عـــــــــلى القلوب إذا عـــ ـ ــــن فــــــــقد أيقنت بطول السهاد
يا غريما ً أتــــــــــــى على مـيعـاد
يا قذى في العيون مــــــا بين ألف
يا وجوه الــــــــــتجار يوم الكسـاد
يا ركودا ً في يــــــوم غيم وصيف
واو عمرو كـــــــما لحديث المزاد
خل عنا فإنــــــــــــــما كنـت فـينـا
من :غرر الخصائص الواضحة -الوطواط
الريحان:
(زائر ثقيل) عبد الحي بن أبي بكر ،المعروف َّ
بطرز ِ
سرعة إكــــــــــــذاب بأسه األمال
عجبت مـــــــن طالع المحب ومن
أتاه كابوس يــــــــــــــــقظة عجال
إن زاره مــــــــــن يحب عن غلط
حيلة فـــــــــــــــــي دفعه إذا نزال
كأنه طارق الـــــــــــــــــمنون فال
أو الغريم الملح فــــــــي زمن الـــ ـ ــعسر ،أو الـــــداء صادف األجال
لو زار فيه الـــــــــــحبيب ما قبال
ثقيل روح يــــــــــــزور في زمن
ينطق أو مـــــــــــن يطيق محتمال
يقول :إيــــــــه ،وقد وجمت ،ومن
داء عراني ،فقـــــــــال :ال وصال
يسأل :مــــــــــا تشتكي؟ فقلت له:
ما نشتكيه فـــــــــــــــــإن يدم قتال
فقلت :آمين ،يـــــــــــا مجيب أزل
دعوتــــــــــــــنا تلك والمكان خال
يا ليت لو أنه استجيب لـــــــــــــنا
ومل منـــــــــــــا الحبيب وارتحال
لم يحل بـــــــــل ضاع وقتنا هدرا
من :نفحة الريحانة -المحبي
(زائر ثقيل) وقال أبو نواس:
ثقي ٍّل يطالعنا مــــــــــــــــــــن أمم
لطلعته وخزة ٌ فـــــــــــــــي الحشا
أقو ُل لــــــــــــــــــه إذ أتى ال أتى
فقدتُ خيالــــــــــــــك ال من عمى
َّ
تغط بما شئــــــــــــت عن ناظري
وأنشد:
لمحمد بن نصر بن بسام:
وقال بشار في ثقيل:
1القالي في األمالي أبهم القائل:
رعف أنفى ألم
إذا ســــــــــــــــره
ُ
المحاجم فــــــــــي المحتجم
كوقع
ِ
ِ
وال نقلـــــــــــــــــــــــته إلينا قدم:
وصوت كالمــــــــك ال من صمم
ولــــــو بالــــــــــرداءِ بــــه تلتثم
من :التشبيهات -ابن أبي عون
األمالي ـ القالي 1
المو ـ ت ومـــــــــــن شدة العذاب األليم
وثقيل أشد مــــــــــــــــن ثقل ْ
لـــــــو عصتْ ربَّها الجحي ُم لما كا ـ ن ســـــــــــــــــواه عقوبةً للجحيم
يــــــــــــــــا ثقيالً على القلوب إذا
غلةً
ى في العيون يا ُ
يـــــــــــــا قذ ً
يـــــــــا طلوع العذول يا بين أ َ ْلفٍّ
يــــــا ركودا ً في يوم غيم وصيف
خــــــــــــــــــ ِل عنَّا فإنما أنت فينا
وامض فــــــي غير صحبة اللــــه
يتخطى بك الــــــــــــمهامه والبيد
المصمم بالسيف
خلفــــــــك الثائر
ِ
عن لها أيقنت بطول الــــــــــجهاد
بين التراقي َحزازة في الـــــــفؤاد
يا غريما ً أتى علــــــــــــــى ميعاد
يا وجوه التِجار يوم الـــــــــــكساد
واو عمرو وكالحديث الــــــــمعاد
كل فــــج وواد
ما عشت ملقَّى من ِ
دليل أعمى كثير الــــــــــــــــرقاد
ورجالك فوق شوك الــــــــــقــتاد
الميزان
كان خـــــــفيــــفا ً في كفَّ ِة
ربَّما يثقل الجليـــــــــــــــــس وإن
ِ
ثقي ٌل يُــــــربي عــــلى ث ْهـــــــالن
ولقد قلت حين َوتَّــــــــدَ في البيت
حــمــلــتْ فـوقـها أبــا ســفــيـان؟
كيف ال تــحــمــل األمــانـة أرض
من :قطب السرور في أوصاف الخمور -الرقيق القيرواني
األمالي -القالي
ثقي ٌل يــــــــــــــــــــطالعنا من أ َم ْم
أقــــــــــــــــــول له إذ أتى ال أتى
عدمــــــــــــت خيالك ال من عمى
تغط بــــــــــــما شئت عن ناظري
لِنظرتِه وخزة ٌ فـــــــــــــي القلوب
إذا ســــــــــــــــــرهُ َر ْغ ُم أنفي ألَم
وال حــــــــــــــــــــــملته إلينا قدم
وسمـــــــــــع كالمك ال من صمم
ولـــــــــــــــــــو بالرداء به فالتثم
كوخـــــــــــز المحاجم في الملتَزَ م
أبو علي البصير:
ابن بسام من لطائف قالئده:
لي صديق في خــلــــقــة الشيطان
من تظنــــــــــــونه؟ فقالوا جميعاً:
وعــــقـــــــــول النساء والصبيان
ليس هــــــــــــــــــذا إال أبو هفان
من :اللطف واللطائف ـ الثعالبي
بلوت أبـــــــــــــــــــــا جعفر مرة ً
فـــــــــــــــــلوال الضرورة لم آته
فألفيــــــــــــــــت منه ثقيالً سخيفا ً
وعند الضرورة نأتي الــــــــكنيفا
من :اللطف واللطائف ـ الثعالبي
شهاب الدين المنصوري [:]887 +
لــــــــــــو كان آدم عالما ً غيبا ً ْ
بأن
ألبانَ حدا ً بالـــــــــــــطالق حقيقة
ولبعضهم:
ولبعضهم:
وقال آخر:
(جليس ثقيل) قيل:
غبَ ْر
سيكــــــــــون في أوالده فيما َ
وأبَــــى ألجْ لك أن يكون أبا البَش َْر
من :إخبار النبالء بأخبار الثقالء – السيوطي
أخــــــو البغيض ابــــــ ِن البغيضهْ
يــــــــــا بغيض ابــــــــنَ البغيض
يـــــــــــــا ليت أمكَ لـــــــــــم تلد ـ كَ وكــــــــنت في األرحام َحيضهْ
ص ْفني
وثقيل قـــــــــــــــــــــــالِ :
كل ما فيـــــــــــــــــــــــــــك ثقيل
ف؟
أص ْ
قلــــــــــــــــــــتُ :ما فيك ِ
ف
َل عـــــــــــــــــــني،
وانصر ْ
خ ِ
ِ
ص ْفني
وثقيل قـــــــــــــــــــــــالِ :
قـــــــــــــــال :هــــــل أثق ُل مِ ني؟
قلت :يـــــــــــــــــــــا ثقيل الجبا ِل
قلــــــــــــــــــــتُ :ذا عينُ المحا ِل
من :إخبار النبالء بأخبار الثقالء – السيوطي
وصاحب أصبح مـــــــــــــن برده
ندمانه مـــــــــــــــن ضيق أخالقه
نادمته يــــــــــــــــــــــوما ً فألفيته
حتى لقد أوهمــــــــــــــــــــني أنه
كالماء فــــــي كانون أو في شباط
كأنه فـــــــــــــــي مثل سم الخياط
متصل الــصمت بـــــــليل النشاط
بعض التماثيل الـــــتي في البساط
من :ربيع األبرار للزمخشري
وحكى مؤرخ األندلس أبو الحجاج البياسي أنه دخل عليه في مجلس أنس شيخ ضخم الجثة مستثقل فقال البياسي
ودع الــــــــــــــــــــــشيخ -ناحيه
اسقــــــــــــــــــني الكأس صاحيه
فقال الكاتب أبو جعفر أحمد بن رضي
ليس تــــــــــرويــــــــــــــه ساقيه
إن تكن ساقيا لــــــــــــــــــــــــــه
من :نفح الطيب -المقري
وقال الحجاري من القصيدة المشهورة( :عليك أحالني الذكر الجميل) ،في وصف زيه البدوي المستثقل وما في طيه:
ومنظره ثقيل
يخِ ف بـــــــــــــــــه
خمر
ومثلـــــــــــــــــــني بدَ ٍّن فيه
ٌ
ُ
من :نفح الطيب -المقري
أنشد المدائني:
وما الفيـــــل تحــمــــله مــوقــــرا ً
وكان أبو حنيفة يتمثل كثيرا ً بهذا البيت:
وما الــثــقــيــل تــحــمــلـه موقرا ً
رصاصا ً بــأثــقـــل مــن مــعــبــد
بــأثــقــل مــن بــعـض جــالســنا
من :ربيع األبرار للزمخشري
عيوب جسدية
(بشاعة) وقال ابن الرومي في القبح والسواد:
وجهك يا جعفر مـــــــــــــن قبحه
كأنما تأوي إليـــــــــــــــــه الدجى
الستر
أولى من الــــعورةِ بـــــــــــ ِ
الفجر
إذا هي انقضــــــــــــت عن
ِ
من :ديوان المعاني -العسكري
ومن أعجب ما قيل في الصلع قول األعرابي:
قد ترك الدهــر عصاتي صفصفا
كأنما قد كــــــــــــــــان ربعا ً فعفا
ومثله قول اآلخر:
فأقبلتْ قـــــــــــــــــــائلةً تسترجع
ثم حسرت عــــــــــــن صفاةٍّ تلمع
ما رأس ذا إال جــبيــــــــــنا ً أجمع
ومثله أيضاً:
جبين وجــــــــــ ٍّه وجبين في القفا
جاله عن أهل الهــــوى قبح الجال
وقال ابن الرومي في معناه يهجو رجالً يجذب طرته من قفاه إلى وجهه:
يجذب من نقرتــــــــــــــــــه ُ
طرة ً
إلى مدى تقصر عــــــــــــــن نيله
َ
نهار الصيفِ مــــــــــــن ليله
ذ
أخ
رأسه
فوجهه يأخذ مـــــــــــــــــن
ِ
وأنشدنا أبو أحمد ،عن الصولي لخلف بن خليفة:
قرعه
وقام إلى رأســـــــــــــــــــ ِه حاذ ٌق
فصير مـــــــــــــــــن رأس ِه ْ
بيض كـــــــــــــــما نصب ْ
الطلعه
يريك بريقا ً كـــــــــــــطست الجال
ْ
للصلعه
ق يميــــــــــــــــــني
كشو
فما شوق عــيـــــــــــــني إلى قرة
ِ
ُ
تشوق الحليم إلـــــــــــــــى ص ْفعه
يكاد وإن لــــــــــم يردها الضمير
خبر الو ْقعه
ن
ــــــــــــــــ
ع
نسائله
ِا
فملنا علي ِه بــــــــــــــــــــــــأيمانن
ِ
قال مالك بن أسماء:
بالقالنس
ص ْل ٌع واروا هامهم
ب جثتي
إذا الــ ُّ
ِ
أواري بذيال عـــــلى العق ِ
للعرائس
يعار فيستأجرنـــــــــــــه
تود النساء الـــــــــــمبصراتي أنَّه
ِ
من :ديوان المعاني -أبو هالل العسكري
فصار رأسي جبهةً إلـــــــــى القفا
يمسي ويضحي للـــــــــمنايا هدفا
ابن الرومي:
قال في رجل طول شعر مؤخر رأسه ليغطي به جلحته:
يــــــــــــــا أيها الهارب من دهره
يسوق مــــــــــــــــــن نُ ْفرتِه طرة ً
فـــــــــــــــــوجهه يأخذ من رأسه
مث ُل الــــــــــــــذي يرقِع من جيْبه
وقال شقيق بن السليك العامري المرأته:
إذا ما نكحت فــــــــــــــال بالرفـاء
تزوجت أصلع فــــــــــي غـربة1
ٍّ
إذا ما نقلت إلـــــــــــــــــــى بـيتـه
كأن المساوك فــــــــــــــي شـدقـه
كأن توالـي أضــــــــــــــــــراسـه
الدهر على خيله
أدركـــــــــــــــك
ُ
يقصر عن ثيله
ى
ُ
إلــــــــــــــى مد ً
ْ
أخــــــــــــذَ نهار الصيف من ليله
ُ
ً
َو ْهـــــــــــــــــيا بما يأخذ من ذيْله
من :ديوان ابن الرومي
وإما ابتنيت فــــــــــــــال بالبـنـينـا
تجن الحليلة منـــــــــــــــه جنـونـا
أعد لجنبيــــــــــــــك سوطا ً متينـا
إذا هن أكرهــــــــــن يقلعن طينا2
وبين ثنايــــــــــــــاه غسالً لجـينـا
من :عيون األخبار -ابن قتيبة
كتاب البرصان والعرجان والعميان والحوالن -الجاحظ
(صلع) ابن الرومي:
ذو صلع ٍّة برصا َء مغسولـــــــــــ ٍّة
لــــــــــــم ت َ ر فيـــــــها حيوانية ٌ3
جْ
أو قَ ْرعة الـــــــــــقَصار أو بيض ٍّة
س يافو ُخــــــــــــــــــها
كأنها لم يُ ْك َ
ي قلنسات ُــــــــــــــــها1
منتِنةٌ تُضحِ
1عند الجاحظ في كتاب البرصان :تزوج ٍّ
ت أصلع ذا أدرة.
2عند الجاحظ في كتاب البرصان :إذا ما تسوك يقلعن طينا.
3حيوانية :حيوية.
4الهيق :ذكر النعام.
5داوية سبسب :صحراء واسعة.
ب
شر ِ
مـــــــن صيغة ال ُمذهَب وال ُم َ
صلَّب
فهي كــــــــــــمثْل ال َح َجر ال ُّ
للهيق 4فـــــــــــــي داوية سبسب5
ِ َْ َ ِ
َْ ِ
صب
ِجلدا ولــــم تُل َحم ولــــــــم تُع َ
أنتنَ أرواحا 2مـــــــــــن الجورب
تمتنع النفس ،إذا فــــــكـــــــــرت
مشحونة جهال ،بـــــــــــــــــأمثاله
لو فُ ِلقتْ عنه ألبصرتـــــــــــــــــه
فيها ،مــــــــــن المأكل والمشرب
ب
يُش َحن رأس الـــــــجاهل ال ِم ْشغَ ِ
مثل الظـــــــــــالم الحالك الغيهب
من :ديوان ابن الرومي
(صلع) ابن الرومي الذي سخر من كل شيء حتى من نفسه ،... ،فيقول:
فلست أبكي عليه مـــــــــــن جزع
من كان يبكي الــــشباب من جزع
ما زال بي كالـــــــمشيب والصلع
ألن وجهي بـــــــــــــقبح صورته
إذا أخذت الـــــــــــــــمرآة سلمني
وجهي -ومــــا مت -هول مطلع
يصلح وجهي إال لــــــــــذي ورع
شغفت بالخرد الحسان ومـــــــــــا
وال يشهد فيــــــــــه مساجد الجمع
كي يعبد اللــــــــــــــــه في الفالة
من :ديوان ابن الرومي
ابن الرومي .صلعة أبي حفص الوراق:
ممردة ً
يا صلعة ألبــــــــي حفص َّ
ُّ
ت بها
ترن تحت األكف الـــــواقعا ِ
كم من غناء سمعـــــنا في جوانبها
ال شيء أحسن منــها حين تأخذها
قال ابن الحجاج ،وقد وعد بخلعة:
رقاعتي في كـــــــــــــــل يوم إلى
البحر لــــــــــــــــو صبح في كفه
يا صلعـــــــــــــــــــتي من خرف
ال يطمعن فـــــي الريح يا صلعتي
تلك التي تـــــــــــــــــــعدو أناتيك
كم أضع الـــــــــقصعة في مدحكم
الغزال:
1قلنسات :ج قلنسوة.
2أرواح :روائح.
ق َّ
الزمانُ لها
جردا ُء صلعا ُء لــــم يب ِ
ارتْ
عمامتها
لطمتها لطمةً طـــــــــ
كأنَّها بيضةُ الــــــــ َّ
شاري إذا برقتْ
ت في جوانبها
حروف نـــــــــوا ٍّ
لها
ٌ
سنام
العيس َّ
جردَهُ
ِ
وكاه ٌل كـــــــــــــ ِ
كأن ساحتها مـــــــــــــــرآة ُ فوالذ
حتى ترن لـــــــــــها أكناف بغدا ْذ
ق بــــــلُحون الصفع أستاذ
من حاذ ٍّ
من األكف ســـــــــما ٌء ذات إرذاذ
من :ديوان ابن الرومي
أستاذنا تحــــــــــــــــمل في رقع ْه
لم يسقني مـــــــــــــن مائه جرعه
أراك قــــــــــــــــد صرت النزعه
فخلع أذنيـــــــــــــــــك وال الخلعه
أن تقدم الـــــــــسبت على الجمعه
وأنتم تخـــــــــــــرون في القصعه
من :تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج
إالَّ لــــــــسانا ً ُملِحا ً بالــــــــمالمات
خمس شعرات
عن صلع ٍّة ليس فيها
ُ
ق الضنــــــكِ بين المشرفيَّات
بالمأز ِ
كقسم ِة األرض حيــزت بالتخومات
طو ُل السِفار وإلــــــــحا ُح القتودات
من :التشبيهات من أشعار أهل األندلس -ابن الكتاني
لحية
(لحية):
ابن الرومي:
ع ِر ْق
تخال تحت إبــــــــــــطه إذا َ
قــــــــاض قد نجا من الغ ََر ْق
لحية
ٍّ
من :قطب السرور في أوصاف الخمور -الرقيق القيرواني
ض
َعر ْ
إن تطل لحيةٌ عليـــــــك وت ُ
علق هللا فـــــــــــي عذاريك مخال
أرع منها الموسى فإنــــــــك منها
ْ
س ٌج قـــــــــــــــــط إال
ما تلقاك ك َْو َ
لحيــــــــة أهملت فطالت وفاضتْ
ما رأتْها عين امريء مــــــا رأتها
روعةٌ تستخفه لــــــــــــــم ي َُرعها
فاتق هللا ذا الجالل وغــــيــــــــــر
أو فقصر منــــــــــها فحسبك منها
لو رأى مثلها الــــــــــنبي ألجرى
واستحب اإلحفاء فيهن والــــــحلـ
فـــــــــــالمخالي معروفة للحمير
ة ً ولكنها بــــــــــــــــــــغير شعير
يشهد هللا فــــــــــــــــــي أثام كبير
جور اللـــــــــــــــــــه أيما تجوير
فإليـــــــــــــــها تشير كف المشير
قط إال أهل بـــــــــــــــــــــالتكبير
مـــــــــــن رأى وجه منكر ونكير
منكرا فيــــــــــــــك ممكن التغيير
شبر عــــالمـــــــة التذكير
نصف ٍّ
فــــــــي لحى الناس سنة التقصير
ـــقَ مــــــــــكان اإلعفاء والتوفير
من :ديوان المعاني -العسكري
وكان العوني ،إذا كتب كتاباً ،أخذ لحيته تحت إبطه ،وإذا كلمه انسان من الجانب اآلخر ،التفت إليه فخلصت لحيته من تحت إبطه ،فمرت
على الكتاب فطمست جميع ما كتبه ،فيقول اللهم غفرا ،فقال فيه بعضهم أو في غيره:
لحيةُ قاضي القضا ِة لــــــو جهدتْ
مجهودها لــــــــــــــم تكن كعنفقته
فقد كفتــــــــــــــــــه مكان مرفقته
إذا أراد الكــــــــــــــــرى توسدها
من :ديوان المعاني – العسكري
أبو هالل العسكري:
إن أبا عمـــــــــــــــــــرو له لحية ٌ
بعيدة ُ
البعض
البعض مـــــــــــــن
ِ
ِ
يمض
ت فـــــــــــــــلم
مضى إلى الــــــــــسوق وعثنونُه
أقام في البي ِ
ِ
والعرض
يملؤها بـــــــــــــالطو ِل
وهو إذا مــــــــــــــــا مر في سك ٍّة
ِ
األرض
كأنهم أرض عــــــــــــلى
يدوسها الـــــــــــــــــناس بأقدامهم
ِ
من :ديوان المعاني – العسكري
قال الناجم:
ابن الرومي:
البــــــــــــــــــــــــن شاهين لحيةٌ
فهو الدهــــــــــــــــــــــــــــر كله
طوله شطــــــــــــــــــــــر طولِها
عاثر فــــــــــــي فضــــــــــــولها
من :ديوان المعاني – العسكري
ولحية يحملــــــــــــــــــــــها مائ ٌق
تقوده الريح بـــــــــــــــها صاغرا
فإن عدا والـــــــــــريح في وجهه
لو غاص بها فــــي البحر غوصة
أشرعا
مثل الـــــــــــــشراعين إذا ِ
قودا عنيـــــــــــــفا يُتعب ْ
األخدعا
لم ينبعث فـــــــــــي وجهه إصبعا
صاد بها حيتانـــــــــــــــــه أجمعا
من :ديوان المعاني – العسكري
ابن الحجاج:
وذي لحية بيضاء غــيــــــــر مفاضة
تحملت في استي رحلــــــــها منذ مدة
كثوب إذا استــــــــــدبرته سد مبعري
فلم أر ذقنا مثلـــــــــــــــــه قط ما نزا
وقال لــــــــــها :أرخي ،وقدم خاءها،
فيا لحية الشيـــــــــــــــخ الخليع مفعَّل
إلى ساحة تـــــــــــوراء يجتاز ركبها
كبار اللحى بــــــــــــالليل يدخل بابها
إلى روضة لــــــــم تهد لألنف ريحها
ألم ترني فـــــــــــــي صفع كل منافق
وإن ضمنت الــــــشر عني لمن جنى
ولم أتبع في الـــــــــــــغدر سنة مالك
عوارضها مصقولـــــــــة كالسجنجل
فيا عجبا مـــــــــــــن رحلها المتحمل
بضاف فويق األرض ليـــــس بأعزل
على استي إال شــــق بالعرض أسفلي
وال تبعديــــــــــــــنا من جناك المعلل
إذا جزت باستي أو على الباب فادخل
على بطن خبـــــــت ذي قفاف عقنقل
دخول حمير الــــــشوك باب المحول
نسيم الصبا جـــــــــاءت بريا القرنفل
جعلت عـــــــــلى سوق النعال مقولي
علي ومــن يوعد بــــــــــــوعد يعجل
ولكن وفاء مــــــــــــن وفاء السموأل
من :تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج
لحية
أنشدني الشيخ مهذب الدين أبو طالب محمد المعروف بابن الخيمي ..لنفسه وأخبرني أنه كان بدمشق وقد رسم السلطان بحلق لحية شخص له
وجاهة بين الناس ،فحلق نصفها ،وحصلت فيه شفاعة ،فعفا عنه في الباقي ،فعمل فيه ولم يصرح باسمه ،بل رمزه وستر ،وهو:
جميع لحيته مـــــــن بعد ما ضربا
زرت ابـــــن آدم لما قيل قد حلقوا
مهنئا ً بالذي منها لـــــــــــــه وهبا
فلم أر النصف محلوقا ً فعدت لــــه
بيتين ما نظـــــــــما مينا ً وال كذبا
فقام ينشدني والــــــــــــدمع يخنقه
"فاخلع ثيابك منــــها ممعنا ً هربا"
إذا أتتك لحلق الـــــــــذقون طائفة
فإن أطيب نصفــيــــها الذي ذهبا"
"وإن أتوك وقــــــالوا :إنها نصف
والبيتان األخيران منها في كتاب " الحماسة " أيضا ً في باب مذمة النساء ،لكن األول منهما فيه تغيير ،فإن بيت الحماسة:
واخلع ثيابك منـــــــها ممعنا ً هربا
ال تنكحــــــن عجوزا ً إن أتيت بها
من :وفيات األعيان -ابن خلكان
[خراء] فرق المهدي على الشعراء جوائز ،فأعطى مروان [بن أبي حفصة 182+هـ] ثالثين ألفا .فجاءه أبو الشمقمق [200هـ] فقال له:
أجزني من الجائزة .فقال له :أنا وأنت نأخذ وال نعطي .قال :فاسمع مني بيتين .قال :هات .فقال أبو الشمقمق:
خالط مسكا خالــــــــــــــصا أذفرا
لحية مروان تــــــــــــــــقي عنبرا
إال يعــــــــودان جــميــــعا َخـــرا
فما يقيمان بــــــــــــــــــــها ساعة
فأعطاه درهمين (وقيل عشرة) ،وقال له :خذ هذه ،وال تكن راوية الصبيان.
من :األغاني 99 :10
(لحية) أتى الفرزدق مجلس بني الهجيم في مسجدهم فأنشدهم .وبلغ ذلك جريراً ،فأتاهم من الغد لينشدهم كما أنشدهم الفرزدق ،فقال له شيخ
منهم :يا هذا ،اتق هللا! فإن هذا المسجد إنما بني لذكر هللا والصالة! فقال جرير :أقررتم للفرزدق ،ومنعتموني! وخرج مغضبا ً وهو يقول:
حـــــــص اللحى متشابهو األلوان
إن الـــــــــــــــــهجيم قبيلة ملعونة
صعر األنوف لــــــريح كل دخان
هـــــــــــــم يتركون بنيهم وبناتهم
بعمان أصبــــــــــح جمعهم بعمان
لو يسمعون بـــــــــــأكلة أو شربة
قال :وخفة اللحى في بني هجيم ظاهرة .وقيل لرجل منهم :ما بالكم ،يا بني الهجيم حص اللحى؟ قال :إن الفحل واحد.1
من :طبقات فحول الشعراء -ابن سالم الجمحي
أنساب األشراف -البالذري
(لحية) ابن الحجاج ،قال في ذكر بواب:
يا قمر الدنـــــــــــــــيا الذي حسنه
أرنبتي جــــــــــــــــاءتك مظلومة
جئت ولم أعــــــــــــــلم بأني على
فقام في وجــــــــــــــــهي بذقن له
وقال لـــــــــــــــي :أف ،فواويلتي
فإنها نشـــــــــــــــــــــابة من خرا
فردني مـــــــــــــن دهشتي راجعا
أعدو إلى الحـــــــرف وال علم لي
فانفتحت فـــــــــــــي وسط هامتي
(لحية – خراء) ابن الحجاج:
كوســـــــــــــــــج 2توامق زخرفا
يفوق إحســـــــــــــاني في وصفي
من ضرب بــــــــــــوابك تستعفي
رجلي قـــــــــــــد جئت إلى حتفي
تصبو إلـــــــــــى الحلق أو النتف
واحزنــــــــــــــــــــي فيه من أف
قرطس فــــــــــــي الباب بها أنفي
أعدو على عـــــــــــقبي إلى خلف
حتى ترديـــــــــــــــت على قحفي
وانحل مـــــــــــــــــن عاتقه كتفي
من :تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج
من عارضـــــــــــــــيه كما يوافي
1في :أنساب األشراف – البالذري ،جرير يهجو بني الجهيم:
إن الـــــــــــــــــهجيم قبيلة ملعونة
يتوركــــــــــــــــون بنيهم وبناتهم
لو يسمعون بـــــــــــأكلة أو شربة
قالوا :وخفة اللحى في الهجيم ظاهرة ،فقيل لبعضهم لقد استويتم في لحاكم؟ فقال :إن الفحل واحد.
[بعد صفحات]
حـــــــص اللحى متشابهو األلوان
وبنو الــــــــــــــهجيم قبيلة ملعونة
بعمان أصبــــــــــح جمعهم بعمان
لو يسمعون بـــــــــــأكلة أو شربة
يــــــــــــــتناعقون تناعق الغربان
يتوركــــــــــــــــون بنيهم وبناتهم
وفي :ديوان البحتري ،حدث أبو مسلم محمد بن األصبهاني الكاتب ،قال :دخلت على البحتري يوما فحبسني عنده ،ودعا بطعام ،ودعاني إليه ،فامتنعت من أكله .وعنده شيخ شامي ال أعرفه،
فدعاه إلى الطعام ،فتقدم وأكل أكال عنيفا ،فغاظه ذلك .والتفت إلي فقال :أتعرف الشيخ .فقلت :ال .قال :هذا شيخ من بني الهجيم الذين يقول فيهم الشاعر:
حـــــــص اللحى متشابهو األلوان
وبنو الــــــــــــــهجيم قبيلة ملعونة
بعمان أصبــــــــــح جمعهم بعمان
لو يسمعون بـــــــــــأكلة أو شربة
قال :فجعل الشيخ يشتمه ،ونحن نضحك.
س ُج :األَثَ ُّ
سهْ( .لسان العرب)
عار َ
ضيْه ،وقال األَصمعي :هو الناقص األَسنان ،معرب؛ قال سيبويه :أَصله بالفارسية ُكو َ
2الك َْو َ
ط ،وفي المحكم :الذي ال شعَر على ِ
حـــــــص اللحى متشابهو األلوان
صعر األنوف لــــــريح كل دخان
بعمان أصبــــــــــح جمعهم بعمان
ألن في عـــــــــــــــارضيه شعرا
ذو فقحة تحــــــــــــــــــــته ،وأير
ونكهته في الــــــــــــنفوس أوحى
حج فكانت مــــــــــــــع فيه تسعى
بين ثنايــــــــــــــــــــــــاه كل يوم
ينخس ســــــــــرمي مثل األشافي
في غايــــــــــــــة الستر والعفاف
من شرب ســـــــم الموت الذعاف
بنات وردان فـــــــــــــي الطواف
تجني ثمار الخــــــــــــرا القطاف
من :تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج
يــــــــــا سيدي ،مقدحة استي ،لها
لحية تيس ربــــــــــــــــــــما سلها
لحية مـــــــــــــــــن يشناك حراقه
منقاش أيـــــــــــــــري طاقة طاقه
من :تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج
قد زعمــــــــــــــــت لحية هارون
فقال جحري وهو يــفــــــسو لها:
إن كنت أخطأت فـــــــــشدي على
أو كنت لـــــم أخطيء فضمي إلى
يا لحية سرمي عــــــــــلى ..سها
بــــــــــــــأن شعري غير موزون
تلمــظــي وزني وذوقيــــــــــــني
جعسي فعضيـــــــــــــه وعضيني
صدرك شـــــــــق استي وبوسيني
منهـــــــــــــــــــــــم ليس بمأمون
من :تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج
(لحية) ابن الحجاج:
(نقد أدبي) ابن الحجاج:
وجه ـ أنف
(وجه ـ كلب ـ فيل) ابن الرومي:
وجهك يا عمرو فيــــــــــــه طول
غدر
والكلبُ وافٍّ وفيــــــــــــــك ٌ
وقد يحامي عـــــــــــــن المواشي
وأنت من أهــــــــــــــل بيت سوء
وجوههم للـــــــــــــــورى عظاتٌ
**
وفــــــــــــــي وجوه الكالب طول
سفول
ففيك عــــــن قـــــــــــــدره ُ
ومــــــا تُحــــــــــامي وال تصول
قصتـــــــــــــــــــــهم قصة تطول
لكــــن أقــــــــــــــــــفاءهم طبول
إن كنتَ حقا مــــــــــــــن الندامى
وجه طــــوي ٌل يــســيــل فــــــــوه
ســــ ْربٌ وطو ُل َخــ ْ
طـــــ ٍّم
بل فيك ُ
فإن تكن آلـــــــــــــــــــــة الندامى
طوم عـــــــــــــــلى وجوه
طو ُل ُخ ٍّ
فما إذا ً ســادة الــــــنـــــــــــــدامى
إن رئيسا يــــــــــــــــــــراك يوما
ما ملَّني مــــــــــــــن أطاق صبرا
مــــســــتــــفــــعـــــل فاعل فعول
بيت كمعــــــــــــــــــناك ليس فيه
فمن نــــــدامى الــــــــملوك غول
أحسن مــنــــه حِ ــــــــــــــ ٌّر يبول
1
ولم هــــكــــــذا الــــــــــــــنُّغول
هذين فيــــــما تــــرى الــــــعقول
فتوحٍّ 2أفــــــــــواهــــــــــها تهو ُل
إال الــــبــالليــــــــــــــ ُع 3والفُيول
لــصــابــ ٌر لــــــــــألذى حــمــول
عليك ،بــــــــــــــــل بختي ال َملول
مــــســــتــــفــــعـــــل فاعل فعول
معنى ســــــــــــــــوى أنه فضول
من :ديوان ابن الرومي
لقد مر عبد هللا فــــي السوق راكبا
وعنت له من جانب السوق مخطة
فأقذر به أنفا وأقبح بـــــــــــــــربه
له حاجب من أنفــــــــــه ومطرق
توهمت أن الــــــسوق منها تغرق
على وجهـــــــــه منه كنيف معلق
من :مسالك األبصار – العمري
ديوان المعاني -العسكري
كتاب الصناعتين – أبو هالل العسكري
كشاجم .يهجو رجال كبيرا أنفه:
وقال عبد هللا بن كليب في أنف الزهري:
ي فــــــــــــــي قبحِ ِه
أنفُكَ يا ُزهر ُّ
ت لحاجاتــــــــــــــــ ِه
يقعدُ في البي ِ
وقال محمد بن الفالس فيه:
ي مــــــــــــــن قبح ِه
أنفُكَ يا زهر ُّ
ت لحاجاتــــــــــــــــ ِه
يقعدُ في البي ِ
وقال ابن وهيب:
ُ
َّ
الح
س
مـــــــــــــــن
ر
ش
تق
ي
شير
ق
ُ
ُّ
ِ
ووجهٌ مث ُل إقبا ِل الــــــــــــــرزايا
وقال ابن هذيل في ابن قزمان:
ُ
األشعار يـــــــفظ ُع لفظه
د
بار
فتى
ِ
ق قرب ٍّة
ِ
يقربُ وجها ً منك فــــي خل ِ
ق
كأنَّهُ في صورةِ الــــــــــــــــــبو ِ
ق
وأنفُهُ يمضي إلــــــــــــــى السو ِ
ار
كأ َّنـــــــــــــــــــــــه إِرزَ بُّ ق َّ
ص ِ
وأنفهُ يسر ُح فــــــــــــــــــي الد َِّار
له ٌ
باح
لفظ
ُّ
أخس مــــــــــــــــن ال ُّن ِ
ٌ
وأنف مث ُل عو ِد الــــــــــــمستراحِ
منحوس الجبين شتي ُم
بها وهــــــو
ُ
َّ
كأن انهدا َل األنف منــــــــــه قدو ُم
من :التشبيهات من أشعار أهل األندلس -ابن الكتاني
األنف .وقال حماد بن الزبرقان يهجو حماد بن أبي ليلى الراوية ،وذكر معاقرته الشراب وكذا عظم أنفه
ويزعمون أن معاقرة الشراب تعظم
َ
لذلك ،فقال:
ويقوم وقت صالتـــــــــــــه حماد ُ
نعم الفتى لـــــــــــو كان يعبد ربه
دوم يسنُّـــــــــــــــها الحداد ُ
شافره الشمو ُل فـــــــــأنفُه
مثل القَ ِ
َهدَلتْ َم َ
يوم الـــــــــــحساب سواد ُ
وابيض من شرب الــمدامة وج ُهه
فبياضه َ
من :كتاب البرصان والعرجان والعميان والحوالن -الجاحظ
[أنف وأير] ..عن أبي محمد 4قال :كان قتيبة الخراساني يأتيني فيسألني عن مسائل كالمتعنت ،فإذا أجبته عنها انصرف منكسرا ،وكان
أفطس ،فقلت له يوما:
أنفِك أم أنـــــــــــــــت كات ٌم خَبره؟
أ ُمخبِري أنتَ يـــــــــــــا قتيبة عن
1نغول ،م :نغل ،ولد الزنا.
2فتوح :أول المطر ،الناقة الواسعة اإلحليل.
3بالليع ،م :بالوعة ،مصرف الماء.
4أبو محمد اليزيدي ،يحيى بن المبارك 202 +هـ
بأي ُج ْرم وأي ذ ْنب تـــــــــــــرى
فصيرتْه كــــــــــــــفيشة نبتتْ في
قد كان في ذاك شاغل لك عــــــن
ــــــــوت بخديــك أنفــــك البقر ْه
س
َّ
َ
وجه قردٍّ ،مفضوضــــــــة الكمره
تفتيش باب الـــــــــعرفان والنكره
من :األغاني 237 :20
(شعر ـ أنف) قال عامر بن الظرب العدواني ،ويقال أكثم بن صيفي:
أرى شعرات على حاجـــــــــــبي
أظل أهاهي بهــن الــــــــــــكالب
وأحسب أنفي إذا ما مشيـــــــــــت
(أنف) وقال بعض المحدثين:
إذا أنت أقبلت فــــــــــــــي حـاج ٍّة
فإن أنت واجهتـــــــــــه في الكـال
إليه فكلمه مـــــــــــــــــــن خـلـفـه
م لم يسمع الصوت مـــــــــن أنفه
من :عيون األخبار -ابن قتيبة
(أنف) وقال آخر:
إن عيـــــــــــــــــــــسى أنف أنفـه
وهـو لو يستنشق الـــــــــــــــــثـو
منخـر يــــــــــــــــــــسـ
لثوى في
ٍّ
لو تراه راكبا ً والــــــــــــــــــــــتـ
لرأيت األنف فـــــــــــــــــي السر
وقال قنعب في الوليد بن عبد الملك:
فقدت الــــــــــــــــــوليد وأنـفـا ً لـه
أتيت الـــــــــــــــــــوليد فـألـفـيتـه
(أنف) ابن الرومي:
ضعف لـــــــــــــــــــــضعفـه
أنفه
ٌ
ب بـــــــــــــــــــــــقرنيه وظلـفـه
ـتغــــرق الــــــــــــــــخلق بنصفه
ـيــــــــــــــــــــــه قد مال بعطـفـه
ج وعيــــــــــــــــــسى ردف أنفه
كمثل المعين ،أبــــــــــى أن يبوال
كما يعلم الـــــــــــناس وخما ً ثقيال
من :عيون األخبار -ابن قتيبة
إن كان أنفــــــــــــــــــــــــك هكذا
يا من له فــــــــــــــــــــــي وجهه
ما إن رأيــــــــــــــــــــــنا عاطسا
وإذا جلــست على الــــــــــــطريـ
قيل الـــــــــــــــــــــــسالم عليكما
(أنف) هجاء عمرو النصراني:
يا عمرو فخرا ً فقد أُعطِ يــــتَ منزلةً
للناس فيلٌ ،إما ُم الناس ما ِل ُكـــــــــــه
ق ال فٌ ِجـــعتَ به
عليك خرطوم صد ٍّ
سبا
لو شئتَ َكسْبا به صادفــــتَ ُمكت َ
من ذا يقوم لخرطــوم ُحــبِــيــتَ به
أو من يراه فــــــــال يعطيكَ ْ
خلعت َه؟
واشكر لخرطومك ال ُمجدي فأنت به
علم
ألنتَ
ُ
أشهر قبل الـــــــشِعر من َ
حملتَ أنفا ً يراه الـــــــــــــناس كلهم
ابن الرومي ،هجا صاحب أنف طويل فقال:
حملتَ أنفا ً يــــــــــــراه الناس كلهم
لو شئـــت كسبا ً به صادفت مكتسبا ً
وقال:
1في :عيون األخبار -ابن قتيبة :صياراً.
2في :عيون األخبار -ابن قتيبة :فقاما.
3ويروى :وال أخالك تجلس
4برجاس :غرض في الهواء على رأس رمح
بيضا ً نبتن علــــــــــــــــــيه تؤاما
أحسبــــــــــــــــهن صوارا 1قياما
2
شخصا ً أمامي رآني فــــــــــغاما
من :أنساب األشراف – البالذري
عيون األخبار -ابن قتيبة
فالفيل عنـــــــــــــــــــــدك أفطس
س
أزَ ٌج علـــــــــــــــــــــــــيه ُم َكنَّ ُ
بأبي قُبي ٍّْس يـــــــــــــــــــــــعطس
ـق وال أرى لـــــــــــــــك تجلس3
فتجيب أنت ،ويــــــــــــــــــخرس
من :ديوان ابن الرومي
**
ليست لــــــــــقس وال كانت لشماس
وأنت يا عمرو فيل اللـــــه ال الناس
فإنه آلــــــــــــــــــــة للجود والباس
أو انتصارا مضى كالسيف والفاس
إذا ضربتَ بـــــه ق ِْرنا على الراس؟
ال تكذبَن فــــــــما بالصدق من ناس
من قــبل شِعري وقبلي طاع ٌم كاسي
عليه نار ومــــــــــن مرآة بُرجاس4
ْ
ٌ
من رأس ميل عيانا ال بــــــــمقياس
من :ديوان ابن الرومي
بمقياس
من بعد ميـــــــــل عيانا ً ال
ِ
والفاس
أو انتصارا ً مضى كالسيف
ِ
ب
أنف يـــــــــــــــــــا ابنَ حر ٍّ
لكَ ٌ
الــــــــــــــــــقدس تصلي
أنتَ في
ِ
أنفَت منـــــــــــــــــــــــهُ األنُـوف
تي ُ
طوف
وهو فــــــــــــــــــي البي ِ
من :ديوان ابن الرومي
(أنف) ابن الرومي ،في هجاء عمرو النصراني:
طريف
ف
ُ
شهدتُ بعض الـــــــــــــــــمخانيـ ـ ـث والــــــــــــــطريــــ ُ
وللــــ َّ
حفيف
ب عمر ٍّو
فقام مِ ــــــــــــــــــــن ج ْن ِ
ُ
شـــــــــــــــــــــــــقِي ِ
سخيف؟
فقلتُ :أنَّى؟ ولـــــــــــــــــــــم قُ ْمــ ـ ــتَ خائفا ً يـــــــــــــــــــا
ُ
خيف
فقـــــــــــــــــــــــــــال :ال تلحينِي
أنف عمرو ُم ُ
فـــــــــــــــــــــ ُ
ف ُمخيفا ً
جيف
ص ِح ْ
عمرو ُم ُ
فـــــــــــــــــــــأنف َ
فقلـــــــــــــــــــتَ :
بالوعـــــــــــــــــــــــــــة ٌ وكنيف
عمرو وفوهُ
بــــــــــــــــــــل أنف ٍّ
ضعيف
رآه شيـــــــــــــــــــــــــ ٌخ
ي
ُ
ي قو ٌ
فـــــــــــــــــــــــــــقال :رأ ٌ
حنيف
فعمرو
إن كان عمرو رأى مــــــــــــــــثـ ـ ـــلــــــــــــــــــــــه
ُ
ٌ
من :ديوان ابن الرومي
ومن أقبح ما جاء في قبح األسنان قول جرير:
ب
قلي
صراة
ي
ـــــــ
ف
سودا
خنافس
العلى
ها
ـــ
أنياب
شبهت
إذا ضحكت
ِ
وإنما خص األنياب العلى دون السفلى ،ألنها تبدو في التبسم والتكلم ،وعند التثاؤب ...فشبه أسنانها بالخنافس وسعة فمها بالقليب ،والصراة:
الماء الفاسد فشبه به فساد نكهتها.
عن ابن سالم ،قال :دخلت ديباجة المدنية 1على امرأة ،فقيل لها :كيف رأيتها؟ قالت :لعنها هللا كأن بطنها قربة ،وكأن ثديها دبة ،وكأن استها
رقعة ،وكأن وجهها وجه ديك قد نفش عرفه يقاتل ديكاً.
من :ديوان المعاني -العسكري
نثر الدر – اآلبي
عيون األخبار ـ ابن قتيبة
1ابن قتيبة في عيون األخبار جعلها :أعرابية تصف حمدونة بنت الرشيد.
البصر
(أعشى) شمس الدين الطيبي محمد بن بادي نسبة إلى الطيب ،ألنه كان يصنع فتائل العنبر ... )765 – 688( ،من لفظه لنفسه في العيون
الزجاج التي يعانيها من ضعف بصره لرؤية الخط الدقيق ،ويضعها على أنفه:
وحق لي أن يــــــــــــــــزيد لهفي
لهفي على دولــة الـــــــــــتصابي
فاليوم أمست من فــــــــــوق أنفي
كانت عيوني من فـــــــــوق خدي
من :أعيان العصر وأعوان النصر – الصفدي
(عور) ومن المضحكات قول اآلخر:
ألــــــم ت َــــ َرنِي وعمرا ً حين نغدو
أسايره عـــــــــــــــــلى يُمنَى يدي ِه
(حول) ابن الرومي:
يهر عـــلى األحرار حاجبه
ْس ُّ
ِجب ٌ
وأن يكون لـــــــــــــــه بغ ٌل وآلتُه
مخبَّل الخ َْلق ،فــــي أوصاله َح َو ٌل
صعَد
أو شكل ميزان قــتٍّ ،جانِبٌ َ
ت لــــيــــــس لنا نظير
إلى الحاجا ِ
وفيما بيننا رجـــــــــــــــ ٌل ضرير
من :ديوان المعاني -العسكري
وآفة ُ الناس أن تستـــــــــأسد البقر
وأن يسير وقــــــد حفَّتْ به الزمر
ش َ
طر
كأن خِ لقت َه ثوب بــــــــــــــه َ
وجانب ثقَّلوه فـــــــــــــهو منحدر
من :ديوان ابن الرومي
برص
(برص) قال بعض النهشليين:
وقال آخر:
نفرت ســــــــــودة مـنـي إذا رأت
قلت :يا ســــــــــــودة هـذا والـذي
هو ٌ
زين لي فــــــــــي الوجه كـمـا
صلع الرأس وفــــــي الجلد وضح
يفرج الكربة عــــــــــــنا والـكـلـح
زين الطرف تحاسيــــــــن القـزح
يا كأس ال تستــــــــنكري نحولـي
فإن نعت الفــــــــــــرس الـرحـيل
ووضحا ً أوفى عــــــــلى خصيلي
يكمل بالعــــــــــــــزة والتحـجـيل
وقال آخر:
ال يضرر الطرف تواليــــع البهق
يا أخت سع ٍّد ال تعيـــــبي بالـزرق
إذا جرى في حــــلــبة الخيل سبق
لما أنشد لبيدٌ النعمان بن المنذر قوله في الربيع بن زيا ٍّد العبسي:
برص ملمعـــــــــــــه
إن استه من
مهالً أبيت اللعن ال تأكل معـــــــه
ٍّ
قال الربيع :أبيت اللعن! وهللا لقد نكت أمه! فقال لبيدٌ :إن كنت فعلت ،لقد كانت يتيمةً في حجرك ربيتها ،وإال تكن فعلت ما قلت ،فما أوالك
عبس فواجر.
بالكذب! وإن كانت هي الفاعلة ،فإنها من نسوةٍّ فع ٍّل لذلك .يعني أن نساء بني ٍّ
وقال زيادٌ األعجم:
ما إن يدبح منهم خـــــــاري ٌء أبـدا ً
إال رأيت على باب اســــته القمرا
يعني أنهم برص األستاه.
وقال كثير في نحو ذلك:
ويحشر في أســــتاه ضمرة نورها
ويحشر نور المسلمــــــين أمامهـم
من :عيون األخبار -ابن قتيبة
وكان جرير يقول :إذا هجوت فأضحك .وينشد له:
إذا سعلــــــــــــــــــت فتاة بنى نمير
تــــــــــــرى برصا بمجمع إسكتيها
تلقم باب عضرطها الـــــــــــترابا
كعنفقة الفرزدق حيـــــــــــن شابا
من :العقد الفريد -ابن عبد ربه
ومن محاسن ابن طباطبا في أبي علي الرستمي يهجوه بالدعوة والبرص:
أنت أعطيت مــــن دالئل رسل الـ ـ ـله آيــــــــــــا بها علوت الرؤوسا
جئت فردا ً بــــــــــــــال أب وبيمنا ـ ك بـــــياض فأنت عيسى وموسى
من :معجم األدباء ـ ياقوت
جرب
حب الظرف .هو الجرب عند فتيان الشام والعراق ومتظرفيهما .قال الصنوبري
هذا هالك وذا شـــــــــــؤم وذا عطب
الشيب عندي واإلفـــــــالس والجرب
جلد يدوم وال لحــــــــــــم وال عصب
إن دام الحال ال ظفـــــــــــر يدوم وال
يا نفس ضاعوا كما قد ضاع ذا اللقب
ولقبوه بحب الـــــــــــــــــظرف ليتهم
وقال آخر
أى ذنب كـــــــــــــــــــــــان ذنبي
يا صروف الــــــــــــــدهر حسبى
في حبيــــــــــــــــــــــــب ومحب
علة عمــــــــــــت وخصـــــــــت
حبه دب بـــــــــــــــــــــــــــــقلبى
دب في كفــــــيـــــــــــــــه ظرف
واشتكــــــــائــــــى حــــــــر حب
فهو يشكــــــــــو حــــــــــــر حب
ومن أحسن ما سمعت في الجرب قول اآلخر
هذه حكــــــــة الـــــــــــــــــطرب
سيدى ليــــــــــــــــــــس ذا جرب
دب في الـــــــــــــــــــجلد والتهب
كلما قلــــــــت قــــــــــــــــد ذهب
ما رأى الــــتيـــــــــــــــن والعنب
ما أراه مــــــــــــــــــــــــــــزايلي
من :ثمار القلوب -الثعالبي
جدري
وقد أبدع ابن الرومي:
جدري ما شانها وهـــــــــــي شين
ِ
وقرون
بدلتْ مــــــــــــــن ضفائر
ٍّ
وقال ابن طباطبا في مجدور:1
1في :معجم األدباء لياقوت
ى وجـهـه
ذو
جــــــــدر ٍّ
ِ
أو جـلد أفـعى سـلـخــت
ُ
حــلــق الـــــدرع إذا
أو
أو ســفــــــر مــحــبــب
أو مــنخـــ ٌل أو عـرض
أو حـجــــر الحــمام كم
أو كـــــور زنـبــور إذا
أو كــــــدر الـــمــاء إذا
أو ســـلـحــــةٌ جـامـــدة ٌ
يـبـغــضـه مــــن قـبحه
لنا صديــــــــــــق ،نفـسُـنـا
أبرد مــــــــــــــن سكـونـه
وجــــــــــــــــدري وجـهـه
أو جلد أفعى سلخــــــــــت
أو حلق الـــــــــــــدرع إذا
أو كدر الـــــــــــــــمـاء إذا
أو سفـــــــــــــــن مـحـبـب
أو منجل أو عــــــــــرض
أو حجر الــــــحمام كـــــم
أو كــــــــــــور زنبـور إذا
أو سلـحـــــــــــــــة يابـسة
نقش
ك ُّل أثر في ذلــــــــــك الوج ِه ُ
عش
حم َل أنفٍّ فيه لــــــــــفرخين ُّ
من :ديوان المعاني -العسكري
يحكيـه جـلـد الـــسـمـكه
أو قـطـعةٌ مـــــن شـبكه
أبـصـرتها مـــــشـتـبـكه
كــــــرش مـنـفــركة
أو
ٌ
رقــعــته مـنـهـتــــــــكه
مــــــن وسـخ قـد دلــكه
فـــــــرخ فـيـــه تـــركه
أظــهـر فيـــــــه حـبـكه
تـنـقـر فيـها الـديـــــــكه
كـ ُّل طــريق سـلَـــــــكه
من :ديوان المعاني -العسكري
معجم األدباء لياقوت
فــي مقتــــــــــــه منهمكـه
وسط الــنــــــــدى الحركه
يحكيه جلد الـــــــــــسمكـه
أو قطعة مــــــــــــن شبكه
أبصرتـــــــــــــها مشتبكـه
ما الـــــــــريح أبدت حبكه
أو كــــــــــــــرش منفركـه
رقيقة منهـتـــــــــــــــــكـه
من وسخ قـــــــــــــد دلكـه
أفرخ فــــيــــــــــــه تـركـه
قد نقرتها الـــــــــــــــديكـه
بخر
ومن بديع الهجاء بالتبزق والتمخط والبخر قول ابن الرومي:
تحسب مزكوما ً وإن لــــــــم تزكم
محشرج الصدر بِــــــــرطلي بلغم
نخامةً كالـــــــــــــــضفدعِ المو َّ
ش ِم
ممتخطا ً بــــــــالكوع أو بالمعصم
ذا نكه ٍّة من لــــــــــــم تمته يصدم
مورم
من سدة في أنفك الــــــــــــــ
ِ
إن لم تنخع مـــــــــــــــــــرة ً تنخم
دم
دكناء رقطاء بــــــــــــــقيحٍّ أو ِ
تضر ُ
ط مــــن أنفٍّ وتفسو من فم
ِ
ُ
حتى دعاك الــــــــمأل ارحم ترحم
من :ديوان المعاني -العسكري
ومن أعجب ما قيل في البخر قول الخالدي في رجل حلق سباله بعد أن أطاله:
القباح
النكرات
ن
ــــــــــ،
م
يواري
حلقتَ سبالك جهالً بـــــــــــــــــما
ِ
الصباح
تى
ــــــ
ح
عرسك
وعذ
فعذبتَ صحبَـــــــــك حتى المساء
بتَ
ِ
ً
مستراح
لى
ـــــــــــــــ
ع
ا
ِتر
س
كان
فقد
فال أبعد هللاُ ذاك الـــــــــــسبال
ِ
من :ديوان المعاني -العسكري
جحظة البرمكي:
(بخر) وقال مسل ٌم:
بخر
س في َوجهي فَـــــــ ِكدتُ أَموتُ
تَنَفَّ َ
ونتنَـني َحتى َحسِبتُ ِبأَنَّـــــــــــني
فَإِن لَم أ َ ُكن فَتشــــتُ حقا ً ُ
غــاللَتي
عني جانِبا ً فَــ َحــيــيـــتُ
ض َ
عر َ
َوأ َ َ
َو َر ِب ُ
ي خــــــريــــــتُ
ب
يا
ما
ك
صاحِ
َ َّ
ســلحــها فَعميتُ
ها
ــ
ن
ــــ
ع
ِل
س
ألَغ
َ
َ
من :ديوان المعاني -العسكري
ديوان جحظة البرمكي
أنت تفسو إذا نطقــت ومــن ســـبـ ـ ـح مــــــــن فسو فاك إثمـا ً وزورا
وقال آخر:
ال تدن فاك مـــــــــن األمير ونحه
ٌ
منتن
جحر
إن كان للظربـــــــــان
ٌ
وقال الحكم بن عبدل لمحمد بن حسان بن سعد:
فما يدنو إلى فــــــــــــــــمه ذبـابٌ
يرين حالوة ً ويخفن مــــــــــــــوتا ً
وقال أعرابي:
كأن إبطي وقـــــــــد طال الـمـدى
حتى يداوي مــــــــــا بأنفك أهرن
فلجحر أنفك يــــــــــــا محمد أنتن
ولـــــــــــــــو طليت مشافره بقنـد
وشيكا ً إذا هممن لـــــــــــــه بورد
نفحة خـــــــرءٍّ من كواميخ القرى
من :عيون األخبار -ابن قتيبة
ومن أجود ما قيل في البخر ألبي إسحاق الصابي:
هر ـ ةِ ُخــــــــــــــــــــــــــــبْزا ً فرماهَا
ي للــــــــــــــــــــــ َّ
َم َ
ضغ األزد ُّ
ش َّمتْـ ـ ـــهُ فظنَّــــــــــــــــــــــــتهُ خَراهَا
فدنتْ منهُ فَـــــــــــــــــــــــــ َ
ث َّم ولَّــــــتْــــــــــــــــــــــــهُ قَفَاها
ف َحثَتْ ت ُــــــــــــــــــــــــــربا ً عليه
من :حماسة الظرفاء -العبدلكاني الزوزني
(بخر) عبيد هللا بن محمد بن أبي الجوع :1
تتصدى األنوف كـــــــــــــالنشاب
إنما فوك فقحة كـــــــــــــــل وقت
تصرع الطائر المحلق في الــــجـ ـ ـــــو ولو غاب في سواء السحاب
من :يتمة الدهر – الثعالبي
(بخر) قول اآلخر:
تبكي السمــــــــــــوات إذا ما دعا
إذا اشتهى يـــــــــــوما ً لحوم القطا
وتستـــــــغيث االرض من سجدته
يصرعها فــــــــي الجو من نكهته
(بخر) وقول اآلخر:
أمحــدث أو محـــدث مــــــن فيه؟
أمسي يحدثني فقــــــلت لصاحبي:
والـــــــــــــويل للكأس التي تسقيه
يا ويـــــــــــــــح ريحان نحيـيه به
نعوذ باهلل من أنفاس فالن فإنها تأخذ باألنفاس ،وتطير أرواح الجالس فإذا دعا بكت السماء من دعودته الوضرة القذره وإذا سجد استغاثت
األرض من سجدته المتنفسة عن العذرة .وإذا اشتهى لحم الطير وهي في الهواء ،تكاد تصك عنان السماء ،فما هو إال أن يصعد اليها تلك
النكهة المميتة ،ويسلط عليها تلك األنفاس الخبيثة ،حتى يصرعها حوله مثني وآحادا ،ويصيدها قبحه هللا صيادا .ومن خصائصه أنه ال يدري
1أحد رواة المتنبي.
أفسا أم تنفس ،وأحدث أم حدث .فيا ويح الشراب الذي يصبح من شرابه ،ويا ويح الريحان الذي يُحيى به .ويا له من رجل مدخل أكله أخبث
من مخرج ثفله.
من :رسائل الثعالبي – الثعالبي 72 /
(بخر) شاعر:
رض فــــيــــه الــــــمـــسك رضا
أنت لــــــــو جــــــزت بــــــــبيت
وتنفســــــــــــت ،لقال الــــــــــــنا ـ س فيــــــــــــــــــــــــه :قد توضأ
من :ربيع األبرار للزمخشري
أحدب
(أحدب) ابن عنين:
(أحدب) ابن عنين:
(أحدب) ابن الرومي:
سفَ ُل
حاشا لعبد الــــــــــرحيم سيدنا الـ ـ ــفاضــ ِل مــــــــــــ َّما ت َقولُهُ ال ُّ
في ظهره مـــــــــــــن عبيده حب ُل
وتب من قــــال :إن حدبـــــــــــته
يصح إن كـــــــــــان يحبل الرج ُل
غير سيــــدِنا
هذا قِيــــــــــ ٌ
اس في ِ
من :ديوان ابن عنين
سألتُ السديدَ الفاضلي ِ وقــــــد بدا
أكنتَ مريــضا ً؟ قا َل :كــــالَّ و ِإنما
فقلتُ لهُِ :إ َّن ال ِقــ َ
يارهُ
طــ َّم اختـــــــ ُ
ولكنُّهُ ٌّ
حق على اللــــــ ِه وض ُع من
أن ما يــعـــزى إلي ِه مصدَّقٌ
وهبْ َّ
فما هذ ِه ما بينَ ثدييكَ ؟ قـــــا َل لي:
هزا ٌل بعدَ شـــــــــــــــــــدة أسر ِه
تخــ َّيــــــــــرني عبدُ
الرحيم لسر ِه
ِ
ألوضــــ ِع فح ٍّل مــــــن ت َفاقُ ِم أَمر ِه
عال فـــــــوقَ قدر ِه
ت َراف َع جهالً أو َ
وأنَّكَ قد أقـــــــــــررتَ فينا بأمر ِه
ب ظهر ِه
ت َــقــعُّ ُر صدري مِ ن محدَّ ِ
من :ديوان ابن عنين
قصرت أخــــــــاذعه وطال قذاله
صفعـــــــــــــت قفاه مــرة
وكأنما ُ
فكأنه متربص بــــــــــأن يُصفعــا
وأحس ثانية لــــــــــــــــها فتجمعا
من :ديوان ابن الرومي
(أحدب) وقال مكاجم بن وزير الهند:
انظر إلى األحدب مــــــــ ْع عرسه
كأنه لما عــــــــــــــــــــال ظهرها
وهي على الــــــــــجبهة مبطوحه
ار عـــــــــــــــــلى ُ
شوحه
فارة ُ نج ٍّ
من :نواضر األيك في معرفة النيك ـ السيوطي
(أحدب) قال أبو عيينة في ابن عمه
مجلس
إذا ما تكلم فـــــــــــــــــــي
ٍّ
يسيلُ ،وأسمج بــــــــــــــــه راكبا ً
وله فيه
فكأنـــــــــــــــــــــــــه يعدو بقِربه
يغدو الجواد بـــــــــــــــــــــــخال ٍّد
تيس أنــــــــب مــــن الـــــــــــتيو ـ ِس كـــــــــــــــــــــأن لحيته مذبه
من :التشبيهات -ابن أبي عون
رأيتُ الـــــــــــبصاق على العنفقه
كأن عــــــــــــــــلى ظهر ِه مرفقه
(أحدب) وقال شاعر:
فكأنــــــــــــــــــــــــما تعدو ب ِقربه
تعدو الجياد بــــــــــــــــــــــــخال ٍّد
تيس أنــــــــب مــــن الـــــــــــتيو ـ ِس كـــــــــــــــــــــأن لحيته مذبه
من :محاضرات األدباء -الراغب األصفهاني
(أحدب) وشاهد المدح في موضع االستهزاء قول ابن الذروى في ابن أبي حصينة من أبيات:
ال تظنن حدبــــــــــــة الظهر عيبا ً
فهي في الحسن من صفات الهالل
وهي أنكى مــــــن الظبا والعوالي
وكذاك الـــــــــــــقسي محدودبات
لقروم الجمـــــــــــــــال أي جمال
وإذا ما عال الــــــــــــــــسنام ففيه
وذنابى القطاة وهــــــي كما تعـــــ ـ ــــلم كانـــــــت موصوفة بالجالل
وأرى االنحناء في مــنــسر الــــبا ـ زي لــــــــــــم يعد مخلب الرئبال
كون اللــــــــــه حدبة فيك إن شئــ ـ ــت مـــن الفضل أو من اإلفضال
طال أو موجــةً بـــــــــــبحر نوال
حلم
فأتت ربوة عــــــــــــلى طود ٍّ
لو غدت حليـــــــــــةً لكل الرجال
ما رأتها الــــــــــــــنساء إال تمنت
ثم ختمها بقوله:
وإذا لم يكن مـــــــــــــن الهجر بد ٌ
فعسى أن تزورنـــــــي في الخيال
من :تصحيح التصحيف وتحرير التحريف -الصفدي
(حدباء) األديب سراج الدين عمر بن مسعود ،المعروف بالكتاني الحلبي .. )712 +( .ومن شعره في امرأة حدباء وخلفها جارية عرجاء:
وهــــــــــــــي بأخرى مثلها ناهده
فديــــــــــت من في ظهرها حدبة
قائمة فــــــــــــــــــي مشيها قاعده
يحسبـــــــــــــــها اإلنسان مع أنها
عــــــــــــــــن أختها فاضلة زائدة
وخلفـــــــــــــــــــها جارية رجلها
توقــــف في خدمتها وقفة الـــــــــ ـ ــــــــــوز وتطوي رجلها الواحده
من :أعيان العصر وأعوان النصر – الصفدي
(أحدب) ابن عنين:
ضــــــــــــ ِل أَربتْ على عُال ال ُ
ب
شه ِ
وحين أبــصرت دولة األحدب الــفا ـ ِ
ب
.................................
تــــــــــــــــحادبوا فهي دولة الحد ِ
من :ديوان ابن عنين
صر
قِ َ
واإل ْزبُ :اليد ُ
ي يكيون ضيئِيالً ،فيال تكيون
َّقيق اليـ َم ِ
فاصل ،الضيا ِو ُّ
واإل ْزبُ :اللَّئِيي ُمِ .
اإلب ُل تَيأْزَ بُ أَزَ بياً :ليم تَجْ ت َ َّيرِ .
(قصر ـ بقر) أزب :أ َ ِزبَت ِ
َ
َ
َ
ي ُمحْ ثلٌ.
زيادتُه في الوج ِه وعِظامِ ه ،ولكن تكون زيادته في بَطنِه و َ
س ِفلتِه ،كأنه ضا ِو ٌّ
ير الغَلِي ُ
ظ .قال:
القص ُ
الرجا ِلِ :
واإل ْزبُ من ِ
ِ
ُ
ُ
ُ
ْ
ْ
َ
َّ
سبُـــــــه َولِيدا
ب
ِض ،مِ ن ق
ــــــري ٍّْش ،ك َّل إِز ٍّ
وأ ْبغ ُ
صير الشخ ِ
ص ،تَحْ َ
ق ِ
َ
إِذا قاموا َح ِس ْبت َــــــــــــــــ ُه ُم قُعُودا
كأَنه ُم ُكـــــــــــــلَى بَقَ ِر األَضاحِ ي
وآزبٌ :طويلٌ( .التهذيب).
ص ُ
اإل ْزبُ :القَ ِ
ير الدَّمِ ي ُم .ورجل أ َ ِزبٌ ِ
ِ
من :لسان العرب
(القصر) وقال أبو نواس في قصيرة:
بدت لنا في ثياب لعبتــــــــــــــــها
وقال ابن الرومي في قصيرة:
تض ُّل في السربــــــــــــا ِل من قل ٍّة
قصيرة ُ الـــــــــــــــــقام ِة دحداحة ٌ
وله أيضا ً:
قميئةُ الخلفــــــــــــــــــــة دحداحة ٌ
نكهتــــــــها تــقــتــل جـــــــالسها
وقال الناجم:
وقصير ال تعم ُل الـــــــــــــــــشمـ
ٍّ
يعثر الناس في الـــــــــــــــــطريـ
وله في ابن عمار:
عمار له قـــــــــــــــــــامة ٌ
ابن
إن
ٍّ
طامنه الــــــــــــــــــــفقر وإدمانه
ال تبصر العين إذا مــــــــــــــا بدا
(القصر) قال الناجم في العزيز:
أال يـــــــــــــــــــــا بيدق الشطرنـ ـ
لقد صغر منك الـــــــــــــــــــــك ُّل
فــــــــــــــــــــما تنفك وجــــعــــا ـ
الضخم فــــــــــــــــــــي رأ ـ
وكف
ُّ
ِ
لقد ض َّل امــــــرؤ عــــــــــــــــــد ـ
(القصر) قال الناجم في العزيز:
بسار له قامة ٌ
إن ابــــــــــــــــــــن
ٍّ
يقطعه ٌ
زيق ويـــــــــــرضي الذي
ند إليــــــــنـــــــــــا دون أصحاب ِه
وقال المصيصي في قصير:
تقطع دواجا ً لـــــــــــــــــــه سابغا ً
غني أراه فـــــــــــــــــي حشا أم ِه
وقال حسان يهجو بني عبد المدان:
دعوا التخاجؤ وامشوا مشيةً سجحا ً
قصر
بالقوم من طو ٍّل ومن
ال بأس
ِ
ٍّ
تجر أثوابــــــــها لــــــــــقلتــــــها
كصعوةٍّ فــــــــــــــي جوفِ قفاعه
قامتها قامــــــــــــــــــــــــة ُ فقاعه
تطرحها القلة فـــــــــــــي المنسى
لقرب مــحــــساهــا مـــن المفسى
ـــــــس فيــــــــــــــــــــــئا ً لقامته
ق بـــــــــــــــــــــه من دمامته
ـــــ ِ
قريبةُ
البعض
البعض مـــــــــــــن
ِ
ِ
العرض
في
ــــــطول
ال
منه
فصار
ِ
األرض
الرأس على
منه ســـــوى
ِ
ِ
من :التشبيهات -ابن أبي عون
ـــــج 1فــــــــــــــي القيم ِة والقام ْه
الدبر والهامه
غــــــــيـــــــــــــــر
ِ
للـــــــــــــــــــــــوافر مستامه
ؤك
ِ
ســــــك كــــــــــــالخا ِل أو الشامه
ك يـــــــــــــــــــا طرطور عالمه
من :التشبيهات -ابن أبي عون
ثمار القلوب -الثعالبي
بطولـــــــــــــــــــــها منقار فروجِ
يحيطه منه بـــــــــــــــــــــطسوجِ
ردم
مـــــــــــــن ِ
ٍّ
ياجوج وماجوجِ
ث
ق التو ِ
وريقةٌ مــــــــــــــــن ور ِ
ث
صور مــــــــــــــن نطف ٍّة برغو ِ
وتذكير
ب
إن الرجا َل ذوو عصــــ ٍّ
ِ
العصافير
جسم البغا ِل وأحــــــالم
ِ
من :التشبيهات -ابن أبي عون
(أمثال ـ شطرنج) كان أبو القاسم الكسروي يبغض الشطرنج ويذمها ،وال يقارب من يشتغل بها ،ويطنب في ذكر عيوبهم .ويقول :ال ترى
شطرنجيا ً غنيا ً إال بخيال ،وال فقيرا ً إال طفيليا ،وال تسمع نادرة باردة إال على الشطرنج ،فإذا جرى ذكر شيء منها ،قيل :جاء الزمهرير .وال
يتمثل بها إال فيما يعا ب ويذم ويكره ،فإذا خرى السكران قيل :قد فرزن ،وإذا كان مع الغالم الصبيح المليح رقيب ثقيل :قيل معه فرزان
بيدق ،وإذا استحقر قدر اإلنسان قيل :كأنه بيدق ،وال سيما إذا اجتمع فيه قصر القدر وصغر القدر كما قال الناجم:
ـــــــج فــــــــــــــي القيم ِة والقامه
أال يا بيدق الــــــــــــــــــــشطرنـ
...وإذا رؤي طفيلي يسيء األدب على المائدة قيل :انظروا إلى يد الكشخان كأنها في الرقعة ...وإذا ذكر وضيع ارتفع ،قيل كما قال أبو
تمام:
قل لي متى فرزنت ســـــــــــــــر -عــــــــــــــــــــــة ما أرى يا بيدق
من :يتيمة الدهر ـ الثعالبي
(قصر القامة) ومما قيل في الذمامة وقصر القامة ما ينسب ألبي نواس وهو لغيره:
1بيدق الشطرنج :يشبه به القصير الدنيء الساقط( .ثمار القلوب – الثعالبي)
إذا استن في قوهيــــــــــــــــــة َمتبخترا
فأقسم لو خرتْ مــــــــــــن استك بيضة ٌ
وقال غيره:
أال يا بيدق الــــــــــــــــــــشطرنـ
محض
لبن
ِ
فقل جرذٌ يستن فــــــــــــــي ٍّ
بعض
ب بعضك من
ِ
لما انكسرتْ من قر ِ
ـــــــج فــــــــــــــي القيم ِة والقامه
وقال آخر:
فقام إلى الغالم أســــــــــى وغيظا ً
بقد لم يـــــــــــــــــــــزد في ِه القيام
من :ديوان المعاني -العسكري
وكما أفرطوا في صفة الطول كذلك أفرطوا في صفة القصر ،قال بعضهم:
فأقسم لو خرتْ من استــــــــــــكَ بيضة ٌ
بعض
لما انكسرتْ من قريب بعضك من
ِ
وقال آخر في صفة كثير عزة وكان قصيرا:
يعض القراد بــــــــاسته وهو قائم
قصير الـــقميص فـاحش عند بيتِه
من :كتاب الصناعتين ـ أبو هالل العسكري
وقيل في كثير ،وكان قصيراً :من الطويل
يعض القراد بــــــــاسته وهو قائم
قصير القميص فــــاحش عند بيته
من :البديع ـ ابن المعتز
دخل المغيرة بن شعبة على معاوية ،فقال معاوية:
ً
لبن محض
فــــــــــــــي
يستن
جعل
تقل
ا
متلبس
ة
قوهي
فــــــــــــــــــــــي
إذا راح
ٍّ
ٍّ
وأقسم لو خرت مــــــــــــن استك بيضة ٌ
لما انكسرت من قرب بعضك من بعض
من :عيون األخبار -ابن قتيبة
وقال آخر:
وأقسم لو خرجت مـــــــــن استك بيضة ٌ
لما انكسرت من قرب بعض إلى بعض
من :البديع – ابن المعتز
(قصر القامة) قال ابن الرومي:
وأنت في طـــــــــــــــــــول أيري
أأنــــــــــــــــــــت تشتم عرضي؟
من :ديوان المعاني -العسكري
(قصر القامة) ابن الرومي:
قامتها قامــــــــــــــــــــــــة فقاعه
دحــــــداحة الخلقة حـــــــــدباؤها
لو أنها ملكي ولــــــــــــــي ضيعة ٌ
جعلتها للــــــطــــيــــــــــر فزاعه
من :محاضرات األدباء -الراغب األصفهاني
(قصر) يقال أَق َ
ف مِ ْن َحل َمة ،وألزَ ُق من ب َُرام ،وأذ ُّل من قُ َراد ،وقال الشاعر:
ط ُ
القرادُ بــــــــا ْستِه وهو قائ ُم
َخصه
يَعَ ُّ
تقار ِ
يكاد خَليلي مـــــن ُ
بش ِ
ض َ
والقُ َرادُ
صى ،وقال الشاعر:
ت ال َجم ِل ،والنمل
يعرض ال ْس ِ
ُ
ُ
يعرض لل ُخ َ
ت ال َجم ْل
وأنتَ مكانُــــــــــــــــــك من وائل
مكان القُ َراد مِ ْن اسْــــــــ ِ
من :الحيوان -الجاحظ
أبو حاتم عن أبي زيد ،قال :أنشدنا أعرابي في رجل قصير:
يعض القراد بــــــــاسته وهو قائم
يكاد خليلي مـــــن تقارب شخصه
من :العقد الفريد -ابن عبد ربه
عيون األخبار -ابن قتيبة
ابن االرومي ،قال في أبي علي بن قرة:
ــــــــو ٌر
ع
ص ٌ
ــر و َ
أ ِق َ
َ
شواهدٌ مـــــــــقبولة ٌ
تخبرنا عـــــن رج ٍّل
أ َ ْقمأَهُ الق ْفدُ فــــــأضْـ
فكف منــــــه بصرا ً
َّ
و َحتَّ منــــــه شَعرا
صلَ ٌع فــــــي واحِ ِد
و َ
ناهيك مـــــن شواه ِد
مستع َمل الــــــمقاف ِد
ـحــــــى قائما كقاعد
مثل الـــسراج الواقد
أسودَ كــــــــــالعناقد
من :ديوان ابن االرومي
كان المغيرة بن شعبة أعور دميما ً آدم ،فهجاه رجل من أهل الكوفة فقال:
متأزرا ً
فقل ُجعَ ٌل يَ ُّ
ستن فــــــــــــــي لبَ ٍّن محْض
إذا راح فـــــــــــــــــــــي قبطي ٍّة ِ
خرتْ مــــــــــــن استك بيضة ٌ
لما انكسرت من قُرب بعضك من بعض
فأقسم لو َّ
ً
قال أبو بكر فقلت ألبي حاتم :ما أظن أحدا يسبقه إلى قوله" :جعل يستن في لبن محض" فقال :بلى ،كان إبراهيم بن عربي والي اليمامة،
فصعد المنبر يوما ً وعليه ثياب بيض فبدا وجهه وكفاه ،فقال الفرزدق:
غربان عليــــــــــــــه وقوع
ثالثة
ترى منبر العبد اللئيم كأنــــــــــما
ٍّ
قال :فهذا يشبه ذلك وإن لم يكنه.
قال أبو حاتم :وخرج نصيب من عند هشام وعليه ثياب بيض ،فنظر إليه الفرزدق فقال:
كأنه لما بــــدا للــــــــــــــــــــناس
حمار لــــف فــــــــي قرطاس
أير
ٍّ
من :األمالي -القالي
عيوب امرأة
(عيوب امرأة) دعبل :1
أُال ُم على بُ ْغــــــــــضي لِما بينَ َ :حيَّة
تُحاكي نَعيــــــ ًما زا َل في قُبْحِ َوجْ ِهها
ضربانُ في الــــمفاص ِل ،خاليا ً
هي ال َّ
س ْخنَة
سفَرتْ كانت لِــــــــــعينيكَ ُ
إِذَا َ
ب
وإن حدثــــتْ كانـــتْ جمي َع مصائ ِ
َح ٌ
ب
رس أَو نتفِ شار ٍّ
الض ِ
ديث كقَ ْل ِع ِ
ُ
عد ْمتُ َحدِيثها
وت َ ْفت َُّر عن ق
لـــــــــــح َ
ٍّ
(عيوب امرأة) قال آخر:
اصرميني يا خلقة الـــــــمجدار
ســمتــني 3بوجهك والوصل
فلقد ُ
ذقــــن ناقــص وأنــــف غليــظ6
طال ليلي بــــــــــــــها فبت أنادي
قامة الـفـصـعـــل الضئيل 9وكف
2
حْر
َو َ
ضبْعٍّ وتِمساحٍّ ،ت َغــــشاكَ مِ ن بَ ِ
سطــوة الدَّ ْه ِر
ص ْفحتُها -لما بَدَتْ َ -
و َ
النحر
برسام ضممــــتَ إلى
وشعبة
ٍّ
ِ
ْ
وإن برقعتْ
القفر
فالـــقفر في غاية
ُ
ِ
بــــــــــقاص َمة َّ
هر
ُم َوفَّ َرة تأتِي
ِ
الظ ِ
كحطم األنفِ عي َل ب ِه صبري
وغن ٌج
ِ
ص ِر
عن ه ََر َمي مِ ْ
عن َجبلي طي ٍّ و َ
و َ
من :ديوان دعبل
ديوان الحماسة
وصليني بطول بــع ِد الـــــــــمزار
5
قــروحا 4أعيت على الـــمسبار
وجــبــيــن كــــساجة 7القسطار8
يا لــــــــــــثارات مستضاء النهار
خنصراها كــــذَيــــنـــــقا 10قصار
من :ديوان الحماسة
ديوان دعبل الخزاعي
(هجاء امرأة...سحاق وعيوب جسدية)
كان السماعيل بن عمار جارية قد ولدت منه ،وكانت سيئة الخلق قبيحة المنظر ،وكان يبغضها وتبغضه فقال فيها:
كــ ْنـد ُش12
وأخـبث مــــــن ُ
َ
ألـص
ـردَ ٍّة 11كالعـصـا
َّ
بُ ِلـيتُ بــــــــزَ َّم ْ
ِ
ْ
وتـمـشي مــــــع األسْـفَه األطـيش
تحـب النـســــــــاء وتـأبى الرجال
ولون كبـيـض الــقـطا األبْـرش13
لها وجـه قــــــــــــرد إذا َّ
ازيَّـنَـتْ
ٌ َ ْ
َ
كمـثل الخوافـي 16من المرعـش17
ومن فـوقـه لِـــــــمـة ٌ 14جـثْـلَـة ٌ15
ْ
َّ
َ
كــرش19
ٌ
وبطـن خَـواصـره كالــــــــــ ِوطـا
ِ
ب 18زادَ عـلى َك ِر ِش األ ْ َ
ْ
ْ
ـرش
وإن نَ َك َهتْ كِـدْتُ مـــــــــن نَـتـنها
أخِ ــر عـلى جانـــــــــب ال َمـف َ
كقِـ ْربـة ذي الـثَّـلَّة 20الـــــ ُمـعْطِ ـش
ي تـدلى عـــــــــــلى بطـنـهـا
وثـد ٌ
إذا ما مشــــتْ مشية المـنـتـشي22
طـة ٌ21
وفَ ْخـذان بـينـــــــــــهـما بَسْـ َ
كــساق الـدجـــــاجة أو أ َ ـمـش23
ٌ
وساق يخـلخـلــــــــــــــها خـاتــ ٌم
حْ
كـلَــة ٌ24
وفي كل ضـرس لــــــها أ ُ ْ
صـ ُّل 25من القـــبر ذي ال َمـ ْنـبَـش
أَ َ
صـــال َل 26ما تـحْ ـت َـشي
ولـما رأيت خــــــــــــــوا أنـفـهــا
وفـيها ،وإِ ْ
1في :ديوان الحماسة ،وقال آخر:
أالم على بغضي لما بيــــــن :حية
تحاكي نعيما زال فــي قبح وجهها
هي الــضربان في المفاصل خاليا
وضبع وتمساح ،تغــشاك من بحر
وصفحتها لما بـــدت سطوة الدهر
وشعبة برسام ضممــت إلى النحر
2المجدار :ما يعمل لطرد السباع في المزارع ،فإذا نصب قائما نفرت منه ،وكنى به عن الثقل والغلظ ،وإن كل إنسان ينفر منها.
3سمتني :أوليتني.
4القروح :الجروح.
5المسبار :الميل الذي يختبر به عمق الجرح.
6يروى :طوي ٌل
7الساجة :خشبة تتخذ من خشب الساج.
8القسطار :الصيرفي الذي يتفقد الدراهم.
9الفصعل الضئيل :العقرب الصغير الضعيف.
10الكذينق :مدقة القصار ،وهو صباغ المالبس.
11الزمردة والزنمردة :المرأة التي تشبه الرجال خلقا وخلقا.
12كندش :ضرب من العقاعق ،وهي طيور تشبه الغربان ،طويلة الذنب ،وتوصف بالخبث والسرقة .ويضرب بها المثل .وقد يكون كندش هنا اسما علما للص معروف.
13البرش :اختالف اللون ،فتكون فيه نقطة حمراء وأخرى سوداء ،أو غبراء أو نحو ذلك.
14اللمة :شعر الرأس المجاور شحمة األذن.
15الجثلة :الغليظة الملتفة.
16الخوافي :ج خافية وهي إحدى ريشات أربع إذا ضم الطائرجناحيه خفيت.
17المرعش :جنس من الحمام يحلق في الجو ،وقد يعني هنا النسر الذي قد هرم.
18الوطاب :سقاء اللبن،الثدي العظيم.
19األكرش :العظيم البطن.
20ذو الثلة :راعي الغنم .الثلة :القطعة من الغنم.
21بسطة :فرجة.
22المنتشي :السكران.
23األحمش :الدقيق.
24األكلة :داء يصيب األسنان فتتكسر وتتساقط.
25أصل :أكثر صال ،وهو ما تغير لونه وأنتن.
26إصالل ما تحتشي :رائحة ما تحتشيه في فرجها مدة الحيض.
ألعرابي في امرأته
أنشدنا دعبل:
ضامر مثـــــ ِل ظِ ْـلف الغـزال
إلى
ٍّ
فـررتُ من البـيت مــن أجْ ـلــــــها
2
وأبْـردُ من ثـلـــــج ساتِـيــــــدَ َما
َّ 4
وأرس ُح من ضـفـدع عــــــــثــ ٍّة
وأوسع من بــــــاب جسـر األميـر
فهـذي صـفاتــــــــــــي فال تـأْتِـهـا
أشد اصـفـــــــرارا من المـشـمـش
فـرار الهـجـيـــــن من األعمـش1
إذا راح كالـــــعُـطُـب 3ال ُمـ ْنـفَـش
5
عـش
تـنِـق على الشـــط من َم ْ
ـر َ
ـر المـحـــــــــــامل لم ت ُ ْ
ـخـدش
تُـمِ ُّ
6
ـردًا لهاَ :ك ْشـكِـشي
فـق ْد قلتُ طــ ْ
من :األغاني 373 :11
بليت بزمـــــــــــــــردةٍّ كالـعـصـا
لها شعر قـــــر ٍّد إذا ازينـــــــــــت
ٌ
وساق يخـلخـلــــــــــــــها خـاتــ ٌم
لها ركـــب مثـــــل ظِ ْـلف الغـزال
كأن الثآلي َل فــــــــــــــــــي وجهها
ألص وأخبـث مـــــــــــــن كنـدش
ووجه كبيض القـــــــــطا األبرش
كــساق الـدجـــــاجة أو أَحْ ـمــــش
أشد اصـفـــــــرارا من المـشـمـش
الــــــــــــــكشمش
بدر
ِ
إذا أسفرتْ ُ
من :التشبيهات -ابن أبي عون
بليت بزمـــــــــــــــردةٍّ كالـعـصـا
لها شعر قـــــر ٍّد إذا ازينـــــــــــت
كأن الثاليـــــــــــــــل في وجـهـهـا
ألص وأسرق مـــــــــــــن كنـدش
ووجه كبيض القـــــــــطا األبرش
إذا سفرت بَدَدُ الــــــ ِك ْشـــــــمِ ـــش
من :عيون األخبار (كتاب النساء) ابن قتيبة
ديوان دعبل الخزاعي
ترى التيمي يزحف كالـــــــقرنبي
تشين الزعفران عــــــــروس تـيم
يقول المجتلــــــون :عــروس تـيم
إلى تيمي ٍّة كــــعصا الــــــــــمـلـيل
وتمشي مشية الــجــعــل الــدحول
شوى أم الحــبــيــــــن ورأس فيل
من :عيون األخبار (كتاب النساء) ابن قتيبة
(امرأة قبيحة) قال جرير:
(قبح امرأة) رأى أعرابي امرأة في شارةٍّ وهيئة ،فظن بها جماالً ،فلما سفرت فإذا هي غولٌ؛ فقال:
علي ولــــوال ذاك مت من الكرب
فأظهرها ربي بـمـن وقــــــــــدرةٍّ
ير من الكلب
فلــما بدت سبحت من قبح وجههـا
قلت لها:الساجور 7خ ٌ
من :عيون األخبار ـ ابن قتيبة
آلخر في عجوز تزوجها ،وقال:
ث وســـاقا بعوض ٍّة
لها جسم برغو ٍّ
وتبرق عيناها إذا مــــــــــا رأيتها
وتفتح ال كانــت فما ً ،لــــــو رأيته
فما ضحكت في الناس إال ظننــتها
إذا عـاين الـشيطان صورة وجهها
وقد أعجبتهـا نـفـسـهـا فـتـمـلـحـت
1األعمش :الذي ضعف بصره مع سيالن دمع عينه غالبا.
2ساتيدما :جبل بالهند ال يعدم ثلجه أبدا.
3العطب :القطن.
4العثة :الضئيلة الجسم.
5مرعش :مدينة في الثغور بين الشام وبالد الروم.
6كشكشي :اهربي.
س ْو َج ٌر( .الصحاح في اللغة)
7الساجورَ :خشَبة تُجْ عَ ُل في ُ
ق الكلب .يقال :كلبٌ ُم َ
عنُ ِ
ووجهٌ كوجه القـــــرد بل هو أقبح
وتعبس في وجه الضجيـــع وتكلح
توهمته بابا ً من الــــــــــــنار يفتح
أمـامـهـم كـلـبـا ً يهـــــر وينـــبـــح
تعـوذ مـنـهـا حـين يمـسي ويصبح
بأي جـمـال لـيت شـعـري تـمـــلح
من :عيون األخبار ـ ابن قتيبة